نقد كتاب قرآن الحجارة احصائيات نقوشية وتحليلات أولية

رضا البطاوى

كاتب جيد جدا
نقد كتاب قرآن الحجارة احصائيات نقوشية وتحليلات أولية
صاحب البحث فريدريك إمبرت والمقال يدور حول النقوش التى تم العثور عليها فى بعض البلاد العربية التى تمتد من اليمن جنوبا حتى سوريا شمالا ومن العراق شرقا حتى مصر غربا
النقوش لا يقصد بها الكتابات الموجودة فى المساجد او الأسبلة أو ما شبه مما يسمونه آثارا وإنما هى :
كتابات على صخور أو مواقع حجرية من العادية حيث كان يكتب بعض الناس أو النساخ
ما تم العثور عليه من نقوش حجرية هو 85 نقشا يقال أنها من القرنين الأول والثانى الهجريين وهو ما تدرسه دراسة امبرت
السؤال الذى يطرح نفسه :
كيف علم امبرت أو غيره أن الحجارة أو النقوش عليها تنتمى لتلك الفترة ؟
قطعا الاجابات قد تكون متعددة مثل :
التاريخ الذى كتبه الناقش تحته نقشه
نوع الخط المكتوب به النقش
الكربون 14
قطعا لا يمكن الوصول لتاريخ أى نقش فى أى مكان من العالم لا عن طريق الكربون 14 او ما يسمونه بالاشعاع لأن كل الحجارة وكل المواد خلقت فى وقت واحد وهو :
الستة أيام كما قال تعالى :
"إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ"
وأما الخطوط ونوعيتها وأنها اخترعت على يد فلان أو علان فكلها روايات من بطون الكتب لا تدلنا على حقيقة الشىء
وأما التواريخ التى يكتبها النقاشون فاحيانا ما تكون مزورة حيث يمكن للغير تغيرها فيما بعد والآثاريون نجدهم يقولون مثلا :
ان تحتمس محا أو وضع فوق آثار حتشبسوت تواريخ تدل على أن الأشياء صنعت فى عهده هو وليس فى عهدها هى
وعندنا فيما يسمى مصر الحالية مشروع وضع عليه حوالى خمس تواريخ افتتاح وهو ما يسمى مشروع غرب البحيرة حيث افتتح كما يقال فى عهد فاروق وفى عهد عبد الناصر وفى عهد السادات وفى عهد مبارك وفى عهد السيسى أو سنة مرسى
وهى عملية تزوير للتاريخ حتى فى عهد ليس ببعيد وقد تندر على هذا العديد من النشطاء الذين لا حظوا تكرار وضع حجر الأساس كل مرة باسم مختلف والغريب أن حتى الصور تؤخذ من نفس المكان
قطعا لا يمكن استغراب أى شىء يقع فى عالمنا وعندى يقين أن كل النقوش والآثار التى يقال عنها قديمة للفراعنة أو للبابليين أو للآشوريين أو الرومان أو الاغريق أو غير ذلك هى :
نتاج عهود الاحتلال القريبة من قرنين أو أقل وأنم دول الاحتلال الغربى هى من أنتجت كل تلك الآثار وهى من كتبت التواريخ وهى من كتبت كتب التراث العالمى بمختلف اللغات المعروفة وغير المعروفة
الدليل على ذلك هو :
أن البعثات الآثارية فى مختلف بلاد العالم أكثر من 90% منها بعصات غربية وهى تأتى ومعها خرائط تم عملها من قبل أجدادهم لا كتشاف الأثر الفرنى أو العلانى
والمفروض أن يكون أهل البلد أدرى بها من غيرها ولكن هذا ى ينطبق على الآثار فالبلاد كلها كانت بلاد الغرب وليس بلاد أهلها
نعود إلى موضوعنا وهو النقوش التى يقال عنها قرآنية والتى أحصى امبرت ما جاء فيها :
60 سورة تم أخذ الآيات منها
54 سورة لم يكتب منها أى شىء
البسملة افتتح بها 19 % من النصوص فقط
السور القصيرة الواردة من أخر المصحف قليلة عددها ثلاث فقط
العديد من النقوش فيها كلمات مخالفة لما ورد فى المصحف الحالى فكلمة إنى فى المصحف تحولت إلى أنا فى قوله تعالى :
" إنى عبد الله آتانى الكتاب "
وتجد مثلا قوله تعالى على لسان فرعون :
قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
تحول فى أحد النقوش إلى :
"قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل حنيفا مسلما وما أنا من المشركين"
وتحوله قوله تعالى :
" ذلكم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب"
إلى :
" ذلكم ربى الله عليه توكلت وإليه أنيب"
وقوله تعالى :
"واستمع يوم يناد المنادى من مكان قريب"
تحولت إلى :
يوم دعا المنادى من إيليا "
وتحول قوله تعالى :
" وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين "
إلى :
"وأدخله برحمتك فى عبادك الصالحين"
هناك 36 % من النقوش تتوافق حرفيا مع نصوص المصحف
هناك 64% من النقوش لا تتوافق مه نصوص المصحف
اختلاط الأدعية بالآيات فى أحيان متعددة
والملاحظ فى مقال إمبرت هو :
نفسه ما يحدث فى عصرنا وغيرها فغالبية من يمارسون النقاشة آميون أو من ذوى التعليم المحدود فلا تجد منهم أحد يحفظ القرآن أو أو من ذوى الثقافة العالية ومن ثم يكتبون أى شىء دون أن يعودوا إلى أهل الاختصاص أو يحضروا مصحف
ومن ثم يكتبون ما يأتى على خواطرهم سواء كان صحيحا أو خاطئا لأن لا أحد يراجع خلفهم ما يكتبون ومن ثم يأتى الناس ويكتشفون أخطائهم الكتابية
الغريب أننا لو راجعنا أى كتاب مدرسى أو كتاب مما ينشر فى عصرنا سنجد نفس الشىء وهو :
الأخطاء الاملائية والكتابية موجودة فيه ومنه أخطاء فى القرآن أو فى الروايات
والسبب :
أن الكتبة أو الطباعون حرفيون وليسوا أهل علم ومن ثم يكتبون ولا يراجعون وكان من حسنات الطباعة فى الطبعات التالية عملية الاستدراك التى يقوم بها المؤلف فيقوم بتصحيح الخطاء ووضعها فى أخر الكتاب غالبا تحت عنوان الاستدراكات او أخطاء الطباعة
العملية لا تعدو أن تكون عملية عشوائية وقطعا لا يمكن نقش اى نقش من القرآن على الجدران أو الصخور فى الدولة الأولى والتى يرجع لها إمبرت النصوص محل الدراسة
وهما نقوله عن أخطاء النسخ أو الطباعة كان موجودا حسب كتب التراث فى مختلف العصور وهم يحكمون فى بعض كتب التصحيف الكثير من تلك النوادر
قال ابنُ دُريد في الجمهرة:
صحّفَ الخليل بن أحمد فقال: يوم بُغاث (بالغين المعجمة) وإنّما هو بالمُهملة.
ونظيرُ ذلك ما أورده العسكري في كتابه (التّصحيف والتحريف) قال:
حدّثني شيخ من شيوخ بغداد قال:
كان حيّانُ بنُ بِشر قد وُلِّيَ قضاء بغداد، وكان من جُملة أصحاب الحديث، فروى يومًا حديثَ أنّ عَرْجَفة قُطِعَ أنفُه يوم الكِلاب، فقال له مُستمليه:
أيها القاضي، إنّما هو يوم الكُلاب، فأمر بحبسه، فدخلَ إليه النّاسُ فقالوا: ما دَهَاكَ؟
قال: قُطع أنفُ عَجْرَفة في الجاهلية، وابتليتُ به أنا في الإسلام.
قال الأصمعيُّ كنتُ في مجلس شُعبة، فروى الحديث، فقال:
(تَسمعون جَرْشَ طير الجنة) بالشّين.
فقلتُ: جَرْس، فنظرَ إليّ وقال: خذوها منه، فإنّه أعلمُ بهذا منا."
ومن ثم لا يمكن اعتبار تلك النقوش دليل على التحريف كما ذهب امبرت وغيره إلى النتيجة التالية :
أن المصاحف الأولى كان بينها اختلافات كثيرة وإنه بتطور الزمن تم القضاء على تلك المصاحف المختلفة وبقى المصحف المعيارى الموجود حاليا
وأن الدليل على وجود تلك الاختلافات هو :
الروايات الموجودة فى كتب الحديث
النقوش التى وجدت فى الخرائب وعلى الصخور فى مواضع متعددة من عالمنا المعاصر خاصة فى المنطقة التى يسمونها بالعربية
قطعا أى كافر لا يمكن أن يكون مدافعا عن القرآن وإنما هم القوم هو :
اظهار أنه محرف ككتبهم التى تم تحريفها
الخلاف هو :
أن كتبهم لا تختلف فى حرف أو حرفين أو كلمة أو كلمتين وإنما تختلف فى جمل وأحداث وأزمنة حتى أن سفر متى وسفر لوقا كل منهما كتب نسبا مخالفا تماما للأخر للمسيح (ص)
أتى هذا الموضوع فى إنجيل متى (1:1 –17 )وفى لوقا (23:3 –38 )والفروق بين النصين هى :
ذكر لوقا الأجيال من آدم (ص)لإبراهيم (ص)بينما لم يذكر متى هذه الأجيال.
أن سجل النسب عند متى من أول داود(ص)حتى يسوع يختلف عما عند لوقا اختلافا بينا وهذه قائمة متى "داود أنجب سليمان من التى كانت زوجة لأوريا وسليمان أنجب رحبعام ورحبعام أنجب أبيا وأبيا أنجب آسا وآسا أنجب يهوشافاط ويهو شافاط أنجب يورام ويورام أنجب عزيا وعزيا أنجب يوثام ويوثام أنجب أحاز وأحاز أنجب حزقيا وحزقيا أنجب منسى ومنسى أنجب آمون وآمون أنجب يوشيا ويوشيا أنجب يكينا واخوته فى أثناء السبى إلى بابل وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زربابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب اليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم التى ولد منها يسوع الذى يدعى المسيح "(6:1 –17 )وأما قائمة لوقا فسنذكرها من الأسفل لأنه مبدوءة بعكس قائمة متى وهى :
داود أبو ناثان أبو متاثا أبو مينان أبو مليا أبو يونان أبو يوسف أبو يهوذا أبو شمعون أبو لاوى أبو متثان أبو يوريم أبو أليعازر أبو يوسى أبو عير أبو ألمودام أبو قصم أبو أدى أبو ملكى أبو نيرى أبو شألتئيل أبو زربابل أبو ريسا أبو يوحنا أبو يهوذا أبو يوسف أبو شمعى أبو متاثيا أبو مآت أبو نجاى أبو حسلى أبو ناحوم أبو عاموص أبو متاثيا أبو يوسف أبو ينا أبو ملكى أبو لاوى أبو متثاث أبو هالى أبو يوسف .
والاختلاف مظاهره كالتالى :
عدد الأجيال فى قائمة متى 27 وعدد الأجيال فى قائمة لوقا 41 وذلك من أول داود(ص)لأنهم 41 عند لوقا ككل .
تختلف القائمتان فى كل الأسماء عدا أربعة هم أول القائمة وهو داود (ص)وأخر القائمة هو يوسف وشألتئيل وابنه زربابل .
ونحب أن نذكر أمرا هاما هو أن متى أخطأ فى عد الأجيال من المسيح(ص)إلى السبى البابلى فهو يقول "فجملة الأجيال من إبراهيم إلى داود 14جيلا ومن داود إلى السبى البابلى 14 جيلا ومن السبى البابلى إلى المسيح 14 جيلا "(17:1)فقد جعلهم 14 جيلا بينما هم 13 جيلا فقط وللقارىء أن يعدهم فى النص وهو "وبعد السبى إلى بابل يكينا أنجب شألتئيل وشألتئيل أنجب زر بابل وزربابل أنجب أبيهود وأبيهود أنجب ألياقيم وألياقيم أنجب عازور وعازور أنجب صادوق وصادوق أنجب أخيم وأخيم أنجب أليود وأليود أنجب أليعازر وأليعازر أنجب متان ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم ".

وما ذكره أمبرت ومن قبله أمثاله من النصارى واليهود المهتمين بدراسة الإسلام لتشويهه لا يعدو كونه اختلافا لا يغير المعنى لأنه مجرد حروف أو كلمة هنا أو كلمة هناك أو تغيير المعنى من غائب لحاضر ولكن يظل المعنى واحد فى النهاية بينما كلمة واحدة فى كتبهم تغير المعنى عندما يقصد بالإله بشرى كالمسيح(ص)بدلا من الله
 
المواضيع المتشابهة

مواضيع مماثلة

أعلى