واعلموا أن فيكم رسول الله

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

نهاية الحلقة العشرون:
-مضى على الحصار 23 يوم والوضع شديد واضطر النبي أن يرسل قوات لتحمي النساء والأطفال فانكشف الخندق واستطاع رجل من قريش أن يعبر الخندق وهو عمر بن ود العامري وهو مبارز من الدرجة الأولى لم يحضر بدر ولا أحد لأنه كان مسافر لكنه حضر الخندق وقال للمسلمين : من يبارزني ؟ ؟؟ لا أحد من الصحابة يرد. ثم قال : من يبارزني؟ أجبنتم ؟ لا أحد يرد من الصحابة ثم قام علي وقال : أنا له يارسول الله.فقال له النبي: اجلس ياعلي إنه عمر بن ود. ثم قال الرجل : من يبارزني؟؟ لا أحد يجيب من الصحابة فقال علي : أنا له يارسول الله. قال : اجلس ياعلي إنه عمر بن ود ,فقال علي: إن كان عمراً فأنا علياً .فنظر النبي لعلي وهو ابن السادسة والعشرين وقال له : خذ سيفي ياعلي ودعا له : اللهم أعنه اللهم أعنه.في معركة بدر استشهد أبو عبيدة بن الحارث ابن عم النبي وفي أحد استشهد حمزة عم النبي ,فخاف النبي على علي ودعا : اللهم إنك أخذت أبو عبيدة في بدر وحمزة في أحد وهذا علي يارب لا تدعني فرداً وأنت خير الوارثين . فدخل علي فقال له عمر بن ود: من أنت ؟ فقال : علي بن أبي طالب . قال له عمر بن ود : ابن أبو طالب ! يابني كان أبوك صديقي فلا أحب أن أقتلك فانصرف يابني .فقال له علي: ولكني أحب أن أقتلك وإني أخيرك بين ثلاث بين أن تشهد الآن أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أو تعود الآن لمكة أو أقطع عنقك. فغضب عمر بن ود وعقر الفرس ولطخ وجهه بدم الفرس وضرب علي ضربة شديدة صدها بدرعه وبدأ الغبار يتصاعد ولا شيء يرى . والنبي يدعو : اللهم أعن علي .وفجأة يهدأ القتال ويتصاعد صوت علي يردد الله اكبر.فكبّر النبي وجاء علي وبيده رأس عمر بن ود فقال له النبي :ألقها عليهم ليخافوا فرماها.
-يأتي سهم طائش في ذراع سعد بن معاذ فتنزف نزفاً شديداً فقال لهم النبي: نادوا رفيدة تداوي جرح سعد وهي أول طبيبة بالإسلام ويحمل سعد للخيمة جانب المسجد النبوي وسعد يقول : اللهم إن كان بيننا وبين قريش معارك أخرى فلا تمتني حتى أشهدها فما من قوم أحب أن أقاتلهم كقوم آذوا رسول الله وإن كانت هذه آخر معركة فخذني شهيداً ولا تمتني حتى تشفي صدري من بني قريظة .فكأن الجرح قد ربط من الله عزوجل فلم تقطر منه قطرة واحدة .ثم جاء رجل للنبي اسمه نعيم بن مسعود من قبيلة أشجع وقال : يارسول الله أشهد أنه لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله. ثم قال : بماذا تأمرني يارسول الله؟ فقال له النبي: يانعيم إنما أنت رجل واحد ولكن خذّل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة . فقال : يارسول الله سأقول فيك ؟ قال له النبي: قل ما شئت ...
-يذهب نعيم إلى بني قريظة ويقول لهم : تعرفون حبي لكم وتعرفون بغضي لمحمد قالوا : نعم أنت عندنا لست بمتهم . قال : يابني قريظة قريش ليست من أهل هذه الأرض وأنتم من أهل هذه الأرض نساؤكم وأولادكم وحصونكم أفرأيتم إن عادت قريش وملت الحصار ولم تقاتل محمد أو وجدت أنها فرصة إن سنحت دون خسائر فعلتها وإن لم تسنح تركتكم وذهبت ,سيتركونكم لمحمد وسيقتلكم شر قتلة . قالوا : ماذا ترى ؟ قال : أرى أن تحمسوا قريش على القتال وتضمنوا أنها ستقاتل معكم تأخذوا منهم خمسين رجل من أشرافهم يبقون عندكم فإن قبلوا ذلك فهم يريدون القتال وإن لم يقبلوا فهم يريدون أن يتركوكم. قالوا : أشرت بالرأي....
-ثم ذهب لأبو سفيان وقال له : بلغني أن محمد اتفق مع بني قريظة وقد ندموا أنهم اتفقوا معكم وقالوا لمحمد: أرأيت إن آتيناك ب خمسين رجلاً من أشراف قريش ,أتعفو عنا ؟ قال : نعم أعفو عنكم إن آتيتموني ,فسيطلبون منكم خمسين رجلاً.
-في اليوم الثاني أبو سفيان أرسل لكعب رئيس بني قريظة وقال له : متى نهاجم ؟ فرّد عليه كعب وقال : أرسل إلينا أولاً خمسين من أشرافكم لنضمن جديتكم في القتال . فقال أبو سفيان في نفسه : صدق نعيم ,ورد على كعب: لا والله لا نعطيكم رجلاً واحداً .فقال كعب: صدق نعيم ........
ولا يذكر لنعيم في السيرة سوى هذا الموقف فهو رجل واحد نصر أمة كاملة........
-الآن يوم الأربعاء بعد 24 يوم على الحصار والنبي يقف على جبل سلع يدعو دعاء شديداً في مكان يدعى مسجد الفتح ,يدعو ويقول: يارب استر عوراتنا وآمن روعاتنا ,اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم .وإذ بليلة شديدة البرودة تقتلع الخيام وتفك الأوتاد وتحمل الحصى وترمي به وجوه قريش وينزل قول الله سبحانه وتعالى : (يا آيها الذين آموا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها وكان الله بما تعملون بصيراً)
متى جاءت الريح؟؟؟بعدما فكروا وخططوا وبذلوا كل طاقتهم ,فالريح جند من جنود الله تأتي في كل زمان ومكان لكن أين الرجال التي تبذل الغالي والنفيس في سبيل الله,فالله لا يحابي أحد (إن تنصروا الله ينصركم )
-النبي يريد أن يعرف ماذا يحدث بقريش . فيقول : من يذهب فيأتيني بخبر القوم ؟لا أحد من الصحابة يجيب والكل يرتعش من شدة البرد.ثم يقول النبي :من يذهب فيأتيني بخبر القوم وأضمن له العودة ؟ لا أحد يجيب لا أبو بكر ولا عمرولا ...ثم يقول من يذهب ويأتيني بخبر القوم وأضمن له العودة وهو رفيقي بالجنة؟لا أحد يرد.فالصحابةبشر تأتيهم لحظات رعب وخوف. فقال النبي: قم ياحذيفة .فيقول حذيفة : فما وجدت بداً من ذلك ,ووالله ما قمت إلا حياء من رسول الله وطاعة .فقال له النبي:اذهب فأتيني بخبر القوم ولا تحدث فيهم أمراً.
يقول حذيفة : فخرجت وأنا أرتعش وما إن وصلت للخندق حتى كأنني أمشي في حمام..وهكذا الأمر معنا أيضاُ خذ فقط الخطوة الأولى مع الله ثم يثبتك الله ....
-فانطلقت إليهم فإذا بـأبو سفيان يبحث عن نار ليدفأ بها يديه,ثم قال أبو سفيان : ياقادة قريش اجتمعوا أريدكم فاجتمع القادة فدخلت بينهم والظلام شديد ولا أحد يرى شيء.فقال أبو سفيان : إني سأكلمكم كلاماً عظيماً فلينظر كل منكم من بجواره فإني لا أضمن جواسيس محمد. فأسرع حذيفة بسرعة بديهيته وقال للرجل عن يمينه من الرجل؟ فقال : عمرو بن العاص ثم قال للرجل عن شماله من الرجل ؟ قال: معاوية بن أبي سفيان. وعمرو بن العاص بعدما أسلم عرف ذلك الموقف فظل يضحك سنة منه ,فهو داهية العرب واستطاع حذيفة أن يخدعه.
الدرس 125 : الصحابة ليسوا ناس سذج كما نرى صورة المتدين الآن في المسلسلات و يقفوا فقط للصلاة والقرآن ,ولكنهم ناس يخططوا ويفكروا وينجحوا في حياتهم.
-يقول حذيفة فنظرت لأبو سفيان فإذا هو أمامي فشددت السهم ثم تذكرت كلمة النبي لا تحدث فيهم أمراً.فرردت السهم .فإذا بأبو سفيان يقول : أيها الناس لا مقام لكم قد اجتمع عليكم غدر اليهود والبرد والجوع,إني مرتحل فارتحلوا .
فقال حذيفة : صدق سول الله ,الحمد لله أني لم أحدث فيهم أمراً.ويقول حذيفة : فقدمت للنبي فما إن عدت حتى عاد عليّ البرد,وإذا بالنبي يصلي بالمسجد فجلست بجواره أرتعد ففتح عباءته واحتواني فيها فعاد إلي الدفء,فركع وسجد ويده تحتضني حتى إذا سلم بشرته فضحك وقال : بشرك الله بالخير وقال : لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.وقال النبي : اليوم نغزوهم ولا يغزوننا فالنبي لديه بعد رؤية لأن العرب كلها اجتمعت على محاربته ولم ينجحوا.وقال النبي للصحابة : عودوا لدياركم .يقولون : فوالله ما استطعنا أن نعود لديارنا كنا ننام في الطرق يسمع لنا غطيطاُ .فنزل جبريل وقال : يامحمد وضعتم السلاح والملائكة لم تضع السلاح ,فقال النبي : وماذاك ؟ قال : غدر بنو فريظة إن الله لا يحب الخائنين.
فقال النبي للصحابة : لم تنتهي المعركة عودوا ,من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلّين العصر إلا في بني قريظة .فناس فهموها حتى لو دخل المغرب لا نصلي العصر إلا في بني قريظة وناس فهموها أن نسرع لبني قريظة حتى نلحق صلاة العصر عندهم,ولا أحد من ذلك الفريق أوذاك أنكر عليه هذا العمل ,والنبي قبل منهم ولم يعاتب هذا الفريق أو ذاك
الدرس 126: ياعلماء المسلمين تعلموا أدب الاختلاف من الصحابة ويكفينا صراعات على الفروع..
-يصلوا لبني قريظة ويحاصروهم 15 يوم ,فيقولون للنبي : نسلم السلاح ونخرج .فيقول لهم النبي : لا بل تنزلوا على حكمي,فقالوا : لا نقبل إلا حكم سعد بن معاذوالأوس وافقت على ذلك .فحملوا سعد والناس تقول له ماذا ستقول ياسعد ؟وهو يقول: آن أن لا تأخذ سعد في الله لومة لائم.ثم قال : أتقبلون حكمي يابني قريظة قالوا : نعم .فقال : ما أراكم إلا قد خنتم خيانة لنا جميعاً وأرى أن يقتل الرجال وتسبى النساء وتؤخذ الأموال .فقال النبي : حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات.وبدأ جرح سعد ينزف وينفجر بشدة فيأخذه النبي بأحضانه ووجه النبي ولحيته كلها من دماء سعد ,كلما بعدنا الدماء عنه يقول:دعوه في حضني.والنبي يقول : والله ياسعد لقد صدقت الله ورسوله وإن الله سينجزك وعده كما أنجزت الله وعدك. ففتح سعد عينيه وقال : يارسول الله سلام عليك أشهد أنك رسول الله فمات سعد.يقول النبي مات سعد فاهتز الآن لموته عرش الرحمن وانفجر دمه.ودفن بالبقيع وقال النبي:جنازة سعد يحضرها 70 ألف ملك يشيعون جنازة سعد....
........................انتهت بفضل الله.................
.....اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه............
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

تكملة:
في هذه الغزوة(غزوة بني المصطلق) وقعت حادثة الإفك،والإفك يعني أعلى درجات الكذب والبهتان،هذه الحادثة لتعلّم النّاس الذين يقولون{ما في دخان من غير نار}بل في دخان من غير نار،لقد اتهمت السيدة عائشة زوجة رسول الله بالزنى!!!
ويقول الله سبحانه عن هذه الحادثة:
{لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم}
لأنّ المجتمع بأكمله تعلّم درسا ماكان ليتعلّمه لولا هذه الحادثة.
وهذه الحادثة رسالة لكل إنسان يتهم وتنشر صوره بالجرائد وهو بريء ورسالة لمن يفعل ذلك،للشباب في الكليات الذين يشيرون لفتاة ما ويقولون هذه فعلت كذا وكذا.......
كان النبي كلما خرج لغزوة أخذ معه أحد زوجاته،لأنّ النساء كانت تساعد المقاتلين في الغزوات بالعلاج والطعام،فكان يختار إحداهنّ بالقرعة،فكان نصيب السيدة عائشة الخروج مع النبي إلى هذه الغزوة وتحكي السيدة عائشة عمّا حصل:
فنزل الجيش ليستريح فأردت أن أقضي حاجتي فبعدت عن الجيش ثمّ عدت وقد أذن بالرحيل،فالتمست عقدي فلم أجده ولم يكن ملكي وإنما ملك أخت لي قد أعارته لي.
فنزلت من الهودج أجري إلى المكان الذي كنت فيه التمس العقد فوجدته،فعدت فإذا بالجيش قد ارتحل وكانت النساء خفافا لا يغشاهنّ اللحم،فلم يشعر الرجال وهم يحملون الهودج أنني لست بداخله،فأخذوا الهودج وانطلق الجيش فعدت فوجدت نفسي في الصحراء ليس معي أحد،فجلست في مكاني وقلت لنفسي سيفتقدونني ويعودون إليّ،فجلست فغلبتني عيناي فنمت وسبحان الغالب على أمره،فجاء صفوان بن المعطّل
{صحابي من المهاجرين ممن شهد بدر جعله النبي آخر الجيش لينظر إن تأخرّ أحد أو سقط متاع أحد أو لاحقهم أحد}فرآني فعرفني ،فأعطاني ظهره ونادى بأعلى صوته: إنّا لله وإنّا إليه راجعون،ليوقظني فاستيقظت فأناخ الجمل فركبت،فوالله ما تكلّم معي كلمة وما تكلّمت معه كلمة،وسار بي في الصحراء حتى وصلنا إلى الجيش فرآنا عبد الله بن سلول.
وبدأ عبد الله بن سلول ينشر كلاما سيئا عنهما،في كل الجيش.
تكمل:حتى إذا وصنا إلى المدينة فكان الخبر في كل المدينة،واستمرّ الأمر شهر وكان من فضل الله عليّ أن أصابتني حمّى شديدة،فبقيت أغلب الشهر لا أدري شيء عن الأمر إلا شيئا واحدا،أنّ الرسول يدخل عليّ مهموما يقول لي:كيف حالك يا عائشة؟؟ولا يزيد على ذلك،ولا أجد منه الترحاب والودّ وأجده مهموما.
لماذا لم يخبرها النبي ؟؟؟؟حتى لا يؤذيها.
حتى برئت ممّا أنا فيه فخرجت مع أم مصطح{مصطح بن أثاثة صحابي مهاجر من أهل بدر وهو ابن خالة عائشة وكان فقيرا،فكان أبوها أبو بكر يصرف عليه}.
وأثناء عودتهما سقطت أم مصطح فقالت:تعس مصطح،فقالت عائشة:والله ما يليق بك أن تقولي ذلك في رجل شهد بدرا،فقالت:يا بنيّتي أوما تدرين ما قال فيك؟؟؟،وحدّثتها بكل شيء،تقول عائشة:
فانطلقت إلى البيت فدخلت على النّبي فوجدته ساكتا مهموما.فقالت عائشة للنّبي:أتأذن لي أن أعود إلى بيت أبي لتمرّضني أمي،فقال النبي:لا عليك،اذهبي.
قارن هذا الحوار الراقي،مع ما يحصل في بيوتنا لو انتشرت إشاعة،يصبح الرجل والمرأة أسوأ الناس أخلاقا بسبب سوء ظنّ.
لا أحد في المدينة يتجرأ على فتح الموضوع مع النّبي حتى المقرّبين فالموضوع حرج جدا،والمنافقون ينشرون نكت على الموضوع.
تكمل عائشة:فذهبت إلى أمي فقلت:ماذا يقول الناس؟؟فقالت:هوّني عليك،والله ما من امرأة حسناء محبوبوة إلى زوجها ولها ضرائر إلا أكثر عليها الناس،فقلت:أوقال الناس؟؟قالت:نعم،قلت:أوعلم أبي؟؟قالت:نعم،قلت:أوعلم رسول الله؟؟قالت:نعم،فجريت إلى أبي فكان فوق سطح البيت يقرأ القرآن،فنظرت إليه فإذا الدموع تجري في وجهه،فقلت:ماذا تقول يا أبي؟؟؟فبكى وقال:والله يا بنيتي كنّا في الجاهلية وما قيل على آل أبي بكر كلمة كهذه،وقد أكرمنا الله اليوم بالإسلام أويقولون فينا هذا؟!!
كل هذا الألم الذي حصل ويقول الله عنه:{لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم}.
تخيّل مشاعر أبو بكر الصدّيق حبيب النبي صلّى الله عليه وسلّم،تخيّل مشاعر صفوان بن معطّل ذلك الصحابي الجليل،الذي اتهم بخيانة من؟؟؟نبيّه الذي يشهد في كل صلاة له بالنبوة ويقول:أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّدا رسول الله.
أمّا النّاس في المدينة فكانوا على أربع أقسام،قسم وهو الأغلبية،لم تصدّق ولم تكذّب،فهي في حيرة من أمرها،وهذه الأغلبية صامتة لا تتكلّم بالموضوع،وهذه الفئة أيضا نقدها القرآن كما سنرى.
لماذا لم يكذّبوا الخبر؟؟؟بسبب الإعلام والتشويه الذي حصل،فلك أن تتخيّل دور الإعلام بهدم المجتمع،فيا كل إعلامي تقول أنا لا أفعل شيء،هو مجرّد فيلم صغير أبحث فيه عن لقمة العيش،لا بل الموضوع ليس موضوع فيلم صغير بل هي قيم مجتمع تهدم أو تبنى فاتق الله في الأمّة.
وقسم هم الأقليّة تكذّب الخبر،كمثل أبو أيوب الأنصاري وزوجته،قال أبو أيوب:يا أمّ أيوب لو كنت مكان عائشة أكنت تفعلين ما يقولون أنّها فعلت،قالت:لا والله،فقال:فعائشة خير منك.
فقالت:وأنت لو كنت مكان صفوان أتفعل ما يقولون أنه فعل،قال:لا والله،لا أخون رسول الله،فقالت:وصفوان خير منك.
وقسم آخر،كالقسم الأول لم يصدّق ولم يكذّب لكنّه لم يصمت،بل أثارته القصّة وبدا يحكي فيها ويخوض فيها،ومنهم حسّان بن ثابت،ومصطح بن أثاثة،وحنّة بنت جحش أخت السيدة زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقسم رابع،هم أهل الإفك المنافقون،بدؤوا بنشر القصّة ،واختراع إشاعات على أنّها ليست أوّل مرّة....وأشعلوا الفتنة.
ما موقف أبو بكر؟؟؟
يبكي ليل نهار،ويقسم:والله لا أنفق على مصطح بعد اليوم.
ما موقف صفوان؟؟؟
أخذ قوسه وضرب حسّان بن ثابت على رأسه بالقوس لأنّه يتكلم بالموضوع،فراح حسّان يشتكي للنبي،فنادى النبي صفوان وسأله عن السبب،فقال صفوان:يا رسول الله يتهمني في عرضي،حتى أنّه لم يستطع أن يقول يتهمك يا رسول الله،فالموضوع حسّاس جدّا ولا أحد يجرؤ على فتحه مع النبي.
فقال النبي:اذهب يا صفوان،تعال ياحسّان،ماذا تريد؟؟لك دية،سأعطيك حقّك من عندي،هذا البستان لك مقابل ما حدث.
لم ينزل الوحي لمدّة شهر كامل،لماذا؟؟؟
لتتم غربلة المجتمع تماما،فتبقى هذه التجربة حيّة إلى يوم القيامة،ونأتي بعد 1500 سنة لنحكيها ونتعلّم منها،فلو نزل الوحي،لانتهى الموضوع ولما انقسم الناس.
تقول السيدة عائشة:ثلاثة أيام لا يرأق لي دمع،ولا اكتحل بنوم،حتى ظننت أنّ كبدي سينفطر.
لماذا حصل هذا مع زوجة النبي وليس مع سيدة عاديّة من المسلمين؟؟؟؟
لنتعلّم أنّه:إيّاكم وعرض النساء،تحمّل النبي ما تحمّل شهرا ليتعلّم الشباب في الكليات أن لا يذكروا إحدى الطالبات بسوء،ولتتعلّم النساء أن تحفظ أعراض الأخريات في كلامهنّ.......
ما موقف النبي وهو الصادق الأمين الذي لم يعرف عنه إلا هذا حتى قبل الإسلام،والآن وعمره بالخمسينات يقال عنه هذا؟؟
طبعا النبي لم يصدّق،لكنّ النبي موقفه حرج جدّا،لأنّ له دورين،دور الزوج {وأيّ زوج يقيم الدنيا على من يتكلّم على زوجته}،ودور قائد الدولة الذي عليه أن يبقى محايدا في موضوع يخصّ الأمّة كلها.
أيّ زوج يتعرّض لهذا أمامه ثلاثة خيارات:
1.الطلاق:حتى ينهي الموضوع من جهته.
2.الدفاع عنها بالقوّة،وإصدار أحكام صارمة بصفته القائد،حتى لو كانت ظالمة،كيفما يشاء.
وهذا ما يفعله الديكتاتوريين،فلتعلم أنّ إنسانا ديكتاتوري انظر له كيف يتصرّف عندما يخصّ الموضوع أهله فقط،،هل يظلم الناس؟؟.
3.المحايدة وترك الموضوع دون أيّ تدخل.
لكن النبي يختار خيار رابع:فالنبي لا يصدّق الموضوع،ولكن لن يتكلّم ويدافع بالقوّة،بل سيحرّك الأقليّة التي لا تصدّق في المجتمع لتتكلّم وتبرئ عائشة،فماذا يفعل؟؟سلسلة لقاءات معهم ليحرّكهم للكلام.
يقابل أمّ أيمن حاضنة النبي،ويقول:يا أم أيمن أسمعتي ما يقول الناس؟؟قالت:نعم،قال:فماذا تقولين أنت؟؟قالت:يا رسول الله احمي سمعي وبصري،والله ما علمت عنها إلا خيرا.
ثم قابل النبي زوجته زينب وسألها،فقالت كما قالت أم أيمن.
ثم قابل أسامة بن زيد قائد الشباب وسأله،فقال أسامة:كذبوا يا رسول الله،أهلك وما نعلم عنهم إلا الخير.
قابل النبي عليّ بن أبي طالب وسأله،فرأى عليّ من وجهة نظره أن هذا الموضوع يشّوش على الرسالة الإسلاميّة،وعليّ كل همّه الرسالة،فقال:يا رسول الله النساء غيرها كثير ولن يضيّق الله عليك طلّقها وتزوّج غيرها.
فسكت النبي،ثم قابل عمر بن الخطّاب رمز القوة،وقال:ما تقول يا عمر؟؟؟فقال عمر:يا رسول الله من زوّجك إياها؟؟فقال النبي:الله سبحانه وتعالى،فقال عمر:أيظنّ أحد أنّ الله دلّس عليك؟؟{رؤية عميقة وعظيمة لعمر}
فقال النبي:قل لهم ياعمر.{إذا النبي لم يسأل للاستفسار بل ليحرّكهم للكلام،إذا موقف النبي واضح}
...................يتبع بإذن الله...........................

__________________
 

دانيال

المدير العام للموقع
طاقم الإدارة
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

اشكرك وبارك الله بجهودك اختي الغاليه
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

عفوا هذا المقطع قبل المقطع السابق
الحلقة الثانية والعشرون:
أولا:خواطر عمّا سبق:1.كانت من عادة العرب في المعارك،من ينتصر ويقتل الآخر يأخذ سلاحه علامة للنصر والنجاح،وذلك عند العرب جميعا،فلمّا قتل عليّ بن أبي طالب عمرو بن ودّ لم يأخذ سلاحه،فلمّا سأله النبي عن ذلك قال:يا رسول الله كدتّ آخذه ولكن بعد أن مات ظهرت سوءته فكرهت أن أنظر لسوءته فعدت ولم آخذه.
قارن هذا بما حصل في سجن أبو غريب لترى الأخلاق العظيمة التي كان عليها المسلمون حتى في القتال.
وموقف آخر لعليّ أنّه كاد أن يقتل كافرا في المعركة فما إن رفع سيفه فبصق الرجل في وجه عليّ،فأنزل عليّ سيفه وذهب وتركه،فلحقه الرجل وسأله:لما لم تقتلني،فقال عليّ:كنت سأقتلك لله أما وقد بصقت في وجهي كنت سأقتلك لنفسي فلم أستطع أن أقتلك.
2.كيف اهتزّ عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ولماذا؟؟؟؟
يقول الإمام النووي في شرح الحديث،أنّ المقصود باهتزاز عرش الرحمن الملائكة الحافّين بالعرش،لفرحتها بقدوم سعد إلى السماء.
وكانت جنازة سعد بن معاذ خفيفة جدّا مع أنّه ضخم الجثّة فسأل الصحابة النبي عن ذلك فقال:لستم تحملوه وحدكم، تحمله معكم الملائكة.
ولمّا دفن سعد بن معاذ في البقيع،كان الغبار يتصاعد ورائحة المسك تملأ المكان حتّى أنّ النبي كان يشمّها ويبتسم ويقول:سبحان الله،سبحان الله.
وجاءت أم سعد تبكي وتنوح وتمدح سعد فقال رسول الله:كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ.
لماذا كل هذا؟؟؟لأنّه في فترة قصيرة وقف للإسلام مواقف عظيمة،فالإنسان إن أخلص النيّة لله يبارك الله له في عمره،فينجز خلال فترة قصيرة ما يحتاج غيره لسنوات طويلة لإنجازها لأنّ الزمن ملك الله.
3.هل كان حكم سعد في بني قريظة والذي وافق عليه النبي بقتل 600 رجل من بني قريظة قاسيا؟؟؟
ما فعلته بنو قريظة كان خيانة عظمى،كانوا سيقتلون النساء والرجال لولا أنّ الخبر وصل للنبي ولو ترك النبي أحدا منهم سيعودون لتنفيذ ذلك،وكلهما شارك في هذه المؤامرة.
لماذا لم يخرجهم النبي من المدينة كما أخرج بني النضير لمّا خانوا؟؟؟
لأنّ الخيانة قبل بداية المعركة كما فعلت بنو النضير،تختلف عن الخيانة أثناء المعركة كما فعلت بنو قريظة،لا يستويان.
ثمّ إنّ المدينة مليئة بالمنافقين فلو تساهل النبي مع الخيانة العظمى ستنتشر الخيانات.
يقول المستشرقين أنّ النبي كان سيفعل ذلك مع اليهود بكل حال لكنّه كان ينتظر فرصة مناسبة؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا هذا الكلام مرفوض،لأنّ النبي كان قد عقد معاهدة مع اليهود يضمن لهم فيها حقوقهم كمواطنين،ولا يمكن للنبي أن يقيم معاهدة مكتوبة تشهد عليه ليوم القيامة وهو ينوي إخراجهم من المدينة،حتّى أنّه لم يقل لهم كلام شفهي بل معاهدة مكتوبة!!.
ولم يعترض أحد من بني قريظة على حكم سعد عليهم لأنّهم يعلمون أنّهم ارتكبوا خيانة عظمى.أمّا الآن،يظنّ البعض أنّ الفترة التي قضاها النبي في المدينة كلها حروب،طبعا هذا لم يحصل،بل كانت كلها أحداث لبناء المجتمع من جميع النواحي،فسنة 5هجري كانت نقلة نوعية في المجتمع الإسلامي حصلت فيها أمور هامّة تعلّم المسلمين الآداب الاجتماعية،فكان يحصل موقف فالبعض يتصرف صح والآخرون يخطئون،ثم ينزل القرآن ليخبرهم ما هو التصرف الصحيح وهذه هي:التربية بالمواقف.
قبيل أن يهاجر النبي للمدينة كان أهل المدينة يستعدون لتتوييج عبد الله بن أبيّ بن سلول ملكا عليهم،فلمّا عرفوا أن النبي قادم تم إلغاء ذلك،لذلك فإنّ عبد الله بن سلول يحقد على النبي جدّا.
حتّى أنّ النبي مرّة في المدينة كان ذاهبا لعيادة مريض فرآه ابن سلول فوضع يده على أنفه وقال:غبّرت علينا،هلا عدت إلى بيتك ولا تغشانا في بيوتنا.
ولكن بعد بدر اضطرّ المنافقون في المدينة لإعلان إسلامهم،لأنّهم رأوا أنّ الإسلام أصبح قويّا،فكان ابن سلول إذا دخل المسجد يقوم فيقول:أيها الناس هذا رسول الله فوقّروه وعظّموه وأسمعوا له وأطيعوه.
وفي أحد رأينا كيف أنّ ابن سلول عاد بثلث الجيش،ورغم ذلك فبعد أحد كان يقول نفس الكلام:أيها الناس هذا رسول الله........بمنتهى النفاق.
فكان الصحابة يشدّوه من ثيابه ويقولون:اجلس عدوّ الله،فخرج ولم يرضى أن يكمل خطبة الجمعة،فرآه أنصاريّ فقال:ويحك تركت رسول الله،عد واطلب منه أن يستغفر لك،فقال:لا أريد استغفاره.
وبعد انتصار المسلمين في الخندق قرّر ابن سلول أنّ يغيّر خطّته في معاداة النبي،فقرّر اللجوء للحرب الإعلاميّة،وإطلاق إشاعات تؤذي النبي في أهل بيته.
اجتمعت بعض القبائل لقتال المسلمين وهم متعبون بعد الخندق،فخرج النبي بجيش لغزوة بسيطة أدّبهم فيها هي غزوة بني المصطلق،وخرج المنافقون في المعركة ليبحثوا عن مصيبة ينشرونها بين المسلمين.
أثناء نزول الجيش للراحة ذهب غلام خادم عند عمر بن الخطّاب إلى بئر الماء،وكذلك غلام لصحابيّ أنصاري،فتشاجرا وضربا بعض،فصرخ أحدهما:يا للمهاجرين!،والآخر:يا للأنصار!فقام ضعفاء الإيمان من الطرفين وتقاتلوا،فغضب النبي جدّا واحمرّ وجهه وانتبج عرق له بين عينيه ممتلئا بالدم،وكان النبي كلّما غضب انتبج هذا العرق فيعلم الصحابة أنّه غضب،وما كان النبي يغضب أبدا إلا لله،فما غضب لنفسه قطّ،وقال:
أوبدعوى الجاهليّة وأنا بين أظهركم،دعوها فإنّها منتنة.
يقول الصحابة:فما رأينا النبي غضب لشيء كخلاف بين المهاجرين والأنصار.
فنقول هنا لأخواننا المسلمين في كل مكان على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم،مهما كانت الأسباب،لا تغضبوا رسول الله بخلافكم،واسمعوا كلام رسول الله:
دعوها فإنّها منتنة.
بدأ ابن سلول بنشر فتنة بين المسلمين،وقال لأهل المدينة:أرأيتم ماذا فعلتم، آويتموهم إلى بلادنا واليوم يعادوننا،والله ما أرى محمّدا ومن معه من المهاجرين إلا كمثل القائل:سمّن كلبك ليأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ منا الأعزّ الأذلّ{يقصد بالأعزّ نفسه وأصحابه}.
علم النبي بذلك فغضب جدّا وكان معه عمر بن الخطّاب،فقال:يا رسول الله دعني أقطع رقبة هذا المنافق،فقال النبي:لا يا عمر لا يتحدّث الناس أنّ محمّدا يقتل أصحابه،اصبر يا عمر.
ولمّا نزل الجيش للراحة،أمر النبي بالمسير ولم يرتاحوا،يقولون:مشى بنا حتى أعيينا فقلنا سنستريح عند الليل فمشى بنا الليل كله،فقلنا سنستريح عند الفجر،فصلّى بنا الفجر ومشى بنا،فقلنا سنستريح عند الضحى فمشى بنا عند الضحى,حتى آذتنا الشمس ووجد فينا التعب الشديد فقال:انزلوا فناموا،فما إن لمسنا الأرض حتّى نمنا.
ماذا فعل النبي بهذا؟؟؟؟شغلهم بالمسير عن الفتنة.
اليوم كل العالم يشغل الناس،لكن بماذا؟؟؟؟بالفضائح بالمجتمع،بالقتالات بين فرق كرة القدم،بالفتن،بتعجيز الطلّاب بالامتحانات المدرسية،بغلاء الأسعار..
يشغلون الناس بهذا عن العلم والتكنولوجيا والإصلاح.
نعم النبي شغل المسلمين ،لكن بماذا؟؟؟؟بالحقّ عن الباطل وليس العكس.
..................تتبع بعون الله........................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

تكملة:
لم يلجأ النبي للقهر أبدا،وإنّ حادثة الإفك
من دلائل نبوّة النبي،لولم يكن نبي لألّف كلاما على أنّه قرآن للدفاع عن نفسه،وهذا ما يقوله أحد المستشرقين:
{كلما أردت أن أكذّبه تصادفني حادثة الإفك،شهر تحمّل ما لا يتحمّله إنسان،أقول إنّه صادق}.
الآن سيفتح النبي هذا الموضوع على المنبر،لأنّ الموضوع انتشر أصلا بكل المدينة:
أيّها الناس بلغني أنّ رجلا يؤذيني في أهل بيتي{عبد الله بن سلول}،وما علمت عن أهلي إلا خيرا{إذا موقف النبي واضح}،وشهد الناس بذلك{لذلك سألهم}،وقد ذكروا لي رجلا ما علمت عنه إلا خيرا،وما تغيّب عني يوم تغيّبت عن بيتي أبدا،وما دخل بيتي إلا بإذني{طالما هذا ردّ النبي فتخيّل ماهي الإشاعات التي سمعها}،فمن يعذرني من حقّي في هذا الرجل{يأخذ أذن المجتمع ليأخذ حقّه كمواطن}،فقام أسيد بن حضير سيد الأوس:يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه،وإن كان من إخواننا من الخزرج مرنا فنقطع عنقه.
فقام سعد بن عبادة سيد الخزرج وهو رجل صالح،لكن أخذته الحميّة:لا والله كذبت،لا تقدر أن تقطع عنقه أبدا،فقال أسيد:بل كذبت أنت،أنت منافق تدافع عن منافق.
وقام الأوس والخزرج وتشاجرا،وهذا دليل أنّ قضية الأوس والخزرج لم تذوب تماما،فليس هناك حلول سحرية لمشاكل المجتمعات،لكنّ النبي أصلح المجتمع وخفّف من هذه القضيّة أقصى ما يمكن.
وبعض الناس ينظرون للآخرين نظرة مثالية،بالذات المتدينين،ينظر لهم الناس على أنّهم لا يخطئوا فإن أخطأ أحدهم حكموا عليه أحكام قاسية ظالمة،فلا يجوز أن ينظر الإنسان لأحد على أنّه مثالي لا يخطئ فإن أخطأ انقلب كعدوّ له هذا حكم خاطئ على الناس.
الدرس127:العاقل يزن النّاس بالسيئات والحسنات،وهذا ميزان العقلاء.
نزل النبي من المنبر حزينا وقال:اسكتوا اسكتوا،أبدعوى الجاهليّة وأنا بينكم،عودوا إلى بيوتكم.
تقول عائشة:
فبينما أنا في بيت أبي أبكي وأبكي،إذ دخل علينا رسول الله وقال:يا عائشة إن كنت بريئة فاطمئنّي سيبرّئك الله تعالى،وإن كنت قد ألممتي بذنب فاستغفري الله،فإنّ العبد إذا أذنب فاستغفر تاب الله عليه.
فما إن قال كلامه حتى جفّت دموعي فما تسقط قطرة،فنظرت إلى أمي وأبي وقلت:أفلا تجيبون رسول الله؟؟؟فقال أبي:والله لا ندري بما نجيبه.
فقلت:أما أنا فو الله أرى أنّ هناك أمرا استقرّ في أنفسكم وصدقتموه،فإن قلت لكم إنّي بريئة لن تصدّقوني،وإن اعترفت بشيء لم أفعله،والله يعلم إنّي بريئة ستصدقوني،والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا قول أبي يوسف حيث قال:فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.

الدرس128:إلى كل فتاة ظلمت ووجدت أنّ الكلام لم يعد له فائدة،إلى كل موظف اتهم بالسرقة ظلما ولم يعد أحد يصدّق كلامه،إلى كل مظلوم قل كما قالت السيدة عائشة:فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
تركت السيدة عائشة الكلام والدموع ولجأت إلى الله وهي تحكي وتقول:
فما إن قلتها وقمت ورقدت على سريري،أقول:{يا رب أعلم أنّك ستبرئني،ولكن يا رب برئني فقد تعبت}
وكنت أظنّ أن الله سيبرئني برؤيا يراها رسول الله في المنام،وما كنت أتخيّل أبدا أن ينزل قرآن من السماء يتلى إلى يوم القيامة،يقرأ في المساجد ويتلوه الناس ويصلّى به،فإذا بالنبي قبل أن يقوم من مجلسه ينزل عليه جبريل،فعرفنا ذلك من وجهه،فما إن قام جبريل حتى سريّ عن وجه النّبي:{تخيّل أول مرّة يضحك النبي من شهر}وقال:
يا عائشة ابشري،برّأك الله بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.فسجدت لله شكرا،فقال لي أبي وأمي:قومي إلى رسول الله،فقلت:لا والله،لا أقوم له،ولا أقوم لكما،ولا أسجد إلا لربي الذي برأني.
مالذي نزل في القرآن؟؟؟سورة النور
هذه السورة تتحدث عن كيفية حماية المجتمع من الإشاعات وتلويث أعراض النساء.
{إنّ الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرّا لكم بل هو خير لكم،لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}
ثمّ وضع لنا الله سبحانه وتعالى قاعدتين للتعامل مع الإشاعات:
1.قاعدة قلبية:{لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين}
الظنّ الحسن،بأن تكذّب بقلبك ما سمعته أذنك،ويقول الله{أنفسهم}لأنّك عندما تظنّ بالآخرين الخير،سيظنّون بك الخير.
إذا عندما تقرأ شيئا بالجرائد أو تسمع خبر،تقول:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،لا تصدّق يا قلب.
2.قاعدة عمليّة:لا تتكلّم بشيء بدون دليل،هل معك أربعه شهود رؤوا ذلك،حتى لو قالت الصحافة ذلك،فالأصل التكذيب والستر،لذلك ورد حسن الظن قبل الشهود بالآيات،وإن تكلّمت بشيء هل معك 4 شهود؟؟؟3شهود فقط تعني الكذب.
{لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون}
لقد تحمّل النبي ما تحمله شهرا كاملا لنخرج بهاتين القاعدتين،فحرام علينا أن لا نتعلّم بعد ذلك،ونرى الناس يخوضون بأعراض النساء.
ثم يقول الله تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسّكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم.إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم.ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم.يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين}
إذا في المرّة الأولى سامحكم الله،لكن احذروا بعد نزول هذه الآيات أن تكرروا ما حصل.
ثمّ يقول الله سبحانه،وهذه رسالة للإعلاميين:
{إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}
إذا يا شباب إيّاكم والتلفظ على فتاة بسوء ولو غمزا:{إنّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}.
وانزل الله الحكم في الذين يفعلون ذلك{والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة}
وجيء بحسان بن ثابت،وحنّة بنت جحش،ومصطح بن أثاثة وجلدوا ثمانين جلدة.
هكذا يحمي القرآن أعراض النساء،وهكذا تعب النّبي وتعبت السيدة عائشة والصدّيق أبي بكر لحماية النساء،فكم هي النساء عظيمة في الإسلام!!
يقول الغرب أنّ حكم رجم الزاني 80جلدة في الإسلام حكم قاسي فماالرد؟؟؟
هل الحكم لأيّ زاني،أم لمن رآه أربعة شهداء؟؟!!إذا العقوبة ليست على الزنى بحد ذاته بل على الإشهار والمجاهرة،فإن لم ترى بعينك لا تتكلم،وإن رأيت لا تتكلم بدون أربعة شهداء،ومن ذا الذي يراه أربعة وهو يزني؟!!!!إذا فهذا بمنتهى المجاهرة،وستر المجتمع هو الهدف بالإسلام لماذا؟؟؟
لأنّ المجاهرة بهذه القصص وانتشارها بالمجتمع،سيؤدي لأمرين:
1.لا أمان في المجتمع،لا أحد يأمن على نفسه وأهله.
2.الجرأة على المعصية والاستهانة بها،وهذا ما يردده الشباب:كل الشباب يفعلون ذلك،الدنيا كلها هكذا...........
لماذا سميت سورة النور بهذا الاسم؟؟؟؟
لأنّ فيها من الآداب ما إن نفذناه،لعشنا في نور وضياء.
اما موقف أبي بكر من مصطح؟؟؟نزل قول الله فيه:
{ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله،وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}فقال أبو بكر:بلى أحب ياربّ.
وعفا عنه وصرف عليه،ولا أحد يرتكب معك جرم أكثر من أن يتكلّم على ابنتك وأنت تصرف عليه.
الدرس129:العفو عن الناس حتى يعفو الله عنّا.
فلقد خرج النبي مرّة ليخبر المسلمين بموعد ليلة القدر،فرأى اثنين قد تشاجرا،فنسي موعدها،ورفع الله موعد ليلة القدر بسبب تشاجر المسلمين.
وتنزل بنفس السورة آيات الاستئذان،والحجاب،وغض البصر،وتحريم البغاء،وتشجييع تزوييج الشباب..كلها آداب اجتماعية ليكتمل بناء المجتمع.
آية فرض الحجاب:{ولا يبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ}
بعد نزول هذه الآداب،حجاب وزواج وعفّة،إن زنى أحد فلا يرجم إلا لو رآه أربعة شهداء، فإن حصل ورآه أربعة فهذا منتهى الفجور عندها يرجم،فالإسلام ليس هدفه الرجم ولكن حفظ المجتمع وستره.
فهذا عمر بن الخطّاب يأتيه ثلاثة،يقولون:يا أمير المؤمنين رأينا حادثة زنى،فطبّق الحدّ على الثلاثة لأنّه ليس معهم رابع.
وآتاه أيضا أربعة،كل منهم يقول له:رأينا،أما الرابع فقال:رأيت إلا أنّ فيه شبه من زوجها ،فأقام الحد على الثلاثة.
ومرّة سمع عمر وهو أمير المؤمنين صوت رجل وامرأة،وعلم أنّ هناك حادثة زنى،فجمع الناس،وقال:أيها الناس رأيت بعيني وسمعت بأذني،فقال الإمام عليّ بن أبي طالب:يا أمير المؤمنين أمعك أربعة شهداء؟؟؟قال عمر:يا عليّ رأيت بعيني وسمعت بأذني،فقال عليّ:يا أمير المؤمنين،إن نطقت باسمهما جلدناك ثمانين جلدة.ونهاية الآيات:{ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}.
فمن لا يطبّق هذه الآداب سيحيا بظلام.
ماموقف عائشة من حسان بن ثابت؟؟؟
كانت عائشة تمشي مع ابن أختها عروة بن الزبير،فمرّ حسان،فتذكر عروة الحادثة فكاد يتشاجر معه،فقالت السيدة عائشة:
دعه يا بنيّ،هذا الرجل كان يدافع عن رسول الله،ألم تسمع ما قاله حسان في رسول الله قال:
فإنّ أبي وأمي وعمّي وعرضي......لعرض محمّد منكم وقاء

هذه نفسية السيدة عائشة التي تزن الناس بالسيئات والحسنات.
الدروس التي نخرج بها من حادثة الإفك:
يا إعلاميين استروا المجتمع.
يا نساء افرحوا بالإسلام الذي صانك وحفظ عرضك.
يا شباب إيّاكم وأعراض النساء.

.....................تمّت بفضل الله وحده والحمد لله............................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة الثانية والعشرين:
قاعدة مهمة:الهدف الكبير والأساسي من سيرة وحياة النبي صلى الله عليه وسلم إصلاح الأرض ...
الدرس130:رسالة للشباب:ياشباب في يوم من الأيام كانت نيتكم أن تعملوا شيء للإسلام ولبلادكم والأيام أخذتكم وأنستكم ,تعلموا أن الهدف الأساسي لو غاب عنك تضيع ...واجعل هدفك إصلاح الأرض وهي رسالة النبي...........
-الوضع الحالي: الآن سنة 6 من الهجرة, قريش أنهكتها الحرب والنبي عبّر عن هذا عندما قال : اليوم نغزوهم ولا يغزوننا.والمنافقين فشلوا أيضاً فقد حاولوا أن يتفقوا مع قريش عسكرياً وفشلوا ,وحاولوا تفتيت المجتمع إعلامياً(حادثة الإفك)وفشلوا .والآن أصبحت المدينة مستقرة تماماً, في أمان من العدوان الخارجي ومن العدوان الداخلي والمنافقين .فماذا يعمل الصحابة الآن؟؟؟يعيشوا عيشة هنية ويسعدوا بالمدينة مع النبي بعد أن استقر وضعها,هل توافق على هذا؟؟؟؟؟؟؟لا ,بالطبع لا لأن الهدف حمل الرسالة للأرض ,وماتحقق حتى الآن هو هدف مرحلي وليس الهدف الأساسي.
-قريش الآن لا تقدر أن تهاجم المسلمين ,لكن مازالت العرب تدين لقريش باعتبارها زعيمة العرب(زعامة دينية -وموسم الحج).ولا يمكن للعرب أن تفعل أي شيء دون موافقة قريش ,ولا يمكن لها أن تدخل في حلف مع النبي دون قريش .والآن أمام النبي حلين لتخلي قريش بينه وبين الناس:
1-أن يدخل في معركة شديدة مع قريش وسينتصر عليها لأن قريش منهكة وسيهزمها في عقر دارها.
2-أو يعمل مع قريش اتفاقية يحيدها فيها ليتكلم مع الناس (سلمي).
-ماذا ستختار يارسول الله؟أول مرة يكون متاح للمسلمين أن يختاروا بين الحرب أو السلام .ففي أحد لم يكن لديه اختيار إلا الحرب .فهل هو نبي الحرب كما يدّعون؟ أم نبي السلام؟.
-ليس الأصل في الإسلام الحرب .فهاهو النبي لديه طريقين ليبلغ الرسالة : الأول حرب على قريش وهوقادر على أن ينتصر عليهم ويجعلها حمّام دم إذا أراد ,والثاني أن يحيد فريش بطريقة سلمية ........
فالأصل السلام إلا إذا اضطررنا للحرب لضياع حق أو منعونا من توصيل الرسالة ..
-قريش عنيدة لا تقبل السلام ونفسيتها تختلف عن المسلمين الذين يسامحوا حتى لو أوذوا .وقادة قريش الآن : عكرمة بن أبي جهل لديه عند ويريد أن ينتقم لأبيه أبو جهل-وصفوان بن أمية وأبوه أمية بن خلف-وسهيل بن عمر الذي أسر ببدر.
-نريد خطة تجبر قريش على قبول السلام.الله سبحانه وتعالى يلهم النبي بإشارة ,وهي ليست وحي إنما رؤية يراها بالمنام ,وهذه الإشارات ممكن أن تحدث معنا أيضاً.
ولكن رؤية الانبياء حق وليس كل شخص يرى رؤية يقول هذه إشارة...
رأى النبي نفسه داخل المسجد الحرام معتمر والصحابة مقصرين ومحلقين رؤسهم وآمنين ..فأوّلها النبي أنه سيعتمر .النبي سيحرك السلام بعمرة ,والنبي دائماً صاحب المبادرة ويضع قريش في ردة الفعل .
-ماقيمة تحريك السلام بعمرة ؟؟؟النبي سيحرج قريش فهي لا تستطيع منع أحد من الدخول لمكة معتمراً باعتبارها الزعيمة الدينية.
-وبذلك أجبر النبي قريش أن يكون عندها ثلاث حالات وفي كل الحالات النبي هو من سيكسب,قريش إما :
1-تمنع الصحابة من العمرة وهي لا تستطيع لسببين لأنها ستفقد الزعامة الدينية إذا فعلت ذلك والنبي يربح من ذلك أن القبائل العربية تتعاطف معه وتبدأ تسمع له وهو المطلوب لأن الهدف خلوا بيني وبين الناس والسبب الثاني أنها إذا فعلت سيعلن عليها الحرب وهي منهكة
2-تتركه قريش يدخل للعمرة وسيكسب من هذا أن يقول للعرب أني ذوبت المشاكل مع قريش فسوف يسمعوا له..
3-تتفق قريش مع محمد على صلح وأيضاً والنبي هو من سيكسب أيضاُ لأن العرب سوف تسمع له بعد أن تصالح مع قريش.
المختصر:إذا منعوه من الدخول .........سوف يكسب
وإذا دخل...............سوف يكسب
وإذا تصالح............سوف يكسب
-تأمل في سياسة النبي فهو أحسن من أجاد السياسة بالكون كله .فالعمرة هي عبادة دينية وكان لها بعد سياسي كبير في توصيل الرسالة.
--وليس أمام قريش إلا أن تقول أن محمد لم يأتي للعمرة إنما جاء ليحارب وحتى هذا الخيار قطعه النبي بخطة مضادة بمايلي:
-يطلع النبي في شهر من الشهور الحرم ......فهو لا يريد الحرب
-لم يأخذ معه في العمرة المسلمين فقط إنما أخذ المسلمين وغير المسلمين من القبائل المحيطة ممن يريد أن يعتمر,فالنبي عندما كان يحارب قريش كان يحاربها بالمسلمين فقط,أما الآن يريد عمرة مسلمين وغير مسلمين , فحوّل النبي القضية من قضية المسلمين إلى قضية العرب.....ونحن الآن لو استطعنا أن ندخل في قضايا المسلمين جهات دولية وأمم متحدة ونحول قضيتنا إلى قضية إنسانية فلنفعل.......
-النبي أخذ معه مسلمين وغير مسلمين وهذا معناه أن النبي مؤمن بالتعايش ,ولو قريش منعته فتكون قد منعت العرب ولم تمنع المسلمين فقط..
-النبي أخذ معه الهدي وهي الخرفان التي سوف تذبح وذلك ليثبت حسن النية وأنه يريد العمرة(.........فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى)
أخذ النبي الهدي فيه سياسة عميقة : سياسة ترغيب بأنه يريد العمرة ولا يريد الحرب,وسياسة ترهيب:لو منعتموني من العمرة سأذبح الهدي وستعرف كل العرب أنه ذبح أنه منع من الدخول.فسياسة النبي الجمع بين الترغيب والترهيب.
ناس كثيرة تعجب بالسياسين وشخصياتهم غاندي وغيره...فحري بك أن تعرف النبي السياسي البارع وكيف يتحرك من أجل السلام وليس من أجل الحرب .
فالنبي يتحرك بأساليب بسيطة ذكية ويريد أن يتجنب الحرب مع قريش وهو قادر أن يرسل جيش فيدمرهم .أليس الصحابة مشتاقين للشهادة؟؟؟نعم ولكن عندما يكون هناك جهاد وعندما يضطروا للحرب . الروح المعنوية الآن للصحابة عالية جداّ وخاصة المهاجرين الذين تركوا مكة من ستة سنوات وهم الآن سيدخلوها معتمرين لأول مرة وسيعودوا لبيوتهم ليروا ماذا حصل بها .
النبي لبس لباس الإحرام وقال إني مرتحل للعمرة فتجهزوا فيتجهز 1400 صحابي ويأخذوا معهم الهدي .الهدف الأساسي من ذهاب النبي تبليغ الرسالة .بينما المسلمين يسيروا لمكة تعرف قريش وتقسم أن لا يدخل محمد عليهم أبداً . وكان المسلمين قد خرجوا للعمرة وليس معهم من الأسلحة إلا السلاح الشخصي ومجموعة من 40 فرس يقودهم عبادبن بشر لحماية المسلمين وليس للقتال.قريش خططت أن ترسل 200 فرس بقيادة خالد بن الوليد يقاتلهم في الطريق قبل أن يصلوا لمكة فلا تلومهم العرب على ذلك لأنها مناوشات .فيطلع خالد بن الوليد وينتظر المسلمين في مكان محدد قبل أن يصلوا مكة لكن النبي لديه عيون في كل مكان وجهاز مخابرات (طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد )أخبروا النبي أن خالد ينتظرهم في هذا المكان قالوا له أنهم قد لبسوا لباس الحرب وأقسموا وتعاهدوا أن لا يدخلها عليهم أبداً .فقال النبي : أشيروا عليّ أيها الناس وهذا هو حال النبي القائد مع جنوده كما فعل في_بدر وأحد والخندق...)فقام أبو بكر وقال : يارسول الله ماخرجنا لنقاتل الناس ولكن خرجنا للعمرة فإن قاتلونا قاتلناهم حتى نعتمر .فسكت النبي ثم نادى : من رجل يدلني على طريق وإن كان وعراً أتجنب به خالد والفرسان فأ صل إلى مكة ؟.
الدرس131:يجب أن يخرج من أمتنا آلاف الشباب يخططوا ويفكروا كما يفعل النبي ويدخلوا كليات مختلفة من طب واقتصاد وهندسة وعلوم وسياسة يفهموا واقع أمتنا ولا يعيشوا منغلقين على أنفسهم منعزلين عن واقع أمتهم حتى لو كانوا متدينين.
-يقوم صحابي ويقول أنا أعرف طريق ولكنه وعر ,فيذهب النبي فيه وخالد مايزال ينتظر المسلمين. حتى وصل المسلمين إلى منطقة تدعى الحديبية على مقربة من مكة فعندئذ يعرف خالد بن الوليد بهم ويذهب لقريش ويخبرهم بفشل مخططهم. تسرع قريش بجمع قادتها وقادة القبائل المجاورة (قائد قبيلة خزاعة -وقائد الأحابيش -وقائد ثقيف..).يجتمعوا في دار الندوة مع قادة قريش (عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وسهيل بن عمر).أبو سفيان أصبح دوره مهمش بعد الخندق ,ومعظم قادة قريش الآن شباب وليس فيهم حكمة الكبار.
-المسلمون وهم ذاهبون لمكة وإذ بناقة النبي تبرك عند الحديبية .فقالوا لها الصحابة :حل..حل,فتقوم الناقة ثم تبرك ثانية .فحاول الصحابة أن يدفعوها فلم تتحرك .فقالوا : خلأت القصواء (عصت)؟فقال النبي: ما خلأت القصواء وماذلك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل .وهذه إشارة من الله فكأن المعنى :لا تتقدم يارسول الله وإلا سيحدث صدام .فيبقى النبي في هذا المكان ويقول لن ندخل مكة انتظروا.
-تأمل وتفكر في مرونة الصحابة .في البداية قال لهم النبي : سنعمل عمرة وسيدخلوا مكة ففرحوا ,ثم قال لهم أبو بكر :سنقاتل ,ثم الآن لا عمرة ولا قتال ..وفي كل هذه الظروف لصحابة يقولون حاضر يارسول الله.فالصحابة متلاحمين مع النبي تلاحم غير عادي وينفذوا بكل نفس راضية فعندهم ثقة به ,فلنتعلم منه كيف تكون العلاقة بين القائد وجنوده .
-يقول النبي : والله لاتدعوني قريش اليوم إلى خطة (صلح) يعظم بها صلة الرحم بيننا وبينهم إلا أجبتهم إليها.وهذه أول مرة يصرح بها النبي بهذا الوضوح.
............................يتبع بإذن الله..................

__________________
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

كمالة الحلقة الثانية والعشرين:
-أول ماوصل المسلمين للحديبية(بينها وبين مكة 9ميلا)كان العطش شديد.فقال النبي: أفيها بئر ؟ فقالوا : بئر واحد يارسول الله وجفت . فقال النبي: أمعنا ماء ؟ قالوا : قليل يارسول الله. فقال : ائتوني به.فجاوؤا بالماء وتوضأ النبي وظل يدعو ويدعو ثم قال :ألقوا الماء في البئر ,ثم أخذ سهماً من كنانته وقال : اغرسوا السهم في قاع البئر .فانفجر البئر بالماء.
وظل الصحابه(1400)شخص يشربون ويتوضأون منه طيلة 20 يوم.
لماذا حدثت هذه المعجزة؟
لأنه من بداية الحديبية ونحن نتكلم مبهورين عن النبي السياسي البارع لكن يجب لاننسى أنه نبي مرسل من الله .
وهذه الاشكالية تحدث كثيراً مع المستشرقين .فيقولوا عن رسول الله أنه سياسي وقائد عسكري ويبرهنوا على ذلك بيوم الحديبية ولكنهم عندما يصلوا لهذه الحادثة يتخبطوا ولا يعرفوا كيف يصنفوا رسول الله ويتهربوا من هذه القصة .

ولكن النبي عندنا هو الأب والأخ والصديق والزوج والغني والفقير والقائد العسكري والمفاوض السياسي ..............وهو رسول الله.

-في طريق الحديبية وفي المنطقة الوعرة ,وجد الصحابة كلبة تلد ومعها صغارها .فقال لهم النبي : غيروا مجرى الجيش .فقالوا : لما يارسول الله؟الطريق وعرة ... فقال النبي: والله لا نروعها.
صلى الله على محمد غيّر مجرى الناس من أجل كلبة تلد.
-أدركت قريش أخيراً أن الحل هو المفوضات لكن النبي بمبادرته سبق قريش بذلك وأرسل (خراش بن أمية),وقال له : اركب على جملي (أي أنه رسول من النبي ومفوض باسمه)وقل لهم : إني جئت معتمراً ومعي الهدي ولم آتي لحرب وإني سأرتحل بمجرد أن أنهي عمرتي.
-المفاوضات في كل العالم تقوم على أساس علم وفن وسنجد أن رسول الله يمتلك الاثنين
-والمفاوضات تعتمد على أن تأخذ مكاسب أكثر ماتستطيع وتقلل الخسائر أقل مايمكن من دون تخسر الاتفاقية.
-الشرط الأساسي للرسول في المفاوضات :خلوا بيني وبيني الناس,فالنبي بذلك يقدم ميزة للرسالة من دون أن يتنازل عن حق أساسي من الحقوق أو المبادىء.
-ترسل قريش سيد خزاعة (بذيل بن ورقاء)للتفاوض مع النبي . وبذيل رأيه غير مؤثر كثيراً في قريش.
والنبي يعرف صفات الناس ,فأول مايرى الرجل يقول : هذا رجل عاقل . فقال له النبي:يابذيل قل لهم :
1-إني لم آتي للحرب ولا أريد قتال ولكني جئت للعمرة
2- قل لهم إن قريش أنهكتها الحرب وأضرت بمصالحها.
3-إن شئتم أن تماددوني مدة قبلت ذلك
4-الصلح على أن يخلوا بيني وبين الناس
5-إن شئتم أن تدخلوا فيما سيدخل به الناس أسعد بذلك (يدعوهم للإسلام)وقل لهم إن لم يخلوا بيني وبين الناس أو يماددوني مدة ,فوالله الذي لا إله إلا هو لأقاتلنهم حتى تنفرد سالمتي(تنقطع رقبتي)...
-نجد في مفوضات النبي عدة رسائل لقريش(رسالة تهديد وأنهم ضعفاء حالياً-ورسالة صلح وسلام-ودعوة للإسلام...والشرط الأساسي : دعوني أكلم الناس)
-قال بذيل : قد وعيت ماقلته يامحمد .فذهب لقريش وقال لهم : أيها الناس لا تقفوا أمام هذا الرجل والله يدعوكم إلى خير الدنيا .فرد عليه عكرمة وقال : لا تخبرنا عنه ولكن أخبره عنا أنه لن يدخل مكة علينا عنوة وتعرف العرب أنه دخل غصباُ عن قريش.فقال عروة بن مسعود قائد ثقيف: ماهذا ياعكرمة أترفض أن تسمع ماقاله الرجل . فقالوا له: قل فقال: الرجل يعرض السلم والرجل ليس باعث حرب , وقد جاء للعمرة وأنا أقول لكم خلوا بينه وبين الحرم وإني مرتحل بمن معي من خزاعة .....فنجح النبي في أن يأخذ العرب لجانبه.
-ثم ترسل قريش مكرز بن حفص,فعندما يراه النبي يقول : هذا رجل غادر
الدرس132: قبل أن تفاوض أحد أو تتكلم معه اعرف صفاته واعرف معلومات عنه .
-جاء مكرز إلى النبي فقال له النبي نفس الكلام الذي قاله لبذيل فمشى الرجل .
ثم أرسلت قريش (حليس بن ورقاء) سيد الأحابيش . فقال النبي : ذلك رجل يعظم شعائر الله ,أطلقوا الهدي أمامه وارفعوا أصواتكم بالتلبية .وهذه ليست تمثيلية من الصحابة لأنهم فعلاً يريدون العمرة وأيضاُ ليقنعوا الرجل .فلم يكمل حليس طريقه ورجع لقريش وقال : يامعشر قريش ,أتدعون سفلة العرب يطوفون بالبيت ويمنع ابن عبد المطلب .الرجل جاء للعمرة ,والله لا يمنع ,إن منع هلكت قريش وإن منعتموه ستتحدث عنكم العرب.ويمشي الرجل وهو يقول :لو فعلتوا ذلك لتهلك قريش .فيقولوا له : اسكت . فيقول : والله لا أسكت أبداً وسآخذ الأحابيش وامضي.
-ويبقى عروة بن ثقيف (وهو من طرد النبي يوم الطائف ) فقالوا له :اذهب ففاوضهم . قال : لي شرط ,إن فاوضته فلا تردوا كلامي .قالوا : اذهب ففاوضه. قال : قد نصالحه؟.فقالوا :اذهب ففاوضه.
عروة بن مسعود مفاوض ذكي جداّ فهو يريد أن يرفع مكاسب قريش ويخفض مكاسب المسلمين قدر استطاعته . بداية يريد أن يخفض الروح المعنوية للمسلمين ويقلل من قيمتهم وذلك بأنهم ضعفاء..
-دخل عروة على النبي فقال : يامحمد ما أراك قد جمعت إلا أوباش الناس ورعاع الناس (.ويشير بذلك على الصحابة) وأراك جئت إلى بيضتك (مكة) لتقضها وتكسرها وإني أرى قريش قد لبست لك جلود النمور يقاتلونك حتى آخر رجل وإني أرى هؤلاء(يقصد الصحابة)غداً سيتفرقون عنك أو يجرون في كل مكان.
-النبي وضع جنبه شخصين أحدهما أبو بكر والثاني المغيرة بن شعبة ابن عم عروة بن مسعود وهو يحرس النبي ويلبس الدرع فلا يظهر منه شيء.أبو بكر عندما سمع قول عروة بن مسعود شتمه شيمة شديدة وأول مرة سيدنا أبو بكر تخرج منه هذه الكلمة والنبي لم يعاتبه على ذلك .فقال عروة :من هذا الذي يشتمني يامحمد؟. فقال النبي : هذا أبو بكر الصديق .والنبي أوقف أبو بكر لأن له فضل على عروة فقد ساعده في تجارته . فقال عروة : والله يا أبا بكر لولا فضلك عليّ في الماضي لرددت عليك .

-عروة بن مسعود وهو جالس يكلم النبي يمسك ذقن النبي ويشدها ,يريد بذلك أن يخفض الروح المعنوية .فيقوم حارس النبي ويضربه على يديه بجراب السيف .ثم كررها الثانية والثالثة فضربه الحارس ضربة شديدة على يده. فقال عروة : أوجعتني من هذا يامحمد؟ فابتسم النبي وقال له : أولا تعرفه ؟ . فقال : كيف أعرفه وقد لبس الدرع .فقال النبي: هذا ابن عمك ,اكشف عن وجهك يامغيرة .ثم قال له النبي : إن شئت تنتظر حتى آتيك بعد الصلاة .النبي لم يرد عليه بالكلام يريد أن يريه رد عملي .قال النبي للصحابة : هلموا بالوضوء لي ,وبدأ الناس يتقاتلون على وضوء النبي ,فإذا تمضمض النبي يأخذونها ويمسحون بها وجوههم. وعروة ينظر إليهم مذهولاً ثم رجع لقريش ولم ينتظر حتى ينتهوا من الصلاة وقال لقريش: خلوا الرجل ومايريد لقد دخلت على الملوك ودخلت على كسرى في ملكه وعلى قيصر في ملكه وعلى النجاشي في ملكه ,فما رأيت أحد يعظم أحد كتعظيم أصحاب محمد لمحمد.والله إذ توضأ تقاتلوا على وضوئه وإذا مضمض تقاتلوا على أن يمسحوا بهذا الماء وجوههم فإذا جلس يتكلم طأطأوا رؤوسهم بين يديه ,مايحد أحدهم النظر إليه ,إذا تكلم فنظر إليهم خفضوا الرؤوس إلا رجلين ينظران إليه فيبتسمان ويبتسم إليهما (أبو بكر وعمر)
الدرس133: بلادنا لم يعد فيها تلاحم بين الشعوب والقادة وهذا يصعّب دور القادة في المفاوضات ولا يمكن حدوث نهضة بدون تلاحم بين القادة والشعوب
الدرس134:رأيت النبي المفاوض والسياسي البارع ,فأعدّ نفسك وتعلم دورات في الإدارة بنية أن تكون على خطى الحبيب.
..................يتبع بإذن الله........................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

نهاية الحلقة الحادية والعشرين:
-فكرت قريش في أن ترسل خالد بن الوليد ليتحرش بالمسلمين ويستفزهم حتى يبدأ المسلمين بالقتال.فأرسلوا خالد بن الوليد مع 40 شخص إلى معسكر المسلمين ليخطفوا بعض الرجال ,لكن المخابرات الاسلامية كعادتها كشفتهم وأسرت 40 شخص وأرسلتهم مقيدين إلى قريش وأمرهم النبي أن يمروا بهم أمام الأحابيش,وهذا قمة ضبط النفس والدعوة للسلام لكن سلام الأقوياء ودليل أن الهدف الأساسي للنبي خلوا بيني وبين الناس وليس هدفه الاحتكاك مع قريش .
-فكر النبي في إرسال عمر بن الخطاب ليقول لهم أن المسلمين يعرضوا عليكم عمل معاهدة ,لكن عمر بن الخطاب قال : يارسول الله لست الشخص المناسب ,يارسول الله أنا كنت شديد الغلظة عليهم وليس لي عزوة بمكة كعثمان .فقال له النبي: صدقت ياعمر.

سيدنا عمر دائماً متحمس وقوي فهل هذا ضعف منه وخوف أم أنّ هذا منسجم مع شخصيته؟؟؟
لا ,هذا منتهى القوة ومنسجم جداً مع شخصية عمر وجرأته فقد فضّل أن تنجح المهمة على حساب أن يقال عنه جبان من قبل المنافقين .
-وأرسل لهم النبي عثمان وقال :ياعثمان قل لهم أني جئت معتمراً ومعي الهدي وإني أماددهم مدة .وأول ما دخل عليهم سيدنا عثمان استقبلوه بود فهو محبوب عندهم ,وكان وهو يمشي معهم عينيه معلقة بالكعبة فانتبهت قريش على ذلك وقالوا له : اذهب وطف بالكعبة . فقال: ما كان لي أن أطوف قبل أن يطوف رسول الله .فهكذا عندما يكون التلاحم والحب بين الجنود والقادة رفض الطلب أيضاً لأن فيه مجاملة ورشوة .
-وقبل أن يذهب عثمان أمره النبي أن يمر على المسلمين المستضعفين في مكة ويسلم عليهم .
لكن لماذا لم يأمر المسلمين في مكة أن يساعدوهم ضد قريش ويساعدوا عثمان ؟لا,هؤلاء المسلمين في مكة مواطنين وعليهم أن يلتزموا بحقوق المواطنة .
الدرس 135 : رسالة للمسلمين في الغرب ,لا نريد عمليات تفجيرية ,احترموا حقوق المواطنة وتقاليد البلد الذي أنتم فيه مع الاعتزاز بدينكم وعدم الذوبان وكونوا سفراء للاسلام.
-قريش قررت أن تحبس عثمان وتشيع خبر أنها قتلته لتضطر المسلمين للقتال,فيصل خبر قتله للنبي فيقول النبي: من يبايعني على الموت ؟قتل عثمان رسولي ,من يبايعني على نصرة عثمان الآن؟فتقاتل الناس 1400 شخص على مبايعة الرسول كلهم يريد أن يضع يده في يد الرسول .
-الرسول يدعو للسلم ويحاول أن يصالح قريش سلمياً لكن لا يقبل الخيانة أبداً.وتنزل الآية (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ....)
وقال النبي: اللهم إن عثمان قد خرج في حاجتك وحاجة رسولك ,اللهم إني أبايع عن عثمان ووضع النبي يده اليمنى فوق يده وقال : هذه لعثمان. وهذا وفاء من هذا النبي العيم لعثمان ,فأبى إلا أن يأخذ عثمان ثواب هذه البيعة .
-وتأمل في مرونة الصحابة (خرجوا للعمرة -ثم القتال والحرب-ثم قيل لهم سننتظر لا قتال ولا عمرة -ثم المبايعة على الموت ),ومجتمعاتنا الآن ينقصها هذه المرونة وبحاجة لتدريب لنحصل عليها.
-قريش عرفت أن النبي بايع على الموت ,فقررت الصلح وأرسلت سهيل بن عمرو ليتفاوض معهم .يرى النبي سهيل من بعيد فقال : سهيل بن عمرو سهل الله لكم ,إنما أرسلوا هذا الرجل يريدون الصلح.جلس سهيل بن عمرو أمام النبي واعتذر له عن تأخير عثمان وعن 40 شخص الذين أرسلوا بقيادة خالد بن الوليد.وقال له النبي: ماذا تريد ياسهيل ؟ فقال سهيل : شيء واحد ,لا تدخل علينا هذا العام وافعل بعد ذلك بالصلح ماتشاء .نظرة سهيل ضيقة وآنية وهي كحال نظرتنا الآن ولكن رؤية النبي بعيدة ومستقبلية ,فالنبي يريد كلمة واحدة (خلوا بيني وبين الناس).فيقول النبي: نعم ياسهيل .فانصدم بعض الصحابة لأنهم لم يدركوا أن الهدف الكبير خلوا بيني وبين الناس,وإنما كان الهدف بنظرهم العمرة.وهذا عند النبي هدف فرعي .
الدرس6 13: ياشباب اكتب هدفك الكبير وتذكره دائماً حتى لا تضيع بين أهدافك الفرعية والهامشية وتنسى الهدف الكبير .
.قال الصحابة: أستكتب هذا يارسول الله؟ فقال : نعم .فقال النبي : ماذا تريد ياسهيل ؟
قال سهيل : 1- تعود هذا العام فلاتدخل علينا ثم يأتي العام القادم فتدخل 3 أيام فقط.فقال النبي : نعم .وتخيل موقف الصحابة وما حصل لهم .
2-المسلم من قريش الذي يأتيك مؤمناً بك ترده إلينا والمسلم الذي يأتينا من عندك لا نرده إليك .فقال النبي : نعم .
3-هدنة بيننا وبينكم مدتها 10 سنوات ( وبها ينطلق النبي ويدعو العرب ,وهذا اعتراف رسمي من قريش بالمسلمين وأنهم أصبح لديهم وطن ..)
4-أي أحد يريد أن يدخل في حلف النبي فله ذلك ,وأي أحد يريد أن يدخل في حلف قريش فله ذلك (أي أصبح مسموح للعرب أن تدخل في حلف محمد).
-عمرو بن العاص أول ماسمع بهذه الاتفاقية ترك مكة وهاجر وقال : هلكت قريش.
-وبدأوا بكتابة البنود,فقال النبي: اكتب ياعلي بسم الله الرحمن الرحيم .فقال سهيل : انتظر مالرحمن ؟ ومالرحيم ؟ لا نعرف لا الرحمن ولا الرحيم ,اكتب مانعرفه من قبل أنا وأبيك ,اكتب باسمك اللهم .فقال النبي : امحوها ياعلي واكتب باسمك اللهم .
اكتب ياعلي : هذا ماعاهد عليه محمد رسول الله ..فقال سهيل : انتظر ومن قال أنك رسول الله ,اكتب اسمك واسم أبيك ,فقال النبي : نعم ,ووالله إني لرسول الله وإن كذبتموني .امحوها ياعلي .فقال علي : والله لا أمحوها أبداً.فقال النبي : امحوها ياعلي فقد يأتي يوم تكون في مثل هذا الموطن وأنت مضطهد (يتكلم عن الفتنة أيام سيدنا علي ولم يفهم علي المعنى).امحوها ياعلي. فقال علي : والله لا أمحوها أبداً. فقال النبي: أرينيها ياعلي (فالنبي لا يعرف القراءة ولا الكتابة وهذه هي المعجزة أمي يعلم البشرية كلها,من أدّبك يارسول الله؟أدبني ربي فأحسن تأديبي).فمحاها النبي.
والصحابة يتهامسون : أسيكتب هذا!.وفي وسط هذا كله تزداد الفتنة ,فيأتي أبو جندل (ابن سهيل بن عمرو)هارباً من قريش وقد أعلن إسلامه.وأبو جندل يصرخ :يارسول الله , يامعشر المسلمين ,أدركوني سيفتونني في ديني .فقال النبي: نعم تعال.لكن سهيل قال:هذا أول العهد بيني وبينك, والله لو أخذته لا عهد بيني وبينك .فقال النبي: ياسهيل أجزه لي.قال سهيل : لا أجزه لك أبداً .قال النبي: ياسهيل لم نمضي بعد! فقال سهيل :أبداً ,إن أخذته فلاعهد بيني وبينك .فقال النبي: يا أبا جندل اصبر لعل الله يجعل لك وللمستضعفين من المؤمنين فرجاً ومخرجاً.قال أبو جندل:يارسول الله أتتركوني يفتونني في ديني؟.قال :يا أبا جندل بيننا وبين القوم عهد وإننا لا نغدر .سيدنا عمر لم يصبر فقام وجلس بجوار أبو جندل ومعه السيف وهو يقول : إيه ,يا أبا جندل إن الرجل ليقتل أباه في سبيل الله .وأبو جندل صامت.ثم يقول عمر: أضننت بأبيك يا أبو جندل ؟فلم يرد .ثم قال سيدنا عمر:والله لوكان الخطاب حيّاً ووقف هذا الموقف لقتله عمر بن الخطاب.فنظر له أبو جندل وقال : لما لا تقتله أنت ياعمر؟ قال عمر : أنا لا أعصي رسول الله .فقال أبو جندل : وأنا كذلك لا أعصي رسول الله.
-ذهب سيدنا عمر إلى سيدنا أبو بكر فقال له: يا أبا بكر ألسنا على الحق؟قال : بلى .أليسوا على الباطل ؟ بلى . ألسنا المسلمين ؟ أليسوا المشركين ؟أليس هو رسول الله؟ بلى . فلما نعطي الدنية في ديننا؟!.
فقال أبو بكر: يا عمر الزم غرسه ,هو رسول الله والله لن يضيعه.فلم يقتنع فذهب إلى النبي وقال له نفس الكلام,فقال النبي: ياعمر إني رسول الله ولن يضيعني .
-صلح الحديبية يعلمنا أن نركز على الهدف الأساسي ومن الممكن أن نتخلى عن الأهداف المرحلية .
-فسيدنا عمر من وجهة نظره أن الهدف العمرة ,فقال للنبي: ألم تقل لنا أننا سندخل المسجد الحرام ؟ فقال النبي: أوقلت لكم أنه هذا العام ؟.
فمن زواية عمر الهدف العمرة ,لكن الهدف الأساسي للنبي : الرسالة .وتنزل سورة الفتح (إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً).فالله سبحانه وتهالى سمّى الفتح السلمي فتحاً ولم يسمي المعارك فتحاً .وجاء سيدنا عمر للرسول وقال له : أفتح هو ؟.
- النبي قال للصحابة أن يحلقوا رؤسهم ,فلم يقم أحد.فدخل النبي على زوجته أم سلمة وقال لها : هلك الناس. فقالت : يارسول الله هوّن عليك ,اخرج أنت فاحلق أمام الناس فإن رأوك تحلق سيقلدونك يارسول الله.فسمع النبي كلامها وخرج وحلق أمام الناس ,فقام الصحابة يحلقون لبعضهم ويجزون رؤوس بعضهم .فأم سلمة نجّت المسلمين من أن يعصوا أمر النبي. والنبي سمع كلامها وهذا دليل على بطلان الحديث الذي يردده البعض (شاورهنّ وخالفوهنّ).
-قال الصحابة :لم نعرف بعد نظر النبي إلا بعد سنة لأن القبائل بدأت تدخل بالإسلام. فقد أسلم في السنتين بعد الحديبية عدد أكبر من المسلمين من بداية الدعوة وحتى الحديبية .ففي الحديبية كان عدد المسلمين 1400 وبعد الحديبية صار العدد يوم فتح مكة 10000.وقال عمر بن الخطاب : كان أعظم فتح في تاريخ الإسلام ,ووالله لقد أعددت صياماً وقياماً وعتقاً كي يغفر الله لي ماقلته لرسول الله.وقد مدحت سورة الفتح الصحابة لأنهم حتى عندما غضبوا غضبوا لأجل الرسالة ,لكن كانت زاوية رؤيتهم صغيرة (العمرة) لكنهم كانوا يحبون الإسلام .
-يوجد رجل اسمه أبو بصير هرب من مكة وجاء للنبي وقال : يارسول الله أريد أن أبقى معك؟.فقال النبي: بيننا وبينهم عهد فارجع.
والنبي يقول له هذا وإذ برجلين من قريش جاؤوا ليأخذوه .فرجع أبو بصير معهم , وهو في الطريق بدأ يمزح مع الرجلين ويحكي ويتسلى معهم ,ثم قال لأحدهم : سيفك جميل دعني أراه,فأعطاه إياه فقطع به رأسه وهرب الرجل الثاني للنبي يشتكي إليه. فقال النبي: أنا أعطيتكم الرجل . وقال أبو بصير : يارسول الله قد أديت عهدك ولم يعد لي بك شأن وإني سأفعل ما أريد. ذهب أبو بصير إلى ساحل البحر . وقال عنه النبي: ويل أمه (ليس شتم)مسعّر حرب لو كان معه رجال . وقد ذهب إليه كل الضعفاء في مكة وطلع إليه أيضاً أبو جندل وبدأوا يقطعون طريق التجارة لقريش . فلا يسمح لأي قافلة من قريش أن تمر ,فزاد الوضع الاقتصادي لقريش سوءاً.فجاء أبو سفيان للنبي يطلب منه نعديل الاتفاقية (المسلم من قريش تأخذه). فينظر النبي لعمر ويبتسم . فيقول عمر: رأيك دون رأيي يارسول الله . فيرسل النبي كتاب لأبو بصير ويقول له: الحق بي أنت ومن معك .فيصله الكتاب ساعة وفاته ,فوضع الكتاب في صدره ومات......
الدرس الأساسي: ركز على الهدف الأساسي ولا تدع الأهداف المرحلية تضيعك.
..............انتهت بفضل الله................
 

sedra

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

الحلقة الخامسة والعشرون:
عاد النبي إلى مكة بعد عام من صلح الحديبية وفق الاتفاق،وأمر أن لا يتخلف أحد ممن كانوا في صلح الحديبية عن عمرة القضاء حتى يرفع لهم معنوياتهم التي كانت مهزوزة العام الماضي.
ونزل قول الله:{لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلّقين رؤوسكم ومقصّرين}
كان العدد 2000رجل وامرأة،وأخذ النبي معه مئة فارس وسلاح،فقال له أبو بكر:يا رسول الله ألم نعاهدهم أن ندخل دون سلاح،فقال النبي:نعم يا أبا بكر،إني لن أدخلها عليهم بسلاح،ولكنّي أخشى الغدر،فأتيت بالسلاح وسأجعله خارج مكّة.
ونتعلم من موقف النبي أنّ المسلم إنسان ذكي غير ساذج.
وعند الاقتراب من مكة جعل النبي الفرسان في مقدمة الجيش وكأنّه يرسل لهم رسالة:إيّاكم والغدر،فجاءه سهيل بن عمرو وقال:يا محمّد ألم تعاهدنا أن لا تدخل بسلاح،فقال النبي:إنّي لن أدخل بسلاح.
ففهم سهيل ولم يسأل أكثر،وقال:ما عرفناك إلا بالعهد والوفاء.
إنّ النجاح في منطق بعض الناس اليوم لا يكون بدون غدر وكذب ورشوة وخداع،وهاهو أعظم الناجحين في البشرية صلى الله عليه وسلم ما كذب قطّ ولا غدر قطّ،ويشهد له أعداؤه بذلك.
بين المسلمين كان هناك شاعر هو عبد الله بن رواحة،كان ينشد:
خلّوا بنو الكفّار عن سبيله...........خلّوا فكلّ الخير في سبيله
يا ربّي إنّي مؤمن بقيله..............إنّي رأيت الحقّ في قبوله

فغضب عمر بن الخطّاب وقال:ما هذا يا ابن رواحة؟؟شعر بين يدي رسول الله،بلباس الإحرام في يوم دخول مكّة بعد سبع سنوات؟!!
فقال النبي:دعه يا عمر،والله إنّ كلمات ابن رواحة لأوجع في قريش من نطح السهام.
وهذا دليل تقدير النبي للفنّ المحترم والثقافة،بشرط أن يكون محترم يصنع نهضة ويشجّع الشباب،لا فنّ سخيف يفسد الشباب ويضيّع الأخلاق.
تركت قريش مكّة 3أيّام وصعدت إلى الجبال،وشعر الناس بالفضول لمراقبة المسلمين من فوق الجبال ورؤية ماذا يفعلون،فخاف عكرمة بن أبي جهل،وصفوان بن أمية،وأبو سفيان،من أن يتأثر الناس بالمسلمين،فأشاعوا أن المسلمين مصابين بمرض جلدي بالأيدي والأذرع،وأنّهم ضعفاء لا يقوون على الحركة.
وصل الخبر إلى النبي،فقال:رحم الله رجلا أراهم من نفسه قوّة اليوم.
وأمر بأن يكشف الجميع عن الذراع اليمين{لنفي الإصابة بمرض جلدي}،وأن يجري الجميع في أول ثلاثة أشواط من الطواف جريا منتظما خفيفا لا سريعا{لإثبات القوّة}.
وأصبح هذا الأمر سنّة نفعلها إلى يوم القيامة اقتجداء برسول الله.
واهتزّت قريش لذلك،وبعد فتح مكّة كرّر النبي الأمر بالعمرات التالية،فقال عمر:يا رسول الله لسنا بحاجة اليوم لذلك،فقال النبي:يا عمر هذه سنّتي إلى يوم القيامة.
وكأنّه درس من النبي للأمّة:كيف تكون قويّا وعزيزا حتّى وأنت بموقف فيه منتهى الخضوع والذلّ لله،فيعلّمنا أنّ العبادة والقوّة مع أمتي إلى يوم القيامة.
الدرس137:ديننا يجمع بين منتهى الذل والخضوع لله،ومنتهى القوّة والعزّة على أعداء الله.
وفي نهاية الأيام الثلاث قال النبي لهم:هل قبلتم أن أقيم لكم وليمة،سأدعوكم إلى طعام.
نفسية رسول الله هي نفسية المحبّ للنّاس،الذي يسعى لهدايتهم،حتى لو كانوا ألدّ الأعداء،وعلى المسلم المتديّن أن يقتدي برسول الله في ذلك،فلا يكره الناس بسبب معاصيهم،يكره المعصية لا العاصي.
فقال حويطب{أحدهم}: لا حاجة لنا بطعامك،قد انتهت الأيّام الثلاث فاخرج من أرضنا.
فقام سعد بن عبادة وقال للمتكلّم:ليست أرضك ولا أرض أبيك،بل هي أرض رسول الله،لا يخرج منها إلا سالما عزيزا.
فابتسم النبي وقال:يا سعد لا تؤذي من زارنا في ديارنا،هو ما أردتم يا حويطب،عاهدتكم أن أخرج بعد ثلاثة أيّام.
وقال النبي:يا معشر المسلمين لا تغرب الشمس على رجل في مكّة.
وعندما غربت الشمس فعلا لم يكن هناك مسلم واحد في مكّة تنفيذا لأمر رسو ل الله.
وأرسل النبي وهو خارج رسالة إلى خالد بن الوليد مع أخيه الوليد ين الوليد:تأخرّت علينا يا خالد،وهل مثلك يجهل الإسلام وعقلك عقلك؟؟
خالد الذي كان سبب موت حمزة عمّ النبي،حمزة الذي انتحب النبي بالبكاء عليه،ولكن نفسية المسلم هي نفسية المسامح الرحيم،ولولا أن كانت هذه نفسية رسول الله لما أسلمت قريش.
فأرسل الوليد رسالة إلى خالد:يا خالد لم أرى أعجب من تأخرك عن الإسلام وعقلك عقلك،لقد سأل عليك رسول الله،فقال:أين خالد؟لقد تأخرّ علينا،والله لو أتانا لقدّمناه عمّن سواه{لأنّ النبي يعرف ما هي إمكانيات خالد ويعطيه حقّه}.
يقول خالد:فوقع في قلبي أنّ رسول الله سأل عنّي.
لقد لمس النبي قلب خالد،فالإنسان مهما كان،فيه خير،فهو في نهاية نفخة الله سبحانه{ونفخت فيه من روحي}والذكي من يبحث عن هذا الخير في قلوب الناس،ويخاطبه فيه.
يكمل خالد:فبتّ الليلة أفكر،فرأيت رؤيا{هنا جاء توفيق الله} أنّي في أرض ضيّقة أخرج منها إلى أرض خضراء واسعة،وكنت أعرف أنّه لا يوجد موطن واجهت فيه محمّد إلا انتصر فيه،وعرفت أنّه غالب فقرّرت أن أخرج إلى رسول الله،فقلت من آخذ معي؟فمررت بصفوان بن أميّة فقلت:أتخرج معي إلى رسول الله؟؟قال:من؟؟قال خالد:رسول الله،فإنّنا والله غلبنا وما عاد لنا من الأمر شيء.
فأبى عليّ أشدّ الإباء،فقلت:رجل قتل أباه في بدر،فذهبت إلى عكرمة بن أبي جهل فأبى عليّ أشدّ الإباء فقلت: رجل قتل أباه في بدر.
فذهبت إلى عثمان بن طلحة فقلت رجل قتل 4من أخوته في أحد ثم قلت في نفسي، وما عليّ أكلّمه،فقال:والله أفكر فيما تفكر فيه يا خالد أنّي قادم معك.

وفي الطريق قابلا عمرو بن العاص صدفة،وكان عمرو مسبقا في الحبشة حيث خرج إليها لاجئا بعد أن رأى أن الإسلام بدأ ينتصر،فترك مكة لاجئا إلى الحبشة{سبحان الله يخرج إليها اليوم لاجئا وقد خرج إليها مسبقا لإعادة المسلمين}.
قال له النجاشي لما رآه:مرحبا بصاحبي،وخلال وجود عمرو في الحبشة جاء رسول من رسول الله هو عمرو بن أمية إلى النجاشي،فقال عمرو بن العاص:أيها الملك دع لي هذاالرجل،فإنّه رسول رجل عدوّ لي،دعني أقطع عنقه.
فغضب النجاشي وقال:أتقتل رسول رسول الله؟؟،فقال عمرو:أيها الملك أهو رسول الله؟؟؟فقال:نعم وإني والله على دينه،يا عمرو أطعني وأتبعه،يا عمرو أتبايعني على الإسلام،فرضي عمرو بذلك وبايعه.
وهؤلاء الثلاث:خالد وعثمان وعمرو الآن يتجهون إلى المدينة لمقابلة النبي وإعلان إسلامهم،فما فرح أهل المدينة بشيء بعد دخول رسول الله إلى المدينة كفرحهم بإسلام هؤلاء الثلاث.فقال النبي:هذه مكّة ألقت إليكم بفلذات أكبادها.
دخل خالد وسلّم على النبي،فابتسم النبي وقال:اجلس يا خالد،ونطق خالد بالشهادة،فقال النبي:اللهم اغفر لخالد كل ما مضى.
وجاء عمرو فقال:ابسط يدك لأبايعك يا رسول الله،فبسط النبي يده،فقبض عمرو يده وقال:لي شرط،أن يغفر لي كل ما مضى،فقال النبي:أما تعلم أنّ الإسلام يجبّ ما قبله.
وأسلم الثلاثة خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.
....................تتبع بإذن الله....................
 

ملائكة الحب

مُديّرْ المُنتَدىَ
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

اللهم صلي على سيدنا محمد و ال سيدنا محمد
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
 

عصفورة حزينة

كاتب جيد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

اللهم صلي وسلم على حبيبنا ونبينا سيدنا محمد بعدد حسنات سيدنا محمد
 

نسمة غرام

كاتب محترف
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

اكثر من رائع غاليتي
الله يجيزك كل خير
يسلموو هالديات
لروحك عبير الورد
92124.gif
 

saysay

كاتب جديد
رد: واعلموا أن فيكم رسول الله

اللّهم صلّ على محمد صلى الله عليه وسلم
 

مواضيع مماثلة

أعلى