بدم بارد: سفاح كوري قتل اكثر من 100 شخص وعشرات الكلاب!
السفاح يويونغ شيول
أثناء تأديته لعقوبة السرقة والاغتصاب، درس (يونغ) حياة وأسلوب السفاح (جيونغ دو يونغ) في ارتكاب الجرائم، فقد ارتكب الأخير جرائم قتل بشعة في مدينتي بوسان وأولسان على وجه الخصوص وغيرها من المدن في مقاطعة (جيونغنام) خلال الفترة من حزيران 1999 إلى نيسان 2000، ودأب هذا السفاح على قتل ضحاياه في وضح النهار، كان يدخل إلى البيوت ويعيث فسادا، ويقتل كل من يواجهه دون رحمة، وقد اعترف في التحقيقات التي أجريت عقب القبض عليه، بأنه يهوى سرقة منازل الأثرياء المزودة بكاميرات الأمن.
بدأ السفاح (جيونج) جرائمه بسرقة (13) منزلا، وقتل تسعة أشخاص، معظمهم من كبار السن، وكانت حصيلة مسروقاته حوالي مئة ألف دولار أميركي، قرأ (يونغ) قصة (جيونغ) جيدا حتى تخمرت في عقله الطائش، وتولد لديه شعور بالدونية تجاه الأثرياء وتجاه المجتمع الكوري، وكان يظن أن هذا المجتمع قد تسبب في انحرافه ودخوله السجن وتعاسته، وقطع عهدا على نفسه بتأديب أفراده تماما كالكلاب الضالة، وبدأ يضع خططا لقتل مائة شخص على الأقل.
يدخل إلى الكنائس ويرصد المنازل ويراقبها ثم يقتحمها ويقتل من فيها بأعصاب باردة وبطريقة بشعة.وتشير الإحصاءات في كوريا الجنوبية اعتبارا من عام 2003م إلى أن %50.6 من الكوريين الجنوبيين هم من المسيحيين المتدينين، وتكاد ترى في كل منطقة سكنية صغيرة كنائس تتوهج فيها المصابيح ولمبات النيون الحمراء الزاهية.القتل احترافاًفي صباح يوم 24 سبتمبر 2003 استقل (يونغ) قطار المترو إلى محطة (ابيجونغ دونغ) وهي منطقة يقطنها أثرياء مدينة سول، بدأ يتسكع في شوارع حي (سينسا) بحثا عن كنيسة ليصعد إليها ويرصد بيتا ليقتحمه.
وبالفعل اختار منزلا يسهل الدخول إليه دون مشقة، والمنازل في كوريا الجنوبية تتشابه إلى حد كبير فمعظمها يتكون من طابقين، بأسوار قصيرة وحدائق بسيطة زرعت فيها أشجار (بونساي). وتوضع نباتات للزينة في أصص جميلة ببوابة مزخرفة من ضلفتين في أغلب الأحيان ويتوسط الحديقة ممر صغير يقود إلى داخل المنزل.
كان المنزل الذي هَمّ بدخوله يقع على شارع فرعي وبه حديقة صغيرة ولا يوجد به نظام أمني، وقد بدا واضحا أن من يسكنه من كبار السن، قام بمراقبة المنزل لمدة عشر دقائق، وعندما اطمأن قلبه ارتدى قفازات كان قد جلبها معه، وتسلق السور الخلفي ودخل عن طريق الباب الداخلي الأمامي، متسلحا بمطرقته التي صنعها بنفسه، وسكينا حادة بطول ست بوصات.
كان يعود الى منزله كأن شيئا لم يحدث
المطرقة سلاح السفاحفي يوم 9 أكتوبر استقل (يونغ) المترو إلى محطة (بولجوانغ) ثم استقل سيارة أجرة إلى نفق آخر ومشى راجلا حتى وجد كنيسة، ومن داخلها رصد منزلا جميلا لا يسكنه إلا ثري، بإلقاء نظرة ثاقبة اكتشف أن المنزل يخلو من وسائل الأمان والحماية، تسلق السور ثم ارتدى القفازات، ونزل إلى الداخل، وتسلل في هدوء يحمل مطرقته في يده.
في تلك اللحظة سمعت الجدة (كانغ) صرير الباب الأمامي وكأن شخصا يريد الدخول إليه، كانت خارجة من الحمام لتوها، فجاءت لمعرفة من يريد الدخول، تفاجأت بالسفاح في وجهها، وقبل أن تخرج صرختها الأخيرة ضربها بالمطرقة عدة مرات على رأسها، لم تتحمل سنواتها الـ(85) ضربات المطرقة فسقطت تسبح في دمائها، ثم جاءت الضحية التالية ولم يمهلها حتى تستوعب ما حدث وقام بركلها بقوة في بطنها برجله وسألها عن الأشخاص المتواجدين في المنزل، فأخبرته في ضعف بأن زوجها وابنها في الطابق الأعلى، بعدها قام بضربها بقوة بمطرقته حتى خرت صريعة، ثم صعد إلى الطابق العلوي، ووجد الابن البالغ من العمر 35 عاما وأجبره على الركوع ثم ضربه على رأسه لأكثر من ثماني مرات حتى فارق الحياة، وترك جثته على الدرج، وبحث عن صاحب المنزل لقتله لكنه لم يعثر عليه.
وكخبير ضليع في مسرح الجريمة بحث في أدلة يمكن أن تستفيد منها الشرطة، وقام بطمسها، وبعد تأكده من أن ضحاياه قد فارقوا الحياة نظف أقدامه بمنشفة وعاد إلى محطة مترو الأنفاق ومنها إلى منزله مستقلا سيارة أجرى.في يوم 16 تشرين الاول، اختار أكثر المناطق ثراء في (سول)، ارتدى قفازا ثم دخل إلى أحد المنازل في الساعة الواحدة ظهرا، وباقترابه من الباب الأمامي، جاءت السيدة (يو)، 69 عاما وهي زوجة مليونير لأخذ البريد من الصندوق، أمسكها (يونغ) مهددا بالسكين وقام بسحبها إلى الحمام وضربها عدة مرات على رأسها، ثم صعد إلى غرفة النوم الرئيسة وبعثر أغراضها لتمويه الشرطة، نظف آثار الدماء ثم غادر المنزل.
اخيرا.. وقع في ايدي الشرطة
وكعادته عقب كل جريمة يبحث عن أية مخلفات قد تقود الشرطة إليه، كانت الدماء تنتشر في كل مكان دمائه التي نزفت من يده ودماء الضحايا.. ارتبك واحتار!! ماذا يفعل!!؟ قام شيطانه بالمهمة وأوعز إليه بإشعال النيران في كل شيء والخروج بسرعة، أضرم النار وخرج وظل يراقب المنزل من مسافة بعيدة لمدة ثلاثين دقيقة، لم تظهر خلالها أدخنة أو ألسنة لهب مما زاد في حيرته وارتباكه. والحقيقة أن النار لم تشب في المنزل، لأن امرأة جارة قد قامت باللازم، هذا الأمر جعله عصبيا إلى حد بعيد ولم يعد يتذكر إذا استقل حافلة أو سيارة أجرة، ولا يعرف إذا ترك وراءه بصمات أو تم التقاط صوره عبر كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة.