دريدد لحام أو كما يعراف غوار الطواشي

*حمزة*

مشرف عام
من قلب المناره كل جديد نشاء الله
دريد لحام عبر بصدق عن آلام واوجاع العرب

الفنان السوري حفر لنفسه موقعا مميزا في الكوميديا العربية بتركيزه على نقد الاوضاع السياسية والاجتماعية العربية.

يصعب الحديث عن تجربة الكوميديا العربية دون التطرق إلى اسم مميز؛ لمع في فضاء الدراما الفكاهية العربية وترك فيه بصماته الواضحة، إنه دريد لحام.

وتجربة هذا الفنان العربي ذات خصوصية يشترك فيها مع الكثير من أقرانه من نجوم السينما والمسرح في العالم العربي، فهو ليس قادماً من أكاديمية متخصصة في هذا الضرب من الفنون، وإنما جاء دريد لحام الذي ترعرع في دمشق، وفيها أكمل تعليمه حتى المرحلة الجامعية؛ من ميدان الكيمياء.

وبدأت قصة دريد لحام مع التمثيل في الجامعة، ولكنه حقق نجوميته العابرة للحدود العربية من خلال اقتباسه للشخصية التي اشتهر بها "غوار الطوشي"، التي يعود فضل ابتكارها للفنان الراحل نهاد قلعي، ففي الستينيات باشر عمله ممثلاً على الشاشة الفضية، وقام بالعديد من الأعمال، أبرزها مسلسل "صح النوم" الذي كان بداية معرفة الجمهور السوري به. وزيادة على تكاثر أعماله في أعقاب ذلك؛ أخذ لحام يقوم بأدوار عديدة في أعمال فكاهية منتجة خارج سورية، وخاصة في مصر، بالاشتراك مع الفنان قلعي.

أما "غوّار الطوشي" فلم يكن شخصية عابرة؛ فهو الاسم الذي اقتبسه نهاد قلعي من دائرة معارفه الشخصية، ورأى أنه يرمز إلى المواطن السوري العادي، أو العربي بشكل أعم، المنشغل في تحصيل لقمة عيشه وتحفل حياته اليومية بمفارقات لا تُحصى. لكن غوّاراً هذا لم يكن لقمةً سائغة بل هو أيضاً شخصية ساخرة ومتصرفة. وقد برز بوجه الخصوص في التمثيليات ثم قفز إلى منصة المسرح ليرتبط اسمه بأشهر الأعمال المسرحية التي شاهدها العرب.

وتعاقبت الأعمال المسرحية لـ"غوار الطوشي"، وهو الاسم الذي اشتهر به على نطاق واسع ليطمس الاسم الأصلي الأقل شهرة: دريد لحام. فكانت مسرحيات "غربة"، و"شقائق النعمان"، و"ضيعة تشرين"، و"كأسك يا وطن". وإلى جانبه على خشبة المسرح برزت أسماء ناجحة في عالم التمثيل وما وراءه، نجح بعضها في متابعة مشواره بنجاح.

ولم تكن براعة دريد لحام في التمثيل وتقمّص الأدوار الحاضرة في الواقع العربي؛ هي وحدها التي شقّت أمامه طريق النجومية. فجرأته في نقد الحال العربية الراهنة، الحافلة بالتناقضات المضحكة المبكية؛ قد جعلته الأقرب إلى نبض الشارع. وهذا ما يفسر كون شخصية دريد لحام قد لقيت الاحترام في الأوساط المثقفة كما في الشرائح الشعبية؛ خلافاً لما عليه الحال بالنسبة لغيره من "نجوم" الكوميديا العرب، في غالبهم، الذين كسبوا قطاعات واسعة من الجمهور المتدافع على شبابيك التذاكر، لكنهم خسروا بالمقابل تقدير النخب، بالنظر للمستوى الهابط من الأعمال التي قدموها على خلفية استدرار الضحك لذاته.

أما الأعمال السينمائية الشهيرة التي كان لدريد لحام الدور المحوري فيها؛ كفيلم "الحدود" مثلاً؛ فقد كانت متابعة منه للنقد اللاذع للواقع السياسي العربي الممزق، الذي يجعل المواطن العربي الفاقد لجواز سفره مثلاً بلا قيمة اعتبارية تُذكر، وطريداً لا مكان له سوى في الأرض الحرام بين الحدود، مهما طال به المقام أو طالت لحيته، كما يرد في الفيلم. بل جاء الفيلم ترجمة لحال اللاجئ الفلسطيني الذي نالت قضيته الكثير من الخطابات الرنانة للرسميين العرب الذين أعربوا عن تضامنهم معه؛ دون أن يترجموا الكلمات إلى مواقف.

إلاّ أنّ دريد لحام كان يدرك جيداً "الحدود" التي تسمح بها الصنعة، ولعلّ براعته تكمن في استنفاذ أقصى درجات النقد المسموح به، دون الخروج عن النص. فلم تكن أدواره تتضمن انتقادات مباشرة وإنما مبطنة، وكان يقوم بتنميط الدولة العربية والنظام العربي والمواطن العربي؛ في مسعى للتعميم يخرجه من مأزق التخصيص الذي من شأنه أن يطيح بتجربته النقدية اللاذعة. أي كان عليه أن يضع إصبعه على نصف الحقيقة؛ تاركاً لجمهوره الذي لا يعوزه الذكاء استنتاج النصف الآخر، وهو ما ينجح فيه في العادة؛ بدلالة التفاعل الكبير مع أعماله، الذي كان يصل للتصفيق الحار في مدرجات الجمهور في المسارح.

ويمكن الاستنتاج بأنّ تجربة دريد لحام في عالم التمثيل والدراما الكوميدية قد عرفت اختبارين عسيرين على الأقل؛ نجح هو في أولهما بينما يجد نفسه اليوم في خضم الاختبار الثاني.

فقد تمكن دريد لحام من الخروج من شخصية غوار الطوشي التي بقي أسيراً لها، فاجتاز اختبار تقديم أعمال ناجحة بغير الطربوش والملابس الشامية التقليدية، ولم يكن ذلك سهلاً على الجمهور؛ الذي احتاج فترة من الزمن للتكيّف مع الأدوار الجديدة المختلفة لهذا الممثل، الذي لم يكن سوى "غوّار" في عيون الجماهير العربية.

ولكن الاختبار الثاني ما زال قائماً. فهل ينجح دريد لحام في زيادة وتيرة النقد للواقع السياسي العربي، على وقع الارتفاع "القسري" لسقف حرية الرأي والتعبير الذي شهده العالم العربي في السنوات الأخيرة؟.

فما كان مثيراً لاهتمام العرب قبل الفضائيات والإنترنت، وما كان يصفِّق الجمهور تقديراً لجرأته في السبعينيات والثمانينيات؛ تجاوزه الزمن بمتغيراته في تقنية الإعلام والاتصال، التي جعلت الرقابة على المصنفات تقف مكتوفة اليدين في موقف العاجز عن الفعل.

فماذا بوسع دريد لحام أن يفعل اليوم؟ أم أنّ عليه أن يركن إلى الدراما الاجتماعية البعيدة في الغالب عن متاعب السياسة؟ كما في تجربته في طائفة من المسلسلات، التي تراجعت فيها المعالجة النقدية للواقع، كما يلاحَظ في مسلسل "أحلام أبو الهنا" مثلاً.

أما اختيار منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" لهذا النجم العربي سفيراً لها في الشرق الأوسط، فمن شأنه أن يعزِّز الاتجاه الاجتماعي والحقوقي لدريد لحام؛ على حساب النقد السياسي. ولكن في الحالتين؛ سيبقى "غوار" الشخصية المفضلة للقطاعات الأوسع من المشاهدين العرب، كما ستبقى بصمات "دريد" واضحة في مسيرة الدراما الفكاهية العربية، مهما قال الناقدون فيه. (قدس.برس)
 

هذيان الروح

كاتب محترف
رد: دريدد لحام أو كما يعراف غوار الطواشي

اي اتعودنا علينا بأسم غوار الطوشي
بيلبئلو كتيررررررررررررررر
بس حئو انو يطلع من هاد الاسم ويصير الو شخصيه تانيه الناس تعرفو فيا
حمزه يسلموو على الاخبار
لك اخبارك بتفتح النفس
 

رتيل

كاتب جيد جدا
رد: دريدد لحام أو كما يعراف غوار الطواشي

مشكورررررر
حمزة
اخبار بمنتهى الروعه
سلمت الايادي
 

مواضيع مماثلة

أعلى