تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

التفآؤل عبير الحيآة ونسيمهآ ..

حين تغمرنا الأحزان وتتلبد السماء بغيم اليأس وسواد الآلام، لا يمكن للمتفائل أن ييأس، فهو من مدرسة (إِنّ مَعَ الُعسْرِ يُسْرًا) (الشرح/ 6)، يسير ورايته خضراء يانعة، لا يرضى أن يكون للحزن مكان، ويأبى التشاؤم والهوان، له في كل لحظة حزن لحظات فرح، وفي كل عسر يسر، وفي المحن مِنَح يصنع منها الفأل.. إنه يعيش في معاني الطموح والأمل، لا يكل ولا يمل.
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران/ 173)، يرى في المآسي امتحاناً، ويحتسب في كل مصيبة تصيبه تكفيراً لذنوبه.. يعيش بالله، وينعم في ملكوته، ويوقن بقدرته في كونه.

يسير والأمل يحدوه، والابتسامة تعلوه، يثق بربه ويدعوه، ويعتمد عليه ويرجوه.

ولينظر القول النبوي الكريم: "فما ظنك باثنين الله ثالثهما"، والرد الإلهي العظيم: (إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة/ 40).

فسِرْ يا أخي بالأمل، فالتفاؤل هو عبير الحياة ونسيمها.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

عزآء وآجب في ميتكم الغآلي ..~

د. حمدي شعيب

في أحد الأيام وصل الموظفون إلى مكان عملهم فرأوا لوحة كبيرة معلقة على الباب الرئيس لمكان العمل كُتب عليها: "لقد توفي البارحة الشخص الذي كان يعيق تقدمكم ونموكم في هذه الشركة! ونرجو منكم الدخول وحضور العزاء في الصالة المخصصة لذلك.
في البداية حزن جميع الموظفين لوفاة أحد زملائهم في العمل، لكن بعد لحظات تملّك الموظفون الفضول لمعرفة هذا الشخص الذي كان يقف عائقاً أمام تقدمهم ونمو شركتهم.

بدأ الموظفون بالدخول إلى قاعة الكفن، وتولى رجال أمن الشركة عملية دخولهم ضمن دور فردي لرؤية الشخص داخل الكفن، وكلما رأى شخص ما يوجد بداخل الكفن، أصبح وبشكل مفاجئ غير قادر على الكلام، وكأن شيئاً ما قد لامس أعماق روحه!
لقد كان هناك في أسفل الكفن مرآة تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن وبجانبها لافتة صغيرة تقول: "هناك شخص واحد في هذا العالم يمكن أن يضع حداً لطموحاتك ونموك وهو.. أنت!

- رسائل تربوية:
قرأت هذه الأدبية الإدارية الراقية التي أتحفني بها صديق عزيز؛ فأثمرت مكاشفة نفسية فريدة؛ وفهمت رسائلها التربوية القاسية؛ والتي منها:

- احمد الله؛ أن مسؤولك في المؤسسة لم يدعك لحضور العزاء في ميتك الغالي؛ وهو نفسك؛ فيضعك في هذه المكاشفة الذاتية المحرجة والمُرة!

- امتلك زمام المبادرة فوراً؛ ولتكن فرصة للمراجعة والتقييم النفسي؛ قبل ان يوقفك غيرك.

- تطهر من عقلية أو نظرية المؤامرة؛ فلا تلم الآخرين قبل أن تفتش في نفسك عن الخلل.

- حياتك من صنع يدك؛ فلن تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية.

- حياتك تتغير عندما تتغير أنت؛ فتقف عند حدود وضعتُها أنت لنفسك.

- كن أنت؛ فاعتز بشخصيتك وثق بقدراتك؛ وعلى هذا الأساس ستصنع التميز والنجاح في حياتك!

أنت.. مفتاح التغيير النفسي والمجتمعي والحضاري.

- أما الرسالة الأخيرة الرئيسة والمهمة؛ فهي أن تتذكر هذه القاعدة القرآنية: (إنّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفُسِهِمْ) (الرعد/11)، هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا.

وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.

وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.

لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

في ما يلي تكشف المرشدة الروحية سوزي غريفز عن خمس طرق مذهلة لإيجاد الهدوء الداخلي.

تروي غريفز تجربتها في عالم الإرشاد الروحي والخطوات التي يجب اتباعها لإيجاد السلام الذي نفتقده في حياتنا:

{بعد أن شعرتُ بأن حياتي لا معنى لها، قررت إحداث تغييرات جوهرية في مسار حياتي: فتحوّلت من رئيسة تحرير مجلة خاصة بالمشاهير إلى الاستعانة بمرشد روحي، وسرعان ما أصبحت مرشدة بنفسي. مع أني صرتُ أُعتبر مرشدة روحية مهمة، لم أشعر بالسعادة! كنت أحثّ زبائني على تحديد أهدافهم وتحقيقها وعيش الحياة التي يرغبون فيها. وقد نجحت هذه الاستراتيجية! حقق زبائني نتائج مذهلة وألّفوا كتباً حققت مبيعات مرتفعة وأسسوا شركات وعائلات. لكني لاحظت، في حالتي وحالة بعضٍ منهم، أنّنا نرغب في المزيد بعد تحقيق أهدافنا. إنه أمر مرهق!

رحتُ أتساءل عما أريده فعلياً، فأدركت أنني أريد الشعور بالسلام الداخلي لأتمكن من تقدير كل ما أملكه في الحياة من دون التخطيط للخطوة الكبيرة التالية. منذ ثلاث سنوات، انطلقتُ في رحلة بحث عن {السلام الداخلي المفقود}، واكتشفت أثناء ذلك بعض القواعد الجديدة والمفاجِئة لعيش الحياة بهدوء}.

التخلّي عن الأهداف التي نربطها بالسعادة
{وقعتُ بطريقة ما في فخ تحديد الأهداف التي تتوقف عليها سعادتي. حين نؤخّر السعادة إلى أن نحقق النحافة أو الثراء أو النجاح، نعلّق بذلك مسار حياتنا وسعادتنا الحقيقية. بعد عشر سنوات من السعي إلى تحقيق مشروع كبير في حياتي، اكتشفتُ أنني ما زلت أعلّق آمالاً كبيرة على طموحات بعيدة المنال وأقيس قيمة نفسي بحسب قدرتي على تحقيق مختلف هذه الطموحات. بالغت في التركيز على إيجاد وجهة مجهولة، وهي عبارة عن مكان سحري بعيد حيث سأتمكن من التحوّل إلى شخص آخر. لكن مع اقترابي من ذلك المكان، كنت أدرك أنه يبتعد عني أكثر فأكثر. لا وجود لمكان مماثل! تكمن نقطة التحول هنا، في الحاضر. لا مزيد من البحث إذاً!

لا يعني ذلك عدم إمكان تحديد الأهداف، لكن من الأفضل أن تكون أهدافاً نستمتع بالعمل عليها بشكل يومي. يكمن الفرق في التمتع برحلة السعي بدل الاكتفاء بتقدير الوجهة التي نريد الوصول إليها. بعبارة أخرى، علينا أن نبدأ من الصفر، ونستمتع بتعلّم {الركض} لمسافة قصيرة ثم تطوير قدراتنا على الركض لمسافات أطول. ولا يجب أن ننسى تهنئة أنفسنا على كلّ خطوة نقوم بها بدل انتظار أن نبلغ نهاية السباق للشعور بتحقيق أمر مهم. باختصار، جدوا لأنفسكم أهدافاً يومية تعزز حياتكم. سيعطيكم ذلك شعوراً جميلاً وسعادة أكبر}.

لا بأس بالشعور بالحزن، أو الغضب، أو التعاسة!
{من أكثر الأمور المدهشة التي اكتشفتها: لا داعي للتمتع بالسعادة للشعور بسلام داخلي! لقد أدركت أحد أبرز العوائق التي كانت تمنعني من العيش بسلام، وهي اعتقادي بأنّ الحياة {يجب} أن تكون ممتعة وسعيدة وجميلة للاستمتاع بها.

أنا بارعة في التفكير بإيجابية، إذ طالما تدرّبت على تحديد أطر أفكاري وتجاربي للشعور بالارتياح في الوقت الذي أريده. لكني لم أكن أحسّ بالسعادة أو السلام، بل كنت أشعر بأنني على خطأ. كنت أفكر وفقاً للنهج التالي: {لست سعيدة، لذا لا يُعقل أن أتصرّف بشكل صحيح. ماذا يمكنني أن أفعل لتغيير ما أشعر به؟} سرعان ما يصبح الأمر مرهقاً.
بالنسبة إليّ، ينجم السلام الحقيقي عن الاستسلام للأمور الإيجابية والسلبية معاً في الحياة اليومية، وتقبّل مجموعة متنوّعة من العواطف (انزعاج، حزن، غضب، سعادة، متعة) خلال خمس دقائق أحياناً! تنساب هذه المشاعر عبر الجسم كالموجات: بعضها يعبّر عن حبّ عاصف حين أراقب ابني وهو ينام مثلاً، أو شعور بالانزعاج حين يرفض الخروج من السيارة! تكمن الحيلة في عدم التعلّق بهذه المشاعر أو مقاومتها، بل تقبّل الأجزاء الجيدة والسيئة من اليوم وعدم التركيز على جزء معيّن وإهمال الآخر. اتبعوا قاعدة {سيمرّ هذا الشعور كغيره}. إنها استراتيجية مريحة للغاية}.

تعلُّم كيفية العيش بعشوائيّة
{بحسب اكتشافي الثالث، لا يتعلق تحقيق السلام الداخلي بتحسين الذات بل بقبولها. لا أعرف السبب، لكنّ معظم أصدقائي مرتّبون بطريقة غريبة. أنظر إلى حياتهم وأدوّن الملاحظات وأضيف إلى لائحة واجباتي الأمور التي يجب ترتيبها وتنظيمها في حياتي. لكني لم أنجح يوماً بفعل ذلك! سرعان ما أدركت أنّ هذه اللائحة تعيق حياتي وتقطع أنفاسي أثناء محاولة تحقيق طموحات بعيدة المنال. ماذا لو تخلّيت عن لائحة واجباتي؟ كتبتُ لائحة بجميع الأمور الضرورية التي عليّ فعلها للتحوّل إلى ذاك الشخص اللامع الذي طالما حلمت بأن أكونه، لكني عدت ومزّقتها. خشيت أن تعمّ الفوضى في حياتي، لكنّ شيئاً لم يتغيّر! برأيي، يجب التوقف عن محاولة التصرّف بمثالية. خففوا من المعايير التي تحكمكم وحسّنوا نوعية حياتكم}.

تقدير قيمة البطء في بعض جوانب الحياة!
{كنت أختبر إيقاعين في حياتي: السرعة والانهيار. كنت أعمل وأعيش حياتي بسرعة قياسية ثم أنهار في نهاية اليوم وأخلد إلى النوم مرهقة. قد تكون السرعة مفيدة أحياناً، لكني بدأت أختبر وتيرة أبطأ في مسار الأمور، فاكتشفت متعة في القيام ببعض النشاطات ببطء، كالتنزّه مع الأطفال مثلاً. لا أقول إنني لا أحب المأكولات السريعة أحياناً، لكن الأهمّ هو التحكم بسرعة مسار الحياة وإبطاء إيقاع الأمور عند الحاجة. اسألوا أنفسكم عن المكان والزمان المناسبين لإبطاء إيقاع حياتكم. هل تصبحون خلاّقين أكثر إذا وجدتم وقتاً للاسترخاء في النهار وراودتكم أحلام اليقظة؟ هل تنامون بشكل أفضل حين تتصرفون بهدوء؟ كيف يمكن أن تبطئوا إيقاع حياتكم بشكل مفيد؟}.

قضاء وقت أطول مع الأصدقاء
{التواصل مع الآخرين والشعور بحبّهم إحدى أسرع الطرق للشعور بالسلام الداخلي. حين درس العلماء حالة أكثر الأشخاص سعادة، استفادوا هم من الأمر لأنهم كانوا يتواصلون مع الآخرين في معظم الوقت ولا يشعرون بالوحدة. كان الأمر مثيراً للاهتمام بالنسبة إليّ، لأني كنتُ أعاني من مشاكل في حياتي الاجتماعية تحديداً. مع انهماكي في عملي ومحاولتي لأكون أماً صالحة، اضطررت إلى التخلي عن بعض الأمور، مثل تناول الغداء مع صديقاتي... في الواقع، لم أكن مضطرة لإثبات جدارتي في أي شيء أمامهنّ. كنت أتصرف على سجيّتي! بدا لي قضاء وقت إضافي مع صديقاتي شكلاً من أشكال الرفاهية. لذا عمدت إلى قضاء أوقات ممتعة معهنّ، منذ السنة الماضية، مثل التخطيط لسهرة في الخارج لتناول طعام لذيذ من دون الأطفال ولا الأزواج. إنها لحظات رائعة! كيف يمكن رفض قضاء الوقت مع أشخاص لا يرغبون إلا في الضحك والإصغاء إليكم والتعبير عن محبّتهم لكم؟}.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


حول مشكلآتك إلى فرص ..

د. علي الحمادي

هذه وصية ثمينة لَمِن تأمل فيها وأدرك مغزاها وعمل بمقتضاها، إذ لا يخلو الإنسان من المتاعب والآهات والمشكلات، فهي كثيرة متعددة متلونة، كما أنها قد ترفع حدّتها وتعلو وتيرتها فتُودي بصاحبها، ولكن كيف يكون التعامل مع هذه المشكلات؟
من الطرق الحكيمة الذكية في التعامل مع المشكلات تحويلها إلى فرص، وتحويل الضعف إلى قوة وإليك بعضاً من الأمثلة التي توضح ما نريد:

إذ كان الشخص يعمل في وظيفة معينة ثم غضب عليه رئيسه وجمَّده عن العمل والإنتاج أو أحاله إلى التقاعد، هنا قد يغضب الإنسان ويعتبر ما حدث له مشكلة كبرى، وهذا خطأ، ذلك لأنه لو فكَّر بطريقة أخرى لوجد أن في هذه المشكلة خيراً كثيراً، وذلك عندما يحوّلها إلى فرصة للتعلم والقراءة وتطوير الذات، أو ربما فرصة لتوطيد العلاقات مع بعض الشخصيات المؤثرة التي يمكنه بها صناعة التأثير، أو ربما فرصة للتفّرغ من أجل التأليف وكتابة المقالات وإجراء المقابلات الصحفية وتقديم البرامج التلفزيونية، أو فرصة للبحث عن عمل تجاري خاص فيزداد ماله ومن ثم قدرته على التأثير، أو فرصة للحصول على شهادة أكاديمية عليا، أو غيرها من الفرص التي بها صناعة التأثير الفذ في هذه الحياة.

ومثال آخر :رجل سجُن لأي سبب من الأسباب، سواء كان ذلك ظلماً أو بسبب انحراف أخلاقي أو جريمة جنائية أو غيرها، ولاشك أن السجن أمره عظيم ولا أحد يتمناه، ولكن إذا ابتلي الإنسان به فعليه أن يحوّل هذه المشكلة إلى فرصة للتأمل والتفكير، والقراءة، والتوبة، وحفظ القرآن، ونشر الفكر، وتغيير الأخطاء، وإصلاح الذات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المنافع.

إن يوسف عليه السلام استثمر وجوده في السجن بالدعوة إلى الله تعالى حيث يقول الله تعالى في ذلك: (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (36).

(قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) (37).

(وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) (38).

(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (39).

ولقد استوقفتني قصة رمزية طريفة قيلت في بعض الحيوانات وفيها دروس وعبر، حيث اتفقت الحِدآن والغربان فيما بينها على تقاسم كل شيء يتم الحصول عليه من الغابة مناصفة.

وذات يوم شاهدوا ثعلباً جرحه الصيِّادون مضطجعاً بلا حول ولاقوة تحت شجرة، فتجمهروا حوله، فقالت الغربان :سنأخذ النصف العلوي من الثعلب، وقالت الحدآن: إذن فسنأخذ نحن النصف السلفي.

وعندئذ ضحك الثعلب وقال: كنت أظن دائماً أن الحِدآن متفوقون في الخِلقة على الغربان، وعلى ذلك فيجب أن يحصلوا على الجزء العلوي من بدني، الذي يشكل رأسي جزءاً منه، بما فيه من المخ وغيره.

فقالت الحِدآن: نعم، هذا صحيح، سنأخذ ذلك الجزء من الثعلب، وقالت الغربان :كلا، أبداً، بل يجب أن نحصل عليه نحن، كما اتفقنا للتو.

وهكذا نشبت حرب بين الطرفين المتنافسين، وسقط كثيرون من كلا الجانبين، ونجا القلائل الباقون بصعوبة، وبقي الثعلب هناك أياماً يقتات على مهل على الحدآن والغربان الميتة، ثم غادر المكان وهو مرحٌ بصحة جيدة، وقال: يستفيد الضعيف من مشاجرات الأقوياء.

ولا تنس وأنت تحول مشكلاتك إلى فرص أن تتذكر بعض الحوادث التي وقعت لغيرك من الناس، وكيف استطاعوا أن يتغلبوا عليها، وهو الأمر الذي كان يربي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وصحابته الكرام حين تعظم عليهم المصيبة، روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخاطب نفسه فيقول :"قَدْ أوذيَ مُوسى بِأكثَرَ مِن ذلكَ فَصَبَرَ).
 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

بارك الله فيكم أخية سويت على هذه الحلقات الرائعة
تحيتي يا غلية
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تدريب المخ

الكل يهتم بلياقته أو بناء عضلات جسمه
ولكن هل فكرت كيف يمكن أن تطور أو تدرب مخك
طبيبك اليوم سيزودكم بطرق أو أساليب لتطوير
وتدريب المخ ومنها:ر

إلعب بلي ستيشن او سيجا

إختر لعبة أكشن وتدرب عليها
لأنها ستساعدك في عمل توازن بين
حركة العضلات وحركة العينين

تعلم كلمة جديدة كل يوم

فبإمكانك إختيار أحد اللغات المفضلة لديك
وإختر كلمة واحدة كل يوم وإحفضها


إدخل مسابقات مع زملائك

لتهجئة الكلمات بالعكس

تجنب القلق

وذلك بتحويل تفكيرك الى ذكرى جميلة
كلما مررت بضروف أو مواقف توترك

مارس رياضة المشي

ولو حتى لكيلو واحد باليوم
ولمدة 4 مرات إسبوعيا

إحرص على النوم

بفترة الظهيرة ولمدة 20 دقيقة يوميا
حتى تجدد نشاط مخك

حل الكلمات المتقاطعة

أو لعبة سودوكو

إستخدم يديك

وذلك عن طريق ممارسة هواية
كالرسم أو الكتابة
أو الزراعة....ت


إقرأ كتاب جديد واحد شهريا


وسؤال طبيبك: كم من الوسائل السابقة تطبقها بحياتك؟
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

بارك الله فيكم أخية سويت على هذه الحلقات الرائعة
تحيتي يا غلية

وبآرك بكم وأكرمكم أخي ..

نورت الصفحه بحضورك الكريم ..

شكري وامتنآني ..~

picture.php

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

جميعنا يبحث عن أسباب النجاح وجميعنا يعتقد أنها صعبة. البعض يولد بها والبعض الآخر يحاول اكتسابها. وقد يتحقق الحلم لكلا الطرفين في النهاية ولكن الأول يسير بسلاسة ويسر، والثاني بجهد وقدر كبير من الانضباط.. الفرق بين الناجح بطبعه (ومن يحاول النجاح) كالفرق بين من ولد رشيقاً ومن يهلك نفسه (بالريجيم) كي يصبح كذلك.

الأول نتيجة طبيعية للبيئة الجيدة والظروف المناسبة والثاني "مكافح" يدرك أكثر من غيره صعوبة الإنجاز وأهمية التضحية.. وسواء كنت ناجحاً بطبعك (أو تسعى للنجاح) فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح. وهذه المبادئ تختلف في أهميتها باختلاف الهدف الذي تسعى إليه.

ولكن يمكن القول أن هناك (أربعة مبادئ) يصعب إنجاز أي هدف بدونها

: المبدأ الأول: الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة. .. فإن لم تلتزم ببرنامج واضح (نحو هدف معين) فلن تصل أبداً. يجب أن تحدد هدفك أولاً ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها. يجب أن تطرح أكبر قدر من الحلول ثم تأخذ أفضلها وأقربها للواقع.. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير التزام ولا خطة ولا طموح {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على سراط مستقيم}!

المبدأ الثاني: نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية. .. تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق، فجميعنا يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا إنجاز حقيقي.. تخيّل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط.. ومن هذه الساعة اقتطعت 30دقيقة لحفظ القرآن، وعشر دقائق لحفظ حديثين، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات إنجليزية، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية.. إن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين أجنبيتين وتحفظ قدراً هائلاً من الأحاديث النبوية (وتذكر أنها ساعة فقط)!!

المبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها. .. كل إنسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص. البعض يستغلها بشكل جيد والأغلبية تتهرب منها لمجرد أنهم فوجئوا بها، لذا إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم أنها لحظة المغامرة وعناد الذات.. ليس هذا فحسب بل يجب أن تستعد مسبقاً وتهيئ نفسك للمفاجآت، قبل فترة مثلاً اتصل بي رئيس إحدى المجلات السياحية وطلب مني الكتابة لديهم. حينها شعرت برغبة في الاعتذار ولكنني (عاندت نفسي) وقبلت التحدي. وبعد الموافقة قال لي "سنترك لك فترة أسبوع كي تزودنا بأول مقال". ولكن ما أن أنهى المكالمة حتى أرسلت له سبع مقالات بالفاكس.. هل تعرف كيف أتيت بها؟.. كنت مستعداً لعرض كهذا (ورافع على جنب) مجموعة من المقالات السياحية!!

المبدأ الرابع: الثقة بالنفس والاعتماد على الخالق! .. من الطبيعي أن تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك، فالفشل تجارب أولية (وضرورية) للوصول للتركيبة الناجحة، ولكن المشكلة أن معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية. يجب أن تملك الإصرار والثقة ولا تقف ساكناً تجتر الأفكار المثبطة.. بل على العكس، يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة.. وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق أن "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".

م فهد عامر الاحمدي
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

عمرو خالد

مَن الذي يصنع حياتنا؟ هل نصنعها بأيدينا؟ أم أن الظروف هي المسؤولة عن صنع حياتنا؟

مَن المسؤول عن الحالة الصعبة للأمة؟ مَن السبب في تأخرنا؟ مَن السبب في عدم ثبات الشباب على التدين؟ مَن المسؤول عن عدم وجود شاب مسلم متفوق رياضياً على سبيل المثال؟
مَن يصنع حياتنا؟ إرادتنا أم الظروف؟

يرى علماء النفس أن هناك ثلاثة مؤثرات هي التي تصنع حياة الإنسان:

- المؤثر الوراثي (الجيني)

- المؤثر التربوي

- المؤثر البيئي

وبهذا، فإن هذه المؤثرات الثلاثة هي التي تحكم تصرفات الشخص وردود أفعاله في الحياة.

إن فرويد، ومن معه، يفسرون صفة العصبية أو البخل مثلاً في الإنسان بإرجاعها إلى العامل الوراثي، ويعتقدون أن مثل هذا الشخص لا يد له في كونه عصبياً أو بخيلاً، لأن العامل الوراثي هو المتحكم. كذلك يفسر فرويد، ومن معه، السلوك السيئ لبعض الأفراد تجاه زوجاتهم، على سبيل المثال، بإرجاعه إلى العامل التربوي، فيرون أن هذا الشخص، عندما كان طفلاً لابدّ أنه رأى والده وهو يهين زوجته، مما جعل هذا الطفل يسلك السلوك نفسه تجاه زوجته عندما كبر. وهذا كله خارج على إرادته، لأن العامل التربوي هنا هو المتحكم. ومن وجهة نظر فرويد، يمكننا أن نفسر عدم ثبات شاب على طاعة الله تعالى، بإرجاع ذلك للعامل البيئي. فالبيئة حول هذا الشاب مليئة بالفتن، لذلك لا يستطيع الشاب الثبات رغماً عن إرادته، لأن العامل البيئي هو المتحكم وليس إرادة الشاب.

ولكن، هل هذا الرأي صحيح؟

هذا الرأي خطير للغاية. فهل لنا أن نسأل كيف سيحاسبنا الله تبارك وتعالى، إن لم نكن نحن المتحكمين في أفعالنا، بل الظروف والمؤثرات الثلاثة هي التي تحدد حياتنا؟

لئن كان هذا رأي علماء النفس، وهو أنه لا إرادة لنا في تصرفاتنا، فلنستمع إلى رأي الإسلام ورده على السؤال المطروح هنا، وهو: مَن المسؤول عن صنع حياتنا؟ هل هي الظروف؟ أم هي الإرادة الشخصية للفرد؟

يُعتبر رأي علماء النفس سابق الذكر من وجهة نظر الإسلام خطأً كبيراً. فالإسلام يقر بأن الشخص يقع تحت المؤثرات الثلاثة السابق ذكرها، ولكنه يقرر أن الله تعالى قد منحنا السلاح لقهر هذه المؤثرات الثلاثة، ويتمثل هذا السلاح في ما أعطاه الله لنا من إمكانات. لذا فإننا يوم القيامة سنحاسب على كيفية استغلالنا لما أعطاه الله لنا من إمكانات في قهر المؤثرات والظروف. فكلما نجح الإنسان في استغلال إمكاناته في قهر المؤثرات، كان من أهل الجنّة، وكلما قهرت المؤثرات إمكانات الشخص كان حسابه شديداً عند الله تعالى.

الإمكانات التي أعطاها الله لنا هي طاقة داخلية وضعها الله في كل شخص منا، للكفاح والتحمل والصبر. فهذه الطاقة موجودة، وعند استدعائها يمكنها قهر أي شيء. فلنفجر ما في داخلنا من طاقة.
أنبياء الله جاءوا في وجود مؤثرات وظروف أصعب بكثير من ظروفنا الآن. سنتناول اليوم نموذجاً نجح في الدُنيا والدين، هذا النموذج تعرض لمؤثرات دنيوية شديدة، ومع ذلك نجح وقهر المؤثرات.

هذا نموذج هو سيدنا يوسف. ومن قصة سيدنا يوسف سنؤمن بأنه يمكننا أن ننجح كما نجح هو.

انظر إلى ما تعرض له يوسف من مؤثرات الدنيا:
- عندما كان طفلاً كان محل كره إخوته وغيرتهم وحسدهم.
- تم إلقاؤه في البئر وعمره لا يزيد على 12 سنة. ويقول الله تعالى: (غَيَابَتِ الجُبِّ) لما كان من عمق البئر.

- تم بيعه كعبد وظل عبداً لمدة 10 سنوات.

- ألقي في السجن بعدها مدة 10 سنوات أخرى.

- عندما بلغ 40 عاماً بدأ حياته كعزيز مصر.

فها هي 40 عاماً مرت من حياته من العذاب، ولكنه نجح في الحياة على الرغم مما تعرض له من مؤثرات.

فما هي الإمكانات التي مكنته من النجاح؟

- الصبر: يجب أن نتعلم الصبر لتحقيق النجاح.

- الموهبة: موهبته في تفسير الأحلام. وقد أعطى الله كلاً منا موهبة تمكنه من النجاح.

- العلم: علم الاقتصاد، وقد تعلم سيدنا يوسف الاقتصاد من عزيز مصر، فكونه عبداً لم يمنعه من أن يتعلم ويستفيد من عزيز مصر.

وهذه هي مفاتيح النجاح لأي فرد: صبر، وعلم، وموهبة. وبهذه الإمكانات نجح سيدنا يوسف وأصبح عزيز مصر، الذي قاد المشرق العربي كله وأنقذه من كارثة المجاعة. فاستغلال الإمكانات يجعل قهر المؤثرات شيئاً ممكن التحقيق.
هذه هي حال يوسف ونجاحه مع الدنيا، فهيا بنا نرَ سيدنا يوسف والدين.

تعرض يوسف لفتنة عظيمة كان يمكن أن تجعله يفقد دينه، ألا وهي فتنة النساء. إن قصة يوسف وفتنة النساء لم تترك عذراً لأحد. فالسيدة هي امرأة العزيز، ذات منصب وجمال، وهو يوسف، شاب قوي جميل أعزب، أمامه سنوات طويلة ليتزوج، وهو عبد، يُقبل منه مالا يُقبل من السيد، وهو غريب يُقبل منه مالا يُقبل من أهل البلد. ومن الفتنة أنها هي التي كانت تعرض نفسها عليه وتقول: (هَيْتَ لَكَ)، وغلَّقت الأبواب، فهو في مأمن من الفضيحة، وهي التي تدعوه، وقد دعته مرات كثيرة؟ ولقد راودته عن نفسه. ولكنه على الرغم من كل المؤثرات (قالَ مَعَاذَ اللهِ إِنّهُ رَبّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إنّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمُونَ)، وهي تقول عن مدى مقاومته لها إنه "استعصم"، أي أنه نجح في قهر المؤثرات والفتن، ونجح في الدنيا والدين.

إمكانات سيدنا يوسف التي جعلته ينجح دينياً:

- الصبر: الصبر عن المعصية، والصبر على الطاعة.

- الدعاء: (وَإِلّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنّ) واستعانته بالله تعالى على الفتن.

فماذا عنك أنت؟ هل ستنجح كما نجح؟ هل ستقهر المؤثرات؟ هل ستقول لا للمعصية؟

أيّها الشباب، كيف سيكون حالكم بعد هذا المقال؟ هل ستظل هذه الشحنة الإيمانية بداخلكم؟ أم أنها ستتبدد أمام أول معصية تعرض عليكم؟ (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (سبأ/ 20)، فظن إبليس فينا أننا رغم قراءتنا هذا المقال وتأثرنا به، إلّا أننا سنضعف أمام ما يعرضه لنا من المعاصي. فهل سنكون عند ظن إبليس؟ لا. بل كلنا أمل في أن يكون جميع من يقرأ هذا المقال، إن شاء الله، هو من فريق المؤمنين الذي تتحدث عنه الآية.

يا كل القراء: في إمكاننا أن ننجح. فإذا كان سيدنا يوسف قد نجح تحت كل هذه المؤثرات، فسننجح نحن إن شاء الله.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

كيف تكتب خطه ليومك ؟؟

كتابة خطة اليوم إما أن تكون في اليوم السابق مساءاً أو في الصباح عند الاستيقاظ أو كلاهما معاً .. فأحياناً أنا أكتب خطة في المساء وأستيقظ مبكراً أو بعض الأهداف ليس لدي الحماس لتحقيقها فأتركها .. كتابة الخطة اليومية يزيد 30 بالمئة من الإنجاز اليومي .. وفي هذه المقالة سأعطيك بعض النقاط والأفكار الجميلة تثريك في موضوع خطة اليوم ..

-- اذا حققت نصف ما كتبته فأنت على الطريق الصحيح ، اذا حققت 80 بالمئة وما فوق فأنت رائع ، اذا حققت أقل من النصف فعليك مراجعة نفسك ..

-- ليس عليك أن تنهك نفسك بالأهداف فهي جاءت لتشغلك وتنميك لا تقيدك وتتعسك وتجعل الحياة مقيدة ..

-- تستطيع كتابة أهدافك على الوورد أو البوربوينت بطريقة جميلة ..

-- ارسم دائرة بالنصف وأخرج عدة أفرع ( خطوط ) وعليها أكتب أهدافك ..

-- بجانب كل هدف أكتب أهميته ( أ : مهم ، ب : وسط ، ج : غير مهم ) ..

-- أنصحك بمذكرة أولوياتي لمبتكرها د.وائل العسق .. فيها قسم للمذكرات .. مواقيت الصلوات .. حكم يومية .. قسم للأهداف بالوقت .. وقسم آخر للأهداف وبجانبها جدول مبتكر جدا .. بجانب كل هدف تكتب أهميته ورقمه بحيث ترتب ماذا ستفعل أولاً .. كذلك يوجد مربع لتكتب تم الهدف أم قمت بتفويضه أم أنه جاري العمل عليه .. ستجد فيها شرح لأهداف السنة والحياة بشكل مبسط وجميل ..

-- قمت بعمل مفكرة مبتكرة أسميتها أهم الأهداف فيها جدول من عمودين العمود الأول جوانب الحياة ففيها كل الجوانب ( الروحي ، النفسي ، الاجتماعي ، الصحي ، المتعة ، العطاء ، العمل ) .. فكرتها أن لا تنسى بقية الجوانب بل أن تحقق ولو هدف بسيط في كل جانب ..

-- اذا كنت في حيرة في الأمور التي ستفعلها بإمكانك وضع أهدافك في علبة وتقوم بسحب الأهداف ..

-- اسأل نفسك مالذي أفعله اليوم ويقربني من أحلام الغد ..

-- اسأل نفسك ما الكلمات التي تحفزني لتحقيق هذه الأهداف ..

-- لماذا أريد تحقيقها ؟ .. أجب على هذا السؤال وستجد أن رغبتك ستزداد لتحقيق أهدافك ..

هذه بعض الأفكار لكتابة خطة ليوم واحد جرب أن تكتب خطة كل يوم لمدة أسبوع كامل وانتظر النتائج ..

عبدالله العثمان
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

«الفشل» ليس مقبرة طموحاتنا

د. علي الحمادي

يُحكي أن قائداً هُزِمَ في إحدى المعارك، فسيطر اليأس عليه، وذهب عنه الأمل، فترك جنوده وذهب إلى مكان خال في الصحراء، وجلس إلى جوار صخرة كبيرة.. وبينما هو على تلك الحال، رأى نملة صغيرة تَجُبرُّ حبة قمح، وتحاول أن تصعد بها إلى منزلها في أعلى الصخرة، ولما سارت بالحبة سقطت منها، فعادت النملة إلى حمل الحبة مرة أخرى، وفي كل مرة، كانت تقع الحبة فتعود النملة لتلتقطها، وتحاول أن تصعد بها.. وهكذا.

فأخذ القائد يراقب النملة باهتمام شديد، ويتابع محاولاتها في حمل الحبة مرات ومرات، حتى نجحت أخيراً في الصعود بالحبة إلى مسكنها، فتعجب القائد المهزوم من هذا المنظر الغريب، ثم نهض القائد من مكانه وقد ملأه الأمل والعزيمة فجمع رجاله، وأعاد إليهم روح التفاؤل والإقدام، وأخذ يجهزهم لخوض معركة جديدة.. وبالفعل انتصر القائد على أعدائه، وكان سلاحه الأول هو "الأمل" وعدم اليأس، الذي استمده وتعلمه من تلك النملة الصغيرة، حتى قاده ذلك إلى النجاح المطلوب.

وفي شهر أغسطس من عام 1932م، أطلقت الجمعية الأمريكية للسياحة بين الكواكب صاروخها الأول، ولم يكن طوله يزيد عن (15)سم، وقطر قاعدته (7,5)سم، وكانت منصّة الإطلاق مكونة من قائمتين مصنوعتين من خشب الصنوبر! وقد غُطيتا بكمية وافرة من الصابون لتسهيل انزلاق الصاروخ إلى الأعلى (تأمل)، وقد وقف رئيس الجمعية "ديفيد لير" والمهندس "لورانس ماننج" يراقبان عملية الإطلاق من خلف أكياس الرمل!

وتفادياً لمشكلات الإشعال فقد كُلِّف أحد المهندسين المساعدين بإشعال الصاروخ بعود من الثقاب!! وبعد ثانيتين دار المحرك كما كان مقدراً له، ولكنه لم يلبث أن انفجر وطار إلى حيث وقع على بعد (170) متراً من منصة الإطلاق!

إنها – دون ريب – صورة غريبة عجيبة لا يكاد جيل اليوم يصدق أنها حدثت قبل 77 عاماً فقط، وانها كانت هي البداية لعصر الفضاء، الذي لا يفتأ يطلع علينا كل يوم بكشوفات جديدة لا تكاد تُصدق.

ومن المؤكد أنه لم يكن يخطر ببال أحد ممن شاهدوا تلك التجربة أنه لن يمضي سوى سنوات قليلة حتى يتمكن الإنسان من إرسال أول قمر صناعي، ليدور حول الأرض (القمر الصناعي السوفييتي "سبوتنيك1" في 4/10/1957م)، ثم سنوات أخرى قليلة ليطأ بقدميه أرض القمر.

وإذا ما قارنّا الآن تلك الصورة للصاروخ الأول، مع الصورة الحالية التي عليها محطات الفضاء، فإننا نجدها أشبه بفيلم كارتوني هزلي ضاحك!!

فأين مثلاً ذلك الصاروخ الضئيل، الذي لم يتجاوز طوله بضعة سنتيمترات، من صواريخ اليوم التي تناطح بقاماتها السحاب؟!
أضف إلى هذا، أن عملية إطلاق الصواريخ اليوم تتم تحت إشراف عدد كبير من الفنيين والخبراء والعلماء يزيد عن عشرة آلاف، موزعين في محطات المراقبة والتوجيه المختلفة والموزعة في أرجاء عديدة من الولايات المتحدة الأمريكية، وهؤلاء – بطبيعة لحال – لا يقومون بالمراقبة من خلف أكياس الرمل، كما فعل أولئك الرواد الأوائل، بل يقومون بالمراقبة عبر شاشات التلفزيون والرادار والكمبيوتر، التي تعطي في نفس اللحظة جميع المعلومات المتعلقة بالصاروخ وبعملية الإطلاق.

وقد بلغت الصواريخ في أقل من نصف قرن درجة راقية من التطور، فأصبحت قادرة على الوصول إلى أية بقعة من الأرض أو من كواكب مجموعتنا الشمسية المترامية الأبعاد، بحيث يمكن مقارنة الدقة في توجيه الصواريخ وإيصالها لأهدافها بإصابة ذبابة تقف على رأس "تمثال الحرية" في نيويورك من بندقية قناص يقف على سطح "الكرملين" في موسكو!! وهذه – دون ريب – نقلة نوعية متميزة، استطاع بها العلماء تحويل الخيال إلى واقع، وجعل المستحيل ممكناً!

ويقول "دينيس ويتلي": الفشل ينبغي أن يكون معلماً لنا وليس مقبرة لطموحاتنا، والفشل ما هو إلا حالة تأخير وليس هزيمة، إنه تحول مؤقت عن الوصول إلى الهدف وليس نهاية مميتة، وهو شيء يمكننا تجنبه فقط بألا نقول أو نفعل أو نكون شيئاً.

فالحياة عبارة عن سلسلة من التجارب والخبرات، بعضها جيد والآخر سيئ، وكل واحدة من هذه الخبرات تجعلك أكثر قوة على الرغم من أنه غالباً ما تغفل عن إدراك ذلك! فكما يقول المثل: "الضربات التي لا تقصم الظهر تزيده قوة"، المهم أن تحاول ولا لمرة واحدة، فقد يحالفك التوفيق، ولا تستسلم للفشل، ولا تركن للكسل.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

التشتت الذهني وعدم القدرة على التركيز

محمد داود

في أيامنا هذه يستيقظ الانسان صباحا وفي رأسه مئات الأنشطة والهموم والأعمال التي يجب عليه القيام بها. هذا الضغط اليومي يفقدنا أحيانا القدرة على التركيز ويشتت ذهننا وهو يفكر في هذه الأوليات: هناك عمل أو وظيفة وهناك أب مريض في المستشفى أو ابن في المدرسة يتراجع مستواه وابنة اقترب موعد إعلان خطوبتها. وصديق عاد لتوه من السفر وتتوجب زيارته. فماذا سيفعل الفرد وعلى ماذا سيركز ذهنه؟

جذور المشكلة
أن الاهتمام بروتين الحياة اليومية قد يشرح بعض جوانب التشتت الذهني للانسان أو عدم قدرته على التركيز. لكن معرفة جذور المشكلة يعتبر أمرا حيويا لتحديد ماذا كان عدم القدرة على التركيز أمر عادي نتيجة تشعب الأعمال التي يقوم بها الفرد أم أن هناك أسبابا أخرى نجهلها ويتوجب علينا التحري بشأنها.
وفي دراسة اجريت حول هذا الموضوع تبين أنه من الصعب جدا تنفيذ كل متطلبات روتين الحياة اليومية دون الاضرار بالصحة العامة للفرد. فأحيانا كثيرة يكون الجسم والعقل في حالة تخاصم بسبب الأعباء الذهنية والجسدية. فالعلاقة بين الناحية الجسمية والعقلية قوية جدا فاذا تعب العقل يتعب الجسم واذا تعب الجسم ينشل التفكير أحيانا ولاتفيده سوى ساعات النوم والراحة وتفريغ الذهن من المتاعب التي أثقلت كاهله.

ما يعانيه القلب يشعر به الدماغ
شرحت الدراسة هذا العنوان الهام :بقولها ان الوضع العاطفي للشخص ينعكس بشكل مباشر على نشاطه الذهني، وضربت أمثلة على ذلك بالقول ان من يحب كثيرا يتألم قلبه ويتشتت ذهنه وكذلك هو الأمر بالنسبة لمن يحزن كثيرا. وقالت الدراسة "بالنسبة لحالة الحب الكبير يتشكل عادة شعور بالخوف من فقدانه الأمر الذي يؤلم القلب ويشل التفكير ويفقد القدرة على التركيز". وأضافت "أما بالنسبة لحالة الحزن الكبير فان تألم القلب ينعكس بقوة كبيرة على الحالة الذهنية ويصبح الانسان أسير تلك العاطفة القوية التي تفقده القدرة على التركيز".

وقالت الدراسة أن تعرض الانسان لصدمات يعد من أهم الأسباب الكامنة وراء عدم القدرة على التركيز. فالمرأة التي تتعرض للاغتصاب مثلا تعاني من عدم قدرة مزمنة على التركيز بسبب سيطرة ذكريات الصدمة أو "التروما" على النقاط المسؤولة عن التركيز في دماغها. وكذلك هي الحال بالنسبة لمن تعرض لحادث سير مروع ونجا باعجوبة. وأوضحت الدراسة بأنه قد يكون بالامكان التغلب على هذه الحالات لكن ذلك يتطلب سنوات كثيرة.

الخوف المرضي يشل التفكير أيضا
وتابعت الدراسة تقول ان الخوف أيضا يتسبب في فقدان القدرة على التركيز، ولذلك فان الطلاب الذين يواجهون الامتحانات يشعرون بالخوف الذي يتسبب في تشتيت أذهانهم وعدم قدرتهم على التركيز. من أجل ذلك نصحت الدراسة الطلاب الذين يخضعون للامتحانات بعدم التفكير بالنتائج بشكل مؤقت من أجل اتمام الامتحانات. وأكد الأطباء بأن عدم التفكير بالنتائج يساعد كثيرا على قهر الخوف ولو بشكل جزئي.

وقالت الدراسة أن هناك فارقا بين الخوف العادي الذي هو من صفات الانسان الصحية وبين الخوف المرضي أو القسري، كما وصفه الأطباء. ففي حالة الخوف المرضي لايستطيع الانسان تركيز تفكيره بشكل كامل على مايقوم به أو ماسيقوم به ويشعر بالرهاب مسبقا فقط للشعور بأن هناك شيئا سيقوم به.

غياب قوة الارادة
وأضافت الدراسة بأن غياب قوة الارادة يتسبب أيضا في فقدان القدرة على التركيز لأن القيام بأي عمل يتطلب ارادة لتنفيذه. وهنا حددت الدراسة سببا قويا لغياب قوة الارادة وربطته مباشرة بفقدان الرغبة في القيام بأمر ما. وأوضحت بأن شعور الانسان بأنه مكره أو مجبر على القيام بشيء يفقده مباشرة الرغبة ومن ثم قوة الارادة وهما الشيئان المرتبطان مباشرة بفقدان القدرة على التركيز. ولهذا السبب، بحسب الدراسة، فان الطلاب يشعرون بأنهم مجبرون على التقدم للامتحانات الأمر الذي يفقدهم الرغبة وقوة الارادة وبالنتيجة فقدان القدرة على التركيز.

ونصحت الدراسة الطلاب الذين يشعرون بأن التقدم للامتحان أمر اجباري مفروض عليهم بأن يقللوا من ذلك الشعور ويعتبرونه مماثلا لأمر يطلبه منهم الأبوان. فهل يشعر الابن بأن تنفيذه لرغبة جيدة لأبويه أمر اجباري؟ وقالت الدراسة ان التفكير بهذه الطريقة يساعد الطلاب على نبذ الشعور بأنهم مكرهين على التقدم للامتحانات.

متى يكون فقدان القدرة على التركيز مرضيا
قال الأطباء المشرفون على الدراسة بأن فقدان القدرة على التركيز لايعني بالضرورة الاصابة بمرض دماغي، لكن ذلك ممكن بالرغم من أنه نادر الحدوث. فهناك بعض الأعراض المرضية في الجهاز الهضمي تؤدي الى ضعف القدرة على التركيز وذلك للعلاقة بين الجهاز الهضمي والدماغ. فعملية المضغ والابتلاع والهضم كلها أمور لاإرادية مما يعني بأن هناك نقاطاً في الدماغ تعتني بذلك. فان كان هناك خطأ في الجهاز الهضمي فانه يحيد القدرة على التركيز ويجعل الدماغ في حالة ارتباك.

وأضافت الدراسة بأن فقدان القدرة على التركيز من دون وجود أسباب عاطفية أو هضمية وترافق ذلك بصداع مستمر وغشاشة البصر قد يعني اصابة الدماغ بورم في حال عدم زوال الصداع بالأدوية. في هذه الحالة نصح الأطباء بالاسراع بالذهاب للاطباء المختصين لاجراء التصوير الطبقي المحوري للدماغ للتأكد من سلامته.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

إدآرة الوقت بحكمة أكبر ..~

هناك الكثير من الأشياء التي قد تسرق وقتك دون أن تشعر، كقراءة البريد الإلكتروني، أو مشاهدة برامج معينة، أو البحث عن أوراق معينة، أو كتب خاصة بك، أو المكالمات الهاتفية غير الضرورية، وإدخال بعض النظام على هذه الأشياء قد يوفر الكثير من الوقت، فمثلاً لا تقرأ البريد الخاص بك كل يوم، بل عين وقتاً محدداً لقراءته والبحث عبر الإنترنت، اكتب جدولاً خاصاً بك بالبرامج التي تريد متابعتها، ورتب أوراقك وكتبك بشكل منظم، عند انشغالك بعمل مهم لا تجب على هاتفك النقال، ومع الوقت سيعرف المتصلون الوقت المناسب للاتصال بك، كما أن الرسائل الهاتفية تعتبر بديلاً جيداً وتوفيراً للوقت.


* أجل إدارة الوقت بشكل أكثر حكمة إليك بعض الخطوات:
- راقب حياتك، وتعرف لى الكيفية التي تصرف بها وقتك، تعامل مع الوقت بحرص، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر/ 29-30).

- تمتع بكل عمل تقوم به، وهذا يكون عندما تتضح عندك أهمية العمل لحياتك في الدنيا والآخرة، ويكون هذا العمل سبيلاً لتحقيق أهدافك التي خططت لها بالشكل الصحيح.

- انظر إلى أعمالك بتفاؤل وبنظرة مشرقة، واحتفل بكل نجاح تحققه، فمثلاً إذا بدأت بأداء الصلاة كافئ نفسك على هذا، وإذا أقبلت على الناس وبدأت تتعامل معهم بشكل أكثر وداً كافئ نفسك، والمكافأة قد تأخذ أشكالاً عدة حسب ما تحب كزيارة صديق تعزه أو شراء كتاب ينمي هواياتك أو أداة مكتبية لمكتب وغيرها الكثير.

- لا تضيع وقتاً كبيراً في التأسف على أخطائك واستفد من تلك الأخطاء وتب إلى الله، وتابع حياتك الجديدة بسرعة.

- اكتب كل ما تود فعله حتى البسيط منه، وابدأ في استخدام نظام الجداول في حياتك، وضع وقتاً محدداً لكل عمل تريد إنجازه.

- ابدأ بتنفيذ الجزء الصعب من المهمة التي خططت لها، فمثلاً إذا نويت صدقة فأعدّ المبلغ الذي تريد إخراجه وضعه في مظروف، وستأتي مصارف إخراجه لاحقاً وبسهولة.

- راقب نفسك جيداً ولا تدعها تضيع عليك الوقت في هذه الفترة، وإذا انخرطت في عمل تشعر أنه يضيع وقتك اخرج منه بسرعة وانظر إلى أهدافك وجداولك وتقدم إلى الأمام.

* تبديل اللاعبين:
أما الخطوة الأخرى التي تستطيع القيام بها هي تبديل اللاعبين.. أخرج التسويف والتأجيل من ملعب حياتك، وأنزل بدلاً منها الهمة العالية، وهذا يمكن أدائه عن طريق:

- تعرف على السبب الذي من أجله تقوم بتأجيل عمل معين، كأن تقول: لن أصلي القيام اليوم ربما في الغد؛ لأن لدي عملاً صباحاً، تحقق من صدق السبب الذي وضعته لك نفسك، فربما تقضي هذا الوقت في المنزل أمام التلفاز بدلاً من صلاة القيام دون أن تشعر.

- تذكر شعورك الجيد عندما قمت بعمل ما في السابق دون أن تؤجله، وانقل هذا الشعور لكل عمل تحب أن تقوم به، فهذا من شأنه أن يحفزك للمضي قدماً.

- إذا كان سبب تأجيلك للقيام بعمل ما هو أنك تبحث عن من يقوم به عنك، فاعلم أن هناك أعمالاً لا يستطيع أحد غيرك أن يقوم بها؛ لأن نتيجة هذه الأعمال تخصك أنت.

- ضع وقتاً للبداية ووقتاً للنهاية لكل عمل تحب أن تنجزه، فهذا من شأنه أن يلزمك بأدائه.

- اعلم أن أعمارنا محدودة وكل يوم تغيب شمسه لن يعود ولن يعوض فقوِّ عزيمتك، وحاول أن تستفيد من وقتك لأقصى حد.

- هناك الكثير من اللاعبين الذين يجب عليك استبدالهم قبل فوات الأوان، فأخرج الكسل والغفلة والجهل إلى خارج الملعب واستبدلهم بالمعرفة والنشاط واليقظة وتعلم ما هو مفيد لك.

* استخدام العنف:
- كم مرة استخدمت اللين مع نفسك وخفت أن ترهقها، وأضعت على نفسك الكثير من الأعمال التي تدر عليك الربح والثواب الكثير؟

لا تستعجل بالإجابة وتنفي الحدث، بل فكر به بشكل مفصل دون التحيز لتلك النفس.

وبعد التفكير تأكد أنك ستحتاج إلى نفسك اللوامة في الكثير من الأمور، تلك النفس التي ستحقق معك بعد كل عمل خير قمت به ولماذا قمت به؟ هل تقصد منه وجه الله تعالى أم تقصد به سبباً آخر دنيوياً؟

تلك النفس التي ستسألك وتعنفك عندما تخطئ وتطلب منك التوبة السريعة وتصحيح الخطأ وتقديم عمل الخير وهي التي تلتزم بأمر رسول الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم : "اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".
ومن عظم تلك النفس قال الله تعالى: (لا أقْسِمُ بِيَوْمِ القِيامَةِ * وَلا اُقْسِمُ بِالنّفْسِ اللّوّامَةِ)

* التفكير الإبداعي:
وهذا مجاله واسع جداً فأنت تستطيع التفكر بعدد لا محدود من الأعمال التي تستطيع أن تلزم نفسك بها للقيام بالطاعات أو تستخدمها للدعوة إلى الله، سواء كانت أفكاراً بسيطة أو أكثر تعقيداً، تستخدم ما وهبك الله من علم وآله للقيام بها ولكن كن دائماً في دائرة الشرع والدّين، وترفق بنفسك وبالآخرين، وكن أنت في ذاتك رمزاً للدعوة إلى الله بأخلاقك وهيئتك وتصرفاتك وبشاشتك.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

من منا لم يصادف في مجتمعه يوماً أشخاصاً ينبضون فرحاً وانشراحاً تمنّ عليهم الطبيعة بحياة أطول نتيجة التفاؤل، الذي يبدو أنه يطيل العمر بمعدل سبع سنوات على الأقل بمعزل عن السن والجنس والوضع الاجتماعي الاقتصادي والصحة الجسدية.

والسر في ذلك يكمن في قدرتهم على التقليل من آثار التوتر النفسي المدمرة. لا شك في أن المتفائلين يصابون بالتوتر ولكنهم يتجاوزون الحالة بسرعة ويستعيدون عافيتهم الجسدية والعقلية بلمح البصر. إليكم 4 عادات حميدة يمكنكم اعتمادها لتنعموا بعمر مديد.

- حافظوا على علاقاتكم
لعل الثرثرة مع الجيران على فنجان قهوة أو شاي تحمل مفعولاً سحرياً، فتبادل أطراف الحديث مع الآخرين يساعد في بناء شبكة اجتماعية تبقي ذهنكم ثاقباً وتساعدكم في عيش حياة أطول وتخفّف خطر الإصابة بنوبات قلبية. كذلك، مجرد التكلم مع صديق عبر الهاتف ينعكس فوراً انخفاضاً في ضغط الدم وهرمون الضغط النفسي {الكورتيزول}. فالأبحاث تشير إلى أن بناء علاقات جيدة على المدى الطويل يحمل منافع جسدية توازي النشاط الجسدي أو الامتناع عن التدخين. خذوا مبادرة الاتصال بالأصدقاء وحددوا موعد لقاء على الغداء أو العشاء، إذ إن الاحتكاك المباشر يحمل منافع أكبر.

- عبّروا عن امتنانكم
ارفعوا معنوياتكم بتدوين الأحداث المفرحة على ورقة، إذ تبين أن الأشخاص الذين يقومون بهذا العمل يشعرون بتفاؤل أكبر في الأسبوع التالي ويستأثر بهم إحساس الرضى. كذلك يشعرون بقوة جسدية أكبر لا سيما أن الامتنان يبدد السخط والمرارة. ولكن لا تبالغوا في ذلك بل اكتفوا بتدوين هذه الملاحظات مرة أسبوعياً كي لا تصبح المهمة بمثابة مشقة مرهقة.

- تحلّوا باللطف
هل تقومون بأعمال خيرية خلال النهار؟ القيام بخمسة أعمال من هذا النوع يعزز شعوركم بالرفاهية والسعادة فلا تهملوا هذه المهمة. يمكنكم الاكتفاء في هذا المجال ببعض الأعمال البسيطة وغير المخطط لها كالتنازل عن مقعدكم في الباص لصالح شخص مسنّ وستجدون لا محال أن الأجر يتجاوز الجهد المبذول، إذ ستلاحظون الامتنان والتقدير على وجوه الآخرين. استمرّوا في هذا المجال إنما احرصوا على أن تأتي أعمالكم عفوية وخالية من أي إكراه كي لا تفقد مفاعيلها العلاجية.

- أعيدوا النظر في حياتكم
يمكنكم إعادة تدوين التاريخ والشعور بتحسّن ملموس نتيجة ذلك. كرّسوا بعض الوقت لتسجيل حادثة مهمة حصلت معكم في الماضي، فتظهير التجارب التي تمرون بها يضع النقاط على الحروف ويحسن نظرتكم المستقبلية إليها. ومجرد إعادة النظر بهذا الحدث يسمح لكم بتسجيل إنجازاتكم ورفع معنوياتكم. نظموا مراحل حياتكم بحسب تسلسلها الزمني: السنوات الجامعية، بداية الزواج، الحياة المهنية، الأمومة، وحددوا مواطن فشل كل مرحلة ونجاحها والدروس الصالحة للمستقبل. من المفيد في هذا المجال مراجعة التجارب الحسنة والسيئة على السواء فلعل الأيام التي مرت عليها ستمنحكم نعمة التجاوز والغفران، وحتى لو كانت الذاكرة مليئة بالأحداث المؤلمة من المفيد مواجهتها لتخطّيها واستقاء العبر فتقبُّل التجارب القديمة يكسبكم مناعة ضد المصاعب والمحن المستقبلية.

أفضل أنواع التشاؤم
إن كنتم من الأشخاص السريعي الغضب الذين يرون في جارهم الدائم الانشراح شخصية غير موزونة، فهل ستحرمون من الصحة والعافية؟ كلا، شرط أن يكون تشاؤمكم إيجابياً أي أن تكونوا من عشاق التذمّر والانتقاد والتعبير للآخرين عما يخالج قلبكم تمهيداً لأخذ المبادرة في التصرف. فالمتشائمون الإيجابيون يحاربون الحياة، ما ينعكس إيجاباً عليهم ويمنحهم بعض المزايا الخاصة بالمتفائلين على حدّ قول بعض الاختصاصيين. أما المتشائمون السلبيون فيستسلمون لأنفسهم وللحياة وتكون هذه المواقف السلبية مكلفة بالنسبة إليهم، إذ يخسرون بعض سنين عمرهم.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

هناك خمسة أشخاص يجدر بنا أن نحاول تجنب التحدث إليهم. فالحوار مع هؤلاء قد يدخلنا في دوامة الحوار العقيم وغير المريح حيث تكثر فيه مقاطعات المتحدث التي تفسد على الجالسين متعة الحديث. فالحوار يصبح مملاً إذا لم يلتزم أحد أطرافه بالآداب المعرفة وفي مقدمتها حسن الإنصات من دون مقاطعات غير مبررة. وسنتطرق إلى هؤلاء الأشخاص الخمسة الذين نسعى إلى تحاشيهم بقدر الإمكان، مسلطين الضوء على رأي أسلافنا العرب فيهم وبطريقة التعامل المثلى معهم:

- الجاهل: الجاهل هو الذي يظن دائماًَ أنه على حق. والجاهل الذي نقصده هنا هو الشخص الذي يقحم نفسه في كل نقاش من دون أن يتحقق من طبيعة المشاركين، ولا يأبه بصورته أمامهم، فيشرع في طرح آرائه ومعتقداته وربما يدافع عنها بقوة قبل أن يتبين له مدى إلمام المشاركين بالموضوع، فقد يكون لديهم من المعلومات ما يجيب عن أسئلتهم لو أنه منحهم آذانا مصغية. ولذلك نجد أن الجاهل هو من أكثر الناس اقتحاماً للحوارات وأكثر هم مقاطعة لحديث الآخرين، وربما تكون المشكلة نفسية إذ يجد أن شعوره بالنقص (نقص المعلومات) يدفعه إلى محاولة إثبات وجوده فيقاطع المتحدثين وربما يبالغ في معارضتهم حتى يكاد ينطبق عليه المثل الشائع "خالف تعرف". ونتذكر هنا قول الخطيب البغدادي عن أبي قلابة الذي قال: "لا تحدث الحديث من لا يعرفه، فإن من لا يعرفه يضُّرهُ ولا ينفعه". ولذا فيجدر بالمتحدث الواعي أن يلتزم السكوت في حديث يشارك فيه هذه الفئة من الناس، حتى لا تضيع مداخلاته القيمة وسط الحديث الصاخب والمقاطعات المتكررة. وقد قال الشاعر أبو العباس الناشيء:

إذا بليت بجاهل متحامـل **** يجد المـحال من الأمـور صـوابا
أوليته مني السكوت، وربما **** كان السكوت على الجواب جوابا

وقال قال القحطاني:

احذر مجادلة الجاهل، فإنها **** تدعو إلى الشحناء والشنآن
ونحن هنا لا ندعو إلى التكبر على هذه الفئة من الناس، فقد يسيء البعض الفهم فيتكبر، من دون أن يشعر، فيقع في خطأ أكبر.

- المعرض عن الاستماع: عندما نصر على محاورة المعرض عن الاستماع إلينا فإننا نعرض أنفسنا لاحتمالية التعرض إلى مقاطعات كثيرة. فهذا الشخص غير المهتم بالموضوع المطروح للنقاش قد يبتكر أكثر من طريقة للإعراض عنك من خلال أشكال متعددة من المقاطعات مثل محاولات تغيير الموضوع، أو طرح أسئلة بعيدة كل البعد عن صلب الموضوع، أو الانصراف بحجة قضاء حاجة معينة وغير ذلك من مقاطعات لا تفيد الحوار البتة.


- الأحمق: النوع الثالث هو الأحمق حيث يصف إبن حبّان – رحمه الله – صاحب هذه الصفة فيقول "من علامات الحُمق التي يجب على العاقل تفقدها ممن خفي عليه أمره: سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار، والأحمق إذا أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جَهِل عليك، وإن جهلت عليه حِلُم عنك، وإن أسأت إليه أحسَن إليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن ظلمته، انتصف منه، ويظلمك إذا أنصفته". ويتضح مما سبق عدم جدوى محاورة من يتصف بصفة الحمق إذ لا يرجى من ورائه إنصات يخلو من المقاطعات المتكررة نتيجة للصفات المذكورة آنفا.


- الغضبان: أسوأ ما يمكن أن يحاور المرء هو المستمع الغضبان. فالمستمع حينما تنتابه نوبة الغضب العارمة فإنه أبعد ما يكون عن الإصغاء بل ربما يفقد صوابه فيرد بعنف على المتحدث ضارباً بعرض الحائط كل الآداب التي تحض على عدم مقاطعة المتحدث إلا للضرورة. وقال الجوزي: "متى رأيت صاحبك قد غضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا (الخنصر: أصغر أصابع اليد) "أي لا تعتد به، ولا تلتفت إليه" ولا أن تؤاخذه به، فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري، بل اصبر ولو فترة، ولا تعول عليها، فإن الشيطان قد غلبه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر، ومتى أخذت في نفسك عليه، أو أجبته بمقتضى فعله، كنت كعاقل واجه مجنونا، أو مفيق عاتب مغمى عليه، فالذنب لك، بل انظر بعين الرحمة...".


- السفيه: يعد السفيه أحد العناصر الفاعلة في تحويل الحوارات إلى نقاشات عقيمة، بكثرة مداخلاته أو مقاطعاته غير المبررة. والسفه لغة تأتي من الخفة والاضطراب في السلوك أي تحركه الأهواء يمنة ويسرة ولذا قيل "وتِسِفِّهَتِ الرَّيح الشجر" أي تحركت بطريقة عشوائية. ويرشدنا الشافعي في أبيات بليغة بكيفية التعامل مع السفيه فيقول:

يُخاطبني السفيه بكل قبح **** فأكره أن أكـون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حـلما **** كعود زاده الإحراق طيبا

ويقول أيضاً:

إذا نطق السفيه فلا تجبه **** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه **** وإن خليته كمـدا يمـوت

بشكل عام نقول لا يستطيع المرء أن يتحكم بسلوك جلسائه ولكن في يده أن يقلل من مضايقاتهم الناجمة عن عدم إلتزامهم بآداب الإنصات وإكثارهم من المقاطعة التي تفسد أجواء الحوار، وذلك باتباعنا للخطوات المذكورة آنفاً.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

هادي المدرسي

كل الناس يعرفون أنهم يمتلكون الكثير من الطاقات المعروفة.
ولكن القلّة هم الذين يعرفون أن لديهم مخزوناً هائلاً من الطاقة الإضافية التي يمكنهم باستخراجها واستثمارها، أن يحققوا ما يشبه المستحيل في الحالات الحرجة.

إن البعض يعتقد أن كل إنسان يمتلك ذاتين في داخله:
واحدة نظرية، وأخرى عملية. ويرى أن نجاحنا يعتمد أحياناً كثيرة على التوازن بين هاتين الذاتين.

وإذا لم نكن نؤمن بوجود "ذاتين"، كما يرى هؤلاء، إلّا أن مما لا شك فيه أن الله تعالى يزود الإنسان أحياناً بقدرة جديدة لم تكن لديه، وطاقة إضافية لم تكن في حسبانه، وبتلك الطاقة يستطيع التخلص من الكارثة أحياناً.

ولعل كل واحد منا يحتفظ في ذاكرته بمواقف كثيرة مرّت عليه، ولولا تلك الطاقة الإضافية لأصيب فيها بالموت المحقق.
وفي ما يلي قصة أحدهم في ذلك:

كان الليل قد انتصف، والصقيع أنزل الحرارة نحو عشرين درجة تحت الصفر. في ذلك الوقت كان "تيموثي غالوي"، وهو شاب من ولاية كاليفورنيا الأميركية، يقود سيارته على طريق منعزلة في الغابات عندما نظر فلم يرَ حوله سوى الثلج من كل جانب فتوقفت سيارته. وطوال الدقائق العشرين التي مضت عليه في الطريق لم يكن "غالوي" قد صادف أي سيارة في الشارع، فقدر أن الانتظار داخل سيارته لا طائل وراءه. فرأى أن أمله الوحيد هو الخروج من السيارة بحثاً عن نجدة، ولم يكن يرتدي سوى سروال وسترة رياضيين. لكنه ترك السيارة وشرع يركض في الطريق التي أتى منها وصفعه الهواء البارد، وشل جسمه، فتوقف وسط ذلك القفر وهو يخشى أن يموت ولا يراه أحد.

وبعد دقائق على تلك الحال قرر أن يقاوم الخوف عبر القبول به وتحويل أفكاره إلى أمور أخرى وقال لنفسه: "إذا كنت سأموت حقاً، فإن قلقي لن يبدل الواقع".

وفجأة فتح عينيه على الجمال الذي يحيط به، واستسلم لهدوء الليل، ووميض النجوم، وظلال الأشجار فوق الثلج. ومن غير أن يدري، وجد نفسه ينهض من جديد ويركض وقد تجدد نشاطه. وظل يركض نحواً من أربعين دقيقة حتى بلغ منزلاً يسكنه أناس طيبون استضافوه بكرم بالغ.

لم يدرك "غاليوي" آنذاك أن تلك الطاقة الداخلية الغريبة التي تولدت فيه على نحو مفاجئ ستكون أساساً لطريقة يبتكرها ويدعوها "الرياضة الداخلية"، ولكن بعد سنوات من العمل كرياضي وأستاذ للرياضة، تحقق من أن العامل الذي أنقذه تلك الليلة الرهيبة قبل سنوات إنّما كانت عبارة عن قوة كامنة لدى الناس جميعاً، قوة فاعلة إن هم عوّلوا عليها.

وفي السنين العشر التالية وضع أسس استخدام تلك الطاقة كي تُعين الناس في مرافق الحياة جميعاً. وشرح ذلك في حلقات دراسية ومقابلات تلفزيونية وكتب وضعها بمفرده أو بالإشتراك مع آخرين. وقد أعانت طريقته ألوف الأشخاص على التزام أنظمة حمية، وتحمل وظائف مملة، وإلقاء الخطب وسوى ذلك.

لقد اكتشف غالوي مبادئ "الرياضة الداخلية"، وهو على ملعب كرة المضرب (التنس)، وكان قائداً لفريق كرة المضرب في جامعة هارفارد. بعد أربع سنوات من الخدمة في البحرية عاد إلى رياضته كلاعب محترف في أحد النوادي، ولم ينقطع عن ابتكار وسائل لرفع شأن فريقه. وسرعان ما تنبه لصوت يهمس له وهو يلعب: "هيا، الآن احمل المضرب جيداً، هذه ضربة مسددة كتلك التي لم تستطيع ردها المرة السابقة..".

يقول الرجل: "أدهشني أن أكتشف أن في داخلي نداءين مختلفين، لربما ينطلقان من ذاتين مختلفتين: إحداهما تلعب كرة المضرب، والأخرى تقول للأولى كيف يجب أن تلعب".

وأطلق على تينك الهويتين اسمي: "الذات الأولى" و"الذات الثانية". الذات الأولى لغوية وذهنية، ووظيفتها إدراك الأصول التي تقوم عليها أي لعبة أو مهمة. وهي أيضاً تصدر الأحكام ويسرها أن تقرر ما هو الجيد، وما هو الرديء.

أمّا الذات الثانية فهي تجمع العقل والحواس والأعصاب والعضلات، هذا التجمع الذي يجعل تحقيق أي عمل ممكناً. وعلى رغم أن الذات الأولى تقرر إذا كنا نريد تعلم كرة المضرب، أو العمل على الآلة الكاتبة، أو بيع الأدمغة الإلكترونية، إلّا أن الذات الثانية هي التي تتولى تعلم هذه الأمور وتنفيذها. وغاية أي نشاط نقوم به هو تحقيق توازن سليم بين الذات الأولى والذات الثانية.
وقد لاحظ غالوي أنه عندما يلعب كرة المضرب على أفضل وجه، فإن الأصوات تختفي من ذهنه، وهذا يعني أن الذات الثانية ترمي الكرة وتردها على نحو تلقائي.

والواقع أننا اختبرنا جميعاً هذا النوع من الإنجاز الرائع في وقت أو آخر، في الأوقات التي "ننسى ذاتنا". فلماذا لا تكون كل أوقاتنا هكذا؟ لماذا لا نجعل من أوقاتنا كلها ظروفاً لإنجازات رائعة؟
من هذه الفكرة انطلق غالوي، وشرع يختبر نظريته على نفسه، وعلى تلاميذه في ملعب كرة المضرب. وسرعان ما تبين له أن تحقيق ما ينشد وقف على إسكات الذات الأولى. ذلك أن تعليماتها وشكوكها وهواجسها ونقدها تعمل على إرباك الذات الثانية. غير أن إسكات الذات الأولى ليس بالأمر السهل. فمعظمنا يظن أن هذا الصوت المدوي داخله هو ذاته الحقيقية. لكن الواقع أنه إذا استطعنا تنحية الذات الأولى في الوقت المناسب، فإن الذات الثانية تتمكن من تأدية دورها على غير وجه، بل هي تجترح المعجزات. ولكن كيف يمارس المرء هذه الرياضة الداخلية؟

في ما يأتي خمسة مبادئ في ذلك:
- ركّز على النقطة المهمة:
مثلاً في لعب الكرة يكون هذا المبدأ في شكل "أبق عينيك على الكرة".
هذا المبدأ يطبّق حرفياً على حلبة الرياضة، لكنه يكتسب معنى مجازياً في ميادين الحياة الأخرى. وهو يشير إلى وجوب التركيز على الناحية الأهم في أي عمل نؤديه. ويعتقد غالوي أن التركيز لا ينبع من الإرادة، بل من العقل الذي يشغفه هذا العمل أو ذاك. وهذا يعني أن على لاعب كرة المضرب أن يدرب نفسه على "الافتتان بالكرة" إلى الحد الذي يكف معه عن بذل أي جهد لمراقبة حركتها، ويغدو تتبعه لها تلقائياً. وعندئذٍ يبصر كل خط أو خيط أو ثنية فيها. وعندما يحقق المرء هذا الأمر، يلازمه شعور غريب يفوق التصديق والوصف.

وفي "ألعاب" الحياة الأخرى، على المرء أن يقرر ما هي "الكرة". ففي أعمال البيع، مثلاً، قد يقرر البائع أنه هو الكرة. وهذا يجعله يركّز على مظهره وشخصيته. وربما قرر أن "الكرة" هي السلعة التي يحاول بيعها، فيركّز على حسناتها ويبرزها للآخرين. وقد يكون المشترى هو الكرة، يقول: "ركّز عينيك على البائع كما تركّزها على كرة المضرب، وسيبدو لك أن تفاضيل الكرة هنا هي أمور مثل احترام المشتري ومحاولة إرضائه".

- ثق بنفسك:
إن ذاتنا الأولى، وهي المسؤولة عن اكتساب المعارف، ناقدة إلى أبعد حد. وغالباً ما تنقد الذات الثانية بعنف قائلة لها: "لا يمكنك أن تنجزي أمراً حسناً".
وهذا خطأ، فالذات الأولى، بدلاً من انتقاد الثانية، ينبغي أن تنظر بإجلال إلى الطاقة البشرية. وكما نثق كلنا بقدرة الذات الثانية على إنجاز أعمال يومية بسيطة مثل كتابة مقال، وإدخال خيط في ثقب إبرة، وقيادة سيارة، هكذا يجب أن نثق بقدرتنا على إنجاز الأمور الأخرى الأكثر تعقيداً.

- ولكن كيف نتعلم أن نثق بأنفسنا؟
هذا يتم بالممارسة، لندع الأمور تحدث على سجيتها! لندع ذاتنا الثانية تعمل. وهذا يعني تعليق أحكام الذات الأولى، سواء كانت التحدي الذي يواجهنا آتياً من انعطاف مفاجئ في حلبة التزلج أم من كرة في ملعب.

وقد وجّه غالوي تلاميذه في ملعب كرة المضرب إلى رمي الكرة نحو علبة، من غير أن يجعلوا همهم تسجيل إصابة. وسألهم أن ينظروا أولاً إلى الكرة جيداً وهي تقطع طريقها نحو العلبة، ثم يراقبوا النقطة التي توقفت عندها وبعدها عن العلبة. وبعد رمي الكرات واحدة بعد الأخرى، صححت الذات الثانية حركاتها دونما جهد واعٍ، إلى أن تمكنت الكرة من إصابة الهدف.

- ركّز على ما يحصل هنا والآن:
الذات الأولى لا يقر لها قرار حتى تفعل شيئاً نافعاً، مثل مراقبة الذات الثانية باستمرار. والتركيز على ما يحصل فعلاً أفضل من القلق على ما يمكن أن يأتي أو لا يأتي. فإذا كان المرء يتسلق جبلاً، مثلاً، فيجدر به التنبه لوضع قدميه عندما يبلغ رأسه تلة عوضاً عن الخوف من سقطة ممكنة، إن القلق هو خوفنا مما يمكن حدوثه. ولكن إذا ركّز المرء أفكاره على ما يحصل هنا والآن، فهو يمنح ما يريده تحقيقه أفضل تصيب كي يحدث فعلاً.
إن التنبيه لما نفعل يجب أن يكون إدراكاً موضوعياً لجميع العناصر التي ينطوي عليها الموقف. وإذا بلغ المتزلج قمة تلة، ربما توقفت ذاته الأولى لتقول: "هذه هي التلة اللعينة التي سقط منها زميلي أمس".

والحق أنه ليس هناك تلال "لعينة" وأخرى "مباركة"، إنما هناك تلال ذات خصائص مختلفة. والذات الثانية ترى تلك الخصائص على حقيقتها إذا نظرات إليها وهي متحررة من المخاوف والشكوك التي تثيرها الذات الأولى.

- لا تجعل النجاح هاجساً مقلقاً:
يعتقد غالوي أن القلق هو أدهى خدعة تمارسها الذات الأولى على الذات الثانية. والقلق يصلّب العضلات ويوتّر الأعصاب، وفي هذا تكمن أكثر أسباب الإخفاق انتشاراً. ويقول هذا الرّجل إن الذات الثانية تؤدي عملها على خير وجه عندما تكف الذات الأولى عن جبهها بالأوامر المستحيلة.

وإذا استطاع المرء أن يتوقف عن إجهاد نفسه، فإن جهده يفيض عندئذٍ من غير تعب. وهذا يتيح للذات الثانية تحقيق الإمكانات التي حباها الله تعالى، فضلاً عن المعارف التي اكتسبتها. وقد وجد غالوي أنه كلما تضاءل قلقنا على نتيجة أفعالنا جاءت هذه النتيجة خيراً مما نظن.

ويقول: "الاستسلام فكرة جيدة نصف بها ما يحدث للاعب كرة المضرب، أو أي لاعب آخر، عندما يدرك أنه ليس ثمة ما يخسره. وهو عندئذٍ يكف عن القلق على النتيجة، ويستسلم لممارسة لعبته كغاية في ذاتها. ومن الغرابة أن هذا الأمر تتولد منه، في الغالب، أفضل النتائج الممكنة".

- لا تشك في إمكاناتك:
الشك بالذات يسفر عموماً عن أسوأ العواقب. واللاعب الذي يقول لنفسه، وهو يرى الكرة تأتي نحوه، إنه لن يتمكن من ردها، يخفق فعلاً في ردها. ونحن لا نتغلب على هذا الشك إلّا بالتركيز على الحاضر.

وكما في الألعاب، كذلك في الأمور الجادة في الحياة. فربّنا منح البشر كل ما يحتاجون إليه في إدارة حياتهم وتطويرها، ومن يفشل في ذلك فهو بسبب سوء إدارته، أو عدم استخدامه لطاقاته، أو عدم ثقته بنفسه، أو تشاؤمه.

المصدر: كتاب كيف تكسب قوة الشخصية؟
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

يضرب ابن الجوزي رحمه الله مثلا في الصبر فيقول

اذا صب في الاناء زيت ، ثم صب فوق الزيت ماء

فإن الزيت يطفوا فوق الماء

فيقول الماء للزيت: كيف ترتفع علي،

وانا أنبت شجرتك ؟

فيقول الزيت للماء:

انت تجري في رضراض الانهار على طلب السلامة ،

اما انا ، فإني صبرت على الطحن والعصر ،

وبالصبر يرتفع القدر

( يقول له تجري في رضراض الانهار ،

في مجاري الانهار ، واذا لقيت حجرا في وجهك انحنيت

عنه طلابا للسلامة ،

اما انا فصبرت على الطحن والعصر )

فيقول الماء: وان ، فانا الاصل

فيقول الزيت: استر عيبك ، انك اذا قاربت المصابح

انطفئ، بخلافي انا


بالصبر .. يرتفع القدر


لا تحسب المجد تمرا انت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصَبِرا



 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

انتقام واجب .. ولا بد منه

manartsouria.com-4a12e8dbac.jpg


إذا ما هُزمت يوماً في معركة من معارك الحياة..

فيجب أن تنتقم!..

إذا ما سبقك أحدهم نحو غاية كنت ترنو إليها..

فأنصحك أن تنتقم!..

إذا ما تعثرت، أو كبوت، أوأخفقت..

فلملِمْ جنانك كي تنتقم!..

استقِمْ واعملْ بجد وكفاح عندها تكون قد أذقت أعداءك المر، وجرّعتهم العذاب والحسرة.

لا تنْسَ إخفاقاتك أبداً، اجعلها كوخز الإبر، تهيجك لتنتقم!..

وانتقامك من السقوط والفشل يكون بالنصر الساحق.

إن الحياة معترك، والحرب في أوقات كثيرة تكون دروساً،

وليس بمستبعد أن تجد نفسك فجأة في وسط الميدان،

تقاتل وتكافح من أجل قيمة أو مبدأ أو هدف أو طموح أو غاية تعمل من أجلها.

وقدتُهزم.. وربما صرعك أحدهم بأساليبه الخسيسة الدنيئة.

فما الذي يجب عليك فعله؟!..

وهنا يُجيبك الأستاذ القدير

عبد الوهاب مطاوع -رحمه الله- بقوله:

"أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيئون إليك

هو

ألا تكون مثلهم.. تجنّبْ أن تسلك نفس سلوكياتهم المريضة في حياتك،

ترفّعْ عن الرد عليهم، ليزدد شعورهم بحقارتهم وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم".

هذا هو الانتقام الذي أريده يا صديقي، وليس الانتقام السلبي

الذي يقضي على قلبك ويأكل من روحك بشراهة.

يقول الله سبحانه وتعالى: {هو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}،

إن الغفران والتسامح شيء في غاية الأهمية، وهو -رغم تناقضه-

يعدُّ نوعاً رفيعاً من الانتقام الذي يألفه النبلاء والمصلحون.

إن كلمة الانتقام ربما تكون قد أزعجتك قليلاً، لكنني اخترت وجهها الإيجابي،

نارها الحارّة التي تدفعك إلى بُغض السقوط، وكراهية الفشل،

ودوافعها الشديدة من أجل إصلاح ما فسد.

كيف ننتقم!؟

يقول وينستون تشرشل -رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية-

(كل منا له يوم.. وبعض الأيام أطول من بعضها)؛

وذلك لأن أيام الظلم طويلة،وأيام النصر طويلة كذلك،

ونحن عندما ننهض لتفادي آلام الهزائم يجب أن نعي أن الأيام دُوَل،

وأن هناك متسعاً من الوقت لفعل ما يجب فعله،

وأن التفكير الهادئ وعدم الاندفاع والتسرع والعصبية هو الخيار الأمثل.

والآن دعني أخبرك بأنواع من الانتقام الذي أريده منك:

* إذا ما اضطربت حياتك العاطفية، فيجب عليك أن تبدأ في الانتقام بأن تكون أفضل

مما يتوقع الجميع،اختلِ بنفسك لوقت، أعِدْ حساباتك مرات ومرات،

حلِّلْ بموضوعية تامة سلبياتك، ابدأ من فورك في تغيير تلك

السلبيات ولا تقع أسيراً لها،

اقرأ كثيراً،استشِرْ أهل الخبرة،

احضَرْ دورة أو محاضرة عن العلاقات الأسرية،

لا تقبل بأن تكون أقل من ذلك الزوج الرائع الذي يستمتع بحياته الزوجية.

* إذا ما جفاك صديق، أو خانك رفيق، أو أساء إليك أحدهم،

فانتقم بأن تكون أفضل خُلُقاً واحتراماً وإيماناً منه،

اطمسْ أي مشاعر سلبية تدفعك للإساءة له، احتسب الأجر عند الله جل وعلا.

* إذا ما تعثَّر مشروعك الخاص،أو خسرت أموالك كلها في صفقة،

وتنبّأ الجميع أن نهوضك أمر غير متحقق،

ودعوا الله لك أن يصبِّرك

على مصيبتك،

فانتقم من الظرف الحاصل بمعاودة الكَرَّة،

وخطِّطْ مرة أخرى بشكل أدق

، وأعلِنْ للعالم أن ما حدث كبوة جواد،

وأنك قادم.. وبقوة.


* إذا ما عاندك مديرك في العمل، أوأستاذك في الجامعة،

فكنْ فوق ما يظنون، وتفوَّقْ بشكل يسحق أي دعاوى يدللون

بها على فشلك أو تكاسلك.

* إذا ما غلبك شيطانك فأسأت الأدب مع شخص ما

أو وقعت في عِرض أخ لك،أو آذيت أحدهم بقول أو فعل،

فانتقم من شيطانك بسيف الاعتذار،

اصفعه بإيقاظ ضميرك،وتحسين سلوكك، وطلب السماح

والعفو ممن أسأت إليه.

* إذا ما أسرك هواك، وغلبتك نفسك،وطالت غفلتك،

فانتقم منهم بالرجوع إلى حظيرة الإيمان،وتسلح

بالتوبة، وقُضَّ مضجعهم باستغفارك وإنابتك.

وعلى هذا المنوال فسِرْ يا صديقي..

لا تزلَّ لك قدم، أو تُصبك كبوة، إلا ويكون ردك

عليها قاسياً حاسماً.. يُعيد لك اتزانك من جديد..

الخلاصة:

الانتقام له وجهان:

وجه أسود يأكل من ضميرك وروحك ووجدانك،

ويدفعك إلى إيذاء الآخرين،

ووجه ناصع البياض، يلهب روحك كي تكون أرقى وأقوم خلقاً وسلوكاً.

فتعلم أن تنتقم من أخطائك وعثراتك،بأن تكون أفضل،

تعلَّم أن تنتقم ممن أساء إليك بألا تكون مثله،

بل اجعل سلوكك الطيب مرآة تُظهر

وبوضوح سوءه وقبحه

أدام الله عزكم اخوتي وأخواتي


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ثمن الضعف ..

د. عبد الكريم بكار

نحن لا نختلف في أن هذه الدنيا دار ابتلاء بالقوة والضعف والخير والشر، لكن الذي نختلف فيه عادة هو الجواب على السؤال التالي: هل احتمالات نجاحنا في ابتلاء الخير والقوة أكبر أو في ابتلاء الشر والضعف؟ وما الذي تؤكده الخبرة البشرية في هذا الشأن؟



لو عدنا إلى النصوص والأقوال المأثورة، فإننا سنجد منها ما يؤكد على إيجابيات امتلاك القوة، ومنها ما يشير إلى إيجابيات الضعف والقِلَّة، ومنها ما يفصِّل، ويشرط على ما نجده في قوله : "نِعْمَ المال الصالح للرجل الصالح".



وهذه مقاربة سريعة في هذه المسألة:



1- لو نظرنا في الأدبيات الموروثة عن أسلافنا، فإننا سنجد أن تمجيد الضعف والفقر والانكفاء على الذات هو الذي كان طاغيًا، وقد كان من المشهور لدى الصوفية -مثلاً- أن الذكر والعزلة والصمت والجوع أمور أساسية في حياة الصفوة من المتقين، كما أن الذي كان سائدًا في التربية هو التحفيز على السكون والسلبية وقمع النفس، وليس الحضّ على النمو والفاعلية، وقد نتج عن هذا ميل معظم الناس إلى التشابه ولزوم الحد الأوسط؛ ولهذا فإننا في معظم مراحل التاريخ لم نكن نفعل الأسوأ، كما أننا لم نكن نفعل الأفضل.



2- نحن اليوم في عصر العولمة، والعولمة وضعية كونيَّة تتيح للأقوياء والأغنياء والأفضل تعلمًا والأشد فاعلية أن يستثمروا في الفقراء والأميين والكسالى وكل أصحاب الظروف الصعبة والكفاءات المنخفضة، وهذا يعني أن الضعف يؤهِّل أصحابه ليكونوا مَواطن نفوذ لأصحاب القوة. والحقيقة أن (الضعف) كان على مدار التاريخ يُغري الأقوياء باستغلال المبتلين به..



لكن الوضع اليوم أشد بؤسًا؛ فالمرء حين يكون فقيرًا بين فقراء، وجاهلاً بين جهلة، وفوضويًّا بين فوضويين، فإنه يواجه نصف مشكلة، لكنه سينتظر مشكلة كبرى حين يكون فقيرًا بين أغنياء، أو جاهلاً بين علماء، أو فوضويًّا بين منظمين، إنهم حينذاك سيحلون كل مشكلاتهم على حسابه، وليس في هذا غرابة ما دمنا قد سلمنا بأننا نعيش في عالم تنازع البقاء.



3- قالت العرب قديمًا: "المحاصَر لا يأتي بخير". وهذا المثل يمسّ الضعيف على نحو مباشر؛ لأن الضعف يضع حول صاحبه من الموانع والحواجز، ما يشبه الأسوار العالية التي تحيط بمدينة من المدن؛ ولهذا فإن الضعيف يشعر بأنه مكبَّل ومعزول ومرتبك بسبب عدم قدرته على مواكبة عصره والتعامل مع تحدياته المتوالية. شعور الضعيف بانسداد الآفاق يؤثِّر في حياته وسعادته وإنجازه أكثر من تأثير الحصار على أناسٍ داخل مدينة أو قرية؛ لأن الحصار الروحي والشعوري يُلحق الضرر بالبنية العقلية والنفسية العميقة للإنسان، وحين تصاب البنية يهتز كل شيء.



4- مشكلة الضعيف أنه كثيرًا ما يجد نفسه عاجزًا عن حل مشكلاته الخاصة، وهذا يحوِّله إلى إنسان كلٍّ على مجتمعه؛ حيث إن من سنن الله تعالى في الخلق أن الإنسان حين يعجز عن تدبير شأنه الخاص، يتحول هو نفسه إلى مُشكلٍ اجتماعي، وهذا ما نلمسه في حياة الكثيرين.



5- إن من الملاحظ أن الإنسان لا يفكر -غالبًا- في العطاء ومساعدة الآخرين إلا إذا كان في حالة حسنة من القوة والاستغناء، ومن سنن الله في الخلق أن الضعيف والفقير ومن يملك ذكاءً أقل من المتوسط... يظل ينتظر المعونة من الآخرين، وهذه مسألة مهمة؛ حيث إن معظم المجتمعات الإسلامية ضعيفة، ولهذا فإن الذين ينتظرون من أبنائها المساعدة كثيرون، على حين أن الذين يستطيعون تقديمها قليلون، وهذا أحد أسرار ضعف الأعمال الخيرية لدينا.



6- من المهم أن ندرك أن السبب الرئيسي لضعف الأفراد والأمم هو سبب ذاتي، يتمحور حول المعطيات التي تشكل حياتنا الخاصة والعامة، وتظل مساهمة الآخرين في تقدمنا وتخلفنا على كل المستويات، مساهمة هامشية ومحدودة، وهذا ما نفهمه من قول الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]، وقوله: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165].



السبب الأساسي في ضعف الأفراد لا يعود إلى تواضع المواهب والقدرات، وإنما يعود إلى ضعف الإرادات واضطراب الرؤية للذات والمحيط، أما الأمم والشعوب والمؤسسات والهيئات.. فإن مشكلاتها الأساسية لا تكمن في شح الموارد والإمكانات، وإنما في سوء إدارتها والفساد الذي ينخر في عظامها..



بالإرادة الصلبة، والرؤية الواضحة، وبالنزاهة، وبالشفافية والإبداع في إدارة ما هو متوفر من معطيات يتحول الضعفاء إلى أقوياء، وينتقل الناس من حال إلى حال.



ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الإنكسار من الداخل ..



د. عبد الكريم بكار

خلق الله تعالى الدنيا، وجعلها ميدان اختيار وابتلاء، فوفر فيها كل شروط الابتلاء؛ ولهذا فنحن نتقلب في أنواع من المشاق والصعوبات، ويمكن لنا أن نقول ابتداء: إن الواحد منا يواجه نوعين من المشكلات والتحديات:


1- تحديات خارجية، وهذه تتمثل في الآتي:

- بيئة متخلفة متحجرة بعيدة عن هدي الإسلام وعن مواكبة العصر، وهذه ذات تأثير سلبي جدًّا؛ لأنها تغذّي وعي من يعيش فيها بالصور السوداء وذكريات المحاولات الفاشلة.



- عدم وجود فرص كافية للعمل؛ مما يجعل الإنسان يشعر بأن كل ما لديه من معرفة وخبرة ومهارة بات أشبه بعملة غير قابلة للتداول.



- مشكلات داخل الأسرة، وهذه تتمثل في تسلط الآباء وفي النزاعات والمشاكسات التي تقع بين الزوجين.



- فساد مالي وإداري عام يجعل استقامة المستقيم عقوبة له، ويسهِّل الحركة أمام الفاسدين والمفسدين.



- وجود الكثير من المحترفين للتخذيل والتوبيخ عند أي انتكاسة يتعرض لها الإنسان.



- مرض يُقعد الإنسان عن ممارسة أنشطته، وعن العيش على نحو طبيعي.



هذه التحديات موجود بنسب مختلفة في كل زمان ومكان، وهي أدوات ابتلاء لبني الإنسان، لكن الذي ثبت أن كل ما هو خارجي -أي غير نابع من الذات- يظل هامشيًّا وقد يكون له دور إيجابي إذ يستنفر فينا القوى الكامنة، ويحرّض لدينا روح المقاومة والممانعة، وإن المتتبع لآيات الذكر الحكيم يجد أن هلاك الأمم السابقة لم يكن بسبب القصور في التعامل مع المعطيات البيئية أو بسبب مكائد الأعداء وسطوة المنافسين، وإنما كان بسبب زيغهم عن الحق، وهزائمهم الداخلية أمام رغباتهم وشهواتهم.


2- تحديات فكرية ونفسية تتمثل في الآتي:

- احتقار الذات والنظر إلى الإمكانات الذاتية على أنها أقل من أن تمكِّن صاحبها من الحصول على أي شيء ذي قيمة، وهذا كثيرًا ما يعود إلى سوء التربية في البيوت وقصور التعليم في المدارس.



- اليأس والإحباط بسبب الدخول في عدد من المحاولات الفاشلة، كمن يُقدِم على امتحان الثانوية العامة مرات عديدة، دون التمكن من اجتيازه.



- الخوف من المبادرة والانخراط في مشروعات كبيرة، والميل إلى البقاء في الساقة أو المؤخرة، وهذا يجعل الإنسان يعيش على هامش الحياة، ويتقوت من فتات الموائد.



- الخوف من التخطيط للحياة الشخصية، وهذا شأن أكثر من (95%) من الناس؛ وذلك بسبب الخشية من الالتزام ببذل جهود إضافية جديدة، وبسبب الخشية من الحرمان من بعض اللذات والمشتهيات وتغيير بعض العادات.



- جلد الذات وتوبيخها على نحو مبالغ فيه على كل خطأ أو تقصير.


ما العمل ؟

1- إن الناظر في تاريخ الأمم والمجموعات والأفراد يجد شيئًا مهمًّا، هو أن المشكلة التي ظلت تواجه البشرية لا تكمن في قلة الموارد وشح الطاقات والقدرات، وإنما تكمن في شيئين أساسيين، هما: ضعف الإرادة وسوء إدارة المعطيات الناجزة، وإن الإرادات يمكن تصليبها بشيء من المجاهدة في ذات الله تعالى، ونحن نعرف أشخاصًا كثيرين تخلصوا من كثير من عاداتهم السيئة، ووضعوا برامج جيدة للتحكم في أوقاتهم، فتحولوا من أشخاص أقل من عاديين إلى أشخاص ممتازين. كذلك نعرف مؤسسات كثيرة كانت على شفا الانهيار، وحين حظيت بإدارة جيدة انقلب وضعها رأسًا على عقب، وصارت من المؤسسات الرابحة والناجحة. ولهذا فإن الطريق إلى التحسن دائمًا مفتوح، لكن ليس هناك شيء مجاني.



2- حين نجد أنفسنا يائسين ومحبطين ومرتبكين، فلنراجع علاقتنا بالله ، ولنحاول إحياء تلك العلاقة من خلال الإكثار من القربات والطاعات ولنحسن الظن بالله تعالى ونفوض أمورنا إليه؛ حيث ثبت أن الإفلاس الروحي كثيرًا ما يُوقع المسلم في الحيرة، ويجعله يشعر بالعجز.



3 - من المهم أن نوقن أن لدى كل واحد منا فرصة للارتقاء ولتجويد العمل حتى في أكثر الظروف صعوبة وحرجًا. هناك إمكانية للتحسن، بشرط أن نعتمد مبدأ يقول: شيء خير من لا شيء، ومبدأ يقول: ما يُغلق باب حتى يُفتَح باب آخر، لكن قصورنا التربوي والثقافي يجعلنا ننشغل بالباب الذي أُغلقِِ عن الباب الذي فُتح.



4- ليس هناك شخص ضعيف، لكن هناك شخص لا يعرف نقاط قوته، وهذه حقيقة متألقة، وعلى كل واحد منا أن يبحث عن نقطة القوة التي لديه، ويحاول تنميتها، والتركيز عليها والعمل على استثمارها، وسيجد تقدمًا مذهلاً في وضعيته العامة.



5- الإنسان تابع لأفكاره ورؤاه، وكلما كانت رؤاه أكثر رحابه، وكانت أفكاره أكثر نضجًا ودقة، وجد سبيله إلى التحسن لاحبة وفسيحة، وكلما ظن أنه عاجز وضعيف وأن المجالات أمامه ضيقة ومزدحمة ووعرة، فإنه سيقعد عن طلب المكرمات، ويشعر بانسداد الآفاق وقلة الحيلة.



6- على المرء أن يحذر من عدوى الأرواح، ولهذا فإن على كل واحد منا الابتعاد عن مصاحبة اليائسين والمأزومين وأصحاب الرؤى السوداوية، وأن يدخل إلى عالم الناجحين؛ ليقبس من أرواحهم، ويتعرف على أسرار نجاحاتهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 

مواضيع مماثلة

أعلى