.:: عازف الناي ::.

الصوت

كاتب جديد
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-color:firebrick;border:10px ridge silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
همسة إلى من كتبت القصة لها :


أنا لا ادري من تكونين,أنا لا أدري أين تسكنين ,

أنا لا أدري لما لا أستطيع أن أقول لكي إني أحبك.تتلعثم كلماتي في حضرتك و تخر أمام عينيك


جبال القصائد التي اسهر الليل بطوله اغرفها من بحر هواك . و حين لا أراك يحضرني ملاك من السماء

تذكرني همساته الطاهرة بلون عينيك .يلقي إلي كلمات السحر و الأمل .


و حين أقول له لا أتمنى في هذه الدنيا سوى أن أراها يهمس في أذني شيئاً عجيباً يذهب عني عناء الحزن

و ينسيني النوم في تلك الليالي التي لازلت أعيشها اكتب لك القصائد و في المساء انثرها مع الرياح .
ما كان لفتى مثلي أن يتعلق بخيوط الهمس من ذاك الملاك لولا أن الحب أجمل سراب في صحراء الحياة .

هذه القصة من وحي الملاك كتبت إلى من تعلم أنها إليها و لو كان بإمكاني ألقيت


على سطورها وردة ثم ذهبت بها إليها و قلت لها :




إني على غربتي النكراء أهواكِ و أموت بحبك لولا صوت ذكراكِ




وأعيش على صدى الأحزان أفاكً لا أنـــا ميتٌ و لا حي فأنساكِ

56.gif






[glint]عازف الناي [/glint]




تروى الحكايات لنيل العبر . و لهذه الحكاية عِبرة و عَبرة في قلب من يرويها و يسمعها .

تبدأ الحكاية في إحدى القرى البعيدة . في ليلة ماطرة من ليالي الشتاء الطويل .
في تلك الليلة ولد طفل لأحدهم . لم تكن ولادة عادية . توفيت الأم قبل أن ي


رى طفلها النور و حين رأى الطفل النور لم يسلم من المعاناة . لقد ولد مشوهاً .

له قدمان بالكاد يلتقيان إحداهما ذاوية . و في يديه تلعثم الكلمات على شفاهه المرتخية .

فلا يديه تعينانه و لا شفتاه تفصحان القول ,لكنه عاش .

و في شتاء ما حين شب الفتى توفي والده فكان الشعرة التي انقطعت بينه و بين أهل القرية و هم

الذي أسبغوا على حياته لونا اسود إذ كانوا يلقبونه نصف بشر تارة و نصف وحش تارة أخرى .

هام صاحبنا في الغابات و الجبال يلاحق أغنية قديمة تقول أن ساحرة الجبل تملك شفاء من ظلمتهم الحياة .
كان يسير طول الليل و يختبئ نهارا عن أعين البشر . و مر ذاك الشتاء ببطء شديد .

ثم تلاه صيف حزين و عاد الشتاء من جديد .

في أول يوم ماطر منه كان صاحبنا يقف فوق جبل الحياة صائحا بكل ما مده التلعثم من قوة :

أيا ساحرة الجبل . و هناك في أعلى الجبل ظهرت له الساحرة و قالت :

ماذا تريد ؟ .
قال : أبلاني المسير إليك و لم يمتني كما يميتني كل يوم ما ألم بي من تشوه و لحق بي من استنكار البشر لخلقي .

قالت : فما تريد ؟ .
رد : ما أفعل كي أصبح في خلقي كالآخرين ؟.

سكتت الساحرة ثم راحت تبتعد و هي تقول :

اذهب شمالا و سر تسعة ليال ثم اعبر جبل الصبر تجد شجرة الأمل .
خذ غصناً منها و اجعله ناياً فاعزف حتى تلقى جنية البحيرة .
هي من تريد .
ثم غابت الساحرة في السحاب .
سار الفتى في الطريق التي قالت عنها الساحرة و بعد تسعة ليال وصل جبل الصبر و عبره بعد شقاء طويل .
هناك خلفه و جد مرجاً أخضر تلقاه بأول خيوط الشمس بعد مطر مستديم .
وسطه كانت تشمخ شجرة كبيرة عرف أنها شجرة الأمل .
اخذ غصناً منها و نحته ناي لم يكد يلامس شفتاه اللتان لا تحسنان الكلام حتى صاغ أعذب الأنغام .
عاد عازف الناي باحثا عن جنية البحيرة في الغابات و الوديان .
و أمضى في بحثه هذا عدة شهور فجاء الصيف و مر دون أن ينتبه له .
لكن أخر أيام الصيف حملت له صوتاً عذباً راح يهمس له كلما عزف على الناي.
كان صوتاً عذب يخلب الألباب و يدخل إلى الروح سكينة الحياة الخالدة .
تبع عازف الناي الصوت نحو الغابة التي صدر منها الصوت .
كان كلما اقترب من عمق الغابة اشتد الصوت .
و في ليلة قمراء من ليال الشتاء وصل صاحبنا إلى بحيرة ساكنة .
مياهها داكنة . على ضفافها راح يعزف أجمل الألحان على ناي الأمل و همسات رقيقة تمتزج بأنغامه فتزيدها جمالا .
لكن خيوط الشمس بدأت تصل إلى سطح البحيرة فتمحو معها ذاك الهمس و تعيد السكون إلى الغابة و إلى عيناه المتعبتين من السهر كي يغفوان .

في الليلة التالية تكلمت إليه جنية البحيرة و قالت : ماذا تريد ؟ .
لم يجب عازف الناي سؤالها و بدأ العزف فعادت الجنية إلى هدهدتا وامتزج الصوتان ثم جابا معاً أرجاء الغابة يدخلان الراحة إلى قلوب ساكنيها .
لم يطلب العازف من الجنية أن تجعله كالآخرين لأنه أحس انه يتمنى شيئا أخر و بشدة اكبر .
كان كلما سمع صوتها نسي ما به من تشوه و صفت روحه و انتشرت في جسده الهزيل سعادة لا يعرف منتهاها .
في كل يوم تقول له الجنية ( ماذا تريد ؟ ) لكنه دوما يبقى صامتاً ثم يمسك نايه و يبدأ العزف حتى ترافقه الجنية بصوتها العذب .
كان يبعث في لحنه فرح الطفولة فترد بصوتها الذي يشبه حنان الأم .
و مر الشتاء . لكن الصيف الذي جاء و انتصف حمل لعازف الناي قراره فيما يتمنى .
عندما قالت له الجنية :ماذا تريد ؟ . قال لها : أتمنى أن أراك .
ضحكت الجنية و ظلت تضحك حتى بزغ الفجر فذاب صوتها في زقزقت العصافير .
ثم عادته الجنية ليلا وسألته نفس السؤال فقال لها :
أنتِ الوحيدة التي لم تشعرني باني اقل من البشر خلقا و أنتِ التي جعلتي حزن الكون الذي احمله بين ضلوعي ينبض حبا .
و أنا عشقتك في ذاك الحنان الذي تلفين به الحياة و عشقتك في تلك الهمسات الندية مثل خيوط الشمس الأولى عند الفجر .
ضحكت الجنية من جديد لكنها قالت قبل أن يبزغ الفجر : أنتَ لن تستطيع رؤيتي .
ثم عادت إلى الضحك و بزغ الفجر على ضحكاتها و كلمات الهوى التي راح يلقيها عازف الناي كما تلقي
رياح الخريف أوراق الشجر اليابسة في البحيرة .

في المساء زاد صاحبنا إلحاحه على رؤية من عشقها و لم يرها .
قالت له : ذاك الجنس الذي تنتمي إليه يحترق و يذوب لو لمسته بيدي فكيف تريد مني أذيتك و أنتَ الذي تحبني؟.
قال لها : هذه هي أمنيتي و لن أبدلها . و أن شئت أغادر هذه الغابة لكن بعد أن تحققي لي ما أتمنى .
سكتت الجنية تلك الليلة فجاء الصباح باردا مثل ساقية صغيرة تتمسك ببرد الشتاء في أول أيام الربيع .
عند المساء قالت الجنية : سوف يلاحقني الم رؤيتك لي طول عمري كالإثم .
كيف لي أن اخذ بصرك و أنت تحبني .رد عازف الناي : لقد أخذت مني قلبي فخذي عينيّ و أعيديه .
و أعدك أن أهيم في هذه الدنيا إن أنت حققتِ أمنيتي .
ثم راح يزيد وعوده بالمغادرة إن هي تركته يرى وجهها حتى و أن كان أخر شيء يراه في دنياه .

بعد ليال طوال من الجدال لم تجد الجنية بداً من تحقيق أمنية عازف الناي فقالت له
سوف أتركك تراني في أول يوم من أيام الشتاء ففرح و راح يعزف ألحانه الشجية لوحده بداية ثم رافقته الجنية بصوت متهدج
لم يسمعه احد إلا سبب له عبرة لم يدري سببها .

مر الصيف سريعا و جاء الشتاء يلف غطاء الأرض الأخضر بيديه العاريتين .
قال عازف الناي للجنية عند المساء : يا من عشقتها قبل أن أراها فِ بوعدك.
فهمست له لكن بصوت حزين : سوف يلاحقني الحزن كالإثم لما سأسببه لك من الأذى كل الحياة .
و ظهرت من وسط البحيرة . كانت أشبه بهالة من الضوء أنارت ما حول البحيرة و في تلك الهالة تمكن عازف الناي من إدراك جمالها الفائق .
كانت عيناها فوق كل شي استطاع بشر تخيله و لو انه شاعر لقال في حضرتهما ما لم يقل في الأرض و لن يقال إلا في السماء .
لكن النور بدأ يخبو في عينيه و راح الظلام يلف الكلمات التي حارت عيناه بها فنام العازف على خيال جميل و لما استفاق وجد الظلام

يجثم فوق جسده المتعب بكل ثقل . علم انه فقد بصره لكنه لم يحس بالأسف بل اكتفى بأن امسك ناي الأمل و راح يشدو لحناً حزينا
بينما كان يتخبط في أرجاء الغابة مبتعداً . كان لحنه يسمع في الوديان و الغابات مصحوباً بصوت ملائكي حزين
و في ليالي الشتاء الطويلة كانت كلماته المتلعثمة تطرق الأبواب و تجوب القلوب قائلة :
أكبر مأساة في الكون أن تحب من لا تستطيع الوصول إليه .
ثم تنوح الحان نايه ممزوجة بصوت الجنية .
و حين يلوح الفجر تذوب الألحان في قطرات الندى التي تبكيها الأزهار دموعا تمتزج بماء البحيرة فتزيد سكونها حزنا و صمتها ألما .



محمد فارس
القصة منشورة في الصحف المحلية



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]​
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: .:: عازف الناي ::.

أكبر مأساة في الكون أن تحب من لا تستطيع الوصول إليه .



نعم بعد قرآئتي العميقة للرواية

استخلصت تلك العبآرة

أو تلكَ العبرة
نسج خيآل مآ شآهدته هنآ قصة اتمنى ان يقرآهآ الجميع
رغم آلمهآ لكنهآ رآئعة حفظتها في المفضلة

سلمت آلآيآدي ..

 

اميرة الحور

ذات ثقافة عالية
رد: .:: عازف الناي ::.

أكبر مأساة في الكون أن تحب من لا تستطيع الوصول إليه .

ثم تنوح الحان نايه ممزوجة بصوت الجنية .
و حين يلوح الفجر تذوب الألحان في قطرات الندى التي تبكيها الأزهار دموعا تمتزج بماء البحيرة فتزيد سكونها حزنا و صمتها ألما .

ويبقى احســـــــــاس الحب ســــــــــيد الكووون


عزيـــــــــــزي الصـــــــوت

منذ اول مرة قرات هذه القصة ادهشششتني

وشكرا جدا لأنك كتبتـــها هنـــــا مجددا

رأيت فيها العشــــق الذي عنه بحثت طويلا وطويلا

عشـــــــــق وحب سااامي عن الرغبات والغايات

حــــــــب يعطي قوة للحياة وشعور بالجمااال رغم الحزن والألم

آآآآآآآآآه من ما احسست واحسست فيها من وفاء واخلاص ومعاني سامية

ســـــــــــــلم الله يمناك وأسعد قلبك بمن تستحق

وروووودي لك
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: .:: عازف الناي ::.

ما اجملها من قصة معبرة رغم الآلم الذي فيها
الا انها رواية رائعة جداً وتستحق القراة من الجميع
اخي محمد اتمنى ومن كل قلبي
ان تعود للكتابة على صفحاتنا في المنارة
لا عدمناك يا غالي
 
أعلى