قضية القس الأميركي.. “مثال على تنازلات قدّمها أردوغان لواشنطن”

[ad_1]

تكرر الحديث مجدداً في تركيا عن القس الأميركي أندرو برونسون والذي قضى عامين في سجونها قبل أن يُطلق سراحه في أكتوبر من العام 2018، عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بعدما أدى احتجازه إلى تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وكان الرئيس التركي حينها يرفض الإفراج عن برونسون الذي كانت قد قضت محكمة تركية بسجنه لثلاث سنوات، لكنه أرغم على إطلاق سراحه نتيجة تهديداتٍ أميركية بفرض عقوباتٍ اقتصادية على أنقرة، وقد قام زعيم المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو قبل أيام بتذكير أردوغان بقضية احتجاز القس الأميركي عند رفضه الإفراج عن عثمان كافالا رجل الأعمال المعروف بأنشطته الخيرية والمسجون منذ أكثر من 4 سنوات لدى السلطات التركية.

وقال كليتشدار أوغلو في كلمةٍ داخل البرلمان التركي: “لو كان لدى كافالا أو صلاح الدين دمّيرتاش جوازا سفرٍ أميركيين، لأٌطلِق سراحهما بعد مكالمةٍ هاتفية”.

عثمان كافالا

عثمان كافالا

وبعد ذلك بأيام أدلى القس الأميركي بتصريحاتٍ لقناة تركية معارضة قال فيها إن “أنقرة استغلت احتجازه لمساومة واشنطن على ملفه”، نافياً كل التهم التي وجهتها إليه أنقرة بما في ذلك التجسس ووجود صلاتٍ تربطه بحزب “العمال الكردستاني” المحظور لدى تركيا.

وقال بلال سامبور الأكاديمي والأستاذ الجامعي إن “مسألة احتجاز القس الأميركي في تركيا رغم إطلاق سراحه لاحقاً أدت إلى اندلاع حالةٍ من العداء بين واشنطن وأنقرة، حيث لم يعد يثق الجانبان ببعضهما البعض منذ ذلك الحين لاسيما مع وجود ملفاتٍ عالقة بينهما، وبالتالي لن تؤثر تصريحات برونسون الأخيرة على العلاقات بين الدولتين لأنها في الأصل متوترة”.

وأضاف سامبور الذي يشغل أيضاً عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة لـ”العربية.نت” أن “هناك بالفعل العديد من المشاكل الكبيرة بين الولايات المتحدة وتركيا خاصة فيما يتعلق بحصول أنقرة على منظومة الدفاع الروسية الصنع S-400، واستبعادها من برنامج الطائرات المقاتلة الأميركية F-35، ومسألة شراء الجانب التركي لطائرات F-16 في صفقةٍ لم تتمّ حتى الآن”.

وتابع أن “أزمة القس الأميركي قائمة إلى الآن رغم أنه طليق ويعيش في الولايات المتحدة ودائماً ينفي ممارسته لأي نشاطٍ سياسي خلال وجوده داخل الأراضي التركية”.

وبات إطلاق سراح القس الأميركي تحت الضغوط الأميركية، مثالاً بارزاً على تنازلاتٍ قدّمها الرئيس التركي لواشنطن، وهو أمر تعيد الأحزاب التركية المعارضة التذكير به بين الحين والآخر كلما رفض أردوغان الإفراج عن معارضين يقبعون في سجون البلاد.

وحاولت أنقرة إقناع واشنطن بتسليمها الداعية التركي فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة مقابل إفراجها عن برونسون، لكن هذه الصفقة لم تتم، فيما أُرغِمت على إطلاق سراح القس الأميركي بعد عقوباتٍ أميركية دفعت الليرة التركية حينها إلى مزيدٍ من الخسائر في قيمتها أمام العملات الأجنبية.

وإلى جانب صلاتٍ تربطه بحزب “العمال الكردستاني”، اتهمت السلطات التركية القس الأميركي بوجود صلاتٍ تربطه بغولن وحركة الخدمة التي يقودها، وهي جماعة يتهم أردوغان زعيمها بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016. لكن برونسون نفى هذه التهمة أيضاً.

[ad_2]