حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

الببر

كاتب جيد
المتحف الأسود ( الكتيب رقم 60 من سلسلة ماوراء الطبيعة )
صفحة ( 27 )
الواجهة الأولى : حكاية الرجل الذي أجاد دوره



انصح بمراجعة موضوع بعنوان ( ابن ابراكساس من المتحف الأسود ) قبل قراءة هذه القصة .
- 1 –
وقف ( مازن ) ينظر إلى الواجهة الأولى من نهاية القاعة .. لم تكن شيئا خارقا للعادة ، فيما عدا عباءة سوداء قديمة مغبرة تمزقت بعض أطرافها ، معلقة في إهمال على غصن شجرة .. طريقة عرض أراها كثيرا في محلات وسط القاهرة ، و لا أرى فيها شيئا غريبا ..

قال لي :
- ( قصة هذه العباءة غريبة بعض الشيء .. و قد اقتضاني الأمر أن أرتحل إلى ( ترانسلفانيا ) كي أحصل على القصة و العباءة معا .. )

قلت باسما :
- ( القصة واضحة الآن .. ( ترانسلفانيا ) و عباءة سوداء .. أن تتحدث عن مصاص دماء يا صديقي .. ربما كان الكونت ( دراكيولا ) ذاته .. )

ضحك بدوره و قال :
- ( نعم فلن أنسى أنك محترف إلى حد ما واسع الخبرة ، على أن القصة التي سأحكيها من الطراز الذي يروق لك .. إنها تمثل طرازا معينا من الرعب .. رعب الغفلة .. رعب ( كان الأمر واضحا لكني لم أنتبه له وقتها ) .. الدخان ينقشع ببطء و أنت لا تعرف ماذا يحدث .. هو ذا يشكل المعالم الخارجية لجسد .. الآن يزول الدخان تماما و تفهم أنك تقف أمام شيطان .. هنا تدرك أن الأمر كان واضحا .. كيف لم تنتبه لهذا في اللحظات الأخيرة ؟ )
************
قال ( مازن ) :
بدأت القصة منذ فترة في ( ترانسلفانيا ) ..
كان المخرج الأمريكي الشاب ( جوناثان بيكر ) يجيد عمله حقا .. إنه واحد من جيل ( الصبيان المزعجين ) في السينما الأمريكية .. يمتازون بالذكاء و النشاط .. هم دوما قادرون على تحقيق أفضل نتيجة ممكنة بالميزانية المطلوبة في الوقت المطلوب .. لكن لا تتوقع منهم عبقرية خارقة ..

و كان الفيلم المزمع تصويره و الذي قبل السيناريو الخاص به هو فيلم آخر من أفلام مصاصي الدماء ..

حين عرض عليه المنتج المنفذ السيناريو ، تصفحه بسرعة ثم قال في ضيق :
- ( لم يعد أحد يحتمل أفلام مصاصي الدماء يا ( ويلي ) .. لقد انهارت شركة ( Hammer هامر ) .. )

كان المنتج رجلا ضخم البطن راضيا عن نفسه .. و بالتالي يعتبر أن الجميع حمقى أو أوغاد ، و قد قال له و هو يفتح علبة من الجعة :
- ( لقد قدمت شركة ( هامر ) محاولات تجديد لا بأس بها .. )

- ( لكنها انهارت برغم هذا .. لقد عزف الناس عن محاولات التجديد لأنها ليست مما ألفوه .. بينما عزفوا عن أفلامها التقليدية لأنها مما ألفوه .. هناك لحظة تقرر فيها الجماهير فجأة أن اللعبة انتهت .. و لا أحد يعرف متى و لا لماذا .. )

قال المنتج و هو يفرغ محتويات العلبة في بطنه العملاق :
- ( لقد صار الناس أكثر ميلا إلى الرعب الأمريكي بعد ما قدمنا ( طارد الأرواح الشريرة ) و ( طفل روزماري ) .. انتهى الرعب البريطاني رخيص التكاليف .. رعب الأحمر و الأسود .. لم يعد أحد يخاف من رجل يضع أنيابا من البلاستيك و يزأر متظاهر بالوحشية .. الآن جاء عصر الرعب الأمريكي بلونيه الأزرق و الأخضر .. رعب الميزانيات العملاقة .. رعب المؤثرات التي لا تصدقها ما لم ترها .. )

فكر الفتى و هو يداعب لحيته الشقراء القصيرة :

- ( لا أعرف يا ( ويلي ) لازلت مترددا .. )

هشم المنتج العلبة التي فرغ من شربها .. ثم قال في برود :

- ( هذا هو السيناريو .. و أنا أريد منك أن تصنع منه شيئا خارقا للعادة .. خذه أو تركه .. هناك عشرات المخرجين غيرك يتمنون فرصة كهذه .. )

لم يفكر المخرج مرتين طبعا .. كان طموحا و كان يعرف أن الطريق لتحقيق طموحه و أن يفعل ما يريد هو أن يبدأ بفعل ما لا يريد .. قال و هو يأخذ السيناريو :

- ( ليكن يا ( ويلي ) .. سأخرج هذا الفيلم .. )

***********
كما هي العادة في السينما الأمريكية ، كانت الميزانية سخية جدا .. الجديد هنا أن التصوير سيتم في ( ترانسلفانيا ) بالذات .. في قلعة الكونت ( دراكيولا ) ذاتها ..

و قد انتقل فريق العمل إلى هناك ، و تمت إعدادات المعسكر التي تشبه أية إعدادات ( لوجيستية ) لأي جيش معاصر .. إن الجزء الذي سيتم تصويره في ( ترانسلفانيا ) معقد و هو الأصعب في عملية التصوير ، بينا الجزء الخاص بالولايات المتحدة سهل على الأرجح .. مجموعة من العلماء يتناقشون في شك .. حسناء نائمة في غرفة نومها .. إلخ ..

يتضمن السيناريو أن سائحا أميركيا يضل طريقه في قلعة الكونت ( دراكيولا ) .. يصرخ كثيرا و يحاول كثيرا و في النهاية يقهره التعب فينام .. آخ .. كيف لم يعرف هذا الأحمق أن المكان الذي اختاره للنوم هو القبو ؟ كيف لم يعرف أنه ينام إلى جوار تابوت الكونت دراكيولا نفسه ؟ التابوت الذي فشل من بحثوا في القصر في العثور عليه ، لكنه وجده بضربة حظ أو سوء حظ ..

الآن تتسرب رائحة اللحم البشري إلى منخري الكونت .. لقد بدأ هذا ينعش خلاياه .. انه ينهض .. إنه يرفع غطاء التابوت .. انه يستولي على روح السائح .. و لكنه مازال واهنا لا يقدر على مغادرة القلعة ..

بعد هذا يصير السائح خادما له .. يكلفه بإحضار الناس إلى مقبرته .. و الهدف هنا أن تتم طقوس معينة فوق تابوت الكونت .. هذه الطقوس سوف تعيد له قدراته الكاملة .. إن الضيوف يعتبرون مايدور مزاحا لكن السائح الأول هو الوحيد الذي يفهم معنى ما يحدث ..

و في اللحظة المروعة يتحرر ( دراكيولا ) و قد صار قويا كما كان .. ينقض على الضيوف و يفتك بهم .. ثم يخرج إلى العالم الخارجي و يعبر المحيط إلى الولايات المتحدة ..

كان ( جوناثان ) الشاب يعرف أن الجزء الفائت لا جديد فيه .. يمكن أن تقدمه ( هامر ) بسهولة أو تكون قد قدمته منذ أعوام في أفلامها التي لا حصر لها عن ( دراكيولا ) ..

و قالت له مساعدته ذلك .. و هي فتاة فاتنة _ بالمقاييس الأمريكية _ تدعى ( و يلما ) .. كانت جالسة تتأمل القلعة الجاثمة كالكابوس وسط الضباب من بعيد ..

قال لها و هو يريح ساقيه على مقعد أمامه و يرفع رأسه ليتأمل الشمس :

- ( أعرف هذا لكني أراهن على عدة أشياء .. أولا شخصية ( دراكيولا ) ذاتها لن تكون مسطحة مثل شخصيات ( هامر ) المعتادة .. سوف نتحاشى أسلوب التنميط أو القولبة الذي تجيده تلك الشركة .. دراكيولا كما سنقدمه نحن شخصية ثلاثية الأبعاد لم ترد في السينما قط .. ثانيا أراهن على مجموعة المؤثرات البارعة التي سنحاول أن نقدمها .. هذه أشياء لا يقدر البريطانيون عليها .. ثالثا سأحاول أن أستفيد من أخطائنا هنا لأصححها في الولايات حين نعود .. يمكن أن يقوم الكونت بأشياء مرعبة فعلا حين يذهب إلى هناك .. )

راحت تدون بعض الأرقام في لوح الكتابة الذي تمسك به .. ثم سألته :

- ( هل حددت أماكن التصوير داخل القلعة ؟ إن تصريح الحكومة اليونانية لن يدوم للأبد .. )

كان لا يعترف لنفسه بالحقيقة .. هو بالفعل لم يحب قط هذه القلعة .. إن لها شخصية قميئة لو كان للأماكن شخصيات .. و هذه الشخصية القميئة لا علاقة لها بالهيستيريا أو التأثر بما قيل عن القلعة قديما .. هو ليس من هذا الطراز .. إن لهذه القلعة وجودا نفسيا لا شك فيه ، و العارفون بهذه الأمور يقولون إن أي مكان جرت فيه مذابح سابقة يحمل هذا الوجود النفسي ..






لهذا ظل يؤجل لحظة البدء بالتصوير داخل القلعة .. راح يضيع الوقت في التقاط مشاهد عامة لها من الخارج .. و كان من الواجب أن يسعده كون القلعة كئيبة .. هذا يسيل له لعاب أي مخرج رعب .. لكن الحقيقة هي أنها كانت كئيبة أكثر مما يلهم مخيلته أو يسعده ..

عادت ( و يلما ) تسأله :

- ( لم تستقر بعد على ممثل ( دراكيولا ) ؟.. )

كانت هذه ورقة لعب مهمة يحتفظ بها .. أن ممثل الدور ( دراكيولا ) سيكون – للمرة الأولى على قدر علمه – نبيلا رومانيا أصلا .. رجل يتكلم الرومانية بطلاقة و يتكلم الانجليزية بصعوبة و لكنة شرق أوروبية ثقيلة ..

قال لها في ضيق :

( سوف أجده حتما .. لا تقلقي .. )

و كان مساعده الآخر الروماني أو ما يمكن أن نطلق عليه ( منسق الجزء الروماني ) شابا متحمسا يدعى ( إيزاك ) .. مهمته كانت أن يقابل هؤلاء الراغبين في التمثيل .. يطلب منهم تلاوة بعض السطور ثم يهز رأسه و يعد بالاتصال بهم .. كان الوقت يمر و المخرج يزداد قلقا .. لكنه لم يكن مستعدا للاستعجال :
( للمرة الأولى أعطى دورا محوريا بهذه الأهمية لشخص لم يقف أمام الكاميرا في حياته .. هذه مقامرة مريعة .. )

قال مساعده الروماني و هو يشغل لفافة تبغ :

( لهذا بالذات لا يصلح أحد حتى هذه اللحظة .. كلهم لا يجيد قراءة سطر واحد .. )

هكذا أمضى المخرج أياما قلقة .. إن اليوم يكلف مالا باهظا ، و بدأ يتساءل إن لم يكن من الواجب استدعاء ممثل روماني أو أمريكي محترف عبر المحيط لإنقاذ الموقف ؟

في اليوم الثالث جاء المساعد يلهث و هتف :

( وجدتها .. أعني وجدته ! )

( من هو ؟ )

( ممثلك المرموق .. الكونت ( دراكيولا ) .. تعالى معي حالا .. )

هكذا ترك ما في يده ، و اتجه عبر المقطورات المتراصة إلى حيث كان بعض رجاله يحيطون برجل فارع القامة .. من النظرة الأولى عرفه أنه هو .. كان مهيبا غريبا لع طابع أرستقراطي لا تخطئه العين ، لكن الأهم من هذا أنه كان لا يشبه ( كرستفور لي ) شيء .. و هذه مزية مهمة لمن يحاول أن يختلف عن ( هامر ) ..

دنا من الرجل .. كانت له عينان ثاقبتان رائعتان ..

قال له المساعد الروماني :

( هذا هو ( أوجين أولاف ) .. مدرس متقاعد يهوى التمثيل ، و هو يرغب في فرصة معنا .. )

راح المخرج يدور حول الرجل بتلك الطريقة غير الإنسانية التي يجيدها المخرجون ، كأنما يتعاملون مع مقعد حمام أو مضخة ماء .. كانت ملامح الرجل الحادة و نظراته الثاقبة لا تقاوم ..

( هل يعرف كيف يمثل ؟ )

تكلم المساعد مع الرجل بالرومانية فنفش هذا صدره و بالهجة فظيعة قال :

( أكون أو لا أكون .. تلك هي المسألة .. )

و استمر في أداء ( مونولوج ) هاملت الذي يحفظه جيدا ، لكن ملامح وجهه كانت تعبر بصدق أكثر مما يعبر لسانه .. يمكن أن تتابع الحوار من عينيه ..

قال له ( جوناثان ) بعدما فرغ من الكلام :

( أنت تعرف ( هاملت ) هذا جميل .. )

قال بنفس اللهجة و بوقار لا حد له :

( كنت أدرس الأدب الانكليزي منذ أعوام .. إني أجيد الانكليزية يا رئيس .. )

و بصرف النظر عن موضوع ما يعتقد أنه إجادته للإنكليزية ، و بصرف النظر عن مناداة ( جوناثان ) ب ( رئيس ) و طريقة لم يحبها قط ، فإن المخرج بدأ يعتقد أن الحظ قد أسدى له خدمة .. لقد وجد ممثلا لا بأس به .. بعض التدريبات ستكون كافية .. و لسوف يتساءل الناس عن عبقرية المخرج الذي وجد هذا الممثل البارع الذي لم يمثل قط من قبل .. سيكون ( أوجين أولاف ) حديث ( هوليود ) لفترة ، إلى أن ينسى موضوع الفيلم ، عندها لن يجد من يهتم به أبدا ..
***************
بالفعل برهن ( أولاف ) على أنه ممثل بالفطرة .. كان مطيعا اجتاز كل اختبارات الكاميرا بتفوق ، كما أنه خضع لعد دروس في الإلقاء .. لم يكن المطلوب إخفاء لكنته الثقيلة بل إظهارها أكثر ..

كما أنه لم يتحدث في الماديات على الإطلاق .. لقد قبل أي مبلغ عرضوه عليه .. و إن راقت له أن فكرة الجزء الباقي من التصوير سيكتمل في الولايات المتحدة ..

ذهب مصمم الإنتاج مع مساعد المخرج إلى البلدة .. هناك ابتاعا بعض الإضافات الضرورية للشخصية ، و وجدا لدى أحد الغجر المسنين الذين كفوا عن الترحال أشياء مهمة .. عباءة سوداء تصلح للدور و قلادة غريبة الشكل .. كلها أشياء مهمة و تنشط الخيال بلا شك ..

أخيرا جاء اليوم الموعود و سلطت الأضواء .. و ارتدى ( أولاف ) الثياب السوداء و تدثر بالعباءة ، فشعر كل من رآه تزحف عبر عموده الفقري .. و همس ( جوناثان ) في أذن مساعدته :

( لا أحب كثيرا أن أمشي في طريق مقفر مظلم لأجد فيه هذا الرجل أمامي .. و هل تعرفين معنى هذا ؟ )

نظرت له متساءلة ، فهتف في مرح :

( معناه أننا سننجح يا صغيرة ! سننجح ! )

كان المشهد يمثل الكونت ( دراكيولا ) و هو راقد في التابوت .. و قد بدأ يستعيد قواه ..

كان ذلك التابوت العتيق موجودا في القبو منذ زمن ، و قد راق للمخرج لأنه من طراز فريد .. إنه حجري ثقيل عليه نحت قوطي لا بأس به أبدا تحتاج إلى ثلاثة رجال كي تزيح غطاءه .. و الأهم من هذا أنه كان فارغا ..

من المثير أن الممثل الصاعد رفع قدمه بلا تردد و خطا داخل التابوت كأنما كان يفعل هذا طيلة حياته .. أما الأهم فهو أن التابوت كان يناسبه بالضبط .. لا يوجد سينتيمتر واحد أطول و لا أقصر .. يذكرك هذا بأسطورة ( أوزيريس ) الفرعونية الشهيرة .. حينما لم يكن في الحفل كله من يصلح جسده للتابوت إلا هو ..

ماذا فعل المخرج و طاقم التصوير ؟ هللوا طربا لكل هذه المصادفات السعيدة ..

في رأيي أنه توجد علامات مريبة .. الكثير منها في الواقع ..

ألا تراها معي ؟ إن الصورة تتجمع .. تحتشد ببطأ لكن أحدا لا يراها ..
*************

- 2 –
قال ( مازن ) :

ظل المخرج الشاب ( جوناثان ) يعمل في الأيام التالية .. لقد بدأ يتغلب على نفوره من القلعة و التقط فيها مشاهد ناجحة .. لقد اقتربت مشاهد ( ترانسلفانيا ) من الانتهاء على كل حال ، بعد هذا يعود إلى الوطن و معه هذا الممثل البارع الذي لم يمثل قط ..
و سأل مساعدته و هو يفتح علبة من المياه الغازية :

( كيف حال ممثلنا الصاعد ؟ )

( إنه قليل الكلام لكنه بخير حال .. ملتزم تماما بمواعيد التصوير .. يأتي قبلها بساعتين ، و يعود بعدها بساعتين .. أنت تعرف أنه يسكن قريبا من هنا .. و هو غير متزوج و بلا أطفال .. لعل هذا يفسر كل هذا الالتزام .. )

( و لماذا لا يقيم مع طاقم العمل هنا ؟ )

( إنه غير مولع بالاجتماعيات .. و لا يحب مخالطة البشر .. على كل حال لن يبدأ بتحطيم عاداته الانعزالية بالاختلاط بأمريكيين .. )

و ضحكا معا .. إن الأمريكيين قوم غير متحفظين بطبعهم أميل إلى المرح و الصخب ، بينما هذه الطباع المنغلقة يناسبها البريطانيون أكثر .. و هذه من نقاط الأمريكيين على البريطانيين التقليديين بناة الإمبراطورية التي لم تعد كذلك ..

نظر إلى لوح الكتابة الذي ثبتت عليه الأوراق بمشبك في يده ، و سألها :

( هل أعددت كل شيء لمشهد الحفل ؟ )

( كل شيء جاهز لكنه سيكون مشهدا معقدا .. إن هناك مجاميع .. و ليكونن التتابع مشكلة .. )


( إنهم لم يرسلوني هنا لأنني درست الإخراج بالمراسلة .. )

و بدأ الفتية يتوافدون .. هم مجموعة من الرومانيين من الجنسين أكثرهم يجيد الإنكليزية .. و كانوا سعداء بفكرة الظهور على شاشة السينما في ( هوليود ) مع احتمال ضئيل جدا بأن يروا أنفسهم ، لأن الحكومة لن تسمح بعرض الفيلم على الأرجح ..

راح ( جوناثان ) يراجع الأحداث مع الفتاة .. مط شفته السفلى و بدا غير مستريح ، ثم غمغم :

( الطقوس التي ستقوم على تابوت الكونت لا تريحني .. فيها افتعال واضح .. كأنما هم أطفال يلعبون .. أريد أن تبدو أكثر أصالة .. )

( و هل تعرف كيف نجعلها أكثر أصالة ؟ )

( أطلبي ( إيزاك ) .. هذا الفتي يعرف الكثير من الحلول .. )

و جاء الفتى ( إيزاك ) المتحمس ، و هو يلهث و يعرق بغزارة كعادته .. لقد أمضى أسود ساعات حياته مع كل هؤلاء الذي لم ير أي منهم كاميرا من قبل ، لكنها أسود و أهم ساعات حياته كذلك ..

قال ل ( جوناثان ) بعدما أخبره بمشكلته :

( يمكن أن أستشير الغجر ( التسجاني ) .. هناك واحد منهم في البلدة .. أعتقد أن كل هؤلاء القوم مارسوا يوما ما .. أو كان لهم قريب يمارسه .. )

ألح عيه جوناثان :

( أريد تفاصيل كاملة دقيقة .. هذه الأشياء قد لا تعني الكثير لمشاهد أمريكي ، لكن لابد في هذا الزمن الأسود من أمريكي من أصل أسود أو كان ساحرا أو مصاص دماء ليقول لنا أن ما قدمناه في الفيلم هراء .. )

لم يفهم ( إيزاك ) ، لكنه فهم شيئا واحدا فقط .. عليه أن يكون دقيقا ..

و هكذا عاد بعد يومين حاملا ثلاث ورقات مليئة بالتفاصيل .. يبدو أن هناك دم طائر سيسيل على التابوت ... هناك شمعة سوداء .. إلخ .. هناك تفاصيل لن أخوض فيها يا د. ( رفعت ) .. أنت تفهم هذه الأمور ..

تمت عدة بروفات على المشهد .. ثم أعلن ( جوناثان ) أنهم سيبدءون التصوير حالا ..

رقد ( أولاف ) في التابوت ، و حرصوا على رفع الغطاء قليلا عن طريق وضع رافعة معدنية تحته كي لا يختنق الرجل .. فالتابوت – كأي تابوت آخر – سيء التهوية ..

و هكذا بدأت الكاميرات تدور .. نعم كاميرات لأن ( جوناثان ) قرر أن يصور هذا المشهد بالذات بثلاث كاميرات ، لأنه معقد بما يكفي .. و لسوف يستطيع فيما بعد انتقاء اللقطات الصالحة ..

الشباب يحتشدون حول التابوت .. يتبادلون عبارات المزاح بالرومانية .. زجاجات .. ضحك .. فتاة تنهض لترقص في هيستيريا .. هذا الحوار كتبه ( إيزاك ) بالرومانية طبقا لتعليمات المخرج ..

سأكمل تتمة القصة في الموضوع القادم بإذن الله ..
 

دموع اليآسمين

كبار الشخصيات
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

عدنا باروع الروايات
اشتقنا لرواياتك التي تزودنا بهاا
قصه رائعه غريبه شي لم اكمل قرائتها لي عوده باذن الله
يعطيك الف عافيه اخي البير
والحمد لله ع سلامتك
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

رغم الخوف الذي احسست به وانا اطالع ما سردت
( أنا كتير خوافة حتى من الصور )
الا انني استمتعت كثيرا
ومتشوقة لمعرفة ما سيحصل
لا تتاخر علينا البير
فقد عودتنا على المطالعة
وانقطعت عنا
اتمنى ان تبقى معنا
دمت بود اخي
 

رحيق الزهور

الإدارة
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
اشتقنا لرواياتك اخي العزيز
قصة غريبة وصورها مخيفة جدا
يعطيك الف عافية
بنتظار جديدك
دمت بخير
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

الببر

كاتب جيد
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

الأخوات العزيزات

رحيق الزهور :SnipeR (69):

سارة :wub:

عاشقة الياسمين :have a nice day:

انا كتير مبسوط بمروركن على القصة :pacman:

و بتشكركن كتير على ردودكن الحلوة .
و لنشاء الله اليوم او بكرا رح نزل كمالتها .
و الله يديم عليكن الصحة و السعادة ..
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
البير

اتمنى ان ارى توقيعك دائما في المنارة

كن بخير اخي ..
[/align]
[/cell][/table1][/align]
 

الببر

كاتب جيد
رد: حكاية الرجل الذي أجاد دوره .. قصة رعب كاملة .ج 1

:SnipeR (69):الاخت العزيزة وشاء الهوى

شو هالدعم ..

شكرا كتير .

دمت بألف خير وسعادة ..
 

مواضيع مماثلة

أعلى