[ad_1]
شدد بولنت أرينج، عضو المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية والمستقيل من منصبه منذ أشهر، على أهمية التوافق التركي- المصري لحل الخلافات في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، كاشفاً عن خطوات عملية من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة إلى سابق عهدها.
وقال المسؤول التركي البارز في أول مقابلة يجريها مع وسيلة إعلام أجنبية منذ استقالته التي تلت دعوته لإطلاق سراح معارضين بارزين يقبعان في السجون التركية، إن القاسم المشترك لعلاقة تركيا مع مصر يكمن بالقضايا التي ستفيد البلدين.
وأضاف أنه لا يمكن وصف أي مشكلة في شرق البحر المتوسط لا تتفق تركيا ومصر بشأنها بأنها محلولة، مشيراً إلى أن السيناريو الذي تتفق عليه أنقرة والقاهرة في شرق البحر المتوسط سيكون مفيداً لجميع الأطراف المعنية.
كما كشف خلال مقابلة مع “العربية.نت”، أن المؤسسات ذات الصلة بدأت فعلاً باتخاذ الخطوات التي من شأنها أن تكون مفيدة لكلا البلدين.
“لم أتعرض لضغوط”
من ناحية أخرى، نفى أرينج الذي استقال من منصبه بشكل مثير للجدل في أواخر شهر نوفمبر الماضي، عقب دعوته لإطلاق سراح المعارض الكردي المعروف صلاح الدين دميرتاش ورجل الأعمال الشهير عثمان كافالا، تعرّضه لأي ضغوط أرغمته على ترك منصبه كعضو في المجلس الاستشاري الأعلى للرئاسة التركية.
وأكد أنه لن يغادر الحزب الحاكم، مشيراً إلى أن تصريحاته آنذاك التي أدلى بها وأثارت جدلاً قد خرجت عن سياقها، ما ولّد التباساً لدى الرأي العام.
انتخابات في تركيا
أما فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعيشها تركيا، فرأى أرينج أن العالم يشهد حالياً فترة جائحة، لذلك هناك حاجة إلى بعض الوقت لإصلاح الدمار الشامل الذي أحدثته هذه الفترة. ومن الواضح أن هناك صعوبات اقتصادية، إلا أنها لا تقتصر على تركيا وحدها وإنما في كل العالم.
لا لإغلاق الأحزاب
كذلك علّق العضو السابق في المجلس الاستشاري الأعلى على مطالبة التحالف الحاكم في تركيا والذي يضم حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”، بإغلاق حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد وهو ثالث أكبر حزبٍ في البلاد.
وقال بشأن هذه القضية بأنه كان شاهداً في الماضي، على العديد من حالات إغلاق الأحزاب، تم ذلك خلال أكثر من 40 عاماً من حياته السياسية.
من قوات الأمن التركي
وأكد أن موقفه واضح تجاه هذا الأمر، قائلاً: “اتخذنا دائماً موقفاً معارضاً تجاه قضايا إغلاق الأحزاب منذ اليوم الأول الذي وصلنا فيه إلى السلطة في حزب العدالة والتنمية”.
كما لفت إلى أنه وبالنسبة لقضية الإغلاق، فيجب التصرف بوعي أثناء التعامل مع قضايا قانونية، موضحاً برأي الشخصي، أنه إذا كان هناك فعل جرمي، فيجب معاقبة الأفراد بدلاً من إغلاق الحزب، وفق قوله.
الانتخابات بموعدها.. وتفاؤل بشأن بايدن
كما استبعد المسؤول التركي إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في تركيا نتيجة الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم بعد تفشي فيروس كورونا، معتبراً أن الوباء منع مختلف الحكومات من التركيز على أجنداتها الخاصة والوعود التي قطعتها أمام ناخبيها خلال فترة الانتخابات، ولذلك لم تتمكن من إظهار إمكانياتها الحقيقية، وفق قوله.
وقال أيضاً إن الانتخابات غير ممكنة في هذه الفترة وليست معقولة في وقت تستمر فيه أزمة عالمية.
أما بخصوص مستقبل العلاقات التركية ـ الأميركية، فقد كشف أرينج أخيراً عن محتوى رسالة تهنئة أرسلها للرئيس الأميركي الجديد عقب وصوله إلى البيت الأبيض قبل أشهر.
لقاء سابق بين أردوغان وبايدن في إسطنبول (أرشيفية من فرانس برس)
ومضى قائلاً: “لقد هنأت السيد جو بايدن على موقع تويتر عقب انتخابه، ومن النقاط التي أشرت إليها في رسالتي للتهنئة أنني آمل أن تكون بعض تصريحاته حول تركيا خلال حملته الانتخابية موجهة للداخل وأنها لم تكن أفكاراً حقيقة بشأن العلاقات بين البلدين”.
يشار إلى أن تركيا كانت قد أعلنت في مارس الماضي عن رغبتها استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر.
وفي مايو الماضي، أجرى وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال أول زيارة من نوعها للقاهرة منذ 2013، من أجل إجراء محادثات “استكشافية” مع مسؤولين مصريين، إلا أن المحادثات عادت وتوقفت لاحقا.
التعليقات