عبدالحي عداربه
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 12 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 1,124
- النقاط
- 881
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
علوم وتكنلوجيا جد جديدة..
عمليات سهلة وغير مكلفة للإطلاع والتطبيق بإذن الله..
" مغنطة المياه " .. هل تنقذ العالم من الحروب والمجاعات والكوارث البيئية ؟.
.
من مقال لخورشيد حرفوش - الإتحاد - الإمارات.
.
لم يكن من قبيل الصدفة أن يدق علماء البيئة نواقيس الخطر بأن الحروب القادمة سوف تكون بسبب المياه!، حيث باتت مشكلة “نقص المياه” أهم وأخطر المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة في وقتنا الراهن. وتشير الأرقام - بحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO-أن نصيب الفرد في العالم العربي من المياه العذبة قد انخفض إلى أقل من 1000 متر مكعب حالياً، وأن ثلث سكانه ليس لديهم مياه صالحة للشرب، ويتم فقد حوالي 40 % من المياه المتاحة بسبب عدم الوعي الاستهلاكي، وقد بلغ العجز المائي العربي 30 مليار متر مكعب عام 2000، ويتوقع أن يصبح العجز المائي العربي 282 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، ويتوقع أن يكون الطلب علي المياه في منطقة الخليج العربي أكثر من 32.5 مليار متر مكعب بحلول عام 2025، وإذا كان يسكن الوطن العربي حوالي 5% من سكان العالم، فإنهم يمتلكون فقط %1 من المياه العذبة، وأقل من 8% من المياه المتجددة، وأن حوالي 60% من الماء الذي يستخدم في الشرب هو ماء غير صحي وفاقد للحيوية البيولوجية.
يعرف أن استهلاك المياه في الإمارات آخذ في الزيادة المطردة منذ ستينات القرن العشرين نتيجة للسياسات الحكومية المشجعة على زراعة الغابات وتخضير الصحراء والتوسع في إقامة المزارع في الأراضي المحيطة بالواحات التقليدية.
وقد حذرت هيئة البيئة أبوظبي من استنفاد مخزون المياه العذبة والمتوسطة الملوحة في الإمارة خلال 50 عاماً إذا ما استمرت معدلات الاستهلاك الحالية حيث دعت الهيئة كافة الجهات المعنية إلى التعاون في تنفيذ سياسات ترشيد استخدام الموارد للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لإمارة أبوظبي. وبشأن خفض التأثير الضار على البيئة وتقليل الضغط على الموارد الطبيعية فإن هناك استراتيجية متبعة حتى نهاية عام 2013 نحو تخفيض استخدام المياه في الزراعة بنسبة 40 %.
يري كثير من العلماء أن عملية تحلية المياه بالطرق التقليدية هي ليست إلا “سيف قتل بطيء للماء!”، لأن التحلية تعتمد على إضافة بعض المواد الكيميائية مثل الكلورين، والفلورايد، وأملاح الألمونيوم التي ثبت علمياً تأثيرها الضار على صحة الناس. فضلاً عن تعريض الماء إلى عمليات التكثيف، وضغط الهواء العالي، يؤدي في النهاية إلى تكون ما يسمى” بالماء الميت” الذي يفقد الكثير من خواصه الحيوية ويسبب الكثير من المشاكل الصحية والبيئية المختلفة. ومن ثم كانت الحاجة إلى التفكير في إيجاد طرق جديدة للتقليل من الآثار السلبية لتحلية المياه باستخدام أساليب تتوافق مع قوانين الطبيعة، ولا تضر بالتوازن البيئي. والبحث عن طرق جديدة أكثر فعالية لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها.
وفي مطلع تسعينات القرن المنصرم، توصل العلماء الروس في الاتحاد السوفييتي”سابقاٍ” إلى إمكانية استخدام تقنية معالجة المياه بالقوى المغناطيسية لأول مرة، وبعد التوصل إلى نتائج مشجعة انتقلت هذه الخبرة إلى أميركا واليابان وبريطانيا ومن ثم إلى أماكن عديدة في كافة أنحاء العالم، وانتقلت هذه التقنية إلى منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات، وطرحت نفسها كأكثر التكنولوجيات الواعدة التي يمكن أن تساعد في التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن شرب أو استخدام الماء المحلى أو الملوث، من خلال عملية استخدام أنابيب مغناطيسية خاصة “فلاتر” تعمل على مغنطة المياه التي تستخدم في الأغراض المختلفة، وذلك عن طريق تمرير الماء من خلال الأنابيب المغناطيسية، وهو ما يعرف اصطلاحا بـ” الماء الممغنط”، وهي عبارة عن محاولة مبسطة لتقليد ما يحدث في الطبيعة تماماً، بهدف تغيير الخواص الفيزيائية والكيميائية للمياه.
تساؤلات
ماهي حقيقة التقنية المغناطيسية في معالجة وتحلية المياه؟ هل مغنطة المياه كفيلة بالفعل بتحقيق المعالجة الفيزيائية المطلوبة؟ وهل مجرد تمرير ماء الصرف الصحي عبر أنابيب أو فلاتر مغناطيسية كفيل بمعالجته وإعادة صلاحيته ومن ثم يمكن الاستفادة منه في الزراعة والري والاستهلاك اليومي؟ وما جدوى هذه التكنولوجيا الصحية والبيئية والاقتصادية؟ هل نحن أمام حل يضاف إلى الحلول الممكنة للتغلب على مشاكل نقص وملوحة المياه في منطقة الخليج العربي تحديداً؟ وهل يمكن أن تسهم هذه الاستفادة بالتخلص من المياه الآسنة ومن ثم الحفاظ على البيئة؟ أم هو مجرد وهم من الأوهام نتعلق به ونشجعه وسرعان ما نكتشف زيف جدواه؟
تحسين الخواص الفيزيائية
يؤكد البروفيسور الروسي يوري تكاشنكو- أحد أبرز علماء المغناطيس في العالم: “ إن الماء المستخدم في كل أنحاء العالم يفقد كثيراً من خصائصه الحيوية، ويحدث اختلالا في ترتيب جزيئاته، لذلك فإن مغنطة مياه الري تستهدف في الأساس تحسين خواص الماء وترتيب شحناتها، مما يجعلها أكثر حيوية ونشاطاً وذات خصائص فيزيائية وكيميائية مفيدة جداً بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات. إن الماء الذي يتم تمريره خلال مجال مغناطيسي طبيعي وفق حسابات معينة، يؤدي ذلك إلى تغيير وتحسين في الخواص الفيزيائية التي تتمثل في التوصيل الكهربائي، الذوبانية، التوتر السطحي، التفاعلات الكيميائية، التبخر، التبلل، الليونة، الخواص البصرية، العزل الكهربائي، النفاذية... الخ. كما يمكن مغنطة البذور بتمريرها خلال مجال مغناطيسي طبيعي مخصص لذلك الغرض، مما يؤدي إلى حدوث تضخم نوعي في البذرة وازدياد في نشاط الأكجسين، والسيتوسين والفيوسين وعندها يزداد التنفس محفزاً للنمو بزيادة حجم البذرة، وعليه باستخدام التقنية يمكن تنشيط الطاقة وتحفيز عملية الأيض ومنع المثبطات نتيجة للتغير في درجة حموضة (ph) العصير الخلوي”.
ويؤكد تكاشنكو أيضاً: “إن النظام المغناطيسي له دور كبير جداً ومهم في علاج الملوحة وهناك عدد كبير من التجارب والبحوث العلمية التي أجريت على المستوى العالمي والمحلي أثبتت جدوى وأهمية هذه الطريقة العلاجية وقدرة الماء الممغنط على خاصية الذوبان وتفتيت الأملاح. فالماء الممغنط يزيد من خاصية ذوبانية الأملاح بأشكالها المختلفة، وفي بعض الحالات يساعد في تجميع أيونات الأملاح وتحويلها إلى جزيئات صغيرة جداً مما يقلل من تركيز الأملاح سواء داخل التربة أو ماء الري، قد يكون هنالك بطء إلى حد ما في سرعة ذوبان الكبريتات أو تجميعها في شكل جزيئي، ولكن مع مرور الزمن وباستمرار الري بالماء الممغنط سوف يتم التخلص من هذه المشكلة. ويستطيع النظام المغناطيسي أن يزيد من قدرة تحمل النباتات والخضروات للملوحة الزائدة على حسب درجة تحملها الطبيعية لأن الاستمرار المتواصل للري بالماء الممغنط يساعد بصورة فعالة في تحسين خواص التربة وزيادة خصوبة التربة مما يجعل التربة الزراعية ذات نفاذية عالية تسهل عملية التخلص من الأملاح الزائدة ودون أن تترسب على سطحها وفي مساماتها. إن كثرة استخدام المياه المالحة في الري يؤدي إلى إفساد البيئة واختناق التربة والنبات بالتراكم المتزايد للأملاح”.
ويضيف تكاشنكو: “ هذه التقنية تؤدي إلى تحسين واضح في البيئة المحيطة، والتربة التي تم ريها بالماء الممغنط تكون العناصر الغذائية الموجودة فيها أكثر جاهزية مما يقلل من استخدام الأسمدة وبالتالي نحافظ على النبات من تراكمات الأسمدة والكيماويات التي تؤثر بصورة سلبية على صحة الإنسان والحيوان، ونحصل على ثمار ذات قيمة غذائية خالية من الإضافات الكيميائية. إن هذا النظام يؤدي إلى زيادة في الإنتاج بنسب تصل أحياناً إلى 40٪، وتوفير في مياه الري يصل إلى 30٪ وتوفير في السماد حتى 40٪، وتوفير في كمية البذور قد يصل إلى 40٪، اختصار مرحلة النمو للنبات بحوالى 15-20 يوما، وتقليل من أمراض النبات والزيادة المتزايدة في خصوبة التربة وزيادة في القيمة الغذائية للثمار. إذاً النظام المغناطيسي ذو جدوى اقتصادية عالية جداً”.
تطبيقات محلية وإشادات
في زيارة ميدانية لعدد من المزارع التي تعتمد في الري على هذه التقنية، يشير عبدالعزيز النعيمي، ضابط إرشاد مهني في هيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية في عجمان، إلى تفاصيل تجربته الشخصية، ويقول: “كنت أعاني من تكلس وتآكل وصدأ مواسير المياه المستخدمة في بيتي ومزرعتي لارتفاع نسبة الملوحة لأكثر من 2000 في المليون. وكثيراً ما كانت تموت النباتات والأشجار. وسمعت عن تقنية الماء الممغنط منذ مدة ، فقرر الاستعانة بجهازين، الأول في بيتي، والثاني في المزرعة ومن النوع الذي يناسب دفع الماء القوي بفعل “الدينامو”، وذلك قبل ستة أشهر، ولاحظت نمو نبات “الحميض”- الذي تراه - قبل موعده المتوقع، ولا أتوقع أن يكون قد أنبت في أي مزرعة أخرى قبل هذا التوقيت، هناك تحسن ملحوظ في حيويته ودرجة اخضراره، كذلك لمست التحسن الواضح لأشجار فسائل النخيل والليمون ونسبة الخضرة بها عن ذي قبل، فضلاً عن انخفاض نسبة الملوحة في التربة، ولم ألاحظ جفاف أي شجرة في مزرعتي خلال هذه المدة. كما أنني أستخدم هذه التقنية- كما ترى- في المياه المستخدمة لأغراض أخرى، ولمياه الشرب أيضاً، حيث أنني أعالج من أعراض ضغط الدم، والحمد لله أشعر باستفادة حقيقية حتى الآن”.
كما يؤكد الدكتور مصعب جاسم”صاحب شركة قطاع خاص”من العين، أنه لاحظ النتائج الإيجابية في مزرعته بعد اعتماده على الماء الممغنط منذ حوالى سنتين، وتتمثل هذه الملاحظات - على حد قوله - في: “الحمد لله، التأثير واضح في درجة اخضرار الأعشاب، وجودة الخضراوات المزروعة وأحجامها، إلى جانب أنني لاحظت تحسن كفاءتها في مقاومة الحشرات الضارة وخاصة أشجار الفواكه، ولمست التغير والفارق الكبير في محصول العنب وجودته وأحجام حباته وعناقيده”.
أما عبدالمجيد سفائي مدير ادارة شبكة الصرف الصحي والري في بلدية دبي فيقول: ”جرّبنا الماء الممغنط في البحيرات الصناعية التي أنشأناها منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، ولاحظنا أن الماء المعالج بفلتر المغناطيس تحسن بدرجة جيدة، وقمنا بمقارنة حالة البحيرات هذه بأخرى مماثلة وبعد أسبوعين فقط لمسنا الاختلاف الواضح في درجة نقاء الماء وتحسن حالته، وأعدنا تقييم الحالة بعد مدة شهر، وكانت المؤشرات إيجابية وجيدة”.
كما يؤكد سالم العامري مشرف أول نقليات في أدكو بالعين، أنه يعتمد على معالجة الماء المستخدم في مزرعته بمنطقة العين بالاعتماد على الفلتر المغناطيسي منذ سنتين، وبعد أن كان يعاني من الارتفاع الشديد في نسبة الملوحة بما يزيد عن 13 ألف/ المليون بحيث تتراكم كميات الأملاح على هيئة طبقات بلورية ملحية، وخاصة في فصل الصيف، وبعد ذلك لاحظنا تغيرا ملموسا في أن البلورات الملحية أصبحت ناعمة، وانخفضت ملوحة الأرض، وأن الأرض أصبحت خالية من التشقق وأن هناك تحسنا ملحوظا في القشرة الأرضية العلوية المخصصة للزراعة، وأن هناك تحسنا كبيرا في جودة وشكل النخيل، والحشائش، ومستوى نموها ودرجة اخضرارها عن ذي قبل”.
ويضيف أبوبكر أميري “رجل أعمال” يعيش في منطقة الذيد: “كنت أعاني من الملوحة الزائدة والمياه المستخدمة في “الفيلا” الموجودة على البحر من ارتفاع نسبة الرطوبة والملوحة في المواسير، وقمت باستخدام الفلتر المغناطيسي منذ سنتين ونصف السنة، ولاحظت التحسن الكبير في جودة الماء المستخدم، وسلامة المواسير، وفي شكل المزروعات البسيطة، ونباتات الزينة الموجودة في الفيلا”.
كذلك يؤكد محمد يوسف حافظ “متقاعد - دبي” أنه لاحظ أن هناك فوائد متعددة من استعمال الماء الممغنط في مياه الشرب، والاستخدام اليومي، وفي الزراعة، حيث إنه يستخدم فلترا خاصا في مزرعة لزراعة الزهور والخضروات والفاكهة بمنطقة “الخوانيج” بعد أن عانى كثيراً من فشله في محاولاته المتكررة قبل الاعتماد على هذه التقنية بسبب العوامل المناخية وملوحة المياه، وأنه يؤكد أن المزروعات التي يقوم بزراعتها أصبحت تتمتع بالنضارة وسرعة النمو والحيوية والقدرة على مقاومة الظروف والعوامل المناخية أكثر من ذي قبل بفضل الري بمياه معالجة بالفلاتر المغناطيسية”.
شهادات موثقة
أشار المركز القومي للبحوث “الدقي-القاهرة -جمهورية مصر العربية” إلى أن المعالجة المغناطيسية لمياه الري تؤدي إلى معالجة قلوية التربة، والسيطرة على تراكم وإزالة الأملاح، وتحفيز الإنبات والإسراع ببزوغ البادرات خلال القشرة السطحية الصلبة، وتيسر انسيابية أكبر للعناصر الغذائية، وزيادة صلاحيتها للامتصاص بواسطة النبات وتنشيط امتصاص العناصر بدرجات مختلفة، وتحسن نمو وإنتاج النبات بدرجة كبيرة خاصة تحت الظروف الملحية والقلوية ونقص المياه العذبة بشرط تعديل أسلوب الخدمة والري والتسميد للاستفادة المثلى من الطاقة المغناطيسية للمياه المعاملة.
كما أكدت الشركة الوطنية للتنمية الزراعية في الرياض بالسعودية في خطابها (حصلت “الاتحاد” على صورة منه) أنه بتجربة جهاز مغنطة المياه قطر 8 بوصات في كل من مشروعي “حائل وحرض” في محصول القمح، لم يلاحظ آثار الملوحة خلال فترة نمو المحصول، وأن النتائج مشجعة، وأنه يجري مواصلة التجارب على محاصيل أخرى لمزيد من التقييم الدقيق.
كما أوصت كلية الطب البيطري والانتاج الحيواني في جامعة الخرطوم بالسودان باستخدام التقنيات المعناطيسية للري في زراعة الأعلاف الخضراء، وتعميم التجربة في المحاصيل النقدية وإجراء المزيد من التجارب، كما أوصت بمغنطة البذور قبل الزراعة. وذلك بعد الاشارة إلى عدد من النتائج الإيجابية لاستعمال الماء الممغنط في الري والبذور، وأهمها زيادة معدل الكثافة الإنباتية بنسبة 55%.
وثيقة روسية
تؤكد لجنة تحقيق المشاكل في وزارة الصحة بالاتحاد السوفييتي السابق في خطابها إلى الجمعية البيولوجية والتقنية الطبية لعلماء المغناطيس أن تأثير المجال المغناطيسي الصادر عن الأنظمة المغناطيسية المختبرة أظهرت أثراً على مياه الشرب، وإحداث تأثير مبيد للجراثيم، بالاضافة إلى معدل الـ PH في الماء، وقابليته للتوصيل وسرعة التدفق الكهربائي، وزيادة محتوى وفعالية الأوكسجين به، وزيادة معدل التفاعلات الكيميائية، وتخفيف عسرة المياه بسبب التفاعل النشط لأيونات الكالسيوم، ونتج عن ذلك تحسن الخواص العضوية لمياه الشرب، كما أدى التغير في ميزان الأيونات والخواص البيولوجية إلى نشوء تأثير إيجابي على كل من الإنسان والحيوان والنبات، والحصول على نتائج إيجابية من خلال تطبيق استخدام المياه المعالجة مغناطيسياً في الزراعة، وتربية المواشي.
تحديات التنمية الزراعية في الوطن العربي ..
تواجه التنمية الزراعية في الوطن العربي بحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية تحديات عديدة أهمها” ندرة المياه، وضعف إنتاجية الأراضي، وتدني كفاءة أنظمة الري إذ يقدر الفاقد بـ 90 مليار متر مكعب سنوياً وكفاءة نظم الري 53% تقريباً، واستنزاف الموارد المائية الجوفية في بعض الدول العربية بسبب السحب الجائر وعدم مراعاة التغذية اللازمة لها. وانخفاض منسوب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها وزيادة ملوحتها بدرجة عالية، فضلاً عن تعرض الأحواض المائية للنضوب، إلى جانب تملح التربة، واستخدام نظام الري السطحي والذي يشكل 75% في الوطن العربي، والتحديات الناجمة عن المناخ وارتفاع حرارة التربة.
هناك حقائق لابد من معرفتها للعمل على فهم مشكلة المياه التي نعيشها والعمل على إيجاد الحلول الناجعة للمساهمة في فهم القضية والعمل على حلها بترشيد استهلاك المياه على مستوي الفرد والمزرعة والحكومات وكذلك تقديم التقنيات المناسبة لحل مشكلة ندرة المياه.
الماء المغناطيسي والتوازن البيئي ..
يقول طاهر الرفاعي، خبير تكنولوجيا الزراعة :” مع تقدم تكنولوجيا الزراعة الحيوية أو العضوية وانتشارها في كل أنحاء العالم، ارتفعت الأصوات تنادي بالامتناع عن استخدام الكيماويات، سواء كانت أسمدة أو مبيدات، والرجوع بالزراعة إلى سابق عهدها الأول بعد أن عانت من الآثار الجانبية لاستخدام المواد الكيماوية التي كانت سبباً في انتشار الأمراض التي ظهرت حديثا، بالاضافة لقتل البكتيريا والفطريات والحشرات المفيدة للتربة مما اثر على التوازن البيئي، وحتى يتحقق الأمل للحياة في بيئة نظيفة لابد من الرجوع للمتطلبات الأساسية اللازمة للزراعة والتي يجب توفرها في البيئة الطبيعية كالتربة والماء والهواء. ويوجد الحل الأنجح لري التربة بالماء الممغنط أي الماء الذي تمت معاملته بالنظام المغناطيسيي الطبيعي حيث إن هذا النظام يلعب دورا مهما في زيادة نفوذية التربة (Soil permeability) وزيادة قابلية العناصر للامتصاص من قبل الجزور(Absorption)، وكذلك زيادة نسبة الأوكسجين في التربة لأن النطام المغناطيسي يزيد بصورة فعالة نشاط ذرات الأوكسجين في الماء”.
التفسير العلمي لتأثير الماء الممغنط ..
يفند الدكتور مجدي محمد خلف الله، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ”جمهورية مصر العربية” إمكانية الاستفادة من تقنية مغنطة المياه في الزراعة والري، والحفاظ على البيئة، ويقول:” علينا أن ندرك أولاً أن محلول التربة الذي تستخدم للزراعة عبارة عن مواد عضوية ومعدنية وغازات ذائبة، وهو المسؤول المباشر لإمداد النبات بالعناصر والمركبات، ويعتمد امتصاص النبات للماء على درجة وتركيز المادة الذائبة والضغط الاسموزي لمحلول التربة (osmotic potential ) فالماء الممغنط يزيد من خاصية الذوبانية (Solubility) مما يساعد في زيادة ذوبانية المادة العضوية والمركبات بدرجة كبيرة كما يقلل من الضغط الاسموزي.
وهذا التأثير من شأنه أن يكسر البلورات الملحـية الي جزيئات غاية في الصغر ويوثر بصورة مباشرة على كفاءة التبادل الأيوني بين محلول التربة والمادة الصلبة.
وتختلف نوعية المياه حسب كمية ونوعية الأملاح التي تصل الى التربة عن طريق الري، فكلما كانت نسبة الأملاح كثيرة، أدي ذلك الى ارتفاع الضغط الإسموزي في التربة، وتتركز هذه الأملاح باستمرار نتيجة التبخر وامتصاص المحاصيل للمياه ،ويؤدي هذا التراكم الي أضرار جسيمة في التربة كالتصلب وانعدام التهوية، ومن أكثر الأملاح ضرراً كلوريد الصوديوم، وعنصر البورون وهما من العناصر التي يصعب غسلها من التربة،
فالنظام المغناطيسي بالإضافة لتكسير الأملاح يلعب دورا في تحييد كلوريد الصوديوم من الامتصاص، وفي تجربة أجريت في أستراليا كانت نسبة الغسيل للتربة بالماء الممغنط تساوي ثلاثة أضعاف مقارنة بالماء العادي لنفس التربة.
https://www.facebook.com/deltawater/posts/567736879942776
علوم وتكنلوجيا جد جديدة..
عمليات سهلة وغير مكلفة للإطلاع والتطبيق بإذن الله..
" مغنطة المياه " .. هل تنقذ العالم من الحروب والمجاعات والكوارث البيئية ؟.
.
من مقال لخورشيد حرفوش - الإتحاد - الإمارات.
.
لم يكن من قبيل الصدفة أن يدق علماء البيئة نواقيس الخطر بأن الحروب القادمة سوف تكون بسبب المياه!، حيث باتت مشكلة “نقص المياه” أهم وأخطر المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة في وقتنا الراهن. وتشير الأرقام - بحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO-أن نصيب الفرد في العالم العربي من المياه العذبة قد انخفض إلى أقل من 1000 متر مكعب حالياً، وأن ثلث سكانه ليس لديهم مياه صالحة للشرب، ويتم فقد حوالي 40 % من المياه المتاحة بسبب عدم الوعي الاستهلاكي، وقد بلغ العجز المائي العربي 30 مليار متر مكعب عام 2000، ويتوقع أن يصبح العجز المائي العربي 282 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، ويتوقع أن يكون الطلب علي المياه في منطقة الخليج العربي أكثر من 32.5 مليار متر مكعب بحلول عام 2025، وإذا كان يسكن الوطن العربي حوالي 5% من سكان العالم، فإنهم يمتلكون فقط %1 من المياه العذبة، وأقل من 8% من المياه المتجددة، وأن حوالي 60% من الماء الذي يستخدم في الشرب هو ماء غير صحي وفاقد للحيوية البيولوجية.
يعرف أن استهلاك المياه في الإمارات آخذ في الزيادة المطردة منذ ستينات القرن العشرين نتيجة للسياسات الحكومية المشجعة على زراعة الغابات وتخضير الصحراء والتوسع في إقامة المزارع في الأراضي المحيطة بالواحات التقليدية.
وقد حذرت هيئة البيئة أبوظبي من استنفاد مخزون المياه العذبة والمتوسطة الملوحة في الإمارة خلال 50 عاماً إذا ما استمرت معدلات الاستهلاك الحالية حيث دعت الهيئة كافة الجهات المعنية إلى التعاون في تنفيذ سياسات ترشيد استخدام الموارد للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لإمارة أبوظبي. وبشأن خفض التأثير الضار على البيئة وتقليل الضغط على الموارد الطبيعية فإن هناك استراتيجية متبعة حتى نهاية عام 2013 نحو تخفيض استخدام المياه في الزراعة بنسبة 40 %.
يري كثير من العلماء أن عملية تحلية المياه بالطرق التقليدية هي ليست إلا “سيف قتل بطيء للماء!”، لأن التحلية تعتمد على إضافة بعض المواد الكيميائية مثل الكلورين، والفلورايد، وأملاح الألمونيوم التي ثبت علمياً تأثيرها الضار على صحة الناس. فضلاً عن تعريض الماء إلى عمليات التكثيف، وضغط الهواء العالي، يؤدي في النهاية إلى تكون ما يسمى” بالماء الميت” الذي يفقد الكثير من خواصه الحيوية ويسبب الكثير من المشاكل الصحية والبيئية المختلفة. ومن ثم كانت الحاجة إلى التفكير في إيجاد طرق جديدة للتقليل من الآثار السلبية لتحلية المياه باستخدام أساليب تتوافق مع قوانين الطبيعة، ولا تضر بالتوازن البيئي. والبحث عن طرق جديدة أكثر فعالية لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها.
وفي مطلع تسعينات القرن المنصرم، توصل العلماء الروس في الاتحاد السوفييتي”سابقاٍ” إلى إمكانية استخدام تقنية معالجة المياه بالقوى المغناطيسية لأول مرة، وبعد التوصل إلى نتائج مشجعة انتقلت هذه الخبرة إلى أميركا واليابان وبريطانيا ومن ثم إلى أماكن عديدة في كافة أنحاء العالم، وانتقلت هذه التقنية إلى منطقة الخليج العربي ودولة الإمارات، وطرحت نفسها كأكثر التكنولوجيات الواعدة التي يمكن أن تساعد في التغلب على الآثار السلبية الناجمة عن شرب أو استخدام الماء المحلى أو الملوث، من خلال عملية استخدام أنابيب مغناطيسية خاصة “فلاتر” تعمل على مغنطة المياه التي تستخدم في الأغراض المختلفة، وذلك عن طريق تمرير الماء من خلال الأنابيب المغناطيسية، وهو ما يعرف اصطلاحا بـ” الماء الممغنط”، وهي عبارة عن محاولة مبسطة لتقليد ما يحدث في الطبيعة تماماً، بهدف تغيير الخواص الفيزيائية والكيميائية للمياه.
تساؤلات
ماهي حقيقة التقنية المغناطيسية في معالجة وتحلية المياه؟ هل مغنطة المياه كفيلة بالفعل بتحقيق المعالجة الفيزيائية المطلوبة؟ وهل مجرد تمرير ماء الصرف الصحي عبر أنابيب أو فلاتر مغناطيسية كفيل بمعالجته وإعادة صلاحيته ومن ثم يمكن الاستفادة منه في الزراعة والري والاستهلاك اليومي؟ وما جدوى هذه التكنولوجيا الصحية والبيئية والاقتصادية؟ هل نحن أمام حل يضاف إلى الحلول الممكنة للتغلب على مشاكل نقص وملوحة المياه في منطقة الخليج العربي تحديداً؟ وهل يمكن أن تسهم هذه الاستفادة بالتخلص من المياه الآسنة ومن ثم الحفاظ على البيئة؟ أم هو مجرد وهم من الأوهام نتعلق به ونشجعه وسرعان ما نكتشف زيف جدواه؟
تحسين الخواص الفيزيائية
يؤكد البروفيسور الروسي يوري تكاشنكو- أحد أبرز علماء المغناطيس في العالم: “ إن الماء المستخدم في كل أنحاء العالم يفقد كثيراً من خصائصه الحيوية، ويحدث اختلالا في ترتيب جزيئاته، لذلك فإن مغنطة مياه الري تستهدف في الأساس تحسين خواص الماء وترتيب شحناتها، مما يجعلها أكثر حيوية ونشاطاً وذات خصائص فيزيائية وكيميائية مفيدة جداً بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات. إن الماء الذي يتم تمريره خلال مجال مغناطيسي طبيعي وفق حسابات معينة، يؤدي ذلك إلى تغيير وتحسين في الخواص الفيزيائية التي تتمثل في التوصيل الكهربائي، الذوبانية، التوتر السطحي، التفاعلات الكيميائية، التبخر، التبلل، الليونة، الخواص البصرية، العزل الكهربائي، النفاذية... الخ. كما يمكن مغنطة البذور بتمريرها خلال مجال مغناطيسي طبيعي مخصص لذلك الغرض، مما يؤدي إلى حدوث تضخم نوعي في البذرة وازدياد في نشاط الأكجسين، والسيتوسين والفيوسين وعندها يزداد التنفس محفزاً للنمو بزيادة حجم البذرة، وعليه باستخدام التقنية يمكن تنشيط الطاقة وتحفيز عملية الأيض ومنع المثبطات نتيجة للتغير في درجة حموضة (ph) العصير الخلوي”.
ويؤكد تكاشنكو أيضاً: “إن النظام المغناطيسي له دور كبير جداً ومهم في علاج الملوحة وهناك عدد كبير من التجارب والبحوث العلمية التي أجريت على المستوى العالمي والمحلي أثبتت جدوى وأهمية هذه الطريقة العلاجية وقدرة الماء الممغنط على خاصية الذوبان وتفتيت الأملاح. فالماء الممغنط يزيد من خاصية ذوبانية الأملاح بأشكالها المختلفة، وفي بعض الحالات يساعد في تجميع أيونات الأملاح وتحويلها إلى جزيئات صغيرة جداً مما يقلل من تركيز الأملاح سواء داخل التربة أو ماء الري، قد يكون هنالك بطء إلى حد ما في سرعة ذوبان الكبريتات أو تجميعها في شكل جزيئي، ولكن مع مرور الزمن وباستمرار الري بالماء الممغنط سوف يتم التخلص من هذه المشكلة. ويستطيع النظام المغناطيسي أن يزيد من قدرة تحمل النباتات والخضروات للملوحة الزائدة على حسب درجة تحملها الطبيعية لأن الاستمرار المتواصل للري بالماء الممغنط يساعد بصورة فعالة في تحسين خواص التربة وزيادة خصوبة التربة مما يجعل التربة الزراعية ذات نفاذية عالية تسهل عملية التخلص من الأملاح الزائدة ودون أن تترسب على سطحها وفي مساماتها. إن كثرة استخدام المياه المالحة في الري يؤدي إلى إفساد البيئة واختناق التربة والنبات بالتراكم المتزايد للأملاح”.
ويضيف تكاشنكو: “ هذه التقنية تؤدي إلى تحسين واضح في البيئة المحيطة، والتربة التي تم ريها بالماء الممغنط تكون العناصر الغذائية الموجودة فيها أكثر جاهزية مما يقلل من استخدام الأسمدة وبالتالي نحافظ على النبات من تراكمات الأسمدة والكيماويات التي تؤثر بصورة سلبية على صحة الإنسان والحيوان، ونحصل على ثمار ذات قيمة غذائية خالية من الإضافات الكيميائية. إن هذا النظام يؤدي إلى زيادة في الإنتاج بنسب تصل أحياناً إلى 40٪، وتوفير في مياه الري يصل إلى 30٪ وتوفير في السماد حتى 40٪، وتوفير في كمية البذور قد يصل إلى 40٪، اختصار مرحلة النمو للنبات بحوالى 15-20 يوما، وتقليل من أمراض النبات والزيادة المتزايدة في خصوبة التربة وزيادة في القيمة الغذائية للثمار. إذاً النظام المغناطيسي ذو جدوى اقتصادية عالية جداً”.
تطبيقات محلية وإشادات
في زيارة ميدانية لعدد من المزارع التي تعتمد في الري على هذه التقنية، يشير عبدالعزيز النعيمي، ضابط إرشاد مهني في هيئة تنمية الموارد البشرية الوطنية في عجمان، إلى تفاصيل تجربته الشخصية، ويقول: “كنت أعاني من تكلس وتآكل وصدأ مواسير المياه المستخدمة في بيتي ومزرعتي لارتفاع نسبة الملوحة لأكثر من 2000 في المليون. وكثيراً ما كانت تموت النباتات والأشجار. وسمعت عن تقنية الماء الممغنط منذ مدة ، فقرر الاستعانة بجهازين، الأول في بيتي، والثاني في المزرعة ومن النوع الذي يناسب دفع الماء القوي بفعل “الدينامو”، وذلك قبل ستة أشهر، ولاحظت نمو نبات “الحميض”- الذي تراه - قبل موعده المتوقع، ولا أتوقع أن يكون قد أنبت في أي مزرعة أخرى قبل هذا التوقيت، هناك تحسن ملحوظ في حيويته ودرجة اخضراره، كذلك لمست التحسن الواضح لأشجار فسائل النخيل والليمون ونسبة الخضرة بها عن ذي قبل، فضلاً عن انخفاض نسبة الملوحة في التربة، ولم ألاحظ جفاف أي شجرة في مزرعتي خلال هذه المدة. كما أنني أستخدم هذه التقنية- كما ترى- في المياه المستخدمة لأغراض أخرى، ولمياه الشرب أيضاً، حيث أنني أعالج من أعراض ضغط الدم، والحمد لله أشعر باستفادة حقيقية حتى الآن”.
كما يؤكد الدكتور مصعب جاسم”صاحب شركة قطاع خاص”من العين، أنه لاحظ النتائج الإيجابية في مزرعته بعد اعتماده على الماء الممغنط منذ حوالى سنتين، وتتمثل هذه الملاحظات - على حد قوله - في: “الحمد لله، التأثير واضح في درجة اخضرار الأعشاب، وجودة الخضراوات المزروعة وأحجامها، إلى جانب أنني لاحظت تحسن كفاءتها في مقاومة الحشرات الضارة وخاصة أشجار الفواكه، ولمست التغير والفارق الكبير في محصول العنب وجودته وأحجام حباته وعناقيده”.
أما عبدالمجيد سفائي مدير ادارة شبكة الصرف الصحي والري في بلدية دبي فيقول: ”جرّبنا الماء الممغنط في البحيرات الصناعية التي أنشأناها منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، ولاحظنا أن الماء المعالج بفلتر المغناطيس تحسن بدرجة جيدة، وقمنا بمقارنة حالة البحيرات هذه بأخرى مماثلة وبعد أسبوعين فقط لمسنا الاختلاف الواضح في درجة نقاء الماء وتحسن حالته، وأعدنا تقييم الحالة بعد مدة شهر، وكانت المؤشرات إيجابية وجيدة”.
كما يؤكد سالم العامري مشرف أول نقليات في أدكو بالعين، أنه يعتمد على معالجة الماء المستخدم في مزرعته بمنطقة العين بالاعتماد على الفلتر المغناطيسي منذ سنتين، وبعد أن كان يعاني من الارتفاع الشديد في نسبة الملوحة بما يزيد عن 13 ألف/ المليون بحيث تتراكم كميات الأملاح على هيئة طبقات بلورية ملحية، وخاصة في فصل الصيف، وبعد ذلك لاحظنا تغيرا ملموسا في أن البلورات الملحية أصبحت ناعمة، وانخفضت ملوحة الأرض، وأن الأرض أصبحت خالية من التشقق وأن هناك تحسنا ملحوظا في القشرة الأرضية العلوية المخصصة للزراعة، وأن هناك تحسنا كبيرا في جودة وشكل النخيل، والحشائش، ومستوى نموها ودرجة اخضرارها عن ذي قبل”.
ويضيف أبوبكر أميري “رجل أعمال” يعيش في منطقة الذيد: “كنت أعاني من الملوحة الزائدة والمياه المستخدمة في “الفيلا” الموجودة على البحر من ارتفاع نسبة الرطوبة والملوحة في المواسير، وقمت باستخدام الفلتر المغناطيسي منذ سنتين ونصف السنة، ولاحظت التحسن الكبير في جودة الماء المستخدم، وسلامة المواسير، وفي شكل المزروعات البسيطة، ونباتات الزينة الموجودة في الفيلا”.
كذلك يؤكد محمد يوسف حافظ “متقاعد - دبي” أنه لاحظ أن هناك فوائد متعددة من استعمال الماء الممغنط في مياه الشرب، والاستخدام اليومي، وفي الزراعة، حيث إنه يستخدم فلترا خاصا في مزرعة لزراعة الزهور والخضروات والفاكهة بمنطقة “الخوانيج” بعد أن عانى كثيراً من فشله في محاولاته المتكررة قبل الاعتماد على هذه التقنية بسبب العوامل المناخية وملوحة المياه، وأنه يؤكد أن المزروعات التي يقوم بزراعتها أصبحت تتمتع بالنضارة وسرعة النمو والحيوية والقدرة على مقاومة الظروف والعوامل المناخية أكثر من ذي قبل بفضل الري بمياه معالجة بالفلاتر المغناطيسية”.
شهادات موثقة
أشار المركز القومي للبحوث “الدقي-القاهرة -جمهورية مصر العربية” إلى أن المعالجة المغناطيسية لمياه الري تؤدي إلى معالجة قلوية التربة، والسيطرة على تراكم وإزالة الأملاح، وتحفيز الإنبات والإسراع ببزوغ البادرات خلال القشرة السطحية الصلبة، وتيسر انسيابية أكبر للعناصر الغذائية، وزيادة صلاحيتها للامتصاص بواسطة النبات وتنشيط امتصاص العناصر بدرجات مختلفة، وتحسن نمو وإنتاج النبات بدرجة كبيرة خاصة تحت الظروف الملحية والقلوية ونقص المياه العذبة بشرط تعديل أسلوب الخدمة والري والتسميد للاستفادة المثلى من الطاقة المغناطيسية للمياه المعاملة.
كما أكدت الشركة الوطنية للتنمية الزراعية في الرياض بالسعودية في خطابها (حصلت “الاتحاد” على صورة منه) أنه بتجربة جهاز مغنطة المياه قطر 8 بوصات في كل من مشروعي “حائل وحرض” في محصول القمح، لم يلاحظ آثار الملوحة خلال فترة نمو المحصول، وأن النتائج مشجعة، وأنه يجري مواصلة التجارب على محاصيل أخرى لمزيد من التقييم الدقيق.
كما أوصت كلية الطب البيطري والانتاج الحيواني في جامعة الخرطوم بالسودان باستخدام التقنيات المعناطيسية للري في زراعة الأعلاف الخضراء، وتعميم التجربة في المحاصيل النقدية وإجراء المزيد من التجارب، كما أوصت بمغنطة البذور قبل الزراعة. وذلك بعد الاشارة إلى عدد من النتائج الإيجابية لاستعمال الماء الممغنط في الري والبذور، وأهمها زيادة معدل الكثافة الإنباتية بنسبة 55%.
وثيقة روسية
تؤكد لجنة تحقيق المشاكل في وزارة الصحة بالاتحاد السوفييتي السابق في خطابها إلى الجمعية البيولوجية والتقنية الطبية لعلماء المغناطيس أن تأثير المجال المغناطيسي الصادر عن الأنظمة المغناطيسية المختبرة أظهرت أثراً على مياه الشرب، وإحداث تأثير مبيد للجراثيم، بالاضافة إلى معدل الـ PH في الماء، وقابليته للتوصيل وسرعة التدفق الكهربائي، وزيادة محتوى وفعالية الأوكسجين به، وزيادة معدل التفاعلات الكيميائية، وتخفيف عسرة المياه بسبب التفاعل النشط لأيونات الكالسيوم، ونتج عن ذلك تحسن الخواص العضوية لمياه الشرب، كما أدى التغير في ميزان الأيونات والخواص البيولوجية إلى نشوء تأثير إيجابي على كل من الإنسان والحيوان والنبات، والحصول على نتائج إيجابية من خلال تطبيق استخدام المياه المعالجة مغناطيسياً في الزراعة، وتربية المواشي.
تحديات التنمية الزراعية في الوطن العربي ..
تواجه التنمية الزراعية في الوطن العربي بحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية تحديات عديدة أهمها” ندرة المياه، وضعف إنتاجية الأراضي، وتدني كفاءة أنظمة الري إذ يقدر الفاقد بـ 90 مليار متر مكعب سنوياً وكفاءة نظم الري 53% تقريباً، واستنزاف الموارد المائية الجوفية في بعض الدول العربية بسبب السحب الجائر وعدم مراعاة التغذية اللازمة لها. وانخفاض منسوب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها وزيادة ملوحتها بدرجة عالية، فضلاً عن تعرض الأحواض المائية للنضوب، إلى جانب تملح التربة، واستخدام نظام الري السطحي والذي يشكل 75% في الوطن العربي، والتحديات الناجمة عن المناخ وارتفاع حرارة التربة.
هناك حقائق لابد من معرفتها للعمل على فهم مشكلة المياه التي نعيشها والعمل على إيجاد الحلول الناجعة للمساهمة في فهم القضية والعمل على حلها بترشيد استهلاك المياه على مستوي الفرد والمزرعة والحكومات وكذلك تقديم التقنيات المناسبة لحل مشكلة ندرة المياه.
الماء المغناطيسي والتوازن البيئي ..
يقول طاهر الرفاعي، خبير تكنولوجيا الزراعة :” مع تقدم تكنولوجيا الزراعة الحيوية أو العضوية وانتشارها في كل أنحاء العالم، ارتفعت الأصوات تنادي بالامتناع عن استخدام الكيماويات، سواء كانت أسمدة أو مبيدات، والرجوع بالزراعة إلى سابق عهدها الأول بعد أن عانت من الآثار الجانبية لاستخدام المواد الكيماوية التي كانت سبباً في انتشار الأمراض التي ظهرت حديثا، بالاضافة لقتل البكتيريا والفطريات والحشرات المفيدة للتربة مما اثر على التوازن البيئي، وحتى يتحقق الأمل للحياة في بيئة نظيفة لابد من الرجوع للمتطلبات الأساسية اللازمة للزراعة والتي يجب توفرها في البيئة الطبيعية كالتربة والماء والهواء. ويوجد الحل الأنجح لري التربة بالماء الممغنط أي الماء الذي تمت معاملته بالنظام المغناطيسيي الطبيعي حيث إن هذا النظام يلعب دورا مهما في زيادة نفوذية التربة (Soil permeability) وزيادة قابلية العناصر للامتصاص من قبل الجزور(Absorption)، وكذلك زيادة نسبة الأوكسجين في التربة لأن النطام المغناطيسي يزيد بصورة فعالة نشاط ذرات الأوكسجين في الماء”.
التفسير العلمي لتأثير الماء الممغنط ..
يفند الدكتور مجدي محمد خلف الله، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ”جمهورية مصر العربية” إمكانية الاستفادة من تقنية مغنطة المياه في الزراعة والري، والحفاظ على البيئة، ويقول:” علينا أن ندرك أولاً أن محلول التربة الذي تستخدم للزراعة عبارة عن مواد عضوية ومعدنية وغازات ذائبة، وهو المسؤول المباشر لإمداد النبات بالعناصر والمركبات، ويعتمد امتصاص النبات للماء على درجة وتركيز المادة الذائبة والضغط الاسموزي لمحلول التربة (osmotic potential ) فالماء الممغنط يزيد من خاصية الذوبانية (Solubility) مما يساعد في زيادة ذوبانية المادة العضوية والمركبات بدرجة كبيرة كما يقلل من الضغط الاسموزي.
وهذا التأثير من شأنه أن يكسر البلورات الملحـية الي جزيئات غاية في الصغر ويوثر بصورة مباشرة على كفاءة التبادل الأيوني بين محلول التربة والمادة الصلبة.
وتختلف نوعية المياه حسب كمية ونوعية الأملاح التي تصل الى التربة عن طريق الري، فكلما كانت نسبة الأملاح كثيرة، أدي ذلك الى ارتفاع الضغط الإسموزي في التربة، وتتركز هذه الأملاح باستمرار نتيجة التبخر وامتصاص المحاصيل للمياه ،ويؤدي هذا التراكم الي أضرار جسيمة في التربة كالتصلب وانعدام التهوية، ومن أكثر الأملاح ضرراً كلوريد الصوديوم، وعنصر البورون وهما من العناصر التي يصعب غسلها من التربة،
فالنظام المغناطيسي بالإضافة لتكسير الأملاح يلعب دورا في تحييد كلوريد الصوديوم من الامتصاص، وفي تجربة أجريت في أستراليا كانت نسبة الغسيل للتربة بالماء الممغنط تساوي ثلاثة أضعاف مقارنة بالماء العادي لنفس التربة.
https://www.facebook.com/deltawater/posts/567736879942776