كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
[align=center]

[/align]
[align=center][table1="width:100%;background-color:black;border:4px ridge sienna;"][cell="filter:;"][align=center]
[/align]
[align=center]
t3welcome.jpg




Cover9.gif


مَنْ كَسَرَ مصباحَ القمرْ؟

أيُّ مطرٍ هذا الذي
يُطْفِئُ النجومَ بحذائِهِ؟
أينَ نافذتي أيَّتُها الجدران؟
مَنْ أبْكَى الصفصافةَ على ضِفَّةِ روحي؟
وأنتِ يا يدي
مِنْ أينَ جئتِ بكُلِّ هذه الجُرأة؟.




لا شيءْ
لا شيءَ سوى المطرْ
على زُجاجِ النافذة (وجهيَ الآخر)
حافَّتِها المُصْفَرَّةِ كأسنانِ الخريف
الرصيفيْنِ القريبِ والبعيد
لا شيءَ سوى المطر
على الشارعِ البائسِ مثلَ حُبٍّ تدوسُهُ الأقدامُ
وتُطْفِئُ في جلدِهِ السجائر
عظامِ الشجرْ
المصابيح البردانة
(شقيقةِ قلوبِهِمْ
الأطفال الصُّلْع في المراييل الخضراء والدهاليز الناصعة)
مطرٌ
على الباصِ الأحمر
المظلاَّتِ المُهَرْوِلَةِ كما لو في مسيرةِ أزهارٍ من البلاسْتِك
العابرينَ مع العُمْرِ
السُّحُبِ
فراشاتِ الدُّخانِ التي
لا تكادُ تطيرُ
حتَّى تتلاشى
ولا أملكُ سواها شيئًا
لا شيء
لا شيءَ سوى المطر.




وجهٌ أنْكَرَتْهُ المرايا، العيونُ، البلادْ
أحدِّقُ في أمطارٍ تعرفُني
أكثر من دموعي
ينابيعُها البعيدة
لعلَّني في انهمارِها أُبْصِرُ حُبِّيَ القديم
وألتقطُهُ
بنظرةٍ على الأقلّ
قبلَ أن يرتطمَ بالأسفلتِ صرخةَ طائرٍ
أو يَعْلَقَ مثلَ قفلٍ صغيرٍ بغُصْنِ شجرةٍ مُغْلقةِ الأبواب.




بأيِّ تواصُلٍ أَوْهَمْتُ أصابعي؟
بأيِّ وصولٍ يا خطوتي حَلُمْنا؟
اليدُ التي امتدَّتْ بوردةٍ
عادَتْ بخيبتِها وحيدةً
الطُّرُقُ كانت باستدارةِ الخواتم
والمطرُ بالغَ الكثافةِ
كهذِهِ السماءِ المتساقطةِ دونَ ملائكةٍ
كظلالِ الصمتِ في تلكَ الرسائلْ.




لأنَّ الصباحَ فقدَ لهفَتَهُ
لأنَّني تجاوزتُ رغبتي
وأفرغتُ الكلامَ من كراكيبِهِ الكثيرة
لأنَّني بلا أصدقاء
قلبي وردةُ ظِلٍّ
جسدي شجرةُ غياب
لأنَّ الحبرَ ليسَ دمًا
لأنَّ صوري لا تشبهُني
والقمرَ المعلَّقَ في الخزانةِ لا يصلحُ قميصًا لروحي
لأنَّني أحْبَبْتُ بصدقٍ لا قيمةَ لَهُ على الإطلاقْ
وفقطْ حينَ انكسرتُ
أدركتُ حجمَ المأساةِ
لأنَّ هذه المدينةَ تذكِّرُني
بصوتِ امرأةٍ أعجزُ عن نسيانِ انكسارِها
لأنَّ اللهَ واحدٌ والموت لا يُحْصَى
ولأنَّنا لم نَعُدْ نتبادلُ الرسائلْ
يُحْدِثُ المطرُ
في الفراغِ الذي بينَ قطرةٍ وأخرى
هذا الدويَّ الهائل.




أعلمُ
أنَّ يدي
ليسَتْ مِطْرَقَةً
لكنَّني أحيانًا أتخيَّلُها
تنهالُ كغضبٍ بلا نهاية
مُهشِّمَةً رأسَ الفراغِ
حيثُ الدَّمْعُ الحبيس
والصرخةُ في المرآة.

ليسَتْ مزهريَّةً
ليجري في نسيجِها وريدُ وردةٍ
وتنمو في ماءِ جوفِها جذور.

ليسَتْ مُسَدَّسًا
كي تُصَوِّبَ على ثقبٍ في العتمةِ
فتُحَرِّرُ بإشارةٍ من إصبعِها عصفورًا بلمعانِ الرصاص.

أعلمُ أيضًا أنَّها ليسَتْ منديلاً
لكنَّني بينَ غيمةٍ وأخرى أحاولُ
أن أكفكفَ بحنانٍ رَطِبٍ في لمستِها
دموعَ مدينةٍ مأساتُها المطر.




ليسَتْ غيمةً زرقاء.
ليسَتْ قطراتٍ على الطريق.

دمعةٌ على خَدِّ تمثالٍ تعاستي
صرخةٌ أعمق من البئر:
ما دامَ الماءُ حياةً
فلماذا لا يتحوَّلُ المطرُ
إلى بشرٍ وبيوتٍ وبلاد؟.




أحلمُ أحيانًا بتحطيمِ الحوائطِ الحائمةِ كأشباحٍ من حولي
بإلقاءِ النافذةِ جُثَّةً من النافذة
بالركضِ بلا معطفٍ أو مظلَّة في طُرُقاتٍ عارية
بإذلالِهِ، هذا المطر، وَحْلاً تحتَ حذائي
بالصراخِ عاليًا
عاليًا
حيثُ تسخرُ من وجودي جمجمةُ القمر.




بيدٍ مرتعشةِ الظلال
أواربُ النافذةَ على رطوبةِ الليلِ
على أملِ نسمةٍ خضراء
لأجدَني، بلمسةٍ أبعدَ من السفرِ، على عتبةٍ أعرفُها:
أصابعي تديرُ مقبضَ بابٍ
تصافحُ غيمةً
تخلعُ معطفي
تعلِّقُهُ دمعةً على كتفِ كُرْسي
تمتدُّ إلى سيجارةٍ بطعمِ النعناعِ
في علبةٍ
في قاعِ حقيبتي
تُشعلُها
تختفي، مع الوجوهِ والجدران، في دخانِها
في ضبابِهِ
المقهى الذي يُشبِهُ عناقًا عابرًا
بينَ شارعيْن.




شجنُ الأغنياتِ القديمةِ لا يكفي
ليستعيدَ في أعماقيَ المطرُ أيقاعَهُ البعيدَ
ليعودَ
في معطفِ الماضي
بخطواتٍ تتراقصُ على السلالم
طفلاً خارجًا من بوَّابةِ المدرسةِ يركضُ
إلى أحضانِكِ يا مدينة.

أيُّها الوترُ المشدودُ من جِذْعِ قلبي حتَّى أقاصيَ الغاباتْ
أيَّتُها العصافيرُ العَطْشى، يا كلماتي
في الضبابِ أضَعْتُ موطئَ ظلِّي
كما يضيعُ عُمْرٌ، حُلُمٌ، حُبٌّ
وطنٌ من بين الأصابع
مثلما يسقطُ خاتمٌ في نهرٍ
مثلما ينكسِرُ فنجانٌ
أو إنسان.




كُلَّما انهمرَتْ من أغصانِها ورقةٌ
جفلَ ظلُّها كحصان.

الشجرةُ التي
تُدْرِكُ
العمقَ الحقيقيَّ
لجرحِ وجودِها.




لن يتبعَني النهرُ.
لن تصحبَني في الرحيلِ سحابة.

الغرفةُ الصفراءُ بينَ جدرانِها ستبقَى
المقهى في زاويتِهِ
الأشجارُ حيثُ جذورُها
العصافيرُ على الأسلاك
والقمرُ الذي من ورقٍ
لن يكونَ بوِسْعِي أن أضعَهُ رسالةً في جيبي.

لأنَّها لم تكن يومًا أشيائي.
لأنَّها أشياءُ المدينة.




المُهَرِّجونَ بمساحيقِهِمْ، دونَما ملامح
الملائكةُ الميِّتَةُ في الممرَّاتْ.
مقهى الماضي.
مُربَّعاتُ الأسمنتِ والمقاعد.
الموسيقى المائلةُ نحوَ بُكاءِ النافذة
موسمَ عصافير.
المرضُ. المستشفى. مشهدُ الألمِ المُتَكَرِّر في كُلِّ مَرَّةٍ.
الأبوابُ المُغْلقة.
دموعُنا المُرَّة على المقابض.
مريولُ المدرسةِ مُعلَّقًا من جناحيهِ المُمَزَّقيْن.
المومِساتُ المُعانقاتُ لمظلاَّتِهِنَّ
في صقيعِ الفجرِ
على أرصفةٍ بعيدة.
المعطفُ المبتلُّ كمنديلٍ.
المرأةُ التي كانَ شَعْرُها معَ الصفصافِ يضحكُ
ومعَ النجوم.
مكانُها المجهولُ في مقبرةٍ ما.
المُلصقاتُ المُهترئة على ما تبقَّى من جدران.
المدينةُ المهجورةُ
بمنازلٍها المُهدَّمة
وأطفالِها المُتفحِّمِينَ في الملاجئ.
الماءُ والمعدن، تلكَ المعادلة المستحيلة.
المطرُ: المطرقةُ والمسامير،
مرايانا المُهَشَّمَة.




عن أخطائهِمْ
عن خسائري
عن أشجارِ الدَّمْعِ وعصافير العَدَمْ
عن قمرٍ صغيرٍ من الصَلصالِ الأسود
عن المدينةِ المُبَعْثَرَةِ في مرايا المطر
عن آخرِ خرائطِها في خطوطِ كفِّي
تُحدِّثُني الأوراقُ
في حفيفٍ خافتٍ
لا يقودُ إلى أفُق.

كَمْ مِنْ قصيدةٍ
أهدرَها الخريفُ هكذا
على أرصفةِ الخوفِ والنسيان
مقابلَ مصطبةٍ شاغرة
وزجاجةِ نبيذ؟.




قبلَ أن أبْلُغَ الضفَّةَ الأخرى بلحظاتٍ
اسْتَدَرْتُ بنصفِ ظلِّي نحوَهُمْ:
المدرسةُ البعيدةُ أعلى المدينة
شارعُها الطويلُ كيومٍ ماطرٍ
شجرةُ اللَّوْزِ، صديقتي ذات الضحكات المتلألئة في الضباب
غابةُ العصافير الممتدَّة من سُورِ السَّرْوِ إلى أقصى السماء
المقهى ذو الواجهةِ الشاحبة
غُرفتي المطلَّة على دمعةِ نهرٍ
معطفي
منفضتي
مفاتيحُ روحي.

كنتُ على يقينٍ بأنَّني أراها لآخرِ مرَّة
كما تدركُ الطيورُ
أنَّ لا سعادةَ على وجهِ الأرض.




الآخرونَ دائمًا
بأحذيتِهِمْ الموحِلَةِ على صفحةِ روحي.

الأسماءُ، الأصواتُ، الوجوه.
المعاطفُ التي تعتمُ المعنى بعبورِها.
الظلالُ التي تُغَبِّشُ الكلماتْ.

الآخرون:
الكتابةُ السوداءُ على جلدي وجدراني.
كابوسُ المطرِ المُتكَرِّرْ.




أشْبُكُ رعشةَ أصابعي بيدِ الريحِ وأمضي
في ليلٍ عارٍ
كانت خطواتي
براعمَ نجومِهِ.

في الغابةِ السوداء
بيتُكَ الذي ليسَ القمرُ بابَهُ.

من سواهُ، البنفسج، تجاوزَ تلكَ العتبةَ العصيَّة؟

حتْمًا، ما كانت أحلامي لتُفْضِيَ إلى هُنا.

لعلَّني غَفَوْتُ على الطريقِ قليلاً.




كنتُ في أعماقي أبكي
دونَ أن يلحظَ انكساري أحدٌ
سواها.

كما لو أنَّ بيننا مطرًا
تفتَّحَتْ
كما لو أنَّها تبتسمُ
وأطمئنُّ.

أزهارُ المُخْمَلِ
في معطفِكْ.




أطْلَلْتُ بظِلِّي ثُمَّ برأسي ثُمَّ اندفعتُ بكُلِّ كلماتي.

لمَّا لَمَسْتَ اسمي
أخذَ يهطلُ بغزارةٍ
من السقفِ، من الأضواءِ، من يدِنا
المطرُ الذي يروي وردةَ الحكاية منذُ الأزل
قارئُ الغيبِ في كَفِّ الغيمةِ
كتابُنا الناصعُ حدَّ النسيان.




لمَّا لَمَسْتُ اسمَك
كانَ المشهدُ شِبْهَ مُنتَهٍ:
شَعْرُكَ يتساقطُ مع المطر
الصفصافُ يذرفُ آخرَ مراكبِهِ في النهرِ
في دمعتِنا.

رمادُ الحكايةِ لا يكفي لإشعالِ شمعةٍ
يدُنا لا تقوى على إسدالِ غروب.

نسمةٌ واحدة
وتطيرُ صفحةُ وجهِنا.




كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ
علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ
في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر.
هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟
وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا؟

حينَ اقتربتَ
كانَ القمرُ البرتقاليُّ قد انخفضَ كثيرًا على سورِ الحديقةِ
كادَ يلامسُ النخيلَ ونُعاسَ المصابيح
وكنتُ أعي تمامًا
أنَّ المطرَ
أقوى منِّي.




كانتِ الأمطارُ بصفحاتِها الناصعةِ تتوالى
كتابًا غادرتْهُ الكلماتُ
إلى حيثُ لا تطالُها أصابعُ
ولا يقوى على جَرْحِها
في صميمِ المعنى
موتُنا المتواصل.

كُنْتَ في غرفةٍ بعيدةٍ
على سريرٍ باردٍ تتألَّمُ
وقد تجاوزتِ الجراحُ مساحةَ الجلدِ
وبلغَ اليأسُ في خلاياك ذروتَهُ.

كُنْتُ على الجانبِ الآخر من العتمةِ
لا عودةَ لي ولا وصول
بعدَ أن أكلتِ العصافيرُ
خبزَ خطواتي.




شارعُ المطر بينَ نافذتِكَ وشبَّاكي. العصافيرُ ذاتُها على شرفتيْنا. الشمسُ نفسُها والنجوم. جارتُنا، تلكَ المدرسة. أطفالُها الجميلونَ كظلالِ الملائكة. الشجرةُ. الشرطيُّ. إشارةُ المرور. مقعدُكَ في المقهى. فنجانُك. نظَّارتُك. قميصُك. فضاءُ الفرحِ في ضحكتِك. الرسائلُ القليلةُ التي بيننا. محبَّتُنا بأبوابِها الكثيرة.
المدينةُ الأخرى.
مكانُنا.




بقدرِ ما حَلُمْتُ بالصحوِ وأقواسِ قُزَحِ
كانتِ الأمطارُ غزيرةً
وأحضانُهُمْ شائكة.

الوردةُ إبنةُ الوَحْلِ.
بينَ الدودةِ والرماد، فراشةٌ عابرة.

كنتُ أجملَ ممَّا ينبغي رُبَّما
فرفضَتْني الفكرة
وكرهَتْني الكائناتُ.




"مَنْ بعثرَ ملامحي
دموعًا
على رصيف؟
مَنْ مِنَّا
خذلَ الآخر؟"

تسألُني الغيمةُ
ذاويةً
بلا وجهٍ
بلا إجابة.




في الشوارعِ التي تشبهُ الرغباتِ القديمة
بينَ البيوتِ والبناياتِ المائلة
حولَ سورِ الحديقةِ عبرَ الضباب
معَ ضوءِ المصابيح الأزرقْ
خطواتي خيطُ أسى
كأنَّما الأمطار تسيلُ بي حينَ أسيرُ
كأنَّها دَمْعُ حذائي.




بظِلِّ معطفي
أكسو الأشجارَ وأعرِّيها
كأنَّني فصولُها العابرةُ تحتَ المطرِ سريعًا
كأنَّها مرآةُ رغباتي.

هل يُعْقَلُ
أن يكونَ للوردةِ ثوبٌ واحدٌ فقطْ
فيما للريحِ
كُلُّ هذِهِ القُمْصان؟.




كُلَّما اشتدَّ المطرُ
تذكَّرْتُها
تلكَ الأيَّامُ الدافئةُ كالجلدِ
حيثُ الممرُّ المُشْمِسُ ومقاعدُنا الخضراءْ
حينَ كانتِ العصافيرُ تتجمَّعُ كالأطفالِ حولَنا
وضحكاتُنا أعلى من الأسوار.

أيَّامُنا التي
كُلَّما تذكَّرْتُها
اشتدَّ المطر.




خذلتْني الأبوابُ
فاحتميْتُ بالأشجار
إلى أن غادرتْني ظلالُها.

الخطأُ ذاتُهُ.
الخلاءُ ثانيةً.
الخيبةُ الأعمق من الغفران.

ماذا أُسمِّي الفراغَ الذي
بينَ شاهدِ قبري
وشهادةِ ميلادي؟.




سورُ الثلاثينْ
بأحجارِهِ التي
من طيني ومن دموعي:
الصورُ والكلمات.
المشاهدُ المحذوفةُ أيضًا.
الحجراتُ، فراغُ الأعماقِ.
المقاهي الكثيرةُ والمقعدُ الوحيد.
تلكَ الحقيبة، ذلكَ المعطف.
الأبُ الغائبُ.
المرأةُ المجهولةُ في طفولتي السوداء، أُمِّي.
شجرةُ العائلةِ العارية كهيكلٍ عظميّ.
غابةُ الأصدقاءِ البعيدة.
قصصُ العشقِ ذاتَ الأبوابِ الحزينةِ دائمًا.
رسائلُنا.
الأمكنةُ والمراحلُ والآخرون.
حياتي، تحتَ المطرِ، حائطٌ.

هل من عقابٍ
أقسى من الزمنِ؟.




سُورٌ بقامةِ العتمة
تحفُّهُ إثرَ عبورِها الغيومُ
ليعلو بعزلتِهِ بلا أشجارٍ
بدموعي المعلَّقة لوحاتٍ مائيَّة تسيلُ بألوانِها على أحجارِهِ.

في ظلِّهِ فقدْتُ ظلِّي
هُناكَ حيثُ البوَّابةُ السوداء
والحارسُ الوحيدُ ذو العينِ الواحدة
هُنا حيثُ البئرُ بيتي
حيثُ المطرُ جمالٌ دونَما جدْوَى.




إلى أينَ تذهبُ الشوارعُ في مثلِ هذا الليلِ الطويل
طريقًا ترسمُ خطواتِهِ الأمطارُ وتمحوها؟

رغمَ المسافاتِ التي قطعْناها
رغمَ أعضائنا التي تقطَّعَتْ مع الأشجار
ما زالَ البحرُ بعيدًا يا كلماتي.

أقصى من الصرخة.
أقسى من الأنين.

يدي على ضِفَّةٍ
ظِلُّها على الأخرى
والنهرُ بيننا يرتجفُ في جريانِهِ
لمسةً لن تكونْ.




اختبأتُ خلفَ الجدران
وراءَ الأبوابِ الدامعة
في ظلالِ النوافذ والأشجار والغيوم
داخلَ البئروالحَبْلُ متكوِّمٌ كثُعْبانٍ في حضني
لكنَّ التعاسةَ طالتْني في عظامي.

يدُها تعرفُ موضعَ الألم
ومكانَ شمعتي.





لم يَعُدْ يُجْدِي أسفٌ.

ما مضى
لن يُستعادْ
والقليلُ الذي تبقَّى
لا يستحقُّ عناءَ الخطواتِ.

يا قلبي العاطل عن العالم
أيُّها المعطوبُ بعشقِ مدينةٍ كانت
عبثًا حلُمْنا وحاولْنا وأحببْناها.

الرسائلُ لم تَصِلْ
والمطرُ يمحو ملامحَنا.




"الوداع"
يا لِوَقْعِها
حين تُذْرَفُ هكذا
فاصلةً بينَ فراغينِ
في سياقِ المطر.



[/align][/cell][/table1][/align]
 

حارس الغابه

كاتب جيد
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

هذه انتي دائما تعطينا اجمل الاشعار واجمل
ما بجعبتك
 

ترانيم العشق

كبار الشخصيات
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

انتقاء رائع وجميل المعاني
دوما تتحفينا بالممتع والمفيد والجميل
سوست
مودتي
64.gif
 

روحs

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

..
كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ
علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ
في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر.
هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟
وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا؟
..
ممتعة هذه الكراكيب
سلمت يداك
لك أطيب التحايا
احترامي،،
 

شموخ رجل

كبار الشخصيات
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

اختيار جميل لهذه الكلمات الرائعة
اشكرك جزيل الشكر سويت
تحيتي واكثر ’،’
 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

هذه انتي دائما تعطينا اجمل الاشعار واجمل
ما بجعبتك

كلك زووء أخي ..

نورتني بمرورك الجميل وردك الأجمل ..

دمت بخير ..~

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

انتقاء رائع وجميل المعاني
دوما تتحفينا بالممتع والمفيد والجميل
سوست
مودتي
64.gif

مرورك هو الرآئع غآليتي ..

ألف شكر ع ردك العطر ..

كل الود لروحك ..~

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

..
كنتُ أهربُ بدموعي نحوَ زُجاجِ النوافذ
علَّني خارجَ اللحظةِ أراكَ
في انعكاسٍ يضيءُ وجهَنا الآخر.
هل الحُبُّ، حقًّا، شرطُ الشقاء؟
وهل الأعماقُ، وحدَها، تُحَدِّدُ سقفَ محبَّتِنا؟
..
ممتعة هذه الكراكيب
سلمت يداك
لك أطيب التحايا
احترامي،،
ويدآك ِ ..

نورتي متصفحي بتوآجدك ِ غآليتي ..

دمت ِ بود..~

 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

اختيار جميل لهذه الكلمات الرائعة
اشكرك جزيل الشكر سويت
تحيتي واكثر ’،’

العفو أخي شموخ ..

جزيل شكري وامتنآني ع توآجدك الدآئم ..

دمت بخير ..~

 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ

ما مضى
لن يُستعادْ
والقليلُ الذي تبقَّى
لا يستحقُّ عناءَ الخطواتِ.



كرآكيب منتقاة بكل عناية فائقة
جميل ان نجد كلمات ساجرة معبرة
نقرأها
كوني بخير عزيزتي
47.gif


 

ترانيم الأمل

كاتب جيد جدا
رد: كَرَاكِيْبَ الْكَلَامِ لِـ سُوْزَانِ عَلَيْوَانْ



كرآكيب منتقاة بكل عناية فائقة
جميل ان نجد كلمات ساجرة معبرة
نقرأها
كوني بخير عزيزتي
47.gif



أسعدتيني بمرورك الجميل غآليتي ..

كوني بالقرب
دوماً ..~


kcQ29946.gif

 

مواضيع مماثلة

أعلى