حكاية برائحة القهوة بعبق التاريخ

قيثارة

كاتب جيد جدا

بن "سفيانوبولو" و شاهد على الزمن الجميل .. عند محطة_الرمل و في شارع سعد_زغلول بمدينة #الإسكندرية ، تقبل عليك نسمات الهواء المحملة برائحة القهوة المنعشة ، لتحكي لك قصة مكان عمره أكثر من ١٠٠ عام ، انه مطحن_بن "سفيانوبولو" الشهير ، يعرفه السكندريون جيدا أبا عن جد ، وعلى مدار سنين طويلة ، فهو ليس فقط مجرد مطحن للبن، بل انه من المعالم الرئيسية للإسكندرية و مزارا سياحيا يأتي إليه الزوار من جميع أنحاء العالم . و في هذا المكان الشاهد على الزمن الجميل و عبق التاريخ ، نصطحبك معنا الى عالم القهوة الساحر ، لتجد مكانا تزينه ديكورات بلون القهوة البنية و صور تجسد لك مراحل صناعة القهوة و أكياس البن في كل ركن تخبرك بأنها سيدة الموقف و بطلة الحكايات في هذا المكان الساحر . و في حديث صحفي بجريدة " الشرق_الأوسط" أجرته الكاتبة داليا عاصم مع السيد محمد طنطاوي أحد أصحاب المطحن ، وهو من الجيل الثالث من عائلة طنطاوي التي تملكه ، فيقول : " مطحن بن "سفيانوبولو" كان في الأصل مكتب بريد يونانيا أسس عام ١٩٠٨ ، وكان يملكه خواجة يوناني شهير هو "سفيانوبولو" الذي ورثه ابنه ميخائيلي الذي كان صديقا لجدي حسن علي الطنطاوي . وقد أسسا شراكة و حولاه إلى مطحن للبن عام ١٩٣٢. و في ذلك الوقت لم يكن هناك الا ٤ موظفين يونانيين استمروا في العمل معنا. وعندما رغب ميخائيلي سفيانوبولو في العودة إلى اليونان، وقد هاجر عام ١٩٣٧، فإنه باع عائلتنا نصيبه في المحل . لكن جدي قرر الاحتفاظ بالاسم اعتزازا بالصداقة التي جمعتهما وصورهما معا تملأ المحل، وهو ما كانت عليه حياة الإسكندرية في الماضي" . و يستطرد السيد محمد طنطاوي كلامه و يقول : "محلنا من أعظم المحلات في مصر، وكان يأتي إلينا الرئيس الراحل أنور السادات الذي اعتاد أن يأخذ قهوته هنا، وكانت تأتي معه ٣ سيارات اثنتان للحراسة وثالثة للأطباء ليتأكدوا من سلامة القهوة " .
و من خلاله حديثه الصحفي مع الكاتبة داليا عاصم ، يؤكد السيد محمد طنطاوي على تردد الكثير من الشخصيات الشهيرة على مطحن "سفيانوبولو" مثل عمدة أثينا و المغني اليوناني السكندري "ديميس روسوس" و يشير ان الكثير من اليونانيين يجذبهم الحنين لهذا المكان ليذكرهم بزمن جميل عاشوه و عاصروه في الاسكندرية عروس البحر المتوسط .
و هناك و في هذا المكان الساحر ، يوجد ركن المقهى الصغير ، و الذي يتردد عليه محبي القهوة و عمار يا اسكندرية يا جميلة يا ماريا ... المصدر : تم الاستعانة بمقال صحفي للكاتبة داليا عاصم بجريدة الشرق الأوسط عدد رقم 11675
 

مواضيع مماثلة

أعلى