عبدالحي عداربه
كاتب جيد جدا
- إنضم
- 12 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 1,124
- النقاط
- 881
بسم الله الرحمن الرحيم
والصمود الأسطوري
في غزة العزة
يثبت بلا شك
النهاية والزوال الحتمي لإسرآئيل
وكما تقول كتبهم المقدسة
أن الصهاينة
سيباعون عبيد وإيماء في مصر
ولكن ليس هناك من يشتري
لأنهم يحملون في قلوبهم الحقد والكراهية
وتحمل أجسادهم الأمراض والإيدز
معركة الكرامة على أسوار القدس
على بعد 20كم
وفي منطقة يرقد في ثراها
30 ألف صحابي من صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي
احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية.
وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور
مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف.
فتصدت لها قوات الجيش العربي الأردني على طول جبهة القتال
من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.
وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات العربية الأردنية بالاشتراك
مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان تلك المنطقة
في قتال شرس بالسلاح الأبيض ضد الجيش الإسرائيلي
في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة.
واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليين
إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم
ولأول مرة
خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم.
وتمكن الجيش الاردني في هذه المعركة
من تحقيق النصر والحيلولة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها.
********
بدأ الهجوم الإسرائيلي فجراً
وطلبت قيادة الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار ظهراً
وأجبر الجيش على الانسحاب غير المنظيم من الأراضي الأردنية مساءً
اغلب خسائر الجيش الاسرائيلي في الارواح
قتلي بالسلاح الابيض
على يد القوات الأردنية المشتركة مع الفدائيين
!
!!!
!!!!!!
الكتابة عن تاريخ الوطن
والصفحات المشرقة , واجب شرعي وضرورة نهضوية .
ومعركة الكرامة الخالدة
جزء من تاريخ الوطن الحضاري
تجسدت فيه روح الجهاد والمقاومة , والدفاع عن الحق حتى الإستشهاد
فكان النصر الحاسم على أيدي الرجال الأوفياء لدينهم ولامتهم ووطنهم
بعد أن تجرعت الأمة مرارة الهزيمة والنكسة في حزيران عام 1967
يوم الكرامة الخالد21|3|1968
ينير لنا معالم الطريق
نحو المجد والشرف والرفعة والسؤدد
ويوم الكرامة في تاريخنا
يتطلب منا التكريم والتبجيل والحب
أعاد للأمة أمجادها وثقتها بنفسها
************************
معركة الكرامة
بما مثلته من انعطاف كبير في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي
وبما مثلته من نقلة نوعية في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر
وواحدة من اعظم المنازلات التي تجلت فيها عزيمة
الجندي الأردني العربي المسلم
وتصميمه على الشهادة دون أرضة وامتة .
بسم الله الرحمن الرحيم
::
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(169)
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(170)
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
(171)
::
صدق الله العظيم
***
المقاومة المسلحة
كتبت بدمائها
صفحات مجد وفخار في سفر التاريخ العسكري
التنسيق المنظم والإعداد المسبق
والطاعة والانظباطية والاحتراف والتميز
عناصر حققت الانتصار
(
ويمكن القول إن معركة الكرامة
كانت المعركة التي لم ينتصر
فيها الجندي العربي (المسلم)
على الجندي الاسرائيلي فحسب
بل كانت أهم من ذلك
وهي أن المواطن العربي والإسلامي انتصر
على عوامل اليأس التي كانت تقتلة
)
*********
في معركة الكرامة
العدو بطريقة الغدر دخل هذه البلدة
وهدم معظم بيوتها وأماكن العبادة فيها
والمدارس وأسواقها
وخلت البلدة من السكان إلا القليل
حيث نزح غالبيتهم إلى مخيم البقعة
**********
وفي نهاية عشرين آذار عرف الأردنيون
إسرائيل حشدت فرقة مدرعة في منطقة أريحا- الجفتلك
وتمكنت الاستخبارات الأردنية
من معرفة عناصر ووحدات إسرائيلية من اللواء المدرع السابع
واللواء 60 ولواء المظلين35 ولواء المشاة
وكتيبة الهندسة وخمس كتائب مدفعية
مسلحة بمدافع 105ملم ,155ملم.
**********
التحضيرات الأردنية
في 18 آذار فرقة المشاة الأولى
تتمركز شرقي النهر ما بين جسر دامية والبحر الميت
أوقفت كل التدريبات
وتم توزيع الأسلحة المضادة للدبابات
لتغطي كل المقتربات والنقاط
والتي من المحتمل أن تعبرها الدبابات المعادية.
ووحدة من الفدائيين كانت تتمركز في وحول الكرامة
أما توزيع باقي القوات فكان على الشكل التالي
لواء مشاة تم نشرة في منطقة داميا-العارضة
لواء مشاة لتغطية جسر الملك حسين
في منطقة الكرامة ووادي شعيب
لواء مشاة في ناعور لتغطية جسر الملك عبدا لله
أما قوات الاحتياط
فقد تشكلت
من دبابة واحدة (اقل من فصيل)
تمركزت في السفوح الشرقية
من شونة نمرين تحت مدينة السلط.
الاقتحام
بدأت العملية
الساعة 5:30 يوم 21 آذار 1968
بهجوم إسرائيلي مكثف على الجسور الثلاثة
وتمكنت القوات الإسرائيلية الرئيسية
من الاندفاع عبر جسر الملك حسين
وكانت تتقدم نحو شونة نمرين
في الساعة 6:30 بينما أنزلت 15 طائرة هيلو كبتر
كتيبة من القوات الهابطة إلى الشمال الشرقي بقليل من الكرامة
وتم مشاغلة هذه القوات فورا من قوات محلية و من الفدائيين.
والى الغرب قليلا من ( الشونة)
توزعت القوات الإسرائيلية
في ثلاث اتجاهات
من جسر الملك حسين.
سرية أو اكثر اتجهت شمالا
نحو الكرامة لتتصل مع القوات الهابطة هناك
بعض المشاة والدبابات و كتيبة مشاة وكتيبة دبابات
تقدمت شرقا وعبر بلدة الشونة
لإغلاق طريق السلط
وقوات صغيرة أخرى
من كتيبة مشاة معززة اتجهت جنوبا
لمساعدة قوات جسر الملك عبدالله
التي لم تستطع عبور الجسر في تلك المنطقة
وتم بناء جسور عبور إضافية لعبور قوات العدو
وعندما بدا المهندسون عملية بناء جسر جديد
تقدمت الدبابات والمشاة الإسرائيلية
نحو الشرق إلى المثلث المصري
ومن ثم اتجهت جنوبا نحو الكرامة.
وبينما كل هذه العمليات تجري
كانت المقاتلات الإسرائيلية
تقصف وبعنف
مواقع المدفعية الاردنية
ومواقع القيادات والمواقع الدفاعية في الخط الأمامي
وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدمت المدفعية الأردنية
نار إسناد رائعة لكل وحدات فرقة اللواء حديثة
******
الاسرائلين وصلوا إلى ذروة تقدمهم
تمكنت قوات دامية من الاستيلاء على المثلث المصري
لكن تقدمها نحو الشمال أوقفته القوات الأردنية
من الفرقة الأولى الأردنية.
وبعد إن تكبدت القوات الهابطة في الكرامة خسائر فادحة
تمكنوا من الاتصال بقوات غونين الشمالية من جسر الملك حسين
والتي وصلت إلى الكرامة.
وهذه القوات المجحفلة
دخلت في اشتباك عنيف في بلدة الكرامة
مع القوات المشتركة مع الفدآئييين
***********
تقييم المعركة
طلبت إسرآئيل وقف إطلاق النار ظهراً
والإنسحاب الفوري
وأنى لهم ذلك
......
مع بداية المساء
ومع ادراك الاسرائيلين
إنهم أمام إرادة جهادية وتضحية
لم يسبق لها مثيل في الصراع
بدات عملية الاخلاء للمواقع
******
خسائر القوات الإسرائيلية :
قتل من الأسرائليين 250 جنديا
وجرح 450 في اقل من 15 ساعة.
تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27
دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة
و 19 سيارة شحن وسقوط طائرة.
وقد عرض الأردن معظم هذه الخسائر الإسرائيلية
أمام الملأ في الساحة الهاشمية في قلب العاصمة عمان
********
خسائر القوات المسلحة الأردنية :
عدد الشهداء 87 جندياً.
عدد الجرحى 108 جريحاً.
تدمير 13 دبابة.
تدمير 39 آلية مختلفة
الفدائيين
100 شهيد
100جريح
**********************
انتهت المعركة وفشل الجيش الإسرائيلي
في تحقيق أي من الأهداف
التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها
وعلى جميع المقتربات
وأثبت العسكري الأردني العربي المسلم
قدرته على تجاوز الأزمات السياسية
وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية
وتصميم وإرادة على تحقيق النصر.
وقد أثبتت الوثائق التي تركها القادة الإسرائيليين في ساحة القتال
أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن
وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء في مدينة السلط الأردنية.
الإعداد المعنوي:
جسدت هذه المعركة أهمية الإعداد المعنوي للجيش
فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها
خصوصاً وأن جميع أفراده كانوا تواقين
لمسح سمة الهزيمة في حرب 1967
التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال .
الاستخبارات العسكرية:
أبرزت المعركة حسن التخطيط
والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي.
مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات
إذ لم ينجح الإسرائيليون تحقيق عنصر المفاجأة
نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية
والتي كانت تراقب الموقف عن كثب
وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص أولا بأول
حيث توقعوا الاعتداء الإسرائيلي وحجمه
مما أعطى فرصة للاستعدد الصحيح.
الغطاء الجوي:
برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض
حيث أجاد جنود الجيش العربي الأردني
الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة
وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم
وإمكانية التحصين والتستر الجيدين
بعكس الجيش الإسرائيلي الذي هاجم بشكل كثيف
دون معرفة بطبيعة المنطقة
معتمدا على غطائه الجوي.
كما أن التخطيط السليم والتنسيق التام
بين جميع وحدات الجيش والفدائيين الشعب
وأسلحته المختلفة والالتحام المباشر
عطلا تماما ميزة الغطاء الجوي الإسرائيلي.
**********
بعض ردود الفعل المحلية والعالمية
قالت صحيفة نيوزويك الأمريكية بعد معركة الكرامة:
"
لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم
وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي
".
******
قال حاييم بارليف
رئيس الاركان الإسرائيلي في حديث له
(
إسرائيل
فقدت في هجومها الأخير على الأردن
آليات عسكرية
تعادل ثلاثة أضعاف
ما فقدته في حرب حزيران.
)
**********
وقال عضو الكنيست (توفيق طوني)
لقد برهنت العملية من جديد أن
حرب الايام الستة
لم تحقق شيئاً ولم تحسم
النزاع العربي الإسرائيلي.
***********
وصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية
المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد
لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله:
(
لقد شاهدت
قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي
لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل
لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية
ما عدا اثنتين فقط.
)
****
قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين
وهو المارشال جريشكو
رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية في تلك الفترة:
لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية.
****قال الفريق
مشهور حديثة الجازي:
(قائد معركة الكرامة)
وهنا أقول بكل فخر
أنني استطعت تجاوز الخلاف
الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية
فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة
تحت شعار:
كل البنادق ضد إسرائيل
فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة.
************
الحادي والعشرين من آذار لعام 1968م
أضفت على التاريخ العربي والإسلامي
صفحة ناصعة من صفحات البطولة والفداء .
ولئن فكر اليائسون
بان قوى البغي والعدوان
قد أثبتت وجودها في قلب الوطن العربي بفلسطين
فأن دماء الشهداء
التي روت ارض الكرامة والشونة في أردن الصمود
ودحرها لقوات العصابات الصهيونية
لاكبر دليل على مدى سخف هذا التفكير
فحيا الله أردننا الصامد والف رحمة لشهدائنا الأبرار ...
****
والصمود الأسطوري
في غزة العزة
يثبت بلا شك
النهاية والزوال الحتمي لإسرآئيل
وكما تقول كتبهم المقدسة
أن الصهاينة
سيباعون عبيد وإيماء في مصر
ولكن ليس هناك من يشتري
لأنهم يحملون في قلوبهم الحقد والكراهية
وتحمل أجسادهم الأمراض والإيدز
*****
قال الله تعالى
::
وَلَقَدْ كَتَبْنَا
فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
(105)
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ
(106)
::
والصمود الأسطوري
في غزة العزة
يثبت بلا شك
النهاية والزوال الحتمي لإسرآئيل
وكما تقول كتبهم المقدسة
أن الصهاينة
سيباعون عبيد وإيماء في مصر
ولكن ليس هناك من يشتري
لأنهم يحملون في قلوبهم الحقد والكراهية
وتحمل أجسادهم الأمراض والإيدز
معركة الكرامة على أسوار القدس
على بعد 20كم
وفي منطقة يرقد في ثراها
30 ألف صحابي من صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي
احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية.
وقد عبرت النهر فعلاً من عدة محاور
مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف.
فتصدت لها قوات الجيش العربي الأردني على طول جبهة القتال
من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.
وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات العربية الأردنية بالاشتراك
مع الفدائيين الفلسطينيين وسكان تلك المنطقة
في قتال شرس بالسلاح الأبيض ضد الجيش الإسرائيلي
في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة.
واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليين
إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم
ولأول مرة
خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم.
وتمكن الجيش الاردني في هذه المعركة
من تحقيق النصر والحيلولة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها.
********
بدأ الهجوم الإسرائيلي فجراً
وطلبت قيادة الجيش الإسرائيلي وقف إطلاق النار ظهراً
وأجبر الجيش على الانسحاب غير المنظيم من الأراضي الأردنية مساءً
اغلب خسائر الجيش الاسرائيلي في الارواح
قتلي بالسلاح الابيض
على يد القوات الأردنية المشتركة مع الفدائيين
!
!!!
!!!!!!
الكتابة عن تاريخ الوطن
والصفحات المشرقة , واجب شرعي وضرورة نهضوية .
ومعركة الكرامة الخالدة
جزء من تاريخ الوطن الحضاري
تجسدت فيه روح الجهاد والمقاومة , والدفاع عن الحق حتى الإستشهاد
فكان النصر الحاسم على أيدي الرجال الأوفياء لدينهم ولامتهم ووطنهم
بعد أن تجرعت الأمة مرارة الهزيمة والنكسة في حزيران عام 1967
يوم الكرامة الخالد21|3|1968
ينير لنا معالم الطريق
نحو المجد والشرف والرفعة والسؤدد
ويوم الكرامة في تاريخنا
يتطلب منا التكريم والتبجيل والحب
أعاد للأمة أمجادها وثقتها بنفسها
************************
معركة الكرامة
بما مثلته من انعطاف كبير في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي
وبما مثلته من نقلة نوعية في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر
وواحدة من اعظم المنازلات التي تجلت فيها عزيمة
الجندي الأردني العربي المسلم
وتصميمه على الشهادة دون أرضة وامتة .
بسم الله الرحمن الرحيم
::
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
(169)
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ
أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
(170)
يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ
(171)
::
صدق الله العظيم
***
المقاومة المسلحة
كتبت بدمائها
صفحات مجد وفخار في سفر التاريخ العسكري
التنسيق المنظم والإعداد المسبق
والطاعة والانظباطية والاحتراف والتميز
عناصر حققت الانتصار
(
ويمكن القول إن معركة الكرامة
كانت المعركة التي لم ينتصر
فيها الجندي العربي (المسلم)
على الجندي الاسرائيلي فحسب
بل كانت أهم من ذلك
وهي أن المواطن العربي والإسلامي انتصر
على عوامل اليأس التي كانت تقتلة
)
*********
في معركة الكرامة
العدو بطريقة الغدر دخل هذه البلدة
وهدم معظم بيوتها وأماكن العبادة فيها
والمدارس وأسواقها
وخلت البلدة من السكان إلا القليل
حيث نزح غالبيتهم إلى مخيم البقعة
**********
وفي نهاية عشرين آذار عرف الأردنيون
إسرائيل حشدت فرقة مدرعة في منطقة أريحا- الجفتلك
وتمكنت الاستخبارات الأردنية
من معرفة عناصر ووحدات إسرائيلية من اللواء المدرع السابع
واللواء 60 ولواء المظلين35 ولواء المشاة
وكتيبة الهندسة وخمس كتائب مدفعية
مسلحة بمدافع 105ملم ,155ملم.
**********
التحضيرات الأردنية
في 18 آذار فرقة المشاة الأولى
تتمركز شرقي النهر ما بين جسر دامية والبحر الميت
أوقفت كل التدريبات
وتم توزيع الأسلحة المضادة للدبابات
لتغطي كل المقتربات والنقاط
والتي من المحتمل أن تعبرها الدبابات المعادية.
ووحدة من الفدائيين كانت تتمركز في وحول الكرامة
أما توزيع باقي القوات فكان على الشكل التالي
لواء مشاة تم نشرة في منطقة داميا-العارضة
لواء مشاة لتغطية جسر الملك حسين
في منطقة الكرامة ووادي شعيب
لواء مشاة في ناعور لتغطية جسر الملك عبدا لله
أما قوات الاحتياط
فقد تشكلت
من دبابة واحدة (اقل من فصيل)
تمركزت في السفوح الشرقية
من شونة نمرين تحت مدينة السلط.
الاقتحام
بدأت العملية
الساعة 5:30 يوم 21 آذار 1968
بهجوم إسرائيلي مكثف على الجسور الثلاثة
وتمكنت القوات الإسرائيلية الرئيسية
من الاندفاع عبر جسر الملك حسين
وكانت تتقدم نحو شونة نمرين
في الساعة 6:30 بينما أنزلت 15 طائرة هيلو كبتر
كتيبة من القوات الهابطة إلى الشمال الشرقي بقليل من الكرامة
وتم مشاغلة هذه القوات فورا من قوات محلية و من الفدائيين.
والى الغرب قليلا من ( الشونة)
توزعت القوات الإسرائيلية
في ثلاث اتجاهات
من جسر الملك حسين.
سرية أو اكثر اتجهت شمالا
نحو الكرامة لتتصل مع القوات الهابطة هناك
بعض المشاة والدبابات و كتيبة مشاة وكتيبة دبابات
تقدمت شرقا وعبر بلدة الشونة
لإغلاق طريق السلط
وقوات صغيرة أخرى
من كتيبة مشاة معززة اتجهت جنوبا
لمساعدة قوات جسر الملك عبدالله
التي لم تستطع عبور الجسر في تلك المنطقة
وتم بناء جسور عبور إضافية لعبور قوات العدو
وعندما بدا المهندسون عملية بناء جسر جديد
تقدمت الدبابات والمشاة الإسرائيلية
نحو الشرق إلى المثلث المصري
ومن ثم اتجهت جنوبا نحو الكرامة.
وبينما كل هذه العمليات تجري
كانت المقاتلات الإسرائيلية
تقصف وبعنف
مواقع المدفعية الاردنية
ومواقع القيادات والمواقع الدفاعية في الخط الأمامي
وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدمت المدفعية الأردنية
نار إسناد رائعة لكل وحدات فرقة اللواء حديثة
******
الاسرائلين وصلوا إلى ذروة تقدمهم
تمكنت قوات دامية من الاستيلاء على المثلث المصري
لكن تقدمها نحو الشمال أوقفته القوات الأردنية
من الفرقة الأولى الأردنية.
وبعد إن تكبدت القوات الهابطة في الكرامة خسائر فادحة
تمكنوا من الاتصال بقوات غونين الشمالية من جسر الملك حسين
والتي وصلت إلى الكرامة.
وهذه القوات المجحفلة
دخلت في اشتباك عنيف في بلدة الكرامة
مع القوات المشتركة مع الفدآئييين
***********
تقييم المعركة
طلبت إسرآئيل وقف إطلاق النار ظهراً
والإنسحاب الفوري
وأنى لهم ذلك
......
مع بداية المساء
ومع ادراك الاسرائيلين
إنهم أمام إرادة جهادية وتضحية
لم يسبق لها مثيل في الصراع
بدات عملية الاخلاء للمواقع
******
خسائر القوات الإسرائيلية :
قتل من الأسرائليين 250 جنديا
وجرح 450 في اقل من 15 ساعة.
تدمير 88 آلية وهي عبارة عن 27
دبابة و 18 ناقلة و 24 سيارة مسلحة
و 19 سيارة شحن وسقوط طائرة.
وقد عرض الأردن معظم هذه الخسائر الإسرائيلية
أمام الملأ في الساحة الهاشمية في قلب العاصمة عمان
********
خسائر القوات المسلحة الأردنية :
عدد الشهداء 87 جندياً.
عدد الجرحى 108 جريحاً.
تدمير 13 دبابة.
تدمير 39 آلية مختلفة
الفدائيين
100 شهيد
100جريح
**********************
انتهت المعركة وفشل الجيش الإسرائيلي
في تحقيق أي من الأهداف
التي قام بهذه العملية العسكرية من أجلها
وعلى جميع المقتربات
وأثبت العسكري الأردني العربي المسلم
قدرته على تجاوز الأزمات السياسية
وقدرته على الثبات وإبقاء روح قتالية عالية
وتصميم وإرادة على تحقيق النصر.
وقد أثبتت الوثائق التي تركها القادة الإسرائيليين في ساحة القتال
أن هذه العملية تهدف إلى احتلال المرتفعات الشرقية لوادي الأردن
وأنه تمت دعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء في مدينة السلط الأردنية.
الإعداد المعنوي:
جسدت هذه المعركة أهمية الإعداد المعنوي للجيش
فمعنويات الجيش العربي كانت في أوجها
خصوصاً وأن جميع أفراده كانوا تواقين
لمسح سمة الهزيمة في حرب 1967
التي لم تسنح لكثيرين منهم فرصة القتال .
الاستخبارات العسكرية:
أبرزت المعركة حسن التخطيط
والتحضير والتنفيذ الجيد لدى الجيش العربي.
مثلما أبرزت أهمية الاستخبارات
إذ لم ينجح الإسرائيليون تحقيق عنصر المفاجأة
نظراً لقوة الاستخبارات العسكرية الأردنية
والتي كانت تراقب الموقف عن كثب
وتبعث بالتقارير لذوي الاختصاص أولا بأول
حيث توقعوا الاعتداء الإسرائيلي وحجمه
مما أعطى فرصة للاستعدد الصحيح.
الغطاء الجوي:
برزت أهمية الاستخدام الصحيح للأرض
حيث أجاد جنود الجيش العربي الأردني
الاستخدام الجيد لطبيعة المنطقة
وحسب السلاح الذي يجب أن يستخدم
وإمكانية التحصين والتستر الجيدين
بعكس الجيش الإسرائيلي الذي هاجم بشكل كثيف
دون معرفة بطبيعة المنطقة
معتمدا على غطائه الجوي.
كما أن التخطيط السليم والتنسيق التام
بين جميع وحدات الجيش والفدائيين الشعب
وأسلحته المختلفة والالتحام المباشر
عطلا تماما ميزة الغطاء الجوي الإسرائيلي.
**********
بعض ردود الفعل المحلية والعالمية
قالت صحيفة نيوزويك الأمريكية بعد معركة الكرامة:
"
لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم
وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي
".
******
قال حاييم بارليف
رئيس الاركان الإسرائيلي في حديث له
(
إسرائيل
فقدت في هجومها الأخير على الأردن
آليات عسكرية
تعادل ثلاثة أضعاف
ما فقدته في حرب حزيران.
)
**********
وقال عضو الكنيست (توفيق طوني)
لقد برهنت العملية من جديد أن
حرب الايام الستة
لم تحقق شيئاً ولم تحسم
النزاع العربي الإسرائيلي.
***********
وصف قائد مجموعة القتال الإسرائيلية
المقدم (أهارون بيلد) المعركة فيما بعد
لجريدة دافار الإسرائيلية بقوله:
(
لقد شاهدت
قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي
لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل
لقد أصيبت معظم دباباتي في العملية
ما عدا اثنتين فقط.
)
****
قال أحد كبار القادة العسكريين العالميين
وهو المارشال جريشكو
رئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية في تلك الفترة:
لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية.
****قال الفريق
مشهور حديثة الجازي:
(قائد معركة الكرامة)
وهنا أقول بكل فخر
أنني استطعت تجاوز الخلاف
الذي كان ناشئا آنذاك بين الفدائيين والسلطة الأردنية
فقاتل الطرفان جنبا إلى جنب، وكقوة موحدة
تحت شعار:
كل البنادق ضد إسرائيل
فكانت النتيجة والحمد لله مشرفة.
************
الحادي والعشرين من آذار لعام 1968م
أضفت على التاريخ العربي والإسلامي
صفحة ناصعة من صفحات البطولة والفداء .
ولئن فكر اليائسون
بان قوى البغي والعدوان
قد أثبتت وجودها في قلب الوطن العربي بفلسطين
فأن دماء الشهداء
التي روت ارض الكرامة والشونة في أردن الصمود
ودحرها لقوات العصابات الصهيونية
لاكبر دليل على مدى سخف هذا التفكير
فحيا الله أردننا الصامد والف رحمة لشهدائنا الأبرار ...
****
والصمود الأسطوري
في غزة العزة
يثبت بلا شك
النهاية والزوال الحتمي لإسرآئيل
وكما تقول كتبهم المقدسة
أن الصهاينة
سيباعون عبيد وإيماء في مصر
ولكن ليس هناك من يشتري
لأنهم يحملون في قلوبهم الحقد والكراهية
وتحمل أجسادهم الأمراض والإيدز
*****
قال الله تعالى
::
وَلَقَدْ كَتَبْنَا
فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
(105)
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ
(106)
::