الشخير.. صوت مزعج وإنذار مقلق

د.عدنان

كاتب جديد
خلد الجميع للنوم بعد يوم شاق من العمل والتعب ومتاعب الحياة، وما أحوج المتعب لهذه اللحظات التي تمكنه من استعادة توازنه واستقبال يوم جديد..، ولكن هناك صوت غريب.. صوت قادم من نائم بالجوار، يستمتع..لكنه وبنومه يزعج غيره..


أحيانا قد لا يدرك أولئك الذين يبددون هدوء الليل بصخب شخيرهم ويقضٌون مضاجع شركائهم بالفراش أنهم يعانون من مرض خطير يتربص بقلوبهم ويهدد حياتهم حين يخلدون للنوم.


هناك أسباب عديدة للشخير، وقد أجريت عليها الدراسات الطبية، وقطعت الدول المتقدمة أشواطا كبيرة في البحث في هذه الظاهرة بل قل هذا المؤشر الخطير، أما مجتمعات أخرى فقد ألفت هذا الصوت الليلي وطورت آليات للتعايش معه وقلما تفكر في تبعاته الصحية أو علاجه الطبي.


الشخير عامل مزعج، ومعظم المصابين من الرجال الذين يشكلون أكثر من أربع أضعاف عدد النساء في الأعمار المتوسطة؛ إذ إن متوسط أعمار الرجال الذين تبدأ لديهم حالة الشخير يتراوح ما بين 30-45 سنة، بينما يزداد انتشاره لدى النساء ما بعد الخمسين، مما دفع للاعتقاد بوجود حماية هرمونية عند النساء قبل سن الأياس، وتتساوى أعداد المرضى من الجنسين بعد الستين من العمر، وهو أمر ليس ببعيد عن الأطفال أيضا.



آليات حدوث الشخير

يتصاعد صوت الشخير عند مرور الهواء في المسالك التنفسية الضيقة على مستوى البلعوم، حيث ينتج عن اهتزاز الهاة وشراع الحنك ( اللحمة المتدلية من الحلق) وأغشية البلعوم تحت تأثير تيارالهواء، ويحدث هذا أيضا عندما يكون الأنف مخنوقا ونتـنفس من الفم؛ فأثناء النوم تسترخي شراع الحنك واللهاة واللسان، فينحبس- عند بعض الأشخاص- مجرى التنفس ويتعرقل مرور الهواء الذي يمر بصعوبة عبر القصبة الهوائية..، الأمر الذي يؤدي إلى اهتزاز شراع الحنك واللهاة، لينتج عن هذا الاهتزاز صوت الشخير المعروف .


الأسباب المؤدية للشخير

تتنوع الأسباب المؤدية لحدوث الشخير بين أسباب عضوية وخارجية وداخلية..، فمن هذه الأسباب:

· الوزن الزائد: إذ تقف البدانة على قائمة الأسباب المرضية التي تفاقم من خطورة هذه الحالة الطارئة.

· التدخين: الذي يسبب التهابا في مخاطات الأنف والحنجرة.

· شرب الخمر والكحول: لأنه يحدث ارتخاء في عضلات الحنجرة أثناء النوم.

· تناول المسكنات أو المهدئات: لأنها ترخي عضلات الحنجرة أثناء النوم كذلك.

· الإصابة بأمراض الأنف والحنجرة والبلعوم، كوجود لحمية في الأنف أو انحراف الوتيرة الأنفية أو التهاب الغشاء المخاطي للأنف أو تضخم غضروف الأنف، والتهاب الجيوب وتضخم القرينات الأنفية وانحراف الوتيرة الأنفية ــ الرشح المزمن- وتضخم اللحمية أو الناميات كتلك اللحمية الموجودة عند الأطفال في آخر البلعوم الأنفي، وتضخم حجم اللوزتين، وتضخم اللسان، وزيادة طول اللهاه أو زيادة طول لسان المزمار لسان الموت.

· النوم على الظهر.


الأعراض الجانبية التي تظهر على الشخص الذي يشكو من الشخير

يظهر على من يعاني من الشخير أعراضا عدة تـنبهه إلى وجود مشكلة لديه يجب أن يعطيها حقها من الاهتمام والعناية، ومن هذه الأعراض:

· الشعور بالصداع وخاصة في الصباح.

· التعب المستمر وضعف التركيز والانتباه، مع رغبة الشديدة في النوم أثناء النهار خاصة عند قيادة السيارة أو القراءة، وفي الاجتماعات وأثناء مشاهدة التلفاز، وكذلك حدوث نوم انتيابي لا إرادي.

· سرعة الغضب وفرط الهياج والعصبية.

· الخمول والتعب.

· الإهمال وعدم الاهتمام بالحالة الشخصية مثل عدم الحلاقة.


هل للشخير علاج ؟

تتطور الأبحاث حول الشخير بشكل كبير مستمر، وهناك عدة وسائل علاجية منها ما هو ذو سمعة أكبر منه وليست له فعالية دائمة، لذلك يجب استشارة الطبيب على أي حال، وقد توصل الباحثون لعدة حلول:

1ــ إجراءات تنظيم التغذية: وهي مهمة وفعالة، ويمكنها وحدها أن تختزل المشكلة بشكل كبير، وتساعد في العلاج.

2- العلاج الدوائي: مثل مخفضات الاحتقان والالتهابات كبخاخات الأنف.

3ــ العلاج الجراحي: بتعديل الحاجز الأنفي، أو تصغير لحميات الأنف.

4- تنظيف الجيوب الأنفية في حالة الالتهاب أو اللحميات.

5- العلاج بالليزر: وذلك بتعديل سقف الحلق أو الزوائد اللحمية أو تقليب شراع الحنك.

6ـ حاول النوم على أحد الجانبين ومن الطرق البسيطة لتجنب النوم على الظهر خياطة جيب يحتوي على كرة تنس في ظهر ملابس النوم بحيث لا يستطيع الإنسان الإستلقاء براحة على ظهره.

7ــ ومن أحدث الوسائل في علاج الشخير وآخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال جهاز علاج الشخير بموجات الراديو، الذي يعد من أحدث الأجهزة والتقنيات في علاج الأذن والأنف والحنجرة، حيث يستخدم لتصغير الزوائد الأنفية التي تسبب انسداد الأنف وصعوبة في التنفس خاصة أثناء النوم، كما يستخدم الجهاز نفسه في علاج ترهل سقف الحلق الذي يسبب الشخير المزعج وصعوبة التنفس أثناء النوم.


وإذ ندرك اليوم المخاطر التي تنطوي عليها هذه الآفة لا ينبغي أن ننظر إلى الشخير كوسيلة للتندر والسخرية من الآخرين، بل كعلامة هامّة من العلامات السريرية التي تدعونا لقرع ناقوس الخطر والعمل بجدية لتحديد أسباب الآفة واتقائها قبل أن تستفحل و تودي بحياة صاحبها دون سابق إنذار؛ وليس بغريب أن يخلد أمثال هؤلاء المرضى لسبات أبدي لا يستيقظون منه البتة.
 
م

ملكة الظلام

Guest
رد: الشخير.. صوت مزعج وإنذار مقلق

5afbdb5.gif
 

sham

كاتب جيد جدا
رد: الشخير.. صوت مزعج وإنذار مقلق

يعطيك العافية على نقل المعلومات الهامة والمفيدة للمناة الغالية
بورككك جهودكككك
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: الشخير.. صوت مزعج وإنذار مقلق

يعطيك الف عافية على هذه النصائح اخي
بتمنى الفائدة للجميع
تحيتي الك
 

مواضيع مماثلة

أعلى