الاعتذار عن خيانتك لشريكتك

عدي

كاتب جيد
الخيانة جريمة عظيمة لا ضمانَ لاستمرار علاقتك العاطفية أو الزوجية بعدها. تقدر بعض العلاقات على تخطي هذا التحدي، وقد تستمر بشرط بذل المزيد من الجهد، وربما تُصبح أقوى؛ حينها سيتعلم الشريكان الكثير عن أنفسهما وقيمهما وأهمية تلك العلاقة في حياتهما. لا يحدث التعافي إلا ببذل جهد من الطرفين، وأن يعقدا العزم على أخذ العبرة من الخيانة وتعلم ثقافتي الاعتذار والعفو، والعمل سويًا للحفاظ على وجودهما معًا. لا بد أن تأتي المبادرة من الشخص الذي أخطأ، فإن قمت بخيانة شريكتك لا بد أن تقدم لها اعتذارًا صادقًا؛ اعتذار بالقول والفعل على حد سواء.


1
حدد سبب خيانتك لها. أول شيء لا بد أن تفهمه أن الخيانة تعني وجود نقص ما عند الشخص الذي قام بها. الهدف أن تكتشف ما المشكلة، وبمجرد أن تتعافى شريكتك من صدمة اكتشاف الأمر، يمكنك أن تقرر حينها كيف ستبدأ العمل على حلها. اسأل نفسك الأسئلة التالية:
هل تشعر بعدم الأمان في العلاقة أو عدم الانجذاب لشريكتك؟[١]
هل تشعر بشيء مفقود في علاقتكما؟[٢]
هل أنت راضٍ عن حياتك الجنسية؟[٣]
هل تشعر (أو شعرت وقت خيانتك) أنك مضغوط بسبب جانب من جوانب حياتك؟
حتى لو كانت تلك المرة الوحيدة التي خنت فيها شريكتك، هل تفكر في الأمر وتريد أن تكرره؟

2
حدد ما إذا كنت ترغب في استمرار علاقتكما أم لا. يجب أن تمعن التفكير فيما إذا كنت تريد البقاء مع شريكتك أم لا، بناءً على نتائج تقييمك من الخطوة السابقة.
حتى إن قررت أن تفترق بكما الطرق، فشريكتك تستحق الاعتذار على ما سببت لها من ألم.
إن قررت الاستمرار، فاعلم أن الطريق لن تكون ممهدةً. لا تجعل شريكتك تخوض هذا ثانية إن لم يكن في نيتك الالتزام الكامل.
3
اقضِ بعض الوقت في الكتابة عن علاقتك. دوِّن أسبابك على الورق لتكتشف ما إن كنت تريد فعلًا الاستمرار في علاقتك. على سبيل المثال، اسأل نفسك: لماذا تريد أن تبقى معها؟
كن محددًا قدر الإمكان. إذا كنت ما زلت تحبها (لا بد أن يكون هذا على رأس قائمة أسبابك)، لا تجعل الأمر مبهمًا. ما الذي يعجبك فيها؟ ما الذي يعجبك بشأن علاقتكما؟ كيف ترى مستقبلكما معًا؟

4
افهم ما الذي تعتذر بشأنه. من الواضح أنك خنت شريكتك وأنه لا مفر لك من الاعتذار، لكن مع ذلك يجب أن توضح لها أنك تدرك تمامًا كيف سببت لها الألم وجرحت شعورها وكنت سببًا في تدمير علاقتكما.
أنت لم تخونها فحسب، بل حطمت ثقتها وشوهت فكرتها عن علاقتكما، وربما سببت بفعلك الإهانة النفسية لها والمادية كذلك، فقد جعلتها عرضةً للأمراض المنقولة جنسيًا.[٤]

1
حافظ على خصوصيتكما. ربما تندفع إلى إذلال نفسك في العلن حين تعتذر لشريكتك (بنشر اعتذار مطول على فيسبوك مثلًا) ظنًا منك أنها ستتأثر بتعريض نفسك للإهانة وأحكام الآخرين، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى تسليط الضوء عليكما وانتهاك حياتكما الشخصية.
يجب أن تفكر عدة مرات قبل فعل أشياء مثل إرسال باقة زهور أو هدية اعتذار لمكان عملها؛ سيلفت هذا انتباه زملائها في العمل وسيرغبوا في معرفة السبب، بينما قد لا تريد هي أن تناقش مشاكلها مع هؤلاء الأشخاص وفي هذا المكان.

2
تحمل مسئولية أفعالك. لا تبرر خيانتك، بل كن صادقًا مع ذاتك وقدم تفسيرات حقيقية.
قد تعاني علاقتكما من بعض المشاكل التي تتحملان مسئوليتها معًا، لكنك وحدك المسؤول عن خيانتك. هدفك من الحوار أن تراك شريكتك معترفًا بخطئك نادمًا عليه.

3
تجنب استخدام "إن" و"لو". استخدام تعبيرات مثل "أعتذر إن كنت قد جرحت شعوركِ" أو "لو لم ترفضي، لما بحثت عن الجنس في مكان آخر" يعني أنك تتنصل من تحمل مسؤولية أفعالك كاملةً وتحول اللوم على شريكتك.[٥]
بدًلا من قولك "أعتذر إن كنت قد جرحت شعوركِ"، اعترف بحقيقة أنك سبب ما تعانيه هي من ألم وأخبرها بذلك: "أعلم أن أفعالي تجرحك، أنا آسف جدًا".

4
استعد للأسئلة الصعبة. سواء رأتك شريكتك تخونها أو اكتشفت دليلًا على ذلك أو اعترفت لها بنفسك، حتمًا سيكون لديها الكثير من الأسئلة لك.
ربما ترغب في أن تعرف تفاصيل فعلك: كيف تعرفت إلى تلك الفتاة؟ كم مرة تقابلتما؟ لماذا قررت أن تخون؟ هل أحببت الفتاة الأخرى؟
لو صمتَّ وقررت ألا تجيب عن هذه الأسئلة ستصنع فجوة بينكما. سيؤدي هذا إلى المزيد من انعدام الثقة ويؤذي قدرتكما على التواصل بصراحة.

5
أجب بوضوح، وبلطف. تجنب الإجابات المبهمة، لكن دون أن تستغرق كذلك في شرح التفاصيل. مثلًا إن سألتك عمّ وجدته جذابًا فيها لا تقل: "حسنًا، تمتلك هند جسد عارضة أزياء وأجمل عينين زرقاوين رأيتهما في حياتي"!
كن صادقًا إن أصرت شريكتك على معرفة التفاصيل، لكن أعر الاهتمام لصياغة عباراتك: "وجدت ابتسام جميلةً، لكن هذا لا يبرر خطيئتي أبدُا"
في أثناء الإجابة يجب حتمًا أن تتجنب إجراء مقارنات بين حبيبتك وعشيقتك. لا تقل: "هند أكثر منك صراحةً وعطاءً"، هذا فقط سيؤلمها ويسحب اللوم عنك إليها.
6
لا تتوقع أن تكون شريكتك عقلانيةً. حتى إن علمتْ بخيانتك قبل اعتذارك ببعض الوقت، لا تتوقع أو تطلب منها أن يكون النقاش هادئًا وعقلانيًّا. لا يمكن التنبؤ بالعواطف ولا يمكنك أن تفرض على شريكتك كيف يجب أن تشعر تجاه اعتذارك.
إن صارت الأمور شديدة الحساسية، لربما يجب أن تنسحب لتعطيها بعض الوقت للتفكير في كلامك.

7
قدم اعتذارًا غير مشروط. يجب أن تعتذر لشريكتك لأنك جرحت مشاعرها، بغض النظر إن قررت البقاء معك أم لا.
لا يجب أن تقرر الاعتذار فقط إذا كانت مستعدةً للصفح عنك أو استئناف العلاقة، فاعتذارك ليس صادقًا إن كان مقيدًا بشروط.[٦]

8
قدم اعتذارك بدون توقع أنكما ستعودان معًا. أنت تتألم ونادم من أعماقك على ما فعلت وتتمنى أن يعود كل شيء كما كان، لكن حتى اعتذارك بشكل مناسب لا يضمن عودتكما سويًا. يجب أن تتقبل ذلك.
لا يمكنك التحكم فيما إذا كانت شريكتك ستسامحك أم لا، وحتى إن سامحتك، فلا يعني هذا أنها ستثق فيك مجددًا.

9
أعلمها برغبتك. لا تجعل اعتذراك مشروطًا باستئناف العلاقة، ولكن لا بأس أن تخبر شريكتك برغبتك في أن تسامحك وأن تعودا معًا.
على سبيل المثال، جرب شيئًا كالتالي: "ليلى، أعلم أن أفعالي قد آلمتك بعمق وأفقدتكِ ثقتكِ فيَّ. تقبلي خالص اعتذاري. أتمنى أن تسامحيني وأعدك أني سأبذل كل جهدي لاستعادة ثقتك. حتى إن فضلتِ عدم الاستمرار، فأنا آسف ونادم حقًّا".

10
استمع لشريكتك. من الممكن ألا ترغب شريكتك في التحدث معك بعد انتهاء اعتذارك، لذا احترم رغبتها. ليس الاعتذار من أجلك بل هو من أجل شريكتك، فإن أرادت أن تفرغ فيك كل مشاعرها، فاسمح لها بذلك.
أنصت إليها وأعلمها أنك تفهم عمق ما سببته من ألم لها. لا تقاطعها أثناء الحديث من أجل تبرير أفعالك.


11
ابذل الاحترام تجاه شريكتك وتجاه نفسك. الخيانة فعل مؤلم ومهين وأنت الآن تحاول أن تكفر عن خطئك. الإنصات لشريكتك أحد طرق إظهار الاحترام تجاهها، مع ذلك لا يجب أن تدعها تهينك.
رغم أنك أخطأت بخيانتها لكن لا شيء يبرر الإهانة. استعد للرحيل فورًا إن أهانتك باللفظ أو عاملتك بأسلوب لا يليق.
إن احتد النقاش بينكما، جرب الرد بالشكل التالي: "أتفهم لم أنت غاضبة، لكن لغتك الآن غير مقبولة، لنتحدث في وقت لاحق. ربما يمكننا أن نستشير أحدهم".

1
اقطع كل وسائل الاتصال بعشيقتك. من الواضح أنك وشريكتَك قد تأثرتما بفعل خيانتك، لكن لا تنس أنك بذلك أدخلت شخصًا آخر إلى حياتكما. يجب أن تثق شريكتك في أنك لن تخونها مجددًا وتحديدًا مع تلك الفتاة حتى تسمح بعودتكما معًا ثانيةً.
ربما ترغب شريكتك أن تتدخل في هذه الخطوة حتى تتأكد فعلًا أنك أنهيت كل الأشياء المعلقة.
يجب أن تتصل بالفتاة الأخرى لتشرح لها أن تصرفك كان خاطئًا وتخبرها بوضوح أنك ستتوقف عن بذل أي شعور تجاهها.
مهما حدث، لا تتسلل لرؤية تلك الفتاة ثانيةً ولو على سبيل الوداع! كن على قدر كلمتك.

2
ضع حدودًا واضحة بينك وبين عشيقتك إن لم تستطع إخراجها من حياتك. قد لا يكون ممكنًا أن تقطع كل الروابط بينك وبين عشيقتك السابقة إن كانت زميلة أو لا يمكن تجنب رؤيتها لسبب أو آخر. في هذه الحالة، يجب أن تكون لديك خطة واضحة لكيفية التعامل معها.
قلل التواصل معها قدر الإمكان. تستطيع أن تتعامل معها في اجتماعات العمل، لكن ليس بإمكانك أن تدعوها للغداء.
يجب أن تقدم لشريكتك ضمانات أن تلك العلاقة لن تخرج عن إطارها الرسمي مجددًا.

3
تواصل دائمًا مع شريكتك. لا يوجد حل سحري لمشكلتك، فالسبيل الوحيد لذلك هو أن تثبت حبك لشريكتك، وهو ما يعني أن تتأقلم مع قلة ثقتها فيك لفترة طويلة وأن تتقبل تدخلها في حياتك الشخصية ومشاركتها كل تفاصيلها.
على سبيل المثال، قد تريد شريكتك أن تطلع على هاتفك وحساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي. إن لم تحقق لها تلك الرغبة فستظن أنك تخفي شيئًا ما، أما إن صممت على عدم تقديم هذا التنازل فأعد التفكير فيما إن كانت علاقتك تستحق عناء إنقاذها (أو إن كان يمكن إنقاذها أصلًا).

4
امنح شريكتك أسبابًا للثقة. من المفهوم أن تخالج شريكتَك الشكوكُ لبعض الوقت، فمثلًا إن تأخرت عن موعد رجوعك للبيت ولو لعدة دقائق، فأنت غالبًا في مشكلة. قد يبدو الأمر هينًا بالنسبة لك، لكن تذكر أنك تبدأ هذه العلاقة من الصفر ويجب أن تكتسب ثقتها ثانيةً.
إن قلت أنك ستصل للمنزل في الـ 11:00 مساءً يجب أن تكون في المنزل في الـ 11:00 تحديدًا لا في الـ 11:15.
أعلم شريكتك إن كنت ستتأخر في الخارج، وكن في المنزل مبكرًا إن طلبت منك ذلك.

5
تذكر أنك تبدأ علاقةً جديدةً. إذا قررت شريكتك أن تمنحك فرصة أخرى، لا تتوقع أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه. أنت الآن في علاقة جديدة تمامًا، فأنت وشريكتك قد تغيرتما بسبب ما مررتما به من تجربة، ويجب أن تعتاد ذلك

6
كن صبورًا. لا تستطيع أن تتحكم في الوقت الذي تحتاجه شريكتك لمسامحتك وتجاوز خيانتك. قد تسير الأمور جيدًا لبعض الوقت ثم تغضب شريكتك فجأة وتملأها الشكوك ثانيةً. ستشعر شريكتك بعدم الاحترام إن حاولت أن تسرع عملية الشفاء.[٧]
إن كنت راغبًا بصدق في إنقاذ علاقتك، اسمح لشريكتك بأخذ كامل وقتها في الحزن واستعد لبعض العقبات.
أنت لا تمتلك زمام مشاعرها وما تستغرقه من وقت لتجاوز غضبها وألمها، لكنك تمتلك زمام أمرك: كن وفيًّا متسقًا مع أقوالك، فهذا ما سيظهر مدى أسفك والتزامك تجاهها.

7
كن مستعدًا لطلب النصح. لن تحتاجا بالضرورة إلى استشارة متخصص لتنجوا بعلاقتكما من هذه الخيانة، لكنك لن تخسر الكثير إن طلبت النصيحة؛ الأمر عادةً ينفع أكثرَ مما يمكن أن يضر.
كطرف محايد وكخبير، سيمنح المعالج النفسي لك ولشريكتك مساحةً آمنةً للتعبير عن ذواتكما، ولاختبار مدى قوة رابطتكما ووضع خطة لتجاوز تلك الأزمة وتقييم ما أحرزتماه من تقدم.
اقترح على شريكتك طلب المساعدة، وأعلمها أنك ستبذل قصارى جهدك لإصلاح ما أحدثته من ضرر واستعادة ثقتها.

8
التزم بمقتضيات طلب المشورة. عندما تطلب المشورة يجب بالطبع أن تنغمس بالكامل في كل مراحل تلك العملية، فلا يكفي أن تذهب لمكتب المعالج النفسي مرةً أو مرتين كل أسبوع لتجلس صامتًا تاركًا لشريكتك كل الحديث.
أجب على أسئلة معالجك وشريكتك بكل وضوح وصدق، وابذل خالص جهدك في كل ما يُطلب منك من واجبات عملية.

9
احترم ذاتك. رغم أنك قد قمت بالجزء الأصعب حين اعترفت بخطئك وبذلت الجهد في إنقاذ علاقتك (وهو ما قد يتطلب التنازل عن بعض خصوصيتك وحريتك)، فليس عليك تقديم أي تنازلات قد تخالف قيمك أو تهين كرامتك.
إن شعرت يومًا أنك تخسر ذاتك في سبيل تعويض شريكتك أو شعرت بالإذلال، فربما حان الوقت لإعادة تقييم علاقتك.
ربما يجب أن تتقبل أن الوقت قد حان لتجاوز تلك العلاقة والمضي قدمًا، أو أنه لا مفر من استشارة متخصص إن لم تكن قد فعلت أصلًا.




 

مواضيع مماثلة

أعلى