جلسة تصوير من قلب القديّة مع سيدة الأعمال السعودية دانة العلمي

[ad_1]

من القديّة على أطراف مدينة الرياض نمتعكم بجلسة تصوير مميزة مع دانة العلمي إحدى أهم الشخصيات السعودية في ريادة الأعمال وعالم المجوهرات وتجارة الألماس. القدية وجهة مستقبلية جذورها متصلة بتراث السعودية العريق لترسم ملامح مستقبل جديد للرياض. تتربع القدية في موقع مهيب يختصر حكاية قرون، ويجمع عنصر العراقة بيّن القدية وعالم صياغة الذهب الذي اختارته دانة العلمي ليكون مسار مهنتها. كانت قرية القدية منذ زمن بعيد تمتد على إحدى طرق التجارة والحج التي تمر عبر شبه الجزيرة العربية، وهي الآن جزء مهم من رؤية 2030 لتكون عاصمة الترفيه والرياضة والفنون في المملكة. تنعكس روح هذا الموقع المهم والتطلعات الكبيرة تجاهه في شخصية دانة العلمي الطموحة التي تعشق التحديات.تعرفوا عليها عبر هذا اللقاء.

حوار: لمى الشثري Lama AlShethry

تصوير: محمد البعيجان Mohammed AlBaijan
تنسيق أزياء: وفاء الدخيل Wafa AlDekhail
تصفيف شعر: ريما السعد Reema AlSaad
مكياج: نوف الحوشان Nouf AlHoshan
مساعدة تنسيق: عتاب نور Etab Nour

 

دانة العلمي

 

 

دانة العلمي سيدة أعمال سعودية لمع نجمها في صناعة المجوهرات منذ عام 2006م لتصبح إحدى أبرز الشخصيات في هذا المجال، ومالكة لـ”مصنع دانة العلمي للذهب”. قامت بخطوات غير مسبوقة مثل تأسيس مصنع للذهب، والإشراف على مزاد عالمي، وإدخال أول حجر ألماس بحجم 425 قيراطاً إلى السعودية بقيمة تتجاوز 25 مليون دولار. تجاوزت دانة خلفيتها الدراسية التي ليس لها علاقة بالمجوهرات فقد تخرجت في جامعة الملك سعود قسم علوم الحاسب، ومن ثم عملت في وزارة العمل عام 2002م في أول مكتب نسائي للتوطين بقيادة غازي القصيبي رحمه الله. انتقلت بعدها إلى عالم المجوهرات الذي دخلته بالصدفة عندما صممت هدية من الألماس الأبيض واللؤلؤ لعروس شقيقها بمناسبة زفافها.

 

المرأة السعودية قوية في كل المجالات وقد أثبتت نفسها منذ سنوات طويلة

كيف جذبك عالم المجوهرات؟

بعد أن دخلت عالم المجوهرات بمحض الصدفة كهاوية، وجدت أن الموازنة بين سعر السوق وتكلفة الإنتاج ونسبة الربح صعبة للغاية عند التعامل مع مصانع المجوهرات خاصة وأن الطلبيات كانت محدودة في عددها مما يتسبب أيضاً في تأخير تسليمها. ولذا، قررت أن أنشئ ورشة عمل صغيرة أبدأ فيها تصنيع مجوهراتي ولكني حرصت على أن تكون مطابقة في الأوراق الرسمية والتراخيص بما يتوافق مع تأسيس مصنع ذهب، فحصلت على ترخيص صناعي من وزارة الصناعة وترخيص من بلدية جدة والرقابة والتحقيق ووزارة التجارة والدفاع المدني وغيرها. لم تكن مهمة سهلة، ولكن بحمد الله السيدة السعودية قوية في كل المجالات وقد أثبتت نفسها منذ سنوات طويلة وتجاوزت المعوقات. ولذا، عندما ذللت لها العقبات ضمن رؤية 2030 ودعم القيادة الرشيدة، أتيحت لها الفرص بشكل أكبر؛ لكي تبدع في سوق العمل.

شخصيتي الجادة في العمل أكسبتني ثقة “شيخ الصاغة” وتجار الذهب

 

دانة العلمي
دانة العلمي

بعد تجربة 6 أشهر فقط مع المصانع، قررت إنشاء ورشة عمل تحولت إلى مصنع، ألا تعد مجازفة من قبل هاوية في عالم المجوهرات؟

بالفعل، لا بد أن أقر بأني خلال الـ 19 عاماً التي عملت فيها في سوق العمل ومن ضمنها مجال المجوهرات، عملت على تركيبة مكونة من مراحل. في كل مرحلة كنت أعمل بأقصى ما لديّ من طاقة وشغف وجهد. وعندما أشعر بأني لم يعد لديّ ما أضيفه فيها، أمضي قدماً نحو المرحلة التالية وأكلف شخصاً يتولى مكاني في المرحلة السابقة مثل مدير للعمليات وغيرها من المهام. مثلاً في بداية انطلاقة ورشة العمل، كان لابد من تطويرها عبر التواصل مع تجار الجملة والتعرف عليهم لتأسيس علاقة متينة معهم. وبالفعل عملت بكل جد في تلك المرحلة، وحصلت على دعم من “شيخ الصاغة” في جدة فيضي الحاشدي حيث كان يستضيفني في مكتبه بسوق اليمامة ويدعو معظم التجار؛ ليعرفهم على دانة العلمي ومصنعها وخطوط الإنتاج لديها. ومن ثم أصبحت عضوة معهم في لجنة تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بغرفة جدة وبرزت لهم شخصيتي الجادة في العمل مما جعلني أحظى باحترامهم وثقتهم. حصلت على دعم لا محدود من قبلهم، وتعلمت منهم الكثير ولم يكن لديهم أي تحفظات كوني أول سيدة تقوم بتأسيس مصنع للذهب في جدة. هذا التشجيع الكبير خولني لخوض غمار التجربة بكل ثقة وقوة.

تربطك بأحجار الألماس علاقة وثيقة.. كيف بدأت؟

دانة العلمي

بعد تأسيس المصنع بحوالي 3 سنوات بدأ اهتمامي بأحجار الألماس، حرصت خلال هذه الفترة على حضور المعارض الدولية والتعرف أكثر على توجهات السوق في عالم الألماس. قررت خلال وجودي في أحد المعارض أن أخوض تجربة في عالم الألماس، وبالفعل تعاونت مع شخصية خليجية معروفة في تجارة الألماس تربطنا بهم معرفة عائلية. شاركت تحت لوائها في معرض الدوحة للمجوهرات والساعات عام 2010 بخمس قطع ألماس حصلت عليها بالتعاون مع مورد ألماس في بلجيكا. حضرت المعرض وشاركت بنفسي في بيعها جميعاً بفضل الله حيث كانت أكبر قطعة بحجم 45 قيراطاً وابتاعها شيخ خليجي وقور وضعها في عصاه المصنوعة يدوياً. كانت تجربة رائعة لا تنسى استثمرت أرباحها في توسيع المصنع. كررت التجربة مرة أخرى في المعرض نفسه عام 2013 بحجر ألماس ضخم يبلغ 100 قيراط، ولكنه لم يبع، وتكبدت خسائر في تكاليف التأمين.

 

تعلمت أن التجارة فيها العديد من التقلبات ولها كثير من الأوجه

 

دانة العلمي
دانة العلمي

ماذا علمتك تجربة الخسارة؟

تعلمت أن التجارة فيها العديد من التقلبات ولها كثير من الأوجه. واجهت أيضاً تحديات بسبب حادثة حريق حصلت في المصنع كدت بسببها أن أغلقه للأبد. استدركت عندما تذكرت برحلتي مع هذا المصنع الذي أشعر بأنه قطعة مني وكأنه أحد أبنائي، ولا يمكن أن يتخلى الأب عن أي من أولاده مهما أشقاه هذا الابن. والعطاء متبادل بين الآباء والأبناء، كل ما نبذله من جهد معهم يعود علينا خيراً ولو بعد حين بفضل من الله وتوفيقه.

قمتِ بخطوة أخرى غير مسبوقة بدخول عالم المزادات العالمية .. حدثينا عن هذا الأمر؟

دانة العلمي
دانة العلمي

عندما انتقلت إلى دبي عام 2014، تعاونت مع شركة ألماس في بلجيكا لافتتاح فرعها في دبي بالإضافة إلى مكتب في هونج كونج. قمت بعدها بإنشاء شركة للمزادات نظمت من خلالها أكبر مزاد في الشرق الأوسط من حيث القيمة حيث تجاوزت المبيعات 100 مليون دولار. ضمت قائمة المدعوين للمزاد الذي أقيم في برج العرب في دبي نخبة من كبار الضيوف مع مستشاريهم من الرياض وجدة والإمارات والكويت والبحرين وقطر ولبنان. كما حضر أيضاً بعض عمالقة الألماس مثل غراف Graff للاطلاع على ما يقدمه المزاد. من أهم أساسيات نجاح مزادات الألماس، أن تضم قطعاً حصرية لم يسبق طرحها في السوق من قبل. ضم المزاد 145 قطعة، كما أحضرنا قطعاً من متحف GIA في نيويورك.

كيف تصفين شخصيتك كرائدة أعمال؟

دانة العلمي
دانة العلمي

اكتشفت أن لدي شغفاً كبيراً بالمغامرة وتجربة كل جديد. بدأت بصناعة الذهب ومن ثم تجربة التجارة بالألماس ومن ثم إنشاء شركة ألماس. كل مرة أسأل نفسي: ما التالي؟. عام 2014، فتحت ثاني مصنع ذهب ولكن بتخصص مختلف في البداية وهو “البناجر الهندية” التي لاقت رواجاً كبيراً. نشارك من خلال مكتب ألماس في معارض في هونج كونج وبازل وجنيف، ونستهدف العملاء المهتمين بالمعارض الدولية. كما يهمنا استقطاب الزوار للحج والعمرة من مختلف أنحاء العالم من خلال مصانع الذهب الذين يحرصون على الحصول على تذكار من رحلتهم إلى الحرمين. يعرف بأن قيراط الذهب السعودي حسب قوانين وزارة التجارة لا يقل عن عيار 18، ولذا فإن قيمته مرتفعة دائماً.

 

 

طرحنا في مبادرة استثمار المستقبل الفوائد من دخول بورصة الألماس إلى السعودية

 

دانة العلمي
دانة العلمي

حدثينا عن مشاركتك في مبادرة مستقبل الاستثمار عام 2021؟

شاركنا في هذه المبادرة العالمية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة عبر جلسة حوارية عن الاستثمار في المادة الخام، وطرق الاستثمار في الألماس الخام. كما طرحنا نقاشاً حول كيفية وفائدة دخول بورصة الألماس إلى المملكة ووضع بورصة الألماس في الشرق الأوسط والعالم.

ما النصيحة الأهم من خلاصة تجربتك تقدمينها إلى الشابات رائدات الأعمال؟
لابد أن يكون الشغف مستمراً بالتطور والمعرفة وخوض المغامرات سواءً كان في المجوهرات أم غيره من المجالات. الفرص متوافرة للجميع ولكن لابد من المبادرة لاقتناصها، والتخلص من الخوف والتردد الذي يعيق النجاح. لا بأس أن نفشل في بعض التجارب، ما يعيب فعلاً هو عدم المحاولة. أحرص كثيراً على دعم الشباب والشابات المقبلين على عالم المجوهرات وينقصهم الخبرة اللازمة. كان هناك معرض رائد تنظمه الأخت هيا السنيدي في الرياض وجدة تحت اسم “صالون المجوهرات”، كنت أصنع تصاميم بعض الفائزات فيه في مصنع المجوهرات الخاص بي، وأسعد كثيراً برؤيتهن الآن أسماءً بارزةً يحصدن نجاحاتهن مثل ليليان إسماعيل وشارمالينا.

 

 

 

دانة العلمي
دانة العلمي

هل يحفزك ذلك للاستمرار بدعم المواهب؟

بالطبع، ولذا أطلقت خلال جائحة كوفيد-19 مبادرة “روح” التي تهدف إلى مساعدة مصممي المجوهرات؛ حيث نقوم بتنفيذ التصاميم لدينا ومن ثم عرضها مع أسمائهم ونبذة عنهم في الموقع الإلكتروني الخاص بنا. نقوم بدفع قيمة التصميم لهم كما يتم الاتفاق على نسبة من الأرباح. نمهد لهم عبر هذه المبادرة الطريق لوضع بصمة خاصة بهم وصناعة اسم يشار له في عالم المجوهرات.

ما طموحاتك في عالم المجوهرات؟
أتمنى أن نعتمد في السعودية ما يعرف بـ Kemberley Process وهي آلية دولية لإصدار الشهادات التي تنظم التجارة في الألماس الخام، وتهدف إلى منع تدفق الألماس الممول للنزاعات. كما تساعد في حماية التجارة المشروعة في الألماس الخام.

ما الذي تعلمته من أزمة كورونا؟

دانة العلمي
دانة العلمي

تسببت أزمة كورونا بتداعيات كثيرة على الجانب المادي خاصة بسبب توقف المعارض، حيث يتم دفع كامل التكاليف للمشاركة قبل أشهر طويلة من إقامتها. ومع ذلك، فقد تعلمت درساً مهماً من هذه الأزمة. ليس هناك ما يوازي أهمية تمام الصحة والعافية وأن يكون وطني وعائلتي بخير؛ أما الخسائر فيمكن تعويضها مستقبلاً بإذن الله.

 

أجمع بين قطاعيْ الأعمال و الحكومة فأشعر بألم التاجر وطموح وزارة العمل للتوطين

دانة العلمي
دانة العلمي

لديك عضوية في العديد من اللجان المهمة في عالم الصناعة وريادة الأعمال.. حدثينا عن هذا الأمر؟
أول لجنة انضممت إليها عام 2005م كانت لجنة شباب وشابات الأعمال في غرفة جدة، ومن ثم لجنة تجّار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، ومن ثم لجنة المعادن في غرفة الرياض، ومن المجلس الصناعي في غرفة جدة، ولجنة سوق العمل في الغرف التجارية ولجنة تمكين المرأة ولجنة التوطين في وزارة العمل. أحن كثيراً إلى وزارة العمل؛ لأني أجمع بين قطاع الأعمال وقطاع الحكومة فأشعر بألم التاجر وطموح الوزارة.

كيف ترين التطورات التي تشهدها المملكة حالياً ضمن رؤية 2030 خاصة وأن بدايتك كانت في مكتب للتوطين بوزارة العمل قبل ما يقارب عقدين من الزمن؟

أفخر جداً بأن المرأة السعودية حاضرة في كل المجالات حتى قبل وجود التسهيلات التي نشهدها حالياً. هذا يعني ولله الحمد أن حاضرنا قوي جداً مع الدعم الكبير وسيكون القادم أجمل بإذن الله. كنا بحاجة فقط إلى الفرصة التي تم توفيرها من خلال رؤية 2030 لتحقيق أكبر الإنجازات.

 

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر “سيدتي فن”



[ad_2]