رحيق الزهور
الإدارة
- إنضم
- 21 فبراير 2008
- المشاركات
- 24,814
- النقاط
- 4,901
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:black;border:10px groove red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
على الرغم من ان تلك الايام حملت في طياتها الكثير الكثير، الذي يعجز القلم ان يخطه،
ويتجمد العقل عن استيعابه... الا ان هذا بعض ما حدث ...
عشر سنوات مرت، ومع هذا بقيت تلك الذكرى، راسخة في قلوب الفلسطينيين، الذين يجري دمهم العربي الاحمر في عروقهم،
بقيت تلك الذكرى خالدة في عقولهم، مرسومة امام اعينهم، مطبوعة في مخيلتهم.
قد تتغير التسمية، فتارة تكون انتفاضة القدس والاقصى، وتارة اخرى هبة اكتوبر، او من يسمونها احداث 2000،
الا ان تلك الايام لا تتغير وتبقى محفورة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، أكثر من نقش الحجر.
السياسة الاسرائيلية حاولت محو ذاكرة الفلسطينيين
القتل، الضرب، التكسير، التحطيم، الاعتقال، التجريف والدمار، هذه المصطلحات التي أستعملت،
ومازالت طوال السنين التي انطوت!، انطوت وغطت ترابها اجساد الشهداء الـ 13 من المواطنين العرب
في اسرائيل الذين سقوا ارض فلسطين من دمائهم، ومئات الشهداء الفلسطينيين، لتبقى فلسطين خالدة رغم محاولات الطمس
المستمرة، والسياسة الاسرائيلية التي أباحت القتل والتعذيب،
محاولين محو ذاكرة الفلسطينيين، غير آبهين ان تلك المحاولات ما هي الا جرعات قوة منحوها لهذا الشعب الأبي...
شارون يدنس المسجد الاقصى ويشعل فتيل الانتفاضة
عشر سنوات مرت على هبة القدس والأقصى حيث ثارت من قفطان الارض رائحة البخور والكافور والبهار،
فكانت شرارة البداية، عندما دنس اليميني المتطرف أريئيل شارون المسجد الاقصى المبارك، بدخوله
الى باحاته، في الثامن والعشرين من شهر تشرين أول / أكتوبر عام 2000، الامر الذي أدى حينها
الى اشتباكات ومواجهات في محيط أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، الأقصى المبارك،
مع افراد الشرطة وقواتها المعززة التي اجتاحت المكان، فادت الى اصابة ما لا يقل عن 25
مصاباً في صفوف المصلين، برصاص حي أطلق عليهم، لتهدأ بعدها النفوس حتى صبيحة اليوم التالي للتنديس.
صلاة الجمعة في الاقصى تتحول الى ساحة معركة
وكان ذلك يوم الجمعة، (29/09/2000)، ومع انتهاء صلاة الجمعة المقدسة لدى
المسلمين، ثارت الثورة الكبرى، فشهد هذا اليوم اشتباكات اعنف، تم خلالها القاء
الحجارة، والأحذية على افراد الشرطة الذين ردوا بالرصاص الحي، والمطاطي،
فسقط سبعة فلسطينيين، ورفعوا الى ربهم شهداء، بدمهم الطاهر، دفاعاً عن بيت الله،
وعن أرض الوطن، فيما اصيب المئات، لتتوسع بؤرة المقاومة الى خارج اسوار
المسجد، ولتبدأ انتفاضة الحجر، التي اندلعت أولاً في الضفة الغربية، على مفترقات
ونقاط كانت تعج بالجيش الاسرائيلي، فيما اقتحم الفلسطينيون الابطال، "معسكر نيتساريم"
وأنزلوا العلم الاسرائيلي عن أعلى اسواره، ورفعوا علم فلسطين بألوانه "الاخضر والاحمر والاسود والابيض"،
في خطة جريئة، عجز عنها العرب منذ عام 1948، فواجه الجيش الحجر بالرصاص القاتل.
المظاهرات انحدرت الى داخل الخط الاخضر
ويوم السبت التالي، كان أشرس أكثر فأكثر عندما وصل موج الاشتباك لقطاع غزة، ومعظم البلدات الفلسطينية،
خارج الخط الاخضر، قبل ان تنحدر الى داخله في اليوم الاول من شهر تشرين الاول، عندما انضم المواطنون
الفلسطينيون العرب، من سكان اسرائيل، متظاهرين ضد سياسة القتل والترهيب الاسرائيلية، فشهدت كل
من كفركنا والناصرة، وأم الفحم، وطرعان، والمشهد، ودير الاسد، وعرابة، والفريديس، ويافا،
وغيرها من البلدات العربية، مظاهرة حامية الوطيس، مغلقين الشوارع الرئيسية والمفارق،
ليس قبل ان يحكموا اغلاق "منطقة المروج"، لينصفوا "إسرائيل" لقسمين، ويفصلوا شمالها عن جنوبها ومركزها.
اليوم الاول من شهر اكتوبر
يوم الاحد: يوم الانتفاضة الاول، كان من نصيب مدينة ام الفحم، جبل النار، الذي إعتلت
فيه السنة النيران، ليصرخ في وجه الجيش والشرطة، مؤكداً هويته الفلسطينية، ليس
قبل ان يغلق الشبان الابطال مفترق أم الفحم، مغلقين شارع 65 او ما يعرف بشارع وادي
عارة نهائياً، الامر الذي اسفر عن استشهاد شابين، واصابة 39 آخرين، مازال عدد منهم يعاني من الاصابة حتى يومنا هذا.
استشهاد محمد جبارين ادى الى حالة من الغليان في الوسط العربي
الشهيدان محمد جبارين، من إم الفحم، وأحمد صيام من معاوية، سقطا برصاص الشرطة الاسرائيلية،
وفي نفس الوقت شهد الشارع الرئيس في مدينة الناصرة (بولس السادس) مواجهات ضارية، أدت
الى اصابة 44 شاباً تلقوا العلاج في مستشفيات المدينة خلال ذلك اليوم، في الوقت الذي انتفض فيه مئات
المواطنين البدو من مدينة رهط، الذين تجمهروا قرب مركز شرطة والقوا الحجارة عليه، ليس قبل ان يحاولوا اغلاق شارع بئر السبع بزجاجات حارقة القيت عليه.
مدينة يافا العريقة، كانت كشقيقاتها من المدن والبلدات العربية، فقد خرج شبابها الغاضبين معبرين
عن سخطهم ليقف في وجههم الجلاد الاسرائيلي ويعتقل العشرات منهم، فخيمت اجواء السخط على الوسط
العربي كله في البلاد ، وإمتدت أمواج الغليان والغضب على الفلسطينيين، الامر الذي أرعب القادة الاسرائيليين،
الذين ايقنوا انهم لن يتمكنوا من محو ذاكرة شعب بأكمله، فإمروا برفع حالة التأهب الى اقصى دراجتها، بإعطائهم تعليمات
للشرطة بالضرب بقبضة من حديد، واستعمال كافة الوسائل لوقف التظاهرات، متيحين استعمال الرصاص الحي بشكل رسمي، ما ادى الى ازدياد وتيرة المقاومة.
وبعد ان انتشر نبأ استشهاد جبارين في ام الفحم، عاد المتظاهرون ليعبروا عن استنكارهم، فقتل الشاب
رامي غرة ابن الـ 22 عاماً، شاهداً على الانتفاضة في بلدة جت.
وفي الضفة الغربية استشهد سبعة شبان، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات شرسة، وأعلنت لجنة المتابعة
العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، الاضراب الشامل في جميع قطاعات ومناحي الحياة.
اليوم الثاني من شهر اكتوبر
خرج مواطنو قرية كفركنا في مظاهرة صاخبة، قرب مفترق بيت ريمون، المدخل الشمالي للمدينة،
في اكسال لم تختلف الصورة كثيراً، ولا في ام الفحم، التي خرج فيها المئات مستائين من
يوم (الامس) الدامي، اضرموا النيران في اطارات سيارات، والقوا الحجارة على قوات
الشرطة التي استفزتهم ومنعتهم من مواصلة طريقهم نحو مدخل المدينة.
وكذلك في الناصرة، وعكا، وبلدات المثلث، وقرى عربية اخرى في الشمال.
واسفر هذا اليوم الدامي عن استشهاد علاء نصار واسيل عاصلة من عرابة،
وعماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، واياد لوابنة من الناصرة، ومصلح ابو جراد من قرية
دير البلح في قطاع غزة، وقتل في ام الفحم.
يوم الانتفاضة الثالث - 3/10/2000
في قرية كفرمندا الجليلية انطلقت مظاهرة في ساعات بعد الظهر، طافت شوارع القرية،
ومضت نحو الشارع الرئيسي، حيث انتظر المتظاهرين مئات افراد الشرطة،
الذي فتحوا بالرصاص الحي، ادى ذلك الى استشهاد رامز بشناق، واصابة شاب آخر بجراح متوسطة.
شفاعمرو وطمرة شهدتا مظاهرات كبيرة، فيما شارك أكثر من 60 ألف شخص في
جنازة الشهيد إياد لوابنة في مدينة الناصرة، وتحولت الجنازة الى مظاهرة غاضبة تم خلالها الاشتباك مع قوات الشرطة.
دبورية، الطيبة، كفرقاسم، وبلدات اخرى شهدت مظاهرات ايضاً.
ومن جهة اخرى، شارك المواطنون الدروز في هضبة الجولان، في هبة الأقصى متضامنين مع اشقائهم الفلسطينيين.
اليوم الرابع والخامس
تضاعفت الاشتباكات، لينضم الى جانب الشرطة، المواطنين اليهود المتطرفين ومن بينهم المسلحين، الذين كانوا
يطقون النار هم ايضاً بإتجاه العرب على خلفية قومية بحتة، في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي كفركنا استشهد الشاب محمد خمايسي، الذي اصيب في مظاهرة في القرية في اليوم الثالث.
اليوم السادس
صادف يوم الانتفاضة السادس، يوم الجمعة، حيث لوحظ ولأول مرة منذ عشرات
السنوات التي مرت، عدم تواجد أي فرد من أفراد الشرطة الاسرائيلية في
محيط الحرم القدسي الشريف، خوفاً من مواجهات واشتباكات.
اليوم السابع من الانتفاضةشهد مواجهات كباقي الايام في بلدات مختلفة، فيما قتل مواطن اسرائيلي متأثراً
بجراحه التي اصيب فيها جراء القاء الحجارة على سيارته اثناء عبوره على شارع رقم 2 بمحاذاة قرية جسر الزرقاء.
اليوم الثامن
في هذا اليوم وصلت ذروة المواجهات بين اليهود والعرب في البلاد، خاصة ان هذا اليوم
صادف يوم الغفران لدى الطوائف اليهودية، فقرر اليهود حينها الانتقام من العرب مواصلين اعمال العنف ضدهم،
وكانت ساحة معركتهم في مدينة الناصرة، عندما اقتحم مئات المتطرفين من سكان
مدينة نتسريت عيليت المجاورة، الحي الشرقي من الناصرة، وحاولوا اضرام
النيران في بعض منازل العرب منكلين بسكانها، فهّب الالاف المؤلفة من سكان
المدينة والحي، والقرى المجاورة للرد عليهم، وسقط يومها الشهيدين "عمر عكاوي، ووسام يزبك".
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
وبذلك بلغ عدد الشهداء 13 شاباً من سكان داخل الخط الاخضر، برصاص الشرطة، خلال ايام الانتفاضة،
وهم عماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، رامي غرة من جت المثلث، أسيل عاصلة وعلاء نصار من عرابة،
عمر عكاوي واياد لوابنة ووسام يزبك من الناصرة، مصلح أبو جراد من دير البلح والذي
استشهد في أم الفحم، رامز بشناق من كفر مندا، محمد خمايسي من كفر كنا وأحمد صيام ومحمد جبارين من أم الفحم.
وبعد مرور 10 سنوات
وحتى يومنا هذا مازالت تلك الايام، تحمل في طياتها الكثير الكثير، الذي يعجز القلم ان
يخطه وتعجز الكلمات على الخروج من الحناجر، ويتجمد العقل عن استيعاب ما جرى في تلك الايام.
واليوم يحيي الوسط العربي الذكرى العاشرة، ومازالت في قلوب مئات الآلاف اللوعة الممزوج بمزيد من السخط...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
على الرغم من ان تلك الايام حملت في طياتها الكثير الكثير، الذي يعجز القلم ان يخطه،
ويتجمد العقل عن استيعابه... الا ان هذا بعض ما حدث ...
عشر سنوات مرت، ومع هذا بقيت تلك الذكرى، راسخة في قلوب الفلسطينيين، الذين يجري دمهم العربي الاحمر في عروقهم،
بقيت تلك الذكرى خالدة في عقولهم، مرسومة امام اعينهم، مطبوعة في مخيلتهم.
قد تتغير التسمية، فتارة تكون انتفاضة القدس والاقصى، وتارة اخرى هبة اكتوبر، او من يسمونها احداث 2000،
الا ان تلك الايام لا تتغير وتبقى محفورة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، أكثر من نقش الحجر.
السياسة الاسرائيلية حاولت محو ذاكرة الفلسطينيين
القتل، الضرب، التكسير، التحطيم، الاعتقال، التجريف والدمار، هذه المصطلحات التي أستعملت،
ومازالت طوال السنين التي انطوت!، انطوت وغطت ترابها اجساد الشهداء الـ 13 من المواطنين العرب
في اسرائيل الذين سقوا ارض فلسطين من دمائهم، ومئات الشهداء الفلسطينيين، لتبقى فلسطين خالدة رغم محاولات الطمس
المستمرة، والسياسة الاسرائيلية التي أباحت القتل والتعذيب،
محاولين محو ذاكرة الفلسطينيين، غير آبهين ان تلك المحاولات ما هي الا جرعات قوة منحوها لهذا الشعب الأبي...
شارون يدنس المسجد الاقصى ويشعل فتيل الانتفاضة
عشر سنوات مرت على هبة القدس والأقصى حيث ثارت من قفطان الارض رائحة البخور والكافور والبهار،
فكانت شرارة البداية، عندما دنس اليميني المتطرف أريئيل شارون المسجد الاقصى المبارك، بدخوله
الى باحاته، في الثامن والعشرين من شهر تشرين أول / أكتوبر عام 2000، الامر الذي أدى حينها
الى اشتباكات ومواجهات في محيط أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، الأقصى المبارك،
مع افراد الشرطة وقواتها المعززة التي اجتاحت المكان، فادت الى اصابة ما لا يقل عن 25
مصاباً في صفوف المصلين، برصاص حي أطلق عليهم، لتهدأ بعدها النفوس حتى صبيحة اليوم التالي للتنديس.
صلاة الجمعة في الاقصى تتحول الى ساحة معركة
وكان ذلك يوم الجمعة، (29/09/2000)، ومع انتهاء صلاة الجمعة المقدسة لدى
المسلمين، ثارت الثورة الكبرى، فشهد هذا اليوم اشتباكات اعنف، تم خلالها القاء
الحجارة، والأحذية على افراد الشرطة الذين ردوا بالرصاص الحي، والمطاطي،
فسقط سبعة فلسطينيين، ورفعوا الى ربهم شهداء، بدمهم الطاهر، دفاعاً عن بيت الله،
وعن أرض الوطن، فيما اصيب المئات، لتتوسع بؤرة المقاومة الى خارج اسوار
المسجد، ولتبدأ انتفاضة الحجر، التي اندلعت أولاً في الضفة الغربية، على مفترقات
ونقاط كانت تعج بالجيش الاسرائيلي، فيما اقتحم الفلسطينيون الابطال، "معسكر نيتساريم"
وأنزلوا العلم الاسرائيلي عن أعلى اسواره، ورفعوا علم فلسطين بألوانه "الاخضر والاحمر والاسود والابيض"،
في خطة جريئة، عجز عنها العرب منذ عام 1948، فواجه الجيش الحجر بالرصاص القاتل.
المظاهرات انحدرت الى داخل الخط الاخضر
ويوم السبت التالي، كان أشرس أكثر فأكثر عندما وصل موج الاشتباك لقطاع غزة، ومعظم البلدات الفلسطينية،
خارج الخط الاخضر، قبل ان تنحدر الى داخله في اليوم الاول من شهر تشرين الاول، عندما انضم المواطنون
الفلسطينيون العرب، من سكان اسرائيل، متظاهرين ضد سياسة القتل والترهيب الاسرائيلية، فشهدت كل
من كفركنا والناصرة، وأم الفحم، وطرعان، والمشهد، ودير الاسد، وعرابة، والفريديس، ويافا،
وغيرها من البلدات العربية، مظاهرة حامية الوطيس، مغلقين الشوارع الرئيسية والمفارق،
ليس قبل ان يحكموا اغلاق "منطقة المروج"، لينصفوا "إسرائيل" لقسمين، ويفصلوا شمالها عن جنوبها ومركزها.
اليوم الاول من شهر اكتوبر
يوم الاحد: يوم الانتفاضة الاول، كان من نصيب مدينة ام الفحم، جبل النار، الذي إعتلت
فيه السنة النيران، ليصرخ في وجه الجيش والشرطة، مؤكداً هويته الفلسطينية، ليس
قبل ان يغلق الشبان الابطال مفترق أم الفحم، مغلقين شارع 65 او ما يعرف بشارع وادي
عارة نهائياً، الامر الذي اسفر عن استشهاد شابين، واصابة 39 آخرين، مازال عدد منهم يعاني من الاصابة حتى يومنا هذا.
استشهاد محمد جبارين ادى الى حالة من الغليان في الوسط العربي
الشهيدان محمد جبارين، من إم الفحم، وأحمد صيام من معاوية، سقطا برصاص الشرطة الاسرائيلية،
وفي نفس الوقت شهد الشارع الرئيس في مدينة الناصرة (بولس السادس) مواجهات ضارية، أدت
الى اصابة 44 شاباً تلقوا العلاج في مستشفيات المدينة خلال ذلك اليوم، في الوقت الذي انتفض فيه مئات
المواطنين البدو من مدينة رهط، الذين تجمهروا قرب مركز شرطة والقوا الحجارة عليه، ليس قبل ان يحاولوا اغلاق شارع بئر السبع بزجاجات حارقة القيت عليه.
مدينة يافا العريقة، كانت كشقيقاتها من المدن والبلدات العربية، فقد خرج شبابها الغاضبين معبرين
عن سخطهم ليقف في وجههم الجلاد الاسرائيلي ويعتقل العشرات منهم، فخيمت اجواء السخط على الوسط
العربي كله في البلاد ، وإمتدت أمواج الغليان والغضب على الفلسطينيين، الامر الذي أرعب القادة الاسرائيليين،
الذين ايقنوا انهم لن يتمكنوا من محو ذاكرة شعب بأكمله، فإمروا برفع حالة التأهب الى اقصى دراجتها، بإعطائهم تعليمات
للشرطة بالضرب بقبضة من حديد، واستعمال كافة الوسائل لوقف التظاهرات، متيحين استعمال الرصاص الحي بشكل رسمي، ما ادى الى ازدياد وتيرة المقاومة.
وبعد ان انتشر نبأ استشهاد جبارين في ام الفحم، عاد المتظاهرون ليعبروا عن استنكارهم، فقتل الشاب
رامي غرة ابن الـ 22 عاماً، شاهداً على الانتفاضة في بلدة جت.
وفي الضفة الغربية استشهد سبعة شبان، برصاص الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات شرسة، وأعلنت لجنة المتابعة
العليا لقضايا الجماهير العربية في البلاد، الاضراب الشامل في جميع قطاعات ومناحي الحياة.
اليوم الثاني من شهر اكتوبر
خرج مواطنو قرية كفركنا في مظاهرة صاخبة، قرب مفترق بيت ريمون، المدخل الشمالي للمدينة،
في اكسال لم تختلف الصورة كثيراً، ولا في ام الفحم، التي خرج فيها المئات مستائين من
يوم (الامس) الدامي، اضرموا النيران في اطارات سيارات، والقوا الحجارة على قوات
الشرطة التي استفزتهم ومنعتهم من مواصلة طريقهم نحو مدخل المدينة.
وكذلك في الناصرة، وعكا، وبلدات المثلث، وقرى عربية اخرى في الشمال.
واسفر هذا اليوم الدامي عن استشهاد علاء نصار واسيل عاصلة من عرابة،
وعماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، واياد لوابنة من الناصرة، ومصلح ابو جراد من قرية
دير البلح في قطاع غزة، وقتل في ام الفحم.
يوم الانتفاضة الثالث - 3/10/2000
في قرية كفرمندا الجليلية انطلقت مظاهرة في ساعات بعد الظهر، طافت شوارع القرية،
ومضت نحو الشارع الرئيسي، حيث انتظر المتظاهرين مئات افراد الشرطة،
الذي فتحوا بالرصاص الحي، ادى ذلك الى استشهاد رامز بشناق، واصابة شاب آخر بجراح متوسطة.
شفاعمرو وطمرة شهدتا مظاهرات كبيرة، فيما شارك أكثر من 60 ألف شخص في
جنازة الشهيد إياد لوابنة في مدينة الناصرة، وتحولت الجنازة الى مظاهرة غاضبة تم خلالها الاشتباك مع قوات الشرطة.
دبورية، الطيبة، كفرقاسم، وبلدات اخرى شهدت مظاهرات ايضاً.
ومن جهة اخرى، شارك المواطنون الدروز في هضبة الجولان، في هبة الأقصى متضامنين مع اشقائهم الفلسطينيين.
اليوم الرابع والخامس
تضاعفت الاشتباكات، لينضم الى جانب الشرطة، المواطنين اليهود المتطرفين ومن بينهم المسلحين، الذين كانوا
يطقون النار هم ايضاً بإتجاه العرب على خلفية قومية بحتة، في مناطق مختلفة من البلاد.
وفي كفركنا استشهد الشاب محمد خمايسي، الذي اصيب في مظاهرة في القرية في اليوم الثالث.
اليوم السادس
صادف يوم الانتفاضة السادس، يوم الجمعة، حيث لوحظ ولأول مرة منذ عشرات
السنوات التي مرت، عدم تواجد أي فرد من أفراد الشرطة الاسرائيلية في
محيط الحرم القدسي الشريف، خوفاً من مواجهات واشتباكات.
اليوم السابع من الانتفاضةشهد مواجهات كباقي الايام في بلدات مختلفة، فيما قتل مواطن اسرائيلي متأثراً
بجراحه التي اصيب فيها جراء القاء الحجارة على سيارته اثناء عبوره على شارع رقم 2 بمحاذاة قرية جسر الزرقاء.
اليوم الثامن
في هذا اليوم وصلت ذروة المواجهات بين اليهود والعرب في البلاد، خاصة ان هذا اليوم
صادف يوم الغفران لدى الطوائف اليهودية، فقرر اليهود حينها الانتقام من العرب مواصلين اعمال العنف ضدهم،
وكانت ساحة معركتهم في مدينة الناصرة، عندما اقتحم مئات المتطرفين من سكان
مدينة نتسريت عيليت المجاورة، الحي الشرقي من الناصرة، وحاولوا اضرام
النيران في بعض منازل العرب منكلين بسكانها، فهّب الالاف المؤلفة من سكان
المدينة والحي، والقرى المجاورة للرد عليهم، وسقط يومها الشهيدين "عمر عكاوي، ووسام يزبك".
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
وبذلك بلغ عدد الشهداء 13 شاباً من سكان داخل الخط الاخضر، برصاص الشرطة، خلال ايام الانتفاضة،
وهم عماد غنايم ووليد ابو صالح من سخنين، رامي غرة من جت المثلث، أسيل عاصلة وعلاء نصار من عرابة،
عمر عكاوي واياد لوابنة ووسام يزبك من الناصرة، مصلح أبو جراد من دير البلح والذي
استشهد في أم الفحم، رامز بشناق من كفر مندا، محمد خمايسي من كفر كنا وأحمد صيام ومحمد جبارين من أم الفحم.
وبعد مرور 10 سنوات
وحتى يومنا هذا مازالت تلك الايام، تحمل في طياتها الكثير الكثير، الذي يعجز القلم ان
يخطه وتعجز الكلمات على الخروج من الحناجر، ويتجمد العقل عن استيعاب ما جرى في تلك الايام.
واليوم يحيي الوسط العربي الذكرى العاشرة، ومازالت في قلوب مئات الآلاف اللوعة الممزوج بمزيد من السخط...
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]