حقيقة الاستثمار بالمشروع 22.. واجهة شركات الاستثمار الجديدة في سوريا
المشروع 22

المشروع 22، هو مشروع استثماري طرحته بعض شركات مجهولة الهوية. انتشر خلال الأشهر الماضية في عدد من المحافظات السورية. كما روجت لهذا المشروع العديد من الجهات، بالمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. أيضا بالدعوات الشخصية التي استهدفت المهتمين بالاستثمار في سوريا. تابع من خلال موقع منارة سوريا، حيثُ سنقدم كامل التفاصيل حول “المشروع 22“. من ثم حقيقة الاستثمار بهذا المشروع. كما سنتطرق إلى توضيح الفرق بينه وبين التسويق الشبكي. وختاما سنعرض طرق الاستثمار الناجحة في سوريا.

شرح المشروع 22 في سوريا

المشروع 22، هو أحد المشاريع الاستثمارية التي انطلقت في سوريا مؤخرا. كما أنَّ معنى هذا الاسم، هو أنَّ المستثمرين الداخلين بهذا المشروع سيحصلون على أرباحهم كل 22 يوما. هذا ويتم حساب هذه الأرباح، بنسبة 33.7% من إجمالي رأس المال الذي يودعه المستثمر. علاوة على ذلك، فإنَّ الاستثمار مفتوح إلى فترة غير محدودة. الأمر الذي جذب العديد من المستثمرين إلى المشروع 22، بغية تشغيل أموالهم ومدخراتهم بهذا المشروع. للحد من معاناتهم جراء الواقع المعيشي الحالي في سوريا.

يطمح المستثمرون، بعد الدخول بالمَشرُوع 22، إلى تحقيق الأرباح المجزية. واستلام العوائد المالية كل 22 يوم، كما هو مخطط له. في الواقع إنَّ عددا من المستثمرين قد نجحوا باستلام أرباحهم بالفعل. ولكن المريب في الأمر أنَّ الاستثمار الحقيقي في سوريا، من غير الممكن أن يحقق هذه النسبة المرتفعة من الأرباح خلال 22 يوما فقط.

لعل أكثر الأمور التي يمكن من خلالها كشف شركات الاستثمار الحقيقية. وتمييزها عن شركات الاستثمار الوهمية، هي نسبة الاستثمار التي تمنحها هذه الشركات. لذلك يجب دوما أخذها بعين الاعتبار، إذ من غير الممكن أن تمنح الشركة أرباحا للمستثمرين بنسبة تتجاوز نسبة العائدات المالية التي تحققها استثمارات الشركة. ومن هذه النقطة يمكن الكشف عن شركات الاستثمار الوهمية، حيثُ تعتمد هذه الشركات على منح نسبة أرباح عالية جدا، بهدف جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين. من ثم توزع أرباحا وهمية، أي يتم توزيع الأرباح من رأس المال. وبذلك تكسب ثقة المستثمرين. وهذا ما يسهل إغراء المزيد من الناس للوقوع بهذه المصيدة. وبعد جمع أكبر كمية ممكنة من الأموال، تختفي الشركة دون ترك أي أثر.

شرح المشروع 22 في سوريا
شرح المشروع 22 في سوريا

السيناريو المبدئي للمشروع 22

يتم الاستثمار في المشروع 22، بإيداع مبلغ مالي، وليكن 1000000 ليرة سورية. غير قابل للاسترداد، أي أنَّ المستثمر لا يمكنه استعادة رأس المال بعد البدء بالاستثمار في هذا المشروع. كما أنَّ الإيداع يتم، بدون أي وثائق ثبوتية، سند أمانة. أو وصل إيداع. أو غيرهم من الوثائق الرسمية التي تضمن حق المستثمر.

بعد ذلك يحصل المستثمر على أول دفعة من أرباحه، بعد مضي 22 يوما على إيداع أمواله بالمشروع 22. وهي 337000 ليرة سوريا، باعتبار أن المبلغ الذي تم إيداعه هو مليون ليرة. كما ويتم إعلامه بأنَّ هذه الأرباح ستستمر بدون نهاية. وعلى ذلك فإنَّ المستثمر سيستعيد كامل رأس المال في غضون 66 يوما فقط. ومن ثم يبدأ بكسب الأرباح الكبيرة كل 22 يوم.

بعد حصول المستثمر على الدفعة الأولى من أرباحه، تكسب شركات المشروع 22، الثقة الكاملة لهذا المستثمر. الذي يبدأ بدعوة أصدقائه وأفراد عائلته للدخول في هذا المشروع. وهنا يبدأ السيناريو الأكثر خطورة في المشروع 22، بعد كسب ثقة العملاء الأوليين. حيثُ تتضاعف أعداد المستثمرين الداخلين بالمشروع 22، بسبب إقناعهم من قبل العملاء الأوليين، الذين تم إيهامهم بنجاح استثماراتهم.  الأمر الذي يجعل الودائع المالية تنهال على المشروع 22، بهدف الاستثمار وكسب المال.

اقرأ أيضا: الاستثمار في الذهب للمبتدئين

حقيقة الاستثمار بالمشروع 22

بعد البحث الموسع حول المشروع 22. وخلفية الشركات التي تروج لهذا المشروع، اتضح أنَّ الاستثمار بالمشروع 22، هو استثمار وهمي. تماما كما هو متوقع. حيثُ تم توثيق حالات نصب تعرض لها المستثمرون في مناطق مختلفة من سوريا، خصوصا في محافظة السويدا. حيثُ استلم المستثمر (العميل)، الدفعة الأولى فقط من أرباحه. من ثم لاذت الشركات القائمة على هذا المشروع. وجميع العاملين فيها، بالفرار دون ترك أي أثر. وهو أمر يمكن التنبؤ به بسهولة، إذ إنَّ إقناع العميل بإيداع الأموال بدون وثائق رسمية، هي عملية نصب واحتيال حكما. بغض النظر عن طبيعة الاستثمار. أو الأرباح المتوقعة منه.

الفرق بين المَشروع 22 وشركات التسويق الشبكي

المشروع 22، يشترك بعدد من الأمور مع التسويق الشبكي، والذي انتشر في السنوات السابقات على نطاق واسع جدا في سوريا وعدد من الدول الأخرى. إلى أنَّ تم الكشف عن حقيقته، وتحريمه بشكل كامل في العديد من الدول. وبالمقارنة، نجد أن الفكرة الجوهرية للتسويق الشبكي، هذ ذاتها في المَشروْع 22. وهي جمع أكبر كمية ممكنة من رأس المال بدون أي عقود رسمية أو سندات استلام، لتجنب الملاحقات القانونية. من ثم الاختفاء بشكل كامل وسرقة الأموال التي تم جمعها. كما أنَّ المَشرُوع 22. والتسويق الشبكي، اعتمدا على العميل نفسه للتوسع والانتشار. وهذا ما يفسر سرعة الانتشار الكبيرة التي تنطلق بها هذه الشركات.

قد يعجبك أيضا: تشغيل المصاري في سوريا غير قانوني.. احذر النصب والاحتيال

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا حول “المشروع 22”. حيثُ قدمنا شرح مفصل عن هذا المَشروع. وما يحمله في خفاياه إلى المستثمرين في سوريا. أيضا أوضحنا السيناريو الذي يعمل به المشْرُوع 22. كما التجارب السابقة في هذا المشروع. والنتائج التي حصل عليها المستثمرون بعد إيداع أموالهم ومدخراتهم بالمَشروع 22. كذلك قارنا بين المَشروع 22 والتسويق الهرمي، الذي كان منتشرا بشكل كبير سابقا. كما بينا الطرق والأساليب التي تتبعها شركات الاستثمار الوهمية. أيضا كيفية كشفها، لتجنب الوقوع ضحية للاستثمار الوهمي.