غريد الشرق
( شاعر
- إنضم
- 19 أغسطس 2009
- المشاركات
- 113
- النقاط
- 521
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][align=center]
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/table1][/align]
منذ أكثر من ستين عاماْ
[/align][align=center][/align][align=center]
وأنا مستلقٍ على أرصفة المنافي
تاركاْ الصباح ورائي
وهنا ..
عند بوابة اللاعودة ....
إختطفتني قطعان الضباع
لترميني بعيداْ خلف البحار
المتعطشة للترحال
مشيت وأنا أسابق الأقدار ...
أصطلي برمضاء الصحراء المقيتة
والأشواك توخز دروبي
ضجراْ ترمقني بنظرة إستهزاء
تسألني عن وجهتي ..
وتسألني كم تبقى من عمرك
وكم تبقى من أشلائك
كي تعود إلى مهدها
ومعها بقايا من ذكرى وطنٍ طريدٍ
كتب عليه الموت الزؤام
أيها البشر ....
أنا إنسان ...
يسكن في كوكبٍ
لا يدرك أهمية الجغرافيا ولا التاريخ
أنا إنسان ..
أقبع في جوف الترجي والحرمان
مضى على ترحالي عقود
ووطني تائه في الأجندات
مخبأ في حقيبة النسيان ..
منعوا عنه الأكسجين
بدلوا الأسماء
وأنجبوا الملمات
فقط سمحوا له بالنحيب
واستنشاق رائحة المدافع والرصاص
في زماننا ..
صمت الميزان
وأمست العربة أمام الحصان
فرحل العدل إلى المريخ
وتكدس الظلم في بطون البغاة
أنا إنسان ..
إذاْ أنا الماضي ..
أنا الحاضر ...
أنا المستقبل ...
أنا ..
من عشق الثرى
وامتشق سيف الهمام
ومفتاح بيتي ...
ما زال في جيبي
لم تجردني منه أرصفة المنافي
وحقلي في حيفا
ما زال يدك حصون الإحتواء
وبيتي لم يرحل ..
ولن يمحه ذلك الغبار
القادم من أتون الجفاء
وبالأمس القريب ..
وضعوا تغريبة وطني في موسوعة
جينسون للأرقام القياسية
فحاز وطني على الميدالية الماسية
ثم وضعوا الكرامة بين قوسين
وجردوها من ثيابها ..
واغتصبوها بالإكراة
سجل يا تاريخ ..
حكاية لاجيء لفظته الأيام
وداست عليه الأقدام
هنا ....
ما زالت تتخطفني أرصفة المنافي ..
غير آبهةٍ ببرتقالة يافا
التي ما زلت أحتفظ بها في جيبي ..
ولم يتبقى لي سوى
خيمة صغيرة ممزقة
تقع بين تلتين متناحرتين ..
تفسد عليها خلوتها
ريح ماكره تتجاذبها من كل جانب
وكأنها غريبة عن هذه الدنيا
الممتده في كل الأصقاع
وحين آوي إلى فراشي ..
يأتيني وطني
يروي لي قصته
التي مضى عليها أكثر من ستين عاما
وكيف رموه في كهفٍ مهجور ..
لا يصله شمس ولا هواء
في تلك اللحظات العصيبة انطلقت من
شفتي ابتسامة حنين ينتابها الحزن
انسكب بغزارةٍ على قلبي المتشوق للبكاء
وقبيل الفجر ..
ودعني وطني وودعته بالمثل
ليعود من حيث أتى
محمولاْ على أكف الأقدار ..
ليكمل رحلة شقاءٍ
طالت فصولها رغماْ عني وعنه
وأنا ..
ما زلت منكمشاْ في خيمتي الصغيرة
كي ينقضي أكثر من ستين عاما أخرى
وربما أكثر
وبعد مضي ثلاث ليالٍ على رحيله ..
جاءني خائفاْ مرتعد الفرائص
من مصير مجهول ينتظرني وينتظره
فربت على ظهره وقلت له ..
لا تخف ...
نحن توأمان لا يفترقان ..
ولدنا في زمن واحد ..
وجمعنا مشوار طويل مثقل بالهموم
والقيود لم تزل تلف معصمينا ..
رفيقة دربنا
وأنسنا الوحيد
في هذا الوقت
بدأ كل منا يروي حكايته للآخر ..
فلم تعجبهم روايتنا ..
فقرروا أن يغتالوا كلينا
وحتى يتستروا على جريمتهم ..
وضعونا في عنق الزجاجة
وسدوا منفذها الوحيد ..
وأحكموا علينا الإغلاق ..
ثم أصدروا كماْ هائلاْ من الفتاوي
فهاك واحدة من هذه الفتاوي ..
قالوا ..
في زمن العجائب
أصبح كل شيءٍ جائز
وفي فتوىْ ثانية قالوا ..
يمكن أن تلد الأمة ربتها ..
وقد يطربنا الغراب
فقرروا أن يتجردوا من الأخلاق
وأطفأوا الأنوار ..
وأقاموا صلاة الغائب على كلينا
ثم أقاموا الولائم وشربوا الأنخاب
فتباْ لهم ولفتاويهم البائسة ..
وسحقاْ لكل مستهتر
يضع العربة أمام الحصان
[/align][/cell][/table1][/align]
[align=center][table1="width:95%;background-color:black;border:4px solid green;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align][/cell][/table1][/align]
اع