أميركا تناكف الصين ثانية.. من باب تايوان هذه المرة

أثار فتح الولايات المتحدة باباً جديداً لانتقاد الصين إلى جانب الانتقادات المستمرة حول تقصيرها في معالجة أزمة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، غضب الصين مساء أمس الجمعة.

سبب الغضب الصيني هذه المرة أتى من باب تايوان، عبر تغريدة دعم من الولايات المتحدة.

وفي التفاصيل، أعربت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة مساء الجمعة عن دعمها لمشاركة تايوان في الأمم المتحدة بتغريدة على موقع تويتر، ما أثار رد فعل حادا من الصين التي أعربت عن "استياء شديد ومعارضة قوية".

وقالت البعثة في التغريدة: "إن المنظمة العالمية المكونة من 193 عضوًا تأسست لخدمة جميع الأصوات، وترحب بمجموعة متنوعة من الآراء ووجهات النظر وتعزز حقوق الإنسان". وتابعت "منع تايوان من الوقوف على أرض الأمم المتحدة يعد إهانة ليس فقط للشعب التايواني الأبي، ولكن لمبادئ الأمم المتحدة".

ثم أعادت مندوبة الولايات المتحدة كيلي كرافت نشر التغريدة.

وجاء إثارة الإدارة الأميركية لتلك القضية فجأة عقب سلسلة انتقادات من الرئيس دونالد ترمب للصين بسبب الفيروس التاجي

شوكة تايوان في حلق الصين

إلا أن هذا الموقف، أو المناكفة الجديدة إن صح وصفها، أثارت غضب بكين، التي تطالب بالسيادة على تايوان (تتمتع بالحكم الذاتي)، وتستخدم نفوذها الدبلوماسي لمنع الجزيرة من الانضمام إلى أي منظمات تتطلب دولة للحصول على العضوية.

يذكر أن تايوان غادرت الأمم المتحدة عام 1971 عندما انضمت الصين واستبعدت من جميع وكالاتها، بما في ذلك جمعية منظمة الصحة العالمية حيث تم تجريدها من صفة مراقب. في الوقت نفسه، لديها واحدة من أقوى أنظمة الصحة العامة في العالم، وقد نالت الثناء على معالجتها لتفشي الفيروس.

انتهاك خطير

ووصف متحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في الصين تغريدة البعثة الأميركية بأنها "انتهاك خطير" لقرار الجمعية العامة الذي منح الصين مقعد الأمم المتحدة وثلاثة بيانات مشتركة بين الولايات المتحدة والصين وسيادة الصين ووحدة أراضيها.

وقال المتحدث الذي لم يذكر اسمه: "إنها تتدخل بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وتؤذي مشاعر 1.4 مليار صيني بشدة. هناك صين واحدة في العالم. حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة القانونية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وتايوان جزء أصيل من الصين".

كما اتهمت بعثة الصين الولايات المتحدة بـ"النفاق" لاستشهادها بترحيب الأمم المتحدة بالآراء متنوعة بينما تستخدم مرارا وتكرارا قوتها في إصدار التأشيرات لمنع أو تأخير الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني من حضور الأنشطة في الأمم المتحدة.

وحثت بقوة الولايات المتحدة على الالتزام بمبدأ صين واحدة، والبيانات المشتركة الثلاثة بين البلدين وقرار الجمعية العامة "والتوقف فورا عن دعم منطقة تايوان وتسييس وتقويض الاستجابة الدولية لوباء كورونا".

إلى ذلك، قال المتحدث الصيني: "في حين أن الفيروس التاجي ينتشر في جميع أنحاء العالم، فإن الناس من جميع البلدان يطالبون بالتضامن الدولي في مكافحة الوباء. إن تلاعب الولايات المتحدة السياسي بشأن قضية تتعلق بالمصالح الأساسية للصين سوف يسمم مناخ التعاون بين الدول الأعضاء في وقت تشتد فيه الحاجة إلى الوحدة والتضامن".

يشار إلى أن المناكفات والانتقادات بين البلدين مستمرة منذ فترة، وقد احتدت خلال الأيام الماضية على ضوء اتهام ترمب للصين بالتقصير في حماية العالم من الوباء، وتلويحه بإمكانية محاسبة بكين أو فرض رسوم ما من قبل بلاده.
 

مواضيع مماثلة

أعلى