هذه قصتي مع زوجي والملك

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
بسم الله الرحمـن الرحيم
قصتي مع زوجي والملك
*
***
******
عبادة
*** في محراب الزوج ***
*********************
يحكي أن
الملك طلع يوما
إلى أعلى قصــره
يتفرج فلاحت منه التفاتة
فرأى امرأة على سطح دار إلى
جانب قصره , لم ير الراءون أحسن
منها , فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها :
لمن هذه
؟
فقالت:
يا مولاي : هذه زوجة غلامك فيروز
قال: فنزل الملك , وقد خامره حبها وشغف بها
فاستدعى بفيروز وقال له:
يا فيروز قال
لبيك
يا مولاي
قال:
خذ هذا الكتاب
وامض به إلى البلد الفلانية
وائتني بالجواب
فأخذ
فيروز
الكتاب
وتوجه إلى منزله
فوضع الكتاب تحت رأسه
وجهز أمره , وبات ليلته , فلما
أصبح ودع أهله , وسار طالبا لحاجة
الملك , ولم يعلم بمــا قد دبره الملك
وأما الملك , فإنه لما توجه فيروز , قام مسرعًا
وتوجه متخـــــــفيًا إلى دار فيروز
فقرع الباب قرعا خفيفا
فقالت ::
امرأة فيروز :
من بالباب
؟
قال:
أنا الملك
سيد زوجك
ففتحت له , فدخل وجلس
فقالت : له أرى مولانا اليوم عندنا
فقال:
زائر
فقالت:
أعوذ بالله من
هذه الزيــارة , وما
أظن فيـــها خيراً , ف
قال لها: ويحــك إنني الملك
سيد زوجك , وما أظنك عرفتني
فقالت : بل عرفتك يا مولاي , ولقد
علمت أنك الملك , ولكن
سبقتّك الأوائل
في قولهم:
(
سأترك ماءكم من غير وَردٍ
وذاك لكثــرة الورّاد فيه
إذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسـود ورود ماء
إذا كان الكـلاب ولغن فيه
ويرتجع الكـريم خميص بطن
ولا يرضى مـساهمة السفيه
*
*
وما أحسن يا مولاي قول الشاعر
(
قل للذي شـــفه الغرام بنا
وصاحب الغدر غير مصحوب
)
هذا ما كان من الملك
وأما ما كان من فيروز
فانه لما خرج , وسار تفقد
الكتاب , فلم يجده معه في رأسه
فتذكر أنه نسيه تحت فراشه , فرجع
إلى داره , فوافق وصوله , عقب خروج
الملك من داره , فوجد نعل الملك في الدار
فطاش عقله , وعلم أن الملك لم يرسله في هذه
السفرة , إلا لأمر يفعله , فسكت ولم يبد كلاما , وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك , فقضاها ثم عاد إليه , فأنعم
عليه بمائة دينار , فمضى فيروز إلى السوق , واشترى ما
يليق بالنساء , وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته
فسلم عليها , وقال :: لها قومي إلى زيارة بيت
أبيك قالت :: وما ذاك , قال :: إن الملك أنعم
علينا , وأريد أن تظهري لأهلك , قالت::
حبا وكرامة , ثــــم قامت من
ساعتها , وتوجهت إلى بيت
أبيها , ففرحوا بها , وبما
جاءت به معها
فأقامت عند
أهلها شهر
فلم يذكرها
زوجها , ولا ألم
بها , فأتى إليه أخوها
وقال:: له يا فيروز , إما أن
تخبرنا بسبب غضبك وإما
أن تحاكمنا إلى الملك




فقال إن شئتم الحكم فافعلوا , فما
تركت لها علي حقا فطلبوه إلى
الحكم , فأتى معهم وكان
القاضي
عند الملك جالس
إلى جانبه
فقال أخو الصّبية
أيّد الله مولانا قاضي
القضاة , أني أجرت هذا
الغلام بستانا سالم الحيطان
ببئر ماء معين عامرة , وأشجار
مثمرة , فأكل ثمره , وهدم حيطانه
وأخرب بئره , فاـلتفت القاضي إلى
فيروز , وقال :: ما تقول يا غلام , فقال
فيروز :: أيها القـاضي , قد تسلمت هذا
البستان , وسلمته إليه أحسن ما كان
فقال القاضي :: هــل سلم إليك
البستان كما كــان, قال :: نعم
ولكن أريد منه السبب لرده
قال:: القاضي ما قولك , قال ::
والله يا مولاي ما رددت
البستان كراهة فيه , وإنما
جئت يوما من الأيام
فوجدت فيــه أثر
الأسد
فخفت أن يغتالني
فحرّمت دخول البستان
إكراما للأسد , قال :
وكان الملك متكئا
فاستوى جالسا
وقال يا فيروز:
ارجع إلى بستانك
آمنا مطمئنا , فوالله ان
الأسد دخل البستان , ولم
يؤثر فيه أثرا , ولا التمس منه
ورقا ولا ثمرا , ولا شيئا , ولم يلبث
فيه غير لحظة يسيرة , وخرج من غير
بأس , ووالله ما رأيت مثل بستانك , ولا
أشد احترازا مـــن حيطانه على
شجره , قال : فرجع فيروز إلى
داره , وردّ زوجته , ولم يعلم
القاضي ولا غيره بشيء
من ذلك
والله أعلم
المرجع:
الأبشيهي:
المستطرف في كل فن مستظرف
1/ 104 - 106
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: هذه قصتي مع زوجي والملك

ذآئقة مخملية
سلمت آخي
قصة ولآ اروع
وفيها الكثير من الحكم والموآعظ
اولها وفآء تلكَ الزوجة
وحكمة فيروز
ودهآء السلطة


يثبت
مع شكري الجزيل سيدي

 

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: هذه قصتي مع زوجي والملك

ذآئقة مخملية
سلمت آخي
قصة ولآ اروع
وفيها الكثير من الحكم والموآعظ
اولها وفآء تلكَ الزوجة
وحكمة فيروز
ودهآء السلطة

يثبت
مع شكري الجزيل سيدي


هدير الصمت عـــلى تعليقكم أبلغ
بارك الله فيكم , وجزاكم الله خيرا
 

مواضيع مماثلة

أعلى