رسالة وهمية الى...؟

ابن المخيم

كاتب جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
تلقت السيدة مريم رسالة من ولدها ، رسالةٌ ذات لون أحمر قد ارتسمت على حافتها وردة جورية .بدأت بقراءتها بتأنٍ، تريد أن تتشرب كل كلمة ، حتى تمتلئ رئتاها بما تحمله.
من بدايتها كانت تحمل الأشواق والمحبة والامتنان وقبلات على اليد والجبين.من "والدتي الحبيبة" إلى " سيدة عمري" ثم " بدونك دنيايَ لا تساوي شيئاً" تنقلت سيدتنا فيها .

أرخت مريم ذات الخمس وستين عاماً ظهرها مستندة على كرسيّها، وأكملت ما حُمِّلته الرسالة من شوقِ أحفادها لرؤيتها ، وكيف أنهم يطلبون من والدهم أن يأخذهم إليها .تراقصت دمعة في مآقي عينيها دون أن ترتل على وجهها .

قرّبت الرسالة منها فاشتمت عَبْق عطرِ زوجته المحبب في ثنايا حروف الرسالة

كانت مع كل كلمة، تَذْكُره كيف كان طفلاً في مهده يُضاحِك الحياةَ بملامحه التي لم تخدشها قسوة الحياة بعد.
ويوم عاد باكياً في أول يوم له في المدرسة لأن المعلم لم يقبل أن يُجلسه بجانب صديقه ، وهي تحنو عليه وتعِدُه بان تتحدث مع المعلم في ذلك .

"ابتسمت سيدتنا مع سيل الذكريات، و أكملت الجريان معه "

كيف اختارت له عروسه ورأته وقد تزّين ببذلته السوداء يوم العرس، وانطلقت منها زغرودة لتعانق عنان السماء

- عدّلت من جلستها – وأكملت الرسالة، فوصلت إلى ما ضُمّنته آخر الرسالة من توصيةٍ صغيرة تقول: أتمنى يا أمي الغالية أن يكون المبلغ المالي مع الرسالة كافيا وأن يعوّض شيئاً لكِ من عمر السنين"

أغلقت السيدة مريم الرسالة التي أبتلَّ طرف منها دموعها التي شكّلت مجرىً لها في الوجه .ووضعتها في مغلفها المطرّز عليه خارجا ً،
من :ابنك المحب
إلى :أمي في مأوى العجزة

وعادت بظهرها للوراء وغصّة تكوي غمار القلب وتراتيل الدعاء الذي لم ينقطع يوماً يَرُد صداها في صمت الغرفة .

 

ابن المخيم

كاتب جديد
رد: رسالة وهمية الى...؟

haloosh اكيد ما فهمتي كل القصة اوك مشكورة على المرور
 

مواضيع مماثلة

أعلى