الجمعية الإسلامية – حيفا

عطر الجنه

كاتب محترف
تأسست في حيفا* سنة 1919 برئاسة الشيخ محمد مراد* وعضوية مجموعة من علماء حيفا ووجهائها البارزين، وفي مقدمتهم: أحمد الإمام*، عبد الله الماضي، عبد الله مخلص، رفعت الصلاح، وأبو علي دلول، ورشيد الحاج إبراهيم الذي انتخب رئيساً للجمعية بعد وفاة محمد مراد. وكان للجمعية حضور في الساحة الفلسطينية من 1920 – 1948، فقد مثلها تسعة أعضاء في المؤتمر العربي الفلسطيني الثاني المنعقد في القدس* 1920*، والمؤتمر الثالث المنعقد في حيفا 1920*، كما شاركت في المؤتمر الرابع 1921*، والخامس 1922*، والسابع 1928* وغيرها من المؤتمرات.
وكان للجمعية الإسلامية دور ونشاط في توجيه الناس إلى الخير وجمع التبرعات للمحتاجين. وكان من أبرز الأنشطة التي قامت بها عملية محاربة الفساد في حيفا، إذ قامت سنة 1947 بتطهير المدينة من البغاء السري والعلني الذي انتشر انتشاراً واسعا بتشجيع من البريطانيين واليهود – فقامت الجمعية بتجهيز ثلاثمائة شاب مسلم، وهاجموا دور الفساد. وحاول الجنود البريطانيون مقاومة هذا العمل بالقوة لكن التضامن والإصرار الشعبي على محاربة الرذيلة حال دون ذلك فعادوا إلى ثكنائهم. ثم قامت الجمعية بمساندة قناصل الدول العربية بإرسال البغايا إلى بلادهن، وخصصت مبالغ لتصرفها على النساء اللاتي ليس لهن أهل أو بلد، وزوجت ما يزيد على خمسمائة منهن وتكلفت بالانفاق على كثير منهن. وكان من نتيجة ذلك أن ازداد إقبال الناس على الجمعية الإسلامية التي كانت بطبيعتها مشرفة على كافة شؤون البلدة من أوقاف ومعارف ومدارس ومستوصفات ومصالح دينية واجتماعية. وقد نتج عن هذا النشاط أن أغلقت الخمارات والمراقص ودور الميسر وقضي على تجارة الرقيق الأبيض “البغاء”.
وفي عام 1948م، انفردت مدينة حيفا بتجربة سياسية مختلفة عن غيرها، فقد دعت الجمعية الإسلامية إلى عقد مؤتمر عام لرجال المدينة إثر إعلان حكومة الانتداب عزمها على الانسحاب من فلسطين، وقد لبى الدعوة مندوبو الجمعيات والنوادي والشباب المثقف ومندوبو العمال والقرى المجاورة واتخذ المؤتمر القرارات التالية: أن تعلن “الهيئة العربية العليا*” نفسها حكومة عربية على فلسطين بدلاً من حكومة الانتداب التي أعلنت تخليها عن الحكم، وأن تشكل حكومة محلية في كل مدينة تكون تابعة للحكومة المركزية، وأن تقوم هذه الحكومة بالمحافظة على الأمن الداخلي وحماية حقوق الناس وأرواحهم، وغير ذلك من الأمور الضرورية حتى لا يقع الناس في فوضى، وأن تعلن التعبئة العامة والخدمة العسكرية في البلاد. وفي نهاية المؤتمر أعلن رئيس الجمعية أن الجمعية الإسلامية تعتبر نفسها الحكومة العربية المسؤولة عن حيفا وتابعة للهيئة العربية العليا، ثم أرسلت الجمعية الإسلامية مقررات المؤتمر إلى رئيس الهيئة العربية العليا، وكان حينذاك في لبنان. وكان جواب الهيئة بأنها لا تستطيع تنفيذ هذه المقررات لأنها سابقة لأوانها، ولأن الدول العربية أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن البلاد.​
 

مواضيع مماثلة

أعلى