مالك محمد
كاتب محترف
الأسماء
الأسماء هي ما يطلقه الأب والأم على المولود عند إنجابه، إذ يُوَثق قانونيًا ليصبح استخدامه متداولًا من قبل الجميع عند الإشارة لذلك الطفل طوال حياته، وقد كان العرب قديمًا يطلقون الأسماء التي توحي بالقوة والصلابة على الذكور، ويطلقون الأسماء التي فيها من صفات الجمال واللين والعذوبة على الإناث، وتختلف الأسماء في مدلولاتها، وتعتمد على ذوق الوالدين في تسمية المولود.
وقد توارثت البشرية هذا السلوك منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام حتى اليوم، ويقوم كل إقليم أو دولة على اعتماد نمط معين من التسمية يتلاءم مع الثقافة السائدة بينهم، إذ يُسمي الغربيون مثلًا أسماءً أعجمية، بينما يعتمد العرب على التسميات المرتبطة بتاريخهم القديم، وقد اهتمت الأديان بهذا الأمر وعلى رأسها الإسلام، إذ ورد في السنة النبوية الشريفة مجموعة من التوصيات والشروط التي تُدل الوالدين على الأسس السليمة للتسمية، وهي[١]:
- الابتعاد عن أي اسم فيه شرك لله عز وجل، إذ يُعظم غير الله، مثل البشر أو الشمس أو غيرها.
- استحباب الأسماء، مثل عبد الرحمن، وعبد اللطيف، وعبد السلام وغيرها.
- تحري معنى الاسم قبل التسمية، إذ توجد العديد من الأسماء التي تبدو في ظاهرها بسيطة وعادية لكن معناها قد يعود بالضرر الاجتماعي والنفسي على صاحبها، مثل أسماء؛ حرب، وعذاب، ومُرة وغيرها.
- الابتعاد عن بعض الأسماء، مثل سيد السادات، وسلطان السلاطين وغيرها.
- تحريم التسمية بأي من أسماء الشياطين، فالأصل بالمسلم التقرب إلى الله في أي وسيلة، ومن أسماء الشياطين الولهان والأجدع وخنزب والأعور وغيرها.
معنى كلمة البتول
لازمت السيدة مريم العذراء عليها السلام صفة البتول لعفّتها وعدم مس أي رجل لها، وقد جاء حملها بلا دنس، فكانت البتول الطاهرة العفيفة التي لم يمسّها بشر، وأطلق على السيدة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلم صفة البتول؛ لتعفّفها وحسن خلقها وشدّة ورعها وتديّنها، وعكف الناس على إطلاقه على المولودات الإناث لأن أفضل وأطهر سيدتين على وجه الأرض كانتا تحملان هذه الصفة، وفيما يأتي معاني الاسم الواردة في المعجم[٢][٣]:
- البتول هي الفتاة المنقطعة عن الرجال والمتعففة عنهم والمنصرفة إلى أداء العبادات والتقرب إلى الله تعالى بترك المنكرات، وقد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً}[٤].
- البتول هي كلمة مشتقة من الفعل (بتلَ)، ويقال (بتلَ بتلًا) أي قطعه وفصله عن غيره، وحين يُقال (بتل عمله إلى الله) فهذا يعني إخلاص الإنسان في عمله لله دون رياء والانقطاع عن شهوات الدنيا إلى ما يرضي الله عز وجل.
صفات اسم بتول
لكل فتاة شخصيّتها الخاصة بها، وطباعها التي تميّزها عن غيرها، ولكن يحدث أن تتشابه الفتيات ذوات الاسم الواحد ببعض الصفات؛ بسبب تكرار سماع الفتاة لاسمها والإيحاءات التي ترتبط به، مما يجعل هذه الصفات تستقر في اللاوعي وتُترجم على السلوك الشخصي وتصبحُ سمة حاملة الاسم، وهي ليست قاعدة علميّة مثبتة يؤخذ بها بالطبع، ولكنها من الأمور الدارجة، وفيما يأتي الصفات التي ترتبط باسم البتول[٥]:
- تتميز البتول بالهدوء والسكينة والرقة المفرطة في الشخصية، كما أن لسانها طيب لا ينطق إلا بطيب.
- تتصف البتول بحبها الكبير لما تفعله وتطبيقه بكل ما يمكنها من شغف وإخلاص واضحين.
- تتميز البتول بجاذبيتها الكبيرة ومقدرتها على التفكير الصائب واتخاذ القرارات السليمة.
- تحب الفتاة التي تحمل اسم البتول العلم والمعرفة، وتسعى لتحقيق النجاح والتفوق من خلال التسلح بالثقافة، وتكره الروتين الممل، وتسعى لكسره بالجد والعمل.
- تتميز البتول بالطيبة والقلب الحاني وحب الجميع والرغبة بتقديم يد العون والمساعدة لكل محتاج، فهي تشارك في العديد من الأعمال الخيرية تطوعًا.
- تتميز البتول بالذكاء الحاد، مما يمنحها الثقة الكافية بنفسها، كما أنها فطنة وسريعة البديهة ودقيقة الملاحظة، وتعد شخصية ناجحة.
السيدة مريم البتول
تعد الفتاة التي تحمل اسم بتول فضوليةً اتجاه شخصية مريم البتول الجليلة، والتعرف عليها عن كثب، وفيما يأتي مجموعة من المعلومات عنها[٦]:
- كانت والدة السيدة مريم وزوجة عمران امرأة تقية زاهدة تزوجت وتقدم بها العمر ولم يرزقها الله البنين والبنات، ولكنها دعت الله أن يرزقها طفلًا لتربيه على عبادة وتقوى الله، فرزقها الله مريم عليها السلام، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[٧].
- تربت مريم العذراء في بيت نبيل على أسس تربوية قيمة من الطيبة والتقى والعفاف وحب الخير للجميع، وكانت أجمل النساء وأكثرهن عفةً واتزانًا.
- عاشت مريم يتيمةً في طفولتها بسبب وفاة والدها الذي كان طاعنًا في السن فتعهدها زوج خالتها زكريا عليه السلام بالرعاية والحماية.
- نزلت الملائكة على مريم بأمر من الله عز وجل لتخبرها بأن الله سيهبها طفلًا من عنده دون أن تتزوج أو يمسها رجل.
- تخفّت مريم عن عيون الناس طوال فترة حملها وانتبذت مكانًا منعزلًا عنهم حتى أتاها مخاض الولادة عند جذع النخلة، فأوحى الله إليها أن تهزها لتتساقط عليها الرطب فتأكل حتى تشبع، فأنجبت عيسى عليه السلام.
- استجابت مريم البتول لأمر الله وعادت بعيسى إلى قومها الذين استنكروا فعلها، فأشارت إلى سيدنا عيسى في المهد وقد أنطقه الله ليكون حجة عليهم ونبيًا من أنبياء الله الصالحين، ثم راح يدعو قومه لعبادة الله وعدم الإشراك به تعالى.
