“إنهم حشرات”.. طبيب تركي يتفاخر بإبادة الأرمن

[ad_1]

تعود أحداث المذابح التي ارتكبها العثمانيون، في الشعب الأرمني وأدت لمقتل أكثر من مليون شخص، إلى أكثر من فترة زمنية، شاملة أكثر من مذبحة، كان أشهرها مذابح عام 1915، على وقع استعداد عالمي لاندلاع الحرب العالمية الأولى.

وشهدت مدة حكم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1842-1918م) وتسلّم الحكم ما بين عامي 1876 و1909 الميلاديين، أحداثا مختلفة، اعتبرت بحسب مؤرخين، مهد المذابح التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن.

وتطرق عبد الحميد إلى المسألة الأرمنية، في أكثر من سياق، ما يشير إلى أنها كانت في صلب سياساته واهتماماته وإدارته، حيث اعتبرها، أولا، فتنة على ملكه العثماني، واتهم الدول الغربية، بتأجيج القضية الأرمنية، لتحطيم ملكه وسلطته.

عبد الحميد يبرر البطش بالأرمن

ويصف عبد الحميد، الأرمنَ، بالعثمانيين، متهماً قادتهم التحرريين، بالانحراف، كما يقول في مذكراته التي أقر فيها، باتخاذه تدابير عسكرية عنيفة، بحق الأرمن المطالبين بحقوقهم. وينقل عن سفراء أجانب قولهم له، بعد عمليات قتل كبيرة أوقعها جيشه بالأرمن: “من الظلم، قتل هؤلاء الأرمن المساكين” ويسرد ردّه عليهم، كما قال في مذكراته، فيقول بحزم: “حينئذ قلت لجميع السفراء ولا سيما السفير الإنجليزي، وبلهجة حادة: إن هذه، مسألة أمن داخلي، وإن الجيش يطهر الأماكن من المجرمين!” ويقر بأن السفير الإنجليزي، خرج من عنده، و”الحيرة والدهشة” ترتسمان على وجهه، بعدما سمع إقرار عبد الحميد بالعمليات العسكرية الوحشية ضد الأرمن، ووصفها بأنها مسألة أمن داخلي.

السلطان الأحمر من دماء الأرمن

في المقابل، اتّهم السلطان العثماني، الأرمن أنفسهم، بقتل بني جِلدتهم، على غير ما قاله، للسفراء الأجانب المعتمدين لدى بلاده، معلناً ومقراً بعمليات عسكرية ضدهم بحجة فرض الأمن. فيقول إن الأرمن ارتدوا “زيّ الأتراك” وشرعوا بقتل “مواطنيهم الأرمن الذين يحجمون عن مساعدتهم”. ثم لا يلبث أن يعاود الاعتراف العلني الصريح، بنوعية ومستوى العمل العسكري الكبير الذي أمر بتنفيذه، ضد الأرمن، فيقول: “لكي أخمد هذا النزاع، بين الأرمن والمسلمين، أرسلت الجيش بقيادة زكي باشا، إلى تلك المنطقة (ساسون) للعمل على سحق التمرّد!”.

ويشار إلى أن ما وصفه عبد الحميد، بنزاع بين أرمن ومسلمين، في منطقة ساسون التركية، كان انتفاضة أرمنية على الضرائب العثمانية، وبدأت بين عامي 1876 و1894م حتى بعد سنتين من هذا التاريخ الأخير، وأدت لمقتل عشرات الآلاف من الشعب الأرمني، على أيدي قوات عبد الحميد الثاني الذي أقر بدرجة الشدة والعنف التي أمر بها جيشه، لكي يتصرف في المنطقة المنتفضة على سياساته، عندما قال إنه أمر بسحق التمرد.

ويطلق الأرمن، لقب “السلطان الأحمر” على عبد الحميد الثاني، دلالة على بطشه بهم وسفكه دماءهم وقتله الآلاف من الأرمن الذين اتهموا لاحقاً، بمحاولة اغتياله بقنبلة، في الحادي والعشرين من شهر تموز/ يوليو عام 1905م.

الإبادة حقيقة غير قابلة للنقاش

وتكتسب المذابح التي ارتكبتها القوات العثمانية التركية، بحق الشعب الأرمني، عام 1915م، أهمية خاصة، في التأريخ الإقليمي والدولي، فهي المذابح التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الشعب الأرمني، فضلا عن تهجير الملايين، حتى صارت قضية الشعب الأرمني قضية عالمية.

ووثقت دول عالمية، من طرفها، أعدادا كبيرة من الشهادات التي تؤكد مذابح عام 1915 التي ارتكبها الأتراك، بحق الأرمن، بحسب وثائق بريطانية نشرت تحت عنوان “الكتاب الأزرق” نشرت في وقت لاحق باسم ثان، هو “معاملة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية” على ما ورد في أحد المصادر الهامة عن المجازر التي ارتكبها العثمانيون، بحق الأرمن، ككتاب طالعته “العربية.نت” وباسم “تركيا والأرمن” ليوسف إبراهيم الجهماني.

وقال المؤرخ العالمي واسع الشهرة، أرنولد تويمبي، إنه لا مجال للنقاش عن الحوادث التي جرت عام 1915. لقد اقتلع السكان الأرمن من جميع أرجاء الإمبراطورية العثمانية، من بيوتهم، ولقد تم نفيهم، إلى أبعد وأسوأ منطقة اختارتها الحكومة. لقد قتل البعض في البداية، ومات آخرون في الطريق، وبلغ عدد شهداء الأرمن 600000 أرمني. بحسب صاحب “تاريخ البشرية”.

ضابط عربي رأى جثثاً على مدى أميال

من جانبهم، كان للعرب دور محوري، في الوثائق العالمية المعتمدة، كشهود إثبات على المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن. فقدّم أربعة ضباط عرب، كان سبق لهم الخدمة في الجيش التركي، شهاداتهم عما رأوه من مذابح وأعمال وحشية بحق هذا الشعب، على يد الجيش التركي.

وقال الملازم أول، حسن معروف، إن جثث الأرمن كانت تغطي الشوارع، في بعض المناطق. وقال إنه شاهد بأم عينه، منطقة طولها مِيلَان، تمتلئ بجثث قتلى أرمن. فيما شاهد منطقة طولها، ميل واحد، تمتلئ بجثث قتلى من الأطفال الأرمن، مؤكدا وجود عدد كبير من الجثث لقتلى أرمن، تطوف على نهر “مراد”.

من جهته، قال الملازم أول سعيد أحمد مختار بعّاج، في شهادته الموثقة دوليا وتعتبر من الوثائق المعتمدة في الأرشيف البريطاني، إنه صدر أمر من المحكمة العسكرية التركية، بنفي جميع الأرمن المتواجدين في منطقة “طرابزون”. ويضيف بقوله: “النفي، كان يعني الإبادة”. وتحدث عن عمليات إعدام الأرمن، وإلقاء جثثهم في الخنادق، وأن الأطفال والنساء، كانوا “يقتلون بلا رحمة” مشيرا في هذا السياق، إلى قيام الأتراك، بذبح أطفال، أيضا.

إنهم حشرات.. وواجبي قتلهم!

وكشف بعّاج، في شهادته، إحدى أقسى صور العنف الوحشية التي ارتكبها الأتراك بحق الأرمن، فيقول إن الحكومة التركية، أخذت عددا من الأطفال الأرمن، في زوارق صغيرة، إلى عرض البحر، بعدما كانت قد وضعتهم في أكياس، وألقت بهم في البحر الذي أعاد بدوره، إرسال جثثهم “الصغيرة”، بعد عدة أيام، وهي تطوف على مياه ساحل منطقة “طرابزون”.

وفي سياق تبريره المذابح بحق الشعب الأرمني، عام 1915، قال الدكتور التركي رشيد، بدون ذكر كنيته، بحسب الوثائق الدولية، إنه على الرغم من كونه طبيباً “لكنني لا يمكنني أن أغض النظر عن قوميتي. جئت إلى هذه الدنيا تركياً، ووجد الأرمن الخونة الموضع الملائم على صدر الوطن” كما قال بوصفه لهم.

ووصف الطبيب التركي الأرمن، بالحشرات في سياق تبرير المذابح التي ارتكبت بحقهم: “إنهم حشرات، أليس من واجب الطبيب أن يقتل هذه الحشرات؟!”.

ثم يضرب عرض الحائط، بكل إدانة إنسانية أو تاريخية بتلك الجريمة المصنفة إبادة جماعية ارتكبها الأتراك العثمانيون بحق الأرمن، فيقول: “أما بالنسبة للمسؤولية التاريخية، فإنني لا أهتم بما سيكتب عني المؤرخون!”.

الأرمن وجوههم إلى الرئيس الأميركي

ومن الجدير بالذكر، أن هناك طبيبا تركيا آخر، اتهم بدور جسيم في تشكيل جماعات مسلحة لإيقاع الإبادة بالأرمن، هو الدكتور ناظم الذي يوصف كمنظّم رئيسي لفرق القتل الخاصة والتي اتهم بتأسيسها، أكثر من طبيب، في ظاهرة نادرة تاريخيا، بحسب مصنفين معاصرين، لتورط مثقفين من درجة طبيب، بأعمال إبادة جماعية، إضافة إلى الدور التنفيذي الأول بارتكاب المذابح والذي قامت به القوات التركية العثمانية، بمختلف تشكيلاتها ومسمياتها، بحق الشعب الأرمني، والذي يترقب الآن، وبأحر من الجمر، في أي لحظة، من تاريخ اليوم السبت، الإعلان عن وصف الرئيس الأميركي جو بادين، للمجازر التي ارتكبت بحق الأرمن، عام 1905، بالإبادة الجماعية.

[ad_2]