تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

حينما نفقد الهدف ..



د. عبد الكريم بكار


هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، فكل ساعة تمر علينا هي فرصة لا تعوّض بالنسبة إلى كل واحد منا، وإن الطريق أمامنا إلى حيث الراحة الأبدية طريق طويل وشاق؛ إذ "حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات"[1].




كما أن الطريق إلى المعالي في هذه الدنيا ليس مفروشًا بالسجاد الأحمر، ومن ثم فإن من المهم جدًّا أن نفكر جيدًا في المصير الذي سنئول إليه.




إن العمل من أجل المستقبل الدنيوي والأخروي سيظل ضعيفًا ما لم نجعل لأنفسنا أهدافًا واضحة، ونقوم بالعمل من أجلها على نحو صارم وجاد، وقد ثبت مما لا يحصى من التجارب والمشاهدات أن الوقت سوف يتفلت من بين أيدينا، ويضيع سدى ما لم نضغط عليه بآمال وأهداف مستقبلية.




قد صرنا نتندر على أنفسنا في المجالس حين نتحدث عن إنتاجية الموظف العربي، وعن المواعيد العربية، وعن عدد الكتب التي يقرؤها العربي في السنة... إن الأرقام الدالة على كل ذلك تدعو إلى الأسى والخجل!!




إن العمل الجاد يجعل الواحد منا يشعر بالامتلاء الروحي، وإن البطالة هي أكبر مصدر للشعور بالتفاهة والإحساس بالفراغ الروحي والفكري. نحن نحتاج على صعيد رسم أهدافنا إلى أن يكون لنا الآتي:





1- أهداف بعيدة المدى قد يستغرق الوصول إليها ما بين عشر إلى خمس عشرة سنة.



2- أهداف سنوية يكون إنجازها عبارة عن خطوات على الطريق في اتجاه الوصول إلى الأهداف البعيدة.



3- هدف أو أهداف أسبوعية تصب في الأهداف السنوية، وتساعدنا على ضبط إيقاع حركتنا اليومية.


إذا لم يكن لدينا أهداف واضحة ومبرمجة، فإننا نكون قد أسلسنا قيادنا للآخرين كي يتحكموا بنا، وحينئذٍ سنجد أن حياتنا قد امتلأت بالأنشطة غير المهمة وغير المثمرة.




من المهم أن تكون أهدافنا مشروعة ومتصلة على نحو ما بالفوز برضوان الله -تعالى- وأن تكون ملائمة؛ حيث إن بعض الناس يضعون لأنفسهم أهدافًا متواضعة، لا تتحداهم ولا تستنفر طاقاتهم الكامنة، ومن ثم فإن ما يحصلون عليه في النهاية قليل قليل.




ومن الناس من يرسم لنفسه أهدافاًً كبيرة جدًّا، فيشعر حيالها بالعجز والانكسار، وتصبح مصدرًا لشعوره بالشقاء، وكثيرًا ما يتوقف هؤلاء عن العمل حين يسيطر عليهم الشعور باليأس.. الهدف الجيد هو هدف يتحدى، ولا يعجز، ولنتذكر دائمًا قول نبينا : "نعمتان مغبون -أي مغلوب- فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ"[2].




وإن كثيرًا من عظماء العالم لم يصبحوا عظماء إلا لأنهم وجدوا الوقت الذي يقدمون فيه ما قدموه، وإن كثيرًا من الشباب فسدوا بسبب الفراغ الذي لم يجدوا من يساعدهم على الاستفادة منه.
 

رتيل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

معلومات راقت لي وتروق للجميع

وإبدعات فاقت التصور

حقاً إنتي شخصية نادره في المنتدي

جزاك الله الجنه

ننتظر القادم والاروع
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

التحدث الى الذات

هل شاهدت شخصا يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع وهو يسير ويحرك يديه ويتمتم وقد يسب ويلعن . عفوا نحن لا نريد أن نفعل مثله .
أو هل حصل وان دار جدال عنيف بينك وبين شخص ما وبعد أن ذهب عنك الشخص ، دار شريط الجدال في ذهنك مرة اخرى فأخذت تتصور الجدال مرة اخرى وأخذت تبدل الكلمات والمفردات مكان الاخرى وتقول لنفسك لماذا لم اقل كذا أو كذا ...
وهل حصل وانت تحضر محاضرة أو خطبة تحدثت الى نفسك وقلت . أنا لا أستطيع أن اخطب مثل هذا أو كيف أقف أمام كل هؤلاء الناس , أو تقول أنا مستحيل أقف أمام الناس لأخطب أو أحاضر .
ان كل تلك الاحاديث والخطابات مع النفس والذات تكسب الانسان برمجة سلبية قد تؤدي في النهاية الى افعال وخيمه .
ولحسن الحظ فانت وأنا وأي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات وفي استطاعتنا تغير أي برمجة سلبية لاحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة .

ويقول أحد علماء الهندسة النفسية : " في استطاعتنا في كل لحظة تغير ماضينا ومستقبلنا وذلك باعادة برمجة حاضرنا . "
اذاً من هذه اللحظة لابد ان نراقب وننتبه الى النداءات الداخلية التي تحدث بها نفسك .


وقد قيل :

راقب أفكارك لانها ستصبح أفعالا
راقب أفعالك لانها ستصبح عادات .
راقب عادتك لانها ستصبح طباعا ..
راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك ..


وأريد ان أوضح بعض الحقائق العلمية نحو عقل الانسان ونركز خاصة على العقل الباطن .
ان العقل الباطن لا يعقل الاشياء مثل العقل الواعي فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها . فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا العقل لمدة طويله ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف … أنا خجول أنا خجول … أنا عصبي المزاج , أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة , أنا لا استطيع ترك التدخين …. وهكذا فان مثل هذه الرسائل ستترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا يمكن تغيرها , ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية .

وحقيقة أخرى هي أن للعقل الباطن تصرفات غريبة لابد أن ننتبه لها . فمثلا لو قلت لك هذه الجملة :" لا تفكر في حصان اسود " ,, هل يمكنك ان تقوم بذلك وتمنع عقلك من التفكير . بالطبع لا فانت غالبا قد قمت بالتفكير في شكل حصان اسود لماذا ؟ ؟ .
إن عقلك قد قام بالغاء كلمة لا واحتفظ بباقي العبارة وهي : فكر في حصان اسود . اذا هل ممكن ان نستغل مثل هذه التصرفات الغريبة للعقل .



دعونا الآن نقدم لكم خلاصة القول وندع الدكتور ابراهيم الفقي يقول لنا كما ذكره في كتابه قوة التحكم في الذات القواعد والبرنامج العملي للبرمجة الايجابية للذات :

يقول :

والآن إليك القواعد الخمس لبرمجة عقلك الباطن :

يجب أن تكون رسالتك واضحة ومحددة .
يجب أن تكون رسالتك إيجابية (مثل أنا قوي . أنا سليم أنا أستطيع الامتناع عن … .)
يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر .( مثال لاتقول أنا سوف أكون قوى بل قل أنا قوي ).
يجب أن يصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها .
يجب أن يكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما



 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

كيف تفهم ما في نفوس الآخرين وأنت صامت ؟


سبع اشارات تعلمك لغه الجسد فهل تتقنها ؟


تمنحك هذه السطور واحدا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من أمامك

1- ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة ،

فإذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توا شيئا أسعده ، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فالعكس هو الذي حدث ، وإذا ضاقت عيناه ربما يدل على أنك حدثته بشئ لا يصدقه وإذا اتجهت عينه إلى أعلى جهة اليمين فأنه ينشء صورة خيالية مستقبلية وأذا اتجه بعينه إلى أعلى اليسار فإنه يتذكر شيئا من الماضي له علاقة بالواقع الذي هو فيه وإذا نظر إلى أسفل فإنه يتحدث معأ حاسيسه وذاته حديثا خاصا ويشاور نفسه في موضوع ما



2- الحواجب :

إذا رفع المرء حاجبا واحدا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه لا يصدقه أو يراه مستحيلا ، أما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة .
أما إذا قطب بين حاجبيه مع ابتسامة خفيفة فإنه يتعجب منك ولكنه لا يريد أن يكذبك واذا تكرر تحريك الحواجب فإنه مبهور ومتعجب من الكلام
وموجات كلامك تدخل على دماغه بأكثر من شكل



3- الأنف والأذنان :


فإذا حك أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحباإياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل انه لا يعلم مطلقا ما تريد منه أن يفعله .
ووضع اليد أسف الأنف فوق الشفة العلية دليل أنه يخفي عنك شيئا ويخاف أن يظهر منه



4- جبين الشخص :


فإذا قطب جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته توا ،
أما إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك
.


5- الأكتاف :


فعندما يهز الشخص كتفه فيعني انه لا يبالي بما تقول .



6- الأصابع :


نقر الشخص بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إلى العصبية أو عدم الصبر



7- وعندما يربت الشخص بذراعيه على صدره :


فهذا يعني أن هذا الشخص يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف بالفعل منك .




هذه الإشارات السبع تعطيك فكرة عن لغة الجسد ككل وكيف يمكن استخدامها ليس فقط في إبراز قوة شخصيتك
ولكن التعرف فيما يفكر الآخرون بالرغم من محاولاتهم إخفاء ذلك.
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

اختبار قياس جاذبيتك بين الناس

الان ستعرف مدى جاذبيتك بين الناس من خلال هذا الاختبار السهل والشيق في نفس الوقت
, ولكن يجب عليك ان تكون صريحا لكي تظهر لك النتيجة الحقيقية وليست المزيفة ..



الاختبار مكون من خمسة اسئلة ولكل سؤال عدد من الدرجات بجواره ،
بعد الانتهاء من الاجابة على الاسئلة احسب مجموع الدرجات ثم تعرف ...
على جاذبيتك في النتيجة بالاسفل ...



ـ بماذا تشعر إذا لاحظت أن أنظار الكثيرين مركزة عليك؟؟
- ببعض الحرج (نقطة واحدة)
- بطرافة الموقف (نقطتان)
- بلذة وسعادة (ثلاث نقط )


ـ هل تلبس عادة ما يلفت الأنظار ؟؟
- نعم دائما (ثلاث نقط)
- في مناسبات معينة فقط (نقطة واحدة)
- أبداً (نقطتان)



ـ حينما تكون في مكان عام هل تتقيد بالتحدث تتحدث بصوت منخفض ؟؟
- نعم .. وأحيانا أضطر لأن أكرر كلامي ليسمع ( نقطة واحدة)
- لا .. لماذا يجب أن نتكلم بصوت منخفض ( ثلاث نقط)
- نادرا (نقطتان)



ـ هل تدرك أحيانا أنك محط اهتمام الناس وتحت مراقبتهم ؟؟
- نعم أحيانا (ثلاث نقط)
- أبدا (نقطتان)
- نادرا ما ألا حظ هذا ( نقطة واحدة)



ـ بماذا تشعر عادة حينما تكون وحيدا ؟؟
- بالوحدة الثقيلة (نقطة واحدة)
- الهدوء والراحة (ثلاث نقط)
- الحرية (نقطتان)



النتيجة :

- هل حسبت مجموع النقاط التي حصلت عليها من إجاباتك على الاسئلة


- اقرأ إذن دلالة مجموعك :-






( 5 أو 6 نقاط )

- تدل نتائج الاختبار أنك تمر بمرحلة جاذبيتك فيها ضحلة
ضعيفة لكنها ستتغير فالجاذبية ارتفاعات وانخفاضات ... المهم هو إلا تعمل على تنفير الناس منك


( 7 نقاط و 8 نقاط )

- أنت عاطفي جدا... تحتاج إلى ملا نهاية له من الحنان لكن غير راض تماما لأنك تشعر
أنه ليس عندك إمكانية إبراز مواهبك ومناياك .. ثابر ولا تستسلم ولا تتشاءم وتيأس

( 9 إلى 11 نقطة )

- بالنسبة لك الواقع شدي الجدية ويتطلب التزاما كاملا ...
أعط اهتماما كبيرا لمظهرك ... وعلاقاتك بالناس وتعلم أن تحسن استغلال الفرص ومواهبك


( 12 إلى 13 نقطة )

- عندك جاذبية جسمانية وروحية أيضا .. غامضة غير واضحة المعالم الخطر
الوحيد هو إن تبخس تقييم نفسك ولا تقدر بحق مدى جاذبيتك للناس


(من14الى15)

- جاذبيتك قوية .. وأنت حر من المخاوف والعقد ... تستطيع أن تؤثر على الآخرين
وأن تجذبهم إليك بحرية تامة .. الخوف الوحيد هو أن تبدو غير مقنع تماما
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

مهارات التفكير


مفهوم التفكير :
عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ، وهو مفهوم مجرد ينطوي على نشاطات غير مرئية وغير ملموسة ، وما نلاحظه ، أو نلمسه هو في الواقع نواتج فعل التفكير سواء أكانت بصورة مكتوبة ، أم منطوقة ، أو حركية ، أم مرئية .
ويهمنا في هذا المجال معرفة نوعين من أنواع التفكير هما : التفكير التفريقي ، التفكير التجميعي .
1 ـ التفكير التفريقي ( divergent thinking ) :
يرتبط هذا النوع بنتيجة المعلومات وتطويرها وتحسنها للوصول إلى معلومات وأفكار ونواتج جديدة من خلال المعلومات المتاحة ، ويكون التأكيد هنا على نوعية الناتج وأصالته ، ويعني أن الفرد يمكن ألا يصل إلى إجابة واحدة صحيحة ، لأنه ينطلق في تفكيره وراء إجابات متعددة ، وهذا النوع يقابل عمليات التفكير الإبداعي .
2 ـ التفكير التجميعي ( convergent thinking ) :
يحدث هذا النوع من التفكير عندما يتم تنمية وإصدار معلومات جديدة من معلومات متاحة سبق الوصول إليها ، ومتفق عليها ، وينتج عن ذلك إجابة صحيحة واحدة لما يفكر فيه الفرد ، وهو والحالة هذه في تفكير تجميعي مجدد ، ويقابل هذه العملية التفكير الناقد .
مهارات التفكير :
1 ـ الملاحظة : مهارة جمع البيانات والمعلومات عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ، وهي عملية تفكير تتضمن المشاهدة والمراقبة والإدراك ، وتقترن عادة بسبب قوي ، أو هدف يستدعي تركيز الانتباه ودقة الملاحظة .
2 ـ التصنيف : ويقصد بها تصنيف المعلومات وتنظيمها وتقويمها ، وهي مهارة أساسية لبناء الإطار المرجعي المعرفي للفرد ، وعندما نصنف الأشياء فإننا نضعها في مجموعات وفق نظام معين في أذهاننا ، كالتصنيف حسب اللون ، أو الحجم ، أو الشكل ، أو الترتيب التصاعدي ، أو التنازلي وغيرها .
3 ـ المقارنة : وتعني المقارنة بين الأشياء والأفكار والأحداث وفق أوجه الشبه وأوجه الاختلاف، والبحث عن نقاط الاتفاق ، ونقاط الاختلاف ، ورؤية ما هو موجود في أحدهما ، ومفقود في الآخر .
وتتميز أسئلة المقارنة بخصائص أهمها :
1 ـ المقارنة :
أ ـ المقارنة المفتوحة : نحو : قارن بين الدراجة الهوائية ، والدراجة النارية .
ب ـ المقارنة المغلقة : نحو : قارن بين المملكة العربية السعودية والسودان من حيث المناخ ، والمساحة ، وعدد السكان ، والمواد الطبيعية .
2 ـ تدرج أسئلة المقارنة من حيث مستوى الصعوبة ، والاتساع حسب مستوى الطلبة العمري والمعرفي .
3 ـ تصلح أسئلة المقارنة لتناول الأشياء المحسوسة ، والأشياء المجردة :
مثال : قارن بين ملعب كرة القدم ، وملعب كرة اليد .
ومثال : قارن بين مفهومي الأمانة والإخلاص .
4 ـ تستخدم أسئلة المقارنة في جميع المواد الدراسية .
4 ـ التفسير : عملية عقلية غرضها إضفاء معنى على خبراتنا الحياتية ، أو استخلاص معنى منها . ونحن عندما نقدم تفسيرا لخبرة ما إنما نقوم بشرح المعنى الذي أوحت به إلينا .
5 ـ تنظيم المعلومات : وهي مساعدة الطلبة على تنمية مهاراتهم في البحث عن المعلومات ، وتجميعها ، ومن ثم تنظيمها ، لأن ما يتلقاه الطالب من المعلم والكتاب الدراسي لا يعدوان في حقيقة الأمر سوى مصدرين متواضعين للمعلومات ، وإذا لم بنم الطالب معارفه عن طريق القراءة والاطلاع الدائم فإن النتيجة الأكيدة هي محدودية الفائدة منها كمصدرين للمعلومات .
6 ـ التلخيص : وهو مهارة التوصل إلى الأفكار العامة ، أو الرئيسة والتعبير عنها بإيجاز ووضوح ، وهي عملية تنطوي على قراءة ما بين السطور ، وتجريد وتنقيح وربط النقاط البارزة . إنها عملية تعاد فيها صياغة الفكرة ، أو الأفكار الرئيسة التي تشكل جوهر الموضوع .
7 ـ التطبيق : يعني استخدام المفاهيم والقوانين والحقائق والنظريات التي سبق أن تعلمها الطالب لحل مشكلة تعرض له في موقف جديد . ويعد التطبيق هدفا تربويا مهما لأنه يرقى بالمتعلم إلى مستوى توظيف المعلومة في التعامل مع مواقف ومشكلات جديدة .
والهدف العام من النشاطات التعليمية التي تستدعي التطبيق هو فحص قدرة الطالب على استخدام الحقائق التي تعلمها في مواقف جديدة له .
8 ـ الترتيب : ويقصد به وضع المفاهيم ، أو الأشياء أو الأحداث التي ترتبط في ما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقا لمعيار معين .
ويجدر الانتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة الأولى ، فهناك الكثير من المفاهيم والأشياء التي تجمعها علاقة ، أو خاصية ما ، ولكن الفروق في درجة الخاصية ، أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي يصعب معه ترتيبها وفق هذه الخاصية .
منطلقات في تعليم التفكير :
1 ـ ليس بوسعك أن تعلم الناس التفكير ، وكل ما تستطيع عمله هو أن تعلمهم أموراً يفكرون فيها .
2 ـ التفكير مزاولة طبيعية للذكاء الفطري .
3 ـ أن تزايد فعالية التفكير تنشأ عن تزايد في المعرفة وطلاقة لسان أبلغ .
أمثلة على مواقف الطالب كمفكر :
1 ـ التفكير دورة عملياتية :
ويتحقق التدرب على التفكير باستخدام الدورة العملياتية ، وتتضمن هذه الدورة ثلاث حلقات هي الاستكشاف ، والابتداع ، والاكتشاف ، وتمثل الدورة بالشكل الآتي :
ويمكن توضيح عمليات الدورة بالصورة الآتية :
1 ـ الاستكشاف : وهي العملية التي يسبر بها الطالب ميدان خبرة جديدة عليه ، فيجتمع لديه مخزون من الأفكار نتيجة حيويته ونشاطه ومشاهداته واستدلالاته التي تبنى عليها عملية الاستكشاف .
2 ـ الابتداع : هي العملية التي يطلق فيها يطلق الطالب الأسماء ، والألفاظ ، والمفاهيم على الخبرات ، والمواقف ، والأحداث التي تمت في مرحلة الاستكشاف .
3 ـ الاكتشاف : توسيع وتفصيل المفهوم الذي تم ابتداعه وتوظيفه بصورة جيدة مما يؤدي إلى توليد مفاهيم جديدة .

 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

التفكير الناقد

التفكير الناقد :
التعريف الإجرائي للتفكير الناقد هو " تفكير تأملي معقول يركز على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه " ، وهو فحص وتقويم الحلول المعروضة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء .
ويتضمن التفكير الناقد القابليات والقدرات الآتية :
أ ـ القابليات ، تعني أن :
1 ـ يبحث عن صيغة واضحة لموضوع السؤال .
2 ـ يبحث عن الأسباب .
3 ـ تصل إليه المعلومات الضرورية .
4 ـ يستخدم مصادر هامة ويذكرها .
5 ـ يحاول أن يكون ملتصقاً بالنقطة الرئيسية .
6 ـ يأخذ بعين الاعتبار الموقف بكامله .
7 ـ يحتفظ في ذهنه بالقضية الأساسية .
8 ـ يبحث عن بدائل .
9 ـ يحاول أن يكون متفتح الذهن على النحو التالي :
أ ـ يهتم بوجهات النظر الأخرى غير وجهة نظره ( تفكير حواري ) .
ب ـ يتجنب إصدار الحكم عندما تكون الأدلة والأسباب غير كافية .
10 ـ يأخذ موقفاً ( ويغير الموقف ) عندما تكون الأدلة والأسباب كافية لعمل ذلك .
11 ـ يبحث عن الدقة عندما يسمح الموضوع بذلك .
12 ـ يسير بطريقة منتظمة في معالجة الأجزاء ضمن المشكلة المعقدة ككل .
13 ـ حساس تجاه مشاعر ، ومستوى المعرفة ، ودرجة حكمة الآخرين .
14 ـ يستخدم قدرات التفكير النقدي .

ب ـ القدرات :
توضيح ابتدائي للآتي :
1 ـ التركيز على السؤال :
أ ـ تحديد وصياغة السؤال .
ب ـ تحديد وصياغة المعيار للحكم على الأسئلة المحتملة .
ج ـ الاحتفاظ بالموقف في الذهن .
2 ـ تحليل المناقشة في الموضوع :
أ ـ تحديد الاستنتاجات .
ب ـ تحديد الأسباب المصوغة .
ج ـ تحديد الأسباب غير المصوغة .
د ـ ملاحظة الفروق والتشابهات .
هـ ـ تحديد ومعالجة المواضيع غير المرتبطة .
و ـ ملاحظة ورؤية بناء المناقشة .
ز ـ التلخيص .
3 ـ طرح السؤال والإجابة عنه لتوضيحه ، أو تحديه مثل :
أ ـ لماذا ؟
ب ـ ما الفكرة الأساسية ؟
ج ـ ما الذي تقصده بـ ؟
د ـ ما الذي لن يمثله ؟
هـ ـ كيف يمكن تطبيق ذلك في هذه الحالة ؟
و ـ ما الفروق التي أحدثها ؟
ز ـ ما هي الحقائق ؟
ح ـ أ هذا الذي تقوله : . . . . . . . . . ؟
ط ـ هل يمكن أن تتحدث عن ذلك أكثر ؟
وقد تعددت تعاريف التفكير الناقد ، إذ يعرف بأنه " عملية استخدام قواعد الاستدلال المنطقي وتجنب الأخطاء الشائعة في الحكم " .
وعرفه باحث بأنه التفكير " الذي يعتمد على التحليل والفرز والاختيار والاختبار لما لدى الفرد من معلومات بهدف التمييز بين الأفكار السليمة والخاطئة " .
ويفترض أحد العلماء أن التفكير يتضمن ثلاثة جوانب ، هي :
أ ـ الحاجة إلى أدلة وشواهد تدعم الآراء والنتائج قبل الحكم عليها .
ب ـ تحديد أساليب البحث المنطقي التي تسهم في تحديد قيم ، ووزن الأنواع المختلفة من الأدلة .
ج ـ مهارة استخدام كل الاتجاهات والمهارات السابقة .

الصفات العملية الإجرائية للتفكير الناقد هي :
1 ـ معرفة الافتراضات .
2 ـ التفسير .
3 ـ تقويم المناقشات .
4 ـ الاستنباط .
5 ـ الاستنتاج .
يأتي التفكير الناقد في قمة هرم بلوم ، وهو أرقى أنواع التفكير ، ويكون من وجهة نظر بلوم القدرة على عملية إصدار حكم وفق معايير محددة .
ويمكن تحديد الخطوات التي يمكن أن يسير بها المتعلم لكي تحقق لديه مهارات التفكير الناقد على النحو التالي :
1 ـ جمع سلسة من الدراسات والأبحاث والمعلومات والوقائع المتصلة بموضوع الدراسة .
2 ـ استعراض الآراء المختلفة المتصلة بالموضوع .
3 ـ مناقشة الآراء المختلفة لتحديد الصحيح منها وغير الصحيح .
4 ـ تمييز نواحي القوة ونواحي الضعف في الآراء المتعارضة .
5 ـ تقييم الآراء بطريقة موضوعية بعيدة عن التحيز والذاتية .
6 ـ البرهنة وتقديم الحجة على صحة الرأي الذي تتم الموافقة عليه .
7 ـ الرجوع إلى مزيد من المعلومات إذا ما استدعى البرهان والحجة ذلك .
ويتطلب هذا النوع من التفكير القدرات التالية :
ـ الدقة في ملاحظة الوقائع والأحداث .
ـ تقييم موضوعي للموضوعات والقضايا .
ـ توافر الموضوعية لدى الفرد والبعد عن العوامل الشخصية .
ـ وحتى يمكن تنمية هذا النوع من التفكير ، فإن ذلك يتطلب مراعاة عدد من العوامل المتصلة ، وهي :
1 ـ النقد العلمي ، وعدم الانقياد للآراء الشائعة التي يتناقله الناس .
2 ـ البعد عن النظر إلى الأمور من وجهة النظر الخاصة والتعصب لها .
3 ـ البعد عن أخذ وجهات النظر المتطرفة .
4 ـ عدم القفز إلى النتائج .
5 ـ التمسك بالمعاني الموضوعية ، وعدم الانقياد لمعان عاطفية .

مهارات التفكير الناقد :
1 ـ القدرة على تحديد المشكلات والمسائل المركزية .
2 ـ تمييز أوجه الشبه وأوجه الاختلاف .
3 ـ تحديد المعلومات المتعلقة بالموضوع .
4 ـ صياغة الأسئلة التي تسهم في فهم أعمق للمشكلة .
5 ـ القدرة على تقديم معيار للحكم على نوعية الملاحظات والاستنتاجات .
6 ـ القدرة على تحديد ما إذا كانت العبارات أو الرموز الموجودة مرتبطة معاً ومع السياق العام .
7 ـ القدرة على تحديد القضايا البديهية والأفكار التي لم تظهر بصراحة في البرهان والدليل .
8 ـ تمييز الصيغ المتكررة .
9 ـ القدرة على تحديد موثوقية المصادر .
10 ـ تمييز الاتجاهات والتصورات المختلفة لوضع معين .
11 ـ تحديد قدرة البيانات وكفايتها ونوعيتها في معالجة الموضوع .
12 ـ التنبؤ بالنتائج الممكنة أو المحتملة ، من حدث أو مجموعة من الأحداث
.
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الخطوات التمهيدية للتفكير الناقد :



ـ قراءة النص واستيعابه وتمثله .
ـ تحديد الأفكار الأساسية .
ـ تحديد المفاهيم المفتاحية .
ـ صياغة محتوى النص ومضمونه في جملة خبرية .
ـ إبقاء الجملة الخبرية على شاشة الذهن ( أنا أفكر بـ . . . ) .
ـ اعتبار مجموعة الأفكار المتضمنة في النص .
ـ تنظيم المعلومات بطريقة متسلسلة ومنطقية .
ـ تقويم المعلومات المنظمة والمتسلسلة المنطقية .

أولاً : الإجراءات التمهيدية للتفكير الناقد :
إن تدريب الطلبة على ممارسة التفكير الناقد في الخبرات التي يواجهونها سواء كانت تعلمية تعليمية أو حياتية ، تستدعي أن يدرب الطلبة على ممارسة مهارات بسيطة تمهيدية حتى يتحقق لديهم الاستعداد لممارسة التفكير الناقد أو التدرب عليه .
ويتم تعلم الطلبة مهارات التفكير الناقد وفق المواد الدراسية الصفية التي يتفاعل معها الطلبة وفق منهاج مقرر .
إن تدريب الطلبة على ممارسة التفكير الناقد وفق وسط محدد ومنظم ومسلسل له عدد من المزايا :
1 ـ يزيد من استعداد الطلبة على ممارسة التفكير الناقد .
2 ـ يزيد من فاعلية أدوار المعلمين في الموقف الصفي .
3 ـ يتيح أمام المعلم الفرصة لممارسة دور أكثر فاعلية وأكثر أهمية من دور العارف والخبير .
4 ـ يزيد من إقبال الطلبة على التعلم الصفي والمواقف والخبرات الصفية المختلفة .
5 ـ يحبب الطلبة بالجو الصفي الذي سيسوده جو من الأمن والديمقراطية والتسامح والتقبل .
6 ـ يزيد من حيوية الطلبة في تنظيم الخبرات التي يواجهونها ، ويتيح أمامهم فرص اختبارها والتفاعل بطريقة آمنة تحت إشراف المعلم وتوجيهه .
7 ـ يدرب الطلبة على ممارسة مواقف قيمة يمكن نقلها إلى مواقف الحياة المختلفة .
8 ـ يسهم في إعداد الطلبة للحياة ، ويتيح أمامهم فرصة ممارسة الحياة بأقل قدر من الأخطاء .

ويمكن تنفيذ الإجراءات التمهيدية وفق المخطط الآتي :
بعد تدريب الطالب على إنجاز الخطوات الممهدة لممارسة التفكير الناقد يمكن إعداد خطة منظمة للتدريب على التفكير الناقد ، وقد كان مبرر ذلك أن مهارة التفكير الناقد تتطلب جهداً ذهنياً فاعلاً ، بالإضافة إلى توفر بنية معرفية لذلك ، ويمكن تحديد الخطوات كالآتي :
1 ـ صياغة الفكرة التي طورها المتعلم بعد مروره في الخطوات التمهيدية .
2 ـ ملاحظة العناصر المختلفة المتضمنة في النص .
3 ـ تحديد العناصر اللازمة وغير اللازمة وفق معايير مصاغة .
4 ـ طرح أسئلة تحاكم العناصر اللازمة .
5 ـ ربط العناصر بروابط وعلاقات .
6 ـ وضع الأفكار المتضمنة على صورة تعميمات في جمل خبرية .
7 ـ وضع الأفكار في وحدات .

ثانياً : الإجراءات التدريبية على مهارة التفكير الناقد :
حتى تتحقق لدى المعلم قدرة ممارسة التفكير الناقد فإنه ينبغي أن تحقق لديه القدرات التي تم التدرب عليها في الخطوات التمهيدية باستخدام نص محدد .
وحتى تتوافر الاستعدادات لممارسة التفكير الناقد لدى الطلبة فلا بد من تهيئة الظروف التدريبية والخبرات المناسبة التي تجعلهم يتفاعلون معها مرات متعددة لتطوير المهارات اللازمة للتفكير الناقد .
لذلك يتوقع من المعلم كمدرب ، وكخبير في تدريب الطلبة على ممارسة مهارة التفكير الناقد أن تكون لديه مهارات التدريب ، وأن يكون كفياً في تحقيقها ، وأن يكون قادراً على ممارسة مهارات التفكير أمام طلبته ، وعكس نماذج تفكيرية ناقدة واضحة ، يستطيع الطلبة بمشاهدتها تمثّل الفكرة المتضمنة في المهارة التي يراد نمذجتها .

وإلى جانب ما سبق ينبغي على المعلم أن يتمتع بالسلوكيات التالية :
1 ـ يستمع للطلبة وتقبل أفكارهم .
2 ـ لا يحتكر وقت الحصة .
3 ـ يحترم التنوع والاختلاف في مستويات تفكير الطلبة .
4 ـ لا يصدر أحكاما ذاتية .
5 ـ يطرح أسئلة مفتوحة تحتمل أكثر من إجابة .
6 ـ ينتظر قليلا بعد توجيه السؤال .
7 ـ ينادي الطلبة بأسمائهم .
8 ـ لا يعيب الطلبة ، ولا يعلق عليهم بألفاظ محبطة للتفكير .
9 ـ يستخدم العبارات والأسئلة الحاثة على التفكير .
10 ـ يهيئ فرصا للطلبة كي يفكروا بصوت عال لشرح أفكارهم .
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تطبيق إجرائي لتعليم مهارات التفكير(ربما يستفيد منه الاخوة المدرسين والمدرسات).




المادة : حديث شريف :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " ،
الموضوع : شعب الإيمان

الأهداف :
بعد استعراض موضوع الدرس يتوقع أن يحقق الطلاب الأهداف التالية :
1 ـ أن يلاحظوا أن موضوع الدرس : هو حديث شريف .
2 ـ أن يقرؤوا الحديث قراءة فاهمة .
3 ـ أن يستخرجوا ما فيه من أفكار عامة .
4 ـ أن يذكروا اسم راوي الحديث ، ويترجوا له .
5 ـ أن يلاحظوا ما يستدل من الحديث .
6 ـ أن يصنفوا الكلمات والفوائد التي أرشد لها الحديث .
7 ـ أن يتنبأ الطلاب ما يمكن أن يستدل من الحديث .
8 ـ أن يذكروا الفرضيات التي يمكن التوصل إليها .
9 ـ أن يوضحوا ما يمكن أن يترتب على الفرضيات التي توصلوا إليها .
10 ـ أن يفسروا معاني الكلمات الصعبة ويستجلوا غموضها .
11 ـ أن يلاحظوا التعريف الإجرائي للحديث ويبحثوا عن مرادف .
12 ـ أن يذكروا الكم العددي لشخصيات الحديث .
13 ـ أن يوضحوا العلاقات الزمانية والمكانية له .
الوسائل وتقنيات التعليم :
الكتاب ـ السبورة ـ العاكس الرأسي ، أو جهاز الحاسب الآلي .
الأساليب والإجراءات :
التمهيد :
طرح بعض الأسئلة المثيرة للتفكير ، لتحفيز الطلبة للدرس ، ومعرفة مدى خبراتهم المعرفية السابقة حول الموضوع بشكل عام .
س ـ درست في السنوات السابقة شيئا عن الإيمان ، اذكر حديثا حول هذا الموضوع .
س ـ ورد ذكر الإيمان في آيات متعددة من القرآن الكريم ، اذكر بعضها .
س ـ ما الفرق بين المفاهيم الآتية :
الأيمان ، الإحسان ـ الإسلام .
العرض :
1 ـ أعرض نص الحديث عبر الوسيلة المختارة :
شعب الإيمان
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " .
2 ـ يطلب المعلم من طلبته قراءة النص قراءة صامتة فاهمة ، تم يناقش مع الطلبة ما يلي :
أولا ـ مهارة الملاحظة :
ويطرح السؤال التالي : س ـ ما ذا تلاحظون من النص ؟
جـ : 1 ـ أن للنص عنوان توسط أعلى الصفحة وهو " شعب الإيمان " .
2 ـ أن النص هو حديث من أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
3 ـ يتكون النص من أربع أفكار رئيسة هي :
أ ـ الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة .
ب ـ أفضلها قول لا إله إلا الله .
ج ـ وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
د ـ الحياء شعبة من الإيمان .
4 ـ أن للحديث راوٍ هو : عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، ويكنى أبا هريرة .
ثانيا ـ ملاحظة الاستدلال :
س ـ ما الذي تستدل عليه من خلال قراءتك للحديث ؟
ج ـ من خلال قراءة الحديث يمكن الوصول إلى كثير من الاستدلالات منها :
1 ـ يدل الحديث على أن من أهم ما يسعى إليه المسلم ، ويعمقه في قلبه ، ويظهر في أفعاله هو الإيمان والصديق بالله سبحانه وتعالى .
2 ـ من سعة فضل الله تعالى على عباده أن جعل الإيمان شعبا ودرجات أو مراتب متعددة كلما عمل الإنسان مرتبة ، واتصف بها زاد إيمانه وارتفعت درجته .
3 ـ من سماحة الإسلام أن نظم حياة المسلم الاعتقادية والاجتماعية والمالية ، وغيرها وجعلها كلها من الإيمان .
4 ـ أن أعظم درجات الإيمان هو التوحيد بالله .
ثالثا ـ ملاحظة التصنيف :
س ـ اذكر التصنيفات التي يمكن الخروج بها من خلال قراءة الحديث .
ج ـ 1 ـ يمكن وضع عدد من الكلمات في تصنيفات نحو :

بضع ـ سبعون ـ ستون أفضل ـ أدنى

الإيمان ـ الحياء طريقة ـ شعبة
2 ـ بيان الفوائد التي أرشد إليها الحديث " انظر الكتاب "
رابعا ـ ملاحظة التنبؤ ، أو الافتراض :
س ـ ما الذي يمكن أن تتنبأ به من قراءتك للحديث ؟
الافتراض في الحديث هو أمر قطعي ، ندرك منه الآتي :
1 ـ أن الإيمان : هو معيار المفاضلة بين البشر ، وليس العرق أو النوع .
2 ـ أفضل شعب الإيمان وأعلاها التوحيد بالله .
3 ـ الحياء شعبة من شعب الإيمان .
4 ـ أدنى مراتب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق .
5 ـ أن الإيمان يعني : قول المسلم بلسانه ، والتصديق بقلبه ، والعمل بجوارحه .
كما أن هناك عددا من الفرضيات الممثلة لصور أخرى من التنبؤات ، والتي تمثل في حد ذاتها حقائق لا0 يمكن تجاهلها وهي :
1 ـ أن للإيمان أثرا على سلوك الإنسان المسلم .
2 ـ الإيمان يجعل العبد قريبا من الرب وقريبا من الجنة .
3 ـ تتحدد مرتبة الإيمان من خلال ما يقوم به العبد من عبادات وطاعات خالصة لله .
4 ـ قد يتساوى المؤمنون في الأجر والمثوبة عند الله .
خامسا ـ ملاحظة التواصل :
س ـ ما لذي يمكن أن يترتب على الفرضيات التي تم ذكرها أنفا ؟
ج ـ استنادا إلى الفرضيات السابقة القول : إن الإيمان عندما يتعمق في نفوس البشر بناء
على المؤشرات والدلالات التي يؤكدها معنى الإيمان وهو قول المسلم بلسانه " لا إله إلا الله " ، واعتقاده به في قلبه ، وأدائه بجوارحه في صور عبادات وطاعات خالصة لله عز وجل ، يصبح الإيمان متمكنا من النفوس ويتساوى فيه كثير من المسلمين .
سادسا ـ ملاحظة التفسير :
س ـ وضح معاني يعض الكلمات التي وردت في الحديث ، وضعها في سياقات جديدة .
ج ـ الإيمان : قول باللسان ، وتصديق بالقلب ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص
بالمعصية . إماطة : إزالة . الأذى : ما يؤذي الإنسان في الطريق من أوساخ ومخلفات
وغيرها .
بضع : العدد من ثلاثة إلى تسعة . شعبة : جزء
سابعا ـ ملاحظة التعريف الإجرائي :
س ـ في ضبط ما ورد في نص الحديث ، ما العنوان المناسب الذي يمكن أن تختاره له ؟
ج ـ درجات الإيمان ـ أجزاء الإيمان ـ مراتب الإيمان .
س ـ ما لمقصود بشعب الإيمان ؟
ج ـ درجاته ـ أجزاؤه ـ مراتبه .
ثامنا ـ ملاحظة العدد :
س ـ كم شخصية ورد ذكرها في الحديث ؟
ج ـ تضمن الحديث شخصيتين أساسيتين هما :
1 ـ الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهوقائل الحديث .
2 ـ أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ وهو راوي الحديث .
س ـ اذكر بعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
س ـ عرّف براوي الحديث . ولماذا لقّب بأبي هريرة ؟
تاسعا ـ ملاحظة العلاقات الزمانية والمكانية :
س ـ حدد العلاقات الزمانية والمكانية من خلال الحديث .
ج ـ تمتد الأجواء الإيمانية للحديث عبر الزمن الممتد منذ أن نطق به الرسول الكريم ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وحتى تقوم الساعة ، وفي كل بقعة من بقاع الأرض يوحد فيها
الناس بالله ربا ، وبالرسول محمد نبيا .
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

معلومات راقت لي وتروق للجميع

وإبدعات فاقت التصور

حقاً إنتي شخصية نادره في المنتدي

جزاك الله الجنه

ننتظر القادم والاروع

مرورك هو الرقي بذآته ..

وحروفك عطر فآح بأسطري ..

أشكرك من كل قلبي عزيزتي ..

اللهم آمين وجميع المسلمين ..

دمتِ بكل خير ..

نورتيني ..~

0400.gif

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الأرواح الخاوية

أظهر الإنسان على مدار التاريخ قدرة فائقة على إدراك المحسوس والتمتع به وتقديره، ولا يعادل تلك القدرة سوى ضعفه في إدراك المعنويات والاحتفال بها والسعي من أجلها، ولعل سرّ هذه الوضعية يكمن في أن الحِسّيات تعبر عن نفسها بطريقة أفضل من طريقة المعنويات، أو أن الجزء الحسّي في الإنسان أقوى من الجزء الروحي، وربما عاد ذلك إلى العُرف؛ فالناس لا يرون مباهجنا ومآسينا الداخلية حتى يتخذوا منها موقفاً يضغطون من خلاله علينا، لكنهم يرون بيوتنا وأثاثنا وثيابنا ووظائفنا... وهذا يدعو إلى الأسف؛ لأن من يتمتع بالامتلاء الروحي يشعر بالسعادة، ويُسعد من حوله، أما جمال الشكل فهو متعة للآخرين أكثر من أن يكون متعة لصاحبه.

ونحن اليوم نلاحظ أن كثرة ما يحيط بنا من أشياء قد صرف أذهان كثيرين منا عن الاهتمام بتزكية سرائرهم وإثراء أرواحهم، مع أن الفقر الحقيقي هو فقر الروح، وقحط المعنى، وقد صدق الذي قال: إن رجلاً لا مال له، هو رجل فقير، وأفقر منه رجل لا يملك سوى المال!

إن خواء الروح كثيراً ما يتمثل في ذلك الشعور العميق في الاحتياج الشديد إلى المال والشهرة والنفوذ وتقدير الآخرين والأنس بهم، ومن الطبيعي أن يكون الامتلاء الروحي عبارة عن شعور قوي بالاستغناء الداخلي عن الكثير من هذه الأمور.

الأصل هو الخواء وليس الامتلاء، كما أن الأصل في الناس أن يكونوا جهّالاً إلاّ إذا تعلموا، وكما أن ثقافة معظم الناس سطحية، فإن أرواح معظم الناس خاوية؛ لأن الخواء هو الأصل، وهو الشيء السهل، أما الامتلاء الروحي فهو ثمرة جهد ومجاهدة وتبصّر، وهو عنوان لوضعية عامة لشخص من الأشخاص.

وإذا أردنا أن نضع الإصبع على الأسباب المباشرة لخواء الأرواح

فربما وجدنا الآتي:

1 ـ الغفلة عن الله ـ تعالى ـ وضعف الشعور بمعيّته ـ جل شأنه ـ فالمؤمن بذكره لله ـ تعالى ـ ومناجاته إياه يشعر بأنه كبير وعظيم، ويشعر بالأمن والسلام، والاستغناء عن الناس.

2ـ لدى المسلمين إجماع على أن الهدف الأسمى الذي ينبغي التفكير فيه والعمل من أجله هو الفوز برضوان الله ـ تعالى ـ والظفر بمكان مرموق في جنات الخلد، لكن معظم الناس لا يستحضرون هذا الهدف في حركتهم اليومية، ولهذا ترى منهم الكثير من المخالفات والكثير من التقصير في الواجبات. إن الشيء حين يكون هدفاً يوجّه السلوك ويستنفر الهمة، ويصبح الاقتراب منه هاجساً مقيماً.

3ـ سيطرة الشعور بالفراغ؛ إذ إن كثيرين منا يجدون أنفسهم عاجزين عن ملء أوقاتهم بشيء قيِّم ومهم، فما يكون منهم إلاّ أن يملؤوها بالأشياء الضارة أو غير المفيدة، والسبب في الفراغ هو غياب الأهداف والخطط التطويرية، ولطالما كان الشعور بالفراغ مصدراً للشعور بالتفاهة والاستخفاف بالذات!

4ـ الارتباك في استخدام الإمكانات المتوفرة بسبب ضعف الخبرة الإدارية، وإذا تأملنا في أوضاع المسلمين وجدنا أن كثيرين منهم يملكون ما يكفي من المال والوقت والطاقة والذكاء والمعرفة، لكنهم مع هذا لم يحققوا أي نبوغ أو أي شيء لافت، وما ذلك إلاّ لأنهم يشعرون بالعجز عن إدارة مواردهم الذاتية وتعبئتها بطريقة ملائمة.

5ـ ضعف النشاط الأدبي والاجتماعي؛ فقد ثبت أن المرء من خلال إسهاماته في الدعوة والإصلاح ومساعدة الآخرين يحقق ذاته، ويشبع شيئاً من حاجاته الروحية، وحين يُحرم من ذلك لسبب من الأسباب يتجه إلى المال والاستهلاك من أجل الشعور بالقوة والقدرة على التمتع، وهذا في الحقيقة يقوِّي شعوره بالخواء، وقد يلجئه إلى أن يسلك مسالك يوبّخ فيها نفسه.

إن الذي يترتب على الخواء الروحي شيء مخيف، ولعل أخطر ما فيه هو سهولة الوقوع في الخطأ، والشعور بالضيق، والعزلة، وضعف الصمود في وجه الشدائد...

إن الامتلاء الروحي هو عاجل الجزاء لأولئك الذين أدركوا في الوقت المناسب أن كل ما بين أيديهم من علم وقوة ومال، وجمال ونفوذ ووجاهة، عبارة عن وسائل يجب أن تُستخدم في تحقيق الهدف الأسمى؛ وحين تصبح الوسائل غايات فإن ذلك لا يعني سوى شيء واحد: هو فقد الاتجاه وضياع المعنى!

د.عبد الكريم بكار
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

أكبر نقطة قوة (1)

تعوَّدنا أن نرى الأشياء المحسوسة، وأن نحسب حسابها، ونؤكِّد عليها، ونعلِّق عليها الآمال... مع أن لدينا مواهب وقوى كبيرة ومؤثرة جداً، لكننا لم نحتفل بها، ولم نستفد منها على النحو المأمول؛ لأننا لم نرها، ولم ندركها على ما ينبغي. في اعتقادي أن (الإرادة) هي القوة الضاربة التي وهبها الخالق – عز وجل - لبني البشر، وإن من شكر هذه النعمة العملَ على تصليبها، وتقويتها، ورفع مستوى العزيمة في خططنا وأعمالنا.

من المعروف أنه لا يمكن إنجاز أي عمل إلا بتوافر شيئين: الإرادة والقدرة، وإذا تساءلنا: أيهما أعظم أهمية؟ فإنني لا أتردد في القول: إن الإرادة هي الأهم، وذلك لأن المرء حين يعزم على شيء على نحو صادق وقوي؛ فإنه يسعى إلى توفير الإمكانات المطلوبة لتحقيقه، وإن الإرادة الصلبة تكشف عن الفرص الكامنة، بل تصنعها في بعض الأحيان، كما أنها تستنفر القوى المعطَّلة والخامدة .

ولو أننا تأملنا في الإنجازات الحضارية الكبرى - لدى كل الأمم، وفي كل العصور - لوجدنا أنها مدينة للعزيمة والإصرار، ولا يغني عنهما علم ولا موهبة، والعالم مملوء بالموهوبين الفاشلين والمتعلمين العاطلين عن العمل!.

تصوروا معي شخصاً يعاني من مرض عُضال يفتك به، وإلى جوار منزله الذي يسكن فيه مركز طبي متقدم جداً ومجاني، وهذا المركز يقصده الناس الذين يعانون من مثل ما يعاني منه ذلك الرجل من كل مكان، لكن صاحبنا يرفض العلاج بسبب أو بغير سبب، فماذا ستكون النتيجة؟

إن كل الإمكانات الطبية المتوفرة، وكل ما لديه من قابلية للانتفاع بها؛ سيصبح غير ذي معنى، وكأنه غير موجود. وإذا تصورنا مريضاً آخر تتملكه رغبة شديدة في الحصول على علاج لكنه لا يملك الإمكانات المادية لذلك؛ إن ذلك المريض سوف يسعى في كل اتجاه، ويطرق كل باب، وفي الغالب سيجد السند والعون في الوصول إلى ما يسعى إليه.

إذا تأملنا في التفاوت بين الناس على صعيد الإنجاز والنجاح، وعلى صعيد العمل والعطاء والاستقامة...؛ فإننا نجد أن ذلك التفاوت يحدث بسبب اختلاف إرادات الناس، وليس بسبب اختلاف قدراتهم، وهذا طبعاً في الأعم الأغلب. لدينا أعداد هائلة من الشباب والنساء الذين يستطيعون قراءة كتاب في الشهر، كما يستطيعون قراءة نصف جزء من القرآن يومياً، ويستطيعون التصدق بمبلغ زهيد من المال أسبوعياً... لكن فئة قليلة منهم هي التي تفعل ذلك، وهي الفئة التي تملك إرادة الفعل.

ومن هنا يمكن القول: إن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها المسلمون، على معظم الصعد الحضارية، وعلى صُعُد رد العدوان، وتحرير المقدسات... هي أزمة إرادات لا أزمة قدرات ، لكن الناس يستحيون من القول: إننا لا نريد أن نقرأ، أو لا نريد طرد العدو من أرضنا، فيلجؤون إلى الزعم بعدم امتلاك القدرة، وهم يفعلون ذلك لأنهم يعرفون أن القول بأنهم لا يريدون فعل كذا.. يشكِّل نوعاً من الإدانة لهم، ويعبر عن سوء الوجهة والمقصد، أما القول بأنهم لا يقدرون؛ فإنه مقبول، لأنه ينطوي على احتمال العجز واحتمال تدخل عوامل خارجية غير داخلة تحت السيطرة، وهذا ما فعله المنافقون حين تخلَّفوا عن غزوة تبوك، فقد اعتذروا بعدم الاستطاعة

كما أخبر الله عنهم حين قال: {وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}[1]. ثم أخبر – عز وجل - أن المشكلة ليست مشكلة قدرة، وإنما مشكلة إرادة: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأََْعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}[2].

إن من رحمة الله - تعالى - أن قدرة الناس على تنمية إراداتهم وتقويتها أعظم بكثير من قدرتهم على تنمية الإمكانات والطاقات التي لديهم ،وأعظم من قدرتهم على تحسين بيئاتهم وظروفهم، ولكن من الواضح أيضاً أن تقوية الإرادة قد يعني خوض نوع من الحرب الداخلية، حيث يجد المرء نفسه مطالباً بالوقوف ضد المغريات، والشهوات، وضد بعض طباعه وعاداته الرديئة، وهذا ليس بالسهل، إلا إذا سهَّله الله - تعالى - ولابد من الإشارة هنا إلى أن كل مجتمع يحدد لأفراده السويَّة المطلوبة من صلابة الإرادة حتى يكونوا لائقين اجتماعياً، والمجتمع يفعل ذلك بدافع من عقائده، وعلى هدي أولوياته واهتماماته.

ومن هنا نجد - مثلاً - أن المجتمع الذي يهتم بصلاة الجماعة، أو بطلب العلم، أو بالمظاهر والشكليات، أو بالطعام والشراب... يرفع سوية اهتمامات أبنائه، وسوية إراداتهم بهذه الأمور، ويلقنهم الأدبيات والرمزيات المتعلقة بها، مما يجعلهم يعملون من أجلها، من غير الشعور بتحمل أعباء أو تكاليف غير عادية. وهذا يعني أن قوة الإرادة منتج اجتماعي، وهي أشبه بهدية يقدمها المجتمع لأبنائه مقابل انخراطهم في أعرافه وتقاليده ومبادئه وقيمه.

وهذا يفتح عيوننا على شيء مهم؛ هو الحرص على اختيار البيئة الصالحة والمتعلمة؛ لأن العيش فيها يزود المرء بطاقات إضافية على صعيد الاتجاه نحو الفلاح والنجاح، ونحن نعرف هذا من الثواب العظيم الذي جعله الله للمؤمنين إذا ما هاجروا من مكة - قبل فتحها - إلى المدينة، ونعرفه كذلك من التحذير الوارد من الإقامة في دار الكفر؛ إلا في حالات معينة.



 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

أكبر نقطة قوة (2)

تحدثت في المقال السابق عن بعض حيثيات (الإرادة)، ووعدت أن أتحدث عن بعض الأمور والإجراءات التي تساعد على تقويتها، وأنا الآن أوفِّي بما وعدت به.

ولعلي أتحدث عن ذلك عبر المفردات الآتية:

1 - بين الفرد وبيئته نوع من التطابق والتخالف، ونوع من الشدِّ والجذب المستمرين، وهذا يعني أن الأفراد يتأثرون ببيئاتهم تأثراً سريعاً وشاملاً، لكنهم وعلى المدى البعيد هم الذين يصنعون تلك البيئات، وهم الذين يطوِّرونها، وإن كان ذلك لا يظهر دائماً على نحو واضح.

ونستفيد من هذا أن تصليب إرادة الشباب - والناس عامة - يحتاج إلى نوع من الإجماع الوطني والتحفيز الإعلامي؛ فمن عادة الإنسان أن يظل ذاهلاً عن كثير من الأشياء المهمة والجوهرية، بل أن يظل جاهلاً الكثير من الواجبات الشرعية والحضارية؛ ما لم يظفر بمحرِّض -إعلامي أو تعليمي أو تربوي - يدفع بتلك الأشياء والواجبات إلى مقدمة اهتماماته، ويضعها على سطح وعيه.

ومن هنا فإن على الإعلام مسؤولية كبرى في هذا الشأن، والمطلوب منه تحديداً هو إثارة اهتمام الناس، وتفتيح أذهانهم، وتحفيز هممهم، في اتجاه بعض الأمور الضرورية لنهضة الفرد والمجتمع، وذلك مثل: الاستقامة، والالتزام، والجدية، والتعاون، والمثابرة، والاهتمام، وحسن الاستماع، والتطوع، والعطاء المجاني...

إن الإعلام - بما يملك من سطوة وانتشار وتأثير - يستطيع فعلاً تقوية إرادة الناس نحو هذه المعاني، كما يستطيع إضعافها، ونأمل أن يدرك المسؤولون عنه هذه المسؤولية، وينهضوا إليها.

2 - نحن في حاجة ماسّة إلى معونة الله - تعالى - وتوفيقه؛ كي ننتصر على أنفسنا، وشهواتنا، وعاداتنا السيئة، وخير ما نستنـزل به تلك المعونة هو الدعاء ومجاهدة النفس، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]. وقال تباركت أسماؤه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [السجدة:24].

إن أي إصلاح أو تغيير أو ترقّي لا يمكن أن يتم من غير مجاهدة للنفس، وإن كثيراً من الإخفاق الذي نعانيه سببه أننا نريد التقدم والازدهار، لكننا غير مستعدين لمخالفة أهوائنا أو التخلي عن شيء من عاداتنا السلبية، أو بذل شيء من الجهد الإضافي، وينبغي لهذا الأمر أن يكون واضحاً كلَّ الوضوح.


3 - يتطلب تقوية الإرادة أن نلزم أنفسنا بتنفيذ أشياءَ صغيرةٍ لكن بشكل يومي وعلى نحو دائم ولا بد من الالتزام بذلك على نحو صارم .

ومن تلك الأمور والأشياء على سبيل المثال:

- قراءة نصف جزء من القرآن يومياً.

- قراءة في كتاب جيد مدة ساعة.

- الالتزام بصلاة الجماعة في المسجد إلا لضرورة.

- المسارعة إلى تنفيذ طلبات الوالدين، بهمة ونشاط وطيب نفس.

- الالتزام بالحضور إلى الوظيفة أو العمل والانصراف في الوقت المحدد.

- الاستيقاظ قبل الفجر مرة في الأسبوع على الأقل.

- الاتصال يومياً بذي رحم أو صديق؛ من أجل السؤال عنه والاطمئنان عليه.

- الصدقة بمبلغ من المال ولو كان زهيداً .

- الحرص على المبادرة بالسلام على من نعرف ومن لا نعرف.



وإذا لم يستطع المرء أداء ما التزم به في يومه، فإنه يقوم به في وقت تال من ليل أو نهار، وكأنه يقضيه، وهذه طريقة سنَّها لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ إذا فاتته الصلاةُ من الليلِ، مِن وَجَعٍ أو غيرِهِ - صلّى من النهارِ ثِنْتَي عشرةَ ركعةً)) [رواه مسلم].

وقال - عليه الصلاة والسلام - مرشداً إلى هذا المعنى: ((من نَامَ عن حِزْبِهِ من الليل، أو عن شَيْءٍ منه، فَقَرَأَهُ مَا بين صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ؛ كُتِبَ له كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْلِ)). [رواه مسلم].


4 - لابد لتقوية (الإرادة) من اتباع أسلوب التدرج في اكتساب العادات وتنفيذ المهمات، وأنا أشجع دائماً على أن يلتزم المرء بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والمحدودة، فإذا صارت جزءاً عادياً من حياته وأخلاقه وسلوكه؛ قام بزيادة شيء قليل عليها، فإذا كان فلان من الناس لا يقرأ - مثلاً - في اليوم أي شيء، ثم التزم بقراءة نصف ساعة، فإنه بعد ذلك الالتزام بستة أشهر، يزيد عليها ربع ساعة، وبعد ستة أشهر أخرى يزيد عليها ربع ساعة أخرى، وهكذا...


5 - يحتاج الواحد منا إلى أن يُثْبِتَ نفسَه أمام نفسه، وذلك بحرمانها من بعض الأشياء، وبعدم الاستجابة لبعض وسوساتها وخواطرها، فإذا حدثته نفسه بأن يترك العمل الذي بين يديه حتى يشرب كأساً من الشاي؛ فليرفض طلبها، أو ليقم بتأجيل تنفيذه ساعة. وإذا كان يجد نوعاً من المتعة في القراءة وهو مستلقٍ على السرير؛ فليحرمها من تلك المتعة، وليجلس خلف مكتب، وليمسك بقلم وهو يقرأ من أجل تلخيص بعض الأفكار... إن مخالفة النفس تُشعر صاحبها بالقوة، وتجعل منجزاته ومكتسباته أكبر، وهذا ما يجعله يشعر بفوائد المجاهدة.


6 - من الأمور المهمة على صعيد تقوية الإرادة: مصاحبة الأشخاص أصحاب الإرادات القوية والهمم العالية، فعدوى الأرواح مثل عدوى الأجسام، وليعمل الإنسان على الابتعاد عن (الفوضويين) والكسالى والمحبطين واليائسين، فإن هؤلاء يسممون أرواح من يصاحبهم، ويشدونه نحو الوراء. كل شيء من الخير والتقدم يمكن أن يحدث؛ إذا تحلينا بالاهتمام والمثابرة.


والله الموفق.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

نقطة آخر السطر ...

كم أقضّ من مضجع وكدّر من هناء وأذبل من ورد بل وخنق الابتسامات وطيح الأضراس وأسقط الشعر وأفقد البصر وأفلق الأكباد وحطم الأشداء، وقادر على تبديد الناس وجدانيا وعقليا وتمزيقهم شر ممزق وتحويلهم إلى بقايا بشر, مجرد حطام لانفع ولا رجاء!.

ذلكم هو القلق أو القاتل الأول كما وصفه ديل كارنيجي وهو يعرّفه بأنه: تلك المشاعر السلبية المتراكمة والإحساس بالخطر والتهديد بسبب ما يتوقع من أزمات.

والهم يخترم الجسيم نحافة

ويشيب ناصية الصبي ويهرم

ومنبع القلق والمحرض عليه يتمثل في المبالغة في تقدير المخاطر المتوقعة حيث يعمل هذا المسار الفكري السلبي على النيل من القوة الداخلية ويضعف من أسلحة الدفاع النفسية وقد تصل إلى حد الشعور بالعجز التام ورفع الرايات البيضاء أمام حقير الأزمات! والمفارقة العجيبة في الأمر أن الدراسات قد أثبتت أن أكثر من 85% مما يتوقع لا يحدث! يقول تشرشل: عندما تداهمني المنغصات ويهجم علي القلق أتذكر قصة العجوز الذي قال وهو على فراش موته إنه عانى من مشاكل جمة في حياته, معظمها لم تحدث فعلا!

إن من سخافة الفكر وخفة الرأي أن تستنزف العواطف وتحرق الأعصاب والعيش في نكد دائم وهم مقيم من أجل حدث محتمل!

(وميكانيزم) القلق هو العمل على شكل دوائر فأي أمر تفكر ولا تعمل حياله شيئا سيدور داخل عقلك دون أن ينتهي عند نقطة معينة مستنزفا طاقتك مدمرا لصحتك وأنت تكتف بالتفرج عليه، بل قد أعنته على نفسك بالسلبية والسكوت!

المهارة الجميلة التي سنتعلمها اليوم هي مهارة تحويل (الدوائر) إلى (خطوط مستقيمة) ومع تلك المهارة سنتمكن من التغلب على تلك التحديات والمنعطفات والصعوبات التي أثارتها عواصف القلق في حياتنا وإليك الخطوات:

1- اكتب ما يقلقك على ورقة (اختبار قادم-مقابلة شخصية-تأخر طفلك الدراسي-صديقة تتنمر عليك).

2- رتب ما أقلقك على مقياس من 1-10 وأعط لكل موضوع درجة.

3- اكتب ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لك من هذا الأمر واسأل نفسك ماهو خوفي الأعظم وستنطق به, ثم وطن نفسك على ملاقاته.

4- تأمل في احتمالات حدوث ما تخاف منه، استخدم المنطق وحيد العاطفة، راجع سجلاتك فستجد أن الكثير والكثير مما اصطفيته قديما كمادة للقلق لم يحدث لك أبداً!

5- اختر قلقا محدداً، وقرر مواجهته بالسؤال الذهبي, اسأل نفسك ماذا أفعل لإصلاح الأوضاع؟ كيف أحسم الأمر أو حتى أخفف من حدته؟, ضع خطوات عملية ثم اشرع مباشرة في الخطوات وربما كان اتصالا هاتفيا أو رسالة جوال أو لقاء قصير. وتذكر أن ألم الانتظار أقسى من بكثير من المواجهة!

لعمرك ما المكروه إلا انتظاره

وأعظم مما حل ما يتوقع

وبعدها أهنئك فقد نجحت في تحويل تلك الدوائر المزعجة والتي التفت عليك كحبل يخنقك إلى خطوط مستقيمة لها بداية ونهاية ثم ابعد ورقتك عنك وانح قلمك واشرب كأسا من الليمون المثلج وعد إلى حياتك من جديد، نم قرير العين رخي البال ساكن نفسك فقد ارتحت من سهر الليالي وألم اللحظات واسترددت ما تفرق من شملك.

ومضة قلم:
تذكر أنك في هذه الدنيا مرة واحدة !!

:wub:
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

وحيث إن العقلاء -وأنا منهم- حريصون على استدراك أعمارهم لبلوغ أعلى مراتب النجاح وإدراك كنه السعادة الحقيقة في الحياة وبناء على هذا أوقع أنا قارئ السطور على هذا العقد مؤكدا التزامي بكل ما جاء فيه من بنود , وذلك لرغبتي الجادة في تغيير حياتي للأفضل وأنا أحيا أجمل وأروع حياة سائلاً العزيز الإعانة والتوفيق:

• أن أقدر نعمة الله وأستشعر منحه, وأن لا يساورني شعور بأن كل ما أنا فيه من نعم أمر مسلم به!!

• أن أكون أقوى من القلق وأنبل من الغضب وأسمى من الحقد والحسد وأكبر من الخوف وأصلب من التردد.

• أن لا أتعرض لغائب ولا أنال من أحد في غيبته وأن أدافع عن الغائبين وأذب عن أعراضهم.

• أن أرفع من المشاعر الإيجابية عند كل من أجالس وذلك بتلمس المميزات ومواطن الضعف عندهم وذكرها لهم.

• أن أعفو لوجه الله وأتسامح مع كل من أخطأ علي بنفس السهولة التي أنسى بها أخطائي

• أن لا أسمح لأي شخص أياً كان أن يعكر مزاجي أو يكدر صفو حياتي فحياتي صنع تفكيري وأنا من يتحكم بها.

• أن أخصص أغلب وقتي لتحسين أحوالي وتنمية شخصيتي واستدراك عيوبي.

• أن لا أضيع وقتي في متابعة أخطاء الآخرين أو انتقادهم.

• أن أتجاهل كبوات الماضي فما حدث قد حدث فلا التفت للخلف واضع جهدي كله للمستقبل.

• أن أبتسم في وجه من أعرف ومن لا أعرف وأن أُشعرَ جميع من أراهم بأهميتهم.

• أن أفعل الخير بكل ما أستطيع في كل يوم بل في لحظة وبأي وسيلة ولجميع الناس.

• أن أكون شجاعاً غير هياب, أتحدث عن رأيي بكل صراحة وأعبر عن شعوري بكل هدوء ووضوح.

• أن أحترم نفسي وأقدرها وأرفع من شانها وأن لا أسمح لكائن من كان أن يقلل من شأني أو يرمي علي بنفاياته الفكرية.

• أن أتحمل مسؤولية أخطائي وأبادر إلى حل مشاكل بنفسي.

• أن أحرص على أداء ما فرضه الله وأن أخلص في جميع أعمالي مبتغيا بها وجه الله ولا أطلب من أحد جزاءً ولا شكوراً.

• أن أراجع نفسي وأحاسبها وأن لا أكرر الأخطاء ولا أقع في حفرة مرتين.

• أن أعطي الناس أكثر مما يتوقعون وأفعل ذلك بكل ود وسماحة نفس.

• ألا أفوت أي فرصة لإخبار شخص عزيز علي بأني أحبه.

• أن أكون قدوة صالحة لأبنائي ومن حولي وأنموذج مشرفاً لوطني وأسرتي.

• أن أتجاوز توافه الأمور وصغائر الأحداث ولا أجعلها تؤثر على سعادتي أو علاقتي مع من حولي وأن أستمتع بكل تفاصيل حياتي.

• أن لا أتخذ أي إجراء ولا قرار مهم ولا أتفوه بأي كلام وأنا في حالة توتر وانفعال.

• أن لا أُجرد بشراُ من الأمل فقد يكون هو كل ما يملك!

• أن أتصرف مع الجميع بنزاهة وإنصاف حتى مع من يسيء إلي, وأن أُحكّم دائماً قيمي ومبادئي لا عاطفتي ومزاجي.

• أن أدرك أن الزوج الناجح يعتمد أولاً على وجود الشريك المناسب و ثانياً أن أكون أنا الشريك المناسب!

• أن أنظر للحياة على أنها صديق مشاكس عامر بالفرص لا أنها عدو محدود الفرص.

• أن أحرص على أن أقوم بعملي على أكمل وجهه وأسعى على أن أكون أفضل أب وأفضل زوج وأفضل موظف وأفضل ابن.

ومضة قلم

أي شيء يمكنك القيام به، أو تحلم بالقيام به، ابدأ به الآن؟

:wub:
 

سبيل

كاتب جديد
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

شكراا لك على الجهود المبذولة لطرح هذا الموضوع الرائع
ودمتي ودام قلمك
سلمت يداك
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

شكراا لك على الجهود المبذولة لطرح هذا الموضوع الرائع
ودمتي ودام قلمك
سلمت يداك

العفو توآجدكِ هو الرآئع عزيزتي ..

وسلمتِ وسلم قلبكِ من كل شر ..

جزيل الشكر والإمتنآن ..

نورتيني ..~

0400.gif

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الوآجب أولآ ..

زوجات يشتكين, ومعلمون ينوحون، وموظفون يبكون, وطلابٌ يئنون.. والكلمة التي اتفق هؤلاء عليها وأطبقت عليها ألسنتهم هي كلمة (حقوقنا)!

ومع هذا الإسراف في المناحات ونظم قصائد الرثاء الشخصي ولَعْن الظروف وانتقاد المجتمع ومؤسساته هناك سؤال يحضر بقوة، هو: هل قدَّم هؤلاء ما عليهم من واجبات أو حتى نصفها؟! فمن التقهقر الحضاري والانحدار الفكري عدم وجود كلمة (واجب) في قاموس أفراد المجتمع وانحصار جهودهم في المطالبة بالحق فحسب, وقد نسي الكثير أو تناسوا الطرف الآخر من المعادلة وهو كلمة (واجب)! فأي حقٍ لطرف يقابله واجبٌ على آخر، وبين مصطلح (الحق) ومصطلح (الواجب) ارتباط وثيق وعلاقة تلازم جلية؛ فعندما نطرح مثلاً قضية حقوق الزوج على الزوجة؛ فهذا يعني أننا لا بد أن نطرح في الوقت نفسه قضية واجبات الزوج تجاه الزوجة!

وعند الشعوب المتخلفة تجد التراجع الفاضح والتواري المخيف لثقافة الواجب على حساب ثقافة الحق! والتقدُّم الأخلاقي والحضاري لا يكون إلا إذا قدَّم أفراد المجتمع أكثر مما يأخذون! وهو ما يسمى بلغة الاقتصاديين (فائض القيمة).

يقول د. حسن حنفي:
(إن التوازن بين الحقوق والواجبات هو أساس كل حضارة؛ فالحق في مقابل الواجب، والواجب في مقابل الحق. الحق أخذ، والواجب عطاء. ولا أخذ بلا عطاء، ولا عطاء بلا أخذ). ويقول المفكر العبقري مالك بن نبي: (إن التاريخ لا يبدأ من مرحلة الحقوق بل من مرحلة الواجبات).

ولا شك أن الحديث عن الواجبات مما تستثقله النفوس وتنفر منه، بل وتستصعب العقول التفكير فيه, لكن لا مفر، والبديل من الحديث أولا عن الواجبات إذا ما أردنا تقدماً على الصعيد الشخصي والأممي؛ فتقدُّم الأمم لن يكون إلا عبر السيرة الشخصية لأفرادها، ومشكلتنا الرئيسة ليست في البطالة، ولا في تفشي المخدرات، ولا في انتشار الطلاق.. أبداً؛ فهي أعراض لمرض خفي هو (ضعف الوعي والتراجع الرهيب في مستوى الإحساس بالمسؤولية)، تحطمت معه النفوس، وضاعت معه وجهة الحياة الصحيحة.

ولا يُفهم من حديثنا أنني أدعو إلى أن نبقى مكتوفي الأيدي خرس الألسن تجاه حقوقنا المسلوبة، أبداً، لكني ألفت الانتباه إلى أن الحق ليس هدية توهب ولا منحة تعطى ولا غنيمة تغتصب، بل هو نتيجة لازمة للقيام بالواجبات.

وقفة

يروي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها) قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: (تؤدون الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم)، وهذا الحديث أصل في أن المقدَّم هو أداء الواجبات حتى وإن سُلبت الحقوق وهُضمت. فلنجرب جميعاً القيام بواجباتنا بإخلاص وتفان، وبعدها سننال جوائز أثمن من حقوقنا.

ومضة قلم :
يرتفع شعورك بالأهمية عندما تدرك أنك تحدث اختلافاً في العالم.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

خرق القوآنين !!!

في معادلة الحياة اتفق الحكماء على أن قانون (المدرسة)- القائم على الحلول السريعة- قانون هش لايجدي نفعا ولا يصنع مجدا ولا يبني صروحا قوية ولو أعطى نتائج سريعة فمصيرها للاضمحلال والتهاوي والتراجع ..

فلا نجاح للعقلية التي تطلب شيء مقابل لاشيء و التي تعتقد أنها ستأخذ أكثر مما تعطي وتريد أن تحصل على الكثير دون دفع الثمن ! فنحن نعيش في عالم منتظم بقوانين ومبادئ قوية لن يستطيع البشر خرقها , فالمشكلات العميقة المتراكمة لا يجدي معها أساليب المصالحة السريعة بل تحتاج إلى فترات طويلة من العلاج ,وصناعة الشخصية الناجحة المتميزة يحتاج إلى وقت طويل للبناء والإعداد وهو ما يسمى بقانون ( المزرعة ) فالمزارع لايبذر صباحا ويأكل مساء فهناك رحلة من سهر وتعب وجهد وبذل ووقت حتى يقطف الثمرة

بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها
تُنال إلا على جسر من التعب

وتلك بعض الأمثلة لبعض السلوكيات والتي يفكر أصحابها بقانون
( المدرسة ) والتي تمثل خرقا لقوانين الحياة :

• لاتعتبر (المشكلة) بعينها الصعوبة الأكبر التي تواجهنا في مجال الاستشارات بل العقبة الكئود تتمثل في العقلية التي يفكر بها بعض أصحاب المشكلات ! فالكثير من المسترشدين يعتقد أنه وبمجرد انتهاء المكالمة مع المستشار أو قراءة الرد أن تحولا كبيرا سيحدث في حياته بعدها أو بمجرد التطبيق الجزئي لاقتراحات وتوجيهات المستشار وهذا ضرب من خيال وأمنيات من سراب .

• في مجال التربية لا يكفي أن يجتهد الأب في تقديم موعظة أو نصيحة في دقائق ليستقيم ابنه ويلتزم بالخلق الحسن والسلوك الطيب ولو كان الأمر بتلك البساطة لما وجدت عاقا ولا منحرفا!

• في مجال العلاقة لا يكفي أن تبتسم في وجه احدهم أو تدعوه إلى مناسبة أو تقابله بجميل العبارات ومعسول الكلمات لبناء أرضية متينة من الثقة والألفة, يقول د أكرم رضا :قد تنجح في العلاقات الخاطفة أو القصيرة بسحر( التذاكي الفهلوة الابتسامة الصفراء) ولكن إن لم يكن هناك دوافع حقيقة فان الانهيار هو مصير تلك العلاقات , ويقول ستيفن كوفي: لن تستطيع حسم إي مشكلة مالم تصلح سلوكك ولن تسطيع كسب الثقة لأحد مالم تكن جديرا بها!

• على مستوى الذات لن يكفيك حضور دورة أو سماع شريط لتصبح شخصا واثقا من نفسه ومتحدثا بارعا أو شخصية ذات كاريزما وجاذبية! وفي مجال الثقافة لايكفي أن تقرا كتابا واحدا لتكون مثقفا

• وفي مجال الصحة لن ينفعك تناول بعض العقاقير والتي يروج لها تجار الوهم في إعادة الرشاقة في لحظات و تجاوز السنوات الطوال التي انكببت فيها على التهام الحلويات والدهون والأكلات السريعة

• تقدم الآن دورات إعداد المتدربين والعجيب هو التعاطي السطحي من قبل الكثير مع أمثال تلك الدورات حيث أن الإعلان يمرر عليهم فكرة أنهم سيكونون مدربين أفذاذ بمجرد انتهاء الدورة ! وفات عليهم أن الوقوف أمام الناس لمدة خمس ساوأفراد،ديث أمامهم بشكل متواصل مهارة وقدرة لن تستطيع دورة مدتها خمسة أيام إن تملكها كائن من كان؟

يقول سيدني بريمير:

إن قوانين الطبيعة ثابتة وراسخة بشكل لا يمكن تجاوزه والإخلال به فقانون السبب والنتيجة هو القانون الدقيق والمطلق للطبيعة. فعندما نفشل في إيجاد التوازن الخاص بنا، كأمم وأفراد ،فلأننا لم نتعلم بعد أن هذه القوانين تعمل، بنفس القوة، في الحياة الإنسانية والمجتمع كما تعمل في الطبيعية!


وتذكر دائما أيها العزيز إن الأشخاص الناجحين والسعداء والأصحاء والعظماء هي الذين وضعوا أيديهم على تلك المباديء التي تحكم الكون وصاغوا حياتهم بحيث تنسجم معها فكن منهم ولا تخرق القوانين!

ومضة قلم .,
ليس كل ما يلمع ذهبا
 

مواضيع مماثلة

أعلى