دعاء

VIP

رد: اسماء الله الحسنى 13 الودود


تكلم مع الودود سبحانه وتعالى وأنت مستلقي على فراشك، واشتكي إليه واستشعر قربك منه، فهذه عبادة رقيقة جداً، وما إن تفعلها إلا وتجد حلاوة في قلبك عجيبة، هذه الحلاوة تعرف أنها من الودود سبحانه وتعالى.

لكم هو جميل أن نتذوق حلاوة الامان ونحن نوقن أن الودود على تواصل بنا .
ولكم يؤلمني كثيرا هدا الدعاء كلما قرأته فأشعربمدى المعاناة التي تلقاها سيد الخلق في سبيل هده الرسالة . فداك روحي يا رسول الله
( اللهم إني أشكوا إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي. إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي....)
عزيزتي سوندا شكرا مرة أخرى على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك
تقبلي مروري
 

ابو شيماء

سيف الحق
رد: اسماء الله الحسنى 13 الودود

جزاك الله خير الجزاء
أختي سوندا
وجعل ماقدمتي في موازين حسناتك
 

SONDA

كاتب جيد جدا
اسماء الله الحسنى 14 المجيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(اسم اللهالمجيب)

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اسم اليوم كله أمل، وطمأنينة، وفرحة، واستبشار، كله مزيد من الحماسة والعبادة والإقبال خاصةً عبادة الدعاء، اسم اليوم اسم الله المجيب )...إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:61)، كلمة (فاستجبنا) تتكرر في كثير من سور القرآن وهناك الكثير من الأدعية في القرآن ليعلمك الله أن تدعو بها وأن تسأله بها. هذا الاسم مناسب في رمضان وفي العشر الأواخر، لأن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد، المجيب له معك في رمضان علاقة خاصة، ولك مع المجيب في العشر الأواخر علاقة أخص، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) فكلمة (لا ترد) تدل على أنها فعلا لا ترد، أيضاً إن أشهر آية في إجابة الدعاء جاءت في وسط آيات الصيام )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...) (البقرة:186)، أيضا إن ليلة القدر دعاءها مستجاب فلك ثلاثة أشياء مع المجيب في رمضان وفي العشر الأواخر لذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلميُعدون لرمضان وللحج دعوات محددةويلحون عليها كل رمضان وكل ركعة وكل سجدة ويلحون عليها إلحاحاً شديداً، يقولون: فوالله لا يأتي رمضان القادم إلا وقد أجاب الله لنا ما دعوناه بها.
تعريف اسم المجيب:
الذي يقابل مسألة السائلين بالإجابة والعطاء، المجيب الذي يجيب دعوة السائلين. لولا أنه يريد أن يستجيب لك لما أنطق لسانك، إذا نطق اللسان بالدعاء فاعلم أن المجيب سبحانه وتعالى يريد أن يعطيك ومن هنا معنى أخر للمجيب وهو الذي يقذف في قلوب الداعين وألسنتهم الدعاء، الأولى يقابل طلبك بالإجابة والثانية هو الذي قذف في قلبك. المعنى الأول القريب السهل تدعي يستجب لك والمعنى الثاني الأجمل هو الذي يقذف في قلبك: ادعوني.
ولذلك سيدنا عمر بن الخطاب يقول (أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فمتى أُلهمت الدعاء عرفت أن الإجابة معه) فهو مطمئن للإجابة وسيدنا علي يقول (لو قيل لي يوم القيامة سنترك حسابك لأبيك وأمك لرفضت لأن الله سيكون أرحم بي من أبي وأمي) فهذا يعرف الرحيم يعرفه عن قرب ويقول شخص أخر(لأنا أشد خشية من أن أُحرم الدعاء من خشيتي أن أُحرم الإجابة) فالمجيب لو أنطق لساني بالدعاء عرفت أن الإجابة معه، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من فُتح له باب الدعاء فُتح له باب من أبواب الرحمة) فالمعنى الأول الذي يستجيب دعاء السائلين والمعنى الأجمل الذي يقذف في قلوب السائلين وألسنتهم أن يلجؤوا إليه بالدعاء فيستجيب لهم فهو الذي ألهم وهو الذي يستجيب.
ملاحظات عن اسم الله المجيب:
المجيب لم يحدد موعد للدعاء، متى طلبتني وجدتني، فلو ميعاد الإجابة كان في وقت محدد من اليوم فسيكون هناك صعوبة، أيضا تخيل لو موعد الدعاء بين البشر كان بالترتيب فسيكون أيضاً هناك صعوبة فالمجيب سهل عليك الأمور، ترفع يديك تدعوه أو بدون أن ترفع يديك، بلسانك أو بدون لسانك، بدون أن تحرك شفاك، تدعوه من داخلك، بدون أن تنطق، المجيب معك في كل وقت وحين، المجيب يُعَرِّفك على باقي أسماء الله الحسنى، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) لأنك ربما أثناء الصلاة أن لا تشعر بالعبودية، أيضاً ربما وأنت تزكي لا تشعر بالعبودية، وكذلك وأنت صائم ربما لا تشعر بالعبودية لأنك اعتدت على الصيام ولكن لا يمكن أن ترفع يديك تدعوه وأنت لا تشعر أنك عبده، فمعنى أن رفعت يديك ودعوته فأنت أقررت بأسمائه الحسنى، وأقررت أنه العظيم وأنه القوي وأنه الذي بيده الأمر وأنه الملك وأنه السميع وأنه البصير، فمعنى أنك لجأت للمجيب فأنت أيقنت جميع أسمائه الحسنى.
أيضا أنت مع المجيب تعرف عظمة السميع البصير لأن المجيب يدعوه آلاف وملايين في نفس اللحظة فسبحانه الذي لا يشغله سمع عن سمع، فمثلا أحياناً يتحدث إليك شخص ثم يأتي شخص أخر يريد أن يتحدث معك فتقول له: أن ينتظر لأنك تسمع الشخص الأول، فلله المثل الأعلى يدعوه الآلاف والملايين في نفس اللحظة وكل شخص منهم يعلم أن الله يسمعه، لا يمكن أن يتضايق شخص من شخص أخر يدعوه لأنك موقن أن المجيب سميع بصير وأن المجيب لا يشغله سمع عن سمع فلا تختلط عليه الأصوات، فالحديث الجميل (يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) اسم يعرفك على باقي أسماء الله الحسنى ويحببك في باقي أسماء الله الحسنى ويعرفك عظمة الله وأنه سميع وبصير فصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو العبادة، المجيب ينفق على عباده بسخاء)... بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ...) (المائدة:64).
المجيب يحب الملحين، الإنسان لو ألححت عليه يمل فلله المثل الأعلى الله يحب الملحين في الدعاء فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب الملحين في الدعاء) لأنك كلما تلح تحقق العبودية أكثر وتؤكد أن ليس لك شخص أخر غيره، أيضا المجيب قد يضطرك للظروف لأنك لم تدعوه منذ فترة فيضطر المريض إلى المرض لكي يرفع يديه ويقول يا رب اشفني ويضطر الناس إلى المصائب ليعودوا إليه ويعرفوه بعبوديته باسمه المجيب، يضطر السفينة إلى الغرق ليرفعوا أصواتهم في قلب البحر ويقولوا أغثنا أغثنا، يضطر الإنسان في الصحراء ليتوه ويقول يا رب أغثني أغثني، يضطر كل الأمة للضعف لترفع أيديها وتعلم أنها مأمورة لله وتقول يا رب أغثنا أغثنا، المجيب يدعوك أن تذهب إليه.
المجيب في القرآن دائماً يأتي مع اسم القريب)... إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:61)، أقرب ما يكون العبد لربه وهم ساجد فأكثروا الدعاء ) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ...) (البقرة:186) لماذا؟ أنت لا تدعو من هو بعيد عنك بل أنت تدعو القريب، فهو قريب لا يحتاج منك أن تشرح له مشكلتك أو ما تريده فهو يعلم ما تريد لأنه قريب، أيضا تدعوه بلا خجل وبلا شرح لأنه قريب فأنت لا تحتاج أن ترفع صوتك في الدعاء لأنه يعلم ما في الصدور، فالله أقرب لك من أي شخص في الدنيا فهو أقرب إليك من أمك ومن أبوك ومن أولادك فهو أقرب إليك من كل هؤلاء، )وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (قّ:16)، )يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن:29) البذرة تدعو الله أن ينميها، الحوت في قاع المحيط يدعو الله أن يرزقه، النملة تدعو الله أن يعطيها فكل الكون يذهب إلى المجيب، ويحبك أن تسأله في كل الأمور حتى أصغر الأمور فالنبي صلي الله عليه وسلم يقول إذا ضاع شئ: (اللهم يا جامع الناس ليوم القيامة اجمعني على ضالتي) يحبك أن تسأله في كل شئ في حياتك، من عظائم الأمور إلى أقل الأمور، فمثلاً ذهب شخص غنى إلى شخص فقير وقال له: لا تذهب إلا إليَ ولا تذل نفسك لشخص أخر فأنا مسئول عنك ولله المثل الأعلى.
آيات وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف المجيب سبحانه وتعالى:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم ونزل قول الله تعالى )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...) (البقرة:186) فهذا السؤال سهل على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجيبه ولكنه لم يجيب لأن هذا السؤال لا يجيب عنه إلا الله سبحانه وتعالى لكي تعرف أن العلاقة مباشرة منك إليه ومنه إليك.
كل الآيات الأخرى التي فيها (إذا سألك) يجب أن تكون فيها كلمة (قل) فمثلا )وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ ... ((البقرة:222)، )يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ ...) (البقرة:217)، )يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ ...) (البقرة:219)أما المرة الوحيدة التي لم تأتي بها كلمة (قل) ففي هذه الآية )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان) لأن العلاقة قريبة جداً، أيضا قال (الداع) ولم يقل المؤمن أو العابد وأيضا قال (إذا دعان) فالأمرعندك، وقال الله تعالى )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)فلم يقل (وقال ربكم ادعوه يستجب لكم) فالعلاقة مباشرة وقريبة والذي لا يدعو الله مستكبر لأنك ليس لديك سوى الله أن تدعوه، (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (لأعراف:55)، )وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (لأعراف:56).
حديث النبي (الدعاء هو العبادة) أيضاً (ليس شئ أكرم على الله من الدعاء) أيضاً (من لا يسأل الله يغضب عليه) أيضاً (لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد) فأنت معك سلاح خطير سلاح اسمه الدعاء لأن ربك اسمه المجيب فالحديث جميل (إن الله حيى كريم يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يردهما صفراً خائبتين)، (يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ينادي من يدعوني فاستجب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) ، الكريم يعطي دون أن تسأله فكيف لو سألته وبكيت وتذللت وألححت عليه، كلما تستشعر باسم المجيب كلما تكون الإجابة قريبة.
العجيب أن إجابة الدعوات في القرآن دائما تأتي مع الدعوات المستحيلة لكي تطمئن، فتتبع كلمة (فاستجبنا له) لابد أن يكون قبلها دعوة صعبة جدا في وجهة نظر البشر فمثلا سيدنا إبراهيم جاء هذا المكان ولم يكن هناك أي شخص أو أي زرع فقال )وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ...) (البقرة:126) وفي الآية الأخرى (...فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (ابراهيم:37) فهذا المكان يدل على المجيب سبحانه وتعالى فهل سيدنا إبراهيم كان يتخيل أن هذا المكان سيساق إليه الملايين صيفا وشتاءا والأرض كلها تتمنى وتحاول لكي تأتي إلى هذا المكان وبئر زمزم لا يتوقف حتى الآن.
أيضا سيدنا زكريا )إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً) (مريم:3) يدعوه ويقول )قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4) وفي آية أخرى يقول )... وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً) (مريم:5)وفي آية أخرى (...إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) (ابراهيم:39) هذا يدل على الثقة بالله تعالى أنه سيستجيب له فبالرغم من أنه رجل عجوز وامرأته عاقر واشتعل الرأس شيب وبالرغم من ذلك يدعو الله ويجيب الله دعاءه بسرعة (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ...)(الأنبياء:90)فحرف الفاء للسرعة.
أيضا سيدنا سليمان يقول )... وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ...) (صّ:35) فاستجيب له، أيضا من قاع البحار يدعو سيدنا يونس فتقول الملائكة: صوت معروف من مكان منكر، فيقول الله تعالى: ذلك عبدي يونس )فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88) فالله أجاب دعوة من أراد الذرية رغم الاستحالة وكذلك دعوة سيدنا إبراهيم الذي أراد الرزق رغم الاستحالة ودعوة سيدنا سليمان الذي أراد الملك رغم الاستحالة، أيضا دعوة سيدنا يونس الذي كان في هم وغم وكرب شديد، أيضا سيدنا نوح بعد 950 سنة )فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) (القمر13:11)أيضا الآية الجميلة )وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) (الصافات:75).
هذه الأيام هي أيام إجابة ولدينا رب قريب ورب مجيب، سيدنا أبو هريرة يقول: ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقول له: يا رسول الله أمي كلما ذهبت إليها تسمعني فيك كلاماً سيئاً وتقول فيك كفراً ادعوا الله يا رسول الله أن يهدي أم أبو هريرة، فرفع النبي يديه وقال: اللهم اهدي أم أبو هريرة فانصرفت مستبشراً بدعوة النبي فعدت إلى البيت فطرقت الباب فقالت: يا أبا هريرة مكانك فقلت ستسمعني مرة أخرى في رسول الله ففتحت الباب فنظرت إلي وقالت: يا أبا هريرة اسمع، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول فبكيت من الفرحة، فعدت إلى رسول الله وأنا أبكي وأقول: يا رسول الله قد استجاب الله دعاءك وأسلمت أمي فقال النبي: صلى الله عليه وسلم الحمد لله، فقلت: يا رسول ألا تدعو لي دعوة ؟ ادع الله يا رسول الله أن يحببني أنا وأمي إلى المسلمين ويحبب المسلمين إلينا، فقال النبي: (اللهم حبب عبيدك هذا وأمه إلى المؤمنين وحبب المؤمنين إليهم) يقول فما سمع بي مسلم إلا أحبني .
هل تتذكر كم من دعوات دعوتها واستجاب لك الله ولكن الشيطان ينسيك أن هذه الإجابة من الدعاء فتفرح بالموضوع وينسيك المجيب لأنك لو علمت أن المجيب استجاب لك ستعلم أن معك سلاحا غير عادي وحبك للمجيب سيكون عظيم وفرحتك بربنا ستكون عظيمة وستكون حققت قمة العبودية لأن الدعاء هو العبادة فبالتالي ينسيك أن الإجابة بسبب الله.
سبحان الذي لا تختلط عليه الأصوات، سبحان الذي لا تشغله سمع عن سمع، سبحانه الذي سمى نفسه المجيب وقال قريب مجيب، سبحانه الذي يلهمك أن تدعوه فيستجيب لك، يهمك فيعطيك، سبحانه سبحانه سبحانه...

يستجيب المجيب في كل الأوقات ولكن الأوقات التي يتجلى فيها أعظم وأعظم ويحب أن تدعوه فيها هي:
* الثلث الأخير من الليل (جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال: ثلث الليل الآخر).
* بين الآذان والإقامة.

* يوم الجمعة (إن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله إلا استجيب له) خُبئت لتدعوا في كل الأوقات، والأوقات هي إما بعد الفجر مباشرة وإما ساعة الشروق وإما وقت صلاة الجمعة وإما بعد صلاة الجمعة مباشرة وإما بين العصر والمغرب إما وقت الغروب.
* يوم عرفة، ليلة القدر، شهر رمضان، ساعة الإفطار، عند الكعبة، عند الطواف، عند الملتزم، عند شرب ماء زمزم، عند السجود، عند ختم القرآن، عند التوبة، عند الإقلاع عن ذنب معين، عند الحجاب، دعوة أخ لأخيه بظهر الغيب فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فيوكل له ملك كلما دعا يقول له آمين ولك بمثله).
أيضا لا يسألك المجيب أن تدعوه دعاء منمقاً مخصوصاً ادعه بأي لغة، ادعوه بالفصحى أو بالعامية جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله إني لا أجيد دندنتك ولا دندنة معاذ بن جبل فقال له: ماذا تقول أنت يا رجل فقال أقول اللهم أدخلني الجنة، اللهم نجني من النار فقال له النبي: حولها ندندن أنا ومعاذ)،
#أيضاً بعد الدعاء تشعر براحة وتقول: الحمد لله وعقلك الباطن يكون اعتاد على الفكرة فهذا الأمر إيماني يقيني عقيدي لكن له بُعد مادي عند الماديين، فأحيانا تأخير الإجابة ليستقر الأمر في نفسك ويكون هذا رحمة من المجيب فيستجيب لك ولكن لابد أن تكون أنت مستعداً.
شروط استجابة الدعاء:
1) اليقين أنه يستجيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) يقول النبي (لا يقل أحدكم وهو يدعو يا رب لو شئت فعلت كذا ولكن ليعزم في المسألة)
2) الخشوع والتذلل أثناء الدعاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يستجيب من قلب غافل) يقول ابن عمر (أنا أعلم متى يستجاب دعائي فقالوا له: كيف تعلم قال إذا خشع القلب واهتزت الجوارح ودمعت العين أقول هذه ساعة إجابة فأبالغ في الدعاء)، يقول الإمام أحمد ابن حنبل: (أتدرون من الذي يستجاب دعاؤه قالوا: من ؟قال: تدرون رجل في قلب البحر قد تكسرت به السفينة فتعلق بخشبة سيموت والبحر هائج والأمواج من كل مكان يصرخ يقول: يا رب يا رب إذا دعوتم كذلك الرجل يستجاب دعاؤكم).
3) عدم الاستعجال يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل قالوا كيف يستعجل قال: يقول دعوت ودعوت فلم يستجاب لي فيترك الدعاء فلا يستجاب له).
4) أكل الحلال فمن سنن إجابة الدعاء أن تخرج صدقة لكي تضمن أن أموالك طاهرة ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (الرجل يطيل السفر يدعو يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام ومسكنه حرام فأنى يستجاب له).

آداب الدعاء
1) رفع اليدين
2) الوضوء
3) استقبال القبلة
4) البدء بحمد الله ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى والإلحاح في الدعاء ثم صدقة بعد الدعاء.
يقول ابن القيم فمن استوفى الشروط الأربعة: اليقين في الإجابة والخشوع وعدم الاستعجال وأكل الحلال وتأدب بالآداب لا ترد دعوته أبدا ولو بعد حين، قد تؤخر فيقول الله تبارك وتعالى: ( يا جبريل أدعاني عبدي، نعم يا رب، يا جبريل أخِّر مسألة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته)



:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):
 

ابو شيماء

سيف الحق
رد: اسماء الله الحسنى 13 المجيب

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ...) (البقرة
جزاك الله خير الجزاء أختي سوندا
على هذه الموضوع المتسلسل الرااائع
وعلى المشرف الله يجزيه بالخير
أن يجمعه لنا في موضوع واحد بعد إنتهائه ليعم النفع
 

فتى الشرق

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 13 المجيب

اللهم أهدينا إلى الصراط المستقيم،اللهم أغفر لنا و لأمواتنا و ارحمنا في الدنيا .... لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تاخر يالله

اللهم يا سمع الصوت ويا مجيب الدعاء ويا كاشف الكرب يا ارحم الراحمين ...

بارك الله فيك سندة وجزاك حنان الفردوس لتلك المادة القيمة ..... جعلها في ميزان حسناتك
 

زهرة الأمل

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 13 المجيب

جزاك ربي كل الخير

وفي ميزان حسناتك يارب

بوركتي غاليتي لطرحك المميز

دمتي بســــــــلام
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 13 المجيب

دمتم و دامت محبتنا
ابو شيماء
فتى الشرق
زهرة

ان شاء الله اكون بالمستوى
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 13 الودود

شكرا لكم
دعاء
ابو شيماء


ان شاء الله اكون يالمستوى
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: اسماء الله الحسنى 13 الودود

بوركتي اختي
سندة
وبوركت يداك التي تنير العقول بهذه التفسيرات القيمة
والمعلومات المفيدة
جزاك الله بكل حرف من حروفها حسنة
واسكنك الفردوس الأعلى باذنه تعالى
اللهم اهدنا لهداك وارضنا برضاك عمن سواك
لك ودي
سندة
 

SONDA

كاتب جيد جدا
اسماء الله الحسنى 15 الرقيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(اسم الله الرقيب)

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أهلاً بكم ونُكمل إن شاء الله ونعيش كل يوم مع أسماء الله الحسنى،
حلقة اليوم عن اسم الله الرقيب، وقد ورد في القرآن ثلاث مرات، ولكن معانيه سنجدها في كل صفحة من صفحات القرآن، فاسم الله الرقيب جاء مرة في سورة النساء: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1)
والمرة الثانية على لسان سيدنا عيسى(... فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) (المائدة: من الآية117)
ولكن قبل الدخول في معنى الرقيب أريد أن أبدأ بالهدف من هذه الحلقة، ما هو الهدف؟ ما هو الهدف أن تعيش مع اسم الله الرقيب؟ الهدف: أنا معك يا رقيب! لما لا نعقد هذه النية؟ أنا معك يا رقيب في رمضان في كل خطوة حتى نهاية رمضان.. أنا مع الرقيب وهو ينظر إليّ، وأن أضع هذه الآية أمام عيني:((...وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)) (الحديد: الآية4)
الهدف من الحلقة أن نُصلح ما بداخلنا، فالرقيب ينظر إلينا. كن سواءً ما اختفى وما علن. فنحن لو نوينا هذه النية نخرج من رمضان بشكل آخر، فهذه الحلقة محورية في حلقات أسماء الله الحسنى، وتم تأخيرها حتى نستعد لها ونستوعبها وهي تحتاج إلى تركيز:[gdwl] الله ناظري، الله راقبي، الله شهيد عليّ [/gdwl]في كل خطوة من خطوات حياتي، في طعامي وشرابي، وضحكي، حتى وأنا مستلقي على سريري. نحن نعرف هذا المعنى، ولكن نريد أن نعيش به فلا يكفي أن تعرف المعنى ولكن لا بد أن نعيش المعنى في كل ذرة، وكل نفس، وكل حركة في حياتك فتكون النتيجة أن يصبح الظاهر كالباطن لأن الرقيب معك.
كل الناس تتجمل، وهناك نظرية اسمها جبل الجليد، الظاهر منه فوق الأرض 20% وتحت الأرض 80%، والناس كلها تحرص أن تركز على نسبة الـ 20% التي هي الظاهر، ولكن نحن نريد أن نعمل على تجميل الداخل ولن يتحقق ذلك إلاّ مع اسم الله الرقيب. هل أنا سواء ما اختفى وما علن؟((أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)) (العلق:14)
فلو عشنا مع اسم الرقيب سيصلح داخلنا ويكون مثل ظاهرنا، فأنا إن أخطأت أعلم بأن الله يراني، وإن فعلت حسنة سأفرح لأنه أيضاً يراني.
فالرقيب ليس فقط في السيئات، وإنما أيضاً في الحسنات، وليس كله يعني الخوف، فالأهل الذين يربون أولادهم فقط على الخوف من الله إن هو أخطأ، لا بد أن نعلمهم أيضاً بأن الله ينظر إليه عندما يقوم بفعل حَسن. فلو عشنا مع هذا الاسم لا بد أن نعيش في سعادة أبدية، وهو أكثر أسماء الله الذي يجعلك تعيش مع الله في كل لحظة من لحظات حياتك ((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ....))(الحديد:الآية4)
كيف تعيش مع الرقيب؟
ما هو معنى أن الله رقيب عليك؟ لن أبدأ بكلام نظري ولكن سأبدأ بثلاث قصص حدثت مع سيدنا عمر بن الخطاب،
القصة الأولى: سيدنا عمر بن الخطاب يمشي في الطريق فيجد راعي غنم، فأحب سيدنا عمر أن يختبره، ويريد من خلال هذا الراعي أن يختبر أحوال أمته. فيقول له: يا غلام أريد أن أبتاع منك هذه الشاه، فيقول الغلام: إنها ليست لي، إنها ملك سيدي، فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه: إذن بِعني إياها فإذا سألك سيدك فقل له أكلها الذئب. فنظر إليه الغلام راعي الغنم محدود الثقافة، البسيط، وقال له: الله أكبر فأين الله؟!! فبكى عمر وقال إي والله فأين الله؟!!
أهدي هذه القصة لكل واحد في مجتمعنا غش في بضاعة، أو خان، فأين الله؟ الله رقيب عليك.
فراعي الغنم لخص جوهر الدين، وهناك أناس تتجمل في العبادات، الظاهر عبادة وقرآن وحفظ ودعاء، ولكن الباطن فاسد.
القصة الثانية مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما كان يتجول ليلاً كعادته للاطمئنان على رعيته، فسمع صوت بائعة اللبن وهي تقول لابنتها: يا بُنيتي ضعي الماء على اللبن، فقالت الفتاة: يا أماه ألم تعلمي أن أمير المؤمنين قد نهى عن خلط اللبن بالماء؟ قالت: يا بنيتي عمر بن الخطاب لا يرانا الآن فقالت الفتاة: يا أماه إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا.. فوضع علامة على البيت وذهب لأولاده، وقال لهم: في هذا البيت فتاة أيكم يجب أن يتزوج هذه الفتاة، والله لا تخرج هذه الفتاة من بيت ابن الخطاب، وإن لم ترضوا أن تتزوجوها أنتم فسأتزوجها أنا.. ثم تزوجها عاصم بن عمر بن الخطاب، تزوج بائعة لبن. وتشاء الأقدار أن يأتي من نسلها عمر بن عبد العزيز ويكون بركة مقولتها: إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا ويكون الخليفة الخامس وصاحب الأفضال العظيمة وينتشر العدل بامرأة راقبت الله في تصرف لها.
القصة الثالثة وكانت تُحكى في قصص التاريخ الإسلامي
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
شاب كان أيام التتار وكان يريد أن يستقيم ولا يستطيع.. فيذهب إلى عالم ويقول له: أنا سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب إليه رجل وقال دلني على قول في الإسلام لا أسأل عنه أحد بعدك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " قل آمنت بالله ثم استقم " فالشاب سأل العالم: كيف أفعلها؟ فالعالم لم يقل له كلام نظري، بل أعطاه وصفة عملية. قال له: إذا أويت إلى فراشك قبل أن تنام فردد في نفسك مراراً حتى يأخذك النوم: الله ناظري، الله راقبي، الله شهيد علي، ورددها حتى تنام، فإذا استيقظت من نومك لتبدأ يومك فرددها حتى تخرج من بيتك. هذا العالم كان يريد من هذا الشاب أن يستقر هذا المعنى في ذهنه ليلاً ونهاراً، ثم قال له العالم: رددها في يومك ما استطعت، وائتني بعد سنة لتقول لي ماذا فعلت. الشاب لم يعد لهذا العالم بعد سنة، ولكنه بعد لقائه بهذا العالم تغيرت أحواله. يقول: فكنت إذا هممت بمعصية أُردد الله ناظري، الله راقبي، الله شهيد علي، وكنت إذا فعلت خيراً أقول الله ناظري، الله راقبي، الله شهيد عليّ، فكنت أتغير يوماً بعد يوم، ومضت سنة ولم يرجع إلى العالم، ودخل الجيش وبدأ يتدرج في الجيش، ورأى رؤية أنه تاه في الصحراء وجلس على صخرة يبكي فإذا بكوكبة من الفرسان يتقدمهم رجل أبيض جميل، فلما رآه يبكي نزل عن فرسه وأخذه واستنهضه وضغط على صدره وقال: قم يا محمود طريقك إلى مصر من هاهنا ستملكها وستهزم التتار. فكان الشاب هو قطز الذي استيقظ بعد هذه الرؤية وذهب إلى العالم الجليل عز بن عبد السلام الذي قال له: ستكون رؤية خير، وتحققت الرؤية بـ واإسلاماه، وكانت بداية هذا الشاب بـ :الله راقبي الله ناظري الله شهيد علي.
[/gdwl]

فهل عرفتم عن ماذا نتحدث اليوم؟ الرقيب المطلع على أنفاس عباده ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)) (غافر:19)
الرقيب الذي يعلم حركاتك وسكناتك: ((وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)) (الملك:13)
((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) (الملك:14)
الرقيب الذي يقول(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) (طـه:7)
((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) (المجادلة:7)
نحن مكشوفون أمام الله، فأنت تستطيع أن تخبئ ألف سر عن زوجتك، أو ألف فكرة عن مديرك، ولكن الله مطلع عليك، والسر والجهر عنده سواء، سواء نطقت به أم لم تنطق، فأنت ممكن أن تبتسم في وجه فلان وأنت تكرهه، ولكن الله مطلع عليك. انظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ".
ودعاء السفر لم نفكر فيه، لا أحد إلاّ الله صاحبك في سفرك وخليفتك في أهلك. ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ...)) (الأنعام:59)
فسبحانه الذي كتب مقادير أدق الأشياء، أو حبة رمل تحركت في صحراء. إذا كانت الورقة روقبت من الله، أفلا تكون أنت مراقب في كل لحظة؟ وهناك من يفعل المعاصي.. ألا يعلم بأن الله رقيب عليه؟ الطبيب الذي يدفع بمريض إلى عملية لا يحتاجها، وصاحب المصنع الذي يبيع مواد مضرة بالأطفال، والفتاة التي تكلم شاب دون علم والديها، والشاب الذي له علاقة مع فتاة، والآية تقول: ((...وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)) (البقرة: من الآية189)، فحلقة اليوم تقول لك بأن الله معك في كل لحظة. فهل نستطيع أن نعيش هذا الشهر بهذا المعنى؟
فنحن لو تربينا على هذا المعنى لا بد أن تتغير أحوالنا ومجتمعاتنا. ويكون اسم الرقيب أفضل وأقوى للمجتمع من ألف شرطي يراقب الناس، من ألف كاميرا تراقب الناس في المصانع والطرق وغيره. فـ يا أباء وأمهات لو أننا حرصنا على أن نربي أولادنا في مدارسنا وفي بيوتنا على اسم الله الرقيب، وكذلك لو أن حكامنا، والمسؤولين في بلادنا، والمدرسين.. هل نتفق على أن نربي أنفسنا على اسم الله الرقيب؟ يا دكاترة، يا مهندسين، يا طلاب، يا حرفيين، ماذا سيحدث في مجتمعاتنا إن نحن عشنا مع الرقيب؟ يا إعلام، يا شباب فلننوي أن نحيا بهذا الاسم: سأعيش بهذا الاسم.. لن أغش لن أخدع.
هل بدأ المعنى يدخل في قلوبنا؟ الهدف أن يكون داخلك مثل ظاهرك. سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما أراد أن يولي عمر بن الخطاب، فقال له الناس أتوليه علينا وهو شديد؟ فقال: ذلك رجل أعلم أن سره أفضل من علانيته.
هناك قصة لرجل وقصته كتبت في عدة كتب، كان قد ظُلم في مال وكان مالاً كثيراً، والرجل لم يتحمل هذه الصدمة فمرض ويبدو إنه كان مرض الموت، فنادى على ابنه الكبير وقال له إن أنا مت مُر بجنازتي من أمام دكان الرجل الذي ظلمني وأكل مالي، وأعطه هذه الرسالة، واقرأها أمامه وأنت تسير بجنازتي، ومات الرجل ونفذ ابنه الوصية بأن مَرَّ من أمام دكان هذا الرجل وقال له: أرسل لك الميت هذه الرسالة، كتبها قبل أن يموت، ففتح الرسالة وقرأ " إني قد ذهبت إلى الله وهو يعلم ما فعلته أنت بي فهو يراني ويراك، وأنت ستأتي عن قريب. موعدنا يوم القيامة لأسترد حقي ".
فيا من ظلمتم الناس، الرقيب موجود. الرقيب ليس فقط عند الخطأ، ولكنه رقيب عليك في الأشياء الجميلة أيضاً. أنت ممكن أن يمر في ذهنك خاطر من غير أن تبوح به والرقيب سبحانه وتعالى معك. ليس فيما تخاف ولكن في كل شيء جميل، فأنت ستخطئ ولكن إن أخطأت عُد إلى الله واستغفره. إذا أردت أن تعرف صلتك الحقيقية مع الله، فلن تكون في صلاتك ولا في عمرتك، إنما تكون في علاقتك ومعاملاتك مع زوجتك، عائلتك، أقربائك.. فلنعيش في كل لحظة وكل خطوة في هذه الأيام الباقية من هذا الشهر مع اسم الله الرقيب. سأعطيك مثل آخر هل تذكر قصة سيدنا يونس ((..فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) (الانبياء: من الآية87) ضع نفسك مكان سيدنا يونس ليس في ظُلمة قاع المحيط ولكن في غرفة مغلقة سجنك بها أحدهم ولا تستطيع الخروج منها، كيف سيكون شعورك؟
الأثر الجميل عندما سمعت الملائكة صوت سيدنا يونس: فقالت يارب صوت معروف من مكان منكر، فقال لهم الله أولا تعرفونه؟ ذلك عبدي يونس. هل هزتك قصة سيدنا يونس؟ هل تستطيع أن تتكلم مع الله (حديث النفس) وتقول له يا الله يا رقيب.. هل أنت راضٍ عني؟ أتمنى أن يكون قد وصل هذا المعنى إلى قلبك.
وسائل هذه الرقابة
الرقابة الأولى: الله ((..إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء: الآية1)
الرقابة الثانية: الملائكةمَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
ملك يمين وملك شمال، يراقبونك خطوة بخطوة، هل سبق لك أن عملت حسنة، فقلت لملك اليمين اكتب فهذه حسنة؟ أو عملت سيئة فقلت لملك اليسار سأتوب وأستغفر؟ هل أحسست بالعلاقة مع الملكين؟
هناك من ذهب إلى عالم يطلب منه أن يرخص له في المعصية، فالعالم أراد أن يذكره بمعنى الرقابة، فقال له: نعم تعصي ولكن بأربع شروط: فقال وما هي؟ فقال: أما الأولى فلا تعصاه على أرضه، فقال الشاب: فأين أذهب والكون كله أرضه؟ فقال: أما تستحي أن تكون على أرضه وتعصاه؟! فقال له الثانية: قال: إن أصررت أن تعصاه فاعصه في مكان لا يراك فيه، فقال: أين أذهب وهو يراني في كل مكان؟ قال: ألا تستحي أن يكون ينظر إليك وأنت تعصي؟ قال والثالثة فقال: إذا أبيت إلاّ أن تعصاه فلا تأكل من رزقه، فقال: ومن أين آكل؟ قال: أما تستحي؟ ثم قال له والرابعة، قال إن أبيت إلاّ أن تعصاه فقل لملك اليمين والشمال: اتركوني الآن حتى أعصي ثم ائتوني بعد ذلك. قال الشاب: أتسخر مني؟ فردّ عليه العالم: أنت سخرت من نفسك؟
الرقابة الثالثة: ضميرك.. الله خلقك وخلق داخلك جهاز إنذار شديد الحساسية، وأنت عندما تفعل معصية يحمرّ وجهك خجلاً، وينقبض قلبك، وعندما تقوم بعمل حسن تتهلل أسارير وجهك.
فالله يراقبك، والملائكة تراقبك وداخلك جهاز إنذار يتحرك فوراً يراقب حركاتك. انظر إلى الآية التي تتحدث عن قوم صالح عندما قتلوا الناقة ((...فَتَعَاطَى فَعَقَرَ)) (القمر:الآية29) شرب الخمر حتى يُغيب ضميره، وهناك من يؤكد أن من يريد أن يقدم على جريمة يغيب ضميره حتى يجترئ على فعلته، فيشرب أو يتعاطى أنواع من المخدرات، والعجيب أن الله جعل فيك رقيبك ضميرك وازع داخلي الذي هو أقوى من ألف قانون.
وهناك من أمات ضميره. لكن إن أنت عشت في الدنيا وأنت تصر أن لا تعيش مع الرقيب، فلا بد أن تعلم أن هناك يوم قيامة : ((...وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ )) (الأنعام: من الآية31) ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً ... )) (الكهف: من الآية49)
هل تتخيل حتى الغمز بالعين والسخرية من الآخرين تكون في كفة السيئات؟ كل هذا يأتي مجسماً يوم القيامة، مجسماً أي بالصوت والصورة: ((..إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)) (الجاثـية: الآية29) فاليوم من يكسر إشارة المرور يؤتى به لأن هناك كاميرا قامت بتسجيل ما فعل، فكيف بك يوم القيامة تجد كل أعمالك بالتفصيل مجسدة باليوم والوقت: ((اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)) (الإسراء:14) ليس هذا فحسب:((الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) (يّـس:65) ((وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ )) (فصلت: الآية21) فيدك ستشهد عليك ولن تستطيع أن تنطق.
لا أريدك أن تنظر على الرقيب بنية الخوف فقط، ولكن انظر للرقيب على الأشياء الجميلة أيضاً، الرقيب على نية بنت شابة حدثتها نفسها: إن شاء الله إن تزوجت وأنجبت، أريد ابني أن يكون مثل صلاح الدين ليُعز الأمة، ويحدث أنها لم تنجب في الدنيا، فتأتي نيتها يوم القيامة مجسدة أمامها.
فهل نرى الرقيب في الدنيا؟ وبعد هذه الرقابة في الدنيا، كيف ستكون نتيجتها يوم القيامة والصحف تتطاير أمامك وتأخذ كتابك بيمينك؟ كيف هي فرحتك وأنت تقول:((... هَاؤُمُ اقرؤوا كِتَابِيَهْ)) (الحاقة: الآية19) كتابك الذي كتبت فيه الملائكة كل أعمالك وكلمة هاؤم تعني أنك تنادي وبصوت عال على أهلك والناس أن يقرؤوا كتابك وما جاء فيه من أفعالك الحسنة..
لا بد أن نعيش مع الرقيب وفي هذا الشهر، لأنه إن أنت بدأت فالنتيجة أنك ستخرج بعد هذا الشهر إنسان آخر. وهذه الحلقة لو استطعنا تنفيذها نخرج من رمضان على مقام جديد من العبودية وهو مقام الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أخبرني عن الإسلام، فقال النبي: أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة.. فقال أخبرني عن الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. قال فأخبرني عن الإحسان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فأنت لو عشت مع الرقيب لا بد أنك ستصل إلى مقام الإحسان في عملك، في كل حياتك، فالرقابة ستتجلى يوم القيامة ساعة الميزان وساعة تطاير الكتب.
رقابة لطيفة
أحياناً الرقابة تكون مصدر إزعاج، لكن الله تبارك وتعالى معك في سرك، معك في بيتك، في عملك، في كل مكان، لكنها رقابة لطيفة، تخيل لو أن السماء كلها كاميرات، ولكن من لطف الله بنا أن الملائكة أنت لا تراها وخفاؤها رقابة لطيفة، رقابة لا تراها، رقابة لا تشعرك بأنك مراقب، فكاميرات الطرق تجعلك تشعر بالقلق، أحياناً أب يكون رقيب على أولاده، أو زوج على زوجته فهذه رقابة مزعجة، لكن الله سبحانه لطيف في رقابته لنا، وما يبعث السرور أنها ليست رقابة فقط للسيئات، ولكنها رقابة أيضاً للحسنات، فأنت مراقب لتدخل الجنة، مثل الذي سيتعين في سلك دبلوماسي أو منصب رفيع المستوى، يراقب حتى يُرى إذا كان مؤهلاً لهذا المنصب، ولكن أنت مراقب من الله لترشيحك لدخول الجنة، لذلك أنت تكون سعيداً بأن ترى الملائكة أفعالك وحسناتك.
ولكن هذه الرقابة أيضاً فيها نقطة جميلة أخرى. أنت مع الناس تحاول أن تشرح لهم قصدك أو نيتك إن كان لك عندهم حاجة، لكن مع الرقيب الذي يعرف عنك كل شيء لا تحتاج إلى شرح أو تفصيل، لكن مع الله الرقيب يجعلك في غنى عن الشرح فهو يعرف سرك وحالك، وأنت أحياناً ممكن أن تبكي أثناء دعائك فيستجيب الله لك بدمعة ذرفتها دون أن تطلب منه مسألتك، فهو معك ومطلع عليك. هذه رقابة جميلة تجعلك سعيداً وتحميك يوم القيامة وتنجيك: [gdwl]الله راقبي، الله ناظري، الله شهيد عليّ.[/gdwl]
كيف تعيش بلادنا بهذا المعنى؟
البلاد تلجأ للقوانين من أجل مراقبة الناس وتصحح من أفعالهم وحركاتهم، ولكن لو استطعنا أن نجعل الوازع الداخلي يعلو عند الناس باسم الله الرقيب سيتغير الأمر. هل تتخيل كم سنوفر من المال؟ المدارس وما يحدث فيها، العلاقات الاجتماعية، المشاكل الزوجية، فلو أن كل هؤلاء أدركوا العيش باسم الله الرقيب ماذا سيحدث للمجتمع؟ أنا أتمنى من كل من يسمعني أن يجلس مع نفسه وأن يتوجه إلى الله ويقول: يا رب يا راقبي يا ناظري سأعيش معك يا رقيب في كل لمحة في هذا الشهر، سأركز في كل خطوة وكل ثانية. فهل نتواعد على ذلك ونستطيع أن ننفذ هذا ونرى كيف ستكون النتيجة؟
سأحكي قصة قصيرة. رجل تزوج سراً على امرأته، وحدث أن علمت هذه المرأة أن زوجها قد تزوج عليها، فلم تواجهه وكتمت معرفتها بسره، وكانت قد تيقنت من هذا الأمر. ومات هذا الرجل وترك ميراثاً ضخماً، فالمرأة أرسلت لضرتها نصيبها في الميراث، ولكن الأصعب من ذلك أن الزوجة الثانية رفضت أن تأخذ هذا المال لأن زوجها كان قد طلقها قبل وفاته.
هل نستطيع أن نعيش مع الرقيب هكذا؟ أنا لا أتكلم عن المعاصي فقط، أنا أتكلم عن الغش، على كذا.. وكذا.. هل تستطيع أن تراجع نفسك وترى أين هي نقاط الضعف؟
هل تستطيع أن تعود نظيفاً.. داخلك وخارجك نفس الشيء؟
أسأل الله أن يعينا، وأن نتعلم من هذه القصص :
[gdwl]/ الله راقبي.. الله ناظري.. الله شهيد علي /[/gdwl]
الواجب العملي لهذا اليوم: سنعيش مع الرقيب سبحانه وتعالى ما بقي من هذا الشهر.




:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):
 

أميرة الصمت

مشرفة أقسام الفوتوشوب والصور
رد: اسماء الله الحسنى 15 الرقيب

سبحان الله

انشاء الله كل المراقب هي الاعمال الصالحه


جريتي خيراً

وفي ميزان حسناتك ان شاء الله

دمتي بسلام
:SnipeR (69)::SnipeR (69)::SnipeR (69):​
 

Melo777

كاتب جديد
رد: اسماء الله الحسنى 15 الرقيب

شـكــ وبارك الله فيك .
.. لك مني أجمل تحيتي
والله يوفقك
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 15 الرقيب

ان شاء لله تكون هالكلمات شعارنا



/ الله راقبي.. الله ناظري.. الله شهيد علي /


اميرة
melo777
شكرا للتفاعل
 

SONDA

كاتب جيد جدا
اسماء الله الحسنى 16 التواب

[align=right]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(اسم الله التواب)
دعوة ربانية..
اسم اليوم هو دعوة ربانية تجدد الأمل في حياتك، دعوة ربانية للمجتمع كله وللناس جميعا، اسم اليوم هو اسم الله التواب. لنتب كي نعتق وكي يقبلنا، فلو كنا نحن من نرجوه أن يقبل التوبة لكان الأمر فيه بعض الصعوبة ولكنه سبحانه وتعالى هو من يعرض.
معنى الاسم.
معنى تاب أي رجع، وتاب وثاب وآب هم بنفس المعنى، فالله التواب يقبل كل من رجع إليه ولا يرده، وهذا هو ملخص الحلقة! يقول الله تبارك وتعالى: ((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ..)) (الشورى:25) وهذه الآية جميلة جداً فمن الممكن أن تعتذر لإنسان ولا يقبل اعتذارك لأن حجم خطأك غير محتمل، أما الله سبحانه وتعالى فمتى ذهبت إليه قبلك، وهناك أمر آخر فمن الممكن أن تخاف من الاعتذار خوفاً من عدم قبول الاعتذار ومن الإحراج ولله المثل الأعلى، أما الله سبحانه وتعالى فيقول لك بهذه الآية لا تُحرج فسوف تُقبل.

ودائماً ما نجد كلمة القبول مع كلمة التوبة في القرآن كما في الآية السابقة وأيضا ((غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ..)) (غافر:3)، والآية الجميلة: ((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ..)) (التوبة:104).. فالله لن يردك أبداً ويا لها من آية جميلة تذوقوها، وبعد ما قلناه الآن فهل تتوب أم أن الذنب متغلغل في قلبك بشدة ولا تستطيع التخلص منه؟
لمن التوبة؟
من هو المخاطب بالتوبة واسم الله التواب ليس فقط للعصاة والمجرمين والغافلين عن الله والمترددين بين الذنوب والطاعات بل وحتى المؤمنين.. فكلنا مخاطبون، تقول الآية: ((..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (النور:31) إن التوبة لأصحاب الكبائر.. للزناة، وما أكثر الزنا في بلادنا مؤخراً ! تقول الآية: ((..وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَنْ تَابَ..)) (الفرقان:68-70)، التوبة أيضاً للعاق لأبيه وأمه، التوبة من الرشوة التي انتشرت في بلادنا فالراشي والمرتشي في النار، التوبة من شرب الخمور فقد لعن الله شاربها وحاملها وساقيها وبائعها، للقنوات الفضائية وما يُعرض فيها من أشياء تشيع الفاحشة. وممن تجب عليهم التوبة أيضاً تاركي الصلاة فهناك باب في جهنم يسمى سقر لتاركي الصلاة، وكذلك ليس ترك الصلاة بالكلية فقط بل ترك صلاة الفجر وهي خمس الفريضة، وكذلك الأغنياء وأصحاب الملاين ألا تحتاج أموالكم التي لا تنفقونها إلى توبة، وأيضاً من أهان زوجته لأنها ضعيفة ألا يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الأمر يحتاج إلى توبة؟ وضابط الشرطة الذي آذى الناس وأهانهم ألا يعلم أن أشد الناس عذاباً يوم القيامة أشدهم للناس عذاباً في الدنيا.. ألا يحتاج إلى توبة؟ من أكل أموال الناس واليتامى.. ألا يحتاج إلى توبة؟
وإذا تركنا أمر الكبائر أفلا تحتاج آلاف الصغائر التي تقترف في اليوم إلى توبة؟ وكذلك الغافل عن الله فهو يرى نفسه إنسان محترم وهو بالفعل كذلك ولكنه غافل عن الله، وأحياناً تكون توبته أصعب من توبة العاصي؛ لأن العاصي بعد فترة يشمئز من المعصية أما الغافل فالشيطان يظل يقول لك أنت إنسان ممتاز ولتظل ساه عن الله.. فمتى يفيق هذا الغافل؟ ((أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ..)) (المائدة:74) أتشعر بالحنان في الآية؟ كذلك الشباب المتدين الذي لا يفعل شيئاً للدين وهو كله قوة وحيوية.. ألا يحتاج إلى توبة؟ وكذلك العمر الذي مضى في البعد عن الله، والنعم التي ينعم الله بها عليك ولم تشكر الله عليها.. ألا تحتاج إلى توبة؟
يقول سفيان الثوري وهو من قمم التابعين: جلست يوماً أعد ذنوبي فعددتها فإذا هي 21000 ذنب، فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان بواحد وعشرين ألف ذنب، يسألك عن ذنب ذنب، تقف بينك وبين الله ليس بينك وبينه ترجمان يسألك عن ذنب ذنب؟! يقول: فجلست أعد وأتوب أعد وأتوب أعد وأتوب. وقد حكيت في مرة هذه القصة لصديق لي فقال أنه قد فعل هذا الأمر ويحلف لي أنه بعد أن فعل هذا الأمر شعر أنه في قمة الحيوية والنشاط وفرحة تملأ قلبه.
لقد أعطت سورة التوبة التوبة لكل أصناف الناس حتى المشركين وقد ذكرت فيها التوبة سبع عشرة مرة، فيقول الله تبارك وتعالى عن المشركين: ((لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ * فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ..)) (التوبة:10-11)، ثم يتكلم بعد ذلك عن الناس التي خلطت عملاً صالحاً وآخر سيئاً: ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ..)) (التوبة:102)، وحتى للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ..)) (التوبة:117) فالتوبة مفتوحة لكل الناس.
التوبة في القرآن والسنة:
سنذكر الآيات والأحاديث التي تتكلم عن التوبة لعل القلوب تتحرك بعد هذه البداية الشديدة.
· يقول رب البيت العتيق: ((قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا)) وهذه الآية تشعر منها أنها تلملم الجراح، فهل من دعوة أكثر من هذه الآية للتوبة؟ فكأنه يقول لك مهما بلغت ذنوبك وبعدت أو شردت فإن أتيت له تقول تبت إليك يقول لك لبيك عبدي، وانظروا للطف الآية فهو يقول يا عبادي ولم يقل يا مجرمين أو يا عصاة، كما أنه قال يا من أسرفوا على أنفسهم ولم يقل ذنباً بعينه ويفضحهم، وبقية الآية يجعلك تهتز بشدة: ((وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ - تعالوا بسرعة - وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ)) (الزمر:54-55)، ثم ينتقل إلى مشهد يوم القيامة: ((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي - لقد عرض عليك التوبة!- لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً - لو أن هناك فرصة فأتوب - فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)) (الزمر:56-58).. إنني أخاف أن تسمع هذه الآية يوم القيامة.. ((بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)) ((وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)) (الزمر:59-60).
· يقول الله تعالى وهو يبين لك أنه يغفر لك ويحبك أيضاً: ((..إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)) (البقرة:222)،
· وإرادة الله منا هي: ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)) (النساء:27) فكل المذنبين مخاطبين بهذا الآية، فأنتم لن تتحملوا يوم القيامة ((أَفَلاَ يَتُوبُونَ..)) (المائدة:74)، ويقول الله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (الحجرات:11) فقد قسم الناس لتائب أو ظالم لنفسه فلا ثالث لهم.
· يقول النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم من الخطأ: ((يا أيها الناس استغفروا الله فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة))، ألم تقل في مرة تبت يا رب عن ما مضى من ذنوب توبة شاملة وأبدأ معك صفحة جديدة من رمضان حتى ولو كنت متديناً وغفلت عن ربنا، إن التوبة هي أول منازل العبودبة وآخر منازلها، بداية التدين ونهاية الحياة، ولهذا ختمت حياة النبي بسورة التوبة، وآخر آياته بسورة النصر: ((إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ... فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ...)).
· يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق باباً يوم خلق السماوات والأرض تركه مفتوحا، الباب من قبل المغرب، مسيرة الباب مسيرة الراكب سبعين عاما لا يقطعه، يسير الراكب في عرضه سبعين عاما لا يقطعه)) فقال النبي: ((أتدرون ما الباب؟)) قالوا: ((لا يا رسول الله)) قال: ((الباب التوبة)) إن الباب واسع ومفتوح وأكبر من ذنوبك ((فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق)) ولهذا هو من قبل المغرب.. أفلا تتوب؟!

· يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يذنب ذنباً فيقوم إلى الله فيتوضأ ويصلي ركعتين ثم يجلس يستغفر الله إلا غفر الله له ذلك الذنب)) رواه الإمام أحمد،
· ويقول صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحد أحب إليه العذر من الله)) ولله المثل الأعلى فعندما تعتذر للناس بعد قليل يقولون لك أعذارك سخيفة كفى أما الله سبحانه وتعالى فيحب الأعذار وأن تعتذر له،
· ويقول عليه الصلاة والسلام: ((إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئوا النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئوا الليل)) 24 ساعة يقبل التوبة،
· ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة، أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بكم من الأم الشفيقة بولدها، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم)).
· يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كل ليلة ينادي من يدعوني فأستجب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟))،
· يقول الله تعالى لداود: ((يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقاً إليَّ، يا داود هذه رغبتي بالمدبرين عني فكيف محبتي للمقبلين علي))،
ويقول تعالى في الحديث القدسي: ((إني والإنس والجن في نبأ عظيم أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد، أتودد إليهم برحمتي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إليَّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليَّ، أهل ذكري أهل مجالستي، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم وإن أبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب، من أتاني منهم تائباً تلقيته من بعيد ومن أعرض عني ناديته من قريب أقول له أين تذهب ألك رب سواي؟))، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لله أرحم بكم من الأم الشفيقة بولدها))
معاني هامة.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جميل جداً: ((إن الله يفرح بتوبة عبده)) ثم يضرب النبي مثلاً على هذه الفرحة فهي أكثر من فرحة رجل يمشي في الصحراء ومعه ناقته عليها طعامه وشرابه وفي وسط الصحراء جرت منه، فأيقن الرجل بالهلاك والموت بينما هو كذلك حفر لنفسه حفرة وقرر أن ينام فيها من شدة اليأس.. تخيل حالة اليأس التي هو فيها.. حالة اليأس التي يكون فيها العاصي والذنوب قد ملأت حياته، فبينما هو كذلك إذا بالناقة فوق رأسه عليها طعامه وشرابه، فمن شدة فرحته يريد أن يشكر الله فقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! فقد أخطأ من شدة الفرح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فالله أفرح بتوبة أحدكم إذا تاب من هذا الرجل)) فرحة ليست كفرحة البشر.. سبحانه وتعالى ((..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)) (الشورى:11)، إن فرحة الله بتوبتك هي أكبر من فرحتك أنت بتوبتك، ولله المثل الأعلى لأنك عندما تتصدق بمال تكون فرحتك أكثر من فرحة من تصدقت عليه لانشغاله بما أخذ منك ولا يدرك فرحتك أنت به، وكذلك فعند التوبة يكون هناك في القلب انكسارة خجل وألم.. فلا شيء أحب إلى الله من هذه الانكسارة في قلب التائب لأنها حققت قمة العبودية لله سبحانه وتعالى.

· إن التوبة تنقلك إلى أعلى درجات القرب من الله ففي اللحظة التي تتوب فيها تكون حبيبا للرحمن، وهناك أمر يشجعك على التوبة فإبليس اللعين عندما رفض أن يسجد لآدم وطرد من الجنة قال: وعزتك وجلالك لأغوينهم مادامت أرواحهم في أجسادهم، فقال له الله: ((وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني)).. فلتتوبوا له.
· لماذا يتوب الله علينا كل هذه التوبة؟ وذلك لأنه سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلقه للإصلاح في الأرض ((..إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..)) (البقرة:30)، فماذا لو لم تكن هناك توبة؟ سرق أحد أو أكل مال الناس وندم ولكن لا توجد توبة فسوف يسرق مرة أخرى فتفسد الأرض، كم أتمنى أن أسمع عن حاكم أو رئيس جمهورية أو شخص في مصلحة يجمع الناس ويعلمهم التوبة ويقول لهم غداً يوم التوبة من الرشوة أو الكسل أو المحسوبية.. والله سوف ينتجون إنتاجاً؛ لأن التوبة تقوم على فكرة إصلاح المجتمع، فليت بلادنا تصلح نفسها بأسماء الله الحسنى.. باسمك نحيا.
·إن التواب يطلب منك تقليل نقاط الضعف في حياتك وإصلاحها والشكور يُعظم فيك نقاط القوة، وللتوبة دور آخر ففي اللحظة التي تتوب فيها تكون قد عرفت الله سبحانه وتعالى فلن تتوب إلا وقد عرفت أنه عظيم وأنه منتقم وأنه رحيم وأنه غفور فقد عرفته بأسمائه الحسنى كلها في اللحظة التي تتوب فيها.
· ومن الممكن أن تسأل لِمَ لمْ يعصمنا الله من البداية؟! إن الرب هو الذي يربي عباده، الرب سبحانه وتعالى خبير بك فلو أن حياتك بلا ذنوب وكلها طاعة فسوف تصاب بالعُجب ورؤية الذات كما حدث مع إبليس فكفر، فالله سبحانه وتعالى برحمته لم يعصمك من الذنوب. يحكي ابن القيم في أثر جميل كي تفهم لماذا لم يعصمنا الله. وهو عندما أكل آدم من الشجرة ونزل من الجنة وكان يبكي فقال له ربنا: ((يا آدم.. إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتي ومغفرتي وعفوي وحلمي وأنا التواب الرحيم، يا آدم.. كنت تدخل علينا في الجنة دخول الملوك على الملوك والآن تدخل علينا دخول العبيد على الملوك وذلك أحب إلينا، يا آدم.. ذنب تتذلل به إلينا أحب إلينا من طاعة ترائي بها علينا، يا آدم.. أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائين، يا آدم.. لا تحزن أنني قلت لك اخرج فلك خلقتها ولكن انزل إلى الدنيا وابذر بذر التقوى وأصلح في أرضي حتى إذا اشتقت إلى الجنة تعالى لأدخلك إياها)).
· هناك معنى آخر جميل جداً يحببك في التوبة أكثر وأكثر، فاسم الله التواب له علاقة باسم الله الرحيم، فالتوبة دائماً تذكر مع الرحمة، وقبل ذكر العلاقة فبماذا تحب أن يعاملك الله؟ بعدله أم برحمته؟ إن كان بعدله فسيتركك تعمل ما تشاء في الدنيا ويوم القيامة يواجهك بخطئك ويرميك إلى النار ولكن برحمته يهديك إلى التوبة.. وقد يكون ذلك بإشارة خفيفة أو بمصيبة أو ابتلاء إن لم تكن سريع الفهم، اسمع هذه الجملة واحفظها: إما أن تذهب إلى الله راكضاً أو يأتي بك راكضاً. كل هذا كي أربط التواب بالرحيم، وهو يبدأ معك بأن يحببك في التوبة وأنا لي صديق طبيب ومتدين يحكي لي أنه قد ذهب ليفحص مريضة سكر وبعد انتهاءه أصرت أن يوصله ابنها، وفي الطريق بدأ يسأل الابن عن صلاته وعن بعض الأمور الدينية فرد عليه بأن الصلاة هي كلام فارغ! فقال له الطبيب ألا تخاف من النار؟! فأجابه أن أهل النار هم أحسن ناس!! فغادر الطبيب السيارة، وبعد عام ذهب صديقي مرة أخرى ليفحص المريضة بعد أن طلبت منه ذلك فذهب إليها وعند مغادرته طلبت منه أن ينتظر كي يوصله ابنها فرفض ذلك بشدة فقالت له إنه يصلي العشاء بالمسجد وسيأتي فورا! فقرر أن ينتظره وفي الطريق سأله ما الذي حدث؟ فقال له أنه عمل في شركة سياحة تنظم رحلات حج وعمرة وقد كان مع أحد الأفواج وقد ذهبوا هم ليعتمروا وظل هو بالفندق وحده وكلما أقدم على فعل أي حرام لم يجد الفرصة فقرر أن يذهب كي يرى الكعبة لأول مرة في حياته وكان اليوم هو الأول من شعبان في الصباح الباكر وهو يوم غسل الكعبة وفتح بابها، وهو يقف يتفرج فجاءه واحد من آل شيبة وهم أناس كرام عندهم مفتاح الكعبة وقال له أتحب أن تصلي داخل الكعبة؟! فمن الذي فعل هذا؟! فأحرج منه الشاب ودخل داخل الكعبة يقول: كأني أغسل من جديد وأخلق من جديد، يقول دخلت فاسق جاحد خرجت مؤمن موحد أقول تبت يا رب تبت يا رب.. أرأيت كيف أتى به؟
بعد كل هذا الكلام هل تريد أن تتوب؟ هناك آيتان جميلتان جداً، آية تقول: ((..ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا..)) (التوبة:118) فقد سبقت توبة الله توبة العبد، والآية الثانية: ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ..)) (البقرة:160).. فالآية الأولى وُفق للتوبة فتابوا والآية الثانية قبل التوبة.. فمنه وإليه، فهو يحملك على التوبة فتتوب فيقبل التوبة.. ولكن هو من وفق لها بداية مثل ما حدث مع آدم فعندما أكل آدم من الشجرة كان يجري في الجنة ولم يكن قد تعرف على الله التواب ولا يعرف كيف يسامحه، تقول الآية: ((فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ..)) (البقرة:37) قال له قل يا آدم: ((..رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) (الأعراف:23) فقالها فقال له: تبت عليك.. فهو الموفق للتوبة أولا والقابل لها ثانياً.
شروط التوبة:
للتوبة بينك وبين الله ثلاثة شروط وتستطيع فعلهم وأنت جالس الآن بقلبك:
1. الندم، يقول النبي: ((التوبة الندم)).. فبدون الندم لا تقبل التوبة.
2. التوقف عن الذنب.
3. العزم على عدم العودة.. لا يمكن أن أبيع دنيتي بآخرتي، إن الدنيا كفقاعة صابون بجوار جوهرة ثمينة، أو كمن في جيبه عشرة ريالات ويعرض عليك شيك مفتوح مكتوب عليه ((لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)) (ق:35). لقد وردت قصة لطيفة في الأثر عن موسى عليه السلام فقد ظل سبعون ألفا من بني إسرائيل في القحط الشديد ولا ينزل المطر ويكادون أن يموتون من العطش والبهائم كذلك، فوقف موسى يدعو وقال لهم نخرج للاستسقاء وصلوا صلاة الاستسقاء، وظل يدعو ويدعو والمطر لا ينزل، فقال: يا رب عودتني الإجابة فلم ينزل المطر، فأوحى إليه الله: يا موسى لن ينزل المطر لأن بينكم عبد يعصاني منذ أربعين سنة وهو يعصاني فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء.. هل عرفتم مصائبنا وأحوال بلادنا ما سببها؟.. فقال موسى: يا رب فماذا نفعل؟ قال: أخرجوه من بينكم لينزل المطر، فقال موسى لبني إسرائيل: بيننا رجل يعصي الله أربعين سنة، فأخرجوه من بينكم لينزل المطر. إن الرجل يعرف نفسه فقال يا رب: أنا إن خرجت فضحت وإن بقيت منعنا من المطر ومتنا، ماذا أفعل؟ ليس لدي غير أني أتوب إليك وأعاهدك ألا أعود فاسترني وأنزل المطر.. فنزل المطر من السماء، فقال موسى: يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد! فأوحى إليه الله: يا موسى نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي يعصاني منذ أربعين سنة، فقال موسى: يا رب دلني عليه لأفرح به، فقال له الله تبارك وتعالى: يا موسى يعصاني أربعين سنة وأستره، أيوم يتوب إليَّ أفضحه؟!.
هناك شرط رابع للتوبة: وهو إن كنت قد أكلت حقاً من حقوق الناس فلابد أن تُعيده، ومهما تبكي فلابد من إعادة حقوق الناس، ولكن عند الغيبة لا تخبروا الأشخاص الذين اغتبتموهم.. ادعوا لهم كي لا يتغيروا من ناحيتكم.
أحلى يوم في حياتك..
لقد تخلف سيدنا كعب بن مالك عن جيش المسلمين في تبوك وأمر النبي بخصامه خمسين يوماً واشتد تعبه، وبعد الخمسين يوم نزلت آيات التوبة في سورة التوبة بتوبة الله عليه، فخرجت الناس تنادي عليه: يا كعب أبشر.. تاب الله عليك، يقول: فخرجت من بيتي يتلقاني الناس في الطريق أفواجاً يقولون لي مبروك توبة الله عليك يا كعب، حتى دخلت المسجد فرأيت النبي فاستنار وجهه من الفرحة بي كأنه قطعة قمر وقال لي: تعال، فذهبت أمشي بين يديه وأنا خجلان، فقال: اجلس فجلست، فقال لي: أبشر يا كعب بخير يوم طلع عليك منذ ولدتك أمك.. تاب الله عليك.
وأخيرا.
ماذا لو عدت للذنب؟ يقبلك إن تبت مرة أخرى وثانية وثالثة، ((أذنب عبد ذنبا فقال: يا رب أذنبت فاغفره لي، فقال الله: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي، ثم عاد فأذنب ذنباً فقال الله: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي، ثم عاد فأذنب ذنباً فقال الله تبارك وتعالى فليفعل عبدي ما شاء مادام يستغفرني ويتوب إليَّ)). ولكن أحياناً عندما تذنب مرات عديدة تشعر بحاجز وأنك تستطيع التوبة وتشعر بالخجل فيقول لك التواب اعمل حسنة كي تكسر حاجز الخجل ((..إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ..)) (هود:114) و ((أتبع السيئة الحسنة تمحها)) ولهذا كان شهر رمضان كي تعمل الحسنات وتكسر الحاجز فتتوب.. إن رمضان شهر توبة، وأقسمت عليكم أن تعبدوا التواب الليلة فهذه الحلقة حجة عليَّ وعليكم يوم القيامة.
[/align]
 
رد: اسماء الله الحسنى 16 التواب

جزاااااااااااااااااك الله خيرا حبيبتي سونـــــدا


ربي يســ ع ـــدكـ
 

ابو شيماء

سيف الحق
رد: اسماء الله الحسنى 16 التواب

((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة، أشكر اليسير من العمل وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بكم من الأم الشفيقة بولدها، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم)).


حديث يبحث في النفس التفائل والأمل والرجاء
اللهم ارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين
اللهم ارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين
اللهم ارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين
بُوركت سوندا
الله يجزيك بالخير
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 15 الرقيب

امين اخي ابو شيماء


شكرا اخي لمواكبة
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 16 التواب

بارك الله فيكم جميعا

الله يفتح عليكم
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: اسماء الله الحسنى 13 الودود

سارة

ارجو ان اكون قد بلغت
 

مواضيع مماثلة

أعلى