تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

السلآم عليكم ورحمة الله وبركآته ..

أسعد الله أوقآتكم بكل خير ..

في البداية دعونا نميز بين القلق الذي أقصده هنا والقلق

بمعناه الفيزيائي والذي يتناول اضطرابات القلق السريرية،

والتي تعتبر أكثر خطورة وتحتاج إلى علاج طبي.

يعرف قاموس وبستر القلق بأنه:

أولاً: أ- هو حالة من عدم الارتياح تصيب العقل بسبب مرض معيق أو سابق، ب- اهتمام قلق أو ترقب بخوف، ت- سبب القلق.


ثانياً: شعور غير عادي غامر من الخوف والاضطراب غالباً ما يترافق مع علامات فيزيائية (تعرق، توتر، وتسرع في النبض)، وشك في صحة وطبيعة الخطر المحيق، وشك في قدرة أحدهم على معالجة هذا الخطر.


يعاني ما يربو عن 13.3% من المراهقين من سكان أمريكا من اضطرابات القلق. نحن نوافق على المدربين والمعلمين ليسوا أطباء ولا معالجين نفسانيين، وأن مهمتنا ليست معالجة هذه الاضطرابات.


الاضطراب الذي أتكلم عنه هو هذا الاضطراب الذي يعاني منه العاملين في عملهم اليومي مما يلاقونه من الضغوطات وعدم الارتياح. هذا النوع من القلق مستمر ويجعلك دائم القلق بشأن الحوادث والفعاليات أو الظروف التي تطبع عملك والتي يمكن أن تحدث ويمكن أن لا تحدث... ومع ذلك يبقى الخوف واقع لا يمكن إنكاره.


الضغط يغذي القلق، على سبيل المثال، عندما يفقد العمل اليومي ضمانه الأمني يصبح من السهل أن يتحول الضغط إلى قلق، مصطحباً معه سلسلة من العوارض النفسية والصحية الحقيقية.

قبل أن أقترح بعض النقاط التي تساعد في تفادي القلق، يبدو من المفيد معرفة بعض الأوضاع التي تتسبب في لحظات القلق.
تتضمن الأسباب المحتملة:

- عمل شاق.

- العمل لساعات طويلة.
- فقدان التعليمات الواضحة من قبل صاحب العمل.
- أسلوب جديد في الإدارة.
- زيادة مدفوعات أرباح الأداء.
- الخوف من فقدان العمل.
- إزعاجات في مكان العمل.

من الواضح، أن قلقك يتزايد كلما طالت فترة الضغط في العمل خاصة إذا كنت تشعر بالعجز عن القيام بأي عمل سواء تجاه الوضع أو تجاه النتائج التي تخشى أن تنذر بفشلك. ستعرف الفرق بين الضغط العادي وحالة القلق من خلال الأعراض الفيزيائية المرافقة، والتي يمكن أن تتضمن التعرق وبطء في التنفس واضطراب في ضربات القلب وغيرها.


كيف يمكن أن تتجنب حالات كهذه؟ قد يبدو لك أنه من الصعب أن تتجنبها إلا أنه ومع قليل من الممارسة، قد تصبح قادرا ًعلى التعايش مع هذه الأوضاع دون أن تترافق مع هذه الأعراض المزعجة.


لنبدأ مع هذه أفكار:

§ عندما تشعر أنك تجلس بين أكداس من الأعمال التي لا تنتهي، توجه إلى مكان هادئ وخذ شهيقاً عميقاً ست مرات، تنفس بعمق، إملأ رئتيك بالهواء ثم قم بزفير بطيء.

§ ضع في اعتبارك النتائج التي قد تتمخض عن أي عمل تقوم به ولا تفعل أي شيء يمكن أن يقودك إلى الكذب أو القيام بأي تصرف للتغطية.


§ لا تعتمد على الذاكرة ودوّن الفكرة – هناك مثل صيني يقول: الحبر الباهت أفضل بكثير من ذاكرة محتفظ بها.


§ لا تندفع ولا تتعجل، انتظر إلى أن تتضح الإرشادات أو تتلقى أوامر بيّنة.


§ اعرف الفرق بين الحاجات والمفضلات ولا تندفع كثيراً نحو "المفضلات".


§ مارس التأمل أو اليوغا أو أي نوع آخر من رياضة التأمل واجعلها جزءاً من حياتك اليومية.


§ تعلم أن تقول لا!


§ لا تخدع نفسك بالتفكير بأنك ضعيف- راقب حديث النفس لديك وحول أن يكون إيجابياً.


§ ضع قائمة بالأمور التي تجعلك قلقاً أو تسبب لك ضغطاً. ضع قائمة بالنتائج الحقيقية والخيالية التي ترتبط بكل بند. ادرسها بشكل جيد. ماذا بوسعك أن تفعل مع كل منها؟ ارجع إلى قائمتك كل أسبوع مرة وانظر إلى التقدم الذي أحرزته والتغيير الذي طرأ على كل بند. في معظم الأحيان تفيد الكتابة في توضيح الأمور أمامك. بهذا الشكل لن تلبث أن تميز المخاوف التي لا أساس لها، وأما المخاوف الأخرى فيمكنك أن تقوم بعصف ذهني لها يمكنك من ترويضها وإلا يتحتم عليك مواجهتها.


§ لا تخشى الكلام إذا كان هناك أوضاعاً تؤرقك في العمل. يمكنك أن تستمر في محاولة تحملها إلا أن هذا سيضيف المزيد من الضغط عليك ويضاعف ما تشعر به من ضيق، وما تلبث أن تصبح في طور القلق دون أن تدري. اختر أحد الأشخاص ممن يعانون من الوضع لمساعدتك، على أن يكون محط ثقتك وتشعر أنه بإمكانك أن تشاركه همومك، واشرح له مشاعرك بهدوء وروية.


تذكر أن ما نركز عليه هو ما يتعلق بحقيقة حياتنا. ركّز على الأشياء التي تريدها في حياتك لا على الأشياء التي لا تريدها.

"التفكير الإيجابي" ليس شعاراً براقاً فحسب. أنت تستحق حياة غير عادية ولكن هذا يتعلق بمحاولتك لتحقيق هذه الحياة.

دمتمِ برضى الرحمن مكلل برآحة الجنآن ..
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

*بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

- استيقظ صباحا وأنت سعيد:
يطلع النهار على البعض فيقول "صباح الخير يا دنيا" بينما يقول البعض الآخر "ما هذا... لماذا حل علينا النهار مرة أخرى بهذه السرعة"!!
احذر من الأفكار السلبية التي يمكن أن تخطر على بالك صباحا حيث أنها من الممكن أن تبرمج يومك كله بالأحاسيس السلبية، وركز انتباهك على الأشياء الإيجابية، وابدأ يومك بنظرة سليمة تجاه الأشياء.

*- احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك:حتى إذا لم تكن شعر أنك تريد أن تبتسم فتظاهر بالابتسامة حيث إن العقل الباطن لا يستطيع أن يفرق بين الشيء الحقيقي والشيء غير الحقيقي، وعلى ذلك فمن الأفضل أن تقرر أن تبتسم باستمرار.

*- كن البادئ بالتحية والسلام :هناك حديث شريف يقول "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"... فلا تنتظر الغير وابدأ أنت.

*- كن منصتا جيدا : اعلم أن هذا ليس بالأمر السهل دائما، وربما يحتاج لبعض الوقت حتى تتعود على ذلك، فابدأ من الآن... لا تقاطع أحدا أثناء حديثه... وعليك بإظهارالاهتمام.... وكن منصتا جيدا...

*- خاطب الناس بأسمائهم: أعتقد أن أسماءنا هي أجمل شيء تسمعه آذاننا فخاطب الناس بأسمائهم.

*- تعامل مع كل إنسان على أنه أهم شخص في الوجود: ليس فقط إنك ستشعر بالسعادة نتيجة لذلك، ولكن سيكون لديك عدد أكبر من الأصدقاء يبادلونك نفس الشعور.

*- - قم بإعداد المفاجأة لشريك حياتك:يمكنك تقديم هدية بسيطة أو بعض من الزهور من وقتا لآخر، وربما يمكنك أن تقوم بعمل شيء بعينه مما يحوز إعجاب الطرف الآخر، وستجد أن هناك فرقا كبيرا في العلاقة الإيجابية بينكما.

*- ضم من تحبه إلى صدرك: قالت فيرجينا ساتير الاختصاصية العالمية في حل مشاكل الأسرة "نحن نحتاج إلى 4 ضمات مملوءة بالحب للبقاء، 8 لصيانة كيان الأسرة، و12 ضمةللنمو"... فابدأ من اليوم باتباع ذلك يوميا وستندهش من قوة تأثيرالنتائج.

*- كن السبب في أن يبتسم أحد كل يوم:ابعث رسالة شكر لطبيبك أو طبيب أسنانك أو حتى المختصص بإصلاح سيارتك.

*- كن دائم العطاء : وقد حدث أن أحد سائقي أتوبيسات الركاب في دينفر بأمريكا نظر في وجوه الركاب، ثم أوقف الأتوبيس ونزل منه،ثم عاد بعد عدة دقائق ومعه علبة من الحلوى وأعطى كل راكب قطعة منها. ولما أجرت معه إحدى الجرائد مقابلة صحفية بخصوص هذا النوع من الكرم والذي كان يبدو غير عادي، قال" أنا لم أقم بعمل شيء كي أجذب انتباه الصحف، ولكني رأيت الكآبة على وجوه الركاب فيذلك اليوم، فقررت أن أقوم بعمل شيء يسعدهم، فأنا أشعر بالسعادة عند العطاء، وماقمت به ليس إلا شيئا بسيطا في هذا الجانب". فكن دائم العطاء.

*- سامح نفسك وسامح الآخرين : إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.


*- استعمل دائما كلمة "من فضلك" وكلمة "شكرا":هذه الكلمات البسيطة تؤدي إلى تنائج مدهشة... فقم باتباع ذلك وسترى بنفسك ولابد أن تعرف أن نظرتك تجاه الأشياء هي من اختيارك أنت فقم بهذا الاختيار حتى تكون عندك نظرة سليمة وصحيحة تجاه كل شيء.
من اليوم قم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها.
من اليوم ابتسم للآخرين كما تحب أن يبتسموا لك.
من اليوم امدح الآخرين كما تحب أن يقوموا هم بمدحك.
من اليوم أنصت للأخرين كما تحب أن ينصتوا إليك.
من اليوم ساعد الآخرين كما تحب أن يساعدوك.

بهذه الطريقة ستصل لأعلى مستوى من النجاح، وستكون في طريقك للسعادة بلا حدود

نصآئح للدكتور إبرآهيم الفقي ..
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

u13911404.jpg


أراضٍ مـن الألمــاس

يحكى أن مزارعاً من أفريقيا كان سعيداً وراضياً;

ذات يوم زاره رجل حكيم وأخبره هذا الرجل عن العظمة

والسلطة التي يحققها من يمتلك الماس

قال الرجل الحكيم :

” لو انك امتلكت ماهو بحجم أبهام اليد من الماس فسوف تكون لك
مدينتك الخاصة.ولو أنك ملكت من الماس ماهو بحجم قبضة اليد
فمن المحتمل أنه سيكون لك بلدك الخاص”

ثم مضى الرجل الحكيم بعيداً !!

(تابع معنا القصة لتعلم ماذا حدث للمزارع

وهل حصل بالفعل على الألماس .. ؟؟

في تلك الليلة لم يستطع المزارع أن ينام.

لم يكن سعيداً ولا راضياً.

لم يكن سعيداً لأنه لم يكن راضياً
ولم يكن راضياًلأنه لم يكن سعيداً.

وفي صباح اليوم التالي قام بإعداد الترتيبات
اللازمة لبيع مزرعته وأمن الرعاية لعائلته
ثم سافر بحثاً عن الألماس.

لقد بحث في كل أنحاء أفريقيا لكنه لم يستطع أن يجد شيئاً.

ثم سافر إلى أوروبا وفتشها ولم يجد ضالته.

وعندما وصل أسبانيا، كان محطماً عاطفياً

وجسدياً ومادياً أيضاً. لقد غدا مثبط العزيمة تماماً

إلى درجة أنه انتحر حيث رمى بنفسه في نهر برشلونة.

بالعودة إلى داره القديمة نجد أن الشخص الذي اشتراها

كان يسقي جماله من جدول يمر خلال المزرعة.

وخلال الجدول كانت أشعة شمس الصباح

تربت على حجر في الجدول فيتألق كـأنه قوس قزح.

وظن الساكن الجديد لهذا البيت أن الحجر سيبدو أجمل

إن وضعه على رف الموقد داخل المنزل،

فالتقطه ووضعه في غرفة المعيشة حيث أراد.

في ظهيرة ذلك اليوم أتى الرجل الحكيم ورأى الحجر يتألق.

وسأل: ” هل عاد حفيظ؟”

فأجاب المالك الجديد: ” لا.

لماذا تسأل؟” . قال الرجل الحكيم:

“لأن هذا ألماس. لقد عرفت واحداً عندما رأيت واحداً.:

فقال الرجل: “لا، إنه مجرد حجر التقطته من الجدول.

تعال سأريك أين حيث يوجد منه الكثير.

” وذهب الرجلان والتقطا بعض النماذج من الجدول

وأرسلوها إلى حيث يتحققون من ماهيتها.

ومما لاشك فيه إن هذه الحجارة كانت ماساً حقيقياً.

لقد وجدوا أن المزرعة كانت تعوم

على مساحات ومساحات من الألماس.

لنرى الآن مالمغزى من هذه القصة؟

:

هناك أربعة أشياء نستفيدها منها:

1- عندما يكون موقفنا إيجابياً فإننا سوف نميز ونعرف
أننا نمشي على مساحات ومساحات من الماس.

2-إن الفرصة هي دائماً تحت أقدامنا. وليس علينا الذهاب بعيداً.
إن كل مانحن بحاجة إليه هو تمييزها

3- عندما لا يعرف الناس كيف يميزون فرصهم،
فإنهم يتذمرون من الضجة التي تحدثها عندما تطرق أبوابهم.

4-الفرصة ذاتها لا تطرق الباب مرتين. والفرصة التالية
قد تكون أفضل أو أسوأ لكنها أبداً لن تكون نفسها التي ذهبت.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

من أعظم النعم سرور القلب واستقراره وهدوءه ،
فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ...

فالسرور فن يُدرَس فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش والنعم التي من بين يديه ومن خلفه ... والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ولا ينزعج للتوافه –وبحسب قوة القلب وصفائه تشرق النفس ....
إن من يعوّد نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات وخفت عليه الأزمات....
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا فأهون ما تمر به الوحول

ومن أعداء السرور ضيق الأفق وضحالة النظرة والاهتمام بالنفس فحسب، ونسيان العالم وما فيه، والله تعالى قد وصف أعداءه بأنهم (أهمّتهم أنفسهم) فإن هؤلاء القاصرين يَرَون الكون في داخلهم فلا يفكرون في غيرهم ولا يعيشون لسواهم ولا يهتمون للآخرين. فعلينا أحيانا أن نتشاغل عن أنفسنا ونبتعد عن ذواتنا أزماناً لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا وإسعاد الآخرين .

من الأصول في فن السرور :
أن تلجم تفكيرك وتعصمه –فلا يلتفت ولا يهرب ولا يطيش لأننا إن تركناه وشأنه جمح وطفح وأعاد علينا ملف الأحزان وقرأ علينا كتاب المآسي منذ ولدتنا أمنا ! فالتفكير إذا شرد أعاد الماضي الجريح وجرجر المستقبل المخيف فيزلزل الأركان ويهز الكيان ويحرق المشاعر .. فلنخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد (وتوكل على الحي الذي لا يموت).

ومن الأصول أيضا في فن السرور :
أن تعطي الحياة قيمتها ،وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو ولا تستحق إلا الإعراض والصدود :فصفوها كدر-ومولودها مفقود –وسيدها محسود-ومنعمها مهدد وعاشقها مقتول بسيف غدرها ...
نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبراً ألفيته خبراً من الأخبار
ومكلّف الأيام ضد طباعها متطلبٌ في الماء جذوة نار
ليس الزمان وإن حرصت مسالماً طبع الزمان عداوة الأحرار

ضبط العواطف:
تتأجج العواطف وتعصف المشاعر عند سببين : عند الفرحة الغامرة وعند المصيبة الداهمة ،وفي الحديث "إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة وصوت عند مصيبة" قال تعالى "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم" ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الصبر عند الصدمة الأولى " فمن ملك مشاعره عند الحدث الجاثم وعند الفرح الغامر،استحق مرتبة الثبات ومنزلة الرسوخ ونال سعادة الراحة ولذة الانتصار على النفس.
إن العواطف الهائجة تتعب صاحبها أيما تعب وتضنيه وئؤلمه وتؤرقه فإذا غضب احتد وأرعد وتوعد، وثارت مكامن نفسه والتهبت حشاشته فيتجاوز العدل !
وإن فرح طرب طاش ونسي نفسه في غمرة السرور وتعدى قدره.

فمن ملك عاطفته وحكم عقله ووزن الأشياء وجعل لكل شيء قدراً أبصر الحق
وعرف الرشد ووقع على الحقيقة .
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

إن أنجح الطرق للوصول إلى التعاسة هو كتمانك إحساسك بالألم داخلك !

و لو كان هناك سراً للصحة النفسية فإن هذا السر هو :


أخبر من جرحوك بأنهم قد جرحوك حينما يفعلون ذلك .

إن الألم المكبوت يتحول إلى غضب ، إن هذا الغضب يساعدك في التعبير عن ألمك عن طريق شحن طاقتك كي تحمي نفسك و لكن عندما تكبح آلامك ، فإنك تعيد توجيه هذا الغضب نحو ذاتك، إن مثل هذا الغضب الداخلي يسمى الإحساس بالذنب ، إنه غضب لا غاية منه و لا هدف سوى توجيه تفكيرك نحو الإنتقام و شحذ رأسك بأفكار سيئة ، و زعزعة ثقتك في ذاتك ، حيث تبدأ بالشك في مدى صلاحك .

إن إخبارك لمن جرحك بمدى ما سببه لك من ألم قد ينطوي على بعض المخاطرة

لأن هذا الشخص قد يكون من المقربين إليك.

ماذا لو أطلق عليك هذا الآخر أنك : "مفرط الحساسية "
أو قال لك إن إحساسك بالألم لا يعنيه و لم يأخذ أحاسيسك على محمل الجد ؟
إذا لم يهتم الشخص الآخر بأحاسيسك فإنه لا يهتم بك أيضا!!
و كلما كنت أسرع في اكتشاف ذلك كان ذلك أفضل ،
فلمَ تهدر مزيداً من الوقت معه؟!

ماذا لو قال لك الآخر أنه جرحك بدافع من الغضب لأنك جرحته قبل ذلك ؟
حينئذ يكون هذا هو الوقت المناسب لاكتشاف الحقيقة و تصفية الأجواء.

و ماذا لو لم يتذكر هذا الشخص أنه قد جرحك أو أنكر ذلك أصلا؟
قد تكون تلك هي الحقيقة!! لأن معظم الناس لا يجرحون الآخرين عن عمد،
كما أن الصمت الذي تغرق فيه تعبيرا عن ألمك قد يصعب على الآخرين إدراكه ،
فتعقل..

إن تعبيرك عن الألم يضع أحيانا حبك أو أصدقائك على الحد الفاصل ،
إنه دائما ما يختبر مدى حبك لنفسك.

عبر عن ألمك بأكثر الطرق بساطة ، و مباشرة عندما تلحظه لأول مرة..
أخبر الآخر أنك قد جرحت ، و لكن لا توضح غضبك أو تبادر بالهجوم عليه فإن ذلك
لن يجدي نفعا بل سوف يجرح الشخص الآخر و الذي لن يستطيع حينئذ أن يستمع لك
مما سيجعل الأمور أسوء!!

أيا كان ما ستفعله إزاء ألمك فلا تجعله يستمر لفترة طويلة ..
إذا لم تستطع أن تعبر عن ألمك لشخص آخر فإنك إذاً لا تستطيع التعبير عن حبك له ، فالغضب المتراكم يقف عائقاً في سبيل تدفق المشاعر الإيجابية ..

إذا كنت تقدر حبك فأنت في حاجة إلى أن تعبر عن ألمك.
إن كبح الألم هو موت للحب..

إنني أظهر ألمي عندما يؤلمني الآخرون ، لذا أستطيع أن أشعر بالحب لباقي الوقت..​
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


يقول الراحل إيرل نايتينجل Earl Nightengale

أحد الخبراء البارزين في التطوير الذاتي

في سبيل تحقيق الذات و التوصل إلى النجاح في الحياة يفكِّر الناس بطرقٍ

مختلفة و يسلكون دروباً متفاوتة.
وهكذا نراهم ينقسمون إلى زمرتين.

زمرة البحّارة المغامرين في النهر الغامض و المستكشفين لكنوز الفرص المجهولة، و زمرة الجادّين على طرق الأسفلت المهندسة للوصول إلى أهدافٍ مرسومةٍ بالمسطرة و الفرجار و الذين لا يعنيهم مسار الرحلة بقدر ما يعنيهم الوصول إلى الميناء.


1- لا نجاح قبل الوصول إلى الميناء :

كثيرٌ منا يعرف – أو ربما يكون هو نفسه- من هذه الزمرة التي يتميز أعضاؤها بتدوين أهدافهم و رسم جداول أعمالهم للوصول إليها، ثمَّ التركيز على تحقيق تلك الأهداف بترتيبٍ معيّن.

من خلال النظر إلى خارطة المنجزات المستقبلية أمامهم فإنَّ أعضاء زمرة " النجاح بالأهداف المرسومة" يضعون أمام عقولهم المبدعة مجموعةً واضحةً من المحفزات التي تستدعي و توجِّه نشاطها.

و من ثمّ فإنّ عقولهم سوف تتابع في لاوعيها العملَ على احتضان الأفكار و الملاحظات و المعارف التي تساعدهم في التوصل إلى أهدافهم.

ولعلَّ خير تشبيهٍ لهذه الطريقة في التفكير و السلوك هو التشبيه بنشاط اللاعبين في كرة القدم. إنَّ الحدود الخارجية المرسومة للملعب، و الإطار المحدّد لموضع الهدف هيَ الخطوط الواضحة التي تتركّز بموجبها طاقاتهم الإبداعية.

2- مغامرةُ الإبحار هي النجاح :

أعضاء هذه الزمرة لا يروق لهم التقيّد بالطرق المفصّلة نحو النجاح. و يدعون ببحارة النهر لأنهم يجدون سعادتهم و تحقيق ذواتهم في خوض نهرٍ – أو مجالِ عمل- يوافق شغفهم.

بالرغم من عدم تقيّد هؤلاء البحّارة المستكشفين بخطّة ملموسة و أهدافٍ مقيسة فإنّهم كثيراً ما ينجحون بسبب ولعهم الشديد بالمجال الذي يعملون فيه. و هذا الولع يتيح لهم ملاحظةَ فرصٍ تحوّليّة هائلة قد لا تكون واضحةً على شاشة المراقبة العقلانية لدى زمرة الناس الذين يضيق تركيزهم و يكاد ينحصر بأهدافهم المرسومة.

إنَّ الأعضاء في زمرة البحارة هم مستكشفون بطبعهم. فلا يتوقّفون عن طلب فرص المعرفة و التجارب الجديدة.

و خلافاً لزمرة النجاح بالأهداف المفصّلة فإنَّ المتعة الحقيقة لدى هؤلاء هي في خوض غمار الرحلة بحدِّ ذاتها و ليس في الوصول إلى الهدف.

ومن وجهة نظر إبداعية فإنَّ زمرة البحارة هم الأكثر توفيقاً في الإفادة من موهبة "ملاحظة الاكتشافات العرَضية و تطويرها (serendipity)" لأنهم بطبيعتهم أكثر انفتاحاً على الأفكار و وجهات النظر الجديدة، بالمقارنة مع أندادهم أصحاب الأفكار المنصرفة إلى اتجاهٍ محدّد.

تعرّف على خصائص الزمرتين في نفسك:

معظم الناس هم مزيجٌ من النمطين الشخصيين السابقين. و أنا شخصياً أرى نفسي في ساعات وظيفتي على النحو الذي يتوقعه منّي أصحاب العمل: متوجّهاً نحو الأهداف.

فلديّ كما لدى كلِّ موظف المسؤوليّة عن مجموعة من الأهداف على المستوى الشخصي و على مستوى القسم الذي أعمل فيه.

وفي الوقت ذاته فإنّ جزءاً كبيراً من القيمة و النجاح في حياتي و عملي إنّما ينشأ عن نصفي الآخر المنطلق، المستكشف المولع بالمغامرة، و الساعي دون توقف نحو تعلّم مهارات و معارف جديدة.

المطلب الأهمّ هو التعرف على كلا الجانبين في نفسك و رعايتهما معاً. و تخبرنا الكاتبة جويس ويتكوف عن هذه الحقيقة المهمّة في كتابها "A Year of Waking Up" لقد بلغت الخمسين و فجأة أحست بالفراغ و الخيبة...

وفي الوقت ذاته كان يناديها من أعماقها صوتٌ ضئيلٌ خافت أن هلمّي إلى استكشاف نشاطات و تجارب جديدة! و كانت إجابتها على ذلك النداء حضور صفوفٍ خاصة بتعليم و رعاية الفن، و العناية بمجلّتها الخاصة، و الاهتمام بكتابة الشعر و غير ذلك من الأعمال الفنيّة.

و بعد ذلك انقلبت حياتها و أصبحت رحلة العمر مسيرة رائعةً ممتعةً مضيئة بالأمل و المعرفة.

تقول ويتكوف "لقد أيقظت تلك الرحلة فيّ السؤال مجدّداً عن ذلك الكمّ الهائل الذي ينتظرنا أن نكتشفه في حياتنا... أليست حياتنا أشبه بالصورة الرياضيّة (fractal) المكوّنة من ملايين الخطوط و النقاط الدقيقة المستندة إلى منطقٍ رياضيّ خفيّ و التي يمكنك أن ترى فيها المزيد و المزيد من المشاهد الرائعة المترابطة و المتناغمة كلّما تعمّقت فيها؟..."

نجاح فرقة الأوركسترا لا يأتي من اتباع النوتة و عصا المايسترو و حسب، بل هو مرهونٌ أيضاً بأن يتبع كلُّ عازف ولعه بالأداء الأفضل لمواهبه و التجربة الأمتع لمشاعره.

إذا كان نمط التعلّق بالأهداف المرسومة هو النمط المسيطر في شخصيتك فلم لا تتمهل قليلاً و تتيح لنفسك الانطلاق في الغابات على جانبي الطريق، لا لشيء إلاّ لمتعة ذلك الانطلاق بحدّ ذاته؟ جرّب حضور صفوفٍ دراسية في الأشياء التي تحبّها، اقرأ مجلاتٍ مختلفة، تحدّث مع أشخاص جدد... افعل كلّ ما تحب فعله منفتحاً على التجارب الجديدة. و بعد ذلك فإنني واثق من أنك ستدهش من ذلك الغنى الهائل الذي ستجلبه إلى حياتك تلك التجارب.

و إذا كان نمط الإبحار في النهر هو المسيطر عليك فعليك السعي إلى استكشاف مجموعةٍ معينة من الأهداف حتّى تمنحك المزيد من التركيز و التوجيه. مثلاً: دون قائمةً بالكتب التي ينبغي أن تقرأها، أو المعارف و المهارات التي يجب أن تحصّلها، أو الأماكن التي يجب أن تزورها.

كن مستعداً للبحث و استقبال التجارب و فرص التعلّم و المعرفة الجديدة في أيِّ وقت فأنت لا تعرف في أية لحظةٍ و تحت أي غطاء ستسنح لك تلك الفرص ، و يبقى سرُّ النجاح في ترصّدها الدائم و دقّة التعرف عليها.


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تعآلوا لنتعرف على لصوص طآقآتنآ ..~

أولهم هو عملية الهضم :


هل تحدث أنك استيقظت صباحا بعد نوم عميق لمدة ست

أو ثماني ساعات أو حتى عشرة ساعات

ومازلت تشعر بالتعب؟..


إذا حدث ذلك فأحد الأسباب الرئيسة هو سوء الهضم..

فقد تكون تناولت وجبة دسمة وذهبت للنوم بعدها مباشرة،

ففي هذه الحالة يكون الجسم مستيقظا ومنهمكا في هضم

الوجبة الدسمة التي أنهكت بها قواه. ويحدث الشيء ذاته

عندما تتناول وجبة كبيرة عند الإفطار فإن أكثر من 80%

من الدم يتجه للمعدة لمساعدتها على الهضم، وإذا

ما تناولت وجبة أخرى خلال أربع ساعات فأنت

تجهد جسمك أكثر من اللازم مما يسبب نقص الطاقة عندك.


ثانيهم هو القلق :

عندما تشعر بعدم الأمان بالنسبة لأي شيء متعلق بالعمل

مثلا أو بالعلاقات الاجتماعية وتظل دائما التفكير

في هذه الشيء..
فالذي يحدث هو أن طاقتك الفعلية ستقوم

بسلب جزء من الطاقة الجسمانية والعاطفية حتى تغذي

عملية التفكير، وبالتالي تشعر أن طاقتك ضعيفة.


ثالثهم هوالإجهاد:

عندما تجهد نفسك أكثر من اللازم ستشعر بالتعب

وتشعر بنقص في الطاقة.


المصدر: كتاب المفاتيح العشرة للنجاح
 

ساحر الشرق

كاتب جيد
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

السلام عليكم...
شكراً أعزائي لمعلوماتكم الغنية و القيمة و أعدكم بموضوع عن الذات عندما يفتح لي باب المشاركة في المواضيع
لكم أجمل أمنياتي بدوام الصحة والعافية
 

ساحر الشرق

كاتب جيد
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

السلام عليكم...
شكراً أعزائي لمعلوماتكم الغنية و القيمة و أعدكم بموضوع عن الذات عندما يفتح لي باب المشاركة في المواضيع
لكم أجمل أمنياتي بدوام الصحة والعافية
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

السلام عليكم...
شكراً أعزائي لمعلوماتكم الغنية و القيمة و أعدكم بموضوع عن الذات عندما يفتح لي باب المشاركة في المواضيع
لكم أجمل أمنياتي بدوام الصحة والعافية

العفو أخي الكريم ..

كل الشكر والتقدير لحضورك الكريم وكلمآتك الأكرم ..

كلنآ شوق لمآ وعدت ..

أطيب التحآيآ ..~

picture.php

 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

جميل جداً ما طرحتيه اختي وتجدتي به!
يذكرني هذا الموضوع بسلسلة كتب د. إبراهيم الفقي المميزة
أتابع ما تخطـّينه هنا من تطوير للذات في كل لحظة
بارك الله بكِ وجزاك كل خير

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

جميل جداً ما طرحتيه اختي وتجدتي به!
يذكرني هذا الموضوع بسلسلة كتب د. إبراهيم الفقي المميزة
أتابع ما تخطـّينه هنا من تطوير للذات في كل لحظة
بارك الله بكِ وجزاك كل خير


وإيآك وبآرك بك أخي ..

أسعدتني بطلتك المشرقه ..

لك جزيل شكري وتقديري ..

دمت بكل خير ..~


picture.php

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

السعادة الفكرية.. الطريق نحو إطالة العمر

الاعتبارات التي تؤثر الى حد بعيد على الصحة الذهنية، والرفاه الجسدي:


* التربية.


* تحاشي الانفعالات.


* التركيز.


التربية :
ينبغي أن تبدأ التربية في مرحلة ما قبل الولادة، إذ انه من المسلم به أن للنفوذ الوالدي أثره الكبير في بنية الجنين البدنية والذهنية.


كما ينبغي العمل على العناية بالطفل والطفلة، وتربيتهما قبل ذهابهما الى المدرسة، والإهتمام بهما في مرحلة البلوغ، ومرحلة المراهقة، وحتى ما بعد ذلك من ناحية الشخصية، والتصرفات، والصحة الفكرية، والعادات، والصفاء والنقاء الذهني.


تحاشي الانفعالاتك
:
يقول البورفسور "جيمس وارد"، في كتابه "مبادىء علم النفس": "هناك، كما يعلم كل عالم نفس، ارتباط وثيق جدا بين الاحساس وبين الحركات العضوية المختلفة كالدورة الدموية، والتنفس، والافرازات.

أما الانفعالات القوية، فتعطي طغيانا هائلا بحيث تشكل ما يمكن تسميته التعبير الانفعالي".


بيد أنه متى أمسكت التأثيرات الانفعالية بزمام الجهاز العصبي، فمن المتوقع حدوث صدمة عصبية، أو مرض عصبي خطير.

وقد أثبتت المراجع العلمية- "تونين" و "بينجر" وغيرهما ان مرض السكري (بول السكر الانفعالي emootional glycosuria ) ينشأ كنتيجة للخوف،والقلق، والحصر.
كما برهن "لوراند" ان تنكس الغدد الصماء هو أيضا عائد الى الاضطرابات الانفعالية والعاطفية. فمثلا، يلي مرض تصلب الشرايين، عادة، التأثيرات الانفعالية التي تنزل كالصاعقة على غدة الكظر (adrenal).

وقد أكد "بل" ان كبر الأطراف المرضي acromegaly سببه أيضا التأثيرات العاطفية والانفعالية على الجسم النخامي.

كما أثبت "ساجوس" تولد الورم المخاطي الجلدي myxodema كنتيجة للتأثيرات الانفعالية على الغدة الدرقية.
وقد أكد "بيل" ان التهاب الكلية البيني يلى صدمة عصبية تحل بالكليتين.

فالانفعال تغير بدني، إما يكون لصالح الكائن ككل، وإما أن يعمل على تحطيمه وإفنائه. ومن هنا يخبرنا "هولمز" ان ما يعرف بمنحني الصحة curve health الذي يمثل المد والجذر في حياة الكائن الحي، هو دائما تحت تأثير الانعكاسات الانفعالية التي يباشرها المرء.


كما يقول "ميرسون" وغيره من العلماء، فإنه من الأساسي جدا، في سبيل الصحة الجيدة والعافية، أن يبقي الإنسان عينا مفتوحة يقظة تراقب جميع التغيرات التي تظرأ على مزاجه، وعلى شعوره الذي يتطلب اهتماما يوازي الاهتمام الذي الذي نوجهه الى التنفس والإمساك.


بناء على ما تقدم، فان الانفلات من ضغط الانفعالات، أو ان الرصانة ورباطة الجأش والسلوك الإيجابي ضرورة أساسية لصحة الدماغ والأعصاب، إذ ان أقل الانفعالات شأنا لن تنسى ان تترك وراءها ذيلا واثرا عميقا على العقل الباطن من النتائج السلبية السيئة.


وهكذا، أصبح من المعلوم، الآن، أن السعادة الفكرية وراحة البال، هما أحد العوامل الأولى في الطريق نحو الصحة الجيدة ونحو إطالة العمر. وقد اعتبر هذا العامل واحدا من بين تسعة قوانين هدفها إطالة الحياة، في مؤثر إطالة العمر، الذي عقد في "فينل" بفرنسا.


وقد صرح من المختصين منذ القدم بأنه يستحيل توفير الصحة للجسد، كما يستحيل توفيرها للعقل، بدون إتباع منهاج خاص من الصحة الذهنية، يأخذ بعين الإعتبار أثر العقل على الجسد، والعكس بالعكس.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

ست مولدات للطاقة تبعث الثقة بالنفس

- كيف أستعيد ثقتي بنفسي؟

- كيف أعرز قدري وقيمتي أمام نفسي؟

- كيف أخفف حنقي على نفسي؟

وقبل أن أعطيك الإجابة عن هذه الأسئلة وقبل أن نطلق طاقة الثقة بالنفس.. عليك في البداية- أن تتجنب موقفين في التعامل مع نفسك:

الأول: لا تلتزم موقف الدفاع:
فإنت لا تحتاج أبدا أن تتظاهر بالبطولة، إن كنت ضعيف البنية، أو تتمادي في الافتخار بنفسك، إن كنتم دميم الوجه، إياك أن تظل عينك ثابتة على نقاط الضعف فيك فموقفك هذا يولد زيادة الشعور بالقلق خشية أن يكشف الآخرون الحقيقة التي للأسف تكون ظاهرة واضحة لا تخفى على أحد.

الثاني: لا تفر من الحقيقة:
واذكر أنه كانت ترتفع درجة حرارتنا صباح يوم الاختبار الشهري، ويصيبنا المرض ونحن أطفال حتى لا نذهب إلى المدرسة- كنوع من الفرار- فإياك أن تفر من نفسك ومن ضعفك ونقصلك، بل عليك بالمواجهة.

والآن إليك:
مولدات للطاقة تبعث فيك نور الأمل في إعادة الثقة إلى نفسك.

- لم لا تحاول...؟!
إن حديث الناس عنك من دواعي تثبيط همتك فبدلا من أن تستمع لمن يقول لك. إنك لن تستطيع. عليك أن تسمعها لم لا أحاول؟! وبدلا من أن تتعرف على صورتك في عيون الآخرين؛ لتجنب لنفسك تشجيعهم؛ فصورتك الواقعية عن نفسك خير عبارات التشجيع..

استخدم فرشاتك في تلوين لوحتك، ولا تدع أحدا يلونها لك.. فقد لا يكون عنده إلا اللون الأسود.

وإذا كنت تخاف كلام الناس عنك إذا فشلت.. فلم لا تحاول النجاح؟

- العمل المباشر:
فليكن سبب فقدان الثقة دافعا لعمل مباشر يؤدي إلى استعداتها، أراك تقول لي: إن هذا قد يعني sever comopensation عرفت الآن أنك قرأت في علم النفس، وهذا ما سماه علماء النفس التعويض المغالي فلماذا يكون الغلو دائما نوعا من التطرف؟! ببعض ضبط النفس، وكثير من العلم سيكون هذا الغلو نجاحا وتفوقا.

وذاك (تيودور روزفلت) رئيس الولايات المتحدة الأسبق، اشتهر بأنه من أشهر الرماة وأشهر المغامرين في عالم الصيد في عصره، كل هذا بعين واحدة، فقد كان أعور.

وقد ذكر الأستاذ ضياء الذين أبو الحب في كتابه القيم "النقائص والنجاح" عشرات من هذه الأمثلة منها أبو العلاء المعري رهين المحبسين وكان أعمى، وابن خلدون الذي فقد أسرته، فما أقعده هذا أن يكتب أعظم مؤلف علم الاجتماع، وتولستوي الأديب الروسي صاحب رواية الحرب والسلام كان تلميذا فاشلا يئس مدرسوه من تعلميه شيئا نافعا، وهل ننسى طه حسين- الأعمى- عميد الأدب العربي، وغير هم الكثير.

ولذلك كان من أهم آراء عالم النفس الشهير الفريد إدلر:
(أن البشر في إمكانهم أن يحولوا خيبتهم وفشلهم في الحياة إلى وسائل نادرة لإدراك نجاح أعظم.أ)


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

قلع الأشواك من بيتك لا يكفي ...

إستراتيجية (والآن!)

كثيراً ما نقف حائرين أمام موقف يجعلنا نرجع للماضي، نكرر الأسف ونفتح باب "لو" ونسبح في عالم من الخيال والاحتمالات، دون أن نجد حلاً، أو نفكر في حلول ومخارج للمواقف المحرجة التي نقع فيها مع أبنائنا..

أحياناً يكونُ السبب تقصيراً أو خطأ غير مقصود منّا وأحياناً أخرى من أبنائنا.. فكيف نتصرّف لتجنّب المواقف المحرجة التي تخلق الأفكار السلبية، وتدهور العلاقات الأسرية؟

تفادياً للتضخيم والمبالغة التي يمكن الوقوع في شراكها أمام مواقف وسلوكيات مرفوضة أو أخطاء تربوية من الآباء والمربين... تفادياً لكل هذا، يمكن التحكم إيجابياً في المواقف المحرجة من خلال طرح البديل الثاني: "والآن!"

إنّ هذه الخطوة تعني إلغاء الأفكار والمواقف السلبية والأحاسيس المتشنجة غضباً وتوتراً وندماً، واستبدال ذلك بالتفكير الإيجابي على الحلول.

إن التركيز على تكرار الأخطاء وفتح باب «لو» واسعاً لا يقدم للمربي خطوة إيجابية نحو تحقيق أهداف التربية الإيجابية. بينما كلمات وأفكار «والآن!!» «ما العمل؟» «أين الحل؟» تفتح آفاقاً للحلول، والبدائل الإيجابية البنّاءة. وهي قبل هذا كله تجعل المربي شخصاً هادئاً، مفكراً، مخططاً مركزاً على الحلول، يقوم بدور تربوي بنّاء، يعالج ويصلح، ويبني ويعلِّم، ويبني السلوك الإيجابي.

إن إستراتيجية «والآن!!» تجعلنا نتذكر أن غالبية المشكلات التي نخشاها ليست نهاية المطاف، وليست مشكلات بلا حلول.

وهذا الاعتقاد -وحده- يكفي لجعل الآباء والمربين في حالة استرخاء وهدوء، يتعلمون من خلالها الصبر والأناة والحلم. ويكتشفون مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية في إيجاد الحلول، وتفادي المشكلات.

تذكّر:

حاول إتباع هذه الخطوة "والآن!" لتكشف أن الشيء الوحيد الذي ستخسره هو الأحاسيس والأفكار والمواقف السلبية.

"والآن!" خطوة نحو التخلّي عن الأخطاء التربوية

إن اتّباع هذه الإستراتيجية يجعل المربين يتخلون عن الأساليب التربوية الخاطئة التي تعوَّدوا على ممارستها مع أبنائهم. والتخلي عن الأساليب القديمة لا يتم إلا ببدائل تربوية جديدة.

ولعل حديثنا عن خطوات التربية الإيجابية هو جزء من هذا التصوّر الذي يؤكد أن اجتثاث الأساليب القديمة الخاطئة بحاجة إلى اكتساب أساليب إيجابية جديدة. وأنه لا يكفي انتقاد السلبي منها.

بل إن الخطأ الذي يرتكبه البعض يكمن في أن الاقتناع بخطأ أساليب تربوية يؤدّي إلى التخلي عنها دون استبدالها بغيرها -مما يعد أصلح وأنسب- مما يجعل الآباء يقعون في شراك الفراغ التربوي القاتل، والاستقالة من الدور الأبوي.

إن الفراغ التربوي أشد خطراً على الطفل من الأساليب التربوية الخاطئة. وما الغرب إلا مثال واضح حين عدّ الحرية المطلقة للأبناء، والتسامح الذي لا يعرف حدوداً، أسلوباً تربوياً تقتضيه مرحلة الحضارة الغربية والحرية والديمقراطية. فكانت النتيجة فراغاً تربوياً، وأخلاقاً شاذة، وانحرافاً عن الفطرة السليمة وتجرّداً من الإنسانية التي شرّف الله بها بني آدم، وجرائم لا تعرف حدوداً.

تذكر:

إذا أردت أن تصبح مربياً إيجابياً فلا يكفي التخلّي عن الأساليب السلبية في التربية. ولكن لا بد من اكتساب مهارات وخطوات التربية الإيجابية.

استمتع بخطوة "والآن!"

إن خطوة "والآن!" لا تمنحك فقط فرصةً لإيجاد الحل، والتخلي عن الخطأ؛ ولكنّها خطوة نحو الإبداع والاستمتاع. إنَّ الذي لا يخطو هذه الخطوة لا يعرف في الحقيقة مقدار المتعة التي يحرم نفسه منها مع أبنائه. ويضيّع جوّاً عائلياً من أروع ما يمكن تصوره، يساعد على الحوار، ويدفع المسلم للعبادة واستشعار حلاوة الإيمان بالله عز وجل، واتّباع منهجه في تربية الأبناء، والتحلي بخلق الصبر والأناة والحلم.

إستراتيجيّة لماذا؟

ما زلنا نتحدث عن خطوات التربية الإيجابية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات التربوية التي تجعل منّا مربّين إيجابيّين، وتساعد على بناء أسرة سعيدة تخرج الذريّة الصالحة المتميزة بقوة الشخصية وصلابتها، والمحققة لمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).

وهذا الهدف يتحقق -بإذن الله- من خلال التخلّص من الأساليب التربوية الخاطئة، واكتساب الوسائل الإيجابية المحققة للهدف السامي لدى المسلم من ابتغاء الولد، ألا وهو الذريّة الصالحة.

دع أفراد أسرتك يعبّرون.. تفهّمهم لا تحكم عليهم:

من الأخطاء الشائعة في العلاقات الإنسانية محاولة البعض استقراء أفكار الغير وتفسيرها. ويزداد هذا الخطأ سوءاً من خلال ما يمكن أن يتركه من آثار سلبية على العلاقات بين الناس حين يمارس بين أفراد الأسرة الواحدة، لا سيما بين الآباء وأبنائهم.

نظراً لما يعتقده الكثيرون من قدرتهم على قراءة أفكار الغير، وما يمكن أن يتركه هذا السلوك من تأزم في العلاقات وسوء تفاهم، فإنّه يفضّل اللجوء إلى إستراتيجية (لماذا؟)

اسأل سؤالاً حين لا تفهم الكثير من الأمور أو السلوكيات الصادرة عن ابنك، وحاول من خلال طرح "لماذا" أن تجعل ابنك يعبّر عن أفكاره بدل أن تضيع أنت في قراءة أفكار ابنك، وغالباً ما تقرؤها من خلال شخصيتك ومفاهيمك الخاصة، فتخطئ الفهم والتقدير، ثم تخطئ التصرف، وتسيء ممارسة أبوتك.

حين يرفض ابنك مرافقتك لمكان ما أو لزيارة أقاربٍ لك، اسأله (لماذا؟) وحاول أن تفهم موانعه، فإما أن تقنعه، وإما أن تفهم مبرراته فتعذره، وابتعد -كل البعد- عن تأويل مواقفه وأقواله.

تذكر:

مهم جداً أن تسأل ابنك لماذا؟ وأنت مبتسم ومعبر عن ثقتك به ولست مشككاً أو متّهماً. تذكر أن لغة الجسم وتعابير الوجه مهمة جداً لتكون إستراتيجية (لماذا؟) فعالة. وإلا كانت نوعاً جديداً من التشكيك والتأزّم بين الوالد وابنه.

إستراتيجية: أمثلة لا أوامر!

إنّ بناء طفل متميز بشخصية إيجابية يعني دفع الطفل إلى الاستماع لأسئلتنا واستعداده للاستجابة والإجابة. وأفضل الطرق لتحقيق هذا الهدف يكمن في الابتعاد عن إصدار الأوامر الجامدة. تلك الأوامر التي تأباها النفس الإنسانية التي ميّزها الخالق سبحانه وتعالى بخصائص ذاتية، وفضلها على الخلائق تفضيلاً.

بهذه الشخصية الإيجابية المتكاملة نرى الإنسان صاحب موقع ورأي وموقف يحدد من خلاله سلوكه اليومي. ولذلك نرى أن الشخص الذي يخضع لأوامر الغير في كل شيء يخصه، يعيش دون معتقدات أو قناعات تكون الأساس لسلوكياته.

لقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة يبني القناعات، ويصحّح المعتقدات لتكون أساس الشخصية القوية التي تحمل مشغل الخير للبشرية.

إن إصدار الأوامر الجامدة للطفل ينتج عنه الكثير من السلبيات داخل الحياة الأسرية، ومنها:

1- عدم استماع الأبناء للآباء.

2- إضعاف العلاقات الأسرية، وتوهين عملية التواصل بين أفراد الأسرة.

3- دفع الطفل للتمرد والعناد، أو إضعاف مكونات شخصيته.


ما البديل عن الأوامر الجامدة؟

التربية الإيجابية تقتضي الابتعاد عن الأوامر الجامدة واستبدالها بالأسئلة، وتكرار الأسئلة.

بدل أن تقول له آمراً: رتب غرفتك. قل له بكل هدوء: هل سترتب غرفتك؟ أو: متى سترتب غرفتك؟

وهذه أمثلة لأسئلة واضحة ومباشرة تدفعه للعمل، وتهيؤه نفسياً لذلك. مع ضرورة تفادي الأسئلة المشككة في قدراته، أو تلك المتسمة بالسخرية من مثل: أهناكَ أملٌ في أن تصبح قادراً على ترتيب غرفتك وحدك؟!

بقلم د. مصطفى أبو سعد
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله



دروس خالدة في ممارسة الحياة والعمل من خبرات بيتر دراكر الأسطورية


بروس روسينشتاين عبر مسيرة حياة وعمل أسطورية من سبعين سنة غنية حافلة، استطاع بيتر دراكر قلبَ ممارسات الأعمال الحديثة قلباً فكان له باعٌ طويل في تغييراتٍ عميقة واسعة مثل اللامركزة، والخصخصة، والتمكين.

وكان واحداً من الطليعيين الذين تنبّهوا وتناولوا بالبحث نشوء مجتمع المعرفة، ففي عام 1959 كان دراكر أوّل من طلع على الناس بمصطلح "العامل المعرفي knowledge worker".

وبالرغم من هذه المسيرة الطويلة والغنية فإنّ كثيراً من الناس اليوم لا يعرفون أنّ دروس دراكر في التنمية الشخصية –أو إدارة الذات- لا تقلّ عمقاً وقيمةً عن آرائه وأبحاثه في إدارة المنظّمات. ولعلّ أحد أسباب هذا الخفوت النسبيّ في شهرة وانتشار هذه الدروس والأفكار هو بقاء كثيرٍ منها موزّعةً ومندمجةً في ثنايا الحجم والتنوّع الهائلين في أعماله الأخرى.

العيش في أكثر من عالمٍ واحد: كيف ولماذا؟
يجسّد دراكر قيمة صنع وعيش "حياة تامة total life" من خلال ما كان يمارسه من التنوّع الواسع للاهتمامات، والعلاقات، والمسارات المهنيّة أو ما كان يسميّه "العيش في أكثر من عالم واحد".

وبهذه الطريقة عندما تصيب المرء نكسةٌ في مجال -كأن يسرّح من عمله، أو يكابد العيش في بيئةٍ يخيّم عليها شبح التسريح- فإنّه يستطيع تخفيف تلك الصدمة من خلال تطوير مجالاتِ قوةٍ ودعم أخرى.

ويمكنك أيضاً أن تضيف لحياتك معاني وأبعاداً جديدة من خلال نشاطاتٍ متنوعة مثل العمل التطوّعيّ، وتغيير مصائر ومعايش آخرين من المحتاجين أو المنكوبين المحاصرين بكارثة أو فقر أو مرض أو عدوان.

كيف تصنع حياة تامة؟
بالنظر في كتابات دراكر ومسيرته المديدة والغنية نجد خمسة عناصر رئيسة هي:
التطوير الذاتي: اصنع نفسك كما ينبغي لتصبح كما ينبغي
التطوير الذاتي موضوعٌ رئيس ينتشر طيفه في كتابات ومحاضرات دراكر. أهم ما الأمر حسب قوله هو "بوصول عامل المعرفة إلى منتصف العمر فإنّنا سنرى كائناً إنسانياً قد تمّ بناؤه وإعداده ليكونَ شيئاً آخر أكثر من محاسب ضريبيّ أو مهندسٍ هيدروليكيّ"

فكّر في حياتك حيث أنت الآن وحيث تريد أن تكون.لا تحصر هذا التفكير بعملك وحسب بل فكّر في مكوّنات حياتك خارج العمل من عائلة وأصدقاء واهتمامات وأنشطة ومساعٍ جوهريّة خاصة بك.

احسب وقدّر ما الذي سيجدي وما الذي لن يجدي، ما الذي ينبغي أن تضيفه أو تكثر منه وما الذي ينبغي أن تتخلّص منه حتّى تولّد في حياتك مزيداً من الرضا والإنجاز.

استكشف، أوجد، وعزّز ذخائر قوّتك الجوهرية:
إن مفهوم "المقدرات الجوهرية –أو المحوريّة- core competencies" مفهومٌ إستراتيجيّ وُضعَ أصلاً من أجل منظمات الأعمال، ولكنه في عالم اليوم ينطبق على الأفراد أيضاً. وسبب تأكيد دراكر على استكشاف وتطوير هذه المقدرات هو ما بيّنته له تجربته من ندرة الناس الذين يعرفون كيف يميّزون المقدرات الجوهرية من غير الجوهريّة، والذين يستطيعون التعبير عن تلك المقدرات تعبيراً واضحاً مرتّباً.

تأمّل في مميزات ما تقوم به من أعمال، وفي أيّ النواحي يتفوّق أداؤك ويولّد القيمة الأعظم، ضمن مجال عملك وخارجه على السواء. ركّز على نواحي القوّة الجوهريّة لديك وابحث عن طرق تنميتها واستدامتها وتفعيلها.

لا تضع أرصدة حياتك كلّها في مشروعٍ واحد
استعدّ للمضيّ في مساراتٍ متنوّعة
يقول دراكر "إنّ غاية العمل في صناعة المستقبل ليست تقرير ما ينبغي القيام به غداً، وإنما تقرير ما ينبغي أن نقوم به اليوم حتّى يكون لنا غد"
من أبرز الأفكار التي كان يدعو إليها دراكر فكرة إيجاد "مسار مهني ثانويّ" في مجالاتٍ مثل التعليم، أو الكتابة، أو العمل في المنظمات غير الربحية. كما كان يشجّع على إيجاد مسارٍ مهنيّ " رئيسيّ ثانٍ" من خلال قيام المرء بعمله الحاضر في مجالٍ آخر مختلف. فعلى سبيل المثال يمكن للمحامي أن ينتقل من مكتب أو شركة المحاماة التقليدية إلى مؤسسة قانونية غير ربحية مخصصة لخدمة قضيةٍ يؤمن بقيمتها.

بينما أنت في وظيفتك الرئيسية ابدأ بالتفكير في إمكانيات المضيّ في مساراتٍ جانبية أو رئيسية إضافية. انظر في مدى تناغمها مع قيمك، وتجاربك، وثقافتك، وانظر في التحوّلات التي ينبغي أن تجريها في حياتك حتّى ينجح سعيك في تلك المسارات.
واصل العطاء بسخاء
كان دراكر يعتقد أن ممارسة شكلٍ من أشكال العطاء السخيّ جزء جوهريّ من العيش في أكثر من عالمٍ واحد. ويقول في ذلك: "كل إنسان قائد، كل إنسان مسؤول، كل إنسان لديه ما يقوم به"
إن مشاركتك بوقتك ومواهبك في مجالاتٍ مثل العمل التطوّعي، والريادة الاجتماعية، وتقديم الرعاية والإرشاد ليست مجرد نوافذ للعطاء وحسب بل هي مصادرُ عظيمة لمنفعة نفسك. فمن خلالها –مثلاً- تمتدّ وتتعمّق تجربة حياتك، وتتوسّع دائرة أصدقائك ومعارفك. فكّر فيما يحدث خارج مكان عملك وابحث عن طرق لممارسة العطاء.

ثابر على التعليم والتعلّم
في تصوّر دراكر الطموح لمجتمعٍ قوي فاعل تلعب الثقافة دوراً محورياً. كان يعتقد بأن العاملين المعرفيين ينبغي أن يبدؤوا التعلّم من عمر المدرسة ثمّ يمضوا فيه دون توقّف طيلة حياتهم. ويلاحظ دراكر أنّ إدخال التعلّم المستمرّ كجزءٍ طبيعيّ من حياتهم اليومية يبقى بشكلٍ رئيسيّ مسؤوليّة أولئك العاملين.

راجع أولويات تعلّمك، وفكر كذلك في أفضل الطرق لتعلّمك، من حضور دورات، أو مطالعة المقالات والكتب، أو مناقشة ومراقبة الآخرين وهم يعملون.

وفي سبيل تعليم نفسك تجدُ تعليمك للآخرين من أفضل السبل. وفي ذلك يقول دراكر "لا أحد يتعلّم موضوعاً معيناً أفضل ممن يجب عليه تعليم ذلك الموضوع"

ابدأ الآن من حيث أنت
إن أسرار النجاح التي يقدّمها دراكر سوف تساعدك في جعل حياتك وعملك أكثر إرضاءً، وأكبر قيمةً ومعنى، وأغنى اتساعاً وتنوّعاً. وفي السطور التالية سبع خطواتٍ للانطلاق في تطبيق تلك الأسرار:

1- ركّز على الإنجاز لا على المال
لا يعني دراكر من هذا التمييز الواضح بين الإنجاز والمال ضرورة عدم تمكّن أو عدم إرادة المرء جمع المال، وإنّما يعني وجوب أن يكون السعي لتحصيل المال هو المسار الثانويّ.

2- خصّص للتفكّر وقتاً، إن تركته لأوقات الفراغ فلن تجده ولن تجدها
التفكير عملٌ شاق. وفي عالمنا المتسارع كثيراً ما يُهمل وتضمحل قيمته. الأمر المهمّ هنا هو الجهد والتصميم على الانعتاق من طاحونة الأعباء والمشاغل اليومية والتوقّف كي تفكّر: أين أنا؟ وإلى أين أمضي؟

قد لا تجدُ الرغبة أو الإمكانية للقيام بسياحةٍ طويلة إلى البراري، ولكن ليس هناك أيّ عذر يبرّر عدم تخصيصك ساعةً بين الحين والآخر من أجل التأمّل العميق بنفسك في نفسك. وليس هناك ما يمنعك من ممارسة تمارين الاسترخاء والتفكّر والتجوّل المريح في أحضان الطبيعة.

3- تعلّم التراجع عمّا لا يفيد كي تستطيع التقدّم فيما يفيد
يقول دراكر: أصحاب الكفاءة والفاعلية إنّما هم كذلك لأنّهم يعرفون متى يقولون لا ومتى يقلعون، يعرفون كيف يقرّرون لأنفسهم "القيام بهذا لا ينفعني أو لا يناسبني"

مارس ما يسمّيه دراكر "المفارقة المخطّطة" بين الحين والآخر، تريّث واخط إلى الوراء قليلاً انظر بعمق واتساع كي تقرّر: من بين ما تقوم به الآن ما النشاطات التي يمكن تقليصها أو إلغاؤها؟ عندئذٍ وحسب يمكنك أن تجدَ الفسحة للقيام بأشياء أكثر وأفضل إثماراً مثل التعليم والتعلّم والتطوّع.

4- تطوّع بوقتك وموهبتك
من تجربة حياته كان دراكر يرى العمل التطوّعيّ عنصراً رئيساً في أداء المجتمع وظائفه أداءً حسناً. و كان يراه طريقةً تملأ النفس بالرضا وتضمن عدمَ استهلاك العمل كلّ أيام عمرك.

في كلّ مجتمعٍ توجد اليوم مئاتُ وآلافُ المنافذ للعمل التطوّعيّ، ونصيحة دراكر هي: ابحث عن منظّمةٍ عاملةٍ تحترمها وقضيةٍ تؤيّدها ثم شمّر عن ساعديك!

5- ارع آخرين كما يرعاك آخرون
الرعاية الإرشادية أوسع من مجرّد تعريف العضو الجديد على المداخل والمخارج والسياسات والتحالفات في فريق أو في مؤسسة. يمكن –أو ينبغي- أن تتسع هذه الرعاية لتضمّ نصحاً شاملاً في كل مراحل المسيرة المهنية وكلّ آفاق الحياة.

رعاية وإرشاد الآخرين لا تفيدهم وحدهم بل هي تفيد الراعي المرشد مثلهم أو أكثر.

لا تمشِ وحدك. ابحث عمن يرشدك وابحث عمّن ترشدهم.

6- أتقن فن الاستراحة والتخلية
في هذه الناحية ينبّه دراكر إلى سهولة الاستراحة الظاهرية (تخلية اليدين من العمل) وصعوبة الاستراحة الحقيقيّة (تخلية الدماغ والقلب).

لا جدال في أهمية العمل ولكن إيّاك أن يصبح هذا العمل المصدر الوحيد لشعورك بالإنجاز ومعنى الحياة. أوجد لنفسك اهتماماً أو اهتمامات خارجةً عن العمل وركّز على الأشياء التي تجلب لك السعادة والرضا وتجدّد شعورك بقيمة ذاتك.

7- كن المدير التنفيذيّ الأعلى لحياتك
يعتبر دراكر إدارة الذات منهجاً متواصلاً يتطلّب القيام به معرفة المرء بنفسه، وتمحيص القيم والدوافع، وتحمّل المسؤولية الشخصية. وبالنتيجة، تتطلّب إدارة الذات قيام كل عاملٍ معرفيّ بالتفكير وبالتصرّف وكأنّه مديرٌ تنفيذيٌ أعلى لنفسه.

ابدأ منذ اليوم بالنظر إلى نفسك كمديرٍ أعلى لحياتك ومسيرتك المهنيّة، وتحمّل مسؤولية قراراتك وتصرّفاتك. اعرف من أنت، ما المهمّ لديك، وكيف ستقدّم وماذا ستقدّم لعملك وللعالم من حولك.

أخيراً وليس آخراً: تحلّ بالهدوء والصبر ولا تتوقّع حدوث كل ما ترجوه دفعةً واحدة. انطلق الآن من حيث أنت نحو حياتك التامّة خطوةً خطوة.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله


د. علي الحمادي

الحياة مليئة بالمشكلات والعقبات ولا يمكن الفكاك منها، ولكن العاقل من استثمرها لصالحه، وحوّلها إلى فرص ثمينة للتفوق، وجعلها مطية يطأها ليقفزبها، ومنها بعد ذلك إلى النجاح.
في هذا العالم أكثر من (750) مليون إنسان لديهم مشكلة إعاقة أو مشكلة لها علاقة بالإعاقة، وسواء كان الإنسان معاقاً إعاقة ظاهرة، كأن يكون أعمى أو على كرسي متحرك، أو معاقاً إعاقة غير ظاهرة،كأن يكون بطيء التعلم، فلا يعني ذلك أنه غير قادر على دخول ملف المؤثرين وصناع الحياة.

إن "آينشتاين" عالم لم يتكلم حتى بلغ الثالثة من عمره، ولم تكن لديه المقدرة على التعبير عن نفسه بالكلمات، ولكنه اخترع نظرية تعد من أعظم النظريات الفيزيائية وهي النظرية النسبية.
أما "إديسون" فلم تكن لديه المقدرة على القراءة حتى بلغ الثانية عشرة من عمره، بل إن قدرته على الكتابة كانت محدودة طوال حياته، ولكنه استطاع أن يحصل على (1092) براءة اختراع.
وأما "جورج واشنطن" فلم تكن لديه المقدرة على تهجئة الكلمات، بل كان استعماله لقواعد اللغة سيئاً جداً، حتى إن أخاه كان يرى أنه يصلح أن يكون عامل نظافة، ومع هذا فإن "واشنطن" أحد صناع التأثير ومهندسي الحياة الكبار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك عدد كبير آخر من كبار المشاهير الذين هندسوا الحياة بطريقة أو بأخرى، وصنعوا التأثير (سواء اتفقنا معهم أو لم نتفق)، كانوا يُعدُّون من أصحاب الإعاقات، كإعاقة عدم الانتباه أو غيرها، ولعل من أبرزهم : "إسحاق نيوتن" (مكتشف الجاذبية)، و"ونستون تشرشل" (رئيس وزراء إنتجلترا الأسبق)، و"والت ديزني" (مؤسس شركة ديزني)، و"بتهوفن" (الموسيقار المشهور)، و"ليوناردو دافنشي" (الرسام المشهور)، و"جاليليو" (العالم المشهور)، و"ماجيك جونسون" (لاعب كرة سلة أمريكي مشهور)، لم تكن لديه القدرة على القراءة)، و"هنري فورد" (صاحب شركة فورد المشهورة)، و"جورج تاون" (قائد في الحرب العالمية الثانية)، و"جراهام بل" (عالم معروف).. إلخ.
نعم، يواجه كثير من الناس انتكاسات وحالات من الفشل في حياتهم اليومية، ولا يوجد أحد ممن استطاعوا تحقيق النجاح لم يواجه بعضاً من حالات الفشل، وكما قيل في الماضي: "لا يوجد هناك طريق قصير للنجاح"، إذ إنه يتعذر في الواقع تحقيق النجاحات الكبيرة دون مواجهة بعض حالات الفشل. وفي الحقيقة يُخبرنا التاريخ الماضي للبشرية أن أي نجاح ذي قيمة لم يتحقق إلا بعد التغلُّب على كثير من العوائق والإحباطات.

على سبيل المثال، فإن المخترع الشهير "إديسون" فشل مئات المرات في محاولاته لاختراع المصباح الكهربائي قبل أن يصل إلى المعادلة التي حقَّقت له النجاح.

وفي أحد الأيام سأله أحد الصحفيين من الشباب:"سيد "إديسون"! لقد فشلت كثيراً، فهل لديك الرغبة في الاستمرار؟" فأجابه "إديسون": "لقد اكتشفت طُرقاً عديدة غير صالحة لاكتشاف المصباح الكهربائي".

معنى ذلك، وبالنسبة لـ"إديسون"، فإن كل حالة من حالات الفشل كانت عبارة عن خطوة أخرى تقرَّبه من الوصول إلى هدفه، وهذه النوعية من المواقف هي تلك التي يجب أن يُستفاد منها في أعمالنا اليومية. إذ إن الهزيمة يجب أن نتقبلها على أنها اختبار يؤدي بنا إلى اكتشاف طبيعة أفكارنا وعلاقتها بالغرض الرئيس الذي نسعى لتحقيقه.

كما يمكن النظر إلى الفشل أو الهزيمة على أنها مثل التطعيم ضد الأمراض، الذي على الرغم من أنه يبدو موجعاً بعض الشيء، إلا أنه سوف يدعم قوتك فيما بعد، وإدراكك هذه الحقيقة سوف يؤدي إلى تغيير ردود أفعالك تجاه الفشل ويساعد على الاستمرار في الكفاح نحو تحقيق هدفك، حيث إن الهزيمة لا تعني أبداً الفشل، ما لم يتم القبول بها على أنها كذلك.

وإذا نظرنا إلى حقيقة الطبيعة نلاحظ أن الشمس لا تُشرق بشكل دائم، والرياح لا تهب في كل الأوقات، كما أن الأزهار ليست دائمة التفتح، والطيور لا تغرد على الدوام، والسماء أيضاً لا تنزل المطر كل يوم إذاً لماذا نريد أن تكون حياتنا أمراً مختلفاً؟
يقول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (الانشراح/ 5-6)، ففي هاتين الآيتين إشارة واضحة بأنه لا يوجد عسر إلا ويأتي بعده الفرج بإذن الله تعالى.

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تُفرج
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرج.
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حرر أبراجك ولا تصبح ( ظل )



هل مشيت يوماً تحت الشمس وشاهدت كيف يتحرك ظلك ؟؟

إلى جانبك بنفس حركاتك ويسكن مع سكناتك دون أن يتمرد عليك ؟؟

وهل رأيت كيف يختفي هذا الظل عندما تكون في الظلام

أو عندما ينحجب النور المسلّط إليك ؟

(لنحتفظ بالإجابات الى نهاية الحديث)

سأخبركم بقصة قصيرة واقعية قرأتها قبل فتره

(تقول الحكاية أن الجنرال بولانجية قائد الجيوش الفرنسية

في الحرب العالمية الأولى ذهب ليتفقد وزارة الدفاع

ولاحظ وجود جسر يربط بين برجين يقف أمامه جندي

منعه من الدخول وحين سأل عن سبب المنع

لم يعرف أحد الجواب ..

وبعد البحث أتضح أن الجسر طلي عام 1839

بدهان جديد وأصدر وزير الدفاع سوليت أمرا ً بإغلاقه

حتى يُصدر قرارا ً بفتحه ولكن سوليت توفي فجأة

في حين نفذت أوامره طوال تلك الفترة دون السؤال عن السبب .)

عشرات السنين والطاقات والأموال تهدر على الأبراج

دون أدنى استفادة منهما

وكل هذا حدث فقط لأن أحدهم لم يسأل نفسه سؤالا ً

واحدا ً ( لماذا ) ؟

وهذا السؤال يجب ان نسأله نحن ايضا ً لأنفسنا

( لماذا )

لكن لماذا .. ماذا ؟؟؟

لماذا نفعل أشياء في حياتنا العامة والخاصة لا نعلم لماذا نفعلها ..؟؟

لماذا نخاف من أشياء لا نعلم لماذا نخافها ؟؟

لماذا لا نفعل أشياء لا نعلم لماذا لا نفعلها ؟؟

( حرر أبراجك )

وكل واحد فيكم يطرح ذات السؤال على نفسه على أشياءه الخاصة .

إلى متى ونحن نحرس هذه الأبراج دون فائدة ؟؟

وأقصد هنا الأبراج التي بداخلنا ونعيش من أجلها ..

فنحن نخاف من أشياء ونفعل أشياء اجزم

والله أننا لا نعلم لـ ( لماذا نفعلها ) جوابا ً

يجب ان نحرر أنفسنا قليلا ً من سلسله توارثناها تباعا ً

لنحرر أبراجنا حتما ً سنستفيد من طاقاتنا ونحقق أهدافنا

ونفتح لأنفسنا آفاقا جديدة وطاقه ضوء .

هذه رسالتي وهذا ما رغبت بإيصاله إليكم ..

وقبل الخروج

سنعود على التساؤلات في بداية ماكتبت هنا عن الظل ..

لـ أقول لك :

كن كـ أنت ولا تكن كظلك ..

فالظل يسير على خطى غيره أما أنت فحرّ

وإن أردت أن تأخذ شيئا ً إيجابيا ً من ظلك

فتذكّر فقط إن الظل لا يخرج بالظلام ولا يتواجد إلا بالنور .

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

موآهبنآ تدعونآ لنفع مجتمعآتنآ ..

ترسمُ الآياتُ القرآنيةُ لنا صورة موسى عليه الصلاة والسلام قويّاً نفّاعاً، فهو حينما يُنتدب للدفاع عن شخص من معارفه يهبّ لنجدته والدفاع عنه.. وحينما يتوجّه تلقاءَ "مَدين" يرى إبنتي شعيب عليه الصلاة والسلام تنتظران سقاية الأغنام حتّى ينفضّ الزحام، يسقي لهما، ومن خلال وصف إبنة شعيب لموسى عليه الصلاة والسلام بأنّه (القويّ الأمين) نعرفُ مدى قوته.

بعد حادثة القبطيّ القتيل – في المثل الأوّل: الإستنجاد به – يتوجّه موسى عليه الصلاة والسلام إلى الله ضارعاً أن تكون موهبة القوّة لديه "نفّاعة" أي مسخّرة في طريق الخير: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ) (القصص/ 17)، ولذلك فحينما دعاه نفسُ الشخص لنجدته مرّة أخرى لم ينصره، لكنّه وظّف قوّته في خدمة بنات شعيب العفيفات كشابّ مقتدر بدنياً، ومقدّر لقيمة الحشمة لدى فتيات يرفض مزاحمة الرجال.

موسى عليه الصلاة والسلام تطوّع للخدمة.. كانت خدمتهُ مجانيّة لم يطلب الأجر عليها.. لكنّ شُعيباً عليه الصلاة والسلام دعاهُ ليشكره ويؤجره بتزويجه إحدى بناته (تذكّر أنّ الجائزة الإجتماعية تأتي عرضيّة ولا تشكِّل الدفاع الأساس لعمل "المباركين النفّاعين").

"ذو القرنين" عبدٌ صالحٌ مُبارَك نفّاع.. أحبَّ اللهُ فأحبّه.. عنده قدرة على بناء السدود.. حين وصلَ بين السدّين وجدَ أناساً يشتكون إليه من عصابات مفسدة (يأجوج ومأجوج).. عرضوا عليه أن يبني لهم سدّاً ويقدِّموا له أجراً، فبنى لهم السدَّ من دون عِوض، وقال: (مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) (الكهف/ 95).
يوسف عليه السلام عرضَ على الملك الذي قرّبه بعد قصة السجن أن يكون وزيراً على خزائن مصر لأنّه (أمينٌ) عليها (عليم) بمتطلّباتها وإدارتها، وقيل إنّ الملك أكرمه بأنّ أعطاه إمارة المملكة بجميع شؤونها.

وما من نبيّ أو وصيّ إلّا وكان (نفّاعاً) لأُمّته وأهله ومجتمعه، ولذلك جاء في آثارهم: "خصلتان ليس فوقهما من البرّ شيء: الإيمان بالله والنفع لعباد الله" سواء كان هذا النفع خدمة أو معونة، أو دعماً مالياً، أو مشورة، أو تكافلاً، أو تبادلاً للمنفعة، أو رفعاً للأذى، أو تعليماً للجاهل، أو خدمة لمريض، او ما أشبه ذلك.

المهم أن لا تكون (بخيلاً) في (النفع) وأنتَ قادرٌ عليه.. إنّ لدى النفّاعين قناعة راسخة أنّهم كلّما ازدادوا عطاءً ونفعاً زادهم اللهُ من فضله، فعلمهم وعملهم يزدادان مع الإنفاق.

في أحد مشاهد الكاميرا الخفيّة رصدت عينُ الكاميرا الظاهرة التالية:
وضعَ صاحبُ البرنامج فرشةً صغيرةً لمسح الأحذية عند مدخل أحد البنوك وقد شبّعها بالصمغ، فكان كلُّ زبون يدخل تعلقُ حذاؤه بالفرشة المصمّغة، فيضطرّ إلى التخلّص منها بالقدم الآخر فتعلق هي الأخرى، وهكذا حتّى ينجو منها بعد معاناة.

عدد كبير من الزبائن واجه المشكلة ذاتها وعينهُ على البنك.. ورأسهُ داخل خزانة المال.. زبون واحد فقط حينما تعرّض لما تعرّض له أمثالهُ من الزبائن رفعَ الفرشةَ من مكانها، ثمّ خاطب شرطيّ البنك بإبعادها عن طريق الزبائن لئلّا تعلق أرجلهم بها.
هذا الزبون (النفّاع) أنقذ كثير من السادرين الذين كان يمكن أن يعلقوا العلقة ذاتها، لكنّه "أماطَ – أزاحَ – الأذى عن طريقهم" فكان له بذلك معروف وعمل صالح وصدقة.

رافعُ الفرشة المصمّغة هذا نفّاعٌ، جميلٌ أن نتذكّره لنفع الناس ولو على مستوى رفع الأذى عن طريقهم.

طاقاتنا.. مواهبنا.. قدراتنا ليست للإدخار.. هي للتوظيف في خدمة الناس.. وإلّا فمآلُها (مصيرها) إلى أحد نهايتين سوداوين:
فإمّا أن تُسخرّ في (نفع) وخدمة الظالمين، وهذا مثلُها:
دخلَ (معز بن زائدة) على (المنصور) العباسيّ، فقال هذا له:
- كبُرتْ سنُّك أي معن!
- في طاعتِكَ يا أمير المؤمنين!
- وإنّك لجلدٌ (قويّ).
- على أعدائك يا مولاي!
- وإنّ فيكَ لبقيّة.
- هي لكَ أيُّها الخليفة!!

أو أن تُسلبَ منك.. وفي كلا الحالين هلاك وخسارة.

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: تطوير الذات متجدد ان شاء الله

تعلّم مراقبة انفعالاتك ومخاوفك

الدكتور إبراهيم الفقي

الأحاسيس المنفلتة تكبّل الإدراك وتشوّه صورة العالم:

إن الأحاسيس تسبب النسيان أو ما يسمى " سـكاتوما" وهي تعني إعطاء العقل أمراً مباشراً بوجود أو عدم وجود شيء، فقد يضع المرء مفاتيحه في مكان ما ثم يعود ليبحث عنها فلا يجدها، فيسأل شخصاً ما عنها فيفاجأ بأنها أمامه ولكنه لم يكن يراها. أو أن يبحث عن نظارته ويتساءل عنها ولا يعي أنه يرتديها، وما شابه ذلك كثير. فالأسكاتوما هي إعطاء العقل أمراً مباشراً بأن الفرد لا يرى شيئاً ما وبالتالي يكون الشيء أمامه وهو لا يبصره.

وتكمن خطورة " الاسكاتوما " في أن الإنسان قد يعطي للعقل أمراً مباشراً بأنه غير سعيد، ومن ثمّ يلغي له العقل كل شيء يتعلق بالسعادة حتى يشعر بالحزن، وذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التركيز إلا على معلومة واحدة في وقت واحد، فحينما يعطي العقل أمراً مباشراً بخصوص موضوع معين فإنه يلغي ما سواه حتى يتمكن من التركيز على أمر واحد بدقّة.

الأحاسيس منبع الخوف بكل صوره
في كتابٍ اسمه "كل ما تحتاج على معرفته عن الخوف" يذكر المؤلف أن الإنسان حين يولد لا يعرف إلا صورتين من صور الخوف وتصل مع تقدم السن إلى 17000 نوع من الخوف المرضي. خوف من المصاعد، والطائرات وهي تصعد وتهبط، وخوف منها والإنسان بداخلها،وخوف من المستقبل، ومن المجهول، ومن الحشرات...

إن الأحاسيس هي منبع الخوف ومصدر كل أنواعه. فإذا عض كلب شخصاً ما مثلاً، فإنّ دماغه سيذكره بتلك الحادثة كلما رأى كلباً ويبدأ الجسم بإفراز الأدرينالين. وإذا كان هناك طفل يلعب بعنكبوت وكانت والدته تخشى العناكب ودخلت الغرفة ورأت ذلك فصرخت وارتسمت على وجهها ملامح الخوف وسارعت بقتل العنكبوت، فإن الطفل سيتعلم الخوف من العناكب وسيصرخ كلما رآها.

الأحاسيس منبع المشاكل والخوف المرضي بكل أصنافه ومجموعاته سواءٌ أكان خوفاً بسيطاً أو اجتماعياً أو مركباً.

تعلّم من الخوف
سخّر طاقة الاستنفار للبناء لا للتخريب
تسبب الأحاسيس ما يسمى استنفار "الهجوم أو الهروب fight or flight". فالإنسان قد منحه الله العقل القادر على تحليل الأمور والظواهر. وحينما كان الإنسان القديم يسمع وقعاً شديداً ويحس بالأرض تهتز تحت قدميه ثم يرى الوحوش قادمة نحوه لتلتهم أفراد العائلة تعلّم أن يهرب لينقذ حياته.

ومن ذلك نشأ مصطلح (forf) أي اهجم لتنقذ حياتك أو اهرب لتنقذ حياتك. وفي حالة الهجوم أو الهروب يفرز الجسم الأدرينالين مما يؤدي إلى ضخ الدم بقوة وسرعة في القلب والعضلات ويصبح الجسم في حالة الاستعداد القصوى وبه طاقة كبيرة تساعده على الهجوم أو الهرب حتى يستطيع الدفاع عن حياته.

حينما كان البطل العالمي محمد علي كلاي يتمرّن جرى مع مدربه خمسة أميال على الرمال، ولما طلب منه مدربه أن يجري ميلاً آخر قال له لا أستطيع! فألحّ عليه مدربه ولكنه أصر على الرفض فرمى المدرب بنفسه عليه وجذبه بشدة إلى الوراء وقال له ستجري خمسة أميال أخرى!

فثار كلاي وقال له: لم تفعل هذا معي؟
فرد عليه المدرب قائلاً: أردت أن أثيرك حتى تستطيع أن تستغل قواك الكامنة. حتى يفرز جسمك الأدرينالين ويضخه في عضلاتك فيعطيك القوة الدافعة، ولأنّ البطل يصنع ما لا يصنعه غيره. وأنت بطل!

يفرز الجسم الأدرينالين في حالتي الهجوم والهروب كي يصل إلى أقصى طاقته وقوته حتى يستطيع الإنسان أن ينقذ حياته، ولكن المشكلة أن بعض الأشخاص لا يستطيعون السيطرة على أحاسيسهم ومشاعرهم، وعندما يزاحمهم أحد بسيارته أو يختلف معهم في الرأي تثور مشاعرهم وأحاسيسهم على حد بعيد وتفرز أجسامهم نفس كمية الأدرينالين التي تفرزها في حالة الدفاع عن النفس وإنقاذ الحياة. والعقل يفكر بنفس الطريقة أيضاً. فيجب على الفرد أن يدرك ما يعتريه من مشاعر وأحاسيس وأن يستطيع تقدير الموقف الذي يواجهه.

إنّ هذا الإدراك والتقدير يجعل الفرد قادراً على تعديل سلوكه لأنه بمجرد أن يشتعل العقل العاطفي ويبدأ الفرد في الدخول في مرحلة الهجوم أو الهروب يصبح غير قادر على التحكّم في سلوكياته وتصرّفاته.

ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
يقول كثير من الناس: إنني حين أغضب لا أعي ماذا افعل، وأتصرّف في الأمور بتهوّر ودون تعقّل" وكثيراً ما يفقد الناس حقوقهم ويرتكبون الحماقات بسبب سرعة انفعالهم. ومن هنا تنبع أهمية التحكم بالذات وهذا الأمر كثيراً ما أذكره في كتاباتي واردّده على مسامع الناس عبر القنوات الفضائية.

إن التحكم بالذات يعد من أهم أسس التنمية البشرية ثم يليه فن التواصل مع الآخرين، ثم رسم الأهداف وكيفية تحقيقها، واستكشاف التحديات وكيفية مواجهتها، ثم عمل المخ ووظائفه وكيف يقوم بالعمليات العقلية.

هذه الموضوعات يتم تدريسها للناس ضمن فنون التنمية البشرية حتى يتم إعداد المرء ليكون مهندساً أو طبيباً أو معلّماً بارعاً يستطيع فهم لغة الحياة والتعامل معها. وإلاّ فقد نجد كثيراً من الناس يعجزون عن استغلال قدراتهم والتحكم في أحاسيسهم ومشاعرهم رغم حصولهم على أعلى الدرجات والمناصب العلمية.

وقد يطرد الفرد من وظيفته رغم كفاءته ومهارته بسبب عدم قدرته على التحكم في ذاته والسيطرة على أحاسيسه، فتراه يثير المشاكل لأتفه الأسباب أو يتطاول ويخطئ في حق رؤسائه في العمل أو نحو ذلك.

إن كثيراً من الناس مع فوران أحاسيسهم واشتعالها يصبحون شديدي العدوانية ويفقدون السيطرة على أنفسهم ومن ثم يتصرّفون بحمق وعنف فيسبّبون المشاكل ويثيرون المتاعب لأنفسهم ولغيرهم وقد تنفصم علاقاتهم بكثير من أصدقائهم وذويهم. ومصداق ذلك قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم)

يجب على المرء حينما يشعر بأن الأحاسيس بدأت في الاشتعال وأنّه يفكر تفكيراً سلبياً أن يلتزم بالإدراك والملاحظة. يستطيع الإنسان بل وينبغي عليه أن يتدرّب على سلوك التحكم في الذات حتى يصير عادةً له يفعلها تلقائياً.

 

مواضيع مماثلة

أعلى