طرق تنمية سلوك المشاركة لدى الطفل

قيثارة

كاتب جيد جدا


أظهرت الأبحاث أن الطفل يكتسب سلوك المشاركة حين يكون اختياريًا
بالنسبة للآباء فإن مشاركة الطفل ألعابه مع الآخرين يعد بمثابة معركة، فحين يطلب الأب من طفله أن يشارك بلعبته مع الآخر نادرًا ما يستجب الطفل لذلك خاصة على المدى الطويل، إلا أن البحث الجديد "لكورنيل"Cornell يقترح بأن السماح للأطفال بالحرية في اختيار ما يشاركون به من ألعاب مع الآخرين من شأنه تنمية سلوك المشاركة لديهم في المستقبل.
أوضحت نتائج دراسة كل من نادية شيرنياك
[*] وتامر كوشنر* بعنوان"إعطاء طفل ما قبل المدرسة فرصة الاختيار تزيد من سلوك المشاركة"* بأن إعطاء الطفل اختيار صعب يؤدي إلى أن يرى الطفل نفسه بشكل مختلف مما يزيد من إمكانية تصرفه في المستقبل بشكل يعكس مزيد من سلوك المشاركة.
يقول شيرنياك " صناعة الخيارات الصعبة من شأنها السماح للطفل باستنتاج شئ مهم عن ذاته وهو ميله إلى
السلوك الاجتماعى".
ولاختبار هذا قدم الباحثان لعدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5:3 سنوات أثنين من الألعاب عبارة عن كلب ودمية تدعى إيلي وتم تقدميهما على أن كلاهما يشعر بالحزن
- المجموعة الأولى اتيح لها خيار صعب وهو مشاركة كل من الكلب والدمية باستيكراتهم المفضلة أو لا يشاركون بها.
- المجموعة الثانية تم إعطائهم خيار سهل وهو قبول أو رفض المشاركة بالاستيكرات الخاصة بهم كل من اللعبتين السابقتين.
- بينما طلب من الأطفال في المجموعة الثالثة أن يشاركوا بالاستيكرات مع كل من الكلب والدمية إيلي.
كل الأطفال الذين قدمت لهم الدمية الحزينة أعطى لهم اختيار كم عدد من الاستيكرات (ثلاثة أو أكثر) يمكن إعطائها للدمية لإسعادها.
الأطفال الأكبر عمرًا والذين طلب منهم مساعدة الكلب بإعطائه الاستيكرات أظهروا سلوك المشاركة بتلك الاستيكرات مع الدمية، والأطفال الذين تم إعطائهم خيار سهل أو طلب منهم مشاركة الكلب بتلك الاستيكرات قد شاركوا باستيكرات قليلة مع الدمية.
قد تتخيل أن صنع خيارات صعبة ومكلفة كأن تطلب من طفلك مشاركة الأطفال الآخرين بما يمتلكه أمر شاق بالنسبة له أو أن مشاركة الطفل لمرة واحدة كافية بأن ينمو لديه سلوك المشاركة ومن ثمَّ إظهاره فيما بعد؛ ولكن يقول "شارنياك "Chernyak"فبمجرد صنع الطفل لخيار صعب وهو مشاركة ما يمتلكه مع الآخرين من شأنه أن يجعل منه طفل أكثر كرمًا في المرات اللاحقة"
وهناك تجربة أخرى تعزز من النتائج السابقة توضح أن الأطفال أصبحوا أكثر كرمًا بعدما خيروا أن يشاركوا بلعبة ثمينة عبارة عن ضفدع أو في المقابل بشئ أقل قيمة وهو مجموعة من الأوراق مع الدمى السابقة. فالأطفال الذين شاركوا في البداية بلعبة الضفدع مع الكلب وجد أنهم شاركوا بكثير من الاستيكرات مع الدمية إيلي ، والأطفال الذين اختاروا الورق (الأقل قيمة) ليشاركوا به الكلب وجد أنهم شاركوا بقليل من الاستيكرات مع الدمية.
بالتالي فإن الأطفال لم يستفيدوا فقط بتعلم سلوك المشاركة مع الآخرين، وإنما تعلموا التضحية عن رغبة بأشيائهم ذات القيمة مع الآخر.
كما أن الأطفال الذين يكتسبون سلوك المشاركة عادة ما يكونون أكثر تهذيبًا وعطفًا مع الآخرين. ولكى تعرف كيف تعلم طفلك تلك المهارات من المهم أن تعرف ما هى العوامل التي تزيد من تنمية سلوك المشاركة لدى الطفل.
[5:25 م 13/5/2016] Birdheart1984: التوجيه الأسري لتنمية المشاركة لدى الأبناء
وإحساسهم بالآخرين
أن الأبناء بعمر سنة إلى خمس أوست سنوات يحبّون أن يمتلكوا الأشياء حتى لوكانت تخص غيرهم من الأقران.. فتَمسّك الأطفال بهذا العمر بألعابهم وعدم الرغبة بمشاركة الأخوة أوالأقران في اللعب بها.. أوأخذهم عنوة ألعاب الأخوة أوالأقران والإصرار على الاحتفاظ بها وامتلاكها هي جميعاً،، مؤشرات لهذه النزعة النفسية المتمركزة على الذات ورفض مشاركة الآخرين بما يمتلكون، ودليلاً أيضاً على عدم إحساسهم بحاجات هؤلاء ورغباتهم الشخصية.
وبالرغم من أن هذه النزعة النفسية في حب الذات تبدو متوقعة في هذه المرحلة العمرية من الطفولة المبكرة , إلا أن تسامح الأسرة معها أوتشجيعها أحياناً.. يؤدي إلى اعتياد الأطفال الأبناء عليها وتبنيها في مراحل نموهم التاليةكعادات يومية يتعاملون بها مع الناس والأقران.
ومن هنا, يُتوقع من الأسرة مساعدة الأبناء في الخروج من هذه النزعة الأنانية بعدم مشاركة الآخرين وفقدان الإحساس بمشاعرهم وحاجاتهم خلال الطفولة المبكرة, إلى أخرى يتفاعلون بها مع الناس, ويشعرون بهم, ويشاركونهم حاجاتهم وبالتغاضي – كما نؤكد دائماً - عن المصالح الشخصية الآنية التي ينتظرها أويتبادلها البعض في معاملاتهم النفعية مع الغير… يمكن للأسرة تحقيق هذه النقطة النوعية في ميول وسلوك الأبناء من الأنانية إلى المشاركة بمراعاة عدد من المبادئ التربوية الوقائية مثل:
1- قيام الوالدين معاً بالتعامل داخل الأسرة ثم مع الأبناء بميول وسلوكيات تسودها المشاركةوالإحساس المرهف بحاجات ومشاعر ورغبات الغير. أي مراعاة الوالدين وأعضاء الأسرة الكبار في أن يكونوا قدوة ونماذج حميدة للأطفال الأبناء …
إن الأسرة بهذا تزرع في الأبناء ميول وسلوكيات المشاركة، والإحساس بالغير من خلال الفعل دون الكلام النظري حيناً أوالمتناقض من موقف إلى أخر حيناً ثانياً.
2- توفير الأسرة للأطفال الأبناء ألعاب ومواقف تتم بالدرجة الأولى من خلال التعاون المشترك مع الغير.. بقيام الطفل بدور، بينما يقوم الأخ أوالقرينالأخر بدور مواز هام في اللعبة أوالموقف.
3-توفير الأسرة للأطفال الأبناء أنشطة ومسؤوليات يشاركون كأخوة في أدائها كل حسب دوره وجدول عمله…إن أمثلة لهذه الأنشطة والمسؤوليات، قد تكون العناية بنباتات الزينة في المنزل أوالحديقة (إن وجدت ) والعناية في المنزل من نظافة وترتيب, والعناية بالمطبخ, وغسيل الملابس( بالغسالة والتنشيف الآلي أوالشمسي بنشرها على حامل أوشريط خاص , وكويها )..
وتنظيم وترتيب غرف النوم أوغرف نومهم, ومكاتبهم الدراسية, والعناية بنظافة السيارة, وتحضير مستلزمات الرحلات والمناسبات خارج المنزل, وشراء حاجات المنزل اليومية واستعمال الكمبيوتر, مسؤولية محتويات واستعمال المكتب للأسرة أوالوالد, ومسؤوليات العمل الخاص بالأسرة بدءاً بالطباعة والإخراج الإلكتروني والنشر مثلاً, وانتهاء بالتخزين والمحاسبة والعلاقات الخارجية إذا كان هذا العمل متخصصاً في النشر العلمي.
4- تزويد الأسرة الأطفال الأبناءبرياض الأطفال خاصة ثم المدرسة الابتدائية وما بعدها عموماً,بأشياء يشاركون أصدقاءهم وأقرانهم بها من حين إلى آخر.
إن تزويد الطفل بقطعة ساندويش أوعلبة عصير, قطعة بسكويت أوشوكولا إضافية, أوبرسومومناظر أطفال لاصقة, أوعلب تلوين… أوقيمة إضافية من النقود لشراء شيء أوساندويشة أوشراب لقرين أوصديق…هي أمثلة لما يمكن للأسرة تزويده للأبناء من أجل تعليمهم، ليس فقط حب وسلوك المشاركة،،بل مهارات التفاعل الاجتماعي مع الآخرين في اجتماعاتهم المدنية المتنوعة.
5- الابتعاد عن عقاب الأطفال الأبناء على تصرفاتهم البخيلة (أي على بخلهم أحياناً)وعدم مشاركتهم خلال الطفولة المبكرة.
أن العقاب كما هومعروف الآن لا يعلّم ميول وسلوك المشاركة, بل يبعث على الشعور بالضيق والممانعة وبمزيد من عدم الرغبة في المشاركة.. إن الأسرة تستطيع بالتجريب الواقعي للمواقف الأسرية والإقناع والقدوة.. تعديل تصرفات الأبناء تدريجياً للأفضل …
كما يجب أن تتذكر الأسرة هنا بإن الأطفال بعمر الطفولة المبكرة ( حتى ست سنوات )، يميلون بالفطرة لعدم المشاركة ويحبون أنفسهم لدرجة يرون معها أن العالم حولهم هومسخّر لهم ولتحقيق رغباتهم،، بدون إدراك يذكر لحاجات ورغبات الآخرينغالباً.. فلا بأس من صبر الأسرة على الأطفال الأبناء أحياناً.. لأنهم مع تقدمهم في الطفولة المتوسطة والمتأخرة ( بعمر 6- 12 سنة)..ثم في مرحلة الشباب اليافع (المراهقة بعمر 13- 18 سنة)،سيدركون مدى أهمية ومتعة مشاركة الأقران بما لديهم أكثر بكثير من الاحتفاظ بها دون ذلك.
6- احترام ممتلكات الأطفال الأبناء وعدم مساس الأسرة أوالأخوة بها أواستعمالها إلا بإذن مسبق منهمورضاهم أو قناعتهم الكاملة بذلك… وإن رفضوا أحياناً فلتمتنع الأسرة عن التصرف بحاجات أوأشياء الأبناء مهما كانت الصيغة أوالمدة المطلوبة أوالضرورة لذلك …
إن أشياء وألعاب وملابس وأدوات الأطفال هي ممتلكاتهم الشخصية الخاصة … فلا يجب من الأسرة
انتهاك هذه الخصوصية،، نظراً لأهميتها البالغة لاستقرار وبناء مفهوم ذاتهم واحترامهم لقدراتهم وأدوارهم وأنفسهم في الأسرة وبين الأقران وفي المدرسة. كما يتوقع من الأسرة عموماً والأخوة بوجه خاص المحافظة على ممتلكات الأطفال التي يستعملونها بعد الأذن منهموأن يتم تسليمها أو إرجاعها لهم في الموعد المناسب مع الشكر والامتنان لهم على مشاركتهم … تعزيزاً ومكافأة على ما قدموه من ميول وسلوك إيجابي وإحساس بناء بحاجات الغير.
7- الحديث الهادئ مع الأطفال الأبناء حول مشاعرهم وما يفكرون به من أسباب لعدم المشاركة… وبالإقناع والأمثلة والتفاهم والتوضيح لما يشعرون به وما يشعر به أقرانهم المعينين بالمشاركة , وتفهم أسبابهم والتعاطف معهم، خاصة إذا كان لها ما يبرره… يصلح تدريجياً في الغالب من ميولهم وسلوكهم بالمشاركة ويُهيؤهم نفسياً للرغبة فيها وأدائها في مواقف تالية.
8- تعليم الأطفال الأبناء ميول وسلوكيات المشاركة… يمكن للأسرة توعية الأبناء بأن مشاركتهم مع الأقران لا تعني امتلاك هؤلاء لأشيائهم للأبد، بل مؤقتاً ولفترة قصيرة يسدّون رغباتهم وحاجاتهم النفسية الترفيهية بها.. وإن مشاركتهم للأقران تعني في الغالب أن هؤلاء يميلون إلى مشاركة الأبناء أشيائهم في المستقبل.
كما يمكن للأسرة تعليم الأطفال الأبناء أساليباً وطرقاً وبدائل للمشاركة.. كالمناوبة وأخذ الأدوار في النشاط واللعب.. والمشاركة لفترة محددّة متفق عليها بالدقيقة أحياناً.
9- تهيئة الأطفال الأبناء ومواقفهم المنزلية للمشاركة. فعند زيارة أحد الأقارب أوالمعارف مع أطفالهم للأسرة…يمكن للوالدين أو/ والأخوة الكبار التحدث مع الأطفال الأبناء حول الأشياء أوالألعاب التي لا يرغبوا مشاركة الأقران أوالأصدقاء الزائرين بها ثم مساعدتهم على الاحتفاظ بها جانباً, وإيجاد مواضيع وألعاب أخرى يمكنمشاركتها مع الزائرين مثل: ألعاب الكمبيوتر , والتلوين والرسم , ومكعبات وأشكال اللوغوالمعروفة( المكعبات البلاستيكية ), والأدوات والألعاب الرياضية, وبرامج أطفال محددّة مدروسة أوغيرها مما يناسب.
10- تعزيز ومكافأة الأطفال الأبناء لسلوكياتهم في المشاركة والإحساس بحاجات ورغبات ومعاناة الآخرين، وذلك بالنوع والدرجة والتوقيت المناسب لكل حالة أو موقف يؤديهما الأبناء.. مع تشجيعهمعلى الاستمرار فيها والبناء عليها.. ومثابرة الأسرة في متابعة الأبناء في سلوكهم وتطويرهم لميول وتصرفات المشاركة بوعي وشفافية وهادفية مدروسة (من: كتاب/ تربية الأبناء في الزمن الصعب وكتيب/ تربية الأبناء بلا عقاب. نشر دار التربية الحديثة بدمشق، 2006).

13227147_1098580876851592_7794034130279132559_n.jpg







 

مواضيع مماثلة

أعلى