عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
شرق الأردن في ذاكرة
التاريخ المعاصر
*

الأردن تاريخ يحكي قصة الشرق الإسلامي المميز ففي سنة 1911 "نجيب بيك بن سعد البطاينة" يستقيل من الجيش التركي الرسمي ، وكانت رتبته وصداقته مع «نوري باشا»» وكمال أتاتورك» ، لينحاز مع خيار الأمة وخيار الحق بعد بيع «ليبيا» «لإيطاليا» حسب اتفاقية «لوزان الأولى» ، وكان المجاهد عمر المختار واحدا من جنوده، خاض غمار الحرب والثورة العارمة إلى جانب شرفاء من مصر واليمن والعراق في شمال القارة الأفريقية السمراء، ويتشرف تراب «ليبيا» بقبره هناك سنة 1914م، وبَكَتْهُ نساء ليبيا لعشرات السنين، وقبره وسيرته معلمٌ جهادٌ لا ينسى في ذاكرة الأمة ، ويذكره الكتَّاب اللبيين بحروف من نور تحت اسم "نجيب بيك الحوراني" ،واستمرت الثورة من بعده عقودا، حمل لواء الجهاد من بعده أحد جنوده وتلاميذه الاشاوس المجاهد الكبير "عمر المختار" حيث نُفذ حكم الإعدام بحق الشيخ المختار في معسكر "نجيب الحوراني جنوب «بنغازي" سنة 1931م .. والشيخ «كايد مفلح العبيدات» «صقر فلسطين» سنة 1920 يرتقي شهيدا كقائد عسكري ثائر من منطقة الشمال «منطقة الكفارات» على تراب فلسطين، و"محمد حمد الحنيطي" من مدينة «سحاب» شرق العاصمة عمان، يقدم استقالته من الجيش العربي ليتفرغ كقائد مخضرم ، وحَّدَ فصائل المقاومة، ويُنتخبُ قائدا لقوات الدفاع الفلسطيني، وقائد المجاهدين على أرض حيفا ، يرتقي شهيدا بأول عملية استشهادية على ثرى فلسطين بسيارة "زيل" تحمل 12 طنا من المتفجرات في قلب مستعمرة صهيونية على طريق عكا حيفا، حيث سمع صوت الانفجار من مشارف «بيروت والبلقاء»، ويصيب أكثر من 350 صهيوني بين قتيل وجريح هناك ، والضابط الكبير «عبدالله التل» يقود الجيش العربي ليحقق سحقا للجيش الصهايني في مدينة القدس، لكن الخيانات من «ضباطٍ إنجليز» حالت دون تحقيق النصر المؤزر، ليعيش بالمنفى على أثر أفعالة المشرِّفة ، ورئيس الوزراء «وصفي التل» وغيرهم الذين قاموا بفتح معسكرات تدريب للمجاهدين الفلسطينين والعرب بعد تقديم استقالتهم رسميا من الجيش العربي ذو القيادات البريطانية حينها .. وهذ غيض من فيض يعيش في ذاكرتنا عن الجناح الثاني لسكان الأردن وفلسطين ، .. ويكفي أن الأردن كانت الحاضنة الحقيقية لمن هاجر من فلسطين .. فلم تكن الأردن يوما أرضَ مَهْجَر لأهل فلسطين أو شيشان أن من ضاق به العيش في بلاده مصر أو سوريا أو العراق ، أي بلدٍ من بلاد العالم ، فهي الملاذ الآمن لكل من فقد الأمن في هذا العالم ، وأما لأهل فلسطين كانت الوطن الموحد، لتحكي ان شرق النهر ، وغرب النهر واحد ما هو اثنين ، ومن لم يكن أردنيا وفلسطينيا معا ،يكن طيرا بجناحٍ واحد بين الأموات عداده
 
التعديل الأخير:

عبدالحي عداربه

كاتب جيد جدا
رد: الأردن أرض الحشد والرباط .

إن من يخطو على تراب الاردن، والذي يقع على مقربة من بيت المقدس غربا، والبيت الحرام ومسجد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم شرقا، ويتنسم عبق العزة والشموخ من الصحراء، ويدرج على جبال البلقاء والشراة واربد وعجلون الفخار ، ويشرب من ينابيع أرضى النشامى ، تجري في عروقه دماء الوفاء , فهذا هو الأردن الذي يعرفه السائح المار مرور الريح، أو المهاجر إلى الأمن والامان ، ويجاور من نبتت جذره في هذا الأرض المباركة ، ليعلم العالم أن الاردن هي أرض الحشد والرباط ، ارض استقبلت المهاجرين من أقاصي الأرض ومنذ قرون ، لتجعل من هم في الأردن اليوم ، جيشا أعده الله لاسترداد المسجد الأقصى، مسجد كل من يقول «لا إله إلا الله محمدا رسول الله» ، إن الخليط الأردني المتجانس في عقيدته وفكره الناضج المتوازن ، يجعل من هذه الأرض المباركة مسرحا للتاريخ التليد والمستقبل الزاهر لكل حرٍ شريف في هذا العالم .
 

nour_nono

كاتب جيد
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
 
أعلى