ما هي اسهل لغات العالم تعلما

مالك محمد

كاتب محترف
1593791273410.png

تعلّم اللغات

يعدّ تعلّم اللغات الجديدة غريزة طبيعية عند الأطفال وتصبح العملية أكثر صعوبة كلما تقدّم الإنسان في العمر ولكن مع بعض الاستراتيجيات ما زال أمام الجميع فرصة كبيرة لتعلّم لغات جديدة، على الرغم من أن الإنسان عندما يكون طفلًا يتعلّم اللغة بطريقة فطرية وتلقائية إلا أن بعض الدراسات أظهرت أننا لا نميل فقط لمعالجة اللغة واعتمادها وإنما يعاني الدماغ البشري من قيود لغوية مشتركة وبغض النظر عن اللغة التي يتعلّمها الإنسان فهناك بعض المقاطع والجزئيات غير الشائعة في أي لغة يصعب على الدماغ معالجتها حتى عند الأطفال.[١]




عندما يتعلّق تعلّم اللغات بالأشخاص البالغين فإن مرونة الدماغ تتناقص كلما تقدّم الإنسان في العمر، ومرونة الدماغ هي المسؤولة عن إنشاء الخلايا العصبية والمشابك الجديدة، وأثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرّضوا للغة أجنبية في طفولتهم يحققون كفاءة أعلى من الأشخاص الذين يتعرّضون للغات في عمر أكبر، ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص البالغين غير قادرين على تعلّم لغات جديدة ولكن يحتاج الأمر للدافع الذي يحسّن كفاءة الإنسان في أي عمل والبدء بتعلّم اللغات حالًا أفضل من الأيام القادمة.[١]







أسهل لغات العالم تعلّمًا

تؤثر العديد من العوامل على مدى سهولة أو صعوبة تعلّم اللغة بشكل عام وأهم هذه العوامل هو التعقيد اللغوي للغة نفسها، وبناءً على الدراسات وجد بعض الأفراد أنه من الأسهل تعلّم لغة أجنبية مماثلة ومشابهة للغتهم الأم فمثلًا اللغة اللاتينية أسهل لغة للتعلّم بالنسبة للروس، فمهمة تحديد اللغات الأسهل للتعلّم مهمة صعبة جدًا وتعتمد على عدة عوامل أهمها اللغة الأم للإنسان ولهذا صنّف أحد معاهد اللغات الأمريكية اللغات الأسهل تعلّمًا وفقًا للوقت الذي يحتاجه المتعلم.[٢]




وبناءً على ذلك تبين أن أسهل اللغات تعلّما بالنسبة للناطقين باللغة الإنجليزية أو الذين يُتقنوها هي الإسبانية والفرنسية والرومانية والألمانية والسويدية والنرويجية والدنماركية والهولندية إذ تستغرق هذه اللغات من 575-750 ساعة للتعلّم، بينما تعدّ اللغات العبرية والهندية والفارسية واليونانية والبولندية والأيسلندية والروسية والتايلندية والتركية من اللغات الأكثر صعوبة في التعلم إذ يحتاج الطالب إلى 900-1100 ساعة ليتعلّمها، وأخيرًا صنفت اللغة العربية واليابانية والكورية من أصعب اللغات للتعلّم ويستغرق الطالب 2200 ساعة ليتعلّمها.[٢]



وبتطبيق الآلية نفسها على المتحدثين باللغة العربية أو مَن لغتهم العربية هي اللغة الأم تبيّن أن اللغتين الإسبانية والإيطالية من أسهل اللغات بالنسبة لهم، ويرجع سبب سهولة اللغة الإسبانية بالنسبة للعرب بسبب بنيتها اللغوية ومفرداتها المرتبطة كثيرًا باللغة العربية إذ أن اللغة العربية هي اللغة الثانية من حيث التأثير على مفردات اللغة الإسبانية بعد اللغة اللاتينية، وبشكل عام أجمعوا على أن أسهل اللغات تعلّمًا في العالم هي اللغة الإسبانية والإيطالية والإنجليزية.[٢]







كيفية تعلّم لغة جديدة

قد لا يبدو تعلّم لغة جديدة أمرًا سهلًا ولكن باتباع بعض النصائح واستراتيجيات التعلّم الصحيحة يصبح الموضوع أكثر سهولة، وهنا بعض النصائح لتعلّم لغة جديدة:[٣]



  • حدد أهداف تعلّم اللغة: يجب أن تركّز على نتائج محددة وملموسة وأن تضع أهدافًا مفصّلة، فمثلًا يمكن أن تخطط لتعلّم 30 مفردة من اللغة الجديدة خلال أسبوع، حاول أن تكون أهدافك قصيرة المدى لتزيد من حماسك وحافزك على التعلّم لذا قسّم هدفك طويل المدى إلى أقسام صغيرة على فترات زمنية قصيرة وأنجزها واحدةً تلو الأخرى.
  • تعلّم الكلمات الصحيحة: تتكون اللغات من عدد هائل من الكلمات ومن الصعب أن تتعلمها جميعها لذا عليك أن تركّز على عدد منها، فمثلًا 100 كلمة من اللغة الإنجليزية تشكل حوالي 50% من نصوص اللغة بينما 1000 كلمة منها تشكل حوالي 90% من اللغة، ولهذا عليك التركيز على الكلمات الأساسية في البداية وبعد إتقانها تُثري معلوماتك ومفرداتك بالمزيد.
  • ادرس بطريقة ذكية: طريقة الدراسة مهمة جدًا في تعلّم اللغة ومن أفضل الطرق لتعلّم المفردات هي البطاقات التعليمية، فيمكنك استخدام لغتك الأم عند تعلّم لغة جديدة لأنه قد يكون من الصعب وضع اللغة في سياقها لذلك لا مانع من الربط بين لغتك الأم واللغة التي تتعلّمها.
  • استخدم اللغة طوال اليوم وكل يوم: قد يبدو الأمر شاقًا في البداية ولكنك ستعتاد عليه مع الوقت، فيمكنك أن تصطحب بطاقاتك التعليمية أينما تذهب وتقرأها في طريقك إلى المدرسة أو العمل مثلًا، كما يمكنك أن تشاهد مقاطع فيديو مسلية وبسيطة على الإنترنت تتحدث باللغة التي تتعلّمها، وتساعدك هذه الطريقة في التعود على إيقاع اللغة وفهمها باستخدام السياق.
  • ابحث عن ممارسة واقعية: إن أفضل طريقة لاكتساب اللغة والاعتياد عليها هي السفر للدراسة أو العمل في الخارج فالسفر يوفّر لك فرصة الاختلاط بالمتحدثين بهذه اللغة، وإذا تعذّر ذلك يمكنك أن تتعرّف في بلدك على شخص يتحدّث اللغة التي تريد تعلّمها وتتحدث معه قدر المستطاع وتجنّب الحديث معه بلغتك الأم حتى لو كان الأمر صعبًا.
  • تعرّف على الثقافة المرتبطة باللغة: من المهم أن تتعرّف على الثقافة والتاريخ المرتبطين باللغة الجديدة التي تتعلّمها ولهذا خصّص بعض الوقت من وقت دراستك للغة من أجل التعرّف على الثقافة سواء من الإنترنت أو من أشخاص يعرفون اللغة وبلدها وثقافتها.
  • اختبر نفسك: إذا خططت لاختبار نفسك بانتظام سيكون لديك الحافز لتدرس بجد أكثر فكلما تعلّمت شيئًا جديدًا من اللغة اختبر نفسك به، كما يمكنك ممارسة بعض الألعاب على الإنترنت أو الاستعانة باختبارات اللغة الموجودة على الشبكة.
  • استمتع بعملية التعلّم: يميل الإنسان إلى التعلّم بشكل أفضل عندما يستمتع بما يتعلّمه وممارسة الألعاب طريقة رائعة ومُجدية للاستمتاع بعملية التعلّم ويمكنك أن تركّز على الأشياء التي تثير اهتمامك في اللغة ومن المهم أيضًا أن تكوّن صداقات يتحدّثون باللغة التي تريد أن تتعلّمها ويعرفون أكثر عن بلدها وثقافتها وتاريخها.




قد يُهِمُّكَ

يوجد العديد من الأسباب والفوائد التي تدفعك لتعلّم لغة جديدة وأهمها التواصل مع الآخرين فكلما تعلّم الإنسان لغات جديدة كلما اتسعت آفاقه واستطاع أن يتواصل مع أشخاص أكثر ومن ثقافات مختلفة، كما يمكن لتعلّم لغة جديدة أن يحسّن من حياتك المهنية ومنصبك في الوظيفة وسيفتح لك آفاقًا أكثر من قبل، وبالطبع لا يمكن إنكار الفوائد المعرفية لتعلّم لغات جديدة على الدماغ فتبيّن أن من يتقن أكثر من لغة لديه ذاكرة أفضل ومهارة في حل المشكلات والتفكير النقدي والقدرة على تعدّد المهام ويكون أقل عرضة للإصابة بالشيخوخة والتدهور المعرفي، ولاشك أن اللغات الجديدة تعزز ثقتك بنفسك بسبب الإنجازات التي تحرزها وتغيّر نظرتك للعالم ولنفسك.[٤]


 

مواضيع مماثلة

أعلى