د. مصطفى عابدين

عدي

كاتب جيد
الحياة لا تخلو من المشاكل .. هذه العبارة صحيحة إلى أبعد الحدود .. وقد قالها من سبقونا .. وسيقولها من سيأتون بعدنا .. وإلى أن تقوم الساعة .. وسنحاول هنا أن نتلمس طرق حل المشكلات مع تسليمنا الكامل بأن جميع المشاكل ليست واحدة وقد لا تصلح كل الحلول لكل المشكلات .. ولكن هناك عموميات تصلح كأساس لحل كل المشاكل وتلك التى سنبدأ بها .

أول تلك العموميات هو الوقاية منها وذلك بتجنب المشكلة وعدم انتظار حدوثها .. ويكون ذلك بتجنب الأسباب ما دامت معلومة لدينا .. وفى نفس الوقت من الأفضل علاج الأسباب قبل علاج النتائج .. أو مثلما يحدث فى مجال الطب .. فإذا كان لديك مريض يعانى من ارتفاع فى درجة حرارته نتيجة التهاب اللوزتين .. فلن يجدى الأمر شيئ إذا ما حاولت خفض درجة الحرارة فقط دون إعطاء علاج فعال لعلاج اللوزتين .. وهكذا بالنسبة لعموم مشكلات الحياة يجب علينا أن نعالج أسباب المشكلة والأفضل من ذلك بالقطع هو تجنب حدوثها .

الأساس الثانى لحل المشاكل بشكل عام هو التفكير الهادئ والحكمة .. فالشخص المتسرع أو الأهوج أو حتى المضطرب لا يمكنه التفكير بطريقة متزنة توصله إلى حل ناجع .. بل على العكس فإن تفكيره المشوش قد يورده مورد التهلكة ..

الأساس الثالث .. ويصلح فى معظم الحالات – وليس كلها – يفضل الاستعانة بشخص حكيم وعاقل يستطيع تفهم أبعاد المشكلة والمساهمة فى إيجاد حل أو حلول لها ولاسيما لو كان هناك أطراف كثيرة .. وفى هذا قال القدماء أن عقلا إلى جوار عقلك أفضل من عقلك وحدك .. ولا ننسى مقولة .. أصاب من استشار .. أما المشاكل العاطفية والحميمية فيجب عدم إقحام أطراف أخرى فيها إلا بحذر وروية شديدين حتى لا تزداد الأمور سوءا .

ومن عموميات حل المشاكل أيضا .. اختيار الوقت المناسب والظروف المواتية لحل المشاكل فقد يكون الوقت غير المناسب سببا فى تعقيد المشكلة بدلا من حلها وهنا يجدر تأجيل الأمر إلى وقت آخر .. وفى بعض الأحيان يكون مرور الوقت نفسه هو الحل لبعض المشاكل .

والأهم من كل ما سبق – عند محاولة حل المشاكل بشكل عام - هو مراعاة عقلية ونوعية تفكير ونفسية الطرف أو الأطراف الأخرى للمشكلة والحرص على مخاطبة الناس على قدر عقولهم .. فالسيدات تختلفن عن الرجال .. والشباب تختلف عقلياتهم بلا شك عن الشيوخ .. وقد تكون المشكلة مع شخص من الأذكياء أو المتعلمين فسيكون الأمر جد مختلف عن الناس البسطاء أو غير المتعلمين .

ومن أوجه الاختلاف بين الناس هو الثبات الانفعالى لدى من قد تواجهنا معهم مشكلة .. فالشخص الهادئ لا شك يحتاج إلى طريقة مختلفة فى التعامل معه عن تلك التى يجب أن نتعامل بها مع الشخص العصبى أو الانفعالى أو السريع الغضب .

كلمة أخيرة .. فى جميع الأحوال لا تتخلى أبدا عن شيئين .. التريث والهدوء .. وسيكون ذلك هو بداية الضوء الذى سينيره الله لك لترى عن طريقه الحل المناسب الذى سيعيد لك الطمأنينة ويذهب عنك الحزن .

وإلى لقاء قادم نسلط فيه المزيد من الضوء على الطرق المختلفة لحل المشاكل بحول الله .
 

مواضيع مماثلة

أعلى