فى زمن الكورونا موائد الرحمن تتحول لوجبات دليفرى وشنط خير

[ad_1]

ما ان يبدا شهر رمضان المعظم إلا وتبدأ الاستعدادات المبكرة لموائد الرحمن بطقوسها المعروفة وما تستحضره من منظومة قيمية إجتماعية من التراحم والمودة تكون فى أوجها خلال الشهر الكريم، فما موائد الرحمن إلا توليفة بشرية مذهلة تجمع عشرات القصص والحكايات للصائمين المفطرين من مختلف الثقافات والإنتماءات والايلوجيات والطبقات تحتضنها لحظات متفردة من روحانيات الشهر الفضيل.

أحمد بن طولون أول من أقام مائدة رحمن بالعالم الإسلامى

بدأت موائد الرحمن الرمضانية فى مصر على يد أحمد بن طولون  (220هـ – 270هـ) مؤسس الدولة الطولونية في مصروالشام ، ففى أحد الأيام جمع كبار رجال الدولة من التجار والاعيان وقادة الجيوش لكى يخطب فيهم فى السنة الرابعة من ولايته فى مصر ليذكر الناس بالبر والتقوى ويوصى أغنيائهم بالإحسان إلى فقرائهم وخلال ذلك أذن آذان المغرب فأفطر بن طولون مع رجاله وكل من كان يمر بالطريق ، ومن يومها أمر بن طولون كبار رجال الدولة من التجار والاعيان وقادة الجيوش ان يفتحوا منازلهم ويمدوا موائدهم، طوال شهر رمضان بادئا بنفسه ففتح باب القصر للفقراء والعامة وأقام لهم موائد ظلت ممتدة طوال شهر رمضان ، سميت لاحقا موائد الرحمن تيمنا بسورة المائدة، حيث أنزل الله على سيدنا عيسى بن مريم –عليه السلام- مائدة طعام من السماء لتكون آية للعالمين – حسب أ. د. سامى عبد الفضيل أستاذ التاريخ جامعة طنطا..

موائد الرحمن تفطر مائة ألف صائم يوميا فى عصر الفاطميين

يقول د. عبد الفضيل ..تحولت موائد الرحمن لطقس رمضانى مميز غالى فيه الفاطميون إبان حكمهم لمصر حيث كانت الموائد تمتد بطول الشوارع المصرية الكبرى لتصل لـ  175 متراً وسميت إفطار “دار الفطرة” عقب ذلك تغير شكل الموائد فتحولت إلى وجبات يتم توزيعها على الصائمين من المحتاجين والفقراء، وانتشرت هذه االعادة بين الحكام المتعاقبين لكسب ود الشعب المصرى، وكان من أشهر موائد الفطرة الرمضانية موائد المعز لدين الله الفاطمى (931هـ- 971هـ)، التى كانت تقام بطول البلاد وعرضها وكانت تفطر مائة ألف صائم يومياً ثم انتشرت فى البلاد العربية والإمارات الإسلامية ولكن ظلت بدايتها الاولى فى مصر..

موائد الرحمن تختفى ثم تعود فى عهد الملك فاروق

وعن العصر الحديث يقول د. عبد الفضيل  .. أفل نجم موائد الرحمن كثيرا عقب الحكم الإسلامى فى مصر إلا انه ظهر فى بداية عهد الملك فاروق، الذي كان يقيم مأدبة هائلة في ساحة قصر عابدين يفتتحها بنفسه يوميًا مع أشهر قراء القرآن الكريم، ويستضيف فيها كبار المسؤولين والفقراء وأبناء السبيل.

موائد رحمن يقيمها الفنانون

ثم اختفت موائد الرحمن لتعود من جديد فى مصر عام 1961 ويتولى بنك ناصر الاجتماعى الإشراف عليها وتقام بجوار الجامع الأزهر ويفطر عليها من 4- 6 آلاف صائم يومياً، ثم ظهرت موائد رحمن كبار الساسة والاغنياء  يتبارون لتقديم ما لذّ وطاب من افخم الفنادق وكان أشهرها مائدة  فيفى عبده ودينا وشريهان ود. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المصرى السابق.

موائد الرحمن دليفرى فى زمن الكورونا

مع انتشار وباء كورونا عالمياً، ووسط الارتفاع المستمر للإصابات في عدد من الدول، منعت السلطات في الكثير من البلدان العربية وغيرها ، فتحوّلت الموائد في بعض الدول إلى وجبات يتم إيصالها (دليفرى) قبيل الإفطار لبيوت المحتاجين من خلال حملة طرق الابواب، وقد تترك الوجبات فى المساجد القريبة من الطرق الرئيسية لتوزيعها على المستحقين وعابرى السبيل، أوقد يتم توزيعها من مقر الجمعيات الخيرية والكيانات الأجتماعية غير الرسمية  للحالات القريبة.

وقد يلجأ آخرون لتوزيع “شنط رمضان” كبديل عن وجبات موائد الرحمن بما تحويه من سلع تموينية أساسية ، ومؤخرا دشن عدد من الشباب موقعا إلكترونيا للإرشاد إلى المحتاجين بحيث يقوم بالربط بين موزعى الوجبات المجانية والمحتاجين.

تابعي المزيد: مدفع رمضان حكاية مصرية عمرها 576 عاما



[ad_2]