ماهي الامور التي سندركها ونحن متقدمين في العمر؟

الحل
أفضل خدمة بإمكانك تقديمها لنفسك هي إدراك الدروس التي أخذ البعض العديد من العقود لتصبح واضحة بالنسبة لهم؛ فجميعنا نعلم أن أفضل الدروس لا تقدم على طبق من ذهب، الدروس التي ستغير نظرتك لحياتك وطريقة عيشك فيها ستكون محفوفة بالأشواك كالورد تمامًا.

فتَعلمِك لهذه الدروس التي كانوا الكبار في السن كريمين بما فيه الكفاية لمشاركتها معنا سيختصر عليك بعض الآلام التي ستمر بها في حياتك، أو في حالات أخرى ستمتلك ولو في المنطقة غير الواعية من عقلك الدروس المستفادة التي تتعلق بالتجارب التي تمر بها؛ فبذلك تكون عملية التوصيل بين التجربة والدرس أكثر سهولة.

1) العالم لا يقف ضدك: لربما نشعر في أثناء الظروف الصعبة التي لا تكاد تنتهي لتجد ظرف آخر يتبعها أن العالم والحياة ضدنا؛ فتجد نفسك تخسر عملك وتسوء علاقاتك الاجتماعية، ويصتدم أحد الغرباء...

أسيل

كاتب جيد جدا
أفضل خدمة بإمكانك تقديمها لنفسك هي إدراك الدروس التي أخذ البعض العديد من العقود لتصبح واضحة بالنسبة لهم؛ فجميعنا نعلم أن أفضل الدروس لا تقدم على طبق من ذهب، الدروس التي ستغير نظرتك لحياتك وطريقة عيشك فيها ستكون محفوفة بالأشواك كالورد تمامًا.

فتَعلمِك لهذه الدروس التي كانوا الكبار في السن كريمين بما فيه الكفاية لمشاركتها معنا سيختصر عليك بعض الآلام التي ستمر بها في حياتك، أو في حالات أخرى ستمتلك ولو في المنطقة غير الواعية من عقلك الدروس المستفادة التي تتعلق بالتجارب التي تمر بها؛ فبذلك تكون عملية التوصيل بين التجربة والدرس أكثر سهولة.

1) العالم لا يقف ضدك: لربما نشعر في أثناء الظروف الصعبة التي لا تكاد تنتهي لتجد ظرف آخر يتبعها أن العالم والحياة ضدنا؛ فتجد نفسك تخسر عملك وتسوء علاقاتك الاجتماعية، ويصتدم أحد الغرباء بسيارتك وتجد صديقك العتيق في أثناء كل هذه الظروف يخونك ويؤذيك. في الحقيقة أنت -في غالب الأمر- غير قادر على التحكم في هذه الظروف التي عشتها في تلك الأثناء؛ لكنك تستطيع التحكم بشكل تام في ردة فعلك اتجاهها.

فحياتنا وواقعنا ما هو إلا نتيجة ردود فعلنا اتجاه الصدمات التي نمر بها؛ فإما أن تجعل الصدمات تبرحك ضربًا وتبقيك مستلقيًا مهزومًا على الأرض، أو تقف مجددًا وتلقي ضربات النجاح والتفوق اتجاهها. أعلم أن الكلام أسهل من التطبيق؛ لكن بإمكانك البحث عن عمل جديد، ولربما كان الهدف من هذه الصدمة هو إخراجك من منطقة راحتك للبحث عن فرص عمل تناسب خبراتك ومهاراتك المتميزة، أو لتجعلك تدرك أنك تحتاج للتطوير من نفسك. بإمكانك إعادة بناء علاقاتك الاجتماعية، وإصلاح السيارة عند المختص سيكون ممكنًا في يوم ما، ولحسن حظك أدركت الوجه الحقيقي لصديقك قبل أن تضيع المزيد من عمرك معه.

2) كن صفيق الجلد: الحياة لن تأخذ منحنى أسهل في المستقبل؛ فمع تقدم عمرك تزداد المسؤوليات والصعوبات، وستمر بك المزيد من الشخصيات التي لم تفكر للحظة في إمكانية تواجد مثل شرها. قيامك باكتساب جلد سميك سيجعلك قادرًا على التعامل مع صعوبات الحياة، ويخلق منك إنسانًا قليل الإحساس والحساسية لا يتأثر من الأرواح المؤذية التي امتهنت رمي الكلمات السامة في الأرجاء كهدف وجودهم في الحياة.

3) ابحث عن الأمر الذي يشعل الشغف فيك: ولا يحتاج هذا الأمر أن يتعلق بمصدر معيشتك على الإطلاق!، فأغلبنا يصل إلى عمر التقاعد ليدرك أنه قد أمضى عدة عقود من حياته يحاول أن يبقى على قيد الحياة فيها ونسي أن يعيشها. هذه الفكرة مؤلمة وتشعر أغلبية الكبار السن باليأس والإحباط، ولحسن الحظ استشعارنا بجمال ومتعة الحياة لا يتطلب منك تسلق قمة جبل إفرست -وبإمكانك القيام بذلك أيضًا-؛ فهو وبكل بساطة يتعلق بإيجاد الأمور التي تشعل الشغف فيك والقيام بها.

لعل هذا الأمر هو أخذ دروس في الطهي في أيام السبت، أو رسم اللوحات الفنية أثناء متابعتك للخطوات من أحد المقاطع على شبكات الويب، أو فتح صفحة خاصة بك لتشجيع من حولك على الإنجاز، أو في تجربة أكبر مقدار من نوعيات الشاي وتعلم كيفية صنعها بالطريقة الصحيحة. جد الأمر الذي يشعرك بالحماس، وتمسك به بكل قوتك وخصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا لممارسته؛ ستتعلم من هذه التجارب -حتى ولو كانت بسيطة- أكثر مما توقع.

4) الوقت ما زال مبكرًا: تذكرت في هذه النقطة أحد القصص التي طرحها الدكتور إبراهيم الفقي عن أحد الأشخاص الذين كان بودهم الحصول على شهادة الدكتوراه وهو بعمر التسعين؛ فسأله سؤال بسيط ويختصر لنا علاقتنا مع وقت البدء "كم سيكون عمرك بعد 4 سنوات من الآن؟ " وأخبره الرجل أربعة وتسعون عامًا، ثم سأله "كم سيكون عمرك بعد 4 سنوات من الآن إذا قمت بالحصول على شهادة الدكتوراة؟ " فأجابه الرجل أربعة وتسعون عامًا أيضًا!.

فبغض النظر عن عمرك الخيارين الوحيدين أمامك هما إما أن تبدأ بالقيام بما ترغب به أو تعيش ما تبقى من عمرك متحسرًا على الفرصة التي فوتتك. تذكر العمر الذي أنت به اليوم وتعتقد أنه كبير سيكون عندما تكبر بالسن عمرًا صغيرًا ومثاليًا للبدء، فقم بخدمة لنفسك وابدأ بالعمل من الآن.

5) المتعة اللحظية تصنع مشاكل مستقبلية: فتكاسلك عن القيام بعملك أو إهمالك في وضع كل جهدك في دراستك سينعكس سلبًا على مستقبلك، تناولك بشكل مفرط للسكريات والأطعمة السريعة لتستمتع في اللحظة التي تعيشها الآن سيقودك للعديد من علب الأدوية والتعب في المستقبل، شرائك للأمور التي لا تتحملها ماديًا سيجعلك تبحث في جميع الأرجاء مستقبلًا عن كسارة خبز تسد بها جوعك.

من المهم طبعًا الاستمتاع في الحياة من حين إلى آخر، لكنك تضع نفسك في مأزق عندما يكون الاستمتاع هو نمط حياتك الدائم. يجب أن تدرك أن أغلب الأمور في الحياة ليست ممتعة في جميع جوانبها؛ فالعمل في المجال الذي تحبه لن يكون ممتعًا دومًا، علاقاتنا بمختلف أنواعها مغمورة بالمسؤولية أكثر من الحب واللعب والسعادة.

6) الحياة تضيع في ثنايا الخوف: كم مرة كنت خائفًا من أن تفشل في مشروع وددت البدء فيه؟، كم مرة لم تطلب زيادة تستحقها في العمل خوفًا من غضب مديرك؟، كم موقف مر عليك كنت به خائفًا من رفض طلب شخص ما لكي لا يعتقد أنك شخص لئيم؟. ستدرك كم ضيعت من عمرك بسبب الخوف عند كبر سنك، وصدقني لن يكون الأمر ممتعًا على الإطلاق.

ضع خوفك جانبًا، وكن شجاعًا بما فيه الكفاية لطلب الأمور التي تستحقها، لا تضع على نفسك أثقالًا تجعلك تعيسًا خوفًا منك من نظر أحدهم، تعلم المهارة التي ترغب بتعلمها دون الخوف من أن تبدو سيئًا أو سخيفًا في هذه الأثناء، تحدى نفسك كل يوم واسمح لها بالفشل والتعلم. الحياة تقف على الجانب الآخر من الخوف؛ فلا تجعل توقعاتك عن "أسوأ ما يمكن حدوثه" تحرمك منها.

7) قم بشكر من حولك: ينسى البعض منا أهمية هذا الفعل الصغير الذي يتم في مدة لا تتجاوز الثانية أو بضع دقائق لو أردنا وصف الأمر الذي نشعر بالامتنان اتجاهه تحديدًا. عند تقدمك بالسن ستبدأ تدريجيًا بخسارة الأشخاص من حولك، بعضهم كانوا جزءًا أساسيًا من نجاحك وتفوقك أو حتى في العناية بك، قم بشكرهم قبل فوات الأوان. فالشكر والتعبير عن الامتنان من الأمور البسيطة التي تشعر من حولنا بسعادة غامرة وتجعلهم ممتنين على تقديم العون والمحبة لشخص يستحق.

قم بشكر العامل الذي جعلك تعمل في بيئة عمل نظيفة ومريحة، أشكر والداك على الاهتمام بك أو حتى على الأمور الصغيرة التي قاموا بها، أشكر أصدقائك وأخبرهم بأهمية مكانتهم في قلبك، أشكر الله على الفرصة الثمينة التي تعطى لك كل يوم عند استيقاظك من النوم، وبالنهاية أشكر نفسك على تحملك التحديات التي مررت بها في حياتك وعلى بحثك على ما يصلحها في هذه الدنيا.
 
أعلى