غسان كنفاني

NOURALDEAN

قمر المنارة
رد: غسان كنفاني

الله يرحمه ويرحمنا
أخي شموخ طرحك عن غسان كنفاني
من الأشياء التي تكون لها بصمة في تاريخنا
العربي المجيد
وكل شخص أيضا ً يجب أن نذكر به
فهم تاريخنا
كل الشكر لك اخي شموخ على هاذا الموضوع
وشكرا ًأيضا ً لأخت سارة لمجهود التي تبذله
في الإنتقاء
بوركت جهودكما
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

الله يرحمه ويرحمنا
أخي شموخ طرحك عن غسان كنفاني
من الأشياء التي تكون لها بصمة في تاريخنا
العربي المجيد
وكل شخص أيضا ً يجب أن نذكر به
فهم تاريخنا
كل الشكر لك اخي شموخ على هاذا الموضوع
وشكرا ًأيضا ً لأخت سارة لمجهود التي تبذله
في الإنتقاء
بوركت جهودكما

أشكرك على هذا المرور الرائع اخي نور الدين
هكذا انسان لا نستطيع الا ان تذكره دائما
فهو رمزٌ لا ينسى بسهولة
شكرا لك مرة اخرى
تحيتي واكثر ’،’
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

بيروت3/نيسان1967




يا غادة!

تلقيت رسائلك جميعا، ولم يؤخرني عن الجواب إلا ذلك الغرق المخيف في أشغال لا نهاية لها توجها مؤتمر الكتاب الأفرو آسيوي الذي عقد هنا خلال الأسبوع الماضي وشغلني من الفجر إلى النجر..كان اسمك في قائمة الكتّاب الذين يمثلون سوريا وكنت أقرؤه كل يوم ، وأقول مثلما قلتِ في إحدى رسائلك: إن ما يدور مفجع حقاً!

وعبر هذا الازدحام الذي لا مثيل له أنهمك كالمصاب بالصرع في كتابة المسرحية التي تحدثنا عنها في السيارة ذات يوم ، ذات ليلة..إنني أستشعر وأنا أكتبها طعم صوتك وبريق عينيك الإلهيتين في تلك الليلة النادرة التي كناها معاً ( أواه كم كان ذلك نادراً ومفاجئاً وقصيراً!) وأحس كفيك على جبيني المحروق تستحثني مثلما يستحث المهماز خاصرة الأصيلة . أسميتها "حكاية الشيء الذي جاء من الفضاء وقابل رجلاً مفلساً" وأمس اقترحت لنفسي عنواناً آخر: "النبي والقبعة" على أساس أن القبعة تستر رأس الرجل من الخارج والنبيّ يستره من الداخل..ومازلت في حيرة ، ولكن المسرحية تمشي على ما يرام . إنني أكتبها لك!

لنعد إلى رسائلك الرائعة ورسائلي "المفجعة" ..أجل ، أيتها الشقية، أنا غاضب ومهرق ومطعون..كنتِ تلك الليلة مريعة. آخر ليلة .كنتِ مثلما أردتك دائماً معي وحدي ولكنك لم تكوني معي، وكان هو وكنتِ سعيدة إلى حد زلزلني صوتك الضاحك وفتح في رئتيّ جرحاً ما زلت أحس نزيفه يبلل قميصي: لقد عملتُ في المكتب مثل كلب لاهث ، ألغيت، لأول مرة في حياتي ، دعوة كنت وجهتها لصديق مسافر في اليوم التالي وركضت إليكِ: لا إن ذلك لا يحتمل.

وأمس فقط وصلتني رسالتك التي يقول أولها غسان ويأتي توقيعك في آخرها وبين هذين القلبين السياميين فراغ ثقيل يملؤه البياض : أبغض الألوان إليّ. وفكرت أن أملأ ذلك الفراغ. أن أكتب عنك لنفسي شيئاً . أن أجيب على هذا السؤال الذي طرحته ورقتك البيضاء في وجهي: مالذي أريد أن تقوله لي؟ قلت :سأكتب "أنا لك" ولكن ذلك – حتى ذلك- لم يكن يكفي . قلت سأكتب : " أحبك وأريد أن.." أريد ماذا؟ وعدت فقرأت رسائلك جميعاً وأنا أرتجف ..آه يا غادة..أيتها الشقية التي لم ترتطم إلا بالشقيّ !

دونك أنا في عبث . أعترف لك مثلما يعترف المحكوم أخيراً بجريمة لم يرتكبها وهو في طوق المشنقة ، كي يبرر لنفسه نهاية لا يريدها.

أنا أعرف أنك لن تعودي إلى هنا . كنت أعرف ذلك منذ البدء ، تماماً حين كنتِ، بذكائك الذي يخونك حين تكذبين ، تقولين لي كم سيكون مستقبل علاقتنا مستقراً ...وكنتُ أبكي بتلك الدموع المروّعة (التي لا تُرى) مرتين: مرة لأنك ستمضين ومرة لأنك تشكّين برأسي!

وكيف حالك الآن؟ كم صار سُمك الغبار الذي راكمته لندن فوق وجهي ؟ أما أنتِ فقد دخلت إلى عروقي وانتهى الأمر ، إنه لمن الصعب أن أشفى منك.

لقد كانت رسائلك رائعة وحادة . حمّلني عذابُك ولؤمك ثقل المسؤولية والشعور بالذنب ولكن ذلك لم يكن له علاقة بالاقتناع : إنني أريدك وأحبك وأشتهيك وأحترمك وأقدس حرفك.. ولست أقبل تلوين ذلك بأي طلاء أو وضعه في صيغ التحفظ . لا. لست عاجزاً عن إعطاء أكثر مما أعطيت ولكنك دائماً –أنتِ- التي كنت عاجزة عن الأخذ . كنت تحسبين نبضي ونبضك على جدول اللغريتمات ، كنت تختارين مني أسوأ ما فيّ وتمزجينه مع ما اخترتِ من أسوأ تجاربك، وكانت الحصيلة قزماً توقعتِ منه أن يدخل فرحاً إلى غرفة أنت فيها بملابس النوم مع رجل آخر ، عشية غيابك،! لقد قتلتِ فيّ الرجل لتعبدي وهماً ليس أنا..ووجدتِ في اندفاعي فرصتك لتريْ كيف تستطيعين تعذيبي

وكيف حالك الآن؟ كم صار سُمك الغبار الذي راكمته لندن فوق وجهي ؟ أما أنتِ فقد دخلت إلى عروقي وانتهى الأمر ، إنه لمن الصعب أن أشفى منك.


لقد كانت رسائلك رائعة وحادة . حمّلني عذابُك ولؤمك ثقل المسؤولية والشعور بالذنب ولكن ذلك لم يكن له علاقة بالاقتناع : إنني أريدك وأحبك وأشتهيك وأحترمك وأقدس حرفك.. ولست أقبل تلوين ذلك بأي طلاء أو وضعه في صيغ التحفظ . لا. لست عاجزاً عن إعطاء أكثر مما أعطيت ولكنك دائماً –أنتِ- التي كنت عاجزة عن الأخذ . كنت تحسبين نبضي ونبضك على جدول اللغريتمات ، كنت تختارين مني أسوأ ما فيّ وتمزجينه مع ما اخترتِ من أسوأ تجاربك، وكانت الحصيلة قزماً توقعتِ منه أن يدخل فرحاً إلى غرفة أنت فيها بملابس النوم مع رجل آخر ، عشية غيابك،! لقد قتلتِ فيّ الرجل لتعبدي وهماً ليس أنا..ووجدتِ في اندفاعي فرصتك لتريْ كيف تستطيعين تعذيبي !

وكان عليك أن تتوقعي ما حدث : لم أصدق قط أنك ضد أخذ العلاقة إلى مداها . أنت امرأة حقيقية حتى كعب حذائك وقد عرفتُ ذلك. إذن ما الذي كان يرغمك على بناء جدار الجليد ؟ رجل آخر؟ مزيداً من الذل؟ أمور أكثر تعقيداً ؟ لماذا لم تعتقدي لحظة أنني قد آخذ من هذه الاتهامات متراساً أصد به الرماح التي كانت تنال من رجولتي ورغم ذلك: انظري ما الذي ضيّعناه! انظري ! عام كامل من المشي على الزجاج المطحون لماذا؟ من المسؤول؟ كيف تريدين أن أتصرف ؟ هاك دواء يصلح للتحنيط، ضعيه في عروقي واجعلي مني شطرين أسند رف كتب تافه في غرفة لك، لا أعرف من فيها!

تريدين أن تقولي لي أن روعة علاقتنا كانت في أنها لم تكن؟إنني لا أصدق . ولست أريد أن أصدق. إنني لا أقيس جسدي بصيغ التهرب والخذلان ، وأقول لك: اليوم وغداً وإلى الأبد أنك أهنتِ فيّ ما أعتز به أكثر مما كتبت وأكتب وسأكتب.

يبدو أننا سنتشاجر مرة أخرى..ولكن أرجوك يا غادة. اجلسي لنفسك قليلاً واستعيدي ما فعلته بي عاماً كاملاً ، كان الصمت أكثر من الكلام. كان البعد أكثر من القرب. كان الوهم أكثر من الحقيقة . كان الرفض أكثر من القبول. كان التحايل أفظع من المواجهة...لقد حرصتِ مثلاً في الأيام الأخيرة على المطالبة بأسطواناتك بانتظام وبإصرار، ولكنك أبداً لم تفكري بكم أحتاج لآلة التصوير ولأسطواناتي..وسافرتِ دون أن تكترثي! إنها تلخص شيئاً أكبر من مجرد هذه الأشياء : لو فكرتِ قليلاً. لو عدلتِ. لو أعدتِ بينك وبين نفسك تقييم ما كنتِه لي وما كنته لك ...لو عرفت أنني في عام كامل كنتُ دائماً عندك ولك!

يا حبيبتي الشقية..ما الذي يبقى ؟ ما قيمتي الآن دونك وما نفع هذا الضياع ونفع هذه الغربة؟ لم يكن أمامنا منذ البدء إلا أن نستسلم : للعلاقة أو للبتر، ولكننا اخترنا العلاقة بإصرار إنسانين يعرفان ما يريدانه..لقد استسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلوة ومصيرها المعتم والمضيء وتبادلنا خطأ الجبن: أما أنا فقد كنت جباناً في سبيل غيري ، لم أكن أريد أن أطوّح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إليّ قط مثلما طوّح بي العالم القاسي قبل عشرين عاماً، أما أنت فقد كان ما يهمك هو نفسك فقط.. كنت خائفة على مصيرك وكنتُ خائفاً على مصير غيري، وقد أدى الارتطام إلى الفجيعة لا هي علاقة ولا هي بتر ..أتعتقدين أننا كنا أكثر عذاباً لو استسلمنا للقطيعة أو لو استسلمنا للعلاقة؟ لا!

أما أنا فأريد العلاقة . ذلك " الاستسلام الشجاع" لحقيقة الأشياء ...تحدثتِ أنتِ عن " أكثر الميتات كرامة" ..هل تقولين أينها؟ في العلاقة أم البتر؟ قولي شيئاً بحق الشياطين!

سأظل أكتب لك. سأظل .وسأظل أحبك. وستظلين بعيدة..وستظل قدمي تنتفض باتجاه مكبح السيارة كلما مررت في رأس النبع وشهدت سيارتك واقفة هناك على الرصيف ..أنتِ تسكنين فيّ .أنتِ. وليس "كلماتك" كما كتبت لي.أنتِ ‍


..لكِ


غسان كنفاني

__________________

 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

اشكركِ سيدتي على هذه الاضافة القييمة
بارك الله بجهودك المبذولة
مودتي لكِ ’،’
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

غسان كنفاني أحد أهم أعلام الأدب النضالي الفلسطيني ..
و أنا أعتبر أن القلم هو سلاح يخيف الاسرائليين أكثر من البندقية..
لأنهم يخشون أكثر من الأسلحة التي تحركها العقول ..
الجانب العاطفي في حياة الأديب هو الركن البعيد الذي تتبلور فيه أفكاره

و هواجسه الأولى لبدء الكتابة..
وهو أيضا ملاذه الإنساني من واقعه الذي يكون عادة غير متوافق
مع حالته الشعورية ..
و حين يصبح هذا الملاذ بؤرة جديدة من العذاب -
وهذا حتمي في معظم الأحيان-
أزعم حينها أنه يبدأ بالارتقاء بعطائة الفكري على الورق ...
رحمك الله ياغسان

سارة الغالية ’،’ أشكرك على مجهودك الكبير المبذول هنا
مودتي ’،’
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

غادة..

لست أعرف ماذا يتعين عليّ أن أكتب لك..لقد أرسلت لك رسالة مطولة منذ أسبوع ، ومع ذلك فرسائلك تقول أنك لم تتسلمي شيئاً ، وأنا أشعر بالذنب، وأخشى أن تعتقدي للحظة أنني ألعب دوراً ، أو أن نبضي لك قد أخذ يخفق في فراغ، أو أنه صمت ، أو أنه اتجه نحو مرفأ آخر: دونك أيتها الغالية لا شيء ولا أحد ..وغيابك – ليكن من يكن الذي سيختاره – لن يعوض.. بعدك مستحيل. دونك لا شيء ولكن غيرك غير ممكن.

أنت في جلدي، وأحسك مثلما أحس فلسطين : ضياعها كارثة بلا أي بديل ، وحبي شيء في صلب لحمي ودمي ، وغيابها دموع تستحيل معها لعبة الاحتيال.

لقد وقع الأمر ، ولا فرار..العذاب معك له طعم غير طعم العذاب دونك ، ولكنه ، عذاب جارح ، صهوة تستعصي على الترويض.

إنني أكره ما يذكرني بك ، لأنه ينكأ جراحاً أعرف أن شيئاً لن يرتقها. أنا لا أستطيع أن أجلس فأرتق جراحي مثلما يرتق الناس قمصانهم...ويا لكثرة الأشياء التي تذكرني بك : الشعر الأسود حين يلوّح وراء أي منعطف يمزّع جلدي ، النظارات السود ما تزال تجرحني....السيارات ، الشوارع ، الناس ، الأصدقاء الذين تركتِ على عيونهم بصماتك ، المقاعد ، الأكل ، الكتب ، الرسائل ، المكتب ، البيت ، الهاتف ، كل ذلك ، كله..هو أنت ، وقبله : أذكرك طالما أنا أنا..وحين أنظر إلى كفيّ أحسك تسيلين في أعصابي..وحين تمطر أذكرك ، وحين ترعد أسأل: من معها؟ وحين أرى كأساً أقول : هي تشرب؟ ثم ماذا؟

لقد صرت عذابي ، وكتب عليّ أن ألجأ مرتين إلى المنفى ، هارباً أو مرغماً على الفرار من أقرب الأشياء إلى الرجل وأكثرها تجذراً في صدره : الوطن والحب .

وإذا كان عليّ أن أناضل من أجل أن أسترد الأرض فقولي لي: أنت ِأيتها الجنية التي تحيك، كل ليلة ، كوابيسي التي لا تحتمل ..كيف أستردك؟

أقول لك ، دون أن أغمض عينيّ ودون أن أرتجف : إنني أنام إلى جوارك كل ليلة، وأتحسس لحمك وأسمع لهاثك وأسبح في بحر العتمة مع جسدك وصوتك وروحك ورأسِك ، وأقول وأنا على عتبة نشيج : يا غادة يا غادة يا غادة...

وأغمض عينيّ.

__________________
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: غسان كنفاني

شكرا لأثراء الموضوع بكل مشاركاتك سارة
يعطيكِ الف عافية ’،’
 

مواضيع مماثلة

أعلى