إشعار شخص ما بالذنب

عدي

كاتب جيد
تستطيع بعدة طرق أن تُشعِر الآخرين بالذنب أو الخجل من أفعالهم، خاصة إذا كنت ترغب في لفت انتباههم إلى ضرورة تغييرها. يجب عليك تجنب الإفراط في الأمر أو محاولة خداع من حولك أو التلاعب بمشارعهم، لمنع نشوب صراع بينك وبينهم، فالغرض في النهاية التأثير على مشاعر الشخص لتغيير سلوكه عامة، وليس أن تدفعه لأن يكون لعبة في يدك![١]

1
حدد السلوك الذي تودّ تغييره. حدد ذلك السلوك ونوع التغيير والهدف من الحديث. يساعد ذلك على خوض الحوار.[٢]
اطلب من الشخص الآخر الاعتراف بالخطأ بشأن قوله أو كتابته أو تعبيره عن رؤية معينة في حالة الاتفاق على نقطة أو فكرة معينة يمكن أن يبدأ الحوار منها، فعلى سبيل المثال: إذا أهان شخص ما مظهرك، فحاول إشعاره بالذنب تجاه ذلك الفعل.
ركز على مشاعر الشخص الذي قام بجريمة ما تجاه فعلته بصفة خاصة، في حالة كنت تريد إشعاره بالذنب تجاه ذلك، على سبيل المثال: إذا قام أحدهم بالسرقة من أحد المحلات.
يمكنك تعميم الأمر في كل الأحوال بوصف مدى سوء المشاعر المصاحبة للفعل الخاطئ.

2
اسأل عن الذنب الذي ارتكبه الشخص. قد لا يمكنك الحصول على إجابة مباشرة في المحاولة الأولى ومع ذلك لا تقم بتكرار السؤال بنفس الطريقة في كل مرة.[٣]
هذا ليس الوقت المناسب لمواجهته بكذبه، لكنها فقط فرصتك لتأكيد مشاعر الذنب وتحويلها إلى التعديل السلوكي المرغوب.
أعِد صياغة السؤال حتى تحصل على الاعتراف. يمكنك استنتاج ماذا فعل الشخص إذا كانت علاقتك وثيقة به، فعلى سبيل المثال: عند التأخر عن حضور زفاف ما فيمكنك استنتاج مكان تواجده

3
قدِّم للشخص الفرصة لشرح ما فعل. سيجعله هذا يدرك عواقب فعله، مما يقدم لك الفرصة لتقديم بدائل له.[٤]
قد لا تكون التبريرات التي يقدمها الشخص المذنب صادقه تمامًا ولكن يجب الاستماع إليها في كل الأحوال.
تقبل تبريرات الشخص المذنب إن كانت منطقية، أما إذا كنت تصر على التدقيق بها، فقد تخلق ضغينة بينكما أنت في غنى عنها.
أعِد الاستفسار مرة أخرى كالخطوة السابقة للحصول على إجابات أكثر دقة إذا كانت التبريرات محض افتراءات. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب بإشعار شخص بالذنب لأنه تسبب في فوضى في حفل عيد ميلادك ثم قام بإلقاء اللوم على بعض الأقارب الآخرين الذين لم يكونوا حتى في الحضور، قم بإعادة صياغة الأسئلة لاستبعاد الأطراف الأخرى أولًا.

4
سلِّط الضوء على أخطاء الآخر. يجب أن تكون حذرًا في الربط بين الشخص وما فعله من ذنب ولا تحمِّل الأمر أكثر مما يحتمل. [٥]
يُعد تعدي شخص لفظيًا عليك جريمة سب وقذف وتشهير وتعديًا لحدود اللياقة. على سبيل المثال، إذا كتب رسالة مهينة عن شريك سابق في صحيفة عامة، فإن هذا الفعل يعد جريمة وإهانة شخصية.
الإضرار بفرقتك الموسيقية الخاصة جريمة مادية وتعديًا وعدم تحمل للمسؤولية الأخلاقية.

5
حدِّد السلوك البديل الذي تريد من الشخص القيام به.
يمكن أن يكون نتيجة الشعور بالذنب الاعتذار والاعتراف بالذنب أو الاعتذار الرسمي في حالة التعدي اللفظي، أما إذا كانت الإساءة تمت في وسيلة مطبوعة؛ فالاعتذار يمكن أن يكون في نفس الوسيلة المطبوعة تلك.
سترغب في الحصول على تعويضًا إلزاميًا إن كان التعدّي عليك ماديًا، على سبيل المثال إذا أكل شخص من طعامك الخاص دون استئذان فيمكنك طلب تعويض عما تم تناوله من نفقاته الخاصة.
قم بتحديد مهلة زمنية معقولة للشخص الآخر لتعديل سلوكه –في أي من الحالتين-.

6
استعِد العلاقة الطيبة مع الشخص. استعِد العلاقة الطيبة مع هذا الشخص مهما كان السبب الذي جعلك تشعره بالذنب، طبعًا بعد تأكدك التام من تغير سلوكه.[٦][٧]
استعرض مع الشخص الآخر ما حدث من خطأ وكيف يمكن تجنب حدوث ذلك مرة أخرى.
اكتشف ما إذا كان من الممكن أن يغير الشخص أسلوبه في التواصل إذا كان التعدي لفظيًا.
وفر للشخص نشاطات بناءة بديلة يمكنه الانخراط بها.
يمكنك طلب استشارة نفسية متخصصة في الحالات القصوى.

1
استغل علاقتكما. حدِّد موقفًا ما كان فيه هذا الشخص الآخر مدينًا لك بطريقة أو بأخرى، كما يمكنك ذكر موقف ما يشعر الطرف الآخر بالخجل والذنب من تذكره؛ على الرغم من أن هذا الأمر محفوف بالمخاطرة. [٨]
توجد مجموعة متنوعة من الخيارات في مثل هذا الوضع، ولكنك تحتاج إلى تحديد ذكرى حية مشحونة بالعواطف، على سبيل المثال: منع الشخص من فعل سيئ أو إنقاذه من الغرق في البحر.
كن حذرًا إذا كان ما تم تذكره يُشعِر الطرف الآخر العار أو الإحراج، فحينها ستبدو وكأنك تحاول اتهامه بجريمة إذا قمت بلومه على حادثة سرقة قديمة أو يمكن تفسير الأمر على أنه ابتزاز، إذا كانت لديك أدلة موثقة على ارتكاب الشخص لأفعال مخزية للتربح المالي. [٩]


2
استدعِ المشاعر المصاحبة للذكرى. سوف تحتاج للتأكد من أن الشخص الآخر يتذكر الحدث الذي تستخدمه لإشعاره بالذنب بشكل كافٍ.[١٠]
اوصف عناصر الذكرى السمعية والبصرية أو حتى المتعلقة بحاسة الشم، فهذا يساعد حتى لو لم تتمكن من تذكرهم بدقة.
ركز على الذكريات التي كنت فيها في محل قوة، مثل: مساعدة الشخص في الظهور بمظهر جيد عند مقابلته لشريك المستقبل، وذكِّره باللحظات التي قمت فيها باختيار الملابس المناسبة له ومساعدته على الظهور بمظهر رائع... إلخ.

3
صِف كم عنى لك هذا الأمر. سيؤكد هذا على قيمة الذكرى حتى تحصل على رد الفعل المرغوب.[١١][١٢]
قد تحصل على أكثر من الشعور بالذنب إذا كانت الذكرى التي تستخدمها لإشعار الشخص بالذنب ذكرى فارقة. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم ذكرى إنقاذ صديق من منزل يحترق، فقد تزيد استجابته إلى حد كبير، أما إذا كانت الذكرى عن منعه فقط من القيام فعل خاطئ، فمن الممكن ألا تصل للتأثير المرغوب.
إذا كانت الذكرى تستجلب الشعور بالعار والخجل مثل ارتكاب جريمة أو سلوك يعد موضعًا للشك من الناحية الأخلاقية؛ فقم بالتركيز على قيمة الثقة المشتركة لحفظ هذا الأمر ومشاركة حله سويًا، على سبيل المثال: إذا كان الحدث عبارة عن خداع الشخص لشريكه، وقمت أنت بالمشاركة في تسوية هذا الأمر، فيمكنك استغلال تلك الذكرى حينها للحصول على السلوك المرغوب.

4
استفد من الوضع المحيط والأماكن المميزة بينكما. قد ترغب في اصطحاب الشخص الآخر إلى موقف محفوف بالذكريات.[١٣]
هذه الخطوات المؤثرة عاطفيًا يجب أن تتزامن مع خطوات أكثر جدية.
تكمن الخطوة الجدية في أخذ الشخص إلى موقع مماثل لموقع الذكرى، على سبيل المثال: إذا كنت تحاول إشعار شخص ما بالذنب عن طريق تذكيره بالموقف الذي وقفت فيه طوال اليوم في المطر للحصول على تذاكر الحفل الموسيقي، فيمكنك حينها المرور من نفس مكان قطع التذاكر حتى إن كانت تمطر أثناء مناقشه الحادث.

5
حثّه على الاستجابة. يمكنك الحصول على تغير السلوك الذي ترغب به بمجرد الانتهاء من سرد واستدعاء الذكرى.
ليس من الضروري أن تكون الاستجابة ذات صلة بالذكرى عند استخدام هذا الأسلوب.
قد تكون الاستجابة هي رد المعروف بفعل يماثله، على سبيل المثال: إذا قمت برعاية الحيوان الأليف لشخص لمدة أسبوع، فيمكنه رد هذا المعروف بأن يبتاع لك تذاكر لحدث رياضي بقيمة مساوية لاستخدام جليسة للحيوانات الأليفة أو إيداع الحيوان في مؤسسة رعاية الحيوانات لنفس الفترة الزمنية.
حدِّد ما إذا كانت استجابة الشخص مساوية للذكرى التي تم استدعاءها أو إذا شعرت بأن المعروف قد تم رده أو إذا كان الشخص لديه المزيد ليقدمه.

1
أعِد النظر في الفعل. حدد إذا ما كان التعدي لفظيًا أم ماديًا، ولاحظ إذا ما كان الشخص يشعر بالندم. [١٤]
يمكنك القيام برد فعل ايجابي وبناء بدلًا من إشعاره بالذنب إذا ما كان الشخص يشعر بتأنيب الضمير من الأساس.
تقلل هذه الطريقة من احتمال الشعور بالاستياء بينك وبين الشخص الآخر.
يمكن الاستعانة بطرف ثالث لتسوية الأمر بينك وبين الشخص الآخر.

2
امنح الطرف الآخر المساحة للتكفير عن الذنب في أقرب فرصة ممكن. يمكن القيام بذلك عن طريق توضيح طريقة إصلاح الأمر على الفور وعدم السماح بتفاقم المشكلة وفعل هذا الأمر مباشرًة دون وسيط، ولكن يجب استخدام الطريقة المناسبة أيًا كانت. [١٥]
تختلف طبيعة هذه الفرصة بشكل كبير فمن الممكن أن تكون اعتذارًا مكتوبًا أو المساهمة في عمل تطوعي أو التبرعات أو غيرها من الأمور.
اربط الجزاء بالذنب. على سبيل المثال، إذا قام الشخص بسرقة غرض من المتجر، فلن يكون عليه فقط إرجاع الغرض وكتابة اعتذار، ولكن عليه أيضًا ردع الآخرين عن القيام بنفس الفعل.

3
شارك في مساعدة الشخص المذنب. لا تدع الشخص المذنب يشعر بالعزلة وتأنيب الضمير. [١٦]
قم بمشاركة الشخص المذنب ودعمه أيًا كان السلوك الجديد الذي يحاول اتباعه.
على سبيل المثال إذا كان تكفير الذنب عبارة عن كتابة اعتذار عن ادعاء كاذب على مدونة، قم بالرد بتعليقات إيجابية.

4
وثق خبرات كل منكما. وثِّق هذه التجربة وتتبع ردود الفعل سواء الكتابية أو الفعلية.
هذا من شأنه تخفيف الشعور بالذنب عن الشخص المذنب ورفع الأذى عنك أيضًا.
إذا كان رد الفعل عبارة عن رد مكتوب، قم بالاحتفاظ بهذه القصاصات المكتوبة.
إذا كانت الاستجابة فعلية احتفِظ بالجداول أو الصور أو الهدايا التذكارية من الأحداث. على سبيل المثال، إذا كنت تستغل ذكرى توصيل بعض الأشخاص لبطولة كرة القدم في الوقت المناسب، للمطالبة بمساعدتك في توصيل الطعام للجهات الخيرية، يمكنك التقاط الصور للحدث.

5
استنبِط الدروس المستفادة. يجب الأخذ بعين الاعتبار أنك والشخص الآخر مستفيدان من هذا الأمر، وستكتسب بعض الأفكار والخبرة بما مررت به في هذا الموقف. [١٧]
يمكنك التعلم من خطأ الشخص الآخر ورد فعلك عما يجب فعله وعما يجب تجنبه في المستقبل، في حالة الاعتداء اللفظي، على سبيل المثال إذا كان الشخص المذنب يكتب رسالة للاعتذار عن سرد ادعاءات باطلة، وقمت أنت بترك تعليقات إيجابية عن الأمر، فكل منكما في هذه الحالة تعلم آداب وأخلاقيات الكتابة والرد.
مثال آخر على الخبرات المكتسبة: الشعور بالذنب في حالة التخاذل عن مساعدتك في نقل أثاث جار مسن، يمنحك الخبرة في مناقشة إيجابيات مساعدة الآخرين مقارنةً بالتصرفات الطفولية.

1
قم بتوصيل رسالة. يمكن أن تقوم بهذا شخصيًا أو عبر البريد الإلكتروني أو رسالة نصية أو عبر الهاتف أو بأكثر من وسيله معًا، وأيًا كانت الطريقة التي ستختارها تأكد من أن الشخص الآخر سيتلقى الرسالة بطريقة مناسبة.
حاول عدم إضافة المزيد من المشاعر السلبية عن طريق رسالة عدائية أو فظة.
عبِّر عن وجهة نظرك بوضوح وتهذيب.

2
استخدم الاتصال المعتمد على النصوص. لا يمكنك وصف مشاعرك في الرسائل النصية والتي تشمل البريد الالكتروني؛ لذا حاول التعبير عن المشاعر المرتبطة بالحدث أثناء كتابتها.[١٨]
على سبيل المثال، إذا كنت تحاول تأنيب شخص ما على إخلاف موعده، يمكنك استخدام نص مؤثر مثل (انتظرتك في المكان المحدد طوال الليل، وللتعويض عن هذا من حقي اتخاذ ما أراه مناسبًا). يستدعى تذكير الشخص بالمكان -في هذه الحالة- التأنيب، ورد الفعل الذي تنتظره هو التغير في السلوك الذي ترغب به.
مثال آخر هو رسائل البريد الإلكتروني، حيث يمكنك مراسلة رئيسك في العمل طالبًا المزيد من الوقت لإنجاز مهمة ما وتذكيره بأنك تنجز العمل المطلوب دائمًا في وقته عن طريق إرسال النص التالي (هل تذكر عندما أنهيت العمل الخاص بالضرائب في الموعد المحدد؟ أحتاج أسبوعًا آخرًا لإنجاز هذا المشروع).

3
استخدم الاتصالات الشخصية. يمكن للاتصال الشخصي أو الهاتفي أن يعبر عن مشاعرك ولغة جسدك بطريقه أفضل، ويمكن استخدام تعبيرات مثل السابقة، وفي هذه الحالة تستطيع التعبير شفويًا عن مدى غضبك وإشعار الطرف الآخر بفداحة الأمر. [١٩]
مثال على الاتصال الشخصي: قد يفرط أحد الأشخاص في تناول المشروبات ويدعك تسدد الفاتورة، استغل مناسبة أخرى عندما تكون مضطرًا لدفع الإيجار لهذا الأسبوع ويمكنك حينها تأنيب هذا الشخص بقولك "هل تذكر آخر مرة تناولنا الشراب معًا؟"، وناقش معه أمر الدفع بدلًا منك.
يمكن أن يكون هناك نوع آخر من هذا الاتصال عبر الهاتف، عندما تطلب من أحد الأقارب اصطحابك معه في رحلة إلى مكان يعني الكثير بالنسبة لك عندما كنت طفلًا، قد تقول شيء من قبيل: "العم ..... ، هل تتذكر كم كنت أحب رؤية الجبال مع العمة ..... ، هل يمكنني أن أذهب معك في هذه الرحلة؟" وسيكون طلبك حينها مقبول.



أفكار مفيدة
استغل التواصل البصري المباشر كلما أمكنك ذلك خلال الاتصالات الشخصية.
حافظ على هدوئك واتزانك وكذلك نبرة صوتك.
استغل بعض الذكريات المعينة كلما أمكنك ذلك.

تحذيرات
تجنب الخدع والأكاذيب.
تهديد شخص ما بغرض أخذ ممتلكاته (بما في ذلك المال) جريمة ابتزاز.
لا تستخدم الجمل المكررة المزعجة والتي تبدو كالشكوى.
توجد دائمًا مخاطرة في إرغام شخص على تغيير سلوكه حيث يمكن أن يضر ذلك العلاقة بينك وبين هذا الشخص.

 
أعلى