تباطؤ بتعلية سد النهضة.. هل تتراجع إثيوبيا وتؤجل الملء الثاني؟

كشفت صورة حديثة التقطتها الأقمار الصناعية أمس السبت عن وجود بطء شديد في تعلية الممر الأوسط لسد النهضة الإثيوبي، وهو ما يقلل من احتمالات إمكانية قيام أديس أبابا ببدء الملء الثاني وتخزين كميات المياه التي أعلنت عنها من قبل والمقدرة بنحو 13,5 مليار متر مكعب.

وكشف الخبير المصري في الموارد المائية، عباس شراقي، أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة أمس تؤكد أن الإنشاءات التي تجري لتعلية الممر الأوسط لسد النهضة مازالت ضعيفة للغاية، وهو ما يزيد الشكوك حول إمكانية قيام الجانب الإثيوبي ببدء الملء وتأجيل الأمر للمرة الثامنة، مضيفا لـ" العربية.نت" أن هذا الأمر يتم تأجيله منذ العام 2014 وكانت أسباب التأجيل السابقة ترجع لمشكلات مادية وفنية وعدم تجهيز الأنفاق أو وتركيب التوربينات.

ويرجح الخبير المصري أن التصريحات الإثيوبية المتصاعدة باستعداد السلطات هناك للملء الثاني والتي لا تجد ترجمة حقيقة في إنشاءات السد على أرض الواقع، ربما تعود لأسباب سياسية ومحاولة من النظام الحاكم هناك استغلال الأمر وكسب شعبية تؤهله للفوز بالانتخابات المقبلة، مع تزايد الضغوط عليه من جانب المجتمع الدولي الذي بات مقتنعا بعدالة موقفي مصر والسودان.

وقال إنه وفقا لصور الأقمار الصناعية فإن الممر الأوسط للسد والذي يجري تعليته لبدء التخزين لم يرتفع ولو لمتر واحد منذ فترة، مؤكدا أن إثيوبيا فتحت أول بوابة لتصريف المياه يوم 14 أبريل الماضي ثم تلاها البوابة الأخرى بعد ثلاثة أيام، وظهرت أول صورة بتوقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط يوم 18 أبريل وهو ما كان يعني وقتها بدء الإنشاءات في الممر الأوسط.

ويضيف أن الإنشاءات الحالية تتم بصورة بطيئة جدا وهو ما يرجح وبقوة أن الملء الثاني مهدد بعدم الاكتمال وأن تعلية الممر الأوسط لن تزيد عن 10 أمتار في أغلب الأحوال، مضيفا أن ذلك يعني أن الكميات التي يمكن لإثيوبيا تخزينها إذا قررت الملء الثاني لن تزيد عن 5 مليارات وهي كمية لن تستفيد منها فنيا.

وكان سامح شكري، وزير الخارجية المصري، قد أكد في تصريحات لوسائل إعلام مصرية قبل أيام أنه يجب الوصول إلى اتفاق قبل الملء الثاني للسد الإثيوبي، وإذا تم هذا الملء فإن هذا ينبئ بتوتر وتداعيات نحاول تجنبها لأنها سوف تؤدي إلى توتر المنطقة.

وذكر أن أزمة السد قد تزعزع استقرار شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وهي أمور نسعى لتجنبها، مؤكدا أن مصر لن تتنازل ولن تقبل وقوع ضرر عليها، وتحديد الضرر يتم من خلال الأجهزة المعنية في وزارة الري.

وقال إن مصر ترصد تطورات السد كل ساعة، واحتمالات كميات المياه التي تنزل كل عام، للتعرف على النتائج التي قد تحدث ويتم حاليا تقييم الأوضاع، ووضع سيناريوهات مختلفة للتعامل، مشيرا إلى أنه في الفترة الحالية تركز مصر على مرحلة التوصل للاتفاق.

يشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان قد أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، فيما أعلن الرئيس الأميركي تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري مشيراً إلى عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، متعهدا بتعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف
 
أعلى