الدكتور اس او اس
كاتب جديد
- إنضم
- 6 أكتوبر 2014
- المشاركات
- 95
- النقاط
- 521
حليب السباع والهامبرجر
ولكن هل العلة بالأولاد أم بالآباء والأمهات ؟
قديماً كان يولد الطفل العربي ولادة طبيعية ويعيش ويترعرع كطفل عربي .... أما الآن الطفل العربي منذ الحمل وحتى الولادة على الطريقة الحديثة وبعدها نتفاخر بتربيته تربية حديثة إما على النمط الأوروبي أو على النمط الأمريكي ، وبذلك نجد أن كل جيل من الأجيال يقترب رويداً رويداً ليتشابه مع الطفل ألأوروبي أو الأمريكي الذي أصبح مثالاً لنا بكل شيء ، والسبب أننا نتبجح بأنا منفتحون ومثقفون ونواكب العصر.
وبعد أن يشتد عود الولد أو البنت نطالبهم أن يكونوا شبابا عربي شجاع غضنفر خلافاً للشعوب الجبانة المخنثة.
والأغرب من كل ذلك أن المجتمع منقسم على نفسه فهذه الفئة هي إحدى أوجه العملة ،والوجه الآخر .... لا يقبل بأي جديد ويتشبث بالعصر الجاهلي .... فلا يرضع أولاده إلا حليب السباع ، ويعلمه على الخشونة .... حتى إنه لا ينادي على ابنه إلا بألقاب مثل ( يا جحش ) خوفاً من أن يشعر الولد بالدلال الزائد ويصبح أحد المخنثين.
تصوروا أن الأطفال من الفئتين يختلطون بمدرسة واحدة .... الذي تربى أنه جحش والثاني نصف المخنث !
الأول قومي عربي يشتم ما يسمى بالكيان الصهيوني والثاني ( غايب طوشه) كما يقولون ، في عالم آخر لا يهتم غير ما يعرض على فضائيات الهشك بشك وإذا أراد الثقافة نقل على قنوات الأبراج والرسائل القصيرة .
وتصوروا بعد أن يكبر هؤلاء الأطفال ، وليثبتوا أنهم أصبحوا كبار وقرروا أن يشتركوا في مظاهرة ، طبعاً دون موافقة السلطات الرسمية للبلاد .... وهذا ينطبق على الشرق والغرب والشمال والجنوب.
الجحش كبر وأصبح حمار ، والحمار بطبعه عنيد وصبور ويريد أن يثبت أنه أصبح إنسان وله حقوق ولا يعلم كيف يعرضها ،والثاني المدلل أصبح نصف مخنث ، ويريد أن يعرض قضيته ويدافع عن فكرته بأن للمخنثين والمثليين حقوق.
فيقوم أمير الشرطة بإعطاء الأوامرللحرس والجُند (عفواً للمرتزقة)برميهم فيغياهبالسجون.
عندها فقط يعرف الأول بأنه كان فعلاً جحش .... والثاني أن زيادة الدلال والتربية الحديثة الغير مدروسة التي لا تناسب مجتمعاتنا أوجدت أمثاله.
وعندها يبدأ جيلنا نحن اللذين ولدنا قبلهم بسنين وربيناهم نبدأ بالتذمر والسخط على هذا الجيل.
وأعجب من العجيب أن سجوننا تختلف عن سجون العالم كله، لا اعني بأساليب التعذيب والقهر والمعاملة .... رغم كلّ هذا وأكثر .... عندما يخرج هؤلاء من السجن ترى العجب العجاب .... ترى رجالاً بمعنى الكلمة وقد زالت عنهم الصفات السابقة .... أليست سجوننا مختلفة؟
الفضل في هذا لا اعزيه لا للسجن ولا للسجان ....
الفضل كله لديننا الحنيف .... أكثر وقت يتذكر ابن آدم خالقه عند الضيق .... وفي ضيقهم وعزلتهم يناجون ربهم ، ويعودون للفطرة التي فطروا عليها .... عندها تعود لهم الرجولة والإنسانية.
وهل سنظل بسبات عميق أم نستيقظ ونكتشف إن أزماتنا وتخلفنا لا علاقة لها بالحمير ولا بالجنس الثالث بل هي في أدمغتنا .... العلة إن لم نكن حمير .... هي في عقولنا نحن الآباء .... لأن عقولنا ما زالت تعمل على الجلّة ( هي روث الدواب مخلوط بالتبن وكان يستعمل كوقود قبل الغاز والكهرباء) ، والمتحضر من عقولنا يعمل على الفحم الحجري.
فهل نصل للمعادلة اللازمة وهل نعود لديننا الحنيف ونكون أمة وسط ،نستفيد من الجيد وننبذ الغث كما هو ديننا الحنيف.
ومالنا غيرك يا رب.
16/11/2014 م