بسبب دبلوماسي قتل بباريس.. شهدت ألمانيا حمام دم

[ad_1]

ما بين يومي 9 و10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938، عاشت ألمانيا على وقع أعمال عنف طالت السكان اليهود بالبلاد وممتلكاتهم. وقد عرفت أعمال العنف هذه بليلة الكريستال (Kristallnacht)، أو ليلة البلور، وأسفرت عن مقتل عشرات اليهود واعتقال أكثر من 30 ألفا آخرين. وفي الآن نفسه، تعرضت الآلاف من متاجر وكنائس اليهود للحرق والتخريب على يد المتعصبين النازيين الغاضبين عقب حادثة اغتيال الدبلوماسي الألماني أرنست فوم راث (Ernst vom Rath) بباريس على يد مراهق يهودي ألماني من أصول بولندية.

دبلوماسي بباريس

إلى ذلك، ولد أرنست فوم راث يوم 3 حزيران/يونيو 1909 بفرانكفورت (Frankfurt) لأب عمل في مجال السياسة والدبلوماسية. وخلال مسيرته، درس فوم راث القانون قبل أن يتخذ عام 1932 قرارا التحق على إثره بالحزب النازي خلال فترة سبقت بأشهر حصول أدولف هتلر على منصب المستشار.

وخلال عام 1933، أصبح فوم راث عضوا فاعلا بكتيبة العاصفة (Sturmabteilung) التي قادها ارنست روم (Ernst Röhm) ومثلت الجناح شبه العسكري للحزب النازي. وأثناء تلك الفترة، كسبت كتيبة العاصفة سمعة سيئة بألمانيا وبقية أرجاء أوروبا حيث عمد أفراد هذه الفرقة شبه العسكرية، المقدر عدد منخرطيها بنحو 3 ملايين شخص، لمهاجمة معارضي أدولف هتلر واليهود الألمان وخاضوا معارك شوارع ضد منتسبي الأحزاب الأخرى وخاصة الشيوعيين.

ومع قيام أدولف هتلر بالتخلص من كتيبة العاصفة وقائدها أرنست روم عام 1934، كوفئ فوم راث على جهوده طيلة الفترة السابقة فعيّن دبلوماسيا وأرسل نحو سفارة بلاده بباريس.

اغتيال وترقية رمزية

في الأثناء، لم يكن فوم راث شخصية معروفة بألمانيا حيث أرسل الأخير لباريس برتبة دبلوماسي درجة ثالثة. ولولا حادثة الاغتيال التي ارتبطت بليلة الكريستال لظل الأخير شخصية مبهمة بكتب التاريخ.

فيوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1938، توجه المراهق هيرشل غرينزبان (Herschel Grynszpan)، البالغ من العمر 17 عاما، نحو سفارة ألمانيا بباريس ليسأل فوم راث سؤالا قبل أن يوجه له رصاصات استقرت بمناطق عدة من بطنه. وتزامنا مع قدوم رجال الشرطة، لم يبد المراهق اليهودي أية مقاومة أثناء اعتقاله.

وخلال فترة التحقيق معه، تحدّث هيرشل غرينزبان عن عملية انتقامية ضد ألمانيا بسبب قيام النازيين بطرد اليهود البولنديين، الذين كان من ضمنهم والداه، مطلع العام. ومع تواصل الأبحاث، نقل هذا المراهق للمحققين الفرنسيين قصة أخرى تحدّث خلالها عن فضيحة جنسية، شكك الجميع في مدى صحتها، جمعته بالدبلوماسي الألماني.

إلى ذلك، استشاط النازيون غضبا عقب هذه الحادثة. وحال سماعه بالأمر، أرسل أدولف هتلر عددا من الأطباء لباريس لمحاولة إنقاذ فوم راث الذي توفي متأثرا بإصابته يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1938 عن عمر ناهز 29 عاما.

جانب من جنازة فوم راث

جانب من جنازة فوم راث

وعن طريق هذه العملية، حصل النازيون على مبرر جديد لملاحقة اليهود الألمان. وخلال المساء، أعلن وزير الدعاية الألماني جوزيف غوبلز أن بلاده في حرب ضد اليهود مؤكدا أن الشرطة لن تتحرك لحمايتهم من أي أعمال انتقامية قد تندلع ضدهم خلال الأيام القادمة لتبدأ على إثر ذلك أعمال العنف الشهيرة المعروفة بليلة الكريستال.

بعد نحو أسبوع، حظي فوم راث بجنازة رسمية حضرها كل من أدولف هتلر ووزير الخارجية يواكيم فون ريبنتروب (Joachim von Ribbentrop). فضلا عن ذلك، كرّم القائد النازي الدبلوماسي فوم راث، بشكل رمزي، ومنحه رتبة قنصل.

في الأثناء، حظي هيرشل غرينزبان بمحاكمة صورية بباريس. ومع دخول النازيين لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، اختفى الأخير من السجلات وفقد أثره بشكل رسمي عام 1942.

[ad_2]