أسباب نزول سورة الواقعة

walaa yo

كبار الشخصيات
طاقم الإدارة

من المعروف أنَّ أسباب نزول السور الطويلة تتعدّد بتعدّد مواقف النزول، فالقرآن كان ينزل لحادثة تحدث أو لتشريع أو لروي القصص والعبر للمسلمين والناس أجمعين، ومن أسباب نزول بعض آيات سورة الواقعة:

“في سدرٍ مخضودٍ”​

في سدر مخضود


قال أبو العالية، والضحاك: نظر المسلمون إلى وج – وهو واد مخصب بالطائف – فأعجبهم سدره، فقالوا : يا ليت لنا مثل هذا، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

“ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ”​

قالَ عروة بن رويم: لمَّا أنزل الله تعالى قولَهُ: “ثلة من الأولين وقليل من الآخرين”، بكى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال: يا رسول الله آمنا بك وصدقناك، ومع هذا كله من ينجو منا قليل فأنزل الله تعالى قولَهٌ: “ثلة من الأولين وثلة من الآخرين”، فدعا رسول الله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: يا عمر بن الخطاب قد أنزل الله فيما قلت فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، فقال عمر: رضينا عن ربنا وتصديق نبيّنا، فقال رسول الله: من آدم إلينا ثلةٌ، ومنَّا إلى يوم القيامةِ ثلة، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله. [1]

“وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ”​

روى أنَّ النَّبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- خرج في سفر مع أصحابِهِ فنزلوا وأصابهم العطش، وليس معهم ماء فذكروا ذلك للنَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- فقال أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون: “سقينا هذا المطر بنوء كذا”، فقالوا: يا رسول ما هذا بحين الأنواء، قال: فصلى ركعتين ودعا الله -سبحانه وتعالى- فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فَمُطِرُوا حتى سالت الأودية وملؤوا الأسقية، ثم مرَّ رسول الله برجل يغترف بقح له ويقول: “سقينا بنوء كذا، ولم يقل هذا من رزق الله -سبحانه- فأنزل الله تعالى الآية: “وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ”. [2]

أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عمر الزاهد قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن أحمد الجيزي قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حرملة بن يحيى وعمرو بن سواد السرحي قال : أخبرنا عبد الله بن وهب قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “ألم تروا إلى ما قال ربكم ؟ قال : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين، يقول : الكوكب وبالكواكب فنزلت هذه الآية”. [3]

هل سورة الواقعة مكية أم مدنية؟​

هل سورة الواقعة مكية أم مدنية


إنَّ سورة الواقعة من السور المكية في القرآن الكريم، فقد نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وهي السورة السادسة والخمسون في ترتيب المصحف الشريف، حيث تقعُ في الجزء 27 والحزب 54، ويبلغ عدد آياتها 96 آيةً، وقد نزلتْ سورة الواقعة بعد سورة طه.

سبب تسمية سورة الواقعة​

سبب تسمية سورة الواقعة


إنَّ الواقعة هي الحادثة، وهي اسم من أسماء يوم القيامة، وسُمّيت سورة الواقعة بهذا الاسم لافتتاحها به، فقد وردَ في الآية الأولى من سوة الواقعة قولُهُ تعالى: “إذا وقعتِ الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة”، وتقول الروايات: إنّ سورة الواقعة سُمِّيتْ بهذا الاسم لأن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة الكرام كانوا يسمّونها بهذا الاسم، وقال أهل التفسير: “سُمِّيتْ هذهِ السورة الواقعة لتسميةِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لها بذلك، كما يُطلق عليها سورة الغنى وإن كان هناك في هذه التسمية نظر.


وقد وردَ أن أبا بَكر -رضيَ اللَّهُ عنهُ- قال: يا رسولَ اللَّه قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءَلُونَ، وإِذا الشَّمسُ كُوِّرَتْ” [4]

فضل سورة الواقعة​

هناك العديد من الأحاديث التي تدل على فضل سورة الواقعة:

  • روى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال: “قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ”. [5]
  • مما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة وأن قرائتها من مسببات الرزق والغنى ما رُوي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ”. [6]
 
مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة

أعلى