رد: واعلموا أن فيكم رسول الله
الحلقةالتاسعة عشر:
السنة الرابعة من الهجرة ومابعد أحد:
-تجربة أحد تجربة للأمة ليوم القيامة ,فالله لا يحابي أحد ولا يوجد نحن أبناء الله وأحباءه ولا نحن أحفاد الصحابة وأحفاد النبي لا ننهزم ,إذا خالفنا أمر النبي وخالفنا قوانين النجاح ننهزم حتى لو كان النبي معنا فهذه هي سنة الله في كونه.عند الرجوع من غزوة أحد تخيل الحالة النفسية للصحابة فقد استشهد 70 منهم واستشهد حمزة عم النبي ورأوا دموع النبي عليه,وتخيل نفسية الرماة الذين يشعرون أنهم السبب بهذا ونفسية النبي تجاه الرماة وموقف المنافقين في المدينة واستقبالهم للمسلمين وتنزل سورة آل عمران تصف المنافقين(الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ماقتلوا)
وبدأ اليهود في المدينة يهود بنو قريظة ويهود بني النضير يفكروا بتقطيع الدستور مع النبي لأن المسلمين أصبحوا ضعفاء والقبائل المجاورة للمدينة المتحالفة مع النبي بدأت تنقض العهود. كل هذا من آثار غزوة أحدوقد استمرت هذه الآثار سنة .وهو درس قاسي 40 من الرماة عصوا النبي فكانت هذه النتائج فمابالنا بملايين الآن تعصي الرسول وبعد ذلك نستغرب أنه لاننتصر.
الحالة النفسية للمسلمين احباط ,وبدأت تظهر أفكار خاطئة فاليهودكانوا يقولون للمسلمين أنتم لم تنتصروا لأنكم غير مؤهلين للشورى ,لأن الشورى كانت شيء جديد فعله النبي مع أصحابه فكانت العادة أنّ رئيس القبيلة يقرر والباقي ينفذ.والصحابة بدأوا يفكروا كيف ننهزم ومعنا الرسول .واليهود تقول للمسلمين نحن لم نسمع عن رسول تكسر رباعيته ويهزم .والصحابة بدأوا يتساءلون أين الملائكة التي نزلت في بدر .وينزل القرآن ويعالج هذه المشاكل وأول ماينزل (وشاورهم بالأمر )حتى لوكانت النيجة هزيمة.لماذا هزموا؟(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم )حتى لو كان النبي معهم.
أين الملائكة(وماجعلناه إلا بشرى ولتطمئن قلوبكم به وماالنصر إلا من عند الله).
ونفسية النبي مع الرماة (فبمارحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ).وللصحابة المحبطين(ولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين,إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس........)(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون).
-رجع النبي من أحد وهو في الطريق يفكر كيف يرفع الروح المعنوية للصحابة .صلى العصر في مسجد يدعى حالياً مسجد المستراح وهو في الطريق بين المدينة وأحد فمن شدة تعب الصحابة لم يستطيعوا الوصول للمدينة وعندما استقظ الصحابة فجراً تفاجأوا بقرار النبي أنه يريد أن يحارب قريش وذلك بعد أن علم أن قريش تستريح ليلتين على بعد 8 ميل ,فأراد النبي أن يكسر شعورهم بالانتصار وأن يرفع الروح المعنوية للصحابة ويعيد الهيبة للمسلمين, رد فعل سريع وقرار خاطف من النبي .ففي نفس اليوم بعد صلاة الفجر قال النبي: من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفإني خارج الآن لملاقاة قريش ولايخرج معي إلا من خرج بالأمس.خرج الجيش كله حتى الجرحى حملوهم ولم يقل أحد أنا لاأريد الخروج ولا أستطيع الخروج,وهذه ليست قسوة ولكنها رد اعتبار من نبي عظيم خبير بأمور الناس .ونجد الصحابة يبذلوا تضحية تلو الأخرى وكل هذا من أجل الرسالة
الدرس 119: هل ستضحي من أجل الرسالة وإذا كانت لقمة العيش أغلى من الرسالة والروح أغلى من الرسالة ونقطة الدم أغلى من الرسالة ...فلن ننتصر.وإذا كانت عاطفتنا تجاه ديننا وتجاه الإسلام وإصلاح الأرض أبرد من عاطفتنا تجاه أولادنا وهم يموتون بين أيدينا ونحن نتحرك لانقاذهم .....فلن ننتصر.
-يطلع الجيش ويصل لحمراء الأسد فيهتز أبو سفيان ويفكر في إرسال أحد لتخويفهم .فيرسل واحد يذهب للنبي ويقول له: يامحمد ماالذي جاء بك إن قريش قد لبست جلد النمور يستعدون لقتالكم .فالنبي يقول له :أعد ماقلت أمام الناس فيعيد.فيقول النبي :قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل .وينزل قوله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله )
-والنبي يأتي برجل من قبيلة خزاعة وهي قبيلة مشركة لكن الرجل مسلم ويكتم إسلامه فالنبي لديه أدوات كثيرة يتحرك بها .وقال للرجل :اذهب لأبو سفيان وخوفه .فيذهب الرجل ويقول :إن القوم يتحرقون عليكم تحرقاً وقد جمعوا لكم أضعاف ماجاؤوكم به بالأمس. فقال أبو سفيان :والله ما أرى إلا أن نرتحل .فالنبي بحربه النفسية وبمبادرته أربك قريش ولكن نتائج أحد لم تنتهي فقد بدأت المكائد تعد فقد بدأ واحد اسمه خالد بن سفيان يجمع القبائل شمال المدينة ويتجهز لغزو المدينة وهو رجل شديد الكفر والنبي لا يريد أن يدخل في معارك جانبية فهو يركز على قريش والهدف هو مكة فقط فلو أسلمت مكة أسلم العرب
الدرس 120: أحياناً يكون لديك هدف كبير تسعى إليه وقد يأتي أحد ليسبك أو يتكلم عليك فلا تدخل في معارك جانبية وتضيع الهدف وتعلم ذلك من نبيك .
النبي أتى بواحد يدعى عبد الله بن أنيس يبلغ من العمر حوالي 27 سنة , وقال له بأن يذهب للجيش ويدخل في وسطه ويقتل خالد بن سفيان وينهي الموضوع لأن النبي إذا أخذ جيش إليه سيستنفز قوة المسلمين وهو لا يريد ذلك ,فقال عبد الله بن أنيس: يارسول الله صفه لي ؟فقال النبي : إذا رأيته تذكرت الشيطان.فقال عبد الله: أهذه إمارة ؟ قال النبي : إذا رأيته تذكرت الشيطان وستجد من نفسك قشعريرة .يقول عبد الله: فخرجت حتى وصلت فإذا بالجيش قد تحرك وتجهز فخافت نفسي ثم دخلت الجيش ووقفت بين الناس وتقدمت أحمسهم وأقول في النبي ما أقول كأني أشدهم غضباًوتحرقاً من المسلمين (وعبد الله قبل أن يذهب قال : يارسول الله ائذن لي أن أقول فيك . فقال له النبي: قل ماشئت)
وظل يتكلم حتى أعجب به خالد بن سفيان . ويقول عبد الله: فوالله قبل أن يدلوني عليه نظرت في وجهه فقلت : صدقت يارسول الله. فجئت إليه وكنت بجواره فقال لي من الرجل؟( فلو قال له نسبه لافتضح أمره ) فقال له : رجل يحمل من الكراهية لمحمد أشد مما تحمل , حتى قبلني حارس له وكنت أصلي برأسي حتى لا أكشف حتى تمكنت منه فقتلته في خيمته فصرخت النساء فخرجت واختبأت في الجبال لا آكل إلا ورق الشجر,فالنبي يعرف أنه بعث رجلاً يقدم حياته من أجل الرساله والإسلام ونحن اليوم ليس المطلوب منا عمل كهذا لكن نصلي الفجر, نتفوق بالكلية ,نزود المسلمين باختراعات ....
-اختبأ عبد الله بالجبال ثم عاد للمدينة بعد أن تفرق الجيش وأنجز مهمته ,وعندما دخل المدينة كان النبي ينظر إليه من بعد وهو قلق. فقال النبي: أأفلح الوجه؟ فقلت : نعم يارسول الله فعلتها . فقال النبي: الله أكبر تعال ياعبد الله إني سأكافأك . فقلت : بما يارسول الله ؟ فقال : انتظرني حتى آتيك . فدخل النبي بيته وخرج ثم أعطاني عصاة وقال : خذ هذه يا عبد الله , فقلت : أهذه هي المكافأة يارسول الله؟ فقال النبي: خذ هذه ياعبد الله ردها إلي ّ يوم القيامة أدخلك بها الجنة . يقول عبد الله بن أنيس : والله ما فرحت بشيء كفرحي بهذه العصاة ,فوالله ماتغادر يدي العصاة ولا أخرج من بيتي وأتركها فإذا نمت آخذها بصدري ولقد أمرت أن تدفن معي بقبري حتى إذا قامت القيامة وخرجت من قبري آتي إلى رسول الله وأقول يارسول الله هذه العصاة أدخلني بها الجنة...فصلى الله على محمد ربط بني آدم بعصاة وربط العصاة بالجنة وربط قلوب أصحابه بالجنة.
.................................يتبع بإذن الله.................