لورنس
كاتب جيد جدا
السائل المنوي خلق الله سبحانه الإنسان من جنسين؛ ذكر وأنثى، وقد هيأ فيهما القدرة على التناسل لاستمرار الجنس البشري، فيحتاج هذا التناسل إلى وجود بويضة من الأم وحيوان منوي من الأب، إذ يلقح الحيوان المنوي البويضة، ومن ثم فإن هذه البويضة تُغرس في جدار الرحم، ويكون الحيوان المنوي موجودًا ضمن سائل يخرج من قضيب الرجل يعرف بالسائل المنوي،[١] فما هو السائل المنوي؟ وما مصدره؟ وما هي أهم المعلومات التي نعرفها عنه؟ كل الإجابات سنذكرها في هذا المقال. يعرف السائل المنوي بأنه عبارة عن سائل جسمي عضوي تفرزه الغدد الجنسية في الذكر وهما الخصيتان، ويحوي هذا السائل على الحيوانات المنوية إضافة إلى الأنزيمات والبروتينات ومركبات الفركتوز، وهذه العناصر جميعها تبقي الحيوانات المنوية حية وناضجة، وبالتالي فهي توفر وسطًا مناسبًا يمكن للحيوانات المنوية من خلاله السباحة أو التنقل، إذ إن الوظيفة الأساسية للحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي هي تلقيح البويضة الأنثوية خلال عملية التكاثر.[٢] أما مظهر السائل المنوي فإنه يكون ذا لون أبيض أو رمادي شفاف، كما يمكن أن يكون مصفرًا في بعض الحالات، وفي حال وجود دم فيه فإن لونه يتحول إلى اللون الوردي أو المحمر، ويمكن أن يشير ذلك إلى وجود مشكلة طبية، ويكون الجزء الأخير للسائل المنوي بعد القذف متخثرًا فيشكّل كريات، بينما الجزء الأول يكون كثيفًا وشفافًا فقط.[٣] من أين يأتي السائل المنوي إنّ عمليّة تكوين السائل المنوي هي عمليّة تُجرى من قِبل هرمونات تحت المهاد والغدّة النّخاميّة، إذ تُفرز تحت المهاد الهرمون المسؤول عن إفرازات الغدد التّناسليّة، والذي يُحفّز بدوره الغدّة النّخاميّة لإفراز الهرمون المحفز للجريب fsh، والهرمون الملوتن lh في مجرى الدم، ليعملان فقط على الخصيتين لتشجيع تكوين الحيوانات المنوية داخل الأنابيب المنوية، ومن هُنا تحدث عملية إنتاج السائل المنوي في الخصية وتحديدًا في أنابيب رفيعة رقيقة، وفيها يحدث انقسام للخلية، وبعد سلسلة من العمليات الحيوية ينتج حيوان منوي كامل النضج يحمل نصف الشريط الوراثي للذكر، وتمر عملية إنتاج الحيوان المنوي بست مراحل، تستغرق كل مرحلة حوالي 16 يومًا لتكمل، وبعدها يمر بخمس دورات لينضج الحيوان المنوي كاملًا، وهذا يعني أن الحيوان المنوي الواحد والكامل يحتاج إلى 80 يومًا تقريبًا، وكما ذُكر سابقًا أنّ هذه العملية تحدث تحت سيطرة الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية وغدة تحت المهاد المعروفة بالهيبوثلاميس.[٤][٥] مكونات السائل المنوي يتكون السائل المنوي من عدة مكونات، فيحتوي على الحيوانات المنوية والبروتينات والسوائل المنوية والتي تشكل 30% من المني، وهذه المكونات هي قاعدية فتساعد على معادلة الأحماض الموجودة في الأحليل والمهبل فيمنع النطف من أن تقتل، وبالإضافة إلى السوائل المنوية التي تشكل ثلث السائل المنوي، فإن الحويصلات المنوية تشكل ما نسبته 46 - 80% من المني، وتتكون من سائل قاعدي يحتوي على سكر الفركتوز، ويعطي هذا السكر الطاقة للنطف، وتكون الخصيتان وغدة كوبر مسؤولتين عن إفراز الأجزاء الباقية منه، ومن هنا فإن المني يتكون من جزأين، وهي الخلايا الحية والتي تعرف بالحيوانات المنوية، والجزء الثاني سائل بلازمي يساهم في بقاء الحيوانات المنوية ناضجة وحية، ويمكن التحقق من صحة الحيوانات المنوية من خلال مقارنتها مع النسب التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، وهي كالآتي:[٦] الكمية: 2 مليلتر أو أكثر قليلًا. العدد: 40 مليون حيوان منوي أو أكثر. التركيز: 20 مليون حيوان منوي/ مل أو أكثر بقليل. نسبة الحركة: في الحركة الأمامية 50% أو أكثر، وفي الحركة السريعة 25%. ملاحظة: تُحسب هذه القياسات خلال ساعة واحدة من القذف. زيادة كمية السائل المنوي أظهرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2010 لحجم السائل المنوي في جميع أنحاء العالم، أن حجم السائل المنوي يختلف من شخص لآخر وتراوحت الأحجام ما بين 0.8 مليلتر و 7.6 مليلتر، وكان متوسط حجم السائل المنوي يتراوح بين 3 و5 مليلتر، إذ تتغير كمية السائل المنوي نتيجة لعدة عوامل منها عمر الرجل، وعادةً ما يكون أكبر حجم للسائل المنوي للرجل بين سن 30 و35 عامًا، ويكون أدنى حجم له عند بلوغ الرجل سن 55 عامًا وما فوق، ومن ناحية أخرى فإن حجم السائل المنوي لا يرتبط بالمتعة الجنسية[٧]، ولكن يمكن زيادة كمية السائل المنوي بعدة طرق، منها:[٨][٩] ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 20 - 30 دقيقة يوميًا، مما يساعد في زيادة تدفق الدم إلى القضيب. الحصول على قدر كافٍ من النوم من 6 - 8 ساعات يوميًا، إذ إن عدم الحصول على الوقت الكافي من النوم يقلل من جودة الحيوانات المنوية. الحصول على نظام غذائي متوازن للتمكن من الحصول على العناصر الغذائية اللازمة والمهمة في إنتاج الهرمونات المؤثرة على السائل المنوي. التخلص من الاجهاد من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا. التخلص من الوزن الزائد. تناول كميات كافية من الماء، وكميات جيدة من السوائل الأخرى مع استثناء الكحوليات، والتي تساهم في جفاف الجسم. تجنب درجات الحرارة المرتفعة القريبة من الخصيتين، ويجب المحافظة على درجة حرارة تعادل 37 درجة سيلسيوس. تجنب ارتداء الملابس الضيقة. تجنب عقد الرجلين. تحسين جودة السائل المنوي ترتبط كمية السائل المنوي ونوعيته بعدة عوامل، منها: [٨] مستويات هرمون التستوستيرون: تعد مستويات هرمون الذكورة هرمون التستوستيرون هي المسؤولة عن الخصوبة والجنس. عدد الحيوانات المنوية: تؤثر كمية الحيوانات المنوية التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي على كمية السائل المنوي أثناء القذف. حركة الحيوانات المنوية: تُقاس حركة الحيوانات المنوية الصحية من خلال مدى سرعتها في السباحة داخل السائل المنوي، وهو ما يمكن أن يؤثر أيضًا على حجم السائل المنوي. ضعف الانتصاب: وهي حالة تعرف بعدم القدرة على الوصول إلى الانتصاب والحفاظ عليه، وتؤثر هذه الحالة على كمية السائل المنوي التي ينتجها الفرد. الرغبة الجنسية: تؤثر الرغبة الجنسية في ممارسة الجنس على حجم السائل المنوي. ويمكن تحسين تلك العوامل لزيادة حجم السائل المنوي والأداء الجنسي العام لدى الرجل من خلال ما يأتي:[٨] تناول مكملات حمض الأسبارتيك (d-aa) لتعزيز هرمون تستوستيرون. تناول الحلبة التي تعد مصدرًا مهمًا لزيادة هرمون تستوستيرون. استخدام الأشواغاندا التي تزيد من حجم السائل المنوي وحركة الحيوانات المنوية وعددها. استخدام جذر الماكا في تقليل حالات ضعف الانتصاب وزيادة عدد الحيوانات المنوية وحركتها. استخدام مكملات الزنك التي تساعد في توازن مستويات هرمون تستوستيرون وتحسين نوعية الحيوانات المنوية
