واعلموا أن فيكم رسول الله

ابو شيماء

سيف الحق
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

تسجيل حضور ولي عوده اختي ولي عوده الموضوع طويل وممتع يحتاج وقت سأعود قريباً إن شاء الله
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة الخامسة عشر:
رحلة غار ثور كانت بداية تأريخ الإسلام.أغلب الصحابة هاجروا إلى المدينة إلا النبي صلى الله عليه وسلم،واتفقت قريش مع بقية القبائل على أن تختار كل قبيلة أقوى شاب فيها وتعطيه سيفا عظيما ويجتمعون فيضربون النبي ضربة واحدة فيتفرق الدم بين القبائل،فنزل جبريل عليه السلام وقال:يا محمد لا تبيت الليلة في بيتك.
فذهب النبي إلى صاحبه أبي بكر وأخبره،فقال أبو بكر:الصحبة يا رسول الله،فقال النبي:نعم يا أبا بكر،فبكى أبو بكر من شدة الفرحة بصحبة رسول الله مع أنّه يعرّض حياته للموت،وقال أبو بكر:لقد أعددت راحلتين يا رسول الله،فقال النبي:بالثمن يا أبا بكر{حتى لا يضيّع النبي شيء من ثواب الرحلة}.
فعرض أبو بكر على النبي الهجرة فورا فقال النبي:لا يا أبا بكر،إنّ لهم عندي ودائع فلا بدّ أن أردها أولا.
وطلب النبي من ابن عمّه عليّ بن أبي طالب أن ينام في فراشه حتى لا تعرف قريش أنّ النبي خرج،وسلّمه الودائع وأوصاه بتوصيلها لأصحابها فتأخر النبي بمغادرة المنزل وخاطر بحياته لأجل ردّ الودائع لأصحابها، فإذا بقريش تحاصر المنزل بالسيوف تستعد لقتل النبي عند خروجه،فأمسك
النبي بحفنة تراب وألقاها في وجوههم وهو يقرأ{وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون}.
ولأن النبي فعل ما عليه وتأخر بسبب الودائع أعمى الله أبصارهم عن رؤية النبي يمرّ من بينهم دون أن يراه أحد،ونفضوا التراب عن وجوههم.
واتجه النبي وصاحبه إلى جنوب مكّة مع أن المدينة شمال مكّة فلماذا؟؟؟
لأنّ النبي يعلم أن قريش ستتبعه في طريق المدينة،وكان على النبي أن يخطط ويبذل كل مايملك ويتوكل على الله وهذا ما فعله النبي.
وصل النبي لجبل ليس فيه إلا طريق واحد للصعود وفي قمة الجبل غار حراء،وكأن الله سبحانه هيأ لعبده ونبيه هذا الطريق،وبدأ النبي يصعد الجبل وهو لا يعلم أن في نهايته غار،وهو صاعد التفت إلى مكّة ودمعت عيناه وقال:الله أعلم أنّك أحبّ البلاد إلى قلبي ولولا أنّ قومك أخرجوني منك ما خرجت أبدا.
الدرس :فلنتعلم حب الوطن من النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا سألنا أين المعجزات،لماذا لم يأتي البراق ليوصل النبي كما حصل في الإسراء والمعراج؟؟؟
لأنّ ما حصل بالإسراء والمعراج كانت معجزة فقط لرفع الروح المعنوية،لكن ليس هناك معجزات ستغيّر الأحداث،ففي ديننا علينا التخطيط والبذل والله سبحانه يرعانا وينصرنا كما هيأ لعبده الطريق إلى غار يأوي إليه.
وبينما النبي يصعد نزلت عليه سورة القصص،هذه السورة تحكي عن خروج موسى من مصر خائفا وعودته إليها{فخرج منها خائفا يترقب قال ربّ نجّني من القوم الظالمين}وكأنّ هذه الآيات دعم معنوي لللنبي صلى الله عليه وسلم،فقد حصل مع نبي الله موسى ما يحصل الآن معك يا رسول الله،إلى أن نزل قول الله سبحانه{إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد}وهذا وعد من الله أنّ رسول الله سيعود لمكة وصدق الله وعده فعاد النبي إليها فاتحا بعد أن خرج منها مستخفيا.
الوصول لغار ثور يحتاج صعود حوالي ساعتين ونصف،وكان النبي عمره53سنة،وأبو بكر 51سنة،فتحمّل النبي مجدّدا هذا التعب لأجل الأمّة،وهو صلى الله عليه وسلم الوحيد من البشر سيقول يوم القيامة:أمتي أمتي...أمتي أمتي،وكل البشر ينطقون:نفسي نفسي.
وعندما يمرّ أحدنا على الصراط سيجد النبي ينتظره بنهاية الصراط ويدعو له:يا ربّ سلّم يا ربّ سلّم.
قريش الآن تحاصر البيت،فجاءها رجل يقول:رأيت محمدا البارحة يمرّ أمامكم،فنظروا من الباب،فإذا بعليّ بفراش النبي في نوم عميق،فظنوا أنّ النبي بالداخل.
ماذا عن شعور عليّ وهو معرّض للقتل؟؟
سئل الإمام عليّ مرّة:كيف بتّ تلك الليلة،فقال:كانت أهدأ ليلة نمتها في حياتي.
ولا حظ أنّ النبي أول ما ضحى ضحى بابن عمه،كما كان أول من أرسله إلى الحبشة ابنته،فالنبي صلى الله عليه وسلم يضحي بنفسه وأهله قبل أيّ أحد لأجل الإسلام.
دخلت قريش فوجدت عليّ فقالت:أين محمّد،فقال:لا أعرف.
وفعلا لم يكن علي يعرف،فالنبي لم يخبره،لأن دوره فقط رد الودائع والنوم في فراش النبي،ولكن من الشخص الوحيد الذي يعلم هذا السرّ العظيم،من ائتمنه رسول الله على هذا السر؟؟؟
امرأة هي السيدة أسماء بنت أبي بكر،تحمل الطعام إلى النبي وأبيها إلى الغار وتعود،لماذا؟؟؟
لأنها سيدة حامل في الشهر السابع فلن يشك بها أحد،ولاحظ قيمة المرأة بالإسلام ،المرأة التي ائتمنها النبي على أمر خطير كهذا.
وكان عبد الله بن الزبير ابن أسماء هو أول مولود في المدينة،كانت تحمله في بطنها في هذه الرحلة،لذلك أخرجت للإسلام رجلا كعبد الله بن الزبير بن العوام .
جاء أبو جهل إلى دار أبو بكر،ففتحت أسماء،فسألها:أين أبوكي؟؟فقال:لا أعرف،فلطمها وهي مصرّة تقول:لا أدري،فيئس وتركها.
واصل النبي صعود الجبل إلى قمته،يريد أن يأخذ بكل الأسباب،فإن كانت الأسباب 100سبب فلا يكفي أن تأخذ ب99سبب لتكون متوكلا على الله،وهذا درس بالإتقان،طالما تستطيع أن تبذل أكثر عليك أن تبذل.
وكان هذا اليوم هو اليوم الأول من تاريخ المسلمين كما اختاره الصحابة بعد ذلك،فلو سألنا لماذا ليس يوم فتح مكة،أو يوم حجّة الوداع،أو المولد النبوي؟؟؟
لأنّ أعظم الأيام بحياة الأمم ليست أيام انتصارها،بل أيام الشدائد والمحن،أيام البذل والإصرار عالرسالة،فيوم الانتصار سيأتي الجميع مؤمنا لكن أيام الشدائد هي للصادقين.
وأمتنا الآن في أيام شدائد ومحن.
..................تتبع بإذن الله.............................................. ....
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة الحلقة الخامسة عشر:
يواصل النبي صلى الله عليه وسلم الطريق إلى الغار،بعد هذا التخطيط العظيم الذي نلخصه بالنقاط التالية:
1.علي ينام في فراش النبي ليستغل النبي الوقت.
2.يذهب النبي لأبي بكر في بيته في وقت لم يكن يذهب إليه فيه وهو وقت الظهر ملثّما.
3.يقول النبي لأبي بكر اخرج من عندك في البيت،فيقول أبو بكر:إنما هم أهلك،فيتكلم النبي.
4.يخرج النبي من الباب الخلفي لبيت أبي بكر.
5.يذهب النبي باتجاه الجنوب عكس اتجاه المدينة.
6.راعي الأغنام لأبي بكر يتبعهما بالأغنام ليخفي آثار الأقدام.
7.أسماء بنت أبي بكر حامل 7أشهر هي من يحمل الأخبار والطعام للنبي وأبيها.
كيف استطاعت أسماء الصعود؟؟؟؟؟
الدرس 102:عندما تتمكن الرسالة من إنسان يفعل المستحيل لتحقيقه.
الغار هو فتحة صغيرة ضيقة،ومن هذه الفتحة الضيقة سينتصر الإسلام،وكأنّ الله سبحانه يعلمنا أنّ يوم تضحيتكم هو يوم نصركم،يوم إتقانكم هو يوم عزتكم،فإن بذلنا ما علينا سينصرنا الله وإن ضاقت الدنيا لغاية فتحة صغيرة كهذه،فمن قمّة الضيق جاء النصر واليوم أمتنا في ضيق فإن بذلنا ما علينا ينصرنا الله وحده.
الدرس103:لو أنّ الإسلام ينتصر ب100سبب فلن ينزل نصر الله إن بذلنا 99سبب.
الغار عبارة عن صخور مركّبة فوق بعضها بينها فتحة صغيرة،كأنّ الله سبحانه أعدّها لعبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
طريق غار ثور يعلم كل شاب يريد أن يفعل شيء لأمته أن يأخذ خطوة والله سيفتح عليه{ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون}.
غار ثور هو رمز التخطيط،رمز الأمل،رمز العزّة،رمز الرسالة،رمز التضحية.يعلمنا حب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ليس دموع وآهات لكنه بذل وعطاء ورسالة وأمل بالنصر.
بعد كل هذا التخطيط يشاء الله أن تصل قريش حتى فتحة الغار،فما موقف النبي؟؟؟؟؟
قد يخطط الإنسان فيفشل فيغضب وييئس ويقول فعلت ما عليّ وفشلت،لكنّ النبي صلى الله عليه وسلم سيّد المتوكلين على الله ماذا قال؟؟؟
أولا لا نعلم لماذا وصلت قريش،خطأ ما حصل لا نعرف ماهو،لكن تجربة النبي تجربة بشرية وقد يحصل فيها أخطاء،المهم أنّ النبي بذل كل ما يملك ويستطيع،يقول أبو بكر للنبي بصوت خائف وممنخفض:يا رسول الله لو نظر أحدهم أسفل قدميه لرآنا،فردّ علي معلم الأمة التوكل على الله:
يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟؟
وهذا الموقف ذكره الله سبحانه في كتابه:
{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيّده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}.
تخيّل بعد كل هذا التعب الذي بذلته قريش تقف أمام الغار ولا تنظر فيه ولا يخطر لها ذلك ولم يكن بينها وبين النبي إلا مترا،لسبب بسيط أنّ حمامتين تبيضان على فتحة الغار فاعتبرت قريش أنه لا يمكن أن يكون أحد بالغار طالما أن الحمامتين تبيضان هنا،فسبحان المتحكم بالعقول وبحركة العيون،سبحان مالك الملك،فقد وقفت قريش أمام النبي مرتين ولم تراه.
أما أبو بكر فقد تجلّى حبّه الشديد للنبي في هذه الرحلة،لما أراد النبي الدخول للغار قال أبو بكر:لا يارسول الله لا تدخل إنّه مكان موحش،فدخل قبله وكلما رأى ثقبا أدخل يده فيها ليتأكد من عدم وجود أفاعي وعقارب،ودخلا ونام النبي على رجل أبي بكر،فإذا بعقرب يلدغ أبو بكر،وهو لم يصرخ حتى لا يزعج النبي ويوقظه،فمن شدة الألم دمعت عيناه فسقطت على وجه النبي فاستيقظ وقال:ما لك يا أبا بكر؟؟قال:لدغت يا رسول الله،فقال النبي:ولما لم توقظني؟؟قال:يارسول الله أردت لك النوم أمّا أنا فاصبر.
وبعد خروجهما من الغار في طريق الهجرة كان النبي وصاحبه عطشى جدّا،فجاء أبو بكر بلبن وأعطاه للنبي ولم يشرب،ويقول أبو بكر:فشرب رسول الله حتى ارتويت{وكأنّ أبو بكر يشرب}.
وإن أخذنا موقف من مواقف يوم القيامة:أنت عطشان جدّا يوم القيامة وستقابل النبي صلى الله عليه وسلم على الحوض كما وعدنا،فيسقيك من يده الشريفة شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا إن شاء الله.
يقول عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة عن هذه الليالي التي قضاها أبو بكر مع النبي:ليلة واحدة من أبي بكر خير من ملء الأرض من عمر وآل عمر،ليتني شعرة في صدر أبي بكر.
وبقي النبي في الغار ثلاث ليالي حتى تملّ قريش من البحث عنه،ثم خرج من الغار الضيّق الذي منه بدأ نصر الإسلام،وبدأ يتجه في طريق الهجرة إلى المدينة،وسلك طريقا غير طريق القوافل ليتمّ الأخذ بالأسباب،لكنه اضطرّ في طريقه لنقاط تقاطع مع طريق القوافل فكان يسرع السير،وقريش أهدرت دمه ووعدت من يأتي به 100ناقة،وكان النبي معه أبو بكر ودليل غير مسلم،لكنّ النبي وثق به واستأمنه،ووصل خبر لقريش رؤية ثلاثة رجال على طريق المدينة،فقام سراقة بن مالك وهو كافر يريد أن يفوز بالمئة ناقة،فقال هؤلاء أقاربي،فهمدت قريش،وهو قال ذلك ليسبقهم إليه،وتبعهم،وكان النبي على الطريق يتلو القرآن،وأبو بكر يأتي أمام النبي ثم خلفه ثم يمينه ثم شماله،فقال النبي:ما لك يا أبا بكر؟؟فقال:أخشى عليك الطلب فآتي أمامك،ثم أخشى الرصد فآتي خلفك،ثم أخشى أن يأتوك يمينك فآتي يمينك ثم أخشى يسارك فآتي يسارك،فقال النبي:أتخشى عليّ يا أبا بكر؟؟فقال:نعم،قال النبي:أتموت فدائي يا أبا بكر؟فقال:نعم،إن متّ أنا فإنّما أنا رجل،وإن متّ أنت فإنما أنت أمّة.
ثم يرى أبو بكر سراقة،فيقول:يا رسول الله فارس من خلفنا،فقال النبي بيقين بالله:اللهمّ اكفنيه بما شئت وكيفما شئت،إنّك على ما تشاء قدير.
وهذا درس لكل من يقع بموقف خطر كهذا.
فسقط سراقة من على الفرس،ثم صعد واقترب،فكررها النبي،فسقط سراقة،حتى قال سراقة:فعرفت أنّ الرجل ممنوع،فقال:يا محمد اعطني الأمان،فقال النبي:لك الأمان،فقال سراقة:يا محمد كنت أريد مئة ناقة فاعطني شيئا،فقال النبي:أعدك سواري كسرى.
فقال سراقة بذهول:كسرى من؟؟؟ملك الفرس؟!!!
فقال النبي بثقة:نعم.
مع أنّ سراقة لم يسلم لكن من قوّة كلام النبي صدّقه،وقال:أتكتب لي فيها كتابا،فأمر النبي أبا بكر أن يكتب له:هذا من رسول الله محمد بن عبد الله إلى سراقة بن مالك،أعدك سواري كسرى.
وبعد سنوات أسلم سراقة،ومات النبي،وجاء أبو بكروأعطاه سراقة الكتاب،ثم مات أبو بكر وجاء عمر،وفتحت بلاد الفرس،وجاءت كنوز كسرى،فأحضر عمر السوارين،وقام أمام الناس وقال:أين سراقة بن مالك؟؟فإذا برجل عجوز هو سراقة،فقال عمر:يا سراقة وعدك رسول الله سواري كسرى،البسهما أمام الناس ليصدقوا رسول الله،قسمة موعودة منذ 20 سنة،ولبسهما وبكى وكل من في المسجد بكوا وصرخوا:صدق رسول الله...صدق رسول الله.
ويبقى السؤال بعد رحلة غار ثور لكل واحد فينا:
هل سأعيش للرسالة؟؟؟هل سأضحي كعليّ وأبي بكر وأسماء؟؟؟
.........تمت بفضل الله وحده.........................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة السادسة عشر:
انتهت المرحلة المكية وهذا ملخص لأهم النقاط.بدأت هذه المرحلة بنزول الوحي وانتهت بالهجرة عنوان هذه المرحلة قصة تحدي واصرار وثبات على حمل الرسالة أوقصة ثبات الحق في مواجهة أصحاب المصالح الشخصية الخاصة وأهم الأحداث بدأت عندما كان النبي عمره أربعين واستمرت ثلاث سنين وبدأ النبي يختار المتميزين بالأخلاق والناجحين في حياتهم ثم أمره الله بالجهر بالإسلام وبدأ الإيذاء الشديد وأنشأ النبي مايشبه الجامعة في دار الأرقم وعمل لهم كورس تدريبي(فكري -روحاني -سياسي..)وأسلم عمر وحمزة ولجأت قريش للمفاوضات والمساومات بعد فشل الإيذاء وعرض النبي مبادرة لعمل منطقة تعايش مشتركة مع قريش هي حلف الفضول .وحاصرت قريش المسلمين لمدة ثلاث سنوات من سنة 6 حتى 9 . ثم كانت وفاة السيدة خديجة وأبوطالب . وفي سنة 11 آمن الأنصار ,في سنة 12 بيعة العقبة الكبرى وأغلب أهل المدينة اختاروا النبي كحاكم عام للمدينة.
-
1-رسالة إصلاح آمن بها النبي والصحابة فحملوها وملاأت قلوبهم وعاشوا من أجلها.............لذا يجب أن تملأ فكرة النهضة قلوب وعقول ملايين من شبابنا ونعيش من أجلها
2-الصبر والثبات والإصرار والتضحية والدم والموت والخوف قصة ثابتة لكل صاحب رسالة عظيمة .............فهل مستعدون يامن تريدون عمل نهضة وتقولون على خطى الحبيب لهذا البذل والإصرار
3-التدريب المتواصل وإعداد الجيل..................ياشباب لعمل نهضة لابد من العمل والتدريب الدائم
4-التخطيط الذكي المرن المبادر فالوحي لايخطط إنما يحدد المنهج فقط والمعجزات للتثبيت ورفع الروح المعنوية وليس لتغيير الأحداث..................يجب أن نفكرجميعاً كيف نصنع النهضة لبلادنا ثم يرسل الله إلينا آيات لتثبتنا.
5-المسلمين كانوا مندمجين ومتعايشين وغير منعزلين ..............لايوجد نهضة بدون تعايش مع العالم شرقه وغربه.
6-ضبط النفس مهما كان الظلم فلم نسمع بأحد من الصحابة حرق دار الندوة أوقتل أبو جهل............لا تفجيرات ولا تدمير في بلادنا
7-المرأة دورها مهم مثلاً أسماء بنت أبو بكر هي الوحيدة التي تعرف السر حول مكان النبي- مكانة خديجة -جارية عمر.........لايوجد نهضة طالما هناك ظلم للمرأة وللأسف يتم باسم الأسلام
8- هي تجربة بشرية وليست مثالية فيوجد أخطاء تحصل رغم التخطيط (وصلت قريش للغار -26 محاولة فاشلة-سراقة وصل للنبي ..)فلا تكون مثالي واعلم أن تجارب الفشل تقوّي ظهرك حتى تحصل على تجربة ناجحة
9- الأمل ملمح واضح في السيرة , يوجد في حياة النبي غارين ضيقين ,غار حراء ............خرجت منه رسالة للبشرية ,وغار ثور ..................نشأ منه وطن للإسلام.فلابد بعد الضيق أن يأتي نصر كبير ..........فيامسلمين تمسكوا بالأمل مهما ضاقت الدنيا
10-التوكل على الله (ماظنك باثنين الله ثالثهما)-العبادة - حلاوة القرآن -قيام الليل ...فالطاقة الروحية هي التي تصنع النهضة
11-هناك أربعة أخلاق أساسية لكل من يريد أن يشارك في النهضة (الصدق -الأمانة -الوفاء لأصحاب الفضل -الإتقان)
12 -مبدأ هام وهو سر عناد قريش ورفضها ألا وهو المصالح الشخصية (الجاه -المال-السلطة الكرسي.......)فلاتضع مصلحتك الشخصية بكفة والحق بكفة وترجح مصلحتك الشخصية وتذكر سورة تبت يدا أبي لهب وتب

-المرحلة المدنية 10 سنين عنوانه تأسيس الوطن ,النبي هاجر للمدينة لكن سؤال مهم : هل يوجد مسلمين في مكة؟ طبعاً يوجد من لم يستطع الهجرة ويوجد ناس ليسوا مسلمين لكن يحبون المسلمين ويساعدوهم مثل قبيلة بني هاشم -والعباس الذي قام مقام أبوطالب في حماية النبي
-النبي في هذه المحلة المدنية سيبدأ حروب مع مكة فهل سيستعمل المسلمين في حربه ضد قريش؟أبداً . لم يطلب النبي منهم أن يحدثوا أي مشكلة في المجتمع المكي لأن النبي يحترم قيم المجتمع أو مايدعى الآن حقوق المواطنة .فالمسلمين هم مواطنون في مكة عليهم أن يلتزموا بقيم المجتمع ولا يحدثوا أي شيء ضد قريش ولا يشاركوا بالحرب ضدهم حتى لوكانوا غير موافقين على قيمهم. وهذا الكلام مهم للمسلمين في الغرب فعليهم أن يحترموا قيم المجتمع الذي يعيشون فيه.فلا يجوز عمل تفجيرات ولا تخريب ..ولاتدّعي أنّ لديك بطالة لتأخذ إعانة منهم.......واعلم بذلك أنك لست على خطى الحبيب-والنبي عمل في المدينة وطن وكان فيه اليهود متعايشين فيه ولديهم حقوق مواطنة مثل باقي المسلمين وعليهم أن يلتزموا بقيم المواطنة مثلما أمر النبي المسلمين في مكة أن يلتزموا بحقوق المواطنة فلما خالف اليهود هذه القيم حاربهم النبي فلم يحاربهم النبي عصبية أو كره لهم أو انتقاماً منهم لكن لأنهم خالفوا قيم المجتمع ........
............................يتبع بإذن الله.........................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

تكملة الحلقة السادسة عشر:
دخل النبي المدينة ووصل النبي على بلدة قباء بينها وبين المسجد النبوي 10كم وجلس هناك لأن أهل قباء استقبلوه فيجب أن يعطيهم حقهم ولكي يعرف أهل المدينة أن النبي قادم فيتجهزوا ويستقبلوه استقبال يليق برسول الله.طلع النبي من مكة يوم الإثنين ووصل لقباء يوم الإثنين بعد 14 يوم وجلس في قباء 4 أيام حتى يوم الجمعة. وأول ما استقر النبي وأحس بالأمان بنى أول مسجد بالإسلام مسجد قباء .والنبي كان يبني المسجد بيديه مع أبوبكر والعمال..ليأخذ ثواب .وكان النبي وفّي حتى مع الأمكنة فكان النبي من وفائه لهذا المكان يأتي كل أسبوع مشي على الأقدام من المدينة حتى قباء ليصلي ركعتين في قباء.وتنزل آية في القرآن على هذا المكان (..لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ..)ثم يصل إلى قباء يوم الجمعة قبل خروج النبي منها علي بن أبي طالب وهويجري 500كم على قدميه بعد أن ردّ الودائع ولم يكن معه مال ليشتري جمل فمشى على قدميه حتى دمت وتورمت وليس همه شيء إلا أن يطمئن على رسول الله فرّق له النبي رقة شديدة . وجاء أيضاً رجل من المدينة لم يقدر أن ينتظر رسول الله وهو الزبير بن العوام اشترى ثياب بيضاء جديدة ليدخل النبي المدينة بأبهى شكل .ففرح النبي بقدومه ولبس الثياب هو وأبوبكر ...
-أهل المدينة ينتظرون النبي من خمسة أيام (لأنهم حسبوا الطريق 10 أيام ولم يعلموا أن النبي جلس في غار ثور)فكانوا كل يوم من الضحى ينتظرون حتى الظهيرة ثم يعودوا وعندما عرفوا أن النبي وصل لقباء خرجوا ينتظرون لمدة أربعة أيام أخرى ولا يعرفوا متى سوف يأتي .ففي يوم الجمعة بعدما خرجوا للانتظار وعادوا إلى بيوتهم من حر الشمس فإذ بالنبي يصل المدينة وأول من رآه يهودي يقف فوق النخلة فرأى أربعة أشخاص فصاح بأهل المدينة بأعلى صوته :يامعشر العرب هذا جدُكم (نصيبكم )الذي تنتظون جاء المدينة .يقول أنس بن مالك :فوالله ماإن صاح حتى ارتجت المدينة بقول الله أكبر ولاإله إلاالله وبالتهليل وفتحت أبواب البيوت فخرجت النساء والأطفال والشيوخ والشباب والدموع تختلط مع الضحكات.فكان ذلك أعظم يوم في تاريخ المدينة على الإطلاق إلى يوم القيامة فلو لم يدخلها محمد صلى الله عليه وسلم لما كان ليذكر اسمها في التاريخ . يقول أنس بن مالك : دخل النبي المدينة يوم الإثنين فأضاء منها كل شيء ومات النبي يوم الإثنين فأظلم منها كل شيء.راح المسلمين يجرون إلى النبي ولكن معظمهم لا يعرف النبي فأخذوا بخطام ناقة أبو بكر على أساس أنه النبي .فسيدنا أبو بكر من ذوقه وأدبه لم يقل لهم لا أنا لست رسول الله ..هذا رسول الله ...ولكن خلع عباءته وأخذ يظلل على النبي فتركه الناس وذهبوا للنبي في مكان يدعى ثنية الوداع وبدأوا ينشدون هذا النشيد ,تخيل الموقف واسمع للنشيد بقلبك فلطالما سمعناه بأذاننا:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مادعا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحباً ياخير داع

-استقبلوا النبي بأغنية وليس بقرآن ولم يغضب النبي فالرؤوية لديه واسعة .فالفن الذي يصنع نهضة نقبله ونحترمه. وهذه الأغنية تم تأليفها فوراًوالدليل على ذلك أنه لم يكن أحد يعرف أن النبي سيأتي من ثنية الوداع ,فألفها أحد الشعراء ووصل صوته للأطفال والنساء والشباب فرددوا النشيد معه ومانزال نحن نردده إلى يوم القيامة.
-وبدأ الناس تشد خطام الناقة كل يقول : انزل عندي يارسول الله. والنبي الحكيم صاحب الذوق لا يزعل أحداً فقال : دعوها فإنها مأمورة فتمشي الناقة وتقف مكان المسجد النبوي ثم تقوم وتفتل قليلاً وتعود وتبرك في نفس المكان وكان هذا المكان ملك لقبيلة بني النجار أخوال أبيه والنبي كان يتمنى أن ينزل عندهم لكن من ذوقه لم يتكلم .ويقف النبي ليخطب أول خطاب في المدينة هل هو خطاب إيماني؟ اجتماعي ؟سياسي؟ روحاني؟
الخطاب(أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)
-في هذه المرحلة المدينة مليئة بالحرب ويوجد كراهية شديدة بين الأوس والخزرج ,وبالمدينة مسلمين فقراء جاوؤا من مكة ...
فقال النبي : أفشوا السلام ......لا حرب بعد اليوم
أطعموا الطعام ...................لإطعام المهاجرين والفقراء
صلوا الأرحام........................لا كراهية بين الأوس والخزرج
وصلوا بالليل والناس نيام.................لأخذ طاقة روحانية تعين على فعل ذلك
-فهذا الخطاب هوديني سياسي وروحاني واقتصادي,فالنبي صاحب فكرة اصلاحية . وأول كلمة قالها النبي السلام وتحية الإسلام السلام وختام الصلاة السلام وبداية الإسلام حضن من جبريل رمز السلام ..فهو دين السلام
-وتفكّر في ثبات أخلاق النبي : بداية الإسلام حضن من جبريل رمز السلام .........والنبي الآن يبدأ العهد المديني بالسلام
بالأمس تقول له خديجة: إنك لتصل الرحم وتطعم الجائع....................واليوم النبي يقول : أطعموا الطعام وصلوا الأرحام
بالأمس تنزل عليه (ياأيها المزمل .قم الليل إلا قليلا..)......................واليوم يقول : صلوا بالليل والناس نيام
-فالدنيا تتغير من حول النبي والنبي ثابت على أخلاقه لايغيرها.
-والنبي عليه الصلاة والسلام اختار كلام مناسب للمرحلة المدينية ولوضع المدينة الذي هم فيه ولم تكلم بأي موضوع آخر من الدين وهذا درس مهم جداً للدعاة أن يختاروا الخطاب المناسب للمرحلة ...
-الناقة وقفت على أرض لبني النجار ,فقام واحد من بني النجار وهو أبو أيوب الأنصاري وحمل متاع النبي إلى بيته والنبي يخطب فعندما انتهى النبي قال : أين المتاع؟ فقال أبو أيوب في بيتي يارسول الله ..والناس من حول الرسول تقول يارسول الله أقم عندنا . فقال النبي: الرجل مع متاعه . وكأن النبي أعجبته مبادرة أبو أيوب الأنصاري وجلس النبي في بيته حوالي الشهر . تخيل لو أنّ النبي ضيف عندك في بيتك لمدة شهر ,هل سيكون النبي فرح بهذه الزيارة ؟ هل سيكون راض عن سلوكك ,متى تنام؟ متى تستيقظ؟ سريرك كيف شكله؟ كيف تعامل أمك ؟أختك؟ هل ستزيل الصور من على الحيط؟ هل ستقفل القنوات الغير لائقة ؟المواقع على النت؟الصور في موبايلك ؟ وأرقام البنات؟
انتبه خير خلق الله عندك في بيتك ؟ وبيتك سينّور بوجوده فلا تدعه يذهب من عندك غاضباً ويتركك
الدرس: ننوي بإذن الله أن نستضيف الرسول عندنا في البيت لمدة أسبوع ولنأخذ ثواب أبو أيوب الأنصاري ونغير من سلوكياتنا
-بيت أبو أيوب الأنصاري مؤلف من طابقين فوق وتحت .ومن ذوقه هو وزوجته قالوا : أنت تكون فوق يارسول الله فلا نقدر ولانطيق أن تكون أقدامنا فوقك يارسول الله.........ومن ذوق النبي قال: لا أنا رجل سيأتيني الناس ويزوروني فلا يصح ذلك.فجلس النبي تحت ,وأبو أيوب وزوجته فوق وكانوا يمشون على رؤوس أصابعهم لكي لا يستيقظ النبي .ففي يوم بارد في الشتاء .وفي الليل كسروا جرة الماء فسالت المياه وكادت تنزل على رسول الله ولم يكن لديهم إلا لحاف واحد فأخذوه ووضعوه على الماء وفي الفجر نزلوا إلى رسول الله وقالوا :والله يارسول الله لانطيق أن نبقى فوق .فصعد النبي للأعلى ...
-وكان النبي يتناول العشاء معهم كل يوم أو يقدموا له العشاء حتى لا يضغطوا عليه وينتظر أبو أيوب وزوجته حتى ينتهي النبي من طعامه فيتلمسوا أصابع النبي للبركة ويأكلوا...
ومرّة نزّل النبي الأكل كما هو فصعد أبو أيوب وقال : يارسول الله ألم يعجبك الطعام ؟ قال: لا . قال : فلم لم تأكله؟ قال: إن فيه ثوم . قلنا : أحرام هو يارسول الله ؟ قال : لا أنا رجل أناجي ربي ويأتيني الملك فلاأحب أن يتأذى الملك من رائحة فمي ويغشاني الناس فلا أحب أن أؤذي الناس برائحة فمي .وكمثال على ذلك السجائر يقول النبي : إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بني آدم )
-الآن قبر أبو أيوب الأنصاري موجود تحت سور القسطنطينية فظل يجاهد مع المسلمين وقال لهم : احملوني على أكتافكم لغاية آخر مكان تصلوا إليه فادفننوني هناك حتى أقابل النبي يوم القيامة وأقول له مت أجاهد في سبيل دينك حتى آخر لحظة . فلم يكتفي أبو أيوب الأنصاري بأنه استقبل النبي في بته بل ظل طوال حياته يعمل للإسلام . والآن تذهب لقبر أبو أيوب الأنصاري في تركيا فتجده ملىء بالآلاف عند صلاة الفجر ولكن لماذا قبرهذا الصحابي بالذات مليء بالناس ويوجد قبور كثير من الصحابة لا يوجد عنده أحد؟ لأنه استقبل النبي في بيته فجعل الله قبره يعج بالناس إلى يوم القيامة...........
........................يتبع بإذن الله.......................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

نهاية الحلقة السادسة عشر:
-المدينة :
أصبح مجتمع المدينة بعد الهجرة صعباً ومعقداً لعدة أسباب:
1-دخل عنصر جديد في تركيبة المدينة وهم المهاجرين جاوؤا من مكة لا سكن لهم ولامأوى وأغلبهم تركوا أهلهم وأموالهم وبلدهم . وصفة الإنسان العربي صعب عليه جداً أن يترك بلده وقبيلته فكما قال النبي عندما ترك مكة ( الله يعلم أنك أحب الأماكن إلى قلبي ...) فالمسلمون يشعرون الآن بالغربة ..فمرّة جالس سيدنا بلال في المدينة وحوله الصحابة فأنشد باكياً:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي وحولي أذخر وجليل (مكانان في مكة)
فقال له النبي : اصمت يابلال ودع الجروح تئن(تهدأ)
2-ومكة بلد تجاري والمدينة بلد زراعي والزراعة تحتاج سنوات لتعلمها فهناك بطالة . وعدد المهاجرين يزداد والمحاصيل لن تكفي فهناك مشكلة اقتصادية .
3-العادات الاجتماعية مختلفة فأصبح هناك مشاكل اجتماعية : نساء المدينة مزارعات فيتدخلن مع أزواجهم بالقرار. ونساء مكة لا يتدخلن . فبدأت نساء مكة تغار من نساء المدينة وتفرض رأيها على زوجها
4-الحالة الصحية : المدينة فيها أوبئة وملاريا وأول ثلاثة أشهر من الهجرة نصف الصحابة مرضوا لدرجة أن النبي كان يدعو (اللهم حبب إلينا المدينة كما حبّبت إلينا مكة ,اللهم صحح جوها وانقل وباءها خارجها5-الأنصار يوجد حرب بين الأوس والخزرج ,
6-هناك مشركين من الأوس والخزرج لم يسلموا بعد
7-ظهرت فئة جديدة اسمها المنافقين : ووجدت أن الاسلام قوي فاضطرت أن تظهر الإسلام وتبطن المكيدة ويقودهم عبد الله بن أبي بن سلول ففي اليوم الذي جاء فيه النبي المدينة كان عبد الله بن أبي بن سلول سيتوج ملكاً عليها وكانوا يضعون الخرز في تاجه فانقلب كرهاً للنبي فكان عندما يمر أمام المسلمين يقول: هذا رسول الله فعظموه ووقروه..ثم يذهب ويقول : إن مثل محمد وأصحابه كمثل المثل المثل القائل الذي يقول سمّن كلبك يأكلك
8-يوجد ثلاث قبائل من اليهود وكانوا مسيطرين على تجارة الحبوب والخمار والثوب وآبار المياه .واليهود أصحاب ديانه سماوية ويرون أنفسهم أفضل من العرب والآن العرب صاروا أصحاب ديانه سماوية فصار هناك حالة من الغضب.
-الآن ماذا ستفعل يارسول الله؟وكيف ستصلح من الوضع المتدهور؟
عمل الحبيب المصطفى ثلاث أفكار إبداعية أنقذ بها المجتمع وأصبح المجتمع بعد سنتين نسيج واحد متلاحم
ا-بنى المسجد 2-المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار 3-وضع دستور للمدينة
بناء المسجد: لم يكن بناء المسجد كما لدينا للصلاة فقط وإنما لدمج ولحم المجتمع مع بعضه وتذويب طبقات المجتمع الفقراء مع الأغنياء ولزرع روح الأخوة والحب والتآلف فكان المسجد هو المدرسة هوساحة الرياضة هو مكان الشورى هو مكان المنبر الإعلامي للمسلمين فعندما ينادي بلال (الصلاة جامعة) في غير أوقات الصلاة فهذا يعني أن هناك خبر سيتم إعلانه.وفي هذا الوقت يقول النبي أحاديث عن حلاوة المسجد (.مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه...)فالمسجد يكون بالأرض وروحانية السماء تكون فيه ومثلما ينحفر النهر وتقف الأرض عند شاطئيه لاتدخل كذلك المسجد تقف الدنيا عند حدوده لاتدخل. فكان المسجد مكان روحاني اجتماعي سياسي. والآن في بلادنا تقفل المساجد حتى لايزيد التطرف وكان أولى من تجفيف المنابع هذا أن يقوم المسجد بدوره الصحيح والعلماء الربانيين بالتوعية .........
-بنى النبي المسجد بيديه مع الصحابة فلم يأتي بالعمال فكان النبي يحمل الحجارة فيأتي الصحابي ويقول يارسول الله اكفيك أنا يارسول الله فقال النبي : لا ولكن احمل مثلي. وكان أكثر صحابي يعمل عماربن ياسر يحمل حجرتين فكان النبي يقول : للناس أجر ولعمار أجران. ويقول الصحابة بدأنا نرى شعر النبي وجسمه كله تراب.وكان الصحابة يعملون وينشدون:
لئن قعدنا والرسول يعمل .................................لهذا فينا العمل المضلل يرد النبي:

اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة .................فارحم الأنصار والمهاجرا

-ومن ضمن الأشياء الطريفة التي حدثت معهم وهم يبنون المسجد. أنه كان هناك صحابي جليل يدعى عثمان بن مظعون كان مرفه فكان وهو يحمل الحجارة يضعها ثم يمسح التراب عن كتفه ثم يعود ويحمل أخرى ,فسيدنا علي ألّف عليه شعراً :
لايستوي من يعمر المساجدا ..................... يدأب فيها قائماً وقاعدا
ومن يرى عن الغبار حائداً

سيدنا علي قالها مرة فقط فسمعها عمار بن ياسر ولم يكن يعلم أنها تقال على عثمان بن مظعون فأعجبته.فظل يرددها طول عمله والصحابة يضحكون فيقولها أكثر فانفجر عثمان بن مظعون من الغضب فمسك عصا وقال : والله ياابن سمية إن لم تصمت لأضربنّك في هذه الجلدة بين عينك وأنفك .فسمعها النبي فاحمّر وجهه فصحيح أن عمّار ابن سمية لكن لا كما يقصد عثمان انه ابن سميه الشهيدة العظيمة
فاحمّر وجه النبي ووقف وقال: ألا يعلم عثمان أن عمار جلدة بين عيني وأنفي ..فبكى عثمان وبكى علي وبكي عمار .


2-المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فكان يجمع بين المسلمين القدامى (المهاجرين)والأنصار(المسلمين الجدد) فبهذه العملية لحم أفراد المجتمع مع بعضهم ولم تكن لحل أزمة السكن فكان الأنصاري يتعلم الإسلام من أخيه المهاجري .وتبدأ تنزل أحاديث الأخوة بالله .ولم تكن هذه الأخوة جامدة بل كان يملؤها الحب والابتسامة.وكان النبي يمازح الصحابة فمّرة رأى النبي صهيب الرومي يمشي في المدينة وكان مريض من جو المدينة وفي عينه الشمال رمد وكان يأكل التمر ويبدو عليه أنه مهموم فأراد النبي أن يخفف عنه فقال له: ماهذا ياصهيب أتأكل التمر وفي عينك رمد ,فصهيب فهم الأمر وقال بابتسامة : لا تخف يارسول الله إنما آكله على شقي السليم .
ومرّة النبي كان جالساً مع سيدنا علي يأكلون التمر فسيدنا علي يأكل التمرة ويضع النّوى أمام الرسول مع النوى التي يضعها الرسول بعد أكله التمر .والنبي يراه ولكنه مبتسماً فعندما انتهوا من التمر قال سيدنا علي : يارسول الله أأكلت كل هذا التمر ؟ فرّد النبي : وأنت ماشاء الله ياعلي تأكل التمر بنواه....فكان لديهم روح جميلة مرحة رغم الألم والتعب


3-دستور المدينة : وهو يحدد الحقوق والواجبات والأمن الداخلي والخارجي ,ويقوم على أن الوطن للجميع وفيه عدة بنود لكن أهم أربع بنود هي:
1-المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم أمة واحدة من دون الناس (فلا المهاجري أفضل من الأنصاري ,فلا المكي أفضل من اليثربي فلا طائفيا ولا عنصرية ولا سنة ولاشيعة ..)
2-يهود بني عوف ويهود الأوس وغيرهم من يهود المدينة أمة مع المؤمنين إلا من ظلم وأثم (أي لهم كل الحقوق مثل المسلمين وليسوا درجة ثانية )
3- إن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وأنّ بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة (أي يساعدوا بعض فإذا أي أحد حارب اليهود نحارب مع اليهود وكذلك إذا تعرض المسلمين لحرب يحارب اليهود مع المسلمين )وأن بينهم النصح والبر وأنّ لليهود دينهم وللمسلمين دينهم

4-لا يباح لأحد يخرج من المدينة لقتال أو يأوي داخل المدينة عدواً إلا بإذن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم(بصفته الحاكم برأي الأغلبية )


-فأجمل مافي هذا الدستور أنه يجمع ولا يفرق . والنبي عمل شي خطير لا يخطر على بالنا غيّر اسم يثرب إلى المدينة ,فلو أبقاها يثرب لكانت للأوس والخزرج ,ولو سماها دار الهجرة لكانت للمهاجرين ,ولوسمّاها الدولة المحمدية والقرآنية لكانت فقط للمسلمين ..ولكن سمّاها المدينة اسم جامع لكل الناس فكانت النتيجة أن التحم المجتمع بعضه مع بعض حتى اليهود كانوا يتكلمون عن الإسلام لكن لم يتكلموا أبداً عن الصحيفة لأنها بوجهة نظرهم أعطتهم حقوق كبيرة
-ظهرت مشكلة وهي أن نساء الأنصار كان يموت أولادهم كثيراً ,فكانت الأمهات تقول سأجعله يهودي حتى يعيش لأنه وجهة نظرهم أن اليهود أعلى باعتبارهم أصحاب ديانه سماويه.فلما كبروا الأولاد وأصبحوا 15 سنة وأسلمت أمهاتهم فكانوا يريدون أن يستعيدوا أولادهم ليسلموا فنزلت الآية القرآنية (.لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ...)
.......................تمت بفضل الله....................
......................اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.......................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة السابعة عشر
بعد الهجرة إلى المدينة ما حال المسلمين فيها؟؟؟
الوضع المالي صعب جدّا،والمناخ الصحّي تغيّر عليهم،المهاجرون يشعرون بغربة فهم في بلد جديد،يوجد كفّار،بدأ يظهر المنافقون الذين يدّعون الإسلام،يوجد 3قبائل من اليهود احتكرت التجارة وآبار الماء ويشعرون بالنقمة على العرب لأنّ نبي آخر الزمان ظهر منهم.
لكن بدأت تنتشر صفة بين المسلمين هي الإيجابيّة،وانتشر حب نشر الخير.
فيأي صحابي من المهاجرين جائع وفقير،فيقول النبي:من يضيّفه الليلة؟؟فيأتي أنصاريّ ويقول :أنا يا رسول الله،وهذا الأنصاري فقير أيضا وليس عنده من الطعام إلا ما يكفي أولاده،فينيّم أولاده،ويقدّم الطعام للصحابيّ ويطفئ الضوء ويطرق يده بطبق الطعام هو وزوجته ليظنّ الصحابي أنهما يأكلان معه فلا يحرج وهو لا يراهما في الظلام.
وناما ولم يخبر هذا الصحابي وزوجته أحد فلقد أرادا الإخلاص لله وحده،فلمّا خرج الرجل لصلاة الفجر،نزل قول الله تعالى:
{ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
وقال له النبي:إنّ الله عجب من صنيعكما بضيفكما الليلة.{عجب هنا بمعنى الرضى}
فهم أرادوا السرّ والله أعلن عنهما،فالمجتمع ينتشر فيه الفقر،ويحتاج أن يتحرّك الأغنياء فيه،لذلك شاء الله العلانية،ليتنافس الناس على نشر الخير،فأحيانا العلانية تفيد المجتمع.
وهذا عثمان بن عفّان وكان غنيّا،فاشترى بئر روما من اليهود بأسعار عالية،وقدّمه هدية للمسلمين ليشربوا.
والنبي صلّى الله عليه وسلم أقام سوقا في المدينة{لا حظوا أنّ الإسلام ليس فقط صلاة وصوم}.
وتشكلت جمعية من 70 صحابي سموا{القرّاء}لأنّهم كانوا صباحا يعلمون فقراء المسلمين مهن صغيرة كالخياطة والنجارة،ليعملوا،وليلا يحفّظونهم القرآن،فكان ثوابهم أن ماتوا جميعا شهداء في يوم واحد معا.
نحن الآن بعام 2هجري،ماذا حصل؟؟؟نزلت فروض العبادات،كانت الصلوات الخمس قد فرضت بالمعراج كل منها ركعتين،أمّا فالمدينة أصبحت الصلوات كما هي الآن،ونزل فرض الصيام،والحجاب،والزكاة،كل هذه الأمور حدثت بالمدينة،فهذه أسس تكوين المجتمع الجديد،وانظر كيف أنّ كل شيء بديننا يأتي بوقته.
وقد أشارت أحد الصحابيات على النبي بفكرة المنبر،حتى يرى الناس النبي وهو يخطب بهم ويراهم{فنون الاتصال}.
ولم يكن هناك أذان،ففكّرالمسلمون كيف نجمع الناس إلى الصلاة هل ندقّ النواقيس كالنصارى،فرأى أحد الصحابة بمنامه وهو عبد الله بن زيد أنّه يمشي فوجد رجلا معه ناقوس،فأراد أن يشتريه منه،فقال الرجل:هل أدلّك على خير من ذلك؟؟ثمّ قال كلمات الأذان،فلمّا استيقظ الصحابي:أخبر النبي،فقال النبي:رؤية خير.
لاحظ أنّ من شدّة اهتمام هذا الصحابي بالموضوع،رآه بمنامه،وبسبب هذه الغيرة على الدين،جعله الله يأخذ ثواب الأذان إلى يوم القيامة بمنام.
الدرس106:الأفكار لا تأتي بالشطارة لكن بالغيرة على الإسلام.
وقال النبي:مر بلالا فإنّه أندى منك صوتا{لأهمية القيم الجمالية بديننا}.
مالذي جعل الصحابة يصبرون على الظروف الصعبة؟؟؟
القدوة صلى الله عليه وسلم،فقد جاء صحابي إلى رسول الله يقول:انظر يا رسول الله ربطت حجرا على بطني من شدة الجوع،فابتسم النبي وكشف عن بطنه فإذا به قد ربط حجرين من شدة الجوع.
كان يمرّ الهلال ثم الهلال ثم الهلال{3أشهر}ولا يوقد في بيت رسول الله نارا،فلمّا سؤلت السيدة عائشة،ماذا كنتم تاكلون إذا،قالت:التمر والماء.
اختار رسول الله هذه الحياة الصعبة ولو شاء لأحياه الله والدنيا كلها بيده،لكن ليعطي الصبر لكل المجتمع،ومرّ بمصاعب لن يمرّ بمثلها أيّ مسلم في حياته إلى يوم القيامة،ليكون القدوة الحسنة.
في الشتاء ومع شدّة البرد،أحضرت أحد الصحابيات للنبي عباءة صوف ليتدفأ بها،فلما خرج النبي بها،قال له صحابي:ما أجملها يا رسول الله اكسينيها.
فقال النبي الكريم:نعم،دون تذمر والبسه إياها،فغضب الصحابة من الرجل،وقالوا:بالله عليك أتفعل هذا؟؟!!فقال:والله ما طلبتها من أجل البرد لكن لأجعلها كفني عندما أموت.
والآن يبدأ الحديث عن معارك النبي لكن قبلها نوضّح نقطة:
نحن لا نخجل من معارك النبي بل نفتخر بها،وإن كان العالم يقول ما يقول،ولا يجوز لبعض المسلمين الخجل منها والتهرب من الآيات الداعية إلى الجهاد أبدا،لكن علينا أن نفهم لماذا؟؟وكيف؟؟
لماذا الجهاد والنبي صلى الله عليه وسلم أول كلماته بالمدينة:تدخلوا الجنة بسلام،أفشوا السلام....؟؟
منذ بداية الدعوة والنبي يقول لقريش:خلّوا بيني وبين الناس{اتركوني أبلغ الناس}،خلّوا بيني وبين الناس.
خرج من مكّة ولم تنتهي المشكلة،وهو أصلا ماخرج منها خوفا بل لأجل الرسالة،وكل القبائل ترفض أن تسمع خوفا على علاقتها مع قريش،فالنبي صلى الله عليه وسلم سيبلّغ رسالة ربّه للناس،ولن يجبرهم على الإسلام فقد قال الله:{لا إكراه في الدين}،وإن دعا الداعي أن يقاتل في سبيل تبليغ رسالته،إذا المعارك فقط لتبليغ الرسالة للناس،وقريش والقبائل تمنعه من ذلك.
قد يقول قائل:هذه وجهة نظركم أنتم المسلمون،نقول لا،بل هي ما يراه ويدركه الكافرون أيضا باعترافهم،فهاهو عتبة بن ربيعة{كافر} يقول لقريش:يا معشر قريش،خلّوا بين محمّد وبين الناس،فإن أصابته العرب استرحتم وإن انتصر عليهم فعزّه عزّكم،فردّ أبو جهل:جبنت،أنترك أموالنا وأصنامنا وعزّنا.
إذا هم يعلمون السبب،ويصرّون على منعه من التبليغ.
فإن لم يبق أمام النبي حلّ سوى القتال للتبليغ سيقاتل لأجل الرسالة،
إذا لم يكن النبي يريد القتال أبدا،ودليل ذلك أنّ مجمل عدد القتلى الكفّار خلال كل معارك النبي بكل حياته 400قتيل،ولو شاء النبي لجعلها حرب دامية،في حين أنّ معارك كانت في تلك الفترة قبل الإسلام كحرب الأوس والخزرج كان عدد القتلى بالآلاف.
ثمّ إنّ الصحابة لمّا خرجوا من مكّة خرجوا فقط بثيابهم،أخذت قريش أموالهم وبيوتهم حتى بيت النبي،فهذه حقوق يجب ردّها لأصحابها،فكيف لا يردّها النبي وهو الذي جاء بالحق كله.
لماذا لم يقاتل النبي الكافرين وهو في مكّة؟؟
لأنّه في مكة كان مواطنا فيها،ولا يجوز له القتال{حقّ المواطنة}حتى لو كانوا كافرين.
...............تتبع بإذن الله...............
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة الحلقة:
مكّة الآن تجهز العدّة لحرب النبي،ولكن النبي لن ينتظرها بل هو المبادر دوما،فبعض المسلمين يتهربون من السؤال عن سبب المعارك في الإسلام بأن يقول أنها حرب دفاعية،لا حرب الإسلام ليست دوما دفاعية،ولم ينتشر الإسلام أيضا بالسيف،بل إنّ الموضوع{خلّوا بيني وبين النّاس}.
في هذه الفترة حدث أمر مهم وهو تغيير القبلة،من بيت المقدس إلى الكعبة،فلماذا بهذا التوقيت بالذات؟؟؟
لتبقى عيون المسلمين مركزة على مكّة،فلبعد عبادي ولبعد استراتيجي،لم يقل المسلمون الحمد لله أصبحنا في المدينة بأمان فلنرتاح ولنعبد الله بهدوء، لا بل فهموا أنّ رسالة الإسلام للأرض كلها ولا بدّ من تبليغها.
النبي يعلم أنّ الحرب قادمة قادمة،فمن جهة النبي يعدّ العدّة لها لتبليغ الرسالة،ومن جهة قريش تعدّ العدّة فهي تريد الحرب،فماذا فعل النبي؟؟
قام النبي بفكرة جديدة،إحصاء لعدد المسلمين وإحصاء لعدد الذين يستطيعون حمل السلاح وإحصاء لمن يقرأ ويكتب.
وأعدّ النبي جهاز مخابرات لاستطلاع الجزيرة كلها،على شكل مجموعات صغيرة يقودها طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد وهما من العشرة المبشرين بالجنّة.
كانا يأتيان للنبي بالأخبار ويمرّان على القبائل على الطريق يطلبان منها البقاء على الحياد.
أرسل النبي سرية قبل بدر بشهرين بقيادة عبد الله بن جحش،وأعطاه رسالة مغلقة طلب منه أن لا يفتحها إلا بعد يومين.
وبعد يومين فتحها فوجد فيها كلام النبي:إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة كذا بين مكّة والطائف فتعلم لي أخبار قريش بدقّة.
ولا تستكره أحد من اصحابك أن يخرج معك.
وكانوا 8 وعلى الطريق،تاه اثنان منهما فأسرتهما قريش وهما،عمرو بن العاص وصحابيّ آخر،وذلك بأخر يوم من رجب،أي آخر يوم من الأشهرالحرم.
مرّت بهذه الأثناء قافلة من قريش بقيادة عمرو بن الحضرمين،ففكروا الصحابة أن يأخذوا منهما اثنين مقابل الصحابيين،فرفض بعضهم بسبب أنه يوم من الأشهر الحرم محرّم فيه القتال،فقالوا لكنه آخر يوم،فضربوا سهما فأصابوا عمرو بن الحضرمين فمات،وأسروا اثنين وجاؤوا إلى النبي،فغضب جدّا وقال:لم آمركم بقتال،وفي الأشهر الحرم!!
وبدأت قريش تنشر أنّ محمدا يقتل في الأشهر الحرم.
حتى نزل الردّ القرآني:
{يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير}أيّ أنّ القتال فيه حرام وأمر كبير ،ولكن كمالة كلام الله تعالى:
{وصدّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل}
أيّ أنّ هذه الأمور التي تفعلها قريش أكبر.
الدرس107:العنف والإرهاب في العالم الآن حرام وغير مقبول أو مبرّر بأيّ شكل،لكن غياب العدل والحريّة والحقّ في العالم هي السبب بانهيار العالم ووصوله إلى ذلك.
اليوم يوم بدر فماهي بدر؟؟
أول معركة في الإسلام،أول انتصار للحقّ على الباطل،سماها الله يوم الفرقان فرّقت بين الحق والباطل،يوم غير عادي بتاريخ البشرية،كانت قبله قريش هي المسيطرة،أمّا بعده بدأت تظهر قوّة جديدة هي قوّة محمد صلى الله عليه وسلم،فبدأت العرب تسمع،قبل هذا اليوم كانت الأرض في حال وبعده بدأ انتشار الحقّ في الأرض كلها.
سبب الغزوة؟؟؟أرسلت قريش قافلة 1000 بعير،و50000 دينار ذهب تجارة إلى الشام،بقيادة أبو سفيان،من أين هذه الأموال الطائلة؟؟؟
أموال الصحابة التي سرقت وديارهم التي نهبت.
لم يصطحب أبو سفيان عدد كبير من الحرس سوى 40 شخص،لأنّ قريش معها اتفاقيات مع القبائل الأخرى،ووصلت هذه المعلومات كلها للنبي عن طريق المخابرات طلحة وسعيد فقالا:{إنّ قريش تستعد بقافلة قادمة من الشام ستمرّ من المدينة يا رسول الله}فقال النبي:{إنّ عير قريش ستمرّ بكم وإنّ الله سينفلكموها}أيّ لعل الله يعطيكم إياها نافلة رادّا إليكم حقوقكم.
هل يجوز ذلك؟؟؟مع أنّ النبي غامر بحياته يوم الخروج من مكّة وتأخر،لأجل ردّ الودائع لأصحابها؟؟
الودائع أمانة فلا يحوز خلط المواضييع،ويجب ردّها لأصحابها كان من كان،لا يجوز أن تقول لشخص أنت أخذت مالي ولك معي مالا أمانة،سآخذه بدل مالي.أمّا الآن الوضع مختلف فهذه حقوق ناس على النبي أن يردّها لأصحابها وهو الذي جاء بالحقّ.
النبي لن يسمح لهم بالمرور،فهو يوجّه رسالة لأبو سفيان معناه أنّي قفلت طريق التجارة عليكم فخلّوا بيني وبين الناس بدل الحرب،فالنبي أصلا لا يريد الحرب بل يريد التبليغ وردّ الحقوق.
أرسل أبو سفيان لمّا علم أنّ النبي سيأتي،أرسل إلى قريش رجلا يخبرهم،هو عمرو بن ضمضم،فجدع أنف ناقته ومزّق ثيابه وغرّق وجهه بدم الناقة،وذهب يصرخ:الغوث الغوث،اللطيمة اللطيمة.
فجمع الناس عند الكعبة وقال:محمد اعتدى على القافلة وفيها أموالكم،فقال أبو جهل:والله لنخرجنّ إليه الليلة.
وقبل ثلاث ليالي من بدر رأت عاتكة عمّة النبي حلما فيه أنّ أحدا يصرخ في مكّة ويقول في كل مكان:يا آل غدر موعدكم بعد ثلاثة أيّام،ثمّ مسك حفنة تراب ورماها فدخلت كل ذرّة تر اب في بيت من بيوت مكّة.
سمع العبّاس أخو عاتكة بمنامها،ولم يكن حينها قد أسلم بعد،فذهب إلى الوليد بن عتبة فأخبره بذلك،فحكى الوليد لأبيه،وهكذا حتى وصل الخبر لأبي جهل،فقال أبو جهل للعباس:يا عباس متى بدأت تتنبأ النساء فيكم؟؟؟
فقال العباس:عمّا تتحدث؟؟فقال:رؤية عاتكة،والله لو لم يظهر لهذه الرؤية أثر في ثلاثة أيّام لنعلقنّ في الكعبة كتابا نكتب عليه:إنّ بني هاشم أكذب العرب.
ولكن لن يسمح الله سبحانه بهذا أبدا بل أبو جهل هو من سيموت بعد ثلاثة أيام.
وفعلا بعد 3أيام بالضبط خرجت قريش ومعها 950 رجل و200 فرس والبقية معهم إبل،و100 جمل للطعام.
أمّا النبي خرج معه 313 صحابي وفرسين فقط للزبير وللمقداد،و70 بعير يتناوب على كل بعير ثلاثة،فبالنهاية كل شخص سيمشي على قدميه ثلثا المسافة أي 100كم لأنّ المسافة الكلية 150كم.
وحتى النبي يتناوب مع عليّ ومع مرثد بن أبي المرثد على بعير،والنبي 55سنة،وعليّ 25 سنة،ومرثد 22سنة،فقال عليّ لمرثد:نحن نمشي والنبي يركب،فقال مرثد:نعم،وذهبا إلى النبي وقالا ذلك،فاحمرّ وجهه وغضب وقال:لا،لا والله ما أنتما بأقدر على المشي منّي وما أنا بأغنى عن الثواب منكما.
النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن الثواب بمشي 100كم.
الدرس108:ارفع مستوى طموحك للثواب،ولا تقل كفاني هذا.
غيّر أبو سفيان طريقه وقرّر عدم المرور بالمدينة، وأرسل من يطمئن قريش لتعود.
فقرّروا يرجعوا فقام أبو جهل وقال:أبدا حتى نذبح البعير ونأكل ونشرب الخمر حتى تعلم العرب أنّ قريش في عزّها{مصرّ على الحرب}.
هناك اثنين من قريش لم يخرجا للحرب هما:
أبو لهب:لم يخرج خوفا وأجّر بدله شخصا يخرج مكانه،لكن الله شاء له أن يموت،لقد ضرب غلام العبّاس فجاءت جارية العبّاس وضربته بحديدة على رأسه،فأصيب بمرض جلديّ وبدأ جلده يتساقط حتى مات،وخاف الجميع من لمسه ودفنه فتركوه مكانه وهدموا البيت عليه.
أمّا أميّة بن خلف،فهو أيضا لم يخرج خوفا،لأنّ بلال الذي كان عبدا عنده قال له مرّة:حدّثنا رسول الله أنّنا قاتلوك،فخاف أمية وقال:يا بلال في مكة؟؟{يسأل بجدية لا بسخرية لأنّه صدّق كلام رسول الله الصادق الأمين}
فقال بلال:لا أدري.
لذلك لم يخرج خوفا،فجاء صديقه عقبة بن معيط يسخر منه ويبخره بالبخور ويقول:تبخّر كما تتبخّر النساء،فقال:ويحك ما أراك تأخذني إلا إلى مقتلي،فخرج فمات.
وهناك شخصين خرجا مكرهين لا يريدا القتال لكن حتى لايقال أنهما تركا أهلهما،هما العباس عمّ النبي وما كان قد أسلم،وأبو العباس بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله وماكان قد نزل حكم هجر المرأة المسلمة لزوجها الغير مسلم فكان مازال يعيش مع زينب في مكّة وخرج لقتال حماه مكرها.
...................يتبع بإذن الله............................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة:
الصحابة كانوا مهاجرين وأنصار،واتفاق النبي مع الأنصار أن يحموه داخل البلد،والآن المعركة بالخارج فأراد النبي استشارتهم أولا حتى لا يفرض عليهم شيء.
فجمع الناس،وقال:أشيروا عليّ أيّها الناس،فقال أبو بكر:امض فنحن معك،فقال النبي:جزاك الله خيرا يا أبا بكر،وأعاد النبي:أشيروا عليّ أيها الناس،وكانت عادة النبي أنّ لو شخصا تكلم ولم يعترض أحد لا يكرر النبي السؤال لأنّ هذا معناه الجميع موافق.
فقام عمر وقال:امض ونحن معك،فقال النبي:جزاك الله خيرا يا عمر،وأعاد السؤال،فقام المقداد بن عمرو وقال:يا رسول الله امض،فوالله ما نقول لك ما قالت بني إسرائيل لموسى،قالوا:اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون،ولكن نقول:اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون.
يقول عبد الله بن مسعود:تمنيت لو قلت ما قال المقداد.
وقال النبي مجدّدا: أشيروا عليّ أيها الناس.
فقام سعد بن معاذ سيّد الأوس وقال:لكأنّكّ تريدنا يا رسول الله.فقال النبي:نعم يا سعد.
ينتظر رسول الله رأي الأنصار لأنّه يحترم الوعود،وكان يستطيع أن يأمرهم بما يشاء دون استشارة يأمرهم بصفته القائد أو رسول الله.
فقام سعد وقال:يا رسول الله لقد آمنّا بك وصدّقناك،فأعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك،فامض يا رسول الله فو الله لو خضتّ بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلّف منّا رجل واحد،وخذ من أموالنا ما شئت واترك منها ما شئت ويكون الذي أخذت من أموالنا أحبّ إلينا مما تركت،وسالم من شئت وعادي من شئت،وصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت،فو الله لتجدنّنا يا رسول الله صدق في الحرب صبر عند اللقاء،لعلّ الله يريك منّا ما تقرّبه عينك يا رسول الله.
لأجل هذه الكلمات اهتزّ عرش الرحمن عند موت سعد ونزل 70ألف ملك للصلاة عليه.
الدرس 109:كن كسعد وقل لعلّ الله يريك منّي ما تقرّ به عينك يا رسول الله.
وبدأ النّبي يسوّي الصفوف،وبدأ بخطّة جديدة،جعل الجميع صفّ واحد يخفون وراءهم الرماة،فإذا بدأت المعركة يبتعد قليلا كل شخص فيظهر وراءه رامي يرمون السهام فترتبك قريش من ظهورهم المفاجئ فيهجم الصفّ الأول على قريش.
وكان هناك صحابيّ لا يستوي جيّدا بالصفوف،فكلما مرّ عليه النبي قال له:استوي يا سواد،فيقول:حاضر يا رسول الله،يمرّ النبي مجدّدا:استوي يا سواد،وهو يقول:حاضر يا رسول الله،ثم كان بيد النبي سواك فوخزه في بطنه وقال:استوي يا سواد،فقال:آه أوجعتني يا رسول الله،فماذا كان موقف رسول الله وهو القائد في معركة؟؟؟
كشف صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال:اقتصّ منّي يا سواد،فانكبّ سواد على بطن النبي يقبّلها ويقول:هذا ما أردت،هذا ما أردت.
فقال النبي:لما يا سواد؟؟؟ فقال:يا رسول الله أظنّ أنّ اليوم يوم شهادة،فأحببت أن يكون آخر عهدي بالدنيا ملامسة جسدي لجسدك يا رسول الله.
أرسل النبي عليّ والزبير ليأتوا بالأخبار،فأمسكوا غلاما من قريش كان يسقي الماء لقريش،والصحابة في هذه المعركة كانوا خائفين ومرتبكين جدّا فالمعركة غير متكافئة نهائيّا بمقاييس الدنيا،فأتوا به إلى النّبي وهو يصلّي،وهم يسألوه:من أنت؟؟فيقول:أسقي جيوش قريش،فيضربوه من شدّة ارتباكهم ويقولون:بل أنت من عند أبي سفيان،يقول:لا،فيضربوه حتى قال:نعم،وهو ليس كذلك،فتركوه.
فلمّا انتهى النبي من الصلاة قال:إن صدقكم ضربتموه وإن كذبكم تركتموه.
عرف النبي أنّ هذا الغلام صادق فأتى به وقال له:تعال،كم عدد قريش؟؟قال:لا أعلم،فقال النبي:كم ينحرون،قال:يوم 9 ويوم10،فقال النبي الأميّ:القوم بين 900و1000.
لأنّ الجمل الواحد يطعم 100شخص والنبي علم من عدد الجمال التي ينحرونها عدد الجيش.
قال النبي:من فيهم؟؟قال:كل سادة قريش{وذكر له أسماء كبيرة جدّا في قريش}فبدأ الصحابة يرتجفون،فالتفت النبي إليهم وقال ليرفع لهم الروح المعنويّة:الله أكبر،ألقت إليكم قريش بفلذات أكبادها.
خرج النبي مع أبي بكر إلى الصحراء ليأتي بأخبار قريش،فوجد رجلا،فسأله:حدّثنا عن جيش محمّد وجيش قريش،فقال الرجل:من أنتما؟؟؟فقال النبي:إن أخبرتنا أخبرناك،فاقل:أخبرني من أخبرني وإن صدق من أخبرني فإنّ قريش الآن عند العدوة القصوى،وأخبرني من أخبرني فإن صدق من أخبرني فإنّ محمّد الآن عند العدوة الدنيا،فقالم النبي بعد أن علم أين قريش،فقال الرجل:من أنتما؟؟فقال النبي:نحن من ماء،ومشى،فقال الرجل لنفسه:من ماء؟؟آه ماء العراق.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقصد مخلوقين من ماء.فلم يستطع الرجل أن يأخذ شيء من النّبي صلى الله عليه وسلم.
الآن قريش في العدوة القصوى والنبي في العدوة الدنيا،وفي هذا حكمة من الله بالغة فما هي؟؟
في بدر سينزل المطر،فالأرض في العدوة القصوى طينيّة فلمّا ينزل المطر،تصبح رخوة والمشي عليها صعب جدّا،أمّا الأرض في العدوة الدنيا صلبة فلمأ ينزل المطر تتصالب أكثر،فيصبح المشي عليها أسهل.
فبدر بقيادة السماء،وبذل المجهود في الأرض،لذلك أتت المعجزة في بدر،بعد أن فعل المؤمنين كل ما يستطيعون،والمعجزة تأتي في كل زمان لكن متى؟؟
لمّا المؤمنين يكونوا مؤمنين بحقّ.فبهذا يكون النصر سهل،وتعود أمتّنا غدا أعلى الأمم.
{إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منك ولو تواعدتّم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا}.
كان الصحابة خائفون حتى أنّهم لا يستطيعون النوم:
{كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ وإنّ فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبيّن كأنّهم يساقون إلى الموت وهم ينظرون}.
فأنزل الله عليهم السكينة فنام كل الجيش،حتى أنّ أحد الصحابة كان يحرس الجيش،يقول:سقط السيف من يدي سبع مرّات وأنا أسمع شخير المسلمين.
وهو لا يدري ماالذي حصل حتّى سمع الآية التي نزلت بعد بدر:
{إذ يغشيّكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام}.
كل الذي يحصل ما سببه؟؟؟
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يحيا لأجل الرسالة ويموت لأجلها فأعزّهم الله كل هذا العزّ ببدر.
منطقة بدر كلها آبار،فقرّر النبي أن تكون الآبار أمامه تفصل بين جيش المسلمين وقريش،فقام صحابي حباب بن المنذر وقال:يا رسول الله أهو منزل أنزلك إيّاه الله أم هي الحرب والرأي والمكيدة
{أيّ أهو أمر الله فاسكت أم هو رأيك؟؟}
فقال النبي:بل هي الحرب والرأي والمكيدة،فقال حباب:فإنّ هذا ليس بمنزل.
ماذا يكون ردّ النبي على جنديّ في الجيش هو يرى أنّ رأي القائد ليس بصواب؟؟؟
قال النبي:فماذا ترى أنت يا حباب؟؟؟
فقال حباب:يا رسول الله بيننا وبينهم الآبار،أرى أن تهدم الآبار إلا بئرا نتركه وراءنا فنشرب ولا يشربوا،فنقاتلهم وهم عطشى.
فقال النبي:أصبت الرأي،وأمر النبي بتغيير الخطّة وتنفيذ رأي حباب.
ماالذي دفع حباب للكلام أصلا؟؟
لأنّه يعلم أنّ هناك من سيسمع رأيه ويجد أذنا صاغية له.
الدرس110:من أسباب سلبية النّاس أنّ رأيها غير مسموع أصلا اعتبارا من الأسرة.
والآن ستبدأ أول الأحاديث عن الجهاد،فالآن وقتها،قام النبي لأول مرّة وقال:
قوموا إلى جنّة عرضها السموات والأرض.
الدرس111:اختر الخطاب الديني المناسب في وقته المناسب عندما تدعو أحدا.
فقام عمير بن حمام وقال:يا رسول الله،جنّة عرضها السموات والأرض؟؟قال:نعم يا عمير،فقال:بخ بخ يا رسول الله،أرجو أن أكون من أهلها اليوم،فقال النّبي:أنت من أهلها،فكانت بيد عمير تمرات،فقال:أما بيني وبين هذه الجنّة إلا هذه التمرات إنّها لحياة طويلة ،ورماها ودخل واستشهد.
كيف عرف النبي أنّه من أهلها؟؟هل أخبره الوحي؟؟أم نظر بعينيّ عمير فرأي الرجولة والجدّية والصدق؟؟؟الله أعلم.
حارثة شاب 18 سنة عابد لله قبل بدر حتّى أنّ يوما ما سأله النبي:كيف أصبحت يا حارثة؟؟قال:مؤمنا حقّا يا رسول الله،فقال النبي:إنّ لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك؟؟؟
قال:أصبحت وكأنّي أرى عرش ربّي بارزا، وكأنّي أرى أهل الجنّة يتنعّمون في الجنّة،وأهل النّار يصطرخون في النّار،فعزفت نفسي عن الدنيا،فاظمأت نهاري وأسهرت ليلي بالقيام.
فقال النّبي:عرفت فالزم.
وقبل بداية المعركة يأتي سهم طائش إليه فيقتل،فتأتي أمّه تبكي لأنّها ظنّت أنّه ليس شهيد لأنّه مات قبل المعركة،فجاءت إلى النبي تسأله:يا رسول الله أحارثة في الجنّة فأفرح أم هو في غير ذلك فاجتهد عليه بالبكاء؟
فقال النّبي:يا أمّ حارثة إنّها ليست جنّة واحدة إنّها جنان كثيرة،وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى.
تخيّل شاب عمره 18 سنة وصل للفردوس الأعلى،فالأمر ليس بكثرة العلم ولا بكثرة الحفظ،لكن بحبّ الإسلام والغيرة عليه والرجولة.
ستبدأ المعركة،فأخرجت قريش عتبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة وأخوه شيبة بن ربيعة،لقد خرج عتبة وأخرج أهله معه فقط ليثبت لأبي جهل أنّه ليس جبان،فبحميّته هذه سيضيع نفسه وأهله،فخرج ثلاثة من الأنصار،فقال قريش:أكفّاء كرماء لكنّنا نريد أقاربنا نقاتلهم.
فقام النّبي ليختار فمن اختار؟؟؟
قم يا عليّ،قم يا حمزة،قم يا أبا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.

{عمّه وابني أعمامه}لمّا هاجر النبي من نام مكانه؟؟ابن عمّه عليّ،لمّا هاجر المسلمون للحبشة من أرسل النبي معهم؟؟ابنته رقيّة،وابن عمّه جعفر،فالنّبي أول ما يضحّي لأجل الرسالة يضحّي بأهله.
هذا هو النّبي صلى الله عليه وسلّم العظيم في كل شيء،في أخلاقه،في تخطيطه،في صبره،في تضحيته،في عبادته،في قيادته........
هناك في التاريخ الكثير من العظماء،لكن كلّ منهم عظيم في مجال واحد،لكن من في التاريخ عظيم في كل ميادين الحياة غير محمّد صلى الله عليه وسلم؟؟؟
قام حمزة فقتل شيبة،وعليّ قتل الوليد،أما أبو عبيدة وعتبة فكلّ منهما انقطعت رجله،فقام حمزة وعليّ قاتلا عتبة فقتلوه.
وأبو عبيدة في اللحظات الأخيرة من حياته،فحملوه إلى النّبي ووضعوه على التراب،فقال النبي:لا لا ضعوه على فخذي،فقال أبو عبيدة لرسول الله:أوفّيت يا رسول الله؟؟؟؟؟
فبكى النّبي وقال:اللهمّ إنّي أشهدك أنّ أبا عبيدة قد وفّى.
واستشهد أبو عبيدة والنّبي راضيا عنه.
...........تتبع بإذن الله..................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة:
بدأت المعركة بدخول قريش وفجأة ظهر الرماة وراء صف المسلمين،فبدأ كل صحابي يرجع وراء الرامي فتفاجأت قريش وتزعزعت وبدأ تساقط قتلى منها.
لقد كان على ميمنة المسلمين عبد الرحمن بن عوف ومعه 15 صحابي فقط،فقال:نظرت عن يمبني فإذا بولد عمره 15سنة وعن شمالي أيضا ولد 14 سنة،فقلت:آه،قد علمت موقعي اليوم.فإذا بالذي عن يميني{معاذ} يشدّني من ثيابي ويقول:يا عمّ،أين أبو جهل؟؟فقلت:مالك وأبو جهل؟؟قال معاذ:قالت لي أمي إن لم تقتل أبو جهل فلا تعد.{هكذا ولد لا يمكن أن يظهر بدون أم عظيمة وراءه}.يقول عبد الرحمن:فارتفعت نفسي.
والثاني عن شمالي{معوّذ}:يشدّني ويقول:يا عمّ،أين أبوجهل؟؟؟فقلت:مالك وأبو جهل؟؟فقال:سمعت أنّه يسبّ رسول الله ولا تطيق نفسي أن أترك من سبّ رسول الله،لانتقمنّ لرسول الله.

يقول عبد الرحمن بن عوف:فما فرحت بشيء فرحي بهما.
وأشار لهما على أبي جهل،فتسابقا إليه وقد ربطا سيفيهما على يديهما لأنّهما لا يستطيعان حملهما جيّدا،فقال معاذ لمعوّذ:أنت تضرب قوائم الفرس فيسقط فأقتله.
{على فكرة النبي كان لا يسمح للأطفال بالخروج للمعارك لكن هذين طلبا الخروج فأدخلهما النبي بمسابقة فأثبتا قدرتهما}
يحكي معاذ: أنّني ضربته في الرقبة ثمّ انطلقنا نجري فجرى وراءنا عكرمة بن أبي جهل،فضربني على كتفي فقطع الكتف إلا من وضع جلدة فوجدت أنّ معوّذ سيسبقني إلى رسول الله يبشّره وأريد أن أبشّر النبي مثاه فوضعت يدي تحت قدمي وتمطأت فخلعت كتفي وجريت لأسبق ابن عمّي لأفرّح رسول الله أن من آذاك يا رسول الله قتلناه.
وجاءا إلى رسول الله يقولان:قتلنا أبا جهل،قتلنا أبا جهل.
ذهب عبد الله بن مسعود لأبي جهل في الرمق الأخير ووضع قدمه على صدره،فقال أبو جهل:لم يبق إلا أنت يا رويعيّ الغنم،ثمّ قال:لمن الغلبة اليوم؟؟؟{ حتّى أبو جهل عنده رسالة}فقال عبد الله بن مسعود:لله ورسوله وقتله.
فكانت نهاية أبو جهل على يد طفلين ورجل من المسلمين،ليبقى ذلك آية ليوم القيامة.
قال النبي للصحابة:من لقي منكم أبو البختري بن هشام فلا يقتله{ذلك الذي أمر بتمزيق الصحيفة وإخراج المسلمين من الحصار في شعب بني طالب}،فقالوا:لما يا رسول الله؟؟؟؟فقال النبي:وفاء له لما فعل معنا يوم الصحيفة.{الأخلاق الحربيّة هذه الكلمة التي لم تعرفها أوربا إلا بعد الحرب العالمية الثانية بدأت تذكر هذه الكلمة}.
وأثناء المعركة رأى أحد الصحابة أبا البختري ين هشام،فالتفت عنه ومضى،فقال أبو البختري:لما لم تحاربني؟؟فقال:وفاء لك لما فعلت يوم الصحيفة.
فقال:أرأيت إن قاتلتك أنا؟؟؟قال الصحابي:أفرّ منك طاعة لرسول الله.فجرى وراءه والصحابي يفرّ منه،حتى حاصره وكاد يقتله،فالتفت الصحابي إليه وقتله،وعاد يبكي إلى رسول الله:يا رسول الله والله لم أرد هذا،كاد يقتلني.
فقال النبي:لا عليك إنّما أردنا الوفاء.
والآن تحصل المعجزة،نزول الملائكة لتثبيت المؤمنين،لماذا لم ينزلوا في بداية المعركة؟؟؟ألم تبذلوا كل ما عليكم،إذا الآن يأتي نصر الله.
{إذ يوحي ربّك إلى الملائكة إنّي معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان}
قبل بداية الهجوم ماذا كان يفعل النبي؟؟؟
يدعو الله عزّوجل ويتذلل إليه:يا ربّ ياربّ،حتى سقطت عباءته عنه وبان بياض إبطيه من شدّة التذلل إلى الله وهو يرفع يديه ويدعو،وأبو بكر يقول له:هوّن عليك يا رسول الله.
{ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة}
أيّ لمّا تذلّلتم لله نصركم الله.
والنبي يقول:يا ربّ إن تهلك هذه العصبة فلن تعبد في الأرض بعد اليوم.وكأنّ النبي يقول أنّ همّه الرسالة وليس شخصه.
ظلّ النبي يدعو حتّى رأى جبريل ينزل فقال:الله أكبر ينزل جبريل في كوكبةمن الملائكة في ألف من الملائكة.
وأمسك النّبي بحصى،وبدأ يرميها ويقول:هذا مصرع فلان،وهذا مصرع فلان...ولم يخطئ النبي بأيّ مكان أشار إليه وفعلا قتل من ذكره النبي في المكان الذي أشار إليه النبي.
طالما النبي يعلم أنهم سيموتون وحتى علم مكان مقتل كل واحد،لماذا كان يدعو بحرقة وتذلّل؟؟؟
لنتعلم أنّك تقوم بما عليك وتثق بالله،ولا يكفي أن تقول أثق بالله دون عمل.
رأى بلال بن رباح أميّة بن خلف،فقال:أمية بن خلف،لا نجوت إن نجا،وأسرع إليه ليقاتله،فلمّا رأى أمية أنّه سيقتل ذهب إلى عبد الرحمن بن عوف وقال:استسلمت،فأصبح أسير عبد الرحمن بن عوف،فلن يستطيع بلال قتله.
فقال عبد الرحمن:دعه إنّه أسيري،فقال بلال:لا أسرى لك اليوم.
فانبطح عبد الرحمن فوق أميّة،فنزل بلال وضربه بخنجره.
وقتل في هذه المعركة أيضا عقبة بن أبي معيط،ولقد قتل 70 من كبار قريش،وحفرت حفرة وألقيت فيها جثثهم،فوقف النبي وقال لهم:هل وجدتم ما وعد ربّكم حقّا؟؟؟فقال عمر:أتكلمهم وهم موتى يا رسول الله؟؟فقال النبي:ما أنت بأسمع لي منهم يا عمر.
ولقد استشهد 14 صحابي كلهم من الأنصار عدا أبو عبيدة بن الحارث.
بدر بقيادة السماء وبذل المجهود في الأرض.
اللهمّ إنّا نسألك للأمّة نصرا كنصر بدر،وعزّة كعزّة يوم بدر.

........النهاية بفضل الله................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة الثامنة عشر:
غزوة أحد:
قريش تدّعي أنّها تريد الثأر لما حصل معها في بدر،لكن السبب الحقيقي لهذه الغزوة أنّها تريد استعادة زعامتها ووجاهتها بين العرب{وتجعلون رزقكم أنّكم تكذّبون}.يبلغ عدد مقاتلي قريش 3000مقاتل،وعرف النبي كل الأخبار من المخابرات طلحة والزبير.
وقبل أيّام يرى النبي في الرؤية،أنّه قد وضع يده بدرع حصينة،وفي سيفه كسر قصير،ورأى بقر يذبح،فأوّلها النبي أنّ الدرع الحصينة المدينة،وأنّ السيف المكسور يعني أنّ أحد أهله سيقتل،وأنّ البقر المذبوح أنّ أصحابه سيقتلون،فأوّلها أنّ لا يخرج من المدينة ففيها الأمان،لكن رغم ذلك جمع النّاس واستشارهم،مع أنّ رؤيا الأنبياء حقّ لكنّ النبي لم يترك الشورى ورأي النّاس فهو صلّى الله عليه وسلّم يرى أنّ الشورى أولى،وأوّل من أخذ برأي الناس هو النبي صلى الله عليه وسلم.
جمع النّاس في المسجد واستشارهم،فأمّا الشباب فقالوا نخرج،وأمّا الشيوخ فقالوا:لا بل نبقى،فقال النبي:نعم نبقى في المدينة،فإذا دخلوها علينا قاتلهم الرجال في الأزقّة وقاتلتهم النساء من فوق الأسطحة.
فلم ينسى النبي دور النساء حتى في أصعب الأمور وهو القتال.
لماذا رأى النبي الرؤية؟؟لنتعلّم أنّك حتّى لو متأكد فرأي النّاس أولى والشورى أولى،ولم يخبرهم بالرؤيا حتى لا يقضي على رأي النّاس.
لكنّ النبي وجد أنّ رأي الأغلبية الخروج،مع أنّ رأيه عدم الخروج،فأخذ برأي الأغلبية وقرّر الخروج للمعركة.
الدرس 112:إلى كلّ إنسان في موقع مسؤولية ربّ العمل ربّ الأسرة رئيس شركة............. رأي النّاس أولى.
فشعر الصحابة أنّهم أكرهوا النّبي على القتال،ففكّروا أن يعيدوا النظر بالموضوع،
فقال الصحابة:كأنّنا أكرهناك يا رسول الله.
فغضب رسول الله واحمرّ وجهه،لأنّ الرأي قد أخذ والمضوع انتهى،وقال:ماكان لنبيّ لبس لباس الحرب أن يخلعه حتّى يحكم الله بينه وبين عدوّه فإذا عزمت فتوكّل على الله.
وقام المنافق عبد الله بن سلول الذي يدّعي الإسلام وهو غير مسلم،قام يقول بين صفوف المسلمين:لقد عصاني واتّبع الغلمان،فعاد بثلث الجيش300 شخص،ولم يبقى مع النبي إلا 700 صحابي سيقابلون 3000كافر.
وهمّ بعض المسلمين بالعودة فنزل قول الله:{إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليّهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون}
جبل أحد يقع شمال المدينة وهو جبل من جبال الجنّة سنراه بإذن الله كما هو في الجنّة،يقول عنه النبي:أحد جبل يحبّنا ونحبّه.
هذا الجبل ليس عليه خضرة وشلّالات كجبال أوربّا ولكن عليه دماء صحابة رسول الله دفاعا عن الإسلام.
في إحدى المرّات وقف النبي على جبل أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان،فاهتزّ الجبل من عظمة من عليه،شوقا وحبّا لرسول الله مع أنّه جماد،فوضع النبي يده عليه وقال:اثبت أحد فإنّ عليك نبيّ وصدّيق وشهيدين.
فثبت الجبل وهدأ،وكانت تلك بشرى لعمر وعثمان بالشهادة.
كانت خطّة النبي مبنية على فكرة أن يجبر قريش على أن تقابل جيش المسلمين بنفس عدد جيش المسلمين وأن لا تستطيع الإحاطة بجيش المسلمين،لأنّ العدد الكلي غير متكافئ 700مسلمين و3000كفّار،فماذا فعل؟؟
قفل ميمنة وميسرة المسلمين،بأن جعل الجيش صف واحد يقف في أضيق منطقة تصل بين جبل أحد وجبل آخر صغير هو جبل الرماة وقف عليه الرماة الميمنة عند أحد والميسرة عند جبل الرماة،فكان كتف أول جندي في الميمنة ملاصق لجبل أحد،وأمّا الميسرة قفلها أيضا بتوقيف 50صحابي على جبل الرماة،فبذلك لو أرادت قريش أن تحيط بهم من طرف الميمنة عليها أن تلّف وراء جبل أحد كله أي 23كم لأنّ الميمنة مقفولة،وهذا يحتاج وقت تنتهي فيه المعركة،وإذا أرادت أن تحيط بالمسلمين من طرف الميسرة وجدت الرماة على جبل الرماة فلا تستطيع.
أمّا خطّة أبو سفيان فهي تقسيم جيش الكفّار لميمنة عليها خالد بن الوليد ومعه300شخص،وميسرة عليها عكرمة بن أبي جهل ومعه700شخص،وقلب عليه أبو سفيان ومعه2000شخص.
وكانت كل الخطّة تركّز على أن يلفّ عكرمة من وراء ميمنة المسلمين،وخالد من وراء الميسرة ويأتي أبو سفيان من القلب،فيحاصرون جيش المسلمين وينتهي الأمر،لكنّ النبي صلى الله عليه وسلم عطّل لهم خطّتهم.
كان لواء المسلمين مع مصعب بن عمير،وقائد العمليات في أرض المعركة حمزة ومساعديه عليّ والزبير.
أمّا حامل لواء قريش بني عبد الدار وهم 9أشخاص جاؤوا جميعا ليتناوبوا على حمله لو مات أحدهم.
وأمّا النبي فقال موصّيا للصحابة على جبل الرماة بكلام حازم وواضح:
{إن رأيتمونا ننتصر ونأخذ الغنائم فلا تتبعونا،وإن رأيتمونا ننهزم وتأكل الطّير من رؤوسنا فلا تنصرونا،ابقوا في أماكنكم مهما حدث}.
ونزل النّبي إلى أرض المعركة وكان عمره56سنة،فأراد أن يحمّسهم فقال:من يأخذ سيفي هذا؟؟؟فكلّ يقول:أنا يا رسول الله،فقال النبي:من يأخذه بحقّه؟؟؟فقالوا:وما حقّه يا رسول الله؟؟فقال:يفلق به هام الكفار،فسكتوا فقام أبو دجانة وقال:أنا آخذه بحقّه يا رسول الله.وأخذه وربط عصابة حمراء على رأسه معناها أنّه سيقاتل حتى الموت وقال:
أنا الذي عاهدني خليلي...............ونحن بالسفح عند النخيل
أن لا أقوم الدهر في أكيليلي..........أضرب بسيف الله والرسول

يحكي الزبير بن العوّام:اتبعته فوجدته يضرب ضربا شديدا حتى وصل لفارس ملثّم فكشف عن وجهه فإذا بها امرأة فرفض ضربها بسيف رسول الله لأنّ النّبي ما ضرب امرأة قطّ.

.........................يتبع بإذن الله.............................................. ..........
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

تكملة:
راح حمزة أسد الإسلام يقطع جيش الكفّار على فرسه من بداية الجيش لآخره ويكرّر ذلك بمنتهى الجرأة،فقام عليّ وقلّده،ثم قلّده الزبير بمنتهى الشجاعة.
كل هذا لكسر الروح المعنوية لقريش،ثمّ دخل حمزة على حامل الراية وقتله وأسقط الراية،فأخذها آخر من بني عبد الدار،فقتله حمزة وقتل الثالث والرابع،فجاء عليّ وقال:يا عمّ دعني أنا أيضا أسقط رايتهم،فقتل الخامس والسادس،فجاء الزبير وقال:أقسمت عليكم دعوني أنا أيضا ،وقتل البقية.
حتى الآن كانت أحداث المعركة تتوجّه نحو انتصار حاسم للمسلمين،وبدأ قريش تسحب الجيش،والغنائم في أرض المعركة في كل مكان،فلمّا رأى الرماة ذلك قرّروا قالوا:انتصرنا،وقرّروا النزول على أنّ المعركة انتهت،ولكنّ قائدهم عبد الله بن جبير راح يذكّرهم بوصيّة النبي وقال:أمّا أنا فلا أتحرك ولا أعصي أمر رسول الله،وبقي معه عشرة ونزل 40 صحابي من على جبل الرماة.
وبسبب ذلك انكسر جيش المسلمين وأؤذي النبي وكسرت رباعيته كما سنرى،وقتل حمزة.
الدرس115:معصية 40 صحابي لأمر رسول الله أدّت لانكسار الجيش الإسلامي في أحد فمابالكم بمعصية أمّة لأمر رسول الله اليوم.
لقد ورد في القرآن 30مرّة:{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.
وورد:{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
أخذ خالد بن الوليد جيشه وعاد بفرسانه الثلاثين،وهو عائد التفت ونظر لجبل الرماة بحسرة،فرأى ال40صحابي ينزلون ولم يبق إلا عشرة،فعاد سريعا وقتل العشرة،وصعد قمّة الجبل ووقف ينادي:اعل هبل.
فارتفعت الروح المعنوية للمشركين،وبدأ خالد يهاجم المسلمين من ورائهم.
وهناك شخص بين الكافرين هو عبد الله بن قمئة،خرج للمعركة فقط لقتل النّبي،ومعه عشرة،فهاجم مصعب بن عمير حامل راية الإسلام،ظنّا منه أنّه النبي،وكانت الراية بيد مصعب اليمين،فقطعها له،فأخذها مصعب بالشمال،فقطعها،فأخذها بين عضديه وتحمّل الآلام كي لا تسقط راية الإسلام،فقتله واستشهد مصعب وهو يدافع عن راية الإسلام،ثم صاح ابن قمئة:قتلت محمّدا،قتلن محمّدا.
وبدأ المسلمون يرمون السلاح ويجرون إلى المدينة،بعد انتشار إشاعة مقتل النبي صلى الله عليه وسلّم،وهم يقولون:قتل النبي فماذا نفعل بعده؟؟؟
بعض الصحابة كأبي بكر وعمر فكّروا بالعودة لحماية المدينة،ولم يبق مع النبي إلا 20 صحابي منهم امرأة هي نسيبة بنت كعب المازنيّة أم عمارة.
واجتمعت حول رسول الله مجموعات من الكفّار،وبدأ الشك عندهم هل مات رسول الله أم لا؟؟
وكان النبي أحيانا يرفع صوته ليجمع المسلمين ويقول:إليّ يا عباد الله،إلى رسول الله.
والصحابة العشرون اجتمعوا حول رسول الله لحمايته،فهاهو أبو دجانة يحضن رسول الله حتى تأتي السهام بظهره ولا تصل لرسول الله،يقول الصحابة:فكان ظهره كالقنفذ من السهام.
ومن الصحابة حول رسول الله،سعد بن أبي وقّاص وكان ماهرا برمي السهام فكان يرمي والنبي يقول له:ارم سعد فداك أبي وأمي.
أول مرة يقول النبي لأحد فداك أبي وأمي،فكانت لسعد بن أبي وقّاص لأنّه كان متميّزا بالرمي فالنّبي يحب المتميزين،ولعل سعد بن أبي وقّاص فتح القادسيّة فيما بعد وانتصر على الفرس بدعوة النبي له يوم أحد.
وهذا طلحة بن عبيد الله28سنة يقول:اخفض رأسك يا رسول الله،لا يصيبك سهم،نحري دون نحرك يا رسول الله.
يرى طلحة سهم قادم إلى النبي،فيضع يده أمام رسول الله ليدخل السهم بيده،فتشلّ يده دفاعا عن رسول الله.
الموقف كان صعب جدّا حتى أنّ النبي قال:والله ما أنصفنا أصحابنا{الذين عادوا}.
تعب النبي جدّا وكان عمره 57سنة،وقال:من يدفعهم عنّي وله الجنّة،فقام يزيد بن السكن ومعه 10من الأنصار وقالوا:ندفع عنك يا رسول الله ولنا الجنّة،قال:نعم.
فقاتلوا حول رسول الله حتى سقطوا جميعا شهداء وآخر من سقط يزيد بن السكن،كانت تتساقط عنه الدماء وكأنّه لا يريد أن يموت،حتى سقط شهيدا،وسقط على وجهه فأصبح وجهه على التراب،فقال النبي:لا لا،ارفعوا وجهه عن الأرض.ومسح النبي على وجهه وقال:اللهمّ إنّي أشهدك أنّي راض عن يزيد بن السكن.
أمّا أبيّ بن خلف من الكافرين،ذلك الذي مرّة في مكّة،نظر إلى رسول الله وهو على فرسه،وقال:أتدري يا محمّد هذا الفرس لما أسمّنه؟؟؟لأقتلك عليه.
فقال النبي:بل أنا قاتلك إن شاء الله.
وهاهو يوم أحد يأتي وقد لبس الحديد فلم يظهر منه شيء،اقترب وقال:أين محمد؟؟؟
فعرفه النبي،ويقول الصحابة:فنفضنا رسول الله،وقال:أعطوني حربة.
أخذ النبي الحربة وهزّها حتى ارتجف الصحابة من قوّة هزّها،وضربها على أبي بن خلف،فأصابته بجرح في شفته لأنّه مدرّع بالحديد،فراح يصرخ:قتلني محمّدا،قتلني محمّدا،فقالوا:كيف إنّه جرح بسيط،فقال:قال لي إنّه سيقتلني وأنا أصدّقه اليوم،وهو يجري ويصرخ حتى سقط من فوق الجبل فمات،لقد قتله الرعب،أو قتلته الثقة بكلام رسول الله.
أمّا أشجع الناس حول رسول الله،أم عمارة،رأت ابن قمئة يقترب من رسول الله يريد قتله،ورأت سيفا على الأرض،وهي أصلا ما خرجت للقتال ولكن للعلاج والطعام،فأخذته ورفعته بوجه ابن قمئة،وهو لا يرضى أن يقاتلها لأنّه من العيب عند العرب قتل النساء،وهي مصرّة فضربها على يدها،تقول:فهممت أن أجري فنظرت فوجدت رسول الله وحده.
فصمدت وظلّ يضربها على كتفها حتى غارت عظام الكتف فسقطت،فرأت ابنها حبيب بن زيد يأتي لإنقاذها من بعيد،فقالت:دعني،دونك رسول الله.
فتعجّب النبي منها وقلّب كفّيه وقال:من يطيق ما تتطيقين يا أمّ عمارة؟؟
قالت:أطيق وأطيق وأطيق،ولكن أسألك مرافقتك في الجنّة،فقال النبي:لست وحدك،أنتي وأهل بيتك،أنتم رفقائي في الجنّة،أنتم رفقائي في الجنّة.
كان أنس بن النضر لم يحضر غزوة بدر،فأقسم لو أشهده الله معركة أخرى سيري الله منه خيرا،وأمّا يوم أحد كان خارج المدينة بسفر،وعند عودته رأى الجيش يعود،فقال:مالكم؟؟؟قالوا:قتل رسول الله.
قال:فماذا تصنعون بالحياة بعده؟؟قوموا فموتوا على ما مات عليه.
فثبّت الجيش بأكمله،وكان أول من عاد أبو بكر الصدّيق،وعاد جميع الصحابة.
جاء كافر يدعى أبو عامر الفاسق وحفر حفرة للنبي،فسقط النبي فيها دون أن يشعر،فارتطم وجهه الشريف بصخرة وانكسرت رباعيته وامتلأ وجهه بالدماء،فأراد القيام،فجاء ابن قمئة وضربه على رأسه فدخل حديد الخوذة المدبّب من طرفيها بوجهه.
وراح الصحابة يحاولون إخراجها ولا يستطيعون،وأبو بكر يحاول،فجاء أبو عبيدة بن الجرّاح وقال:أقسمت عليك يا أبا بكر لا يخرج الحديد من وجه رسول الله إلا أنا،نم يا رسول الله.
وبدأ يشدّ الحديد بأسنانه فانكسرت أسنانه،يقول الصحابة:كنّا نظنّ أنّ الأهتم ليس جميل الوجه حتّى رأينا أبو عبيدة بن الجرّاح،فإذا به ازداد جمالا بعد أن أصبح أهتما.قال الصحابة:ادع عليهم يا رسول الله،فقال:إنّي ما بعثت لعّانا لكنّي رحمة مهداة.
فرفع يديه وقال:اللهمّ اهد قومي فإنّهم لا يعلمون.
يدعو لهم ويعتذر عنهم.
أتى عليّ وسكب الماء على وجه رسول الله فازداد الجرح غزارة،فأحضر خرقة ووضعها بالنار وكوى بها وجه رسول الله.
كان أنس بن النضر يجري بسرعة إلى أرض المعركة،يقولون:إلى أين يا أنس؟؟؟؟فقال:الجنّة وربّ النّضر،إنّي أشمّ رائحة الجنّة تحت جبل أحد،وفعلا وجدوه شهيدا بعد المعركة بنفس المكان.
يقول العلماء لمن يسأل هل كان فعلا يشمّ رائحة الجنّة أم أنّ المعنى كذلك؟؟؟
يقولون بل فعلا كان يشمّها،لأنّ رائحة الجنّة كما ورد بكلام رسول الله تشمّ من مسيرة 500سنة،وهو لم يكن بينه وبينها إلا أمتار.
وبعد استشهاد أنس،مثّل به المشركون فلم تعرفه إلا أخته من إصبعه المقطوع،وفيه نزل قول الله تعالى:
{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا}.
حنظلة هو أحد الصحابة،كانت ليلة زفافه فسمع المنادي:يا خيل الله اركبي،فترك زوجته وخرج بسرعة دون أن يغتسل،واستشهد بالمعركة،فقال رسول الله:رأيت حنظلة تغسّله الملائكة في تسط من ذهب بين السماء والأرض.
وتعجّب النبي لأنّ الشهيد لا يغسّل،فسأل زوجته،فأخبرته أنّه خرج دون أن يغتسل.
........................يتبع بإذن الله.................
 

عاشق النجوم

كاتب محترف
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

[align=center]

اللهم صلي على سيدنا محمد و ال سيدنا محمد
جزاكي الله كل خير

طرح رائع واختيار جد قيم
مشكوره اخيتي على حسن الاختيار
موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[/align]
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

نهاية أحد:
من الشهداء في أحدعمرو بن الجموح،كان أعرج وعنده 4أولاد،منعه أولاده من الخروج للغزوة،فذهب إلى رسول الله يشكو له،فأخبره رسول الله أنّه معذور وليس عليه قتال،فقال:يا رسول الله دعني أطأ الجنّة بعرجتي هذه،فابتسم النبي وقال:دعوه لعل الله يرزقه الجنة.
ودخل المعركة،فأتت نسمة هواء فقال:واه لرائحة الجنّة،ثم نظر إلى المدينة وقال:اللهم لا ترجعني إليها،وقاتل حتى استشهد،فقال النبي:إني أرى عمرو بن الجموح الآن يطأ الجنة بعرجته.
ومن الشهداء عبد الله بن حرام،كان عنده 9بنات،وابنه جابر بن عبد الله،اتفق مع ابنه على عمل قرعة بينهما ليخرج أحدهما للقتال والآخر يبقى عند بناته،فكانت القرعة من نصيب الأب،فبكى جابر لأنّه حرم من القتال،فنظر له أبوه وقال:والله يا بني لو كانت غير الجنة لآثرتك بها،لكنها الجنة.
واستشهد عبد الله في أحد ومثّل به الكفّار،وخرج ابنه جابر لينظر إليه فمنعه الصحابة،فقال النبي:دعوه ينظر لأبيه،يقول جابر:كنت أنظر لأبي ثم أضع يدي بكمّي وأبكي،فقال لي النبي:يا بني ابكيه أو لا تبكيه لا تزال الملائكة تظلّه بأجنحتها.
ثم قال النبي:يا جابر ابشر،ما كلّم الله أحدا من عباده إلا من وراء حجاب،وكلّم أباك كفاحا بغير حجاب،فقال له:يا عبدي تمنّى علي،فقال:يا ربّ أتمنى أن أعود إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك في سبيلك،فأقتل مرّة أخرى شهيدا في سبيلك،فقال الله سبحانه:إني كتبت عليهم أنهم إليها لا يرجعون ولكن اطلب أمنية أخرى،فقال:يا رب بلّغ عنّي أهل الدنيا ما أنا به من السعادة.
فنزل قول الله:{ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
ومن الشهداء عبد الله بن جحش،كان هو وصاحبين له في الليل يتحدثون،فقال أحدهم:أتمنى أن ألقى غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله فأقتله،فقال عبد الله:أمّا أنا أتمنى أن ألقى غدا رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله فأقتله،ثم ألقى رجلا من الكفار شديد القوة أقاتله فيقتلني،ويبقر بطني ويجدع أنفي ويقطع أذني فآتيك يوم القيامة هكذا يارب،فتقول لي:يا عبد الله لما فعل بك ذلك{والله أعلم}فأقول:فيك يارب،لأجلك يا رب.
فوجدوه مقتولا وقد بقرت بطنه وجدع أنفه وقطعت أذنه وبجانبه كافر مقتول،دليل أنه قتله كما تمنى.
ومن النماذج سعد بن الربيع،أرسل النبي أحد الصحابة ليبحث عن سعد،فوجده في الرمق الأخير،فقال له:يا سعد إنّ رسول الله يقول لك كيف تجدك يا سعد؟فقال:قل لرسول الله إني وجدت ما وعدني حقّا،أبلغ مني رسول الله السلام وقل له:جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته،وأخبر الأنصار مني السلام وقل لهم:إنّه لا عذر لكم إن خلص إلى رسول الله وفيكم عين تطرف.
الدرس116:كلمة للأمة:إنه لا عذر لنا اليوم إن خلص إلى سنة رسول الله وفينا عين تطرف.
أمّا سيد الشهداء فهو حمزة بن عبد المطلب،فماالذي حصل؟؟؟
قرّر النبي برؤيته إيقاف المعركة دون انتصار أحد،لأنّها أصبحت غير متكاقئة،وتعرّض المسلمون للكثير من الأذى.
فبدأ النبي ينادي:الجبل الجبل.......الجبل الجبل.
ينادي الصحابة ليصعدوا جميعا إلى الجبل،وكان حمزة قد أخذ مجموعة رجال ولفّ من وراء الجبل،يريد صعود جبل الرماة وقتل من عليه من الكفار ليعيده كما أراده رسول الله،فبينما هو يقاتل ويقتل بضراوة،كان قد اختبـأ له وراء الجبل وحشيّ،وهو عبد عند هند بنت أمية،أخبرته أنه لو قتل حمزة لأنه قتل أباها وأخاها في بدر،فسوف تعطيه حريته،فخرج لا يريد قتالا،لكن فقط قتل حمزة،وكان وحشي ماهر جدا بضرب الحراب،وعندما أدار حمزة ظهره،يقول وحشي:فهززت حربتي حتى رضيت عنها ثم أطلقتها،فوقعت في ظهر حمزة وخرجت من بين أحشائه،فالتفت إلي فنظر إلي نظرة عرف منها أنني قاتله،فظل يجري نحوي،فمن خشيته ونظرة عينيه ما استطعت أن أتحرك من مكاني،حتى إذا اقترب مني غلبه جرحه فسقط في مكانه،فجريت أقول:قتلته قتلته.
فجاءت هند وشقّت بطن حمزة وأخرجت الكبد،وأرادت أن تأكل منه من شدّة حقدها،فما استطاعت،فمسكته بيدها وعصرته،وجاء أحد الكفار وضربه بالحربة في فمه فمثّل به،وجاء النبي بنهاية الغزوة فرآه،فانتحب بالبكاء{بكاء مع شهيق}.
هذا هو حمزة سيد الشهداء،لقد كانت ميتته صعبة جدّا،لكنّه في الفردوس الأعلى إن شاء الله،ودفن في مكان استشهاده،وبعد أربعين سنة من استشهاد حمزة،يأتي سيل للمدينة،فيأمر أمير المؤمنين بحمل الجثث إلى مقبرة الشهداء،فإذا بحمزة كما هو،جسده طريّ كأنّه قتل الآن،وجرحه دافئ كما هو.
هؤلاء شهداء أحد،كان النبي يزورهم كل سبت ويقول:السلام عليكم يا شهداء أحد،أنتم السابقون وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون.
شهداء أحد،دماء حمزة،دموع النبي على عمّه،الأذى الذي تعرّض له النبي،مقبرة الشهداء كل هذا حجّة علينا أمام الله،وهو أكثر ما يعلمنا التضحية لأجل الإسلام والرسالة.
صعد الصحابة جميعا على جبل أحد،ولكن النبي لم يستطع الصعود من شدّة التعب،فحمله طلحة على ظهره،وكان تحت الجبل أبو سفيان،الذي كان يظنّ أنّ النبي قد مات،فقال:أبينكم محمّد؟؟؟فقال النبي:لا تجيبوه،فسكتوا،ثم قال:أبينكم أبو بكر؟؟أبينكم عمر؟؟؟وهم لا يجيبون استجابة لأمر رسول الله،فقال أبو سفيان:اعل هبل،فقال النبي:أفلا تجيبوه؟؟قالوا :ماذا نقول؟؟قال:قولوا الله أعلى وأجلّ،فقالوا صوتا واحدا:الله أعلى وأجلّ.
فقال أبو سفيان:لنا العزّة ولا عزّة لكم{صنم يدعى العزة}،فقال النبي:أفلا تجيبوه؟؟؟قولوا الله مولانا ولا مولى لكم.
فقال أبو سفيان:يوم بيوم بدر،فقال النبي:أفلا تجيبوه؟؟قولوا لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
فقال أبو سفيان:أشهد أنّ محمدا وأبا بكر وعمر أحياء{لأنّ هكذا كلام لا يخرج إلا لو كان رسول الله موجود}.
وهكذا انتهت غزوة أحد بدون انتصار أحد،وعاد الصحابة حزينين مكسورين،فنزل القرآن يخفّف عنهم:{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
لماذا لم تنزل الملائكة كيوم بدر؟؟
يجيب القرآن عن هذا السؤال:{وماجعله الله إلا بشرى ولتطمئنّ به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله}.
فالملائكة لم تصنع نصرا في بدر بل كانت فقط للتثبيت.
ونزل القرآن يأمر النبي بأن لا يتغيّر تجاه المؤمنين،بسبب ما حصل،ولا يترك الشورى رغم ما حصل،ليعلمنا إلا يوم القيامةأن ديننا دين الشورى،وعدم الانفراد بالرأي فهذا كلام الله وحده:
{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضّوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}
ويعلّمنا القرآن أنّ الهزيمة في أحد كان سببها المعاصي،معصية أمر رسول الله لتبقى أحد درس للمسلمين إلى يوم القيامة:
{إنّ الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنّما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}
بماذا ننهي أحد؟؟؟
بدرسين للأمة:
الدرس117:إيّاك ومخالفة أمر رسول الله.
الدرس118:فلنتلّم من شهداء أحد التضحية والبذل في سبيل الله وحبّ الرسالة.

..............انتهت والحمد لله.............
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقةالتاسعة عشر:
السنة الرابعة من الهجرة ومابعد أحد:
-تجربة أحد تجربة للأمة ليوم القيامة ,فالله لا يحابي أحد ولا يوجد نحن أبناء الله وأحباءه ولا نحن أحفاد الصحابة وأحفاد النبي لا ننهزم ,إذا خالفنا أمر النبي وخالفنا قوانين النجاح ننهزم حتى لو كان النبي معنا فهذه هي سنة الله في كونه.عند الرجوع من غزوة أحد تخيل الحالة النفسية للصحابة فقد استشهد 70 منهم واستشهد حمزة عم النبي ورأوا دموع النبي عليه,وتخيل نفسية الرماة الذين يشعرون أنهم السبب بهذا ونفسية النبي تجاه الرماة وموقف المنافقين في المدينة واستقبالهم للمسلمين وتنزل سورة آل عمران تصف المنافقين(الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ماقتلوا)
وبدأ اليهود في المدينة يهود بنو قريظة ويهود بني النضير يفكروا بتقطيع الدستور مع النبي لأن المسلمين أصبحوا ضعفاء والقبائل المجاورة للمدينة المتحالفة مع النبي بدأت تنقض العهود. كل هذا من آثار غزوة أحدوقد استمرت هذه الآثار سنة .وهو درس قاسي 40 من الرماة عصوا النبي فكانت هذه النتائج فمابالنا بملايين الآن تعصي الرسول وبعد ذلك نستغرب أنه لاننتصر.
الحالة النفسية للمسلمين احباط ,وبدأت تظهر أفكار خاطئة فاليهودكانوا يقولون للمسلمين أنتم لم تنتصروا لأنكم غير مؤهلين للشورى ,لأن الشورى كانت شيء جديد فعله النبي مع أصحابه فكانت العادة أنّ رئيس القبيلة يقرر والباقي ينفذ.والصحابة بدأوا يفكروا كيف ننهزم ومعنا الرسول .واليهود تقول للمسلمين نحن لم نسمع عن رسول تكسر رباعيته ويهزم .والصحابة بدأوا يتساءلون أين الملائكة التي نزلت في بدر .وينزل القرآن ويعالج هذه المشاكل وأول ماينزل (وشاورهم بالأمر )حتى لوكانت النيجة هزيمة.لماذا هزموا؟(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم )حتى لو كان النبي معهم.
أين الملائكة(وماجعلناه إلا بشرى ولتطمئن قلوبكم به وماالنصر إلا من عند الله).
ونفسية النبي مع الرماة (فبمارحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ).وللصحابة المحبطين(ولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين,إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس........)(إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون).
-رجع النبي من أحد وهو في الطريق يفكر كيف يرفع الروح المعنوية للصحابة .صلى العصر في مسجد يدعى حالياً مسجد المستراح وهو في الطريق بين المدينة وأحد فمن شدة تعب الصحابة لم يستطيعوا الوصول للمدينة وعندما استقظ الصحابة فجراً تفاجأوا بقرار النبي أنه يريد أن يحارب قريش وذلك بعد أن علم أن قريش تستريح ليلتين على بعد 8 ميل ,فأراد النبي أن يكسر شعورهم بالانتصار وأن يرفع الروح المعنوية للصحابة ويعيد الهيبة للمسلمين, رد فعل سريع وقرار خاطف من النبي .ففي نفس اليوم بعد صلاة الفجر قال النبي: من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفإني خارج الآن لملاقاة قريش ولايخرج معي إلا من خرج بالأمس.خرج الجيش كله حتى الجرحى حملوهم ولم يقل أحد أنا لاأريد الخروج ولا أستطيع الخروج,وهذه ليست قسوة ولكنها رد اعتبار من نبي عظيم خبير بأمور الناس .ونجد الصحابة يبذلوا تضحية تلو الأخرى وكل هذا من أجل الرسالة
الدرس 119: هل ستضحي من أجل الرسالة وإذا كانت لقمة العيش أغلى من الرسالة والروح أغلى من الرسالة ونقطة الدم أغلى من الرسالة ...فلن ننتصر.وإذا كانت عاطفتنا تجاه ديننا وتجاه الإسلام وإصلاح الأرض أبرد من عاطفتنا تجاه أولادنا وهم يموتون بين أيدينا ونحن نتحرك لانقاذهم .....فلن ننتصر.
-يطلع الجيش ويصل لحمراء الأسد فيهتز أبو سفيان ويفكر في إرسال أحد لتخويفهم .فيرسل واحد يذهب للنبي ويقول له: يامحمد ماالذي جاء بك إن قريش قد لبست جلد النمور يستعدون لقتالكم .فالنبي يقول له :أعد ماقلت أمام الناس فيعيد.فيقول النبي :قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل .وينزل قوله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله )
-والنبي يأتي برجل من قبيلة خزاعة وهي قبيلة مشركة لكن الرجل مسلم ويكتم إسلامه فالنبي لديه أدوات كثيرة يتحرك بها .وقال للرجل :اذهب لأبو سفيان وخوفه .فيذهب الرجل ويقول :إن القوم يتحرقون عليكم تحرقاً وقد جمعوا لكم أضعاف ماجاؤوكم به بالأمس. فقال أبو سفيان :والله ما أرى إلا أن نرتحل .فالنبي بحربه النفسية وبمبادرته أربك قريش ولكن نتائج أحد لم تنتهي فقد بدأت المكائد تعد فقد بدأ واحد اسمه خالد بن سفيان يجمع القبائل شمال المدينة ويتجهز لغزو المدينة وهو رجل شديد الكفر والنبي لا يريد أن يدخل في معارك جانبية فهو يركز على قريش والهدف هو مكة فقط فلو أسلمت مكة أسلم العرب
الدرس 120: أحياناً يكون لديك هدف كبير تسعى إليه وقد يأتي أحد ليسبك أو يتكلم عليك فلا تدخل في معارك جانبية وتضيع الهدف وتعلم ذلك من نبيك .
النبي أتى بواحد يدعى عبد الله بن أنيس يبلغ من العمر حوالي 27 سنة , وقال له بأن يذهب للجيش ويدخل في وسطه ويقتل خالد بن سفيان وينهي الموضوع لأن النبي إذا أخذ جيش إليه سيستنفز قوة المسلمين وهو لا يريد ذلك ,فقال عبد الله بن أنيس: يارسول الله صفه لي ؟فقال النبي : إذا رأيته تذكرت الشيطان.فقال عبد الله: أهذه إمارة ؟ قال النبي : إذا رأيته تذكرت الشيطان وستجد من نفسك قشعريرة .يقول عبد الله: فخرجت حتى وصلت فإذا بالجيش قد تحرك وتجهز فخافت نفسي ثم دخلت الجيش ووقفت بين الناس وتقدمت أحمسهم وأقول في النبي ما أقول كأني أشدهم غضباًوتحرقاً من المسلمين (وعبد الله قبل أن يذهب قال : يارسول الله ائذن لي أن أقول فيك . فقال له النبي: قل ماشئت)
وظل يتكلم حتى أعجب به خالد بن سفيان . ويقول عبد الله: فوالله قبل أن يدلوني عليه نظرت في وجهه فقلت : صدقت يارسول الله. فجئت إليه وكنت بجواره فقال لي من الرجل؟( فلو قال له نسبه لافتضح أمره ) فقال له : رجل يحمل من الكراهية لمحمد أشد مما تحمل , حتى قبلني حارس له وكنت أصلي برأسي حتى لا أكشف حتى تمكنت منه فقتلته في خيمته فصرخت النساء فخرجت واختبأت في الجبال لا آكل إلا ورق الشجر,فالنبي يعرف أنه بعث رجلاً يقدم حياته من أجل الرساله والإسلام ونحن اليوم ليس المطلوب منا عمل كهذا لكن نصلي الفجر, نتفوق بالكلية ,نزود المسلمين باختراعات ....
-اختبأ عبد الله بالجبال ثم عاد للمدينة بعد أن تفرق الجيش وأنجز مهمته ,وعندما دخل المدينة كان النبي ينظر إليه من بعد وهو قلق. فقال النبي: أأفلح الوجه؟ فقلت : نعم يارسول الله فعلتها . فقال النبي: الله أكبر تعال ياعبد الله إني سأكافأك . فقلت : بما يارسول الله ؟ فقال : انتظرني حتى آتيك . فدخل النبي بيته وخرج ثم أعطاني عصاة وقال : خذ هذه يا عبد الله , فقلت : أهذه هي المكافأة يارسول الله؟ فقال النبي: خذ هذه ياعبد الله ردها إلي ّ يوم القيامة أدخلك بها الجنة . يقول عبد الله بن أنيس : والله ما فرحت بشيء كفرحي بهذه العصاة ,فوالله ماتغادر يدي العصاة ولا أخرج من بيتي وأتركها فإذا نمت آخذها بصدري ولقد أمرت أن تدفن معي بقبري حتى إذا قامت القيامة وخرجت من قبري آتي إلى رسول الله وأقول يارسول الله هذه العصاة أدخلني بها الجنة...فصلى الله على محمد ربط بني آدم بعصاة وربط العصاة بالجنة وربط قلوب أصحابه بالجنة.
.................................يتبع بإذن الله.................
 

ابو شيماء

سيف الحق
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

بوركتي اختي
وجزاك الله خيرا
وجعل ماتقومين به في
موازين حسناتك
والحق مثل نور الشمس
لايحجب بغربال
الموضوع يستحق التثبيت
للإطلاع
ولمعرفة السيره النبويه
بارك الله فيك اختي
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة الحلقة التاسعة عشر:
تأتي قبيلة من القبائل المحيطة بالمدينة والمتحالفة مع النبي وتتطلب من النبي أن يرسل إليها من يعلمها القرآن والإسلام فيرسل النبي ستة من أصحابه منهم (مرثد بن أبي المرثد- وعبد الله بن طارق -خبيب بن عدي -وزيد بن دسنة -وعاصم بن ثابت ...)ومرثد بن أبي المرثد هو صحابي جليل وشهم فهو كان ينقل ضعفاء المسلمين في مكة يتسلل ليلاً ويحملهم وينقلهم للمدينة فلا يراه أحد في مكة ليلاً إلا أصحاب الخمارات والسهرات والراقصات. فكانت هناك امرأة تمارس الرزيلة تدعى عناق,فقالت له : يامرثد هلم إليّ(نتصاحب). فقال : يأبى عليّ الله ورسوله فقالت : إذاً أفشي سرك . فعاد للمدينة وقد تحرك قلبه تجاهها. فقال : يارسول الله : أأتزوج عناق؟ فنزل قول الله تعالى (والزانية لا ينكحها إلا زان أومشرك )
والنبي لم يصرخ بوجهه أو يعنفه إنما قال له: يامرثد إن تابت وآمنت وأصلحت فانتظر حتى ترى ولا تتعجل . يقول مرثد : فسمعت كلام النبي وسمعت كلام القرآن.
الدرس 121: كلام النبي نصيحة غالية من أب رحيم لكل شاب أو فتاة يريد أن يتزوج ويقول أنا سأهديها وأدعها تصلي بعد الزواج ,لا ..تهتدي أولاً وتتوب ويراقبها فترة من الزمن ليتأكد من ذلك ثم يتزوج.
-تذهب هذه المجموعة المؤلفة من ستة من الصحابة فإذا بالغدر ينتظرهم , فراح الستة يحاربوهم فقتلت القبيلة مرثد واثنين من أصحابه ويبقى ثلاث (خبيب وطعبد الله بن طارق...) فقالوا لهم : استسلموا ولن نمسكم بسوء فاستسلموا . فقاموا ليقيدوهم فقال عبد الله بن طارق : هذا أول الغدر فقتلوه ولم يبقى إلا اثنين فأخذوهم وأسوهم وباعوهم لقريش . وكان من القتلى عاصم بن ثابت وكانت هناك إمرأة تدعى سلاف كان عاصم قد قتل أولادها وكانت قد حلفت أن تأخذ رأس عاصم بن ثابت وتحفره وتملأه بالخمر وتشرب منه فقالت القبيلة : اقطعوا رأسه وأرسلوه لسلاف . فيرسل الله الدبابير والنحل لتحيط برأس عاصم بن ثابت ( ومايعلم جنود ربك إلا هو)
لكن إذا كان الله سيدافع عنه فلماذا مات ؟
مات لنعرف قيمة الرسالة والتضحية ولنعرف أن الرسالة غالية ولم تأتي على طبق من ذهب إنما مليئة بالدماء والتضحيات وإنما يكسب هو الجنة والشهادة لكن لا يمثل بجثته أبداً (إن الله يدافع عن الذين آمنوا..) الله لايترك الدماغ الذي يقرأ القرآن يشرب به خمر.

فقالوا اتركوه لليل فإذا جاء الليل ستغادر الدبابير فإذا بالمطر يهطل بغزارة قبل المغرب وإذا بالسيل يأتي ويحمل جثة عاصم بن ثابت فلا تعرف له جثة بعد ذلك الوقت,كيف لا نتوكل على الله بعد هذا كله وكيف لا نثق بالله حتى لو متنا هيكرمنا الله دنيا وآخرة...
-ويذهب الاثنين إلى مكة فيأخذ صفوان بن أمية زيد بن دسنة ويقول له بلال قتل أبي (أمية بن خلف)لأقتلنك كما قتله فيضربه بالخنجر حتى يقتلوه .يبقى خبيب بن عدي عندما أرادوا قتله دخل الشهر الحرام فحبسوه في بيت امرأة تدعى ماويّة ولديها صبي صغير ,وهو مقيد تقول ماويّة:أقسم بالله أدخل عليه لأقدم له الطعام فأجده يأكل من قطف من عنب ولا يوجد في مكة من حبة عنب وماقدمت لع عنب وإنه لمحبوس (إن الله يدافع عن الذين آمنوا..)
وعندما أوشكت الأشهر الحرام على الانتهاء بعث لماوية وقال هل لك في أن تعطيني موس قالت لما؟
قال: لأقص الأظافر وأهذب الشارب وأحلق الإبط لألقى ربي وأنا في خير حال ,وبدأ ابنها الصغير يحبه ,فدخلت عليه ماوية ذات يوم فإذا بابنها الصغير بحجره والموس بيده الأخرى ,ففزعت فزعة عرفها خبيب . فقال : أتخافي أن أقتله ؟ فقال : ما كان لي أن أفعل ذلك وأنا من أصحاب محمد. لو كنا نحن مكانه لكنا نقول أخرجوني خارج البلدة فأترك لكم الصبي ,لكن أصحاب محمد لا يفعلون ذلك .فلا يجوز ترويع وقتل الأبرياء فلاذنب لهم نقتل رجل لرجل . فقال خبيب : ياغلام اذهب لأمك . فأسلمت ماوية بعد هذا الموقف . وأخذوا خبيب ليقتلوه في التنعيم فلا يجوز أن يقتلوه بالحرم فوضعوه على النخلة وعلقوه بخشبة بيديه ورجله وبدأ أبو سفيان يقول اضربوه بالسهام بيديه وقدميه ولا تقتلوه لنعذبه بما فعل بنا ,فبدأوا بالسهام ويأتي أبو سفيان من أسفله ويقول أوقفوا السهام ويقول: بالله عليك ياخبيب اصدقني القول أتحب أن يكون محمد مكانك الآن وأنت ببيتك لا يمسك شيء ؟فإذا بخبيب يقول والله لا أحب أن يكون رسول الله جالس ببيته وبين أهله وتصيبه شوكة فكيف إذا كان مكاني . فقلب أبو سفيان كفيه وقال والله ما رأيت أحد يحب أحد كحب أصحاب محمد لمحمد. وقد رقّ له أبو سفيان فقال له : أتريد شيء قبل أن تموت .فقال نعم أريد أن أصلي ركعتين وكان هو أول من سن صلاة ركعتين قبل الموت . فصلى ركعتين خفيفتين ونظر للناس وقال والله لولا أن تظنون أني أخاف الموت لأطلت في هذه الركعتين ما شاء الله أن أطيل ولكني فكرت أنكم تظنون أني أخاف الموت لكني أحب لقاء الله وبدأ يدعو عليهم ويقول : اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ومن قوة دعوته انبطحوا جميعاً على الأرض وكانت لديهم فكر أنهم إذا انبطحوا على الأرض الدعوة تمر من فوقهم ولا تصيبهم وكان من ضمن الموجودين من قريش رجل يدعى سعيد بن عامر أسلم فيما بعد وعينه عمر بن الخطاب والي على العراق فكان كل فترة تأخذه رعشة فيسقط فاشتكى الرعية لعمر فسأله عن سبب ذلك فقال كنت واقف يوم مقتل خبيب بن عدي وأصابتني دعوته. وقبل أن يموت خبيب قال :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال جسد ممزع

وقبل الموت قال : اللهم إنني قد بلغت رسالة رسولك, فبلّغ نبيك فإني أحب أن يبلغه السلام قبل الموت فينزل جبريل ويقول : يارسول الله خبيب يسلم عليك وسيقتلوه الآن . ويتحرق النبي غضباً على القبيلة التي باعتهم ولكن لا يعمل معهم شيء فلديه النبي أولويه الآن ولا يريد أن يدخل إلا في معركة واحدة .وفي نفس الوقت تأتي قبيلة أخرى تدعى عدل وقارةوتقول يارسول الله أرسل لقبائل نجد من يعلمهم الإسلام والقرآن فيوافق النبي ويحصل الغدر فيقتلوهم جميعاً والنبي يغضب غضباً شديد ويقول والله كنت متخوف عليهم .فلماذا أرسلتهم إذاً يارسول الله؟ من أجل الرسالة . ولماذا لم يخبره جبريل أنهم سيغدروا ؟ لأنها تجربة بشرية ليتعلم الناس والأمة أجمع كيف تتعامل مع الغدر.
وكانت قبائل نجد قد خططت لقتل السبعين إرضاء لقريش . حيث ذهب السبعين صحابي بقيادة المنذر بن عمر ووصلوا لقبائل نجد وعندما وصل الصحابة أرسلوا رسول وهو حرام بن ملحان إلى قبائل نجد فوقف أمام رئيسهم وهو الطفيل بن مالك وبدأ يشرح له عن رسالة الإسلام وبينما حرام يتكلم أعطى الطفيل إشارة لمساعده ويدعى جبار فأمسك بحربة وضرب بها حرام من خلفه فدخلت في ظهره وخرجت من بطنه فصرخ حرام بأعلى صوته؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قال : فزت ورب الكعبة .
سيدنا جبريل لم يخبر النبي بهذه الحادثة لكن من نقل الخبر هو جبار نفسه فظل يبحث حتى وصل للنبي فقال : يامحمد حدث كذا وكذا فبماذا فاز .قال النبي: بالجنة . فقال وماالجنة. فحكى له النبي عن قصورها وأنهارها ونعيمها .فقال جبار: والله إن رجل يموت هذه الميتة ويتذكر هذا الأمر فهو صادق وأنت صادق أشهد أنك رسول الله.
-وبقية السبعين ذبحوهم جميعاً ماعدا واحد يدعى عمر بن أمية كان بعيد عن أصحابه يبحث عن شيء ما فعندما رجع وجد الطير تحوم بالمكان فقال: إن لهذه الطير شأن أتخوف على أصحابي .فوجدهم مقتلوين ورجع للنبي وأخبره فظل النبي يدعوعليهم شهراً كاملاً في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ويقول : اللهم اشدد عليهم وطأتك وفي وسط الدعاء تنزل الآية (ليس لك من الأمر من شيء أويتوب عليهم أويعذبهم فإنهم ظالمون)
الدرس 122: الله سبحانه وتعالى قال لنبيه ليس لك من الأمر شيء ,فما بالنا بناس تنصب نفسها محاسبة للناس تحكم على فلان بالجنة وفلان بالنار.........

.....................يتبع بإذن الله.................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

نهاية الحلقة التاسعة عشر:
-بدأ اليهود في المدينة يهود بني النضير يبعثوا مكاتبات لقريش ويتفقوا معهم وينقلوا لهم أخبار المسلمين وقوتهم.
وكان حدث أن النبي عليه دفع دية لشخصين قتلوا فذهب ليهود بني النضير يطلب مساعدتهم في دفع الدية (وهذا يدل على أن اليهود هم من يملكون الأموال بالمدينة وأن النبي لم يصادر أموالهم بل عاملهم كمواطنين ) فقالوا نعم يا أبا القاسم .فكانت عندهم فرصة لقتل النبي فقد قالوا لرجل منهم أن يصعد لأعلى البيت الذي فيه النبي ويرمي حجراً فوق رأسه فيموت ويتخلصوا منه فنزل سيدنا جبريل يخبر النبي فقام النبي فوراً من عندهم ولكن لماذا ينزل جبريل؟لاينزل سيدنا جبريل إلا عندما سيتم القضاء على الدعوة ولم يخبر النبي أصحابه أبو بكر وعمر عندما كانوا جالسين في بيت اليهودي لكي لا تحصل معركة ويخسروا فيها ولكن أخبرهم عندما ذهب لبيته.وقد سقطت أحد المكاتبات من يهود بني النضير إلى قريش بيد النبي فأرسل النبي لهم محمد بن مسلمة وقال لهم : اخرجوا من بلدي لا تساكنوني فيها وقد هممتم بما هممتم به من الغدر (محاولا ت قتل ومراسلات لقريش)وقد أجلتكم شهر ومن بقي بعد هذا الشهر ضربت عنقه ,فقالوا : أنأخذ معنا أموالنا ؟ فقال النبي: نعم . فبدأوا يشتروا الإبل ليحملوا عليها أموالهم .
كيف يتركهم النبي ليرحلوا في الصحراء قد يموتوا؟
لا النبي يعلم أنهم سيذهبوا إلى يهود خيبر فهو رحيم بهم ولكن أوروبا عندما طردت اليهود من بلادها ولم تؤمّن لهم مكان جاؤوا لبلادنا واحتلوا أراضينا وسلبوا خيراتنا.
-وعندما أراد يهود بني النضير الخروج أرسل إليهم رأس المنافقين عبد الله بن سلام جواباً يقول لهم :لا تخرجوا أبداً وأنا سأحميكم ومعي 700 رجل سيقفوا معكم ,فتحصنوا بحصونهم .فذهب النبي إليهم بجيش من الصحابة وحاصر حصون بني النضير 15 يوماً . وسمح لهم بالخروج مع أموالهم فقط بدون سلاح .واشتد عليهم الحصار وأثناء الحصار تنزل آيات تحريم الخمر ولكن لماذا بهذا الوقت تحديداً؟لأنهم في أحد هزموا بسبب عدم الطاعة فسوف يختبرهم الله فهل سيطيعون ؟ تنزل الآية(فهل أنتم منتهون) فيطلع عمر بن الخطاب والصحابة ويقولون انتهينا يارب,وتغوص شوارع المدينة بالخمر, فكل قد رماها بالخارج. ففي اليوم التالي ينتصروا وينتهي الحصار وتنزل الآية (وقذفنا في قلوبهم الرعب..).
-وفي نفس هذه السنة (4 هجري)تحدث غزوة تدعى ذات الرقاع وهي ضد قبيلة ضعيفة ,فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يريد أن يستنفذ قوة المسلمين وفي نفس الوقت يريد أن يوجه رسالة لقريش أن المسلمين مازالوا أقوياء بعد أحد,فجهز جيشاً من 700 شخص وذهبوا مسافة 300كم .ويقول أبو موسى الأشعري: كنا كل ستة نتعاقب على بعير حتى سقطت أظافر أقدامناوتمزقت النعال ونقبت أقدامنا حتى كنا نقطع من ثيابنا ونربط على أقدامنا,فسميت ذات الرقاع (وكل هذا من أجل الرسالة ) وأول ما وصلوا تفرقت القبائل وهربت , والنبي وهو راجع خاف أن تجتمع عليه القبائل فصلى صلاة الخوف وفيها يقسم الجيش قسمين قسم وجهه للعدو ومعه السلاح والذي وجهه للقبلة ,فإذا كانت الصلاة أربع ركعات يصلي النبي إمام ركعتين مع القسم الذي وجهه للقبلة ووعند التشهد ينتظر النبي بينما يكملوا الصلوات الابراهيمية ويسلموا ويستلموا السلاح من القسم الآخر ليأتي هذا القسم ويصلي مع النبي ركعتين وبذلك يكون كل قسم قد صلى ركعتين والنبي صلى أربع ركعات وينزل القرآن ويصف الصلاة (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ) النساء/102
-والنبي وهو راجع من الغزوة يريد أن ينام فيقول من يحرسنا بالليل ؟ فيحرس عمار بن ياسر وعباد بن بشر ويقتسموا الليل بينهم في أول الليل يحرس عباد بن بشر ثم في القسم الثاني يحرس عمار وبينما عباد بن بشر يحرس يقول لنفسه : أنا أحرس ووجهي للقبلة فلماذا لا أصلي قيام ليل وأحرس .فيقف ليصلي قيام اليل وهو يصلي يأتيه سهم من القبائل المعادية فيسقط في كتفه وهو كان يقرأ سورة الكهف وعايش مع السورة فقال لنفسه هذا سهم غائر لا مشكلة فيه فنزعه وأكمل صلاته ثم أتاه سهم آخر فشده وكمل صلاته ثم سهم ثالث فصلى وركع وسجد سريعاً وأيقظ عمار . فقال له عمار : لماذا لم تيقظني كل هذا الوقت ؟ فقال له عباد : كنت أصلي صلاة في سورة لخروج نفسي أهون عليّ من أن أترك هذه السورة هي سورة الكهف ولولا أن رسول الله أمرني أن أحمي ثغر المسلمين ما خرجت أبداً من حلاوة ما كنت فيه .
-وفي طريف الرجعة يستريح الصحابة وكل يستريح تحت ظل شجرة وحتى الحراس يناموا من شدة تعبهم والنبي عليه السلام يعلق سيفه على شجرة ويستظل تحتها فيأتي واحد من الكفار ويشد السيف ويضعه على رقبة النبي والنبي أعزل ويقول للنبي : من يمنعك مني؟ فيقول النبي : الله بمنتهى الثقة ,فيسقط السيف من يد الرجل ويمسكه النبي ويقول له وأنت من يمنعك مني؟ فيقول : يامحمد كن خير آخذ . فيقول له النبي: أتؤمن بالله ورسوله ؟فقال : لا . فقال النبي : فلا تعن عليّ أحد فقال : نعم ...
الجيش كله يسير ولكن يجد النبي واحد متأخر هو جابر بن عبد الله فيدور بينه وبين النبي حوار راقي . النبي: مالك ياجابر؟ جابر: ناقتي يارسول الله .النبي : مالها ياجابر ؟. جابر: ضعيفة : يارسول الله . فالنبي يعرف أن لديه مشكلة مادية . فيسأله هل تزوجت ياجابر؟ نعم يارسول الله . هلا بكراً ياجابر؟ لا يارسول الله. النبي: لما ياجابر؟ مات أبي يوم أحد يارسول الله وترك 9 بنات فأردت أن أتزوج امرأة تخدمهم . فقال النبي: أحسنت ياجابر . فقال النبي : أتعلم ياجابر عندما نعود للمدينة فلن ندخلها حتى تعلم زوجتك بقدومك فتعد لك النمارق (المخدات), لماذا؟
لأن هذه المرأة تخدم 9 بنات والنبي يريد أن يكون أول لقاء بين هذا المجاهد وزوجته جميل فيريد أن يوقف الجيش بأكمله من أجل جابر وزوجته.
فقال جابر: والله ما عندنا نمارق يارسول الله . فقال النبي: سيكون ياجابر. النبي يريد أن يعطي جابر مال لكن بطريقة غير مباشرةفلا يريد أن يكسره فجابر عزيز النفس.فيعطيه عن طريق النكتة .
فقال:أأبتاع منك جملك ياجابر(أريد أن أشتريه)؟فقال جابر:ولكنه لا يساوي يارسول الله. قال النبي: ولكني أريده .فقال : بل أهبه لك يارسول الله . قال النبي: لا بل أشتريه.فقال جابر: فثمنه يارسول الله.وهذا الجمل الضعيف يساوي حوالي 300 درهم . فبدأ النبي يمازحه فقال له : آخذه بدرهم . فقال جابر: إذا تبخسني حقي يارسول الله. فقال النبي: آخذه بدرهمين .فقال: خذه بلا ثمن ياسول الله. فضحك النبي وقال سآخذه يا جابر .فقال: إذاً أنزل عنه يارسول الله ؟. فقال النبي: ياجابر ابق عليه عندما نعود إلى المدينة سأعطيك المال.وأول ما وصل جابر للمدينة ربط الجمل على باب النبي وذهب .فعندما استيقظ النبي رأى الجمل فقال : ما هذا ؟ قالوا : جابر أتى به . فقال: يابلال خذ المال وخذ الجمل معك وعد إلى جابر وقل له رسول الله يقول لك : أمسك عليك جملك وخذ المال فإنما أنت ابن أخي .
لماذا أرسل النبي إليه بلال ولم يرسل له مثلاً سيدنا أبو بكر؟
لأن بلال من نفس المستوى الاجتماعي ,حتى لا يجرحه....
.....................انتهت بفضل الله...............
......................اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة العشرون:
السنة الخامسة من الهجرة:
-قريش والقبائل العربية واليهود بدأوا يدركوا أن القضاء على المسلمين بعمل منفرد مستحيل ,فالحل أن يجتمعوا جميعاً ضد المسلمين ويعملوا أحزاب .فكان هناك رجل يدعى حيي بن أخطب من بني النضير وهو شديد الكراهية للنبي عليه الصلاة والسلام فأول ماوصل النبي للمدينة ذهب حيي وأخوه ليقابل النبي فبدأينظر بوجهه ويبحث بين كتفيه عن خاتم النبوة(وحمة مثل الزيتونة يخرج منها ثلاث شعرات في العمود الفقري تقريباً).وبدأ يسأله عندما مات أبوك كم كان عمرك؟ من ربّاك؟.....فرجع حيي فسأله أخوه : أهو هو؟(أي هو النبي المذكور بالتوراة؟)فقال : نعم . قال : فماذا تنوي؟ قال: عداوته ما حييت ,فسمع هذه الكلمة سيدنا سلمان الفارسي فذهب وأخبر النبي فقال النبي : إنّا لا نأخذ الناس بما يقولون. أي يتمتع بحقوق المواطنة وليس لدينا مشكلة مع اليهود كدين ولا مع المسيحين ولكن عندما يتم سلب حقوقنا وخيراتنا والغدر نقاتلهم
- خرج حيي من خيبر وذهب لأبو سفيان وقال له: جئتك لنستأصل محمد . قال أبو سفيان : أهذا الذي جاء بك ؟ قال: نعم جئتك لأحالفك على حرب محمد. قال أبو سفيان: مرحباً وأهلاً كل من أعاننا على حرب محمد فهو حبيب لنا.فدخل أبو سفيان وسادة قريش وحيي بن أخطب ورفعوا ستار الكعبة وألصقوا بطونهم بجدار الكعبة وأقسموا أن يتحالفوا ولا يخذل بعضهم بعضاُ حتى يقضوا على محمد.ثم ذهب حيي بن أخطب على غطفان وهي ثاني قوة بالجزيرة بعد قريش ثم طلع على قبيلة أشجع.
-حيي بن أخطب يبذل كل هذا الجهد من أجل قضية يعلم أنها خطأ فكم تبذل أنت من أجل قضيتك التي تعلم انها الحق,فحيي بن أخطب يبذل كل هذا وبعض المسلمين لا يبذل إلا الفتات أو لا يبذل شيء أبداً.
-يجمع حيي بن أخطب قادة العرب ومن خوفه على قضيته يقول لا ينفع أن أكون أنا القائد ,القائد أبو سفيان فيكون الجيش مؤلف من 10000 منها 4000 قريش وغطفان 3000 وقبيلة أشجع 300 وقبيلة بني سليم 700 ويوجد قبائل متفرقة أخرى .
-ويصل الخبر للنبي عن طريق المخابرات الإسلامية والعيون (طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد)فقالوا للنبي: يارسول الله بدأ الناس يتحركوا وسيصلوا مابين عشرة أيام إلى خمسة عشر يوم ويقدر عددهم 10000
وبدأ النبي يجمع الناس ليأخذ رأيهم فمنذ أصبح للمسلمين وطناً وهو المدينة لم ينفرد النبي بقرار فأخذ رأيهم في بدر وأحد .. فأخذ رأي الناس هي من تجعل من الناس ايجابيين وتقوي انتماء الانسان لبلده والعمل لرفعها وتطويرها وأحد أسباب الإرهاب والعنف أن الناس لا تشعر بانتماءها لبلدها فتخرب وتفجر.
-النبي قال : أشيروا عليّ أيها الناس. فلم يجلس الصحابة وينتظروا الوحي ليشير عليهم بل يفكروا ويخططوا وينفذوا والوحي للتثبيت لا للتخطيط ولا ينزل إلا عندما سيتم القضاء على الدعوة وهذا كله حتى لا يأتي أحد من المسلمين ويقول الصحبة انتصروا لأن الوحي كان ينزل عليهم ويؤيدهم أما نحن فكيف ننتصر ؟,فيكون بذلك قد نسف الآية الكريمة (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ..)فالقرآن معنا ومع النبي والمعجزات سوف تنزل علينا إن صدقنا الله ...
-يأخذ النبي رأي الناس وكل واحد يقول رأيه حتى يأتي دور سلمان الفارسي فيقول : يارسول الله إنا كنا في الفرس إذا حوصرنا خندقنا حول انفسنا .والنبي عليه الصلاة والسلام ذو عقلية متفتحة لا يرفض أي فكرة جديدة لمجرد أنها جديدة ولكن يسمعها ويفكر بها فإن أعجبته قبلها وهذا هو أسلوب الناجحين أما الفاشلين فيظلوا في أفكارهم القديمة ويرفضوا أي فكرة جديدة .والنبي لم يرفض هذه الفكرة لأنها فكرة غربية ,فنحن الآن نجد فريق يدعو إلى الأخذ من الغرب بكل ما فيه وفريق يدعو إلى عدم الأخذ من الغرب أي شيء. والنبي عليه الصلاة والسلام كان ينظر في الشيء إذا وجده مفيد أخذه وإلا فلا يأخذه.
-يسمع النبي فكرة سلمان ويوافق عليها لأنها قابلة للتطبيق في المدينة ,فالمدينة ليست مفتوحة إلا من الشمال.المدينة محاطة من الشرق والغرب والجنوب بما يدعى الحرّة وهي أرض صخرية مدببة سوداء نتيجة زلازل حدثت سابقاً ولا يقدر جيش ولا مدرعة ولا فارس ولا جندي ولا جمل أن يسير فوقها فبذلك تكون المدينة محمية من الشرق والغرب والجنوب ولا يبقى مكشوف إلا من طرف الشمال . والنبي يأمر بحفر الخندق بين الحرّة الشرقية والحرّة الغربية ويبقى ضمن المدينة بل اسمه سلع يراقب عليه النبي .
-المدة المطلوبة للحفر عشر أيام فقط وطول الخندق يجب أن يصل 4 كم والأرض صخرية والعمق 5م وعرض الخندق 9 أذرع بحيث أي فارس يحاول أن يقفز يقع في الخندق.
معالم خطة النبي:
سنبقى داخل المدينة وسنحفر خندق ونقف وراءه نحميه وعدد الصحابة 1500 رجل .
فكيف سيتم حفر الخندق ؟؟انظر إلى خطة النبي وعلم الإدارة عنده؟
سيقسم 1500 رجل إلى مجموعات كل مجموعة 25 رجل ويوجد أحد منهم قائد عليهم وعليهم أن يحفروا منطقة معينة من الخندق وهم من سيقفون للدفاع عنها حتى يحفروا جيداً فإن لم يحفروا جيداً سيموتوا من هذا المكان.ويأخذوا مسافة 80 ذراع أي حوالي 60 م . ويكون أبو بكر عمر مراقبين للتحقق من أن المواصفات المطلوبة تتم بدقة .فالنبي عمل عدة مراقبات: 1- قائد المجموعة -2-أبو بكر وعمر-3-النبي عليه السلام يراقب من جبل سلع بالمدينة .
والنبي ينزل ليعمل مع كل المجموعات ويرفع الروح المعنوية لديهم ,فيكون النبي يعمل أكثر من كل الناس لأن المجموعات ترتاح قليلاً أما رسول الله فينتقل من مجموعة إلى أخرى وعمره 58 سنة.
وكل هذا البذل من أجل الرسالة ليطلع منا اليوم من اسمه أحمد ومحمد ,ليصل الإسلام إلينا ,وليس المطلوب منا اليوم أن نحفر خندق ولكن المطلوب كل واحد يعمل بمجاله في الطب والصناعة والزراعة ويعمل بأقصى جهده وينهض بهذا المجال ويشيل هذا المجال عن كتف المسلمين .
-فهل أنت مستشعر أنك صاحب رسالة في هذه الأرض وأنك ستسيرعلى خطى الحبيب؟ ياجماعة بالله عليكم لا تخذلوا الإسلام ولا تخذلوا رسول الله يوم القيامة ...
-يعمل النبي أصعب الأعمال,يحمل التراب من تحت لفوق من مجموعة لأخرى وذلك حتى المغرب ,فقبل المغرب بقليل يصعد النبي لجبل سلع ليراقب من فوق .
...............................يتبع بإذن الله...........................

__________________
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة الحلقة العشرون:
-الروح المعنوية للصحابة كان هناك خوف شديد لأن آخر معركة في أحد كان فيها انكسار ,وكان هناك قلق من أن يصل الأحزاب قبل أن ينتهوا من حفر الخندق وكان هناك جوع شديد , فيذهب الناس إلى رسول الله وقد ربطوا الحجارة على بطونهم من شدة الجوع ويقولوا للنبي : انظر يارسول الله فيقول لهم النبي : هونوا عليكم وانظروا فيرفع النبي عن بطنه فإذا هو قد ربط حجرين . ويقول جابر بن عبد الله : والله لقد ضمر بطن النبي في الخندق ضموراً شديداً.
أصبحت الروح المعنوية كانت عالية جداّ فبدأ حسان بن ثابت يؤلف شعراً والصحابة يرددوه ويغنوه :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا .......... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا ......... وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الطغاة قد بغوا علينا ......... إذا أرادو فتنة أبينا
-سيدنا عمر لم يعجبه هذا فكان يريد عملاً فقط. يقول عمر فنظرت إلى النبي فسمعته يرفع صوته ويقول أبينا أبينا أبينا وبطنه وجسده ممتلأ بالتراب ,يقول عمر فرددت معهم أبينا أبينا .
-فالفن الذي يؤدي إلى إثارة الشهوات وإضاعة الشباب محرم وهو ليس بفن.فيرد النبي عليهم ويقول :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة..... فارحم الأنصار والمهاجرا
فيردوا عليه ويقولوا:
نحن الذين بايعوا محمد ........ على الجهاد ما بقينا أبداً
نحن الذين بايعوا على الهدى ........ نحن دعاة الله أبطال الفدى
-ومن ضمن الأشياء الأخرى كان هناك رجل شكله ذميم اسمه جعيل والصحابة لا يحبونه كثيراً ,فالنبي غيرّ اسمه إلى عمراً وكان يحفر وحسان أّلف عليه شعراً:
سماه بعد جعيل عمراً ............. وكان له دوماً ظهراً
فكان جعيل يضحك والنبي يردد آخر كلمة عمراً ,ظهراً .
تخيل كم كانوا يحبون النبي وكم كان ملتحماً معهم ,وتخيل كيف سيكون النبي معنا يوم القيامة ونرى أهل الخندق جميعهم بإذن الله ونأكل ونشرب معهم.

-وكان الجوع شديد وقد مضى خمسة أيام وقد وجد جابر بن عبد الله ضموراً في بطن رسول الله.فذهب لزوجته وقال : هل عندنا طعام ؟ قالت: صدر دجاجة وحفنة شعير.قلت :كم تكفي؟ قال: تكفي الأولاد.قلت : أوتكفي رسول الله؟قالت: نعم وحده.قلت : لا تطعمي الأولاد رسول الله أولى .فيذهب جابر للنبي ويأخذ النبي على جنب ويقول : يارسول الله عندنا صدر دجاجة وحفنة شعير تعال معي لتأكل يارسول الله. قال النبي: وحدي ؟قلت يارسول الله الطعام صدر دجاجة وحفنة شعيرأحببت أن تأكلها ففي بطنك ضمور.قال النبي: وحدي؟قلت : فمعك أبو بكر وعمر. فقال النبي: ما كان لي أن آكل وحدي ويجوع الناس.فقال النبي :ياجابر اصبر . فوقف النبي على جبل سلع وقال : يامعشر المهاجرين يامعشر الأنصار ياأهل الخندق ,طعامنا اليوم عند جابر بن عبد الله . يقول جابر: فمسكت يد النبي وقلت يارسول الله الطعام صدر دجاجة وحفنة شعير . فقال : ياجابر اسبقني إلى البيت ولا تقرب الطعام. يقول فانطلقت إلى زوجتي أقول لها أدركيني رسول الله قادم ومعه الجيش.
فقالت المرأة العاقلة الصالحة : أأخبرت رسول الله بالطعام. فقال : نعم قالت : إذاً الله ورسوله أعلم . قال: صدقتي.فثبتت الرجل وهكذا يكو ن دور النساء هن صمام الثبات.
-يطلع الجيش مع النبي ويقول النبي: ياجابرأنت بوابنا اليوم ,ادخل لي مجموعة مجموعة (ديننا دين نظام)ولا تجلس أي مجموعة أكثر من وقت محدد.تدخل المجموعة الأولى فيقول جابر : هي مجموعة واحدة ولن يكفي الطعام أكثر من ذلك .
فتخرج المجموعة الأولى أنظر إليهم وقد شبعوا .فأقول لهم : هل شبعتم؟ يقولون : الحمد لله . وتدخل المجموعة التي بعدها وهكذا حتى يخرج النبي مبتسماً يقول : بارك الله لك ولزوجتك ولأولادك في طعامكم . فدخلت آكل فإذا الطعام كما هو لم ينقص إلا خدشة من صدر الدجاجة.معجزة نعم لكن لم تحصل إلا عندما رفض كل واحد أن يأكل حتى يأكل الشخص الآخر.رفض جابر أن يأكل هو وأولاده إلا بعد أن يأكل رسول الله.ورفض رسول الله أن يأكل إلا بعد أن يأكل الناس فبارك الله في الطعام لأنهم آثروا غيرهم وفضلوا مصلحة غيرهم على مصلحتهم.
-ينتهي حفر الخندق بعد عشرة أيام تقول السيدة عائشة : والله كان رسول الله يأتي منهكاً من الخندق فقبل أن ينام يضع رأسه على حجري فما هي إلا دقائق حتى أسمع له غطيطاُ وما سمعت لرسول الله مثل هذا من قبل.
- ومرّة والنبي نائم جاءه سعد بن أبي وقاص بالليل فاستيقظ النبي خائفاّ . قال :أحدث شيء ؟ قال : لا جئت أسألك أتأمرني بشيء يارسول الله؟ قال النبي: ياسعد اذهب للخندق . تقول السيدة عائشة: والله لا أنساها لسعد أيقظ رسول الله بلاسبب
-كل الخندق تم حفره في عشرة أيام ماعدا صخرة واحدة لم يستطع أحد تكسيرها ,حاول أبو بكر وعمر وعلي ولم يستطيعوا كسرها. وهذه الصخرة تشكل خطر على المسلمين فمن الممكن أن تشكل نقطة عبور للأعداء فأرسلوا للنبي فجاء وقال أعطوني المعول وقال بسم الله,يقولون فضرب ضربة نفضتنا وقال الله أكبر فتحت الفرس فخرج من الضربة شرارة .وضرب الضربة الثانية وقال الله أكبر فتحت الروم ثم ضرب الثالثة فتفتت الصخرة.وكان النبي بذلك يرفع الروح المعنوية للصحابة وسط خوفهم ويزرع بهم الأمل.
الدرس123: إذا أردت أن تكون على خطى الحبيب فازرع الأمل في نفسك وفيمن حولك.
-يصل الأحزاب البالغ عددهم 10000 ويفاجأوا بالخندق ويقولون إن العرب لا تعرف هذه المكيدة فوجدوا أنهم مضطرين لحصار الخندق ولم يكونوا مجهزين لذلك لا من حيث الزاد ولا من حيث الجنود ودام الحصار 24 يوم وفي كل هذا الوقت قريش تنتظر نوم أحد المجموعات أو لحظة غفلة من أحد المجموعات لتدخل عن طريقها للمدينة. وكان خالد بن الوليد وعمرو بن العاص يدوروا على طول الخندق مسافة 4كم يبحثون على نقطة عبور ليخبروا بها أبو سفيان.
أما التنظيم عند المسلمين فقد كان كل قائد مجموعة مسؤول عن مراقبة مجموعته. وكان سعد بن معاذ مع مجموعة يمر على كل المجموعات للتأكد أنهم مستيقظين وأبو بكر وعمر للتأكد من أن سعد ومجموعته تقوم بعملها وكان النبي يراقب من فوق من جبل سنع.
-قريش فكرت بفكرة أنه يوجد في المدينة يهود هم يهود بنو قريظة ومعهم عهد ودستور مع رسول الله بصفتهم مواطنين.فكلمتهم قريش بأن يدخلوا المدينة من الجنوب على النساء والأطفال فيقتلوهم وتكون النتيجة أن يرسل النبي جنود للدفاع عنهم فينخفض عدد الجنود في الخندق وتستطيع قريش العبور .يذهب حيي بن أخطب يكلم كعب بن سعد رئيس بنو قريظة فيقول : يا كعب جئتك بخير الدهر جئتك بعز الدهر جئتك مع قريش لنستأصل محمد. فقال كعب: جئتني بذل الدهر والله لم أرى من محمد إلا وفاء وعدلا ما غصب لي مالاً ولا أكرهني على دينه وعندما طردكم لم يحاسبني عليكم . فظل حيي يقنعه ويصر عليه وكعب يقاوم الخيانة حتى مزق كعب الصحيفة وأعلن موافقته لمهاجمة المدينة لكن هو من سيحدد الوقت لذلك ورجع حيي لأبو سفيان ليقول له أن المعركة انتهت .
وصل الخبرللنبي عن طريق مخابراته فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل . يقولون ما رأينا النبي جزع لأمر مثل هذا وقال ياسعد بن معاذ ياسعد بن عبادة تيقنا من الخبر . يذهب سعد بن معاذ ويقول ياكعب أما بينك وبين رسول الله عهد . فيقول كعب:من رسول الله؟ ومن محمد؟ ما بيننا وبينكم عهد قد مزقنا الصحيفة . فغضب سعد منه غضباً شديداً وبدأ يشتمه فقال سعد بن عبادة : لا تشتمه الأمر أكبر من الشتم .النبي قال لهما : اذهبا فتأكدا من الخبر, لو وجدتهم خانوا لا تصرحوا حتى لا نفت من عضد الناس لكن عرّض ,أما إذا كانوا على الوفاء فأعلن ذلك بين الناس لنرفع الروح.
- فجاء سعد وقال يارسول الله عدل وقارة (يقصد خيانة مثل خيانة عدل وقارة).فقال النبي للناس: الله أكبر أبشروا بنصر الله.ثم جلس النبي متقنعاً غطى رأسه بثيابه لا يكلم أحد ومكث طويلاً يفكر . لكن اليهود نشروا الخبر بالمدينة والناس كلها عرفت والمنافقين بدأوا يقولون : محمد يعدنا بقتح فارس والروم وأحدنا يخاف أن يذهب لقضاء حاجته وتنزل الآية (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ماوعدنا الله ورسوله إلا غروراً وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وماهي بعورة إن يريدون إلا فراراً)
-وينزل القرآن ليصف حال المؤمنين (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابيتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)
-بدأت بنو قريظة تجهز لخيانتها فأرسلت أحد عيونها ليستكشف حصن النساء وكان يحرس الحصن حسان بن ثابت وهو رجل رقيق لا يعرف القتال .فكانت تقول له صفية عمة الرسول أم الزبير بن العوام تقول: ياحسان اقتل هذا الرجل فإنه جاء ليستكشف وإلا سيعود لليهود ويأتينا بجيش . فقال حسان : ما أنا بذلك الرجل ولو كنت ذلك الرجل لكنت مع رسول الله بالخندق.فقلت ياحسان اقتله قال : والله لا أستطيع .تقول صفية : فأخذت حديدة ونزلت وضربته من خلفه ضربة سقط فيها ثم ضربته الثانية حتى مات .قلت : ياحسان خذ سلاحه . قال: ما أنا بذلك الرجل . قلت : ياحسان اقطع رأسه وارميه أمام حصون اليهود ليعلموا أن هناك حراسة على حصون النساء. قال : والله ما أنا ذلك الرجل .قالت : تباً لك . فاجتزت رأسه فأدار حسان وجهه ثم قطعته وألقته أمام حصون اليهود. فحمت بذلك المسلمين لدرجة أن النبي عندما قسم الغنائم أعطى لصفية حصة منها وقال : على ما فعلته انقذتنا .
الدرس124: النساء على عهد النبي لم تكن منعزلة عن المجتمع ولا مهمشة ولا سلبية.
- النبي ذهب لقبيلة غطفان وقال لهم تذهبوا وأعطيكم ثلث ثمار المدينة . قالوا : لا النصف . فقال النبي التاجر : لا الثلث.فوافقوا .فقال النبي: إذاً أسأل أصحابي . فقالوا : ألست قائدهم ؟ قال : نعم ولكن المدينة ملكهم فلابد أن أسأل أهل المدينة.
-فرجع النبي وأحضر سعد بن معاذ وسعد بن عبادة قال لهم ما عرضه على غطفان فقالوا : يارسول الله أأمضيت فنسكت؟ قال النبي:
ما كان لي أن أتفق حتى أعود إليكم .فقال سعد بن معاذ: يارسول الله أهذا أمر أمرك الله به فنسكت أم أمر تحبه فنفعله من أجلك أم امر تصنعه إلينا خفت علينا؟ . قال النبي: بل أمر أصنعه إليكم ووالله ما أردت إلا أن أفتت العرب فقد رمتكم بقوس واحدة.
فقال سعد : يارسول الله لقد كنا نحن وهؤلاء أهل كفر نعبد الأصنام ولا نعرف اللهوما كانوا يطمون بثمرة من ثمار المدينة إلا بالثمن أيوم أن أعزنا الله بالإسلام يأخذونها بلا ثمن والله ليس لهم عندنا إلا السيف.
فابتسم لهم النبي وقال : أنتم وماتريدون .وكلم غطفان وقال لهم :أن أهل المدينة لم يوافقوا على ذلك .
الدرس125: كانت موارد الصحابة غالية عليهم جداً لا يضحوا بها ونحن الآن الغرب يأخذ مواردنا الخام بأبخس الأسعار ويزداد غنى ويعطينا إياها منتجات لنستهلكها فنزداد فقراً .يجب أن تعود قيمة مواردنا علينا كما كانت عند الصحابة ..........

........................يتبع بإذن الله...........................
 

مواضيع مماثلة

أعلى