عاشقة الزهور
كاتب جيد جدا
من فضل تلاوة القرآن أن بكل حرف عشر حسنات
نعم، لتلاوة القرآن الكريم فضل عظيم على كل مُسلم وهي أنَّ كل حرف منه بعشرة حسنات، وذلك لقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم “مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتاب الله فَلَهُ حَسَنَة، والحَسَنَة بِعَشْرِ أمْثَالِها، لا أقول: ألم حَرفٌ، ولكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ”.
والمقصود من هذا الحديث الشّريف أنّ الله جلّ وعلا يُضاعَفُ أجر من يتلو القرآن إلى عشرةِ أمثالِه، كما قال النبي لا أقولُ: الم حَرْفٌ أي لا يَقصِدُ في الحديث بالحرف كلام القرآن أي الكلمة نفسها، بل يَقصد بها الحرف الواحد من الكلمة نفسها سيُجازي الله عليه عشرة أمثاله من الحسنات، وهذا دليل على فضل القرآن الكريم.[1]
أهمية تلاوة القرآن الكريم
تكمُن أهمية القرآن الكريم فيما يترتّب على تلاوته من حسنات ومزايا، وثمرات يحصدها المُؤمنون، ومنها الآتي:
- تَزيد تلاوة القرآن الكريم من إيمان الفرد بالله عز وجلّ، وذلك يتبيّن في قول الله تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
- يطمئن القلب ويستريح بتلاوة آيات القرآن الكريم، لقول الله عز وجلّ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}.
- التحلي بالأخلاق الطيبة الكريمة، والبعد عن الأخلاق السيئة.
- الفوز في الدنيا والآخرة وذلك لقول الله عز وجلّ {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}.
- أخذ العبرة والعظة من قصص القرآن الكريم، والتعلّم منها.
- الفوز بأجرٍ عظيم وثواب كبير على تلاوة القرآن الكريم.
- فوز المؤمن الحريص على تلاوة القرآن بشفاعتهِ يوم القيامة.
- من ثمرات تلاوة القرآن أيضًا الهداية والصلاح لقول الله تعالى {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}.[2]
- الحرص على الالتزام بآداب تلاوة القرآن الكريم، بما في ذلك “الطّهارة، الإخلاص، الاستعاذة من الشيطان الرجيم، البسملة”.
- تفريغ العقل والنفس مما يشغلهما من مشاغل الحياة، لتلاوة القرآن بتركيز وإمعانٍ شديد في آياته.
- تلاوة القرآن بتدبّر وتأني وخشوع، وعدم الاهتمام بسرعة نهاية السورة بل الوقوف عند بعض الآيات لتدبر معناها.
- النظر إلى تفصيل الآيات، وذلك من خلال التركيز مع تركيبتها، وموعد نزولها، ودلالاتها وغير ذلك.
- الحرص على الاطلاع على تفسير أهل العلم للآيات لفهم معانيها بوضوح، والمقصود منها.
- قراءة الكتب المُفسرة للقرآن الكريم وتوضيح قواعده وأبرزها كتاب “القواعد الحسان لتفسير القرآن”.
لذا يُقصد بتلاوة القرآن الكريم فِهم آياته وتدبر معانيها، وليس التلاوة باللسان فقط دون فِهم أو إدراك لمعاني الآيات، إذ قال الله جلّ وعلا {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} كما قال الله تعالى أيضًا {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} والمقصود بالأماني هُنا “التلاوة”.
بمعنى أنّ هناك من يتلون القرآن لمجرّد التلاوة فقط، إنما يجهلون بمعاني آياته، لذا لا بد من تلاوة القرآن الكريم عن فِهم وتدبّر لمعانيه، وذلك لصعوبة فِهم معاني بعض الآيات مما يتطلّب تفسيرها من قِبَل أهل العلم.[3]
أحاديث عن فضل القرآن الكريم
وردَ عن النبي صلى الله عليه وسلّم، مجموعة كبيرة من الأحاديث الشّريفة حول فضل القرآن وفضل تلاوته، وهذا إن دلّ على شئ فقد يدل على مدى أهمية القرآن الكريم في حياة كل مُسلم موحد بالله عز وجلّ، ومن أبرز تلك الأحاديث:
- عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال، سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ “اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ”.
- عَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال، سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ “يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقرة وَ آل عمران، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا”.
- نُقل عن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال، قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم “خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ»
- عن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ، قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم “الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران”.
- عن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ، قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم “منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول: الم حَرفٌ، وَلكِن: أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ، ومِيَمٌ حرْفٌ”.[2]