العملة الذهبية لدولة الخلافة.. مقال مترجم للكاتب الامريكي باتريك هيلر

حور

كاتب جديد

العملة الذهبية لدولة الخلافة.. مقال مترجم للكاتب الامريكي باتريك هيلر


خلال سنتي الأولى في جامعة متشيغان للإدارة, بين عامي 1972-1973,قدمت إلى الجامعة إبنة عالم الرياضيات الشهير جون فون نيومان, اسمها مارينا فون نيومان وايتمان, وكان مجئيها إلى الجامعة لإلقاء كلمة أمام الطلبة, وكانت وقتها تشغل تعمل في مجلس الرئيس نيكسون للاستشارات الاقتصادية.

بعد كلمتها, بدأت بأخذ الاسئلة من الحضور, ولحسن حظي, كان سؤالي أحد الأسئلة التي ألقيت عليها, وكان سؤالي –على حسب ذاكرتي- هو: ما هو الأثرالمتوقع على العملات العالمية في العالم إن أقدمت إحدى الأمم على إنشاء نظام مالي يعتمد بالأساس على أوزان وقيمة الذهب والقضة.

وقامت حينها بالإجابة على سؤالي بشقين, الشق الأول قالت فيه أنه لن تكون هناك أي أمة ستعمل على إنشاء مثل هذا النظام, لأن القيود المالية التي ستفرض على الحكومة, ستؤدي بسرعة إلى التصويت لتنحية الساسة. وفي الشق الثاني قالت أنه إن أقدمت إحدى الأمم على إنشاء هذا النظام, فإن جميع العملات الورقية في العالم ستفشل وتنتهي.

السبب الذي دفعني لأن أسأل مثل هذا السؤال, كان حلمي بأن أكون من الأوائل الذي سيستقرون في جزيرة مينرفا المرجانية في جنوب المحيط الهادئ, بحيث أساعد على بناء بيئة سكنية تكون أساسا لأنشاء أمة جديدة. وقد كان العاملون على إنشاء جمهورية مينرفا يخططون لبناء نظام مالي يعتمد بالأساس على أوزان وقيمة الذهب والقضة.

ولقد فشلت محاولات إنشاء أمة جديدة متحررة لعدة أسباب, ولكن بقية محاولة واحدة وكانت محاولة إنشاء عملة خاصة بجمهورية مينرفا من الذهب والفضة (وكانت تساوي 35 دولار), بحيث كانت ستصك عن طريق ليتشر منت, في لاكستر, بولاية كاليفورنيا.

في العقود التالية, وحتى الخميس الماضي, لم تفكر أي أمة بجدية لإنشاء نظام مالي يعتمد بالأساس على أوزان وقيمة الذهب والقضة.

ففي الثالث عشر من تشرين الثاني لعام 2014, أعلنت الدولة الإسلامية أنها ستقوم بسك عملة جديدة من الذهب والفضة والنحاس, بحيث يتم تداول هذه العملة بناءً على أوزانها وقيمتها.


صورة لواحدة من العملات الذهبية المقترحة

ولقد تم بعد ذلك اللقاء معي بشكل سريع مع صحفي من جريدة الوال ستريت, وبعدها, بصحفي من إذاعة سوق العامة الوطني. وكان اللقائين بخصوص ما تم إعلانه من دولة الخلافة, وقمت خلالهما بتوضيح أنه منذ القدم, كانت العملة الذهبية للإمبراطورية العربية تسمى بالدينار. لذا كان الإعلان الذي قامت به الدولة الإسلامية في الأسبوع الماضي مرتبطا بالتاريخ.

وبتقديري, فإن هذا الإعلان كان فائق الذكاء, فمعظم الناس تظن أن عملية إنشاء نظام مالي وسك العملات عبارة عن شأن خاص بالحكومة الوطنية. لكن لم تكن الحالة هكذا أبدا لمعظم الأنظمة المالية على مر التاريخ. لذا, فإن قرار دولة الخلافة بإنشاء نظامهم المالي وعملتهم الخاصة, عبارة عن وسيلة لإضفاء الشرعية بحيث تكون أمة كبقية الأمم, لذا, فإن قرار سك عملة خاصة بهم يعتبر عملية إنقلاب سياسي لمصلحتهم.

وتجدر الإشارة, أنه على مر العقود الماضية كان هناك محاولات لإنشاء نظام مالي يعتمد على الذهب في بعض الدول الإسلامية. فمثلا, حاولة ماليزيا سك عملة خاصة بها, ولكنها لم تفعل. لذا, فإن نجاح دولة الخلافة بسك العملة الخاصة بها سيضعها في مقدمة ويجعلها قدوة لباقي الدول الإسلامية.

وأخيرا, فإن نجاح انتشار عملة الذهب والفضة بين الناس في معاملاتهم, على أساس الوزن والقيمة, سيكون محفزا ومشجعا بصورة أكبر للمستهلكين من استخدام عملة لا تحمل أي قيمة, سوى الوعود الكاذبة من السياسيين. وحتى لو فشلت دولة الخلافة كدولة, فإن عملتها ستبقى قابلة للتداول, بناء على قيمة المعدن. وإن نجحت هذه الخطوة, فأن ذلك سيضع الدولار الأمريكي وباقي العمل في مواجهة خطر الانهيار.

فالحكومة الأمريكية, صاحبة أكثر عملة متداولة في العمليات التجارية, ستفعل كل ما بوسعها لمنع انتشار العملة الخاصة بدولة الخلافة, ومنعها من الحصول على أي اهتمام في العمليات التجارية. والولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن خصم سياسي للدولة الإسلامية, وتعمل على حماية الدولار الأمريكي من أية منافسة عالمية.

فلا يتعجب القارئ إن أقدمت الحكومة الأمريكية من منع المواطنين الحصول على هذه العملة, أو استخدامها في المعاملات. وليتوقع القارئ أيضا أن تقوم الحكومة الأمريكية بالضغط على باقي الدول لمنعهم من استخدام مثل هذه النقود في التعاملات العالمية.

بعض الناس اقترح علي أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتفجير أي مبنى ستستخدمه دولة الخلافة لسك العملة أو تخزين الذهب والفضة. قد يبدو هذا خيار عملي.

ولكن, فليتذكر القارئ أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تعاونت خلال الحرب العالمية الثانية الثوار الفلبينيين لسك كميات هائلة من العملة في أماكن مختلفة, وذلك لمنافسة اليابانيين. لذا, فإنه من الممكن أن تقوم الدولة الإسلامية من سك نقودها في أماكن مختلفة من العالم, حتى في الأمم الأخرى, بما يجعله من المستحيل منع هذه العملة من التداول
 
التعديل الأخير:

♪♪ Rabya RT ♪♪

كاتب جيد جدا
رد: العملة الذهبية لدولة الخلافة.. مقال مترجم للكاتب الامريكي باتريك هيلر

اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف بنا .. ~
شكراً حور ع المجهود :wub:
 

مواضيع مماثلة

أعلى