منصور عباس ليس الأول.. بالتفاصيل نكشف تاريخ تحالفات الإخوان وإسرائيل 

[ad_1]

ليست اللقطة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك التي ظهر فيها الإخواني من الأقلية العربية في إسرائيل، منصور عباس، إلى جوار زعيم يهودي من اليمين المتطرف وحلفائه، وذلك بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء ومنحه أغلبية حاكمة في البرلمان.

اللقطة كشفت عن حقيقة ثابتة وهي أن الإخوان يتحالفون مع إسرائيل سرا وجهرا رغم مزاعم قياداتهم ومنصاتهم ومنابرهم الإعلامية بالعداء مع الدولة العبرية التي يصفونها بالكيان الصهيوني لإثارة مشاعر أنصارهم، والوقائع كثيرة منها ما هو مثبت وخرج للعلن، ومنها مازال في إطار السرية، والصفقات بين الجانبين لم ولن تتوقف.

منصور عباس ولابيد

الأمور التنظيمية للجماعة

منصور عباس القيادي الإخواني لم يقم باتصالات مع الإسرائيليين من تلقاء نفسه، فالأمور التنظيمية للجماعة لا تسمح باتخاذ قرارات فردية لأمور خطيرة واستراتيجية مثل هذه دون موافقة التنظيم الدولي، وهو ما يعني أن القرار صدر من قيادات التنظيم الدولي في العاصمة البريطانية لندن لفرع التنظيم في إسرائيل، وما يدعم ذلك أن منصور لم يكن الأول بل سبقه مؤسس الحركة الإسلامية عبد الله نمر درويش، الذي كان يعقد اجتماعات علنية مع رؤساء إسرائيل ورؤساء الحكومات الإسرائيلية علنا ودون مواربة.

بداية فإن تنظيم الإخوان المسلمين في إسرائيل تأسس على يد عبد الله نمر درويش الذي ولد في العام 1948 في كفر قاسم، وعقب تخرجه في العام 1971 من المدرسة الإسلامية في نابلس، عمل على تأسيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية بفكر حركة الإخوان المسلمين.

وفي العام 1972 أقام درويش أول نواة للحركة الإخوانية في كفر قاسم، ثم توسعت ووصلت إلى كفر برا، جلجولية، الطيرة والطيبة وأم الفحم وباقة الغربية وجت، والنقب، والناصرة وبلدات الجليل.

اعتُقل في العام 1981، وحُكم عليه بالسجن 4 أعوام، أمضى منها 3 أعوام، وأفرج عنه في العام 1984، وعقب خروجه من السجن تغير كثيرا وبدأ يخفف من حدة انتقاداته لإسرائيل وتوسع في إنشاء شبكات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والطبية.

الحركة الإسلامية

في العام 1996 وبسبب الخلاف حول المشاركة في انتخابات البرلمان الإسرائيلي انشقت الحركة الإسلامية التي كانت المسمى الرسمي لجماعة الإخوان في إسرائيل، وانقسمت لفرعين: الفرع الجنوبي وهو فرع صغير يتزعمه عبد الله نمر درويش ومعه إبراهيم صرصور وحامد أبو دعبس وشارك في الانتخابات، وأصبح له أعضاء في البرلمان الإسرائيلي، منهم عبد المالك الدهامشة وعباس منصور، وتبنى هذا الجناح ما عرف باسم “المقاومة المدنية”، وتجنب التصادم مع إسرائيل، والمشاركة في الانتخابات ودخول الكنيست كوسيلة لانتزاع حقوق الأقلية العربية.

أما الجناح الآخر من الإخوان الرافض للمشاركة في الانتخابات فأطلق عليه الفرع الشمالي، ويترأسه رائد صلاح ومعه كمال الخطيب، وتعرضوا إزاء ذلك للاعتقال كثيرا حتى قررت السلطات الإسرائيلية حظر هذا الفرع في العام 2015.

في الجانب المقابل خاض الفرع الإخواني الجنوبي الذي تزعمه عبد الله نمر درويش، انتخابات الكنيست ضمن تحالفات مع قوائم عربية، ودخل الكنيست أعضاء منها، حيث انتخب عبد المالك دهامشة وهو محامٍ ليكون رئيس القائمة العربية الموحدة وممثلا عن الحركة الإسلامية في الكنيست.

ومنذ العام 1996 جرت تحالفات وتفاهمات كثيرة فوق الطاولة وتحتها بين الفرع الجنوبي لجماعة الإخوان والسلطات الإسرائيلية، وعقدت لقاءات كثيرة بين قيادات الحركة وسياسيين إسرائيليين، للتفاهم حول ترتيبات خاصة بمصالح الحركة وأعضائها تحت زعم خدمة الأقلية العربية في إسرائيل، في حين كانت التفاهمات تختص بالحصول على موافقات وتراخيص لإقامة شبكات من المدارس والمؤسسات التي تحقق مصالح ربحية للفرع الإخواني.

انفراط عقد القائمة العربية

ويقول جمال عبادي مدير وحدة دراسات التطرف والإرهاب في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي لـ”العربية.نت”، إن ما فعله الإخواني منصور عباس ليس غريبا عنه وعن شخصيته، فهو معروف بإثارته للإشكاليات، وكان أحد أسباب انفراط عقد القائمة العربية المشتركة في الانتخابات السابقة، فقد كان جزءا من القائمة واختلف مع باقي الأطراف، وصدرت منه تصريحات أثارت الغضب ضده، منها التصريح المتماهي مع الرؤية الإسرائيلية، وهو أن الأسرى الفلسطينيين مخربون وإرهابيون.

ويضيف أن منصور هو أحد تلاميذ عبد الله نمر درويش، ويعتبر امتدادا لمدرسته، وهي مدرسة تعتمد على سياسة التقية لتحقيق مصالح براغماتية ونفعية لحزبه وجماعته رغم أن تلك السياسة تثير الانقسامات داخل المجتمع العربي في إسرائيل، مشيرا إلى أن تصريحات الرجل غير متوازنة وتعبر عن تناقضات جماعة الإخوان وسياستها التي تهدف في النهاية لمصلحة الجماعة والحزب التابع لها بعيدا عن أي مصالح وطنية أو عربية.

ويقول إن تبريرات منصور لما فلعه بتحالفه مع اليمين هي أنه حقق انتصارا على نتنياهو وأزاحه من السلطة، رغم أنه يعلم ويدرك أن النظام في إسرائيل يعتمد على سياسات ثابتة لا تتغير بتغير الأشخاص، مؤكدا أن ما يقوله منصور هو محاولة لتجميل صورة الإخوان بعد أن كشف ما حدث أنها جماعة تلعب على كل الحبال وتمارس السياسة بطريقة لا أخلاقية أملا في الوصول لأقصى مكاسب ممكنة لها ولفصيلها.

[ad_2]