الذاكرة الغنية تخفف الحزن.. كيف ذلك؟

[ad_1]

 

جدول محتوى:

1- مفهوم الذاكرة وكيف تعمل؟

2- عوامل تؤثر في عمل الذاكرة.

3- فائدة الاحتفاظ بذاكرة قوية.

4- أسباب النسيان.

5- الذاكرة والكوب الساخن في جو صقيع.

 

قال الأولون: إن الذاكرة أجمل الحدائق، وإنها بذور الماضي التي تتفتح في الحاضر والمستقبل، وقال عنها الفيلسوف “شيشرون” إنها أغلى من المجوهرات والحارسة لجميع الأشياء؛ واليوم، ومع ضغوط الحياة، ما أشد حاجتنا للعودة إلى الذكريات السعيدة.. أشبه بغريق يلوذ بحبل النجاة وقت الشدة.. من هنا كان علينا التعرف على مفهوم الذاكرة وكيف تعمل؟ ومتى يكون النسيان طبيعياً ومتى يُصبح مرضياً؟ وما العوامل التي تؤثر في الذاكرة وتجعلها تنسى بعض الأشياء؟ وهل من سبل للمحافظة على الذاكرة؟ وأسئلة أخرى كثيرة تدور بالرأس، يجيب عنها الدكتور عادل حربي، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب في جامعة القاهرة:

 

 

الذاكرة هي القدرة على استرجاع التجربة الماضية

 

 

ليس غريباً أن يصل أحد الفلاسفة الإغريقيين “بلاتو” لنظرية تقول: إن مخ الإنسان أشبه بقالب من الشمع الطري، كلما التصق به شيء طبع علامة نستطيع بها التذكر، وتظل في المخ مادام قالب الشمع في حالة سليمة.

الذاكرة هي القدرة على استرجاع واستذكار التجارب الماضية، والمقدرة على تخزين المعلومات واستدعائها عند الحاجة.. وبدونها ننسى ونتوه في الحياة,

عمل نظام الذاكرة أشبه بجهاز تسجيل، يسجل الصوت ويخزنه على شريط، ثم يعيد الاستماع إليه إذا أراد الشخص وفي أي وقت.. مثل تغذية المخ بالمعلومات ثم استدعائها عند الحاجة إليها.

البشر- جميعهم- لديهم الدماغ ذاته، ولكن ما يميز دماغ العبقري عن باقي الأدمغة البسيطة هي العلاقات بين الخليات في الدماغ، وطريقة تشغيلها وتخزين المعلومات فيها.

الفنان الموسيقي “موزارت” بدأ يكتب الموسيقى بعمر 4 سنوات، بفضل والده الذي كان يغذي له دماغه، إضافة للجو المحيط به والذي يؤثر في الدماغ.

 

 

تقدم العمر والتوتر وقلة النوم..أسباب للنسيان المرضي

 

– تقدم العمر والتدخين وعدم ممارسة الرياضة والبدانة وارتفاع الكولسترول والتوتر وقلة النوم وتشغيل الدماغ أكثر من طاقته؛ يسبب النسيان المرضي.

– الغذاء الجيد وممارسة الرياضة وتشغيل الدماغ بشكل مستمر ومتابعة كل شيء باهتمام، والبقاء وسط العائلة والدعم العاطفي يحافظ على الذاكرة ويحميها من النسيان.

– إن للذاكرة مفتاح يساعدك على التذكر؛ وهو الرابط بين بعض المواضيع أو المعلومات التي يريد الشخص الاحتفاظ بها؛ برمز أو مشهد أو لفظ أو موقف معين.

– إن تكرار ما لديك من مواقف أو معلومات وترديدها أو ممارستها من جديد يساعد على التذكر؛ بمعنى الاستخدام الجيد للمعلومات.

– الفرق بين إنسان وآخر هو ما تضمه ذاكرته؛ فالرسوب والنجاح في الحياة بصفة عامة يعتمد على قدر ارتكاز الفرد على ما يحمل رأسه من تجارب ماضية، والسعي الدائم لتنميتها؛ حتى لا تظل في مكانها وتتقدم به إلى الأمام.

– رحلة الألف ميل تبدأ دوماً بخطوة، وأنت في حاجة للمسات بسيطة؛ للإستفادة من الذاكرة وما تضمه، ويتحقق ذلك بمزيد من الغذاء الصحي والنشاط والحركة وتدعيم العلاقات بمن حولك؛ للحصول على دعم عاطفي ينشط ذاكرتك.

– الذاكرة ليست جهازاً يعمل بمفرده؛ إذ لابد من الانتباه والإدراك الجيد للمعلومة التي يسمعها الفرد أو يقرأها؛ حتى يستطع حفظها واسترجاعها في الوقت الذي يريده.

 

 

الأنسان لا يستخدم سوى 10% أو أقل من قدرته على الحفظ

 

 

العلم نور.. وجزء كبير من هذا العلم يستمده الإنسان من ذاكرته، والتي تحتل جزءاً من المخ القادر على تخزين آلاف المعلومات الجديدة كل ثانية، ابتداء من لحظة الولادة وحتى مرحلة الشيخوخة.

ورغم ذلك، فإنَّ الإنسان لا يستخدم سوى 10% أو أقل من قدراته الهائلة على الحفظ، وليستفيد من هذه القدرات عليه بملاحظة كل المعلومات عند تلقيها وحفظها، ثم محاولة تكرارها واسترجاعها؛ حتى تظل قوية ونشطة في ذاكرته.

الإنسان يحتفظ بذاكرة جيدة حتى عمر الثمانين؛ إن مارس الرياضة وشغّل مخه بشكل مستمر، مع متابعة ما يجري حوله من أحداث باهتمام، وتناوله غذاءً صحياً؛ بعيداً عن المقالي واللحوم الحمراء والدهون السيئة.

 

 

هناك نسيان يأتي بسبب حالة الاكتئاب أو لمشاكل صحية

 

 

ضغوط الحياة والعمل وصخب المدينة والانشغال.. قضايا تنعكس على الذاكرة، مما يجعل الإنسان ينسى بعض الأشياء.

وهناك نسيان يأتي بسبب حالة الاكتئاب، أو قلة النوم، أو نتيجة لمشاكل صحية، وهو ما يسمى بالنسيان المرضي – وهو مؤقت- ويحتاج إلى علاج.

عدم التركيز أثناء تعلم الموضوع، أو عدم الاهتمام بالموضوع من الأساس؛ أن تكون هناك مشوشات تتداخل مع عملية الذاكرة؛ كالذي يحاول أن يقرأ وهو يتابع التلفزيون في آنٍ.

وهناك الضغوط النفسية التي يعاني منها الشخص، وهي غير واضحة للعيان، لكنها تظهر في صورة فقدان للذاكرة أمام الناس نتيجة للإرهاق.

أما الأسباب المرضية، والتي تختل فيها الذاكرة؛ فهي تعتمد على درجة الضرر بخلايا المخ؛ مثل القلق والتوتر الشديدين، والاكتئاب والشيزوفرينيا والحالات الهستيرية وحالات الإدمان.

 

 

 

بالذكريات الجميلة يستطيع الانسان مواصلة الحياة

 

يلخص الدكتورعادل حربي أهمية دور الزوجة أو الزوجين معاً في إيقاظ الذكريات الحلوة؛ كخطوة تبعدهما عن الهموم والأحزان، وهي أشبه بكوب ساخن دافئ في جو يمتلئ بالصقيع.

على كل زوجة أن تعيد ترتيب ذكرياتها وتوطيدها بين فترة وأخرى؛ باسترجاعها وظهورها أمام عينيها، وكأنها تشحن بطاريتها العاطفية.

لكل زوجين ذكريات حلوة جمعتهما منذ بداية ارتباطهما، وبهذه الذكريات الجميلة يستطيع الإنسان عموماً مواصلة الحياة بضغوطها ومشاكلها.

نعم ليتذكر الإنسان ذكرياته، عليه أن يعيدها مراراً وتكراراً؛ بإحدى الجلسات الودودة، أو زيارة بعض الأماكن التي كانت لها ذكرى جميلة في حياته.

وكأنك أيتها الزوجة وأيها الإنسان تقدمان كوباً من الشراب الساخن في يوم بارد، أو باقة من الزهور في صحراء قاحلة تختفي فيها الألوان المبهجة.. وانتظرا النتيجة.

 

تابعي المزيد: تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية

 



[ad_2]