عـــــــيد الــــــــــجلاء ((اول احتفال رسمي )))

دادو الشام

كاتب جديد
تفاصيل الاحتفال بيوم الجلاء .. قبل 64 عاماً ( 17 - نيسان - 1946)


يوم العيد الوطني
أفاقت دمشق صباح يوم الأربعاء 17 نيسان 1946 مبكرة جدا لتستقبل العيد الوطني عيد الجلاء و الإنعتاق وكانت دمشق على سعتها تضيق بالآلاف المؤلفة من البشر الزاحفة من كل حدب وصوب من محافظات سوريا ومن غوطة دمشق وأحياء دمشق ليشهدوا أول عرض من نوعه يقام منذ ربع قرن ولم تكد الشمس تبزغ حتى كانت الجماهير تحتل الأرصفة المؤدية إلى شارع الفاروق حيث أقيم العرض وتعتلي الأسطحة والشرفات وقباب التكية السليمانية لمكان العرض وتتزاحم على الأرصفة وفي الشوارع





حفلة العرض العسكرية
وفي تمام الساعة التاسعة بدأت وفود البلاد العربية تتوافد للسرادق المنصوبة وقد زينت أطرافها وحواشيها بالأعلام العربية ووقفت ثلة من طلاب مدرسة الشرطة ببنادقها قبالة السرادق للمحافظة على النظام كما وقفت موسيقى الجيش والدرك لاستقبال وفود البلاد العربية عند وصولها للسرادق وكانت الجماهير المحتشدة على جانبي الطريق تهتف من الأعماق كما وصل وفد من وفود البلاد العربية إلى مكان العرض

واكتمل عدد المدعوين في السرادق الكبير وكان يجلس في الصف الأمامي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وشقيقه الأمير منصور فالسيد هاشم الأتاسي فعبد اللطيف طلعت باشا فالأستاذ فارس خوري ثم إلى جانبه رئيس الوفد العراقي فالأردني وجلس إلى يسار فخامة رئيس الجمهورية أمين الجامعة العربية الأستاذ عزام باشا فأعضاء الوفد اللبناني وجلس في الصفوف الأخرى الوزراء وممثلو البلاد الأجنبية وضباط الجيوش العربية والنواب وكبار الموظفين والمدعوين من مختلف الهيئات الوطنية في البلاد




وفي التاسعة والنصف تماما وصل موكب فخامة رئيس الجمهورية على سيارة مكشوفة والى جانبه دولة الرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع السيد سعد الله الجابري
وبعد أن تفقد فخامته القوات المصطفة على طول شارع شكري القوتلي

وصل فخامته إلى مكان العرض فصدحت موسيقى الجيش بالنشيد السوري وتعالت الهتافات ودوى التصفيق

وتسارع المصورون الصحفيون وكان عددهم يربو على الخمسين عدا المصورين السينمائيين لالتقاط الصور وبعد أن جلس فخامته في السرادق وبدأ الاستعراض العسكري على أصوات طلقات المدفعية وتحت مظلة من طائرات النسور العراقيين والمصريين فتعود بالذاكرة إلى يوم كانت هذه المدافع تقصف دمشق الآمنة بقنابلها ومتفجراتها والطائرات تلقي عليها وابل جحيمها فتزداد النفوس شعورا بالخلاص ونعمه
وتعالت الهتافات ودوى التصفيق من كل مكان ووصلت موسيقى الدرك تعزف الأناشيد وتتقدم العرض ووصلت خلفها كتيبة من جيوش البلاد العربية تحمل أعلام الدول العربية المشتركة في احتفالات عيد الجلاء فصفق الجمهور طويلا لهذا المشهد المؤثر الذي تشهده دمشق لأول مرة ووصلت قطعات الدرك فضباط الجيش السوري فموسيقى الجيش




مفارز الجيوش العربية في العرض
ابتدأ عرض المفارز من الجيوش العربية وكان في مقدمتها كتيبة م الجيش المصري بنظامها البديع يتقدمها ضابطان مصريان يحملان علم مصر ثم مرت مفرزة الحرس الجمهوري اللبناني بلباسها الأزرق وعلمها الجميل وتبعتها مفرزة الجيش العراقي ثم مفرزة الجيش العربي السعودي فمفرزة الجيش الأردني وقد قوبلت هذه الظاهرة العسكرية العربية بالحماس الشديد والتصفيق الحاد والهتافات المدوية بحياة ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم

ومرت فرقة مدرسة ضباط الحربية للجيش السوري وتبعتها فرقة موسيقى الجيش الخيالة ثم فرقة المشاة حملة البنادق
وكانت فرق الفتوة بنظامها البديع وسلاحها مثار الإعجاب يتقدمها ضباط الجيش فصفق لها الناس طويلا

ثم مرت فرق فرسان الجيش وفرق الهجانة وهي تحدو وتدق الطبول فكانت كنفحة من الصحراء فيها كل ما في البداوة من مباهج
وابتدأ عرض الآليات التابعة للجيش السوري وفي مقدمتها سيارات النقل الكبيرة التي تحمل قوى البادية ثم سرية المخابرات والسيارات المزودة بالمدافع وتبعتها بعد ذلك السيارة التابعة لسرية المخابرات وتحمل الحمام الزاجل الذي انطلق وهو ملون بالإعلام العربية

ثم مرت دراجات الشرطة والدرك فمصفحات الدرك وعليها أسماء الشهداء من رجاله ثم سيارات الإسعاف فالدبابات وكانت تقابل كل هذه القوى بالهتاف والتصفيق
ومرت بد ذلك فرقة الموسيقى للكشاف ووراءها مفرزة من الكشاف يحمل أفرادها أعلام البلاد العربية وكانت ظاهرة تحريرية عرفتها دمشق لأول مرة عندما مرت السيدات منتظمات في فرق الكشافة فقوبلن بهتافات مجلجلة




لوحات العدوان الفرنسي
ثم مر الكاشفون يحملون لوحات تمثل العدوان الفرنسي الأخير كما تمثل معتقلات الأحرار راشيا والمزه وصورا أخرى تمثل هول جرائم الفرنسيين في تعذيبهم للمجاهدين الأحرار من أبناء هذا الوطن وكانت مفاجأة بديعة شاعت الحماسة بالنفوس عندما ظهرت سيارة ذكرت حتى بدت كباخرة الوحدة العربية وقد ظهر فيها السوري إلى جانب الفلسطيني واللبناني والأردني والعراقي والسعودي والمصري كل واحد منهم بزيه التقليدي وفي وسط جلست فتاة تلبس ثوبا ابيض وقد غلت يداها وتقدم منها عربي وإذا بها تفك قيودها وترمي بها فتعود حرة طليقة بعد أن كانت أسيرة مغللة بالأصفاد

وتتابعت المفاجآت فظهرت سيارات مجللة بالدمقس مزينة بالإزهار تحمل فتيات صغيرات يلبسن أثوابا هي العلم السوري بألوانه ويغنين أغنية وينثرن الرياحين على الضيوف ثم مرت سيارة فلسطين وتقدمت فتاة من رجل عربي يلبس الكوفية والعقال وصرخت بأعلى صوتها فلسطين يا فيصل فشعر كل من سمعها أن الجلاء عن سورية قد زاد بالمسؤولية الملقاة على عاتق السوريين لتخليص الجزء الجنوبي من بلادهم من بين أيدي الصهيونيين العتاة وعندما مرة سيارة تحمل نعشا مجللا بالسواد تحيط به صور شهداء البرلمان تعالت اللعنات على العتاة الظالمين المجرمين
حفنات من ترب المحافظات
وبعد انتهاء العرض العسكري تقدمت وفود المدن السورية لتضع بين يدي فخامة الرئيس حفنات من تراب المحافظات فكان لهذا الرمز الجميل معنى كبير في النفوس وهكذا انتهى العرض في جو حماسي لا يوصف



تخليد ميسلون والثورة السورية
وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة والنصف عندما غادر موكب فخامة رئيس الجمهورية وبرفقته الضيوف وكبار المدعوين قاصدا المزه حيث جرى رفع العلم السوري على القلعة وسميت ثكنتان باسم الشهيد يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وبعد أن ألقى رئيس هيئة أركان حرب الجيش الزعيم عطفه كلمة بين فخامة الرئيس قال فيها

يرتفع اليوم من هذه القلعة التي تطل على مدينة دمشق العلم السوري العربي بعد أن لبثت مدافع الأجنبي طيلة ربع قرن تهدد من جوانبها عاصمة بلاد الشام وهاهي جحافل الأجنبي تجلو عن أرضنا وهاهم أبناؤها من السورين يعودون فيدخلون هذه القلعة ويعود إلى بلاد الأمن والطمأنينة وهذا من ثمار جهودكم وجهاد هذا الشعب ومؤازرة البلاد العربية الشقيقة التي نرحب اليوم بوفودها

لن تكوني أيتها القلاع بإذن الله ويقظة حماتك بعد اليوم مبعثا للرعب ولن تتوج شرفاتك أسماء الطغاة المستعمرين بل ستعرفين إلى الأبد بأسماء شهدائنا وقادة جيوشنا المظفرة فهنا قلعة يوسف العظمة شهيد الواجب وهذه قلعة سلطان باشا الأطرش زعيم الثورة وتلك قلعة أبي عبيدة بن الجراح الفاتح المظفر وسنبقى صفا واحدا وقلبا واحدا تذود عنك وتحميك أيها العلم المفدى عاشت سوريا وعاش زعيمها وعاشت الأمة العربية عاش ملوكها وزعمائها

ثم عاد الموكب إلى العاصمة كما قصدت وفود كبيرة إلى ميسلون تنثر على جدث شهيدها يوسف العظمة الورود والرياحين وكانت دمشق خلال هذا الوقت تستغرق في نشوة طافحة من الأفراح والمواكب الشعبية وفرق الكشاف تطوف أرجاء المدينة وشوارعها بالأناشيد والأهازيج وعم المدينة شعور الطمأنينة والسرور وكانت مكبرات الصوت في جميع شوارع المدينة تتحف الآهلين بالأغاني الشجية والقصائد الرائعة في عيد الجلاء






 
رد: عـــــــيد الــــــــــجلاء ((اول احتفال رسمي )))

اليوم عيد الجلاء وقت انقعلو هدنكه من اراضينا
مبروكـ لألنا كل سنه 17 نيسان
يعطيك الف عافيه دادو الشامـ عاللفته الحلوه
يسلمون
63.gif
 

فراشة ولة

كاتب محترف
رد: عـــــــيد الــــــــــجلاء ((اول احتفال رسمي )))

عساء ايامكم كلها فرح وسرور
وعساء الشعب والاسره الحاكمه والدوله
في سعاده ونعيم وامان
 

مواضيع مماثلة

أعلى