فضل الانفاق في سبيل الله

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة
1605371787260.png

يعتبر الإنفاق في سبيل الله من وسائل التقرب إلى الله عز وجل، وتعتبر للصدقات في سبيل الله الفضل الكبير على العباد، فالله تعالى يضاعف الحسنات لمن ينفق أمواله في سبيل الله، ومن الإنفاق المادي والمعنوي، وهناك العديد من الطرق والأشكال للإنفاق في سبيل الله.


الإنفاق في سبيل الله

للإنفاق في سبيل الله وجوهٌ متعددةٌ؛ منها: بناء المساجد، وكفالة الأيتام، وبناء المدارس الإسلامية، والجهاد في سبيل الله، وسقيا الماء، وإفطار الصائمين، وإغاثة الناس، والأوقاف الإسلامية؛ وهي من الصدقة الجارية التي يتحصّل أجرها في حياة المتصدّق ويستمرّ بعد موته، ومن الإنفاق أيضاً: نشر الكتب الإسلامية باللغات المختلفة، وبناء المراكز الصحيّة التي تهدف إلى تقديم العلاج لفقراء المسلمين ومساكينهم.

شروط الإنفاق في سبيل الله

هناك العديد من الشروط التي وضعها الله عز وجل للإنفاق في سبيل الله والتي منها ما يلي:


  • الإخلاص لله عز وجل: وهو عبارة عن تجريد العبودية لله وحده سبحانه وتعالى، وذلك دون ان يشوب هذه العبادة اي رياء او سمعة، حيث يعتبر الإنفاق في سبيل الله خالص لله سبحانه وتعالى للفقراء والمساكين.
  • ترك المن والأذى: والمن هو عبارة عن أن يتحدّث المعطي بما أعطى إلى أن يبلغ ذلك المُعطى فيؤذيه، أمّا الأذى؛ فهو السبّ والتشكّي والتطاول، ويتوافق هذا الأدب مع فطرة الله التي فطر عليها الناس وهي دليل العزة والكرامة، ولا يقترن العطاء بالمن والاذى.
  • تحرى الانفاق من المال الحلال: إن الله طيب لا يقبل الا الطيب، ولهذا فإن المال المنفق في سبيل الله لابد ان يكون من مال حلال، والمال الحلال هو المحبب الى النفس، وان النفس لتكره كل ما هو حرام بالفطرة التي فطر الله الناس عليها.
  • الاعتدال في الإنفاق: فالإنسان لا يبخل أو يقتر في الانفاق، ولا يسرف في الإنفاق والاعتدال شيء مرغوب في كل الأمور، فهو منهج رباني يجب ان يسير عليه الإنسان.

فضل الإنفاق في سبيل الله

قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم: (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [إبراهيم: 31]، ووضّح الله تعالى في كتابه العزيز فوائد الصدقة وأهميتها، قال تعالى:﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾[سبأ: 39].

لقد امرنا الله سبحانه وتعالى بالإنفاق والتصدق في سبيل الله، وفي ذلك اجر عظيم للمسلمين، حيث يمنع التصدق ان يتسول الناس ويحيي ماء وجه الانسان المسلم الفقير، وكذلك الانفاق يغلب الإنسان البخيل الذي يكتنز الذهب والفضة، وهذا يعود الإنسان على الانفاق ويقيه الشح والبخل، واجر الانفاق اجر عظيم حيث يخلف الله سبحانه وتعالى على كل انسان ينفق، حيث قال الرسول في حديث شريف : “ما نقص مال من صدقة” فالصدقة تزيد المال ولا تنقص منه، وتجعل في الأموال بركة.



فوائد الإنفاق في سبيل الله

للإنفاق في سبيل الله عز وجل العديد من الثمرات والفوائد العظيمة التي تعود على الإنسان المنفق، ومن بين هذه الفوائد ما يلي:

  • ان الله سبحانه وتعالى يرحم الانسان المنفق، ويزيد في حسناته، ويمحو ذنوبه التي اقترفها، وفقا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غُفِرَ لامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ -بئر-يَلْهَثُ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنَ الْمَاءِ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • إن من أعظم الأشياء التي يجنيها الإنسان من الصدقات هي حب الناس لهذا الإنسان، فحب الناس والدعاء للغير بظهر الغيب تعتبر من أجمل وأحب الأشياء الى الإنسان، حيث يتذكر الناس دوماً الشخص الخير بكل خير حتى بعد وفاته، وتضج المجالس بكل خير بسيرة هذا الإنسان الخير بكل خير.
  • في يوم القيامة يقوم الله عز وجل بإبعاد الإنسان المتصدق عن النار ويدخله الجنة، ويقيه الله سبحانه وتعالى العذاب يوم القيامة.
  • يقي الله سبحانه وتعالى الإنسان حر جهنم وحر الشمس في يوم القيامة.
  • خصص الله تعالى باب للجنة يدخل منه المتصدقين يوم القيامة، ويسمى بباب الصدقة.
  • يضاعف الله سبحانه وتعالى الحسنات للناس المتصدقة.
  • ورد عن الإنفاق في سبيل الله عز وجل الكثير من الأحاديث والتي من بينها مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ -وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ-فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ -صغير الخيل-حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى وتمحو الخطايا للعبد وتقيه من النار، قال صلى الله عليه وسلم: (أنَّ صدقةَ السرِّ تطفئ غضبَ الربِّ).
  • الصدقة تعتبر دواء لكل داء وتدفع الصدقة البلاء عن الانسان المسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة).
  • يدعو الملك كلّ يومٍ للمتصدق بخلاف الممسك، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا) [صحيح.
  • يبارك الله تعالى في مال الشخص المتصدق ويجعل فيه البركة، وكذلك ينموا ويزيد هذا المال قال عز وجل: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) [الحديد: 18].
  • يهب الله عز وجل الإنسان المتصدق الطمأنينة والسكينة والراحة النفسية وراحة البال، فيشرح الله صدر الإنسان المنفق في سبيل الله.
  • الصدقة تطهر الاموال، وتخلص الإنسان من الغفلة والنفاق والكذب، حيث تعتبر الصدقة دليل على صدق العبد مع ربه، فهي عبادة بين العبد وربه لا يراها أي انسان آخر.


انواع الصدقات


ان من فضل الله سبحانه وتعالى على الناس أن باب الصدقات مفتوح للناس جميعاً، وكل متصدق يتصدق بما يستطيع ان يقدر عليه، فالصدقات لا تقتصر على الاموال فقط وانما تكون بالقول الطيب وقول المعروف للناس فالكلمة الطيبة تعتبر صدقة، وتجوز الصدقات على الاقارب والارحام، والاحسان ومساعدة الأقارب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ، وما أنفقَ الرَّجلُ علَى أهلِهِ كُتِبَ لَه صدقةً، وما أنفقَ المؤمنُ مِن نفقةٍ فإنَّ خلفَها علَى اللَّهِ واللَّهُ ضامنٌ إلَّا ما كانَ في بُنْيانٍ أو معصيةٍ).

وان من الصدقات ايضاً طباعة الكتب، وبناء المساجد وحفر الآبار، وتفضل الصدقات في القوة والصحة وليس بعد المرض والموت، فهناك من ينتظر ان يموت حتى يوصي بإخراج صدقة له، وهذا غير مستحب، ولكن من الأفضل ان يخرج الناس الصدقات في صحتهم وقبل مرضهم وقبل الموت.
 
المواضيع المتشابهة

مواضيع مماثلة

أعلى