تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك

الدكتور إبراهيم الفقي

الأحاسيس المنفلتة تكبّل الإدراك وتشوّه صورة العالم:

إن الأحاسيس تسبب النسيان أو ما يسمى " سـكاتوما" وهي تعني إعطاء العقل أمراً مباشراً بوجود أو عدم وجود شيء، فقد يضع المرء مفاتيحه في مكان ما ثم يعود ليبحث عنها فلا يجدها، فيسأل شخصاً ما عنها فيفاجأ بأنها أمامه ولكنه لم يكن يراها. أو أن يبحث عن نظارته ويتساءل عنها ولا يعي أنه يرتديها، وما شابه ذلك كثير. فالأسكاتوما هي إعطاء العقل أمراً مباشراً بأن الفرد لا يرى شيئاً ما وبالتالي يكون الشيء أمامه وهو لا يبصره.

وتكمن خطورة " الاسكاتوما " في أن الإنسان قد يعطي للعقل أمراً مباشراً بأنه غير سعيد، ومن ثمّ يلغي له العقل كل شيء يتعلق بالسعادة حتى يشعر بالحزن، وذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التركيز إلا على معلومة واحدة في وقت واحد، فحينما يعطي العقل أمراً مباشراً بخصوص موضوع معين فإنه يلغي ما سواه حتى يتمكن من التركيز على أمر واحد بدقّة.

الأحاسيس منبع الخوف بكل صوره
في كتابٍ اسمه "كل ما تحتاج على معرفته عن الخوف" يذكر المؤلف أن الإنسان حين يولد لا يعرف إلا صورتين من صور الخوف وتصل مع تقدم السن إلى 17000 نوع من الخوف المرضي. خوف من المصاعد، والطائرات وهي تصعد وتهبط، وخوف منها والإنسان بداخلها،وخوف من المستقبل، ومن المجهول، ومن الحشرات...

إن الأحاسيس هي منبع الخوف ومصدر كل أنواعه. فإذا عض كلب شخصاً ما مثلاً، فإنّ دماغه سيذكره بتلك الحادثة كلما رأى كلباً ويبدأ الجسم بإفراز الأدرينالين. وإذا كان هناك طفل يلعب بعنكبوت وكانت والدته تخشى العناكب ودخلت الغرفة ورأت ذلك فصرخت وارتسمت على وجهها ملامح الخوف وسارعت بقتل العنكبوت، فإن الطفل سيتعلم الخوف من العناكب وسيصرخ كلما رآها.

الأحاسيس منبع المشاكل والخوف المرضي بكل أصنافه ومجموعاته سواءٌ أكان خوفاً بسيطاً أو اجتماعياً أو مركباً.

تعلّم من الخوف
سخّر طاقة الاستنفار للبناء لا للتخريب
تسبب الأحاسيس ما يسمى استنفار "الهجوم أو الهروب fight or flight". فالإنسان قد منحه الله العقل القادر على تحليل الأمور والظواهر. وحينما كان الإنسان القديم يسمع وقعاً شديداً ويحس بالأرض تهتز تحت قدميه ثم يرى الوحوش قادمة نحوه لتلتهم أفراد العائلة تعلّم أن يهرب لينقذ حياته.

ومن ذلك نشأ مصطلح (forf) أي اهجم لتنقذ حياتك أو اهرب لتنقذ حياتك. وفي حالة الهجوم أو الهروب يفرز الجسم الأدرينالين مما يؤدي إلى ضخ الدم بقوة وسرعة في القلب والعضلات ويصبح الجسم في حالة الاستعداد القصوى وبه طاقة كبيرة تساعده على الهجوم أو الهرب حتى يستطيع الدفاع عن حياته.

حينما كان البطل العالمي محمد علي كلاي يتمرّن جرى مع مدربه خمسة أميال على الرمال، ولما طلب منه مدربه أن يجري ميلاً آخر قال له لا أستطيع! فألحّ عليه مدربه ولكنه أصر على الرفض فرمى المدرب بنفسه عليه وجذبه بشدة إلى الوراء وقال له ستجري خمسة أميال أخرى!

فثار كلاي وقال له: لم تفعل هذا معي؟
فرد عليه المدرب قائلاً: أردت أن أثيرك حتى تستطيع أن تستغل قواك الكامنة. حتى يفرز جسمك الأدرينالين ويضخه في عضلاتك فيعطيك القوة الدافعة، ولأنّ البطل يصنع ما لا يصنعه غيره. وأنت بطل!

يفرز الجسم الأدرينالين في حالتي الهجوم والهروب كي يصل إلى أقصى طاقته وقوته حتى يستطيع الإنسان أن ينقذ حياته، ولكن المشكلة أن بعض الأشخاص لا يستطيعون السيطرة على أحاسيسهم ومشاعرهم، وعندما يزاحمهم أحد بسيارته أو يختلف معهم في الرأي تثور مشاعرهم وأحاسيسهم على حد بعيد وتفرز أجسامهم نفس كمية الأدرينالين التي تفرزها في حالة الدفاع عن النفس وإنقاذ الحياة. والعقل يفكر بنفس الطريقة أيضاً. فيجب على الفرد أن يدرك ما يعتريه من مشاعر وأحاسيس وأن يستطيع تقدير الموقف الذي يواجهه.

إنّ هذا الإدراك والتقدير يجعل الفرد قادراً على تعديل سلوكه لأنه بمجرد أن يشتعل العقل العاطفي ويبدأ الفرد في الدخول في مرحلة الهجوم أو الهروب يصبح غير قادر على التحكّم في سلوكياته وتصرّفاته.

ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
يقول كثير من الناس: إنني حين أغضب لا أعي ماذا افعل، وأتصرّف في الأمور بتهوّر ودون تعقّل" وكثيراً ما يفقد الناس حقوقهم ويرتكبون الحماقات بسبب سرعة انفعالهم. ومن هنا تنبع أهمية التحكم بالذات وهذا الأمر كثيراً ما أذكره في كتاباتي واردّده على مسامع الناس عبر القنوات الفضائية.

إن التحكم بالذات يعد من أهم أسس التنمية البشرية ثم يليه فن التواصل مع الآخرين، ثم رسم الأهداف وكيفية تحقيقها، واستكشاف التحديات وكيفية مواجهتها، ثم عمل المخ ووظائفه وكيف يقوم بالعمليات العقلية.

هذه الموضوعات يتم تدريسها للناس ضمن فنون التنمية البشرية حتى يتم إعداد المرء ليكون مهندساً أو طبيباً أو معلّماً بارعاً يستطيع فهم لغة الحياة والتعامل معها. وإلاّ فقد نجد كثيراً من الناس يعجزون عن استغلال قدراتهم والتحكم في أحاسيسهم ومشاعرهم رغم حصولهم على أعلى الدرجات والمناصب العلمية.

وقد يطرد الفرد من وظيفته رغم كفاءته ومهارته بسبب عدم قدرته على التحكم في ذاته والسيطرة على أحاسيسه، فتراه يثير المشاكل لأتفه الأسباب أو يتطاول ويخطئ في حق رؤسائه في العمل أو نحو ذلك.

إن كثيراً من الناس مع فوران أحاسيسهم واشتعالها يصبحون شديدي العدوانية ويفقدون السيطرة على أنفسهم ومن ثم يتصرّفون بحمق وعنف فيسبّبون المشاكل ويثيرون المتاعب لأنفسهم ولغيرهم وقد تنفصم علاقاتهم بكثير من أصدقائهم وذويهم. ومصداق ذلك قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم)

يجب على المرء حينما يشعر بأن الأحاسيس بدأت في الاشتعال وأنّه يفكر تفكيراً سلبياً أن يلتزم بالإدراك والملاحظة. يستطيع الإنسان بل وينبغي عليه أن يتدرّب على سلوك التحكم في الذات حتى يصير عادةً له يفعلها تلقائياً.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله



جيل لندنفيلد

قد تكون هذه الخطوة أسرع وسيلة لإضفاء عنصر الإثارة على حياتك.
هل تبدو لك الفكرة مملة أو أنانية؟

إذا كانت الفكرة تبدو لك كذلك، فقد عاد وعيك يتلاعب بك ثانية. أصوات من تلك التي تتردد في عقلك؟ وهل تصدقها بالفعل؟ إنّ المتشككين عادة ما يسيئون فهم مغزى استكشاف الذات، حيث يخلطون أحياناً بينه وبين لوم النفس أو الافتتان بها. إن استكشاف الذات في الحقيقة أكبر من لوم النفس، ولا علاقة له بالإفتتان بها.

إذا كان المرء بصدد اكتشاف أعماق شخصيته وإمكاناته بهمة ونشاط، فلا أعتقد أن ذلك قد يصيبه بالملل (أو يصبح مملاً هو شخصياً). إن نفوسنا فريدة ومعقدة ودائمة التغير لدرجة أنّنا نفاجئ أنفسنا على الدوام (والأطباء النفسيون أمثالي أفضل شاهد على ذلك!).

إنّ استكشاف الذات عملية إيجابية وتمثل جزءاً غاية في الأهمية في العثور والحفاظ على حياة ذات مغزى. إنّ الأشخاص الذين يشعرون بسلام مع أنفسهم والعالم من حولهم هم أفضل مَن يحولون حياة الآخرين من حولهم إلى حياة ذات مغزى أعمق.
إننا في حاجة إلى اكتشاف ومواصلة اكتشاف:
- هويتنا:
حتى يتسنى لنا الإستفادة من قوتنا إلى أقصى حد ممكن، وتعديل نقاط ضعفنا والتحكم فيها، وتنمية المناطق التي نود أن نعززها في أنفسنا (وإلا سنظل الأشخاص الذين ظنّ الآخرون أنّنا هم أو الذين يريدونا أن نكون، أو نقف مكاننا دون حراك).

- ما نؤمن به:
حتى يتسنى لنا العمل بحماس ونحافظ على احترام الذات من خلال الحفاظ على الإنسجام بين أسلوب الحياة والمبادئ القائمة عليها هذه الحياة (وإلا سيجرفنا تيار قيم الآخرين بعشوائية ونصبح نستجدي احترام الآخرين).

- ما نريده:
حتى يلهمنا حلم حياتنا الشخصية (وإلا صرنا طوع بنان الأقدار وإرادة الآخرين).
* إن اكتشاف أعماق شخصيتك وإمكاناتك يعد إحدى أسرع الوسائل التي تساعدك على جعل حياتك أكثر إشباعاً وأسمى معنى.

* لطالما أردت أن أكون شخصاً ذا شأن، ولكن كان يجب علي أن أكون أكثر تحديداً.

- وقت العمل!
* خصص ليلة واحدة على الأقل للتعرف على ذاتك (الأفضل أن يكون وقت ما بعد الظهيرة). اكتب قائمة بنقاط قوتك العشرة الرئيسية (مضمناً فيها خليطاً من الشخصية والقدرات والمهارات). واكتب أمام كل نقطة كيف ستستفيد منها في تغيير حياتك (مثلاً: "سأستخدم قدرتي على التعاطف مع الآخرين في اكتساب أصدقاء جدد وإضافة هدف أكبر قيمة لحياتي" أو "سأسخر مهاراتي التنظيمية لإعادة بناء حياتي الشخصية والتخطيط لمغامرة جديدة").

* اسرد ست نقاط ضعف وكيفية التعامل معها أو تغييرها، (مثلاً: "عندما أبدأ التفكير بصورة سلبية، سأقرأ كتاباً يمتلئ بالاقتباسات الإيجابية" أو "سأصبح أكثر تنظيماً بأن أستيقظ مبكراً 15 دقيقة عن الموعد المعتاد وأستفيد منها في ترتيب أموري").

* اسرد ثلاثة مواطن في نفسك تود أن تبدأ في تنميتها على الفور. واكتب وعداً لكل موطن من هذه المواطن فيما يتعلق بتطوير حياتك (مثلاً: "سأقرأ كتاباً يتناول مهارات تأكيد الذات حتى يتسنى لي أن أقول (لا) بصورة أكثر إقناعاً" أو "سأشترك في دورة ليلية في علوم الفضاء حتى أعيد تجديد نزعاتي الفضولية").

* تخيل أنّك تبلغ من العمر الآن 80 عاماً وأن أحداً ما سيلقي خطبة عنك وعن سماتك الشخصية الرائعة، ما أفضل 6 خصال تفضل أن يثني عليها؟ (نعم، من المحتمل أن يحدث هذا الموقف!). اكتب بجانب كل واحدة من هذه الخصال ما تحتاج أن تقوم به حتى تستطيع أن تعيش في انسجام مع كل واحدة منها الآن. (مثلاً: "الصدق – يجب عليَّ أن أكون أكثر صدقاً بخصوص حقيقة أنني لا أستمتع بـ ــــــــــــــــــــــــــ وأنني غير قادر على ـــــــــــــــــــــــــ"، أو "الإهتمام بالآخرين – إنّني في حاجة إلى أن أكرس وقتاً أطول لأطفالي ووالدي").

* أكمل الأجزاء الناقصة في القصة التالية. (ملحوظة: هذه ليست قصة خيالية!)
في غضون 10 سنوات سأعيش في ـــــــــــــــــــ مع ـــــــــــــــــــــ. وسأستمتع بقضاء معظم عطلات نهاية الأسبوع في عمل ـــــــــــــــــــــــــ. وسأشعر بالفخر بعد أن أحقق ــــــــــــــــــــــ. وسأخطط لـ ــــــــــــــــــــــــ بحيث أكون قادراً في غضون 20 عاماً على أن ــــــــــــــــــــــــــــــــ.
سيتحقق حلم حياتي لأنني سأكون قد بدأت ـــــــــــــــــــــــــ في الأسبوع التالي، وسأنتهي في غضون ستة أشهر من ــــــــــــــــــــــــــــــ وسأكون قد بدأت في ــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
"إنّ التطوّر والنمو لا يتطلبان أن تعاني من الفوضى المستمرة" (ليلي توملين).

المصدر: كتاب طرق مختصرة لـ: حياة متميزة (نصائح واستراتيجيات ستغير حياتك)


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

فلسفة التعافي

التعافـــــــي هو .. قبول ما لا يمكن تغييره
هناك أمور في حياتنا وحولنا لا نستطيع تغييرها علينا أن
نطلب من الله السكينة كل يوم لكي نستطيع أن نقبلها ..


من أهم الأشياء التي لا نستطيع أن نغيرها
وعلينا أن نقبلها..هي الآخرين .

نحن لا نستطيع تغيير أحد.
ربما نستطيع بمعونة الله أن نغير أنفسنا، أما الآخرين
فيجب أن نطلب من الله قوة كل يوم لكي نقبلهم كما هم .


المبدأ الأساسي الأول :

هناك مشكلة .. !

لابد أن تتعافى من شيء ! فبدون مشكلة لن يوجد تعافى !

للوهلة الأولى قد يبدو هذا المبدأ

الأساسي سهلاً جداً ومنطقياً للغاية.
ولكنه في الواقع خطوة من أصعب الخطوات.
لأن لا أحد يريدأو يحب أن يكون لديه مشكلة !


عندما تسأل مدمن يتعاطى المخدرات:
" هل لديك مشكلة ؟ "
فإنه يجاوبك

"بالطبع توجد مشكلة وهذه المشكلة هي أنت !
إذا توقفت عن مطاردتي لن توجد مشكلة " !


وإذا سألت شخص إعتمادى إذا كان يعاني من مشكلة
فإنه يقول لك"بالطبع يوجد مشكلة وهي ذلك المدمن
الذي عليّ أن أرعاه، فإذا توقف عن التعاطي
لن توجد مشكلة " !


كلنا نقاوم فكرة وجود مشكلة لدينا. الآخرون من حولنا
أيضاً لا يعجبهم وجود المشكلات.

تعلمنا في الأسر التي نشأنا فيها أن ننكر المشكلات
ولا نتكلم عنها.هناك ذلك المثل الشعبي المشهور في
ثقافات كثيرة من العالم وهو عدم نشر الغسيل القذر أمام
الآخرين !
" لماذا تجلب لنا ولنفسك العار ! "

المجتمع أيضا خارج الأسرة يرفض الاعتراف بالمشكلات.

يبدأ التعافي عندما نتوقف عن كل هذا وبشكل أو بآخر
نجد الشجاعة للاعتراف بوجود مشكلة.


المبدأ الأساسي الثاني :

المشكلة هي مشكلتي أنا !

توجد مشكلة.. وهذه المشكلة هي مشكلتي أنا
الاعتراف بأن هناك مشكلة في حياتي وحده لا يكفي.
لأنه بعد أن اعترفت بوجود مشكلة في حياتي، من
السهل جداً القول أن المشكلة سببها المشاكل في شخصية
شخص آخر ( زوجتي مثلا أو زوجي ).

هذه الطريقة في التفكير مضللة لأني كل مرة أشعر بالألم بسبب مشكلاتي وأموري الشخصية، أُرجع
سبب هذا الألم لمشكلات الآخرين. فمثلاً عندما أشعر بالغضب
سأجد أن رد فعلي الأول هو إلقاء
اللوم على شخص آخر.

لكن الصحيح هو أولاً البحث عما يخصني في الموقف والتعامل معه. فأسأل نفسي مثلاً، لماذا غضبت
بهذه الصورة ؟ لماذا لم أستطع التحكم في أعصابي؟
من السهل تشخيص مشكلات العالم كله ولكن الأهم
هو معرفة ما هي مشكلاتي أنا !


المبدأ الأساسي الثالث :

لا أستطيع حل هذه المشكلة بمفردي

توجد مشكلة وهي مشكلتي أنا ولا أستطيع حلها بمفردي!
معظمنا حاول كثيراً. أيضا كل مدمن حاول مرات كثيرة
أن يتوقف لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.
فالتوقف عن التعاطي يتطلب أكثر من مجرد القرار.
أغلبنا في بداية رحلة التعافي، أدرك وجود مشكلة
واعترف أنها مشكلته، ولكننا حاولنا أن نحلها بمفردنا.
لا يستطيع أحد أن يتعافى بمفرده.

التعافي غير ممكن من خلال قراءة جميع الكتب التي تتحدث
عن التعافي، هذا أيضاً لن يجدي. التعليم
يؤدي للمعرفة وليس للشفاء. التعافي يشبه مادة دراسية
جزء منها عملي أو تطبيقي ويلزم دراسته في
" المعمل أو المختبر ". ولا يمكن النجاح فيها
بإتمام دراسة الجزء النظري فقط.


لابد من تجريب السلوكيات الجديدة عملياً،
حتى وإن كانت في بعض الأحيان مرعبة وغريبة.
إننا نحتاج لهذه العلاقات الجديدة الصحية الآمنة لنحاول
فيها تطبيق هذه السلوكيات.
كيف يمكن لأحد أن يتعلم الكلام لأول مرة بدون أشخاص
يستمعون إليه وينتظرونه حتى يتقن الكلام ؟!


المبدأ الأساسي الرابع :

التعافي يستغرق وقتاً

توجد مشكلة، وهي مشكلتي أنا وأحتاج لآخرين لأحلها،
وحلها سوف يستغرق وقتاً!
الفكرة المحورية التي يدور حولها فيلم "السرعة Speed " هي:


إذا هدأ الأتوبيس من سرعته سنموت كلنا.

إننا في هذا العصر نتصرف كما لو كنا سنموت إذا
هدأنا من سرعتنا. إذا أصيب أحدهم بورم سرطاني
وتعرض لعملية إزالة فإننا لا نسأل الجراح عن الوقت
الذي استغرقته الجراحة بل بالأحرى نسأل الجراح إن
كان قد استأصل كل الورم أم لا !


السرعة هنا ليست هي مقياس النجاح و لكن الاكتمال
هو المقياس الحقيقي.
التعافي مثل ذلك تماماً. هذا المبدأ يثير الإحباط في
عملية التعافي. وربما يكون أحد الأسباب الرئيسية
للنقد الموّجه لثقافة التعافي وهو أن التعافي يستهلك وقتاً كبيراً.


لكن التعافي يمكن أن نعتبره رحلة تستغرق العمر كله.

المبدأ الأساسي الخامس:

التعافي رحلة روحية

هناك مشكلة .. وهي مشكلتي أنا
وأحتاج آخرين لحلها وهذا الأمر سوف يستغرق وقتاً
كل العيوب المتعلقة بالشخصية و كل أنواع الإدمانات
لها جذور عميقة فينا. لذلك فإن الحلول
السطحية البسيطة لا تصلح. لهذا فإن رحلة التعافي
تتضمن الوصول إلى جذور الأشياء.
و كل هذه الجذور غالباً ما تكون جذور روحية.
كل التشوهات في الشخصية

و العلاقات قد أثرت أيضاً على العلاقة بالله.
أحياناً نفضل الاحتفاظ بروحانياتنا أو أفكارنا و صورنا
عن الله و أنفسنا كما هي، لأن التغيير صعب،


لكن التعافي الحقيقي هو التعامل مع صورة الله التي
بالفعل بداخلنا وتتحكم فينا.
ليس ما نقوله بأفواهنا عن الله وإنما ما نعيشه
ونشعر به بالفعل ! التوكل على الله ..

المبدأ الأساسي السادس:

التعافي في النهاية فضل يجب أن نستقبله

توجد مشكلة وهي مشكلتي وأحتاج لآخرين ووقت و صراع
لكي أحلها وفي النهاية أقبل التعافي كفضل من عند الله.


استقبال الهبة من الله لا يعني أننا لا نفعل شيئاً.
التعافي لا يزال عملاً شاقاً.
فيه نتعلم سلوكيات جديدة وطرقاً جديدة للتفكير.
نخطئ ونتعلم أن نسامح أنفسنا
ونتعلم أن نسامح الآخرين.
حتى وإن كان التعافي يتضمن عملاً شاقاً إلا أننا
في النهاية لا نستقبله كنتيجة لعملنا الشاق،
و إنما كفضل من عند الله.


المثل المناسب هنا هو صورة الزواج.
يجب أن يعمل الزوجان بشدة على إنجاح هذه العلاقة.
وتمر أحيانا مواسم صعبة جداً،وأوقات أخرى تبدو فيها
العلاقة وكأنها على حافة النهاية.

وفي النهاية عندما تلوح بارقة أمل فإننا نستقبلها
كفضل ونعمة من الله.


العمل الشاق أحياناً كثيرة يكون للتهيأة لإمكانية استقبال
هذه النعمة كما يجب.


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


يمكنك أن تلتقط الكثير من دروس الإبداع في الحياة من حولك .. التقِ بأيّ عامل ماهر، أو أي صاحب مشروع ناجح، أو تجربة غنيّة في أي حقل .. استمع إليه. ستحصد من لقائك معه العديد من التجارب والأفكار الإبداعية كالتي ننقل لك بعضها على سبيل المثال فقط:

ـ يقول أحد التلاميذ: لم يلفت نظري في أسلوبه المميز، بين المعلّمين الكثّر الذين تعاقبوا على تعليمي، سوى أستاذ واحد، كان مدرساً لمادة التأريخ .. فكان قبل البدء بالدرس يضع على اللوح بخطّه الجميل ثلاثة أو أربعة أسئلة تلخِّص الإجابةُ عنها الموضوع كلّه.

منه تعلّمنا .. كيف نطرح أسئلتنا .. وكيف نجيب عليها .. وكيف نكون منهجيين في الطرح والمعالجة والانتقال من مقطع إلى مقطع، أو فكرة إلى فكرة أخرى، في تسلسل موضوعيّ ..
كان أستاذاً مبدعاً!

ملاحظة: تذكّر أن طرح الأسئلة أسلوب إبداعيّ كما سبقت الإشارة.
ـ قال لي صديق يحبّ تصليح الأجهزة العاطلة: أتدري كيف تعلّمت ذلك؟
قلت: في معهد ما؟
قال: لا .. بل من البيت.
قلت: كيف؟
فقصّ لي قصته مع أوّل جهاز تعطل في البيت وتولّى تصليحه في الوقت الذي كانت أمّه قد طلبت من أبيه أن ينقله إلى المصلِّح المختصّ ..
يقول صاحبي: فتحت الجهاز واكتشفت الخلل وذهبت لشراء القطعة التالفة وركّبتها وعاد التلفاز يعمل كما كان .. وحينما جاء أبي أخبرته بما فعلت، ففتح الجهاز وتأكّد بنفسه .. ومع إشراقة الشاشة الصغيرة أشرق وجهه بالإعجاب .. وقال: أنا فخور بك يا ولدي!
كانت مكافأته الجزيلة وهي عبارة: «أنا فخورٌ بك» بمثابة القوة الدافعة لإبداعات مستقبلية حتى أنّه كان إذا استعصى عليه شيء طلبني لحلّه.

ملاحظة: إنتبه إلى أسلوب التشجيع في رفع معنويات المبدع ومستوى إبداعه.

ـ قال المعلِّم لتلاميذه، وهو يطمح أن يراهم أكثر من متلقين سلبيين: اعرضوا المسألة التي أطرحها عليكم على أذهانكم عدّة مرّات فربّما يأتيكم في المرّة العاشرة إشكال يكون مفيداً أو صحيحاً .. فليس من الضروري أن يكون ما أطرحه عليكم صحيحاً دائماً ..

من حينها والتلاميذ يناقشون أستاذهم نقاشا فكرياً حرّاً فتح له ولهم أبواباً أوسع من دائرة المعلومات المسطّرة في الكتاب!
ملاحظة: التفت إلى صيغة مراجعة المسائل بذهنية ناقدة ..

ـ طلب أستاذ في إحدى كُلِّيات الطبّ من طلاّبه، بعد أن درسوا أمراض القلب، أن يذكروا له احتمالات إصابة القلب، فراح الطلبة يعدّدون تلك الأمراض التي يصاب بها القلب عادة والواردة في المنهج المقرّر .. ثمّ طرح الأستاذ سؤالاً مفاجئاً: وماذا بعد؟ أي ماذا غير هذه الاحتمالات المدرجة على اللوح.. فصمت الطلاّب ليقولوا بصمتهم أن لا شيء يذكر، وأنّهم لم يدعوا مرضاً قلبياً دون أن يذكروه.

أخذ المعلِّم الطبشور ووضع في أسفل قائمة الاحتمالات علامة (× ) .. ولفت نظر طلاّبه إلى أنّ الاحتمال (× ) يجب أن يحضر في أذهانهم كأطباء، فإذا ما استعرضوا كافّة الاحتمالات ولم يكن أيّ منها هو الصحيح أو المرجّح .. فليبحثوا عن الاحتمال (× ) غير المعلوم، مذكّراً إيّاهم انّه احتمال قائم ليس في الطبّ وحده بل في جميع الحقول العلمية والفكريّة.
ملاحظة: تذكّر أنّ الاحتمال (× ) .. هو الذي يفتح أبواب الإبداع غير المفتوحة من قبل.

ـ قضى رسّام ياباني عدّة سنوات وهو لا يرسم سوى الأعشاب، وعندما سُئِل مرّة: لماذا الأعشاب دائماً؟ قال: يوم رسمت العشب فهمت الحقل، ويوم فهمت الحقل أدركت سرّ العالم!
ملاحظة: إنّ الانطلاق نحو الإبداعات الكبرى قد يكون مدخله إبداع صغير، وفهم أسرار الأشياء الكبيرة قد يأتي من فهم سرّ الشيء الصغير .. هل توافقه؟

ـ يقول كاتب أميركي روائي أصيب بمرض أقعده عن السير (82) عاماً: منذ أن أصابني المرض الذي كاد أن يقتلني، كتبت أربع كتب، وهذا هو جوابي على الخوف من الموت .. فإذا ما بقيت دون أن تفعل شيئا فإنّك تموت بسرعة!!
ونضيف على ما يقوله: أمّا إذا فعلت شيئا نابعاً من صميم تفكيرك الشخصيّ، وكانت فيه لمسات إبداعية، وكنت ترى فيه نفسك وموهبتك فإنّك تحيّا كأجمل ما تكون الحياة الحافلة بالإنتاج والإبداع والإمتلاء.

وقد لا يكون (الإنتاج) إبداعياً لكنه ـ مع الحبّ والمداومة ـ يقود إلى الإبداع.
ملاحظة: الكاتب الروائي يقول لك: افعل شيئاً ذا قيمة .. يكن مبدعاً.

ـ الإبداع أيضاً .. تطوير للوسائل والأجهزة والأنظمة القديمة: فلقد اخترع أحدهم فرشاة ذات خزّان تستخدم للدهان، وتقوم فكرته على الحاق خزّان يمدّها بصورة مباشرة بمادة الدهان من خلف شعيراتها، فيملأ الخزان بمادة الدهان بعد تصفيتها من العوالق ثمّ يغلق جيداً ويعلّق على الكتف .. مما يوفِّر الوقت والجهود والدهان أيضاً.
واختراع مبدع آخر سريراً دائرياً متعدد الأغراض يمكن استخدامه كسريرين منفصلين، ويمكن تحويله إلى أريكة كما يمكن فصل الأريكة إلى جزئين كلّ جزء يحمل أربعة أشخاص، وتستخدم الأماكن السفلية للتخزين ..
ميزة السرير إنّه متعدد الأغراض .. يستخدم في الأماكن الضيِّقة .. كما أنّه رخيص الثمن!

ـ راجع الصور التالية:
ـ إعادة ترتيب الغرفة بشكل مغاير لوضعها السابق لإعطائها مساحة أكبر وإزالة الزوائد غير الضرورية .. وجعلها أكثر حميمية بإضافة لمسات بسيطة في الديكور والإنارة وتغيير الأثاث.
ـ تنظيم الحديقة وتقليمها حسب الذوق .. وتوزيع أزهارها بشكل منضّد .. وتوزيع المناضد بشكل جمالي لافت.
ـ إعداد طبخة معروفة .. ولكن بشكل غير مألوف من خلال إدخال تحسينات في المواد والنكهات وأسلوب العرض والتقديم.
ـ إعادة ترتيب مكتبة بتبويب وترقيم وعرض جديد ..

ـ عرض بضاعة في واجهة محلّ تجاري، أو بقاليّة، أو أزياء، أو أحذية بطريقة تجتذب الزبائن وتلفت أنظار المارّة والمتسوّقين وتستهويهم للاطلاع .. فربّما يقبلون على الشراء في المرّة القادمة.
ـ كتابة رسالة إخوانية لانسان عزيز على القلب بطريقة غير تقليدية.

أليست هذه وسواها وما شاكلها كلّها إبداعات ولو بسيطة ..
أليست تنمّ أو تدلّ على ذوق رفيع، وقدرة على التجديد، وهما من أخوات الإبداع وشقائقه

تأمّل في حياتك اليومية لترى كمّ من الإبداع فيها؟ أو كم من الإبداع يمكن أن تضيفه إليها!

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

كلمة (لا) صغيرة في لفظها وكتابتها، لكنّها كبيرة في معناها ومغزاها.

هي ضغط أو تكثيف لرفضك وإبائك وممانعتك فلا تستهن بمقدرتها على إنقاذك في المواقف المحرجة والضاغطة سواء التورطية، أو الترهيبية، أو الترغيبية.

لقد كان أوّل شيء علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس المشركين الذي جاء يدعوهم إلى توحيد الله هي هذه الـ(لا) حيث خاطبهم بالقول: "قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا".

إنّها سلاحك الذي به تقاتل الضغوط السلبية صغيرة كانت أو كبيرة، ولا تنسَ أنّ بعض الضغوط الصغيرة إذا استهنت بها، ولم تقل لها (لا) فإنّها تكبر وتستفحل وتنشط لافتراسك حتى تغدو ضغوطاً كبيرة قد تعجز عن مواجهتها.

قل (لا) لأيّ ضغط سلبيّ، مهما كان شكله ونوعه وحجمه والمصدر الذي يأتي منه.. فكما أنّك تتدرّب على حمل الأثقال لبناء عضلات متينة مفتولة، فإنّ (لا) تحتاج إلى تدريب حتى تصبح عضلات الإرادة قويّة متماسكة.. بمعنى أن تكون رافضة، مقاومة، ممانعة.

كن صادقاً مع نفسك وقيمك وأهدافك، ولا تجامل أحداً على حسابها. هل ترضى أن تجامل الآخرين – من السادرين في غيّهم – بأن تدخل في حلقة اغتياب، وأنت تعلم أنّ الله يبغض الغيبة والمغتابين ويصف المغتاب بأنّه آكلٌ لحم أخيه ميتاً؟ كيف إذن تبيح لهم أن يستدرجوك لمواقع الزلل والوقوع في مطبّ المعصية قولاً كانت أو عملاً؟

ولكي تقول (لا) بالفم الملآن، لابدّ أن تتحمّل مسؤولية موقفك ونتائج عملك بشجاعة فـ(لا) مكلفة.. ولها ضريبة باهضة، لكن فوائدها جليلة ونتائجها باهرة.

من السهل عليك أن تقوم (نعم) لأيّ ضغط سلبي، فليس في ذلك جهدٌ يُذكر أو عناء يُطلب، ولكنّ الضعفاء هم مَن يقولون (نعم) دائماً حتى إذا يقبلوا بشيء، أو لم يكن يروق لهم.

ولـ(نعم) وجهان:
(نعم) إذا كنت مقتدراً على أداء شيء، وطلب منك ذلك، ولم تترك استجابتك أي مردود سلبي عليك، فـ(نعم) هنا حلوة، لكنّها دَين، أي أنّك إذا قلت لشيء نعم فعليك أن تفي باستجابتك، كما لو يقال لك انّك لطيف المعشر، محبوب من الجميع، فلو تدخلت في الإصلاح بين صديقين متنازعين، وقلت (نعم) فلابدّ من أن تسخِّر وجاهتك في إصلاح ذات البين بينهما.

هذه (النعم) إيجابية، وهناك (نعم) سلبية، وهي نوع من أنواع الاستجابة للضغط، فقد تستجيب للضغط وأنت مكره، وقد تستجيب للضغط ولا إكراه عليك، وتلك هي الـ(نعم) المذمومة، فلأنّك – مثلاً – رأيت بعض الشبان يدخّنون، رحتَ تدخّن تقليداً لهم وليس بضغط أو تشجيع منهم، فأنت قلت (نعم) من غير أن يُطلب منك أو تُكره على قولها.

ومع ذلك فقول (لا) صعب.. لأنّه يعني الرفض والمقاومة، والرفض – في العادة – ممقوت. فإذا لم تستجب لبعض رغبات النفس الهابطة، فربّما الحّت عليك، وعاونها الشيطان في تحبيب الرغبة، وأنّك لست مضطراً لحرمان نفسك من هذه المتعة أو تلك اللّذة.

والرفض ممقوت أيضاً من قبل الضاغطين الذين يعرضون عليك الاستجابة لرغباتهم أو طلباتهم فتصدّهم بقولك (لا) وربّما مارسوا عليك ضغوطاً أخرى حتى يخضعوك لإرادتهم.

تذكّر أنّ الكبار.. أصحاب النفوس الكبيرة.. والإرادات العظيمة.. والمقاومين الأبطال لم يصبحوا كذلك بلمسةٍ سحرية.. لقد قالوا – في أوّل الامر – للضغوط الصغيرة (لا) وحينما نجحوا في رفضها وقهرها، كانوا على أتمّ الاستعداد لرفض وقهر ما هو أكبر منها.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

هادي المدرسي

لا نجاح من دون أن يعرف المرء كيف يصرف وقته.
فالوقت ليس شيئاً يمكنك توقيفه حتى يتسنى لك معرفة ما تفعل به.

ولا هو مثل المال يمكن ادخاره، أو تخزينه لوقت الحاجة، وإنما هو العمر الذي لا بدّ من أن ينقضي سواء استعملناه في خير أم في شر، أو تركناه حتى يمرّ وينتهي.
إن الوقت لغز عجيب، كما هي الحياة..

يقول أحد الحائزين جائزة نوبل وهو :" ريتشارد فينمان" " نتعامل، نحن، علماء الفيزياء. مع الوقت يومياً، ولكن لا تسألني عن ماهيته، إنه أصعب مما نستطيع إدراكه...".
إنك لا تملك وقتك أبداً، وإنما فقط تملك حق التصرف فيه... فإذا لم تتصرف فيه فهو الذي سيتصرف فيك.
فأنت والوقت مثل عدوّين في حالة مواجهة : كل واحد منهما يوجه سلاحه إلى الآخر فأيهما يقتل صاحبه ينجو، وإلاّ فإنه يقتل على يديه.
فإذا أنت لم تقتل الوقت بالعمل، فإنه سوف يقتلك بكل ما لا ينفعك.

ولكي نعرف أهمية الوقت فلا بدّ من الاقتراب إلى فهمه، وإن كان ذلك أمراً صعباً..
لكي يضبط التعامل معه، ولكي يعرف متى يعمل هذا، أو ذاك، ومتى يفترض أن يكون هذا الشيء في هذا المكان دون غيره. ومما لا شك فيه أن الشمس المتقوسة فوق الرؤوس يومياً، كانت المقياس الأول للوقت، وتلا ذلك ربما، ظل عصا زرعت في الأرض- ساعة شمسية بسيطة.

إن العوامل الخارجية كثيراً ما تكون سبباً لمشكلات الوقت. ففي أعمالنا نجد أنفسنا عادة مضطرين إلى تحديد مواعيد وتعيين لقاءات ضرورية. لكن مشكلات الوقت تنجم عن مخاوفنا ورغباتنا وليست نتيجة الحظ التعس. إنها من صنعنا، على الأقل جزئياً. نحن نقع دائماً في الأشراك التي ننصبها حين نبالغ في إثقال أوقاتنا بالمواعيد والساعات المحجوزة، ثم بعد هذا نغضب لأن حادثاً غير منتظر أوقعنا في ورطة.
وهكذا فإن الجواب عن السؤال: كيف نمدّد الوقت؟ هو : بحسن التعامل معه... وذلك يتطلب أولاً – دراسة أوضاعنا معه. وثانياً- التخطيط السليم للاستفادة منه...

إننا أحياناً نمدّد أعمالنا في الوقت.. بدل أن نختزنها فيه.. ولذلك نشعر وكأن الشغل يملأ كل الوقت، بينما هو ليس كذلك.
لنفرض أن أمامك ست ساعات عمل في هذا اليوم وأن في وسعك إتمام عملك في أربع. هل تُتّمه بسرعة وتستمتع بالوقت الباقي؟ الأرجح لا.

فرئيسك أو ضميرك يحسب هذا التصرّف تكاسلاً. ولكن إذا أنفقت الساعات الست في إتمام الوظيفة بأن مددت الأعمال فستشعر بأنك مجتهد وناجح.
في ما يلي مجموعة نصائح تجعل وقتك واسعا، وتجعلك قادرا على صرفه بنجاح.

أولاً: حدد الساعات التي تريد أن تقضيها في الأعمال المختلفة.
وحاول أن تتقيد بها ولو بنسبة 70% فسرعان ما تجد أنك
أنجزت الكثير وزاد لك وقت إضافي:
مثلاً حدّد عدد ساعات العمل، وعدد الساعات التي تريد قضاءها أمام التلفزيون وعدد الساعات التي تريد قضاءها مع أصدقائك وعدد ساعات الترفيه مع العائلة. وتقيد بذلك ما استطعت لمدة أسبوعين فقط، فسوف تجد ما يلي:

أ‌- وقف الانجرار غير المقصود وراء النزاهات والأمور التافهة.
ب‌- وقف تداخل الأمور والأعمال بعضها في بعض، وفي الحقيقة فإن التخطيط يعطيك وقتا إضافي كما يريح أعصابك أيضا.
ولو لم تخطط لوقتك فإنك في الحقيقة لا تضيع وقتك بل تضيع أعمالك. إن الطلاب الذين يتوجب عليهم أن يدرسوا لامتحان أو يعدوا رسالة فصلية يزعمون أنهم لا يقدرون على الدرس إلا إذا كانوا في حال نفسية ملائمة. وغالبا ما تكون النتيجة أنهم يؤجلون الشغل إلى ما شاء الله ولا يستمتعون بأوقات فراغهم لأنهم دائمو القلق على الشغل الذي ينتظرهم.

أخيرا يدهمهم الوقت ويرغمهم على الجهد المضني، وعلى رغم التجارب التي يمرون بها فلا يخطر لهم أن التخطيط المتقن هو أقرب إلى الصواب، بل ينتهون إلى الاعتقاد أنهم لا يستطيعون العمل إلا تحت تأثير الضغط.

إن الذين يكرهون التخطيط هم الذين يتخيلون صورتين: الأولى صورة المخطط المفرط في الدقة الذي يحاصره التفكير في الموعد الأخير لإنجاز العمل، والثانية صورة المتهاون المنكر للتخطيط الذي يعمل طوال الليل حين يطيب له العمل لكنه لا يحجم عن ترك عمله فجأة ليذهب في نزهة تدعوه إليها شمس مشرقة.
كلتا الصورتين تفتقر إلى الدقة والصواب. فالمخطط الصالح هو الذي ينظم أوقاته وفقا لحاجته ويقيم توازنا حسنا بين العمل والفراغ والاسترخاء.

ومنكر التخطيط يخسر حريته تماما عند اقتراب المواعيد والاستحقاقات.
وتذكر دائما: أن التخطيط السليم هو المفتاح لتوفير وقتنا الضائع وتنظيمه.
حقا، إن من حاز على عادة التنظيم فهو يكتسب وقتا أطول، أما الذي يعتمد على الفوضى فهو قد يرى نفسه مشغولا طوال الوقت ولكنه ليس كذلك.. فهو مشغول بصرف الوقت، وليس بإنجاز الأعمال.

إن مدة أربع وعشرين ساعة في اليوم الواحد مدة كافية للكثير من العمل، والكثير من الإنجاز، ولكن تضييع ساعات كثيرة هي التي تجعلها ضيقة..
وكل من يشعر بأنه بحاجة إلى وقت إضافي لإنجاز ما عليه يعاني فقط مشكلة التنظيم.
إن الوقت هو الحياة بعينها، ومن تركه بدون تنظيم أهدره في مجالات سخيفة، وتبقى عليه واجباته الأساسية، فيشعر دائما بضيق الوقت..

إن معظم المحن هي من نتائج الوقت الذي يساء استخدامه.. بينما تعود كل الإنجازات إلى الاستغلال الجيد للوقت..
ثم إنك سوف تجد الوقت الكافي لإنجاز كل حاجاتك إذا أنت نظمته، وهذا يتطلب وضع جدول بعين الاعتبار ما يجب عليك عمله مقسما على الزمن..

إن البعض قد يكون دقيقا في صرف أمواله، فيحسب دائما حسابا للحاجة، والإنفاق. كما يحسب حسابا دقيقا للواردات والصادرات، ولكنه يكون مهملا في ما يرتبط بوقته، فالخسارة في الأموال قد تعوض، ولكن خسارة الوقت لا يمكن تعويضها، فكل دقيقة تضيع لا تعود أبدا، ولهذا فإن عليك أن تصرف أوقاتك ضمن جدول زمني محدد، وميزانية دقيقة.

والمطلوب هنا هو تقسيم الأفعال على الزمن عبر وضع خطة لما تريد فعله في غدك، وتقدير متوسط الوقت الذي يتطلبه كل فعل منها.

وإنه من الأهمية بمكان أن تعرف أنه لن يستطيع أحد أن ينظم وقتك إلا أنت، فحاجاتك تختلف عن حاجات الآخرين، وانتظامك الداخلي صفة خاصة بك مثل بصمات أصابعك، فلربما تكون من أصحاب الإيقاع البطيء، بينما يكون غيرك من أصحاب الإيقاع السريع وقد يملك أحدنا مخزونا عظيما من الطاقة يعينه على ساعات العمل المتصلة بينما يجد آخر أنه لا يحتمل الاستمرار إلا قليلا، مع أن هذا الاختلاف لن يغير من مقدار الإنجاز الكلي على المدى الطويل.. لكن المهم أن يقوم كل واحد منا بوضع جدول زمني مناسب لإيقاعه الداخلي..
إن المهم إذن هو مراعاة الانتظام الداخلي في أبداننا، ووضع ميزانية متناسبة معه لصرف الوقت لإنجاز الأعمال.

أي أنه ليس من المهم أن تلتزم بتنظيم معين لوقتك مثلما ينظمه صديقك، ولكن المهم أن تكون لك طريقة معينة ترتضيها في ما يتعلق بتنظيم الوقت. ولسنا بجانب الصواب إذا قلنا إن الوقت هو الوعاء الذي تتعاطى نشاطك من خلاله. فلا غنى لك على الإطلاق عن ذلك الوعاء. لا بد إذاً من تحديد شكل هذا الوعاء والعناية به. وهو من صنعك أنت وطريقة استخدامه من وضعك وهي خاضعة لمشيئتك. فلا بد لك إذاً من تنظيم الوقت ولكن بالطريقة التي ترتضيها بحيث تكون لك عادة وقتية، أو جدول زمني أو تقسيم ليومك بحيث تعتبر الوقت بمثابة ميزانية يومية تقوم أنت برصدها وتوزيعها على بنود معينة.

وطبيعي أنك في تنظيم وقتك ستظل مالكا لناصية ذلك التوزيع، فلا تخضع له خضوعا أعمى غير قابل للتعديل، بل إنك تدخل التعديل المناسب كلما وجدت لذلك ضرورة. ولكن لا تترك نفسك ووقتك خاضعين للتلقائية ونهبا للمصادفات. وعليك بتوجيه أنظار أسرتك وأصدقائك إلى ضرورة احترام الروتين الزمني الذي وضعته لتسيير دفة حياتك. فالواقع أنك ما لم تحمل غيرك على المحافظة على احترام نظامك الزمني الذي ارتضيته لنفسك، فإنك ستكون خاضعا لكثير من التشتيت وتضييع الوقت سدى.

ثم هناك أيضا طريقة تنظيم للعمل وإعطاء أولويات لأعمالك. والواقع أنك إذا حللت حياتك اليومية، لوجدت أنها بمثابة سلسلة من العمليات التي يتكرر معظمها كل يوم، فليس من بأس إذا من وضع تلك العمليات في سلسلة متجانسة بحيث تأخذ شكل تقليد يمارس كل يوم بالطريقة نفسها. قد يقول لك قائل: "أليس في هذا جمود؟" الإجابة بالنفي، إذ إن الجمود هو أن تكون أسير تلك السلسلة من التقاليد حتى ولو تعارض الروتين الذي وضعته لنفسك مع مصالحك الحيوية التي تنشأ فجأة وبغير توقع. ولكننا لم ننصحك بأن تعطل مصالحك الحيوية ملتزما بالروتين، بل قلنا لك إن الروتين يساعدك على إنجاز أعمالك بحيث يكون خاضعا لإمرتك وبحيث تكون على استعداد لإدخال التعديلات المناسبة فيه، لأنه من صنعك أنت وهو خادمك المطيع برغم أنك تستهدي به وتلتزم بتربيبه. ذلك أن ذلك الالتزام ما دامت الحياة تسير سيرا طبيعيا سيجعل حياتك أسلس كما سيجعل إرادتك بقوتها متجهة إلى ما هو أعلى وأخطر شأنا من تلك الأعمال. إنك ستوفر ذكاءك ونشاطك الابتكاري لما هو أعلى مستوى من تلك الأعمال الروتينية.
وتأكد أنه مع وضع قائمة يومية بأعمالك، فإن أقل جهد تبذله سيعود عليك بأضعاف من الفوائد. وتذكر في هذا الصدد قول تورو: "لا يكفي أن يكون المرء مشغولا، بل إن السؤال المهم هنا هو: ما هي المهمات التي تشغلنا".

ثانيا: لا تلتزم بما يتجاوز طاقتك
إن كثيرين يلتزمون بأعمال لا ارتباط لهم بها، ولا يرغبون فيها، وربما يتحملون مسؤوليات تتجاوز طاقاتهم، فقط لأنهم يعجزون عن أن يقولوا: "لا". وهم إذ يفعلون ذلك، لا لرغبة ذاتية في المساعدة، بل لأنهم يخافون إغضاب الآخرين أو لأن شعورهم بعدم الاطمئنان يجعلهم متكلين على رضا الناس. فهم مستعدون لتلبية كل طلب مهما يكن مزعجا. ولشدة رغبتهم في كسب المدح والتقدير، فإنهم يغفلون الإشارة إلى ما كلفهم العمل المطلوب من وقت ومشقة.
إن مشكلة العاجزين عن قول "لا" هي أنهم يرتبطون بالتزامات ووعود يعجزون عن تنفيذها، فيشعرون بالغبن والإرهاق وينقمون على أنفسهم وعلى الآخرين. إنك تستطيع أن تتعود على التفكير المسبق قبل أن تقبل تكاليف الآخرين لك. يمكنك أن تقول لكل من يطلب منك القيام ببعض الأعمال:
"اسمح لي، فإن علي التفكير في الأمر قبل إعطائك جوابي" حتى لا تنهمك في أعمال لم يجدر بك القيام بها أصلا.

ثالثا: استغل الفراغات بين الأعمال
نحن غالبا نسارع إلى الانتقال من نشاط إلى آخر، لكن الفترة القائمة بين عملين كثيرا ما تضيع. ونقول لأنفسنا: "لا فائدة من بدء عمل جديد بين هذا وذاك" فإذا كان علينا مثلا كتابة تقرير يستغرق في نظرنا أربع ساعات، فلا يخطر لنا أن نعالج هذه الوظيفة بتجزئة الوقت ثمانية أنصاف ساعة ونبرر موقفنا بالادعاء، أن الاندماج في العمل يتطلب أوقاتا أطوال. وننسى أنه سبق لنا برمجة النشاط التالي الذي قد يكون الاستماع إلى نشرة الأخبار أو حضور برنامج مثير في التلفزيون. إن أكثر الذين يشكون من ضيق الوقت، على رغم ازدياد أوقات الفراغ، هم الذين لا يحسنون الإفادة من الأوقات العارضة والفرص الضائعة في حياتنا العصرية. ينقضي الكثير من الوقت في الانتظار، ولو أحسنا استغلال ثلث الحالات لأضفنا الكثير إلى وقتنا. فإذا تعودت أن تحمل قلما وظروفا للرسائل، فإن بإمكانك أن تكتب رسائل إلى أصدقائك كلما كنت في عيادة طبيب، كما يمكنك حمل كتاب لمطالعته أو حمل دفتر وكتابة كتاب.

رابعا: إبدأ العمل في الوقت الذي تقرره بلا تأخير
إن الشروع في العمل، هو أصعب مراحل العمل.. ولذلك فإننا ما إن نتجاوز مرحلة الشروع فورا في العمل نتمهل في تناول الفطور ثم نقرأ الجريدة من أولها إلى آخرها. نراجع راسئلنا واحدة واحدة لنرى أيها يحتاج إلى جواب عاجل، ثم نجري مكالمة هاتفية، وأخيرا نقرر أن الإسراع في كتابة رسائلنا أمر غير ضروري يمكن تأجيله إلى سبت آخر. ولكن حين نجلس للعمل نجده لا يستغرق سوى وقت يسير، فنأسف لأننا لم نباشره من قبل.
المشكلة ذاتها تعرض لنا حين نتورط في عدد من الوظائف الصغيرة قبل التركيز على الوظيفة الرئيسية. وفي توزيع جهودنا على هذا المنوال نضيع وقتا كثيرا.

خامسا: ليكن الحفاظ على وقتك أهم من مجاملة الآخرين
أحيانا تبتلى بشخص يريد أن يسرد لك حديثا تافها لا يرتبط بدنياك ولا بآخرتك. ولأنك لا تريد مقاطعته، فإنك تخسر الكثير من وقتك وأعمالك، وتخسر مواعيدك أيضا.
فتعلم كيف تقاطع الطرف الآخر بتهذيب كأن تقول له: "أعذرني لأن علي الانصراف" فهذا أفضل بكثير من الاستماع بنرفزة، وضيق صدر إلى متحدث يستمر في الكلام مثل سيل دافق من خرطوم ماء.

سادسا: رتب أشياء الدار
تراكم الأشياء بلا ترتيب يأكل الوقت من دون أن نحس بذلك، كما يرهق الأعصاب ايضا.
إن التفتيش عن مطرقة أو فتاحة علب لفترة من الوقت يضيع عليك وقتك كما أن فيه عذابا مبرحا، ولا فرق إن كنت تسكن دارا كبيرة من عشر غرف أو شقة من غرفة واحدة، فأنت تخسر كثيرا من وقتك عندما لا تجد ما تبحث عنه. وأحد أجمل الأقوال المأثورة عبر العصور هو: "ليكن مكان لكل شيء، وليكن كل شيء في مكانه".
والتراكم يعني في الواقع عملا غير منجز يستهلك الكثير من الوقت.
فكلنا يحتاج إلى ترتيب يبقي الأشياء في أمكنتها ويجعل حياتنا منظمة.

سابعا: نظم أوقات مشاهدة التلفزيون
بعض الناس يصلبون أعمارهم على شاشة التلفزيون، فهذا الصندوق السحري يجرك إليه ساعات طويلة وأنت لا تحس بها.
قد يكون التلفاز مسليا ومثقفا، إلا أنه يسلبنا الوقت. ومراجعة جدول البرامج هي الترياق الناجح للمشاهدة العشوائية لكل ما يظهر على الشاشة.
فاختر بعناية ما تنوي مشاهدته لتصرف وقتك على نحو أكثر إفادة.

وفي الختام، فإن أهم ما يرتبط بالوقت هو تنظيمه. فالذين عندهم وقت لا يعملون عادة أقل من الذين ليس لديهم وقت، لكنهم يعرفون كيف يميزون الأوليات ويتقيدون بما يتخذونه من قرارات. ونحن لو تعلمنا حسن استعمال وقتنا لالتزمنا منهجا يبدل حياتنا بكاملها ويساعدنا على حسن إنجاز أعمالنا.

المصدر: كتاب واجه عوامل السقوط
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

لآ ونعم ... وأولويآت حيآتنآ ..~

تيسير الزايد

- الرفض بلباقة يتيج لنا الوقت لنجرب أموراً جديدة ونمارس هوايات محببة.

"سيكون التقرير جاهزاً صباح غد"، "سأكون معك وأنت تقدم أوراق العمل في الصباح"، "سأحضر اجتماع أولياء الأمور صباحاً"، "سأستأذن في الصباح وأصطحبك للمستشفى".

هذه نماذج من الأمور التي يمتلئ جدول أعمالنا اليومي صباحاً ومساء لتلبية طلبات وإنجاز اتفاقات تتنافس على عدد من الساعات المعدودة في اليوم، قد يستمر الأمر أسبوعاً أو شهراً، ولكن في النهاية يصيب النفس التوتر والقلق والتعب، وقد ترفض كل شيء وتهرب من واقعها إلى حيث لا شيء، وحتى لا تختلط لدينا الأمور ونصل بأنفسنا لطريق الملل من العطاء علينا أن نقول "لا" في بعض الأحيان كطريقة لتنظيم الوقت، وإعطاء الأولويات حقوقها، والقيام بعملنا بإتقان.

عندما نعلم كيف نقول "نعم" لأمور حياتنا سنتعلم حينها متى نقول "لا"، وهذا يأتي عندما نعرف كيف نرتب أولوياتنا، فمثلاً عندما تكون أمور ديننا من أولوياتنا سنعرف كيف نقول "لا" لأمور قد تستهلك وقتنا وتنسينا مبادئنا، وعندما تكون الأسرة هي "نعم" في حياتنا ستكون "لا" هي الرد لكل طلب قد يبعدنا عنها أو يجعلنا نقصر في مسؤوليتنا حيالها، وعندما نقول "نعم" لصحتنا ولياقتنا ستكون "لا" هي الرد لكل طلب إذا قمنا به أهملنا ساعات التدريب أو استهلكنا هذه الصحة فيما يضر بها.

هناك أسباب كثيرة قد تدفعنا لأن نقول "نعم" لكل ما يطلب منا، ونحن في قرارة أنفسنا نعني "لا"، منها خوفنا من أن نؤذي مشاعر الآخرين برفضنا طلباً لهم، أو خوفاً من أن نتصف بأننا لا نستطيع أن ننجز عملاً معيناً، أو كوننا نشعر أن لدينا الإمكانية لأن ننجز كل شيء.

وهنا يجب أن نؤكد على شيء مهم جداً وهو: عندما نرفض طلباً لشخص معين لا يعني هذا رفضنا لهذا الشخص، ولكن ببساطة: إننا نرفض القيام بما يطلبه منا.. وكثير من الناس يفضل أن نتصف بالأمانة معهم ونرفض طلبهم من البداية، بدلاً من أن يتحملوا عاقبة الرفض في منتصف العمل أو عدم تأديته في الوقت المناسب.

- لماذا نقول "لا"؟
عندما نرفض طلباً ما ونقول: "لا" فليس معنى هذا أننا أنانيون، ولكن قد يكون الرفض أفضل شيء نقدمه لأسرتنا ومسؤولياتنا الأخرى، فـ"لا" هنا تعني أن نوعية الوقت الذي سنقضيه مع الأشياء التي نقوم بها سيكون أفضل، فأيهما أفضل أن نقوم بعشرة أعمال ناقصة أم القيام بأربعة أعمال متقنة وكاملة بنفسية عالية وجسد غير منهك!!

الرفض بلباقة لبعض ما يطلب منا سيتيح لنا الوقت لنجرب بعض الأمور الأخرى الجديدة، ونمارس هوايات مختلفة تبعث في النفس النشاط والراحة من أجل أداء عمل متقن أكثر.
قد تكون "لا" حماية للنفس من الوقوع تحت ضغط الأعمال الكثيرة المنجزة وغير المنجزة، والتي قد يؤدي تراكمها لمزيد من القلق والتعب والمرض، فلا نفيد ولا نستفيد.

قد يكون قول "لا" مبكراً حماية لأنفسنا من الشعور بالذنب وحماية للآخرين من الشعور بالغضب وخيبة الأمل عندما لا نستطيع أن ننجز ما وعدنا الآخرين أننا سنقوم به.

- كيف ننظم حياتنا ونقول "لا"؟
- الالتزام بقائمة الأهداف التي تم كتابتها والتخطيط لها، فهذا سبب رئيس لرفض أي عمل قد يبعدنا عن تلك الأهداف والخطط.
- محاولة فهم حقيقة ونوعية الطلب مهمة جداً، فقد يحتاج الأمر وقتاً وجهداً أكثر مما قد يتوقعه الشخص، أو بالمقابل قد لا يحتاج أي جهد من أجل إنجازه، ولهذا كان إعطاء النفس فرصة للتفكير قبل الإجابة بالرفض أو بالقبول أمراً مهماً.

- عدم المجازفة بعمل عدد كبير من الأعمال، فالقيام بعدد قليل من الأعمال المتقنة خير من القيام بعدد كبير من الأعمال غير المنتهية أو غير المتقنة.

- من حق أي إنسان أن يرفض ما يراه غير مناسب له للقيام به، بل أحياناً كثرة القبول لأي عمل قد يجرّئ الناس عليه، فتصبح حياته وساعاته جدولاً يخططه الآخرون له.

- الرفض بلباقة، والتأدب في قول "لا" أمر مهم، كما أن الوضوح في الرد أمر مهم جداً، فالإجابات التي تعطي أكثر من معنى قد تضلل الطرف الآخر ولا تفيد الموقف.

- استخدام عبارات قصيرة للرفض أو جمل طويلة مع تبريرات يعتمد على الموقف والطلب.

- قدم بدائل واقتراحات للطرف الآخر،كأن تقول: "لا أستطيع أن أقوم بهذا العمل في الغد، فما رأيك في الأسبوع القادم؟ أو ما رأيك أن يقوم به شخص آخر تقترح اسمه؟".

- من الضروري إعطاء فرصة لمن حولك لمساعدتك أو القيام بعمل كنت تفضل أن تقوم به بنفسك.

- الخوف من أن يشعر الآخرون بخيبة أمل إذا رفض طلبهم يجب أن يسبقه النظر إلى النفس، ومعرفة هل ستشعر بخيبة أمل إذا قبلت بالأمر.

- معرفة الأولويات أمر ضروري، فقد يزدحم الجدول بأعمال وخطط لا تنتمي لجدول من كتبها ولا تنتمي لمبادئه بأي علاقة، ومن الممكن علاج الازدحام بكتابة الأمور المهمة التي يراد القيام بها، ومن ثم النظر إلى الطريقة التي يقضى بها اليوم، فإذا كان الوقت يضيع في أمور أخرى غير التي خطط لها، فهنا يجب أن يتوقف ويقول "لا" للأعمال التي تضيع الوقت.

- قد يلجأ الشخص إلى قبول الكثير من الأعمال فوق طاقته وعدم الاعتذار بـ"لا" من أجل المزيد من الدخل المادي، وقد يكون السبب ليس في قلة المال الذي يحصل عليه، ولكن بسبب سوء استخدام هذا المال وعدم التخطيط لميزانية خاصة، وهذا يمكن تعديله بمعرفة أساليب إدارة المال بطريقة فعالة وجيدة.

- معرفة النفس تسهل عملية الاختيار بين الاقتراحات المتوفرة، فتستطيع أن ترفض ما لا يناسب شخصيتك وتوقعاتك، وتقبل ما يتناسب معك وما يناسب جدولك من أعمال.

- على الإنسان أن يعيش حياة متوازنة، يأخذ ويعطي، فلا يأخذ دائماً فيكرهه من حوله ولا يعطي دائماً، فيصل لمرحلة يكره نفسه ويمل منها، وإذا تأملنا سورة "الضحى" سنجد هذا الاتزان واضحاً. فعندما ذكّر الله تعالى الإنسان بالنعم التي أنعمها عليه طلب منه بالمقابل أن يشكر تلك النعم بالقيام بأعمال معينة، وهذا ما يسبب الاتزان والراحة والسلام الداخلي.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

إستعمل كلا الجانبين لعقلك

ميرلي دوكلاس

- يجب الإعتراف بإن هناك زمنا للجهة اليسرى من الدماغ , وزمنا للجهة اليمنى من الدماغ , بمعنى أن هناك زمنا للكفاءة , وزمنا للإبداع , وزمنا للعمق , وزمنا للمنطق , وزمنا لغير المنطق , إن إحدى هذه الحالات ليست أفضل من الأخرى , وإنما هما فقط مختلفان , مارس كل هذه الألوان , وتعلم متى تكون كل واحدة منها هي الأفضل .

- إن تفكير الجهة اليسرى من الدماغ يفضل المنطق , والتخطيط المفصل , والتنبؤ بوقوع الأحداث , والأمور , والإهتمام بالتفاصيل , والسرعة وحسن التنظيم والترتيب و والقيام بعمل واحد في وقت واحد , وقراءة التعليمات أولا قبل الشروع في عمل ما .

- أما الجهة اليمنى من الدماغ , فهي تفضل أو تحبذ التنوع , والعاطفة , واللهو , والمفاجآت , والتخطيط العفوي , وعمل عدة أشياء في وقت واحد , وقراءة التعليمات فقط إذا حصل شئ من الخطأ .

- الأشخاص ذوو التوجه الأحادي عادة ما يعملون شيئا واحدا في الوقت الواحد , يركزن العمل الذي بين أيديهم , ويتمسكون حرفيا بالخطة , ويفكرون على طريقة المعادلات الخطية (اللخط المستقيم أقصر الطرق) , ولا يفكرون إلا في شئ واحد في وقت واحد .

- أما الأشخاص ذوو التوجه الجماعي , فهم عادة ما يفعلون عدة أشياء في مرة واحدة , وعرضه لتشتت الإنتباه , وتغيير خططهم وبسهولة , ويفكرون في دوائر متقاطعة , ويمكنهم القيام بعدة أشياء , أو أفكار في وقت واحد .

- أما المفكرون المركزيون , فهم يركزون على حل واحد , ويعملون خطوة خطوة , وضمن خيارات ضيقة , وهم منطقيون , يحبون السير على أرضية صلبة , يحبون الخطى الواثقة , يفضلون الحقائق , والبيانات الراسخة , والدامغة , ويبحثون عن الحل الصحيح , ويبدون غالبا في نظر الآخرين ضيقي الأفق.

- المفكرون المتشعبون (ذوو النظرة المتشعبة) يجيلون بصرهم في الصورة الكبيرة , ويقفزون هنا وهناك , ويندفعون هنا وهناك , وهم نزاعون إلى الحدس , ويبحثون عن عدة حلول , ويستكينون إلى الغموض ,ويستخدمون الحدس (الحدس الباطني) ويعملون به ويبجون للآخرين مشتتي الذهن.

- لكي تعمل الجزء الأيمن من عقلك , ضع قوائم بالأشياء المسلية , إرسم صورا , ألصق أوراق التعريف بالصفحات , إستعمل ألوانا مختلفة لتميزها , إستعمل أوراق التسلية , أكتب بخط مائل من الزاوية إلى الزاوية , ضع ملصقات بلاستيك على البوفيه, حيث تكون أكثرها أهمية في الأعلى .

- إستخدم مفهوم التلقائية المدروسة , على سبيل المثال , إجلس جانيا بعد الظهر , وجهز ما يجور في ذهنك , وعندما يحين الوقت إعمل أي شئ يحلو لك عمله .

- إسمح لنفسك باللهو , فكل يوم يجب أن يكون فيه نظام , وعمل , وبعض اللهو !

- إنفق حوالي (30) دقيقة كل يوم في أشياء شخصية تعطيها أولوية خاصة لا تتعارض مع عملك .

- تعلم كيف تستريح , ولاتعمل شيئا , راقب الطيور في الساحة الخلفية من المنزل , وفرغ عقلك من كل ما يشغله !

- يقول (لاوتسور) : (مارس عمل لا شئ وكل شئ سوف يكون في محله) .

- كلما زاد عملنا , زاد تعبنا , ونقصت قدرتنا على الإبداع , واضمحل تفتحنا العقلي , ونقص إنجازنا , وبالتالي تراجعنا , وعندها تقول بأنه ليس لدينا وقت للهو .
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الطموح المحمود ..

محمد سيد

هناك خلط بين طموح الإنسان وعدم الرضا بما قسمه الله له،

ويعتقد بعض الناس أن أمانيه بالرقي إلى العلا أو أن يحقق منصباً

ما أو مستوى اجتماعياً؛ هو سخط على قضاء الله وقدره، فيعتقد

أنه ضعيف الإيمان، أو أنه بحاجة إلى مراجعة عقيدته، وما يؤسف

له أن بعض الناس رغم قلة حيلتهم في التفرقة بين الطموح والرضا

، يلقون باللائمة على الإنسان الطموح أنه غير راض؛ مما يجعله

حبيساً وأسيراً للهواجس، وربما دفعوه دفعاً نحو التقاعد والإحباط،

فيخلص الإنسان بهذا اللوم أن العيب فيه وأنه غير راض؛

فما هو الطموح المحمود الذي يدفع الإنسان دفعاً إلى العمل

والارتقاء؟ وما هو الطموح المذموم الذي ينافي الرضا

والتسليم بقدر الله سبحانه؟


شاءت إرادة الله عزّ وجلّ أن فطر الإنسان على أشياء

تضمن له استمرار الحياة، فجعل التنافس الشريف بين

الناس سبيلاً لتحقيق النجاح بل التميز والارتقاء إلى

أعلى الدرجات، وهذا هو الطموح المحمود الذي نقصده؛

وإن حركة الحياة جزء من هذا الطموح

(... وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ

فِي مَا آتَاكُمْ...) (الأنعام/ 165).

فغاية الإنسان في الارتقاء وتحقيق الأهداف العليا يجعله

يتحمل الصعاب من أجل الوصول إلى غايته المأمولة،

وإلى هذا المعنى يشير ابن قتيبة: "ذو المهمة إن حُطّ، فنفسه

تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة من النار يُصَوّبُها صاحبها،

وتأبى إلا ارتفاعاً.


ويريد الإسلام منا أن تكون غايتنا وطموحاتنا في تطلع دائم

لا ينقطع، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

"إذا سألتم الله فسالوه الفردوس الأعلى"،

والغاية العظمى والطموح الذي ليس بعده منتهى هو

الوصول إلى رضوان الله عزّ وجلّ

(... وَرِضْوانٌ مِّن اللهِ أكبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ)

(التوبة/ 72).


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


لآتطلب من الآخرين أن يحترموك !!

نعم لا تطلب منهم ذلك.

لأن طلبك من الآخرين أن يحترموك …. هو من دلالات ضعف تقديرك لذاتك .. !!.

لذلك افترض أنت، بكل ثقة، أنك محترم … وتعامل مع كل أحد، حتى مع من تهابهم من الأكابر على أساس ذلك .. تجد المقابل يتلقى منك ذلك الاحترام ويقر به بل … ويذعن له.

يسألني سائل كيف يمكن لي أن أفرض احترامي؟.

فأجيب : إن المحترم لا يفكر في فرض احترامه على الآخرين، بل إنه يفترضه في نفسه، ويرى فضل ربه فيها وعليها، ويركز على كيفية رفع قدرها، .. شكرا لله وطاعة له .. إذ أمره بتزكيتها.
الطغرائي يقول في (لامية العجم) :

غالى بنفــسي عرفــاني بقيمتها فصنتـها عن رخيـص القــدر مبتذل
و عادة النصل أن يزهو بجوهره و ليــس يعــمــل إلا في يــدي بطل


هو يقول : أن السيف اللامع الصقيل يجذب إليه الأنظار، ولا حاجة لأن تقوم بتسويقه، خاصة إذا كان من يحمله بطلا يفتخر السيف به. ومعنى ذلك هو أن النفس التي يعرفها صاحبها حق المعرفة، ويعمل على ارتقائها، ويجعل همه تطويرها، وإزالة شوائبها، وتقريبها للمعالي، لا يشغل بال صاحبها أن كانت محترمة عند الناس … أم لا .. لأنها محترمة مبجلة عند صاحبها قبل أن تكون محترمة عند الآخرين …. وهذا لديه هو الأهم !!

وأنت يا أختي، إن كنت لا تريدين أن تخصصي لنفسك وقتا لتزكيتها والارتقاء بها، .. فكيف ترتقين في عيني زوجك الذي تقولين بأنه يكثر من إهانتك؟. وكيف يهتم بك أولادك أو يراعون مشاعرك؟. لقد شغلتك أعمال البيت اليومية، والانهماك بتدريس الأطفال، وتفاصيل حياتك الكادحة المكدودة، عن أن تتلذذي في صلاتك، أو أن تهتمهي بجسمك، أو أن ترتاحي في وقت القيلولة، أو حتى أن تصادقي النافعات من الصالحات … ودعواك في هذا هي …. من أين آتي بالوقت، لأقوم بذلك كله؟. لقد هنت على نفسك ولم تضعيها في أول الركب … فهنت على زوجك وأولادك. حتى أنهم اعتبروك أحيانا : خادمة … ليس إلا … الوقت الذي تزعمين أنه شحيح سيأتي عندما تعزمين وتجزمين على أن تنهضي من وسط ركامك النفسي، وتلملمي أشلائك، وتجمعين شعث نفسك.

عن بن عباس رضي الله عنهما قال : بعثني العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته ممسيا وهو في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فلما صلى ركعتي الفجر، قال : “اللهم إني أسألك رحمة من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي .. ” إلى آخر الحديث الذي رواه الترمذي.

هذا قدوتك صلى الله عليه وسلم يخصص ذلك الوقت الثمين، يدعو ربه فيه أن يجمع من نفسه الزكية النقيه ما قد يكون تفرق – حاشاه. لكنه قدوة الضعيف من أمثالي وأمثالك … فيعلمنا أن لا نتساهل في جمع ذواتنا التي هي عرضة دائما للتشتت والفوضى.

ذواتكم هي مركباتكم للوصول إلى الاحترام، فاوصلوها بحسن القيادة، ووضوح خريطة الطريق الموصل لتلك الغاية.


د. إبراهيم الخليفي
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

التعب الروحي من معوّقات الشخصية القوية

هادي المدرسي

عندما يتعب الجسم فالعلاج هو بالراحة، ولكن ما هو العلاج عندما تتعب الروح؟

لقد ثبت أن التعب النفسي يحطم الإنسان أكثر من التعب الجسمي، ومعالجته لا تكون بالراحة والسكون حتماً.

إن التعب النفسي واحد من المعوقات الرئيسية لنمو الإنسان في شخصيته الداخلية، وعلاقاته الاجتماعية. ولذلك كان لابدّ من تسليط الضوء عليه ببعض التفصيل، فليس هناك ما يوهن العزيمة أكثر من القصور عن النجاح والتخلف حيال جدار يسد الطريق ويحول دون التقدم، فينتهي الأمر بالدوران في حلقة مفرغة، فالفشل يولّد التعب، والتعب يبعث على استصعاب العمل، واستصعاب العمل يفضي إلى الإخفاق.

ويعاني المرء وطأة التعب في مجالين رئيسيين: تعب البداية، وتعب الأداء.

ففي الحالة الأولى، يستمر المرء في تأجيل الشروع في عمل هو ملزم على نحو ما بإنجازه، ذلك إما بسبب طبيعة العمل المملة، أو بسبب صعوبته، فيميل إلى التهرب منه. وكلما طالت مدة التأجيل تزايد شعور المرء بالتعب.

وتعب البداية تعب حقيقي بالفعل، وإن لم يكن في الواقع تعباً بدنياً ينتاب العضلات ويرهق العظام. ولهذا النوع من التعب، علاج جلي واضح، على الرغم أنه غير سهل التطبيق، عنيت به ممارسة الإرادة.

أما تعب الأداء فهو أمر تتطلب معالجته مزيداً من الصعوبة بحيث أن المرء، في هذه الحال، لا يتقاعس عن الشروع في العمل، وإنما يبدو قاصراً عن إنجاز المهمة التي يقوم بها، لأسباب لا يمكنه التغلب عليها مهما بذل من الجهد، فينتابه الفشل تلو الفشل، وتتراكم صدماته عليه ويتفاقم لديه، من جراء ذلك، عبء الشعور بالإجهاد العقلي. فإذا كان التعب هو من نوع تعب البداية، فإن هنالك أحد حلّين:

إمّا أن تبدأ من الأسهل فالأصعب، وتلك طريقة أغلب الناس الذين يبحثون عما يريحهم. وقد لا تكون تلك طريقة ناجحة، حيث يبقى التعب كما هو مصدر إزعاج في مكانه ويضغط على الأعصاب.
وإمّا أن تبدأ بالأصعب، فتفكّ مشكلته. وهذا ما يوصي به رئيس تحرير دائرة المعارف البريطانية "مورتيمر آدلر"، من خلال تجربته الشخصية، فيقول:

عندما أشعر بأنني أتأبّى القيام فوراً بعمل معين، وأحاول أن أتنصل منه، فأدسه تحت كومة من الملفات الأخرى التي يتعين عليّ أداؤها، فسرعان ما أبادر إلى إخلاء مكتبي من كل الملفات، ما عدا ملف هذه المهمة بالذات، وأتصدى لإنجازها قبل سواها على الإطلاق.

فإذا شئت أن تتجنب "تعب البداية"، فعليك دائماً بالتصدي أولاً لأصعب المهمات.

ويقول الرجل: منذ سنوات، حينما كنت أعد للنشر سلسلة "الروائع في عالم الغرب"، شرعت في تابة مائة ومقالين يتناول كل منها الفكرة الكبرى التي ناقشها كل من مؤلفي تلك الكتب. وقد استغرقت مني كتابة هذه المقالات التي كنت أعنى بها إلى جانب أعمالي الأخرى، عامين ونصف عام، طوال سبعة أيام في الأسبوع. ولو كنت سمحت لنفسي بأن أتصدى أولاً للأفكار التي بدت لي سهلة بالنسبة إلى غيرها، لما كنت انتهيت أبداً من ذلك العمل، ولكنني التزمت بالقاعدة التي وضعتها لنفسي، فصمّمت على أن أكتب المقالات بالترتيب الأبجدي الصارم، من دون أن أتخطى أي فكرة صعبة. وكنت أبدأ يومي دائماً بالعمل الصعب الذي تمثله كتابة المقالات، وفي النهاية أثبتت الخبرة، مرة أخرى، أن هذه القاعدة مثمرة تماماً".

أمّا عن تعب الأداء فإن الذي يجب القيام به هو ضرورة بذل أقصى ما هو مستطاع من الجهد، ثم ترك الأمر في عهدة العقل الباطن.

وهذا أيضاً ما يوصي به الرجل السابق نفسه، ويقول في ذلك: "عندما كنت أخطط للطبعة الخامسة عشرة من "دائرة المعارف البريطانية"، كان عليّ أن أضع قائمة محتويات موضوعية لمقالات الموسوعة وفقاً للترتيب الأبجدي، وبما أنه لم يسبق لهذا العمل مثيل، ظلت أتطلع إلى الحلول يوماً بعد يوم، ولكنها كانت تقصر كلها دون الهدف المنشود، فتراكم عليّ التعب الذهني حتى كاد أن يغلبني.

(وذات يوم، وقد أنهك عقلي، دوّنت على الورق أمامي جميع الأسباب التي حالت دون حل هذه المشكلة، وأخذت أقنع نفسي بأن ما يبدو غير قابل للحل، هو "بالفعل" غير قابل للحل، وأن مصدر الحرج كامن في المشكلة نفسها، وليس فيّ أنا. وبعد أن انتهيت من ذلك إلى مقدار من الإحساس بالارتياح، اتخذت مقعداً مريحاً، واستغرقت في النوم.

وبعد ساعة تقريباً، استيقظت فجأة لأجد الحل واضحاً في ذهني. وفي الأسابيع التي أعقبت ذلك كانت كل خطوة في تقدم العمل تحمل إليّ دليلاً جديداً على صواب الحل الذي استنبطه عقلي الباطني. وعلى الرغم من أن مشقة هذا العمل لم يقلّ عن ذي قبل – إن لم تكن قد زادت – إلاّ أن هذا العناء لم يصاحبه أي إحساس بالسأم أو الإرهاق، وغدا النجاح الآن حافزاً لي ومشجعاً، بمقدار ما كان الفشل باعثاً على التخاذل والوهن، وأحسست بتلك البهجة الناشئة عمّا يطلق عليه علماء النفس اسم "التدفق").

وعلى كل حال، فإن أهم خطوة يجب اتخاذها لمعالجة التعب النفسي، هو أن نحاول اكتشافه، وهذا يتطلب أن نتخذ من التعب الذي يتعذر تعليله، ولا يعود أمره إلى سبب بدني، نذيراً يحملنا على رد هذا التعب إلى مصدره الحقيقي، فنجدّ في البحث عن الهزيمة التي نحاول سترها، ولا نبغي الاعتراف بها. وعلينا بعد ذلك أن نشخّص سبب هذا الفشل. وقد نجد في بعض الحالات النادرة أن المهمة في حقيقة الأمر صعبة التحقيق، وأنها تتجاوز طاقتنا. فإذا كانت الأمور كذلك، فما علينا إلاّ أن نسلّم بحقيقة الوضع، ونعتذر عن المضي فيه. وقد تكون العقبة كامنة في تأبّينا مواجهة المشكلة، وهنا يكون الحل في معظم الحالات توجيه اهتمامنا بصبر ومثابرة إلى العمل المطروح، ومعالجته بكل ما نملك من مهارة وعزم، مع الاعتماد على إلهام عقلنا الباطن.

وإذا ما ساورتك المشاكل المستعصية، توقف بعض الوقت عن التفكير الواعي فيها، وافسح المجال لعقلك الباطني كي يعينك على حلها، فإنها لن يخذلك في تسع حالات من عشر، ويوحي إليك بإيجاد الحل.

وأما الخطّء الأكبر فهو أن نعتبر التعب العقلي وكأنه تعب بدني. ففي حال التعب البدني، نستطيع أن نبرأ منه بأن نتيح لأجسامنا فرصة الراحة، لكن التعب العقلي الناتج عن الفشل لا يمكن التخلص منه بالاستسلام له، واللجوء إلى الراحة، لأن ذلك يزيد المشكلة تعقيداً. وأياً تكن العقبة النوعية التي تعترض الطريق، فلابدّ من إزالتها، وبسرعة، قبل أن يكتسحنا تعب الفشل.

إن قوة الروح تكمن في أحيان كثيرة في القدرة على التفوق على التعب، كما تكمن في التغلب على اليأس، والغرور، وكل السلبيات النفسية.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

الهمّ الذي يسيطر على كل العظماء هو تطوير الواقع نحو الأفضل ، ولِكُلِّ عظيمٍ أسبابُه ووسائله في المساعدة على ذلك ، لكن هناك طريقان عريضان طويلان ، هما :

بذل جهود إصلاحية وخيرية واضحة ومؤثرة تلفت نظر المؤرخ،فيتوقف عندها ليسجلها ويشيد بها

والثاني كتابة شيء ، يستحق القراءة لما فيه من فائدة وإبداع وتطوير...

يتوقف التاريخ مرتين : يتوقف مرة ليسجل مواقف التمنع والتأبي على المساومة على الدين والعرض والكرامة، ويتوقف أخرى ليسجل الإيثار والفداء والعطاء غير المحدود، وأتمنى أن يبذل الباحثون الشباب جهوداً مقدرة في جمع مواقف الممانعة ومواقف السخاء والفداء لرجال ونساء معاصرين حتى يعرف الأطفال أن أمتنا أمةً ولود ، ومملوءة بالعظماء الأتقياء الأخفياء ، ولعل تنشيط حركة المقابلات الشخصية للقادة والعلماء والأسخياء في بذل المال .. يجعلنا نطلع على صور حية وثرية للعظمة الذاتية .

الطريق الثاني للقمة : هو أن نحاول أن نكتب شيئاً يستحق القراءة ، وهذا الطريق لا يقل في أهميته عن الطريق الأول ، لأن التصورات والأفكار والمفاهيم العظيمة هي التي تجعل فهمنا لأنفسنا وتاريخنا وواقعنا والعالم من حولنا ... شيئاً ممكناً وأتمنى في هذا الإطار أن تؤسس وزارات الثقافة ورشاً لتعليم الفتيان والشباب أصول الكتابة الإبداعية وتدريبهم على صياغة النصوص العظيمة وقد ذكر أحد الباحثين أن في فرنسا وحدها نحو من مئة ورشة تتيح للراغبين في المشاركة في الإنتاج الثقافي تعلُّمَ الدخول إلى عالم الكتَّاب والكتابة ، وليس لدينا في أي بلد عربي ـ فيما أعلم ـ أي شيء من هذا القبيل . في روح وعقل كل واحد منا شرارة صغيرة ربما تصبح من خلال النفخ فيها ناراً عظيمة تضيء عقول وقلوب الملايين ، فهل من مجرب ؟

بقلم الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تربية الإستقامة في ذآتك ..~

د. ياسر عبدالكريم بكار

هناك وسائل عدة ستساعدك على تربية خلق الاستقامة في ذاتك.. ومنها:

* قبل أن تقدم على عمل ما، اسأل نفسك دوماً هذه الأسئلة الثلاثة:

- هل سأكون مسروراً لو ظهر هذا الأمر (أو الفعل) إلى العلن وعرفه الناس.. كل الناس؟ اسمع إلى هذا الوصف الجميل من جوامع كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم للمنكر الذي لا يترك لأحد استفهام أوغموض:
المنكر ما حاك في صدرك وكرهت أن يطّلع عليه الناس

- هل سأكون مسروراً أن يعاملني فلان/ الناس بنفس الطريقة التي أسلكها الآن؟

- هل ترضاه لأختك وأمك وأفراد أسرتك ومن يعز عليك؟
* تذكر أننا في كفاح يومي من أجل الاستقامة.. إذ نعيش في زمان مشحون بأشكال المنكرات والمغريات التي تدفعنا لمخالفة ما نعتقد أنه حق أو صحيح.

* كن واعياً.. افحص كل تصرف من تصرفاتك.. فالأفعال غير المستقيمة تبدأ صغيرة خفية ككذبة صغيرة أو تصنع كاذب ثم إذا لو يوقف عند ذلك الحد ينتشر في سلوكنا حتى يصبح أساساً وعادة يصعب كسرها فالتغلب عليها.

* تذكر أنه من السهل أن تتلون وتتبدل.. أن تبدل الأقنعة واحدا تلو الآخر.. أن تستخدم كل أشكال الخداع وتقنياته لكي تحصل على مكاسب مادية كبيرة، وتنال إعجاب الناس وانبهارهم بك.. لكن مع انعدام الاستقامة فستخسر أغلى ما تملك إنها نفسك.. احترامك لذاتك.. وما هي سوى سنوات قليلة حتى يضيع هذا البريق وينطفئ وتبقى لك الحسرة والندامة..

* لو نظرت من حولك سترى كيف نعيش حياة معقدة.. لقد انتقل العديد من الأشياء من منطقة الكماليات إلى منطقة الضروريات. فأصبحنا نشتري أكثر مما نحتاج. ونستهلك أكثر مما نطيق. هذه دعوة لحياة أبسط.. لأنها الوسيلة الوحيدة لتخفيف تكاليف الحياة الذي أثقلت أظهر الناس وجيوبهم، ودفعت الكثير للعمل بما ينافي مبادئهم عبر الاختلاس، والرشوة وغيرها.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

هادي المدرسي

من الإرشادات الجيدة في مجال الغضب، أن لا ندعه يتراكم، لأنه حينئذٍ سيؤدي إلى أن يتخذ المرء قرارات خطيرة.

إن كثيراً من الناس ينسحب من ساحة الخلاف بصمت عدائي، وهو إذ يغضب فهو يدعه يتراكم في نفسه، وعندما ينفجر يؤدي به إلى تصرفات سيئة.

هذا ما حدا برجل في الرابعة والتسعين من عمره، إلى أن يتخذ قراراً بقتل ولده البالغ من العمر ستين عاماً نتيجة تراكم الغضب عنده.

وقال الرجل الذي ارتكب جريمته هذه، في مقابلة صحفية، إن السبب وراء ذلك هو أن ابنه البالغ من العمر ستين عاماً، والذي كان يسكن معه في البيت نفسه، كان يوجه إليه في الأعوام الأخيرة كلاماً قاسياً وشتائم، وأنه كان يصبر عليه، إلاّ أنه في ذلك اليوم زاد من كلامه، فما كان منه إلاّ أن أطلق عليه النار، فأرداه قتيلاً، ثم عمد إلى زوجته البالغة 80 عاماً وأطلق عليها النار فقتلها، وذلك لأنه رأى بعد مقتل ابنه أنه لابدّ وأن يعتقل فتبقى زوجته من دون معيل!

إن الغضب المكبوت – لسنوات عدّة – يؤدي برجل في العقد العاشر من عمره إلى ارتكاب جريمة مزدوجة.

إن بعض التنفيس ضروري في بعض الأحيان، ولكن بشرط أن يتم بحكمة، فقد يكون التعبير عنه بالكلمات تنفيساً عن الكربة. وربما أنهى الخلاف، وغالباً ما يعلّم الآباء الناجحون أولادهم – عن طريق المثل الحي عادة – كيف يعبّرون عن التوتر بأسلوب صريح ومباشر، دونما لجوء إلى العنف. فترى الأولاد يتعلمون أن التنفيس عن الغضب فوراً يمكن أن يلطّف الجو، فيعقبه – كما يعقب العاصفة الرعدية في الصيف – أنسٌ وود وهدوء.

يقول أحد مستشاري الأمور النفسية: بدأت قبل حين بمعالجة رجل شديد القنوط، فقد قدرته على العمل فقداً متزايداً على مر الأيّام. وتبيّن لي أن مشكلته نجمت عن فتور علاقته برئيسه الشاب الذي كان يستخف بآراء هذا الرجل المتقدّم في السن، إما بابتسامة ترفّع، وإما برفض قاطع وهكذا بدأ الرجل، من فرط غيظه ينطوي على نفسه، حتى غدا قانطاً ومتجهماً وسلبياً.

وبعد إلحاح مستمر، قبل الرجل أن يواجه رئيسه لمناقضة الأمر بينهما بهدوء وصراحة، وأعرب عن تظلماته لرئيس عمله من دون مرارة. ولحسن الحظ، بدأ ذلك الرئيس الشاب يتفهم وضع موظفه المتقدم في السن، وراح يعامله باحترام جديد، وقد ذكّرتني تجربة هذا الرجل بالحقيقة التي عبّرت عنها قصيدة للشاعر الإنكليزي وليم بليك:

"كنت مع الصديق غاضباً،
وتحدثت عن غيظي،
فمات الغيظ فيّ.
كنت مع العدو غاضباً،
وما تحدثت عنه،
فنما الغيظ فيّ".

إن الغضب كالقنبلة الموقوتة: بإمكانه إذا لم يتوافر له حل، أو لم يبطل مفعوله، أن يدمّر العلاقات وحياة الأفراد، وحتى الأسر بكاملها.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: حتى تتخلص من القلق ..~


عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل ، ولا تخش قلة الرزق ، فالرزق بيد الله تعالى

دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت ..تذكر قول الرسول عليه السلام :
" وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان

تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار ، ومتى اتخذت قرارا حصيفا ، أقدم على تنفيذه واستعن بالله ولا تتردد .. وتذكر قول رسول الله عليه السلام : " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف "


ارض بقضاء الله تعالى وقدره . فالمؤمن لا يخشى مصائب الحياة ، فكل أمره خير ..
يقول عليه السلام : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ".

أحص نعم الله عليك ، بدلا من أن تحصي همومك ومتاعبك . يقول تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .
واسأل نفسك دوما : أتبيع عينيك مقابل بليون دولار ، وكم من الثمن ترى يكفيك مقابل يديك أو ساقيك أو أولادك ؟ احسب ثروتك بندا بندا ، ثم اجمع هذه البنود ، وسوف ترى أنها لا تقدر بثمن

. تحر الحكمة في إنفاقك ولا تقتر على عيالك .. قال عليه السلام : " أفضل الدنانير دينا ينفقه الرجل على عياله ،
ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل " رواه مسلم وأحمد وقال تعالى : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) الإسراء 29

لا تستسلم لعقدة الإحساس بالذنب ، فالله تعالى غفور رحيم .. قال تعالى
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) الزمر 53

إذا أصابتك لحظات من القلق والخوف ، فلا تجزع ولا تيئس فقد تكون ابتلاء من الله تعالى ،
فعليك بالصبر والاستعانة بذكر الله تعالى .. قال تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، وأولئك هم المهتدون ) سورة البقرة 155 – 157

لا تهتم بتوافه الأمور ، ولا تجعل صغائر المشاكل تهدم سعادتك ،
ولا تسمح لنفسك بالثورة من أجل أشياء تافهة .


لا تعط الأمور أكثر مما تستحق ، قدر قيمة الشيء ، وأعط كل شيء حقه من الاهتمام .


استغرق في عملك ، فإذا ساورك القلق أشغل نفسك بما تعمل أو بأمر آخر مفيد ..


صب اهتمامك على الآخرين ، واصنع في كل يوم عملا طيبا يرسم الابتسامة على وجه إنسان.

يقول عليه السلام : " أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطعمه خبزا "
أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي . قال الألباني : حديث حسن .

اجعل عملك خالصا لله تعالى ، ولا تنظر الشكر من أحد . قال عليه السلام : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى "


ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب ، ولا تستمع للوم اللائمين ، وإذا ما وجدت نفسك على خطأ فالتراجع عنه فضيلة .


لا تفكر في محاولة الاقتصاص من أعدائك ، فإن حاولت ذلك أذيت نفسك أكثر مما تؤذي أعداءك . قالت تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فصلت 34 . واكظم غيظك ولا تغضب ،

حاول أن تغير الأشياء السلبية إلى إيجابية.. وفكر دوما في السعادة ، واصطنعها لنفسك تجد السعادة ملك يديك ...


اعرف نفسك ولا تحاول التشبه بغيرك ، ولا تحسد أحدا من الناس ، فقد رفع الله الناس بعضهم فوق بعض،
قال تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم )

- لا تحمل نفسك ما لا تطيق . قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )

:wub:
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


هل تبتسم بسهولة ؟ .. هل تبتسم كثيرا ؟ ..

حدث أن سألت أحد الأصدقاء عن رأيه في مقابلة تلفزيونية أجريت معي في إحدى المحطات التليفزيونية... وكان رده أن المقابلة كانت جيدة... فطلبت منه ألا يجاملني ويقول رأيه بصراحة... فكرر إجابته بأن المقابلة كانت جيدة... ولما أصررت على أن أستخلص إجابة شافية مفصلة نظر إلي وقال: (إن وجهك ممتاز للمقابلات الإذاعية على الراديو!!... لماذا لا تبتسم أبدا؟)... ولما ذكرت له أنني قد ابتسمت، قال لي (في المرة القادمة عليك بتنبيه وجهك لأن الابتسامة لا تظهر عليه)!!

تظهر الجدية الشديدة على وجوه بعض الناس الذين تنطبق عليهم الحكمة القائلة (البعد عنهم غنيمة)، وقد قال مارك توين الكاتب الأمريكي الشهير( بعض الناس يزينون المكان بحضورهم والبعض الآخر بانصرافهم).

دعني أسألك... لو كان عندك الاختيار أن تكون مع شخص يميل إلى الجدية الشديدة أو مع شخص آخر يتميز بالاتزان مع الميل للفكاهة والدعابة... فمع من تختار أن تكون؟

الابتسامة كالعدوى تنتقل للغير بسهولة دون أن تكلفنا أي شيء وفوائدها عظيمة لدرجة أن الأطباء في إحدى المستشفيات الجامعية في ولاية كاليفورنيا أخذوا في تطبيق العلاج على بعض المرضى مستخدمين تأثير الضحك في شفائهم، وكانت الأفلام الفكاهية والعروض الكوميدية أحد البنود التي كان الأطباء ينصحون بها مرضاهم وكانت النتائج مدهشة.

وقد قال إمرسون:

(عندما يدخل شخص سعيد إلى الغرفة يكون كما لو أن شمعة أخرى قد أضيئت، فإذا رسمت ابتسامة جميلة على وجهك فإن النتيجة لن تكون فقط هي رد الناس لهذه الابتسامة إليك، ولكنك أنت أيضا ستشعر بالسعادة)...

وفي كتابه (مبدأ السرور) قال د. بول بيرسون (نحن نملك ست حواس هي: "البصر، والسمع، الحس، التذوق، والشم، وخفة الظل".

وهناك حكمة تقول: (ابتسموا لبعضكم... ابتسم لزوجتك... ابتسمي لزوجك... ابتسموا لأطفالكم... وليس المهم إلى من توجه هذه الابتسامة، ولكن الابتسامة ستنمي الحب بينكم).

وصدق الله حين حذر رسوله صلى الله عليه وسلم "ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك"... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك صدقة".


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ليست السعادة محطة بحيث إذا وصلت أنت إليها ستكون

فيها سعيداً إلى الأبد..بل السعادة ..رحلة...وهذا يعني أنه ليس

هنالك وقت, أو عمر, أو مكان, أو حتى سبب محدد للسعادة..

فلا تنتظرها في أهداف محددة, بل أرحل معها من مكان لمكان,

ومن زمان لآخر.. فأنت يمكن أن تكون سعيداً في كل الأوقات,

وفي كل الحالات, وفي كل الأماكن.. إن كل شيء مهما كان

(صغيراً) إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب (كبير) لها.

كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان, فرب غرفة صغيرة في بيت

ريفي, يمنحك من السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر

منيف على ضفاف البحر..

تعلم من الأطفال, فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها

نحن الكبار (تافهة), ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار

ما تمنحهم من الشعور بالسعادة.

ترحل مع السعادة, فكما يقول أحد الحكماء:

"إن الطريق هو دائماً خير من المنزل"

وهكذا الحركة خارج البيت خير من الجلوس فيه.

قال مسؤول كبير في احدى الدول:

"لقد اكتشفت بعد وصولي إلى السلطة, أن البقاء في

مرحلة (المقدمات) كان خيراً لي من الوصول إلى (النتائج).

إنك في مرحلة (المقدمات) تعيش الشوق, والرغبة,

وتتطلع إلى البعيد, وهكذا ترحل مع السعادة,

أما في مرحلة (النتائج) فأنت تفقد كل ذلك لأنك تصل

إلى المحطة, فالشوق يتبدد, والرغبة تنتهي, والتطلع يخبو.

لقد كنا في أيام الطفولة لا نمل السعي والحركة لتحقيق أهدافنا,

وكنا نعتقد أننا إذا وصلنا إلى غاياتنا فسوف نجد كل الارتياح,

ولكننا كنا نصاب ببعض الخيبة بعد ذلك,فكنا فوراً نبحث

عن أهداف أخرى,ونبحث عن تحقيقها,ونعود من جديد

الى الحركة والنشاط.

كنا نفقز من هدف إلى آخر, والسعادة التي كنا نشعر بها

كانت في الرحلة للوصول إلى الأهداف,وليس في بلوغها,

فكان كل هدف نصل إليه يشبه منزلاً صغيرا ًنرتاح فيه

بشكل مؤقت لكي نواصل الرحلة منه إلى غيره.

فالمرء يجد كل المتعة أثناء الرحلة,لأنها تمثل الإبداع

والحركة,والشوق..

وفرح الرسام باللوحات التي يرسمها ينتهي مع انتهاء الرسم,

كذلك الأمر بالنسبة إلى المؤلف , والمخترع, والعالم..

لقد كان احد العلماء المسلمين كلما سهر الليل لحل مسألة

من المسائل يصرخ في نهايته: "أين الملوك وأبناء

الملوك من هذه اللذة".

إن السعادة – حسب تعبير أحدهم – مثل (الكرة)

نجري خلفها حين تتدحرج ,ونركلها بأقدامنا حينما تقف,

فلا تكتمل السعادة لإنسان إلا إذا توافرت له ثلاثة أشياء:

شيء يعمله, وشيء يحبه, وشيء يطمح إليه..

ومع فقدانه لأي واحد منها يفقد السعادة.

إن السعادة تكمن فيما تبحث عنه ,وليس فيما تحصل عليه

,فهي تلك اللذة التي تريد الحصول عليها, أما التي نلتها

فقد انتهى أمرها.

فالسعادة هي من الشوق نحو تحقيق ما تصبو إليه النفس,

أكثر مما هي في الحصول عليه.

يقول أحد الشعراء:

وما السعادة في الدنيا سوى أمل

يرجى فإن صار جسما مله البشر

كالنهر يركض نحو الشهل مكتدحاً

حتى إذا جاءه يبطئ ويعتكر

لم يسعد الناس الا في تشوقهم

الى المنيع فإن صاروا به فتروا
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


لا تجتذب الآخرين... ولكن أذهب إليهم

جاذبية الشخصية خلة رائعة ومرغوبة. وهناك الكثير من المزايا الخاصة التي يمكن الحصول عليها، نتيجة لمقدرتك على اجتذاب الناس نحوك.


وبطريقة أكثر تحديدا: إن الأسلوب الذي أدعوك عزيزي القارئ، لإتباعه الآن لا يقوم على اجتذاب الآخرين نحوك، بل يقوم على مبادرة منك في الاتجاه المعاكس. أي بأن تذهب أنت إليهم!


ثم إن المحاضرين منا، الذين اعتادوا على تدريب مندوبي المبيعات، وأين درسوا علم الإدارة: عرف عنهم التشديد على الشعار التالي "لا تكتب رسالة ولا تلغراف... اذهب بنفسك!!!"


هناك منافع كبيرة تكمن وراء هذا الذهاب إلى الآخرين مباشرة وشخصيا!!!

اذهب بنفسك... إلى حيث توجد التجارة والأخذ العطاء!
اذهب بنفسك... إلى حيث يوجد المال!
اذهب بنفسك... إلى حيث يوجد الناس!
اذهب بنفسك... إلى حيث يكون مسرح الأحداث!
اذهب بنفسك... إلى حيث يكون المرح والخيال!

فتش عن مواضع اهتمامات الآخر... وأذهب إليها طارقا بابها بكلامك الخاص. ولسوف يعتقد هذا الشخص أنك من أروع الأشخاص الذين سبق له أن حولهم... السبب: هو أنك تتكلم، مباشرة، في الأمور التي تثير انتباهه، وتذهب إلى النقطة المباشرة التي تستحوذ على اهتمامه، في اللحظة الراهنة.


فتش عن موقع مصلحة الآخر، واذهب إليها مع مصلحتك الخاصة جاعلا مصلحتك ومصلحته واحدة. وعندما توجه مصلحتك في اتجاه مصلحة الآخر، وعندما توحد مصلحتك مع مصلحته، تكون قد بنيت معه تحالفا صلبا، من الصعب أن ينكسر.


فتش عن موقع معتقدات الآخرين وآرائهم، واذهب إليها مع معتقداتك، وآرائك أنت أيضا. ووظف آراءك ومعتقداتك الخاصة لتصديق وتأكيد وتبرير معتقداته. اخلط معتقداتك ومازجها مع معتقداته، لكي تبني معه قلعة من الاعتقاد المشترك. وسيبقى هذا الشخص إلى الأبد حليفا لك في الدفاع عن هذا المعتقد.


فتش عن مواقع رغبات الآخر، واذهب إليها حاملا معك كل ما يحقق، بالضبط، هذه الرغبات، كيا، وبشكل تام... لن تحلم في أن تكون في وضع أشد تأثيرا في الآخرين: من أن تكون في موقع القادر والقائم على تحقيق رغباتهم بالذات... بشكل تام... ومباشر.


إن الأمر ليقتضي منك الكثير التدريب وصقل الشخصية والكثير من المقدرة والفن قبل أن تكتسب ما يكفي من الجاذبية الشخصية لاجتذاب الآخرين وجعلهم يأتون إليك... لكن ذهابك أنت إليهم، لا يقتضي منك سوى الإرادة وبذل القليل من الجهد. وفي كلا الحالين فإنك واصل إلى النتيجة نفسها... ألا وهي حصول التقارب الذي يسمح بالتعاضد، معا، في سبيل تحقيق مصلحة متبادلة.


وحتى تتمكن من الوصول إلى ذلك، عن طريق أي من الأسلوبين، فإن الأمر يقتضي منك مقدرة ورغبة في تكييف اهتماماتك ومصالحك ومعتقداتك ورغباتك مع تلك العائدة إليه، حتى تتمكنا معا من التقدم نحو بناء حلف متين، لتحقيق الهدف الذي جرى رسمه بصورة متبادلة.


إن هذه "الأساليب المجربة في النجاح"، تقتضي منا العطاء الأخذ.

وهي مستندة، ليس فقط على المبدأ القائل: "العطاء خير من الأخذ"، بل على المبدأ الذي يقول أيضا: "من لا يعطي لا يستطيع أن يأخذ".
إن المدير الذي وضع على ظهر مكتبه شعارا يقول: "كن منطقيا.. وأد العمل على طريقتي": ليس مازحا في ما يدعونا إليه.
والمشتري الذي يقول: "هذه هي المواصفات المطلوبة لدينا. وآخر موعد للتسليم هو أسبوعان" ليس مازحا فيما يشترطه علينا أيضا.
والشيء نفسه يصدق على مدير القوى العاملة الذي يقول: "هذه هي المواصفات الشخصية التي نشترطها، في المرشحين لهذه الوظيفة المحددة".
لقد درجت الأمور، في سالف الزمن، أن طريقة النجاح تقوم على السيطرة على الآخرين. أولا بممارسة الضغط والسيطرة عليهم. ثم تطور الأمر إلى ممارسة التأثير فيهم، من أجل جعلهم يقومون بتنفيذ الأمور بحسب الطريقة التي تشتهيها أنت.

أما في أيامنا الحاضرة: فإن طريق النجاح، يقتضي التكيف مع متطلبات وحاجات هؤلاء الذين هم فوقك، والذين يعتمد عليهم نجاحك. فأنت تعدل مسارك في اتجاه اهتماماتهم... وتعدل أهدافك بما يتوافق مع مصالحهم... وتصوب أفكارك بما يعزز أفكارهم ومعتقداتهم... وتضبط رغباتك بما يتوافق ويشبع رغباتهم.


وقد تقول لي: ألا يجعل ذلك مني شخصا هلاميا ضعيف الشخصية، لا هم له سوى إرضاء الآخرين؟ الجواب: كلا إن الأمر ليس كذلك على الإطلاق! فالأمر يحتاج إلى الكثير من قوة الإدارة، لكي تتنازل عن بعض مصالحك ورغباتك، أكثر مما تحتاج إلى ذلك، عندما تحاول أن تفرض هذه المصالح والرغبات على الآخرين- هذا إن استطعت ذلك.

إن الأمر ليحتاج منا إلى طاقة كبيرة، لكي نعدل أهدافنا بليونة، اكثر مما يحتاج منا للسيطرة على الآخرين بعدوانية- هذا إن استطعت ذلك. لأن الحقيقة تقول: إنك لن تستطيع.

أجل، عندما تتعامل مع الناس الذين هم فوقك، والذين يعتمد نجاحك الشخصي على القرارات التي يتخذونها: فإنك لن تستطيع أن تفرض عليهم طلباتك الخاصة، ولا تستطيع أن تسيطر عليهم بطريقة عدوانية، ولن تستطيع أن تعرقل طريق أي منهم نحو هدفه. لذلك لن يبقى عليك سوى أن تتكيف مع طرقهم وأساليبهم.


هذا لا يعني انك لا تستطيع أن تقوم بمبادرات واقتراحات بناءة، عندما تصبح عضوا في الفريق، وعندما تصبح لك يد من الداخل. ففي الحقيقة سوف يطلب منك، وينتظر منك، أن تفعل ذلك. ولكن ليس قبل أن تكون قد أصبحت في موقع من يقوم بالعمل "من الداخل" وعندئذ: بقدر ما تتقدم باقتراحات لتحسين العمل، تزداد سرعتك في التقدم والنجاح.


لكنني الآن سأخلص لك هذا الفصل، زيادة في التأكيد:

- اجتذاب الناس إليك هو شيء عظيم... لكن الذهاب مباشرة إليهم أسرع.
- فتش عن موقع اهتمامات الآخر وركز كلامك على هذه الاهتمامات. بذلك يتحول الآخر بانتباهه نحوك.
- فتش عن موقع مصلحة الآخر. ووائم بين مصلحته ومصلحتك الشخصية.
وعندما تتحد مصلحتكما، معا، تكون قد أوجدت لنفسك تحالفا لا تنفصم عراه.
- فتش عن موقع اعتقادات الآخر وأفكاره، وزواج بينها وبين اعتقادك وأفكارك، على نحو يبرر ويعزز ويؤكد أفكار الآخر. وستجد فيه حليفا دائما، يدافع عن هذه الأفكار.
- فتش عن موقع اعتقادات الآخر، واذهب، وقدم له ما يشبع وينجز هذه الرغبات.
- تذكر أن عليك أن تعطي حتى تستطيع أن تأخذ.

:wub:


المصدر: أدب النجاح.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


إعداد سناء ثابت

كثيراً ما نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد وقت لزيارة صديق، أو حتى الاتصال به هاتفياً، ونعتذر بأننا مشغولون، وكثيراً ما نجد أنفسنا نتخبّط في عمل واحد بدأناه قبل أسبوع ولم ننهه بعد، لأننا ببساطة نبدؤه ثم نتركه، ونبدأ عملاً آخر ثم نتركه، ونعود إلى الأول. أحياناً، نضيع الكثير من الوقت في إتمام مهام قد لا تكون مستعجلة ولا مهمة، لكننا نقوم بها لأننا نحبها أو لأنها سهلة، ونترك المهام المهمة التي تؤثر في إنتاجيتنا، وتكون النتيجة إرهاقاً عصبياً وتوتراً وتسرُّعاً في إنجاز أعمال نتركها دائماً إلى آخر لحظة.

- راقب نفسك:
قبل أن نبدأ في تدبير وقتنا، نحتاج أولاً إلى أن نحصر وندوّن، ثم نحلل ما نفعله حالياً: كيف نقضي أوقاتنا كل يوم؟

راقب خط سيرك اليومي، واكتب مثلاً، أنك تضيع ساعتين في اليوم في قراءة الـ"إيميلات" الطفيليّة، التي لا تعرف حتى أصحابها، وساعات عديدة في مشاهدة برامج تلفزيونية، على الرغم من أنها لا تعجبك فعلاً، وفي قضاء ساعات في ألعاب على مواقع اجتماعية مثل "الفيسبوك". إذا جمعت هذه الساعات على بعضها، تجدها تمثل نسبة كبيرة من وقت يتسرب من بين أصابعك، كما يتسرب الماء من دون أن تشعر به. غير أنه من خلال تحديد الأولويات، واختيار الأعمال الأكثر أهمية من بين كل الأعمال التي تنوي القيام بها، سترتفع إنتاجيتك، وسوف تُنهي عدداً أكبر من الواجبات التي تجثم على صدرك، بل قد يَفيض لديك وقت حُرٌّ تُمارس فيه هواياتك وتَزور فيه أصدقاءكِ.

- ضع برنامجاً:
أول خطوة عليك أن تبدء بها، هي أن تضع جدولاً يومياً وأسبوعياً، حكيم لوقتك، فإنّ عليك أن تكون استغلالية للفرص. ليس كل الوقت الفارغ وقتاً ضائعاً. فمثلاً، إذا كان لديك موعد مع أحد ثم اعتذر. وقال إنه لن يأتي، عليك أن تنظر فوراً في لائحة مهامك لذلك اليوم، وتملئ ذلك الفراغ بشيء مفيد. استغل الوقت الزائد عندكِ جيداً.

- "لا أفعل شيئاً":
كثيراً ما نهدر الوقت في قراءة "إيميلات" نعتبرها مستعجلة، لكنها في الحقيقة غير مهمة، أو في الانشغال بترتيب الغرفة، فقط لكي نتفادَى الدخول في العمل مباشرة. إذا كنت من الأشخاص الذين يؤجلون دائماً عمل اليوم إلى الغد، فحاول فعلاً أن تجلس من دون أن تفعل شيئاً مدة 15 دقيقة. على الأقل، فإنك خلال هذه الوقفة للراحة، ستتأمّل وتفكر وتضع مكانه. إنّ ذلك الكوب الوحيد إذا تراكم مع أكواب وملاعق وصحون أخرى، سيجعل المطبخ غارقاً في فوضى كبرى وفي حاجة إلى حملة تنظيف كان من الممكن تفاديها.

- استعمل المذكرات:
تَفاد أن تحدث أشياء تفاجئك وتؤخرك في آخر لحظة، وابتدع أشياء تُذكرك بما لا يحق لك نسيانه، واستعمل ورقة وقلماً أو ملصقات أو مذكرات. استعين أيضاً بحيلة "الفعل والصورة" لكي تتفادى تضييع وقت ثمين في البحث عن أشياء يمكن تفاديها. فمثلاً، لكي تتفادى الشروع في البحث عن السيارة، في آخر لحظة قبل خروجك، حاول بمجرد أن تدخل البيت، وأنت تضع مفاتحيك على التلفزيون، أن تتخيل أن الصوت الذي أصدرته المفاتيح، هو فرقعة كبيرة. عندما تبدء في البحث عن مفاتيحك، اسأل نفسك: ماذا حصل عندما وضعتها آخر مرة؟ وعندئذٍ عليك أن تنجزها بسرعة. إن أنهيت كل مشاغلك في وقتها، ونظّمت وقتك جيداً، بالتأكيد ستجدي حيّز أكبر من الوقت لرؤية أصدقائك وزيارة أهلك والاستمتاع برفقتهم.

- قاعدة الـ20 و80
هناك قاعدة شهيرة تُسمّى قاعدة 20/80، يعرف كل المتخصّصين أنها تساعد كثيراً على تحسين مهارة الفرد وقدرته على تدبير وقته بشكل ممتاز.

لكن، ما هي قاعدة 20/80؟
بعد سنوات من الدراسة والتحليل، تَوصّل عام اقتصاد إيطالي يُدعى فيلففريدو باريتو، إلى أن العالم لا يعرف مساواة في توزيع الثروات، وذلك بنسبة كبيرة وصلت إلى أن 20 في المئة من بَني الإنسان يملكون 80 في المئة من الأموال، وأنّ هذا المبدأ ينطبق أيضاً على مجالات أخرى، وليس فقط المال والاقتصاد. وقد أطلق على هذا المبدأ أيضاً اسم "القلّة المؤثرة والكثرة الضعيفة". ونقول إنّ 20 في المئة من الشيء، هي المسؤولة عن إنتاج 80 في المئة من النتائج.

وإذا طبّقنا هذه القاعدة على مفهومك لتنظيم الوقت، سنجد أنّ 20 في المئة من العمل الذي تقوم به، قد يستهلك 80 في المئة من وقتك، وهذا إهدار حقيقي للطاقة والمجهود. ويمكننا أيضاً أن نقول إنّ 20 في المئة من المهام، التي يمكنك القيام بها، تكون مسؤولة عن إنتاج 80 في المئة من النتائج. لهذا، ولكي تستغل وقتك بطريقة فعّالة، عليك أن تحدد ما هي الـ20 في المئة من المهام التي يمكن أن تدرَّ عليك 80 في المئة من النتائج، وتركّز عليها، بدل هدر مجهودك في أشياء تافهة.

وقد تتساءَلين: كيف أعرف ما هي المهام التي يمكن أن تدخل ضمن فئة الـ20 في المئة المؤثرة؟ هنا اسأل نفسك: هل تبدء العمل دائماً بإتمام المهام المستعجلة؟ هل تمضي الكثير من وقت عملك في العمل، من أجل أشخاص آخرين، فقط مجاملة لهم، على الرغم من أن مهامهم ليست أولوية بالنسبة إليك؟ أو تعمل في مهام ليست فعلاً مستعجلة؟ هل تجد نفسك تتذمّر طوال الوقت من العمل الذي تقوم به لا يعجبك؟ إذا كان الجواب عن كل هذه الأسئلة "نعم". فاعلم أنك تهدر مجهودك في إنجاز الـ80 في المئة الضعيفة وغير المؤثرة، وأنّ ما عليك أن تفعله، هو العكس. اسألي نفسك: هل المهام التي تقوم بها هي فعلاً ما تحب القيام بها؟ هل العمل الذي تمارسه حالياً، هو ما سيؤدي بك إلى تحديد أهدافك؟ هل تشعر بالسعادة وأنت تعمل؟ إذا كان جوابك عن هذه الأسئلة "نعم". فاعلم أنّ المهمة التي تقوم بها حالياً تنتمي إلى الـ20 في المئة المؤثرة، وأنها ستنتج الـ80 في المئة من الإنتاج. ما عليك الآن فعله، هو كتابة لائحة تُدوّن فيها كل المهام والأعمال، التي عليك أن تقوم بها خلال الأسبوع المقبل، وأن تقسم هذه اللائحة إلى جزئين: الأول تضعف فيه الأعمال التي تنتج 80 في المئة، والثاني للأعمال التي تنتج 20 في المئة فقط. وهكذا تخصّص أفضل أوقاتك للأعمال التي تنتج 80 في المئة، وبالتأكيد سوف يصبح إنتاجك أكبر بكثير من السابق.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

أفكآرلشعرآء وفلآسفه لحيآة أجمل ..~

كتب الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة تقول: (قد بحثنا عن السعادة لكن.. ما عثرنا بكوخها المسحور/ أبدا نسأل الليالي عنها.. وهي سرّ الدنيا ولغز الدهور).

السعادة تلك الغاية المنشودة والفردوس المفقود الذي يبحث عنه كل منا، حتّى لقد قال أحد الحكماء (أيتها السعادة، لقد عرفتك من الصوت الذي صدر منك بعد رحيلك).

والسعادة في المفهوم الفلسفي العام هي حالة إرضاء وجودي قد يكون مادياً أو عقلياً أو وجدانياً، وتترابط هذه السعادة بالخير والعدل والواجب والعقل والقلب والجمال والوجود والفضيلة والكمال.

- سعادة الآخرة:
يقول الأديب محمود تيمور: بالصلاة تتخلص النفس البشرية من شوائبها.. فتتسامى إلى آفاق علوية صافية.. وبالعمل الجاد تتجرد النفس للأهداف المرسومة وتتحرر من تلك النوازع والنزوات التي تجر إلى الشرور.

أمّا د. يوسف القرضاوي فيقول: إذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية والقلب الإنساني.. فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذائها وهواؤها وضياؤها.

يذهب الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال) وفق ما كتب د. جميل حمداوي إلى أن سعادة الآخرة لا تكتمل إلا بالخلوة والعزلة والمكاشفة والتقوى واستعمال القلب في إدراك الحقائق الربانية بدلا من تشغيل العقل الفلسفي الذي يقصر عن إدراك كنه الغيبيات وكنه الذات الربانية المعشوقة: (ظهر لي أنه لا مطمح لي في سعادة الآخرة إلا بالتقوى وكف النفس عن الهوى، وأن رأس ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور، وكما أن أدوية البدن تؤثر في كسب الصحة بخاصية فيها لا يدركها العقلاء ببضاعة العقل، بل يجب فيها تقليد الأطباء الذين أخذوها من الأنبياء الذين اطلعوا بخاصية النبوة على خواص الأشياء، لكذلك بان لي على الضرورة بأن أدوية العبادات بحدودها ومقاديرها المحدودة المقدرة من جهة الأنبياء لا يدرك وجه تأثيرها ببضاعة عقل العقلاء، بل يجب فيها تقليد الأنبياء الذين أدركوا تلك الخواص بنور النبوة لا ببضاعة العقل).

- من أقوال الفلاسفة في السعادة:
* إن أهم سبب في الابتهاج بالحياة هو أن يكون للإنسان ذوق سليم ومهذب يعرف كيف يستمتع بالحياة.. وكيف يحترم شعور الناس ولا ينغص عليهم... بل يدخل السرور على أنفسهم... فالذوق السليم قادر على استجلاء القلوب وإدخال السرور على نفس صاحبه ومن حوله.. (أحمد أمين).

* السعادة ليست في السلسلة المتصلة الحلقات مع المتع التي تنال بأقل من الجهد... وإنما في الإنتصار في العقبات.. مغالبة الصعاب... فلذة الظفر عندئذ لذة لا تعادلها لذة... الناجحون المستمتعون بالنجاح قد ذاقوا قبل النجاح طعم الفشل... ثم اتخذوا من فشلهم هذا دافعاً قوياً وصل بهم إلى قمة النجاح..

* أسهل طريقة للسعادة هي أن تشرك بها غيرك. (فيكتور هوجو)

* ربما كان من الخطأ أن نبحث عن السعادة.. من الأفضل أن نخلقها لأنفسنا.. وأفضل من كل شيء أن نخلفها للآخرين.
(هربرت سبنسر)

* لو كان هناك كثيرون يريدون السعادة لأنفسهم، أكثر مما يريدون التعاسة للغير، لأقمنا في سنوات قليلة الجنة على الأرض.

* السعادة هي أن نعرف ما نريد.. ونريده بالحاح. (جان جاك روسو)

- وصفة السعادة:
من نصائح د. إبراهيم الفقي لكي تعيش سعيداً نقرأ:
* استيقظ صباحاً وأنت سعيد واحذر من الأفكار السلبية التي يمكن أن تخطر على بالك صباحاً حيث أنها من الممكن أن تبرمج يومك كله بالأحاسيس السلبية، وركز انتباهك على الأشياء الإيجابية، وإبدأ يومك بنظرة سليمة تجاه الأشياء.

* سامح نفسك وسامح الآخرين: إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.

وتذكر دائماً: عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة.

ويجئ طبيب القلوب عبدالوهاب مطاوع ليقول في أحد مؤلفاته: إن تعريفات السعادة كثيرة.. لكن أقربها إلى عقلي هي إنها ذلك الشعور المتصل بالبهجة والطمأنينة والسرور الذي يرافق الإنسان برغم ما قد يعترض مجرى حياته من مشاكل مؤقتة أو آلام عابرة.. فإذا كان هذا هو تعريف السعادة فإن ذلك يعني إن السعادة ترجع غالباً إلى الإنسان نفسه وليس إلى الظروف المحيطة به، وان أكبر قدر من السعادة الحقيقية إنما ينبع من داخل الإنسان وليس من خارجه.

لذلك قد يشعر الإنسان بالسعادة وان كانت ظروفه لا ترشحه لها وقد يستشعر الشقاء وان كان كل ما حوله يطالبه بالسعادة.. وربما يكون هذا هو السر في إننا قد نرى أحياناً في أسرة واحدة فرداً قادراً على الابتهاج بكل شئ وسعيداً بيومه متفائلاً بغده.. وإلى جواره شقيقاً له يستشعر الشقاء في كل ما حوله.. بالرغم من أن ظروف الحياة واحدة وقدرات الاثنين متقاربة، ولم تمتحن الحياة أحدهما بتجربة قاسية.. لأن الإنسان لا يستطيع أن يستشعر السعادة إلا إذا رضى عن حياته وتمسك بالأمل في غد أفضل.
وهي الفكرة التي يؤكّدها محمود درويش في شعره حيث يقول:
وأنت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك من فقدوا حقهم في الكلام، وأنت تفكر بالآخرين البعيدين فكر بنفسك قل ليتـني شمعة في الظلام

ويعد ايليا أبو ماضي هو شاعر السعادة والأمل بلا منازع كيف لا وهو القائل (كن جميلاً تر الوجود جميلا) ومن شعره المتفائل نذكر:
هشّت لك الدنيا فما لك واجما؟ وتبسّمت فعلام لا تتبسّم
إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى ***** هيهات يرجعه إليك تندّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة ***** هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم
أو كنت جاوزت الشّباب ***** فلا تقل شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم

ويقول الإمام الشافعي:
دَعِ الأيّام تَفعلُ ما تشاءُ ***** وَطِبْ نفساً إذا حَكَمَ القَضاءُ

ويقول:

ولا حُزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُورٌ ***** ولا بُؤْسٌ عليكَ ولا رَخاءُ
إذا ما كُنتَ ذا قلبٍ قَنوع ***** فأنتَ ومالِكُ الدُّنيا سَواءُ
 

مواضيع مماثلة

أعلى